لأن الله تعالى خلق الحياة متنوعة في كل شيء، بما فيها الإنسان،عاداته، تقاليده، معتقداته،طريقة تفكيره،حبه وبغضه،وفي كل شيء، لذلك فان أمامنا احد طريقين، فأما ان نتعايش، وطريقه الحوار، أو ان نتقاطع، وطريقه الخصام. العاقل، هو من يختار الحوار للعلاقة بينه وبين الآخرين، أما غيره فيختار الخصام والتقاطع، خيار الاول بسبب انه يمتلك المنطق، وخيار الثاني لأنه لا يمتلك ما يتحاور فيه، فعقله خال، وروحه خالية، ولذلك يرفض الحوار، وبالتالي لا يقبل بالآخر أبدا
(( ليصلك كل جديد أرسل الرقم 1 الى - 81428 للإتصالات السعودية - 601428 لموبايلي - 701428 زين ))
فالعالم الاسلامي متنوع في كل شيء،لا يمكن تحقيق التعايش بين أبنائه إلا بالحوار، فهو الطريق الوحيد الذي يمكن ان نحقق فيه التعايش والسلم الأهلي، أما الأفكار الشوفينية التي تعتمد إقصاء الآخر وإلغائه، والاستئثار والاعتداد بالنفس، والكفر بكل شيء إلا بما أؤمن به أنا، فذلك طريق الدمار الذي لا نهاية له، ولقد جربه كثيرون فلم يحققوا شيئا للاسلام سوى الخراب والدمار،
اولا ان يكون الحوار من اجل التكامل، فلا يكن من اجل ذاته، ولايخوضون فيه معتمدين على حكم مسبق يرفض التنازل او الاعتراف بالآخر، او الاقتناع بما يتعارض وما أؤمن به
ثانيا: ان يكون الحوار عن علم ومعرفة، وليس عن جهل، ليؤتي ثماره الطيبة، فالذي يحاورعن جهل لا يمكن ان يقتنع بشيء مهما كان صائبا، والعكس هو الصحيح، فمن يحاور عن علم ومعرفة، تراه يطلب الحق والحكمة بغض النظر عن مصدرها، ولذلك ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه و اله) قوله {الحكمة ضالة المؤمن} لأن المؤمن هدفه ان يتعلم وليس هدفه ان يجادل جدالا عقيماً
ثالثاً: ومن أجل ان نتصف بذلك، يلزمنا ان نتحلى بمجموعة الصفات و الأخلاق التي نتهيأ بها لقبول الآخر وقبول الحكمة عند الحوار، بغض النظر عن المصدر، على طريقة {لا تنظر إلى من قال، وانظر إلى ما قال}، وان من ابرز هذه المناقبيات:
أ ) سعة الصدر.
ب) التواضع.
ج) الاعتراف بالخطأ.
د ) الاعتراف بالفضل.
هـ) اللين في القول.
خ) حسن التفكر
ن) نضوج العقل
وليكن شعارنا عند الحوار (الدقة في النقل، والصحة في الخبر، والحكمة في الطرح) فلا نتقول إذا ما حشرنا الآخر في الزاوية، ولا نكذب إذا ما كدنا ان نخسر جولة، ولا نتهور إذا ما أحرجنا المتحاور في معلومة او معرفة او دليل وبرهان.
رابعاً: تعلم فن الإصغاء، فالمحاور الذي لا يصغي للآخر وهو يتحدث او يدلي بادلته وبراهينه،
ولقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه و اله) قوله {العلم خزائن، ومفاتحه السؤال، فاسألوا رحمكم الله، فانه تؤجر بها أربعة، السائل والمتكلم والمستمع والمحب إليهم} فاذا كان الحوار للعلم والمعرفة، حضر السؤال، أما إذا كان الحوار للمباهاة والتخاصم وعرض (العضلات)، فلن يحضر السؤال، بل سيكون الغائب الأكبر، ولذلك، تقل الفائدة، وتنعدم النتيجة المنطقية للحوار.
خامسا: الهدوء عند الحوار، والابتعاد عن الصراخ او استعمال الكلمات النابية والبذيئة،
فعن رسول الله (صلى الله عليه و اله) يدعو فيقول { واسألك كلمة الحق في الرضا والغضب}. ولنتذكر دائما، بأنه كما ان الفكرة التي اعتقد بها محترمة بالنسبة لي ولا يمكن ان تتغير إلا بشق الأنفس، كذلك، بالنسبة للآخرين، فان أفكارهم محترمة في قرارة أنفسهم، ولا يقبلون بان يستخف بها احد او يستهزئ بها الآخرون. علينا ان نحترم مشاعر الآخرين، كما نحب ان يحترم الآخرون مشاعرنا، مهما اختلفنا في الآراء والأفكار، ولتكن الآية الكريمة {وجادلهم بالتي هي أحسن} شعار كل جلسات الحوار
سادسا: اعتماد مبدأ الاحترام المتبادل، والابتعاد عن لغة التكفير والتخوين والاستهزاء والاستخفاف والانفعال،
فعن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله (صلى الله عليه و اله) انه قال {كفى بالمرء غشا لنفسه ان يبصر من الناس ما يعمى عليه من أمر نفسه، او يعيب غيره بما لا يستطيع تركه، او يؤذي جليسه بما لا يعنيه}
وأخيراً: يلزم ان يدور الحوار في أجواء من الحرية بعيدا عن القهر والإذلال والكبت وتكميم الأفواه،
وبذلك تكون الأجواء المناسبة للحوار، أي حوار، هي المصلحة المشتركة بيننا جميعا، كما إنها القاسم المشترك الذي نحتاجه جميعا، ان لم يكن اليوم لنا، فغدا
ومن يتصرف عكس ذلك فان دل علي شيء فيدل عن جهله وقلة معرفتةوافتقاره لثقافة الحوار