39. أقم الصلاة بنفسك واجهر بذلك:
إقامة الصلاة فيه تعظيم لأمر الصلاة وتهيئة وهيبة، وهو الحد الفاصل بين جو ما قبل الصلاة وجو ما بعد الصلاة نفسها، لذلك كان له الأثر النفسي في تعظيم أمر الصلاة؛ لأن الاستشعار بهذا الحد الفاصل يساعدك على الخروج من هموم الدنيا ومشاغلها إلى الصلاة بروحانيتها، فإذا ما كنت مؤدياً للصلاة منفرداً فأقم الصلاة بنفسك لتزيد استشعارك بهيبتها وبالحد الفاصل بين الصلاة وما قبلها، وكي تدخل نفسك في جو الصلاة، وبذلك يزداد صفاؤك واستعدادك لما أنت مقدم عليه، فإذا ما أضفنا إلى ذلك جمال معاني كلمات الإقامة وعظمتها في النفس، فإن الاستعداد يزداد أكثر فأكثر بقدر فهمك لهذه المعاني، وبقدر انتباهك ووعيك لها أثناء الإقامة، فيصبح التهيؤ للخشوع قد بلغ عندك قدراً أصبحت فيه مستعداً للخشوع.
40. اعمل على تأكيد أن وقوفك بين يدي الله حقيقة بتنفيذ كل ما يلزم لذلك:
لو كان لديك مقابلة مع مسؤول ما، ذي درجة عالية، ولك حاجة تريد أن تقضيها من خلال هذه المقابلة، ألا تهيئ نفسك لهذه المقابلة؟ ألا تستعد لها؟ ألا تجهز لها من كل ما يلزم؟ وترتب كل أمورك ووقتك استعداداً لها، وربما أن تذهب للحلاق، فإن كان كذلك فالله أحق أن نجله ونوفيه حقه من الوقار حين الوقوف بين يديه في الصلاة، وذلك بالاستعداد بنفس الروح التي سعيت بها للمقابلة، وبنفس النشاط والهمة، بل بأكثر من ذلك؛ لأن الله أحق بذلك ولا مقارنة أبداً فالله أجلّ.
وإن عدنا إلى مثال المقابلة وقلنا أنك قصرت في الاستعداد لها فنسيت الموعد مثلاً أو ذهبت غير مستعد لها، فإنما أنت تقصر في حق نفسك لأن حاجتك لن تقضى في هذه الحالة، وبنفس الطريقة فإن أنت قصرت بشيء تجاه الله فإنما أنت تقصر في حق نفسك، وعليه قم إلى صلاتك وقد اتخذت كافة الاستعدادات اللازمة غير مقصر بشيء من أي نوع كان، ليكن استعدادك كاملاً فتكون خاشعاً لله في صلاتك، والله يقول في كتابه العزيز: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)(البقرة:238).
41. استعذ بالله من الشيطان الرجيم وسم الله عند الدخول في الصلاة:
إن عدوك في الصلاة هو إبليس الذي يحاول أن يخرجك من خشوعك، بل من الصلاة كلها إن استطاع، فلنستعن بالله عليه، ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل الدخول في الصلاة، كي لا يفسد علينا خشوعنا وقراءتنا من القرآن، ولقد أرشدنا الله سبحانه وتعالى لذلك في قوله: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)(النحل:98) ، و الاستعاذة طهارة للفم من اللغو والرفث، واعتراف بالعجز أمام وساوس الشيطان، وهي طلب للمعونة من الله القادر عليه، فمن السنة أن نذكر اسم الله على كل عمل هام؛ ليبارك الله لنا فيه، والصلاة من الأعمال الهامة التي يتوجب ذكر اسم الله في بدايتها.
42. " الله أكبر " .. قف عند معانيها عند الدخول في الصلاة:
كلمة " الله أكبر " التي ندخل بها الصلاة لها معانٍ كثيرة، وحركة اليدين التي نقوم بها أثناء لفظ " الله أكبر " لها معانٍ كثيرة وحتى وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى له معانٍ أيضاً، هذه المعاني إن علمناها فإنها تزيد من سمو الحركة التي نقوم بها، ومن عظمة الكلمات التي ننطق بها، مما يزيدنا خشوعاً بإذن الله عند الإقبال على الصلاة.
فمن معاني "الله أكبر" أن:
الله أكبر من كل كافر، ومن كل منافق، ومن كل يكيد لهذا الدين.
الله أكبر من كل ظالم يكيد لك ليخرجك عن صبرك.
الله أكبر من كل عمل يمكن أن يشغلك عن ذكر الله.
الله أكبر في شأنه وأجلّ من أي شيء في هذه الدنيا.
يتبع