* في حديقة جميلة افترشت ببساط اخضر ربيعي ،كانت
الزهور والورود البهية تتطاول معلنة عن مدى جمالها في هذا الفصل
الرائع ،كانت الزاوية القريبة من النافورة الوسطى للحديقة
تحتوي زهورا مختلفة من اجمل الانواع ،قد زرعها العمال بحب كبير واحسنوا رعايتها حتى اضحت لوحة فنية في منتهى الروعة والجمال ..
كانت زهور التوليب تتوسط المجموعة وتحيط بها زهور السوسن وعلى مقربة منها مجموعة زهور الزنبق ،وفي الجهة الاخرى زهور الاوركيد..
لكل مجموعة صفات مختلفة ،فالاوركيدات البهية
فضلت التواضع وتحولت من زهور بيضاء الى وردية جميلة ،اما الزنبق فأخذت
تتطاول في فخر وتكبر تكتسح المساحة وترغب في
ان تكون الوحيدة في الحديقة ،كانت زهور السوسن
زهورا محبة للتعاون والتآزر والمساعدة في كل الاحوال فقررت الاحاطة بزهور
التوليب رغم انها اصغر حجما
وتظل زهور التوليب ذات قامة طويلة .التوليب هي
اكثر الزهورا جمالا في هذه الحديقة فقد تلونت بمختلف الالوان وتزينت بأبهى
الحلل سارقة الانظار ، ورغم ذلك فإنها
لم تغتر بذلك بل حافظت على تواضعها .
همست زهرة السوسن في اذن زهرة التوليب وقالت :ما
اجملك وما ابهى تواضعك !... لكن زهور الزنبق لم تعد تطاق ابدا انها تواصل
زحفها وطغيانها علينا
زهرة التوليب: معك حق ..هاهي تحاول اذية الاوركيدات الجميلة ..ألا يجدر بنا ان نساعدها ؟
- نعم ولكن كيف ؟
- فلنحاول التضامن نحن المجموعات الثلاثة ضدها لربما نردعها
اتفقت المجموعات الثلاثة على قهر زهور الزنبق التي تمادت وحاولت ايذاء الجميع والهيمنة على الحديقة .
يوم السبت ،يوم عطلة حيث تتدفق اعداد هائلة من
الناس ليقضوا وقتا ممتعا في الحديقة ،يأتي العامل صباحا للتأكد من ان
الاحوال بخير ويسقي الزهور و يعتني بها حتى تظهر بأجمل
شكل عندما تفتح الحديقة ابوابها للزوار ، نظرت
الاوركيدات بنظرة حزينة الى وجه العامل تحاول اخباره ان زهور الزنبق تنشر
شرها في كل مكان ،
لكن العامل لم يفهم ،جل ما رآه هو زهور وحسب ...
شدت زهور السوسن قوامها واحاطت بمجموعة الاوركيدات ..ووقفت زهور التوليب
جدارا صلبا لمنع الزنبق من المهاجمة
اشتد غضب الزنبق ..وحاولت ان تقتلع التوليب من جذورها ..لكن العامل ولسبب مجهول احس وكأن زهور السوسن تصرخ مستنجدة
ضاق صدره وهرع يرش الماء على الزنبق بشكل كبير
جدا ..غمرت المياه البقعة المزروعة بالزنبق وأعاقت حركتها ،ارتسمت
الابتسامات على وجوه الزهور الباقية
وأحست لاول مرة بالامان . في المساء عاد العامل مع مجموعة من اصدقائه ونقلوا الزنبق الى بقعة اخرى معزولة ...
احتفلت زهور التوليب وقررت ان تضم الاوركيدات
الى مجموعتها وكونوا صداقة جميلة ... ورغم ان الاختلاف كبير بين اشكال
واوصاف وروائح والوان هذه المجموعات الثلاثة
الا ان الصداقة قد جمعتهم وازالت الفوارق بينهم
..وعزمت كل مجموعة ان تتضامن مع الاخرى مهما كان الخطر كبيرا وان تفعل
المستحيل للحفاظ على صداقتهم الجميلة .