أحببت اليوم أن أكتب عن موضوع يوجد في حياتنا التي نعيشها وهذا الأمر وارد كثيرا في حياتنا وهو موضوع
التشاؤم والتفاؤل , فنحن نرى أحياناً من يسمع عواء الكلب أكرمكم الله فيقول أعوذ بالله ربما يحدث مكروه ما
لأحد وذلك لمجرد سماعه للعواء والبعض الآخر تجده يتشائم من بعض الألوان أو بعض الأرقام أو يتشائم البعض
من مجرد سماعه لكلمة مثل أنت هالك أو سيحدث لك شيء إن فعلت هذا الأمر فتجده يخاف من هذا القول ويغير
رأيه ولا يفعل ذلك شيء مثلا في ذلك الوقت بالذات حتى لايحدث له هذا الأمر الذي قاله غيره وتشائم من كلامه
فهو بذلك كأنه يقول أن الأمر بيد الشخص لا بيد الله عز وجل ولكنه مخطيء فكل شيء بيد رب العالمين.
وهناك من يتشائم بالطيور مثل الغراب أو البومة مثلما كانت المعتقدات الجاهلية ومنهم من يقول هذا الشخص
وجهه نحس علي أو يتشائم من بعض الأشياء التي لاأساس لها من الصحة .
ومن ناحية أخرى تجد من يتشائم من شيء تجد عكسه تماما من يتفائل بشيء آخر يعتقد أن هذا الشيء سيجلب له
الحظ أو أن هذا الشيء له وقع طيب عليه فتجد البعض منهم يتفائل بالخرزة الزرقاء التي لاتغني ولاتسمن من
جوع أو يضع تميمة أو ماشابه ذلك ويعتقد أنها ستحميه ولكن مع العلم بأن الحامي هو الله ,ومنهم من يتفائل
بوجه إنسان أو برقم معين أو لكلام معين وفي إعتقاده أنا هذا الكلام بعينه ماسيحدث من جراء ماسمع ولكن
ماسيحدث للإنسان من رب العالمين وليس بفعل البشر...
ولهذا هناك بعض الأحاديث عن رسولنا المصطفى صلوات الله عليه وسلامه ومنها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاعدوى ولاطيرة ويعجبني الفأل ) قالوا: ومالفأل ؟ قال : ( كلمة طيبة )
متفق عليه.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاطيرة وخيرها الفأل ) قالوا: ومالفأل؟ قال: (الكلمة الصالحة يسمعها
أحدكم) ولكن من شرط الفأل أن لايعتمد عليه أي لايكون مقصوداً بل أن يتفق للإنسان ذلك من غير أن يكون له
على بال.
ولهذا فإن رسول الله كان لايتطيرونهى عن التطير والتشاؤم ويقول أن الخير في الفأل.
فلهذا يجب أن ننتبه لما يحدث في حياتنا ومانقوله وأن لانتشائم أو نتفائل ببعض الأشياء التي نعتقد أنها من الممكن
أن تنفعنا أو تضرنا ونعلم أن النافع والضار هو رب العالمين .
عن عروة بن عامر رضي الله عنه قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أحسنها الفأل
ولاترد مسلماً فإذا رأى أحدكم مايكره فليقل : اللهم لايأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولاحول ولا
قوة إلا بك ) فقد قصد رسول الله أن الطيرة لاترد المسلم عما عزم عليه فإنه يعلم أنه سبحانه القادر ولا أثر لغيره
تعالى.
وفي النهاية أخواني أحببت أن أضع الموضوع بين أيديكم للتذكير وأردت أن أقول أن من عنده اضافة أو واقعة
أو سمع كلام من أحد يمس موضوعنا أن يتفضل مشكور بوضع إضافته حتى نستفيد جميعنا من ذلك لأنه
تغيب عنا أحيانا بعض التفاصيل ولانتخيل أنها من ضمن الموضوع , وعلى فكرة أخواني لانستهين بهذا
الموضوع ونقول أننا لانفعل مثل هذه الأمور ولكن علينا الإنتباه لمن هم حولنا مثل أمهاتنا وأبائنا وتأثيرهم على
أبنائنا لإختلاطهم بهم كثيرا وذلك الموضوع يحدث بحسن نية فأمهاتنا لايعرفن أحياناً بأن هذا الموضوع غلط
ومقتنعون بصحته فلذا علينا الإنتباه والإهتمام