الرئيسيةالعابأحدث الصورالتسجيلدخول
اخر موضوع
الوقت
العضو
الأحد سبتمبر 22, 2024 12:46 pm
الخميس يناير 13, 2022 6:00 pm
الأربعاء أبريل 01, 2015 1:00 pm
الخميس مارس 26, 2015 5:49 pm
الإثنين مارس 23, 2015 5:50 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:34 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:33 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:22 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:21 pm
الأربعاء نوفمبر 05, 2014 12:46 pm











 

 موسوعة شعراء الشعر العربي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:37 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الكثير منا قد قراء عن الشعر العربي وانواع اخرى من الشعر
احببت ان اعرض لكم اليوم مجموعة من شعراء العرب
ونبذة عن حياتهم ومجموعة من قصائدهم
اتمنى ان تروق لكم


الشاعر ابو الشمقمق

مروان بن محمد أبو الشمقمق.


شاعر هجاء، من أصل البصرة، قراساني الأصل، من موالي
بني أمية، له أخبار مع شعراء عصره، كـبشار، وأبي العتاهية، وأبي نواس ،
وابن أبي حفصة.


وله هجاء في يحيى بن خالد البرمكي وغيره، وكان عظيم الأنف، منكر المنظر.

زار بغداد في أول خلافة الرشيد العباسي، وكان بشار يعطيه كل سنة مائتي درهم، يسميها أبو الشمقمق جزية.

قال المبرد: كان أبو الشمقمق ربما لحن، ويعزل كثيراً، ويجد فيكثر.


من قصائده

بَرَزْتُ منَ المنازِلِ والقِبَابِ

بَرَزْتُ منَ المنازِلِ والقِبَابِ فلم يَعْسُرْ على أَحَدٍ حِجَابِي

فمنزليَ الفضاءُ وسقفُ بيتي سماءُ اللهِ أوْ قطعُ السحابِ

فأنتَ إذا أردتَ دخلتَ بيتي عليَّ مُسَلِّماً من غَيْرِ بابِ

لأني لم أجدْ مصراعَ بابٍ يكونُ مِنَ السَّحَابِ إلى التُّرَابِ

ولا أنشقَّ الثرى عن عودِ تختٍ أؤمل أنْ أشدَّ بهِ ثيابي

ولا خِفْتُ الإبَاقَ على عَبِيدي ولا خِفْتُ الهلاكَ على دَوَابي

ولاحاسبتُ يوماً قهرماناً مُحاسبة ً فأغْلَظُ في حِسَابِي

وفي ذا راحة ٌ وَفَراغُ بالٍ فدابُ الدهرِ ذا أبداً ودابي




الطريقَ الطريقَ جاءكمُ الأحمقُ

الطريقَ الطريقَ جاءكمُ الأحمقُ رأس الأنتانِ والقذره

وکبْنُ عَمِّ الحمارِ في صورة ِ الفيل وخالُ الجاموسِ والبَقَرَه

يمشي رويداً يريدُ حلقتكم كمشي خِنْزيرة ٍ إلى عَذِرَه






وإبطكَ قابضُ الأرواحِ يرمي

وإبطكَ قابضُ الأرواحِ يرمي بسمِ الموتِ من تحتِ الثيابِ

شرابكَ في السرابِ إذا عطشنا وَخُبْزُكَ عند مُنْقَطَعِ التُّرابِ

رأيتُ الخبزَ عزَّ لديكَ حتى حسبتُ الخبزَ في جوِّ السحابِ

وما رَوَّحْتَنَا لِتَذُبَّ عَنَّا ولكنْ خفتَ مرزئة َ الذبابِ



منايَ من دنيايَ هاتي التي

منايَ من دنيايَ هاتي التي تسلحُ بالرزقِ على غيري

الجَرْدقُ الحاضِرُ مع بُضْعَة ٍ من ماعزٍ رخيصٍ ومن طيرِ

وجرة ٌ تهدرُ ملآنة ً تحكي قراة القسِّ في الديرِ

وَجُبَّة ٌ دَكْنَاءُ فَضْفَاضَة ٌ وَطيلسانٌ حَسَنُ النَّيْرِ

وبغلة ٌ شهباءُ طيارة ٌ تطوي ليَ البلدانَ في السيرِ

وَبَدْرَة ٌ مملوءَة ٌ عَسْجَداً ما بالذي أذْكُرُ من ضَيْرِ

ومنزلٌ في خيرِ ماجيرة ٍ قد عرفوا بالخيرِ والميرِ

وصاحبٌ يلزمني دهرهُ مثلَ لُزومِ الكيسِ للسَّيْرِ

مساعدٌ يقعجبني فهمهُ مرتفعُ الهمة ِ في الخيرِ

كم منْ فتى تبصرُ ذا هيئة ٍ أبلدُ في المجلسِ منْ عيرِ







ذهبَ الموالِ فلاموا

ذهبَ الموالِ فلاموا لِ وقد فجعنا بالعربْ

إلا بقايا أصبحوا بالمِصْرِ من قِشْرِ القَصَبْ

بالقولِ بَذُّوا حاتماً والعقلُ ريحٌ في القِرَبْ



لو قد رأيتَ سريري كنتَ ترحمني

لو قد رأيتَ سريري كنتَ ترحمني اللَّهُ يَعْلم ما لِي فيه تَلْبِيسُ

واللّه يَعلم ما لِي فيه شابكة ٌ إلاّ الحَصيرة والأطْمار والدِّيسُ




يا طولَ يومي وطولَ لَيْلَتِهِ

يا طولَ يومي وطولَ لَيْلَتِهِ فَلْيَهْنَ بُرْغوثُهُ بِجَذْلَتِهِ

قد عَقَدتْ بَنْدَها عَلى جَسَدِي واجتهدتْ في اقتسامِ جملتهِ


أنتمْ خشارُ خشارٍ

أنتمْ خشارُ خشارٍ وليسَ خَزٌّ كَخَيْشِ

تَزَوَّجُوا في قُرَيْشِ إن كنتمُ منْ قريشِ




وله لحية ُ تيسٍ

وله لحية ُ تيسٍ وله منقارُ نسرِ

وله نكة ُ ليثٍ خالطتْ نكهة َ صقرِ



قد مَرَرْنا بمالكٍ فَوَجَدْنا

قد مَرَرْنا بمالكٍ فَوَجَدْنا جواداً إلى المكارمِ ينمي

مايبالي أتاهُ ضيفٌ مخفٌّ أمْ أتَتْهُ يَأْجُوجُ مِنْ خَلْفِ رَدْمِ

فَانْتَهَيْنَا إلى سَعيد بن سَلْمٍ فإذا ضيفهُ من الجوعِ يرمي

وإذا خبزهُ عليهِ سيكفيكهمُ اللهُ ما بدا ضوءُ نجمِ

وإذا خاتمُ النبيِّ سليمانَ بن داوودَ قد علاهُ بختمِ

فارْتَحَلْنَا مِنْ عندِ هذا بِحَمْدٍ وارْتَحَلْنَا مِنْ عندِ هذا بِذَمِّ
........................................ ..................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير



المشاركات : 7265

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:49 pm

]أحمد شوقي أمير الشعراء


أحمد شوقي كان ومازال متربعاً أميراً على الشعراء وذلك على الرغم من مرور 76 عام على وفاته

التي كانت في أكتوبر 1932، هذا الشاعر المميز الذي عاصر أشكال مختلفة من الحياة فكان مترفاً منعماً

في بيت الخديوي ثم منفياً بعيداً عن وطنه ثم حاملاً للهم الوطني والعربي، وقد انعكس كل ذلك على أشعاره

والتي وثق من خلالها مراحل مختلفة في حياته كشاعر في ظل هذا الوطن.


حياته

ولد أحمد شوقي في القاهرة عام 1868م، تختلط في عروقه دماء عربية وكردية وجركسية ويونانية

وذلك تبعاً لأصول ونسب والديه وأجداده، نشأ شوقي تحت رعاية جدته اليونانية والتي كانت تعمل كوصيفة

في قصر الخديوي إسماعيل، وبالتبعية نشأ شوقي في رعاية الخديوي.

التحق شوقي بكتاب الشيخ صالح بحي السيدة زينب في الرابعة من عمره ليتلقى فيه أول تعليمه،

وفي المرحلة الابتدائية درس بمدرسة المبتديان، وانتقل منها إلى المدرسة التجهيزية أو الثانوية،

وهيأ له تفوقه حصوله على المجانية كمكافأة له، وعقب إتمام دراسته الثانوية التحق بمدرسة الحقوق

وحصل منها على شهادته في الترجمة.

تألقت موهبة شوقي الشعرية في مرحلة مبكرة لفتت إليه الأنظار وخاصة نظر أستاذه محمد البسيوني

أستاذ البلاغة بمدرسة الحقوق، والذي بهر بموهبة شوقي وتنبأ له بمستقبل شعري مميز، وهو ما قد كان فعلاً.


برعاية الخديوي

نشأ شوقي كما سبق أن ذكرنا في رعاية الخديوي وتحت مظلة الأسرة الحاكمة الأمر الذي جعله يحيا

حياة مترفة، يقول شوقي حدثتني جدتي أنها دخلت بي على الخديوي إسماعيل وأنا في الثالثة من عمري،

وكان بصري لا ينزل عن السماء من اختلال أعصابه، فطلب الخديوي بدرة من الذهب ثم نثرها على البساط

عند قدمي، فوقفت على الذهب اشتغل بجمعه واللعب به، فقال لجدتي " اصنعي معه مثل هذا، فإنه لا يلبث

أن يعتاد النظر إلى الأرض"، فقالت "هذا دواء لا يخرج إلا من صيدليتك يا مولاي" قال جيئي به متى شئت

فإني أخر من ينثر الذهب في مصر".


بعد أن نال شوقي شهادته عينه الخديوي في خاصته فأصبح موظفاً في رئاسة القلم الأفرنجي في القصر

والذي أصبح رئيساً له بعد ذلك، وأوفده الخديوي لدراسة الحقوق بفرنسا، فالتحق بجامعة مونبيليه

وانتقل منها إلى جامعة باريس.

مكث شوقي بفرنسا حوالي ثلاث سنوات ونصف أتم فيهم دراسته في الحقوق عام 1893م، ثم عمد

إلى الثقافة الفرنسية يطلع عليها وينهل من أدبها وفنونها فاطلع على أشعار لافونتين، ولامارتين،

وفيكتور هوجو وغيرهم من الشعراء والأدباء، هذا بالإضافة لعشقه للمسرح الكلاسيكي لكل من

راسين وكورني واللذان تركا أثراً كبيراً عليه أتضح بعد ذلك في أعماله التاريخية، عاد إلى مصر

في أوائل عام 1894 فقام الخديوي توفيق بضمه إلى حاشيته، وبعد وفاة توفيق جاء الخديوي عباس

والذي كان شوقي شاعره ورفيقه في جلساته ورحلاته.


كان للقصر الذي ترعرع شوقي تحت رعايته تأثير بالغ عليه فقد كرس جهده في بداية حياته لمدح الخديوي

والقصر، فكان بعيداً إلى حد ما عن الناس ومشاكلهم وحياتهم يحيا حياة الأمراء، ويقوم بمدح الخديوي توفيق

ومن بعده الخديوي عباس حلمي والذي كان شوقي شديد القرب منه فكرث العديد من قصائده لمدحه والدفاع عنه،

والوقوف معه بوجه الإنجليز وغيرها من القصائد التي نظمها شوقي تقرباً وحباً للخديوي ولدولة الخلافة العثمانية.

قام الخديوي عباس الثاني بإيفاده إلى جينيف ليمثل بلاده في مؤتمر المستشرقين عام 1894، وهناك ألقى قصيدته

"كبار الحوادث في وادي النيل" والتي قال فيها:

هَــمَّـتِ الـفُـلـكُ وَاِحـتَـواهـا الـمـاءُ

وَحَــداهــا بِــمَــن تُــقِــلُّ iiالــرَجــاءُ

ضَــرَبَ الـبَحرُ ذو الـعُبابِ حَـوالَيها

سَــمــاءً قَــــد أَكـبَـرَتـهـا الـسَـمـاءُ

وَرَأى المارِقونَ مِن شَرَكِ الأَرضِ

شِـــبـــاكــاً تَـــمُـــدُّهــا الــــدَأمـــاءُ

وَجِـــبــالاً مَــوائِــجـاً فــــي iiجِــبــالٍ

تَـــتَـــدَجّــى كَـــأَنَّــهــا iiالــظَــلــمـاءُ

وَدَوِيّـــــاً كَـــمــا تَــأَهَّـبَـتِ iiالــخَـيـلُ

وَهـــاجَـــت حُــمــاتَـهـا الــهَـيـجـاءُ

في المنفى

بوقوع الحرب العالمية الأولى قام الإنجليز بإبعاد الخديوي عباس حلمي عن مصر،

والذي عرف عنه عدائه لهم وقاموا بتعيين قريبه السلطان حسين كامل بدلاً منه، كما قاموا بتغيير موظفي القصر،

ونظراً للمكانة التي كان يحتلها أحمد شوقي في القصر وعند الخديوي السابق، قام الإنجليز بنفيه فأختار شوقي

أن ينفى مع أسرته إلى الأندلس وذلك في عام 1914 وتم فرض الحماية البريطانية على مصر.

على الرغم من قسوة المنفى إلا أن شوقي تمكن في هذه الفترة من توسيع دائرة إطلاعه، فتعلم الأسبانية،

واطلع على كتب التاريخ الخاصة بتاريخ الأندلس والمسلمين وحضارتهم، بالإضافة لزيارته للأماكن التاريخية،

وكان في منفاه يتذكر وطنه ويشتاق إليه ويتمنى أن يعود مرة أخرى ليحيا بين ربوعه.


مما قاله في شوقه للوطن

وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها
أَو أَسـا جُـرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي

كُــلَّـمـا مَــــرَّتِ الـلَـيـالي iiعَـلَـيـهِ
رَقَّ وَالـعَـهدُ فـي الـلَيالي iiتُـقَسّي

مُـسـتَـطـارٌ إِذا الــبَـواخِـرُ رَنَّـــت
أَوَّلَ الـلَـيلِ أَو عَـوَت بَـعدَ جَـرسِ

راهِـبٌ في الضُلوعِ لِلسُفنِ iiفَطنُ
كُـلَّـمـا ثُـــرنَ شـاعَـهُـنَّ iiبِـنَـقـسِ

يــا اِبـنَـةَ الـيَـمِّ مــا أَبــوكِ iiبَـخيلٌ
مـــا لَــهُ مـولَـعاً بِـمَـنعٍ iiوَحَـبـسِ

أَحـــرامٌ عَــلـى بَـلابِـلِـهِ iiالـــدَوحُ
حَـــلالٌ لِـلـطَيرِ مِــن كُــلِّ iiجِـنـسِ

كُـــــلُّ دارٍ أَحَـــــقُّ بِـــالأَهــلِ iiإِلّا
فـي خَـبيثٍ مِـنَ الـمَذاهِبِ iiرِجسِ

نَـفـسـي مِـرجَـلٌ وَقَـلـبي iiشِــراعٌ
بِهِما في الدُموعِ سيري iiوَأَرسي

وَاِجـعَلي وَجـهَكِ الفَنارَ وَمَجراكِ
يَـــدَ الـثَـغرِ بَـيـنَ رَمــلٍ iiوَمَـكـسِ

وَطَـنـي لَــو شُـغِلتُ بِـالخُلدِ iiعَـنهُ
نـازَعَتني إِلَـيهِ فـي الـخُلدِ iiنَفسي

وَهَــفـا بِـالـفُـؤادِ فـــي iiسَـلـسَبيلٍ
ظَـمَـأٌ لِـلسَوادِ مِـن عَـينِ iiشَـمسِ

شَـهِدَ الـلَهُ لَـم يَـغِب عَـن جُفوني
شَـخصُهُ سـاعَةً وَلَـم يَخلُ iiحِسّي

عاد شوقي إلى مصر عام 1920 بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى فأستقبل استقبالاً حافلاً، ولم يعد شوقي

مرة أخرى إلى القصر لم يعد إليه بجسده أو بروحه، فبعد أن عاد من المنفى تغيرت نفسه كثيراً فبدأ يقترب

من الشعب أكثر وشغل باله همومهم خاصة مع اشتعال الحركة الوطنية وقيام ثورات الشعب من أجل التحرر،

فعبر عن ذلك من خلال قصائده التي انشدها في مصر والبلاد العربية.

تفاعل شوقي مع القضايا العربية كافة ولم يقتصر على مصر فقط ومثال على ذلك قيامه بإنشاد قصيدة

يوم ثورة دمشق والتي وقف فيها السوريون بوجه الاحتلال الفرنسي فقال شوقي:



سَــلامٌ مِــن صَـبـا بَــرَدى iiأَرَقُّ

وَدَمــعٌ لا يُـكَـفكَفُ يــا iiدِمَـشـقُ

وَمَـعـذِرَةُ الـيَـراعَةِ iiوَالـقَـوافي

جَـلالُ الـرُزءِ عَـن وَصفٍ iiيَدِقُّ

وَذِكـرى عَـن خَـواطِرِها لِـقَلبي

إِلَــيــكِ تَــلَـفُّـتٌ أَبَــــداً iiوَخَــفـقُ

وَبــي مِـمّـا رَمَـتـكِ بِـهِ الـلَيالي

جِـراحاتٌ لَـها فـي القَلبِ iiعُمقُ

دَخَـلـتُكِ وَالأَصـيـلُ لَــهُ iiاِئـتِلاقٌ

وَوَجهُكِ ضاحِكُ القَسَماتِ طَلقُ



ويقول في نفس القصيدة


دَمُ الـثُـوّارِ تَـعـرِفُهُ فَـرَنسا

وَتَـعـلَـمُ أَنَّـــهُ نــورٌ وَحَــقُّ

جَرى في أَرضِها فيهِ iiحَياةٌ

كَمُنهَلِّ السَماءِ وَفيهِ رِزقُ

بِــلادٌ مــاتَ فِـتـيَتُها لِـتَـحيا

وَزالوا دونَ قَومِهِمُ iiلِيَبقوا



أميراً للشعراء

في عام 1927 نادت جميع الأقطار العربية إلى تكريم أحمد شوقي بتنصيبه أميراً للشعراء،

وقامت الوفود العربية بمبايعته، وأقيم احتفالاً بدار الأوبرا المصرية بمناسبة اختياره عضواً بمجلس الشيوخ،

وإعادة طبع ديوانه "الشوقيات" وتجمع الأباء والشعراء في هذا اليوم واقروا مبايعته أميراً للشعراء،

وفي ذلك قال حافظ إبراهيم:

أَمـيـرَ الـقَـوافي قَــد أَتَـيـتُ iiمُـبـايِعاً وَهَذي وُفودُ الشَرقِ قَد بايَعَت مَعي


أسلوبه الشعري

تميز شعر شوقي بموسيقاه الخاصة والتي يشعر بها المتلقي في اللفظة والتركيب كما في الوزن والقافية،

وتأتي مطالع قصائده فخمة رنانة، بالإضافة لحس لغوي مرهف، يقول عنه شوقي ضيف " هذه الروعة

في الموسيقى تقترن بحلاوة وبراعة لا تعرف في عصرنا لغير شوقي".

ثقافة شوقي العربية والغربية اتاحت له الإطلاع على أشكال عديد من الأدب سواء العربي أو الغربي

فتعرف على كبار الشعراء والمثقفين من خلال كتبهم وأعمالهم، وجرب شوقي كافة الأغراض الشعرية

من مدح ورثاء وغزل ووصف وحكمة وغيرها.


قال في رثاء مصطفى كامل

الــمَـشـرِقـانِ عَــلَــيـكَ iiيَـنـتَـحِـبـانِ

قـاصـيـهُـما فـــي مَــأتَـمٍ iiوَالــدانـي

يـــا خــادِمَ الإِســلامِ أَجــرُ مُـجـاهِدٍ

فـي الـلَهِ مِـن خُـلدٍ وَمِـن iiرِضـوانِ

لَمّا نُعيتَ إِلى الحِجازِ مَشى الأَسى

فـــي الـزائِـريـنَ وَرُوِّعَ iiالـحَـرَمانِ

الـسِـكَّـةُ الـكُـبـرى حِــيـالَ رُبـاهُـما

مَـنـكـوسَـةُ الأَعــــلامِ iiوَالـقُـضـبانِ

ولشوقي العديد من القصائد الرائعة مثال على ذلك "نهج البردة" هذه القصيدة الرائعة التي عارض فيها

البوصيري ويقول في مطلعها:

ريـمٌ عَـلى الـقاعِ بَـينَ الـبانِ وَالـعَلَمِ

أَحَـلَّ سَـفكَ دَمـي فـي الأَشهُرِ iiالحُرُمِ

رَمــى الـقَـضاءُ بِـعَينَي جُـؤذَرٍ iiأَسَـداً

يـا سـاكِنَ الـقاعِ أَدرِك سـاكِنَ iiالأَجَمِ

لَــمّـا رَنـــا حَـدَّثَـتـني الـنَـفسُ iiقـائِـلَةً

يـا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ iiرُمي

جَـحَـدتُها وَكَـتَمتُ الـسَهمَ فـي iiكَـبِدي

جُــرحُ الأَحِـبَّـةِ عِـنـدي غَـيرُ ذي أَلَـمِ

رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ

إِذا رُزِقـتَ اِلـتِماسَ الـعُذرِ في الشِيَمِ

وقد تأثر شوقي بالمسرح الإنجليزي والفرنسي، فأتجه إلى فن كتابة المسرحية الشعرية والتي استمد بعض منها

من التاريخ المصري القديم، والأخر من التاريخ الإسلامي والعربي وغيرها، ولكن جاءت مسرحياته ضعيفة

من حيث التمثيل أو الجانب الدرامي وغلب عليها الطابع الغنائي والأخلاقي، يقول طه حسين "

كان تمثيله صوراً تنقصها الروح، وإن حببها إلى الناس ما فيها من براعة وغناء"، ولكن لا ينتقص هذا النقد

من قيمة مسرحيات شوقي.


مؤلفات الأمير



الشوقيات

قدم شوقي العديد من المؤلفات الشعرية والنثرية القيمة نذكر منها "الشوقيات" ديوان شعره في أربعة أجزاء

والذي أصدره 1890، "أسواق الذهب" مجموعة مقالات، دول العرب وعظماء الإسلام،

أراجيز في تاريخ الإسلام وعظمائه.

من مسرحياته الشعرية مصرع كيلوباترا 1929، مجنون ليلى 1931، قمبيز 1931، عنترة 1932،

علي بك الكبير 1932، الست هدى 1932، والمسرحية النثرية أميرة الأندلس 1932.


الوفاة

توفى شوقي في 14 أكتوبر 1932م بعد أن نظم الشعر وتبوأ مكان الإمارة بين غيره من الشعراء،

وقد وقف العديد من الشعراء ينشدوا القصائد في رثائه فقال خليل مطران:

يَـجْـلُو نُـبُـوغُكَ كُــلَّ يُـوْمِ iiآيَـةً
عَــذْرَاءَ مِــنْ آيَـاتِـهِ iiالـغَـرَّاءِ

كَـالشَّمْسِ مَا آبَتْ أَتَتْ iiبِمُجَدَّدٍ
مُـتَـنَوَّعٍ مِــنْ زِيـنَـةٍ iiوَضِـيَـاءِ

هِبَةٌ بِهَا ضَنَّ الزَّمَانُ فَلَمْ تُتَحْ
إِلاَّ لأَفْـــــذَاذِ مِــــنَ iiالـنُّـبَـغَـاءِ




كرمة ابن هانئ

تحول منزل أمير الشعراء إلى متحف بعد وفاته حيث أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قراره بتحويل منزله

المعروف "بكرمة أبن هانئ" إلى متحف يجمع أغراض الشاعر الراحل وذلك في الثالث من مايو 1972،

وتم افتتاحها كمتحف في السابع عشر من يونيو 1977م، وقد سمي شوقي منزله بـ "كرمة أبن هانئ"

نظراً لحبه للشاعر الحسن بن هانئ "أبي نواس".

ويضم المتحف بين جدرانه مقتنيات عدة منها حجرة نومه، ومكتبه، حجرة الصالون الخصوصي،

مكتبة الشاعر بما تضمه من كتب تصل لأكثر من 300 كتاب، والعديد من الأوسمة والنياشين والهدايا،

والتحف والصور الفوتوغرافية لشوقي وأسرته ولوحات زيتية، بالإضافة لمسودات كتبها الشاعر بخط يده

لعدد من قصائده، كما تضم حديقة المتحف تمثال شوقي للفنان جمال السجيني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير



المشاركات : 7265

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:49 pm

ابن الرومي..

سلسلة من المآسي وسوء الحظ





ابن الرومي شاعر كبير من العصر العباسي، من طبقة بشار والمتنبي، شهدت حياته الكثير من المآسي

والتي تركت آثارها على قصائده، تنوعت أشعاره بين المدح والهجاء والفخر والرثاء، وكان من الشعراء

المتميزين في عصره، وله ديوان شعر مطبوع.

قال عنه طه حسين" نحن نعلم أنه كان سيء الحظ في حياته، ولم يكن محبباً إلى الناس، وإنما كان مبغضاً إليهم،

وكان مُحسداً أيضاً، ولم يكن أمره مقصوراً على سوء حظه، بل ربما كان سوء طبيعته، فقد كان حاد المزاج،

مضطربه، معتل الطبع، ضعيف الأعصاب، حاد الحس جداً، يكاد يبلغ من ذلك الإسراف"

قال ابن خلكان في وصفه: "الشاعر المشهور صاحب النظم العجيب والتوليد الغريب، يغوص على المعاني

النادرة فيستخرجها من مكانها ويبرزها في أحسن صورة ولا يترك المعنى حتى يستوفيه إلى أخره

ولا يبقي فيه بقية".



حياته

هو العباس بن جريج، كنيته أبو الحسن لقب بالرومي نسبة لأبيه، ولد ببغداد عام 221هـ - 836م، وبها نشأ،

كان مسلماً موالياً للعباسيين، ومما قاله في الفخر بقومه :

قوْمي بنو العباسِ حلمُهمُ

حِلْمي هَواك وجهلُهُم جهلي

نَبْلي نِبالُهُمُ إذا iiنزلتْ

بي شدةٌ ونِبالُهم iiنَبلي

لا أبتغي أبداً بهم iiبدلاً

لفَّ الإلهُ بشملهم شملي


اخذ ابن الرومي العلم عن محمد بن حبيب، وعكف على نظم الشعر مبكراً، وقد تعرض على مدار حياته

للكثير من الكوارث والنكبات والتي توالت عليه غير مانحة إياه فرصة للتفاؤل، فجاءت أشعاره انعكاساً

لما مر به، وإذا نظرنا إلى تاريخ المآسي الذي مر به نجد انه ورث عن والده أملاكاً كثيرة أضاع جزء

كبير منها بإسرافه ولهوه، أما الجزء الباقي فدمرته الكوارث حيث احترقت ضيعته، وغصبت داره،

وأتى الجراد على زرعه، وجاء الموت ليفرط عقد عائلته واحداً تلو الأخر، فبعد وفاة والده، توفيت والدته

ثم أخوه الأكبر وخالته، وبعد أن تزوج توفيت زوجته وأولاده الثلاثة.



مما قاله في وفاة أحد أبناؤه


بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا iiيُجْدي

فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا iiعندي

بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ iiللثَّرَى

فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة iiالمُهدِي

ألا قاتَل اللَّهُ المنايا iiورَمْيَها

من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على iiعَمْدِ

تَوَخَّى حِمَامُ الموتِ أوْسَطَ صبْيَتي

فلله كيفَ اخْتار وَاسطَةَ iiالعِقْدِ

على حينََ شمْتُ الخيْرَ من لَمَحَاتِهِ

وآنَسْتُ من أفْعاله آيةَ iiالرُّشدِ

طَوَاهُ الرَّدَى عنِّي فأضحَى iiمَزَارُهُ

بعيداً على قُرْب قريباً على iiبُعْدِ

لقد أنْجَزَتْ فيه المنايا وعيدَها

وأخْلَفَتِ الآمالُ ما كان من iiوعْدِ

لقَد قلَّ بين المهْد واللَّحْد iiلُبْثُهُ

فلم ينْسَ عهْدَ المهْد إذ ضُمَّ في اللَّحْدِ


ولعل هذه الأحداث التي ذكرناها سابقاً قد شكلت طبعه وأخلاقه فقد مال إلى التشاؤم والانغلاق،

وأصبحت حياته مضطربة، وأصبح هو غريب الأطوار خاضع للوهم والخوف، يتوقع السوء دائماً،

فقام الناس بالسخرية منه والابتعاد عنه واضطهاده، ومن جانبه نقم على مجتمعه وحياته فأتجه إلى

هجاء كل شخص وكل شيء يضايقه أو يسيء إليه.



شعره


عاصر ابن الرومي عصور ثمانية من الخلفاء العباسيين، وكان معظمهم يرفضون مديحه يردون إليه قصائده،

ويمتنعون عن بذل العطايا له، مما قاله في ذلك:

قد بُلينا في دهرنا بملوكٍ

أدباءٍ عَلِمْتُهمْ iiشعراءِ

إن أجدنا في مدحِهم حسدونا

فحُرِمنا منهُمْ ثوابَ iiالثناءِ

أو أسأنا في مَدْحهم أنَّبونا

وهَجَوْا شعرَنا أشدَّ iiهجاءِ

قد أقاموا نفوسَهم لذوي المدْحِ

مُقامَ الأندادِ iiوالنظراءِ


تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح،

وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت،

كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء، أبحر في دروب الشعر

المختلفة، فجاءت أشعاره مبدعة في الحركة والتشخيص والوصف، واعتنى بالموسيقى والقافية.

عرف ابن الرومي بإجادته الكثير من الأشكال الشعرية والتي جاء على رأسها الهجاء، فكان هجاؤه

للأفراد قاسي يقدم الشخص الذي يقوم بهجاؤه في صورة كاريكاتورية ساخرة مثيرة للضحك.

قال عنه المرزباني " لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه

ولذلك قلت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء".


قال في وصف البحتري:

البُحْتُريُّ ذَنُوبُ الوجهِ نعرفُهُ

وما رأينا ذَنُوبَ الوجه ذا iiأدبِ

أَنَّى يقولُ من الأقوال iiأَثْقَبَهَا

من راح يحملُ وجهاً سابغَ iiالذَنَبِ

أوْلى بِمَنْ عظمتْ في الناس iiلحيتُهُ

من نِحلة الشعر أن يُدْعَى أبا العجبِ

وحسبُه من حِباءِ القوم أن iiيهبوا

له قفاهُ إذا ما مَرَّ iiبالعُصَبِ

ما كنت أحسِبُ مكسوَّاً كَلحيته

يُعفَى من القَفْدِ أو يُدْعى بلا iiلقبِ


قام ابن الرومي بمدح أبي القاسم الشطرنجي، والقاسم بن عبد الله وزير المعتضد، وأجاد ابن الرومي

في وصف الطبيعة، وتفوق في هذا عن غيره من الشعراء، وقد تفاعل وجدانياً مع عناصرها وأجوائها،

فقام بالتعبير عنها ومن خلالها، وأغرم بها.



مما قاله في وصفها:


ورياضٍ تخايلُ الأرض iiفيها

خُيلاء الفتاة في iiالأبرادِ

ذات وشيْ تناسَجَتْهُ iiسوارٍ

لَبقاتٌ بحْوكِه iiوغوادِ

شكرتْ نعمةَ الوليِّ على الوسْمِيِّ

ثم العِهاد بعد iiالعِهادِ

فهي تُثني على السماء iiثناء

طيِّب النشر شائعاً في iiالبلادِ


وجاءت حكمة ابن الرومي كنتيجة منطقية لمسيرة حياته، فقال:

عدوُّكَ من صديقك مستفاد

فلا تستكثرنَّ من الصِّحابَ

فإن الداءَ أكثرَ ما iiتراهُ

يحولُ من الطعام أو الشرابِ

إذا انقلبَ الصديقُ غدا iiعدواً

مُبيناً والأمورُ إلى انقلابِ


وقد أبدع ابن الرومي في الرثاء وذلك نظراً لما عاناه في حياته من كثرة الآلام والكوارث

التي تعرض لها، وكان رثاؤه الذي قاله في ابنه الأوسط يعبر عن مدى الألم والحزن في نفسه،

كما له رثاء في "خراب البصرة"،


ومما قاله في رثاء أبنه:


أبُنَيّ إنك والعزاءَ معاً

بالأمس لُفَّ عليكما كفنُ

فإذا تناولتُ العزاء iiأبى

نَيْلِيه أن قد ضمَّه iiالجُننُ

أبُنيّ إن أحزنْ عليك iiفلي

في أن فقدتُك ساعةً iiحزنُ

وإن افتقدت الحُزن مفتقِداً

لُبِّي لفقدِك للحَرِي القَمِنُ

بل لا إخال شجاك iiتَعْدَمُه

روحٌ ألمَّ بها ولا iiبَدنُ


الوفاة

توفي ابن الرومي مسموماً ودفن ببغداد عام 283هـ - 896م، قال العقاد" أن الوزير

أبا الحسين القاسم بن عبيد الله بن سلمان بن وهب، وزير الإمام المعتضد، كان يخاف من هجوه

وفلتات لسانه بالفحش، فدس عليه ابن فراش، فأطعمه حلوى مسمومة، وهو في مجلسه،

فلما أكلها أحس بالسم، فقال له الوزير: إلي أين تذهب؟ فقال: إلي الموضع الذي بعثتني إليه،

فقال له: سلم على والدي: فقال له: ما طريقي إلي النار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير



المشاركات : 7265

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:50 pm

البُحتُرِيّ" شاعر السلاسل الذهبية






هو أحد الشعراء المشهورين بالعصر العباسي، اسمه كاملاً الوليد بن عبيد بن يحيي الطائي أبو عبادة البحتري،

يقال عن شعره " سلاسل الذهب" وذلك نظراً لجودته، كان البحتري واحد من ثلاثة من أشهر شعراء

العصر العباسي وهم المتنبي وأبو تمام والبحتري.

سئل أبي العلاء المعري ذات يوم عن أي من الثلاثة السابقين أشعر من غيره في الشعر فكان رده

" أن المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر هو البحتري".



النشأة

ولد البحتري عام 206هـ - 821م بمنبج بالقرب من حلب وتلقى فيها علومه في الدين واللغة والأدب،

والبحتري يمني قحطاني من ناحية أبيه وعدناني من ناحية أمه، عشق الشعر وعمل على تدعيم هذا العشق

بحفظ أشعار الأقدمين والتدرب على النظم الجيد للقصائد الشعرية.

وإمعاناً في صقل موهبته الشعرية رحل البحتري إلى حمص حيث كان أبو تمام فقام بعرض شعره عليه

وتقرب إليه ليتعلم منه وكانت من نصائح أبو تمام إليه أن قال له: " يا أبا عبادة، تخير الأوقات،

وأنت قليل الهموم، صفر من الغموم .. فإذا أردت النسيب فاجعل اللفظ رقيقاً والمعنى رشيقاً وأكثر فيه

من بيان الصبابة، وتوجع الكآبة، وخلق الأشواق، ولوعة الفراق، وإذا أخذت في مدح سيد ذي أياد،

فأشهر مناقبه وأظهر مناسبه، واجعل شهوتك لقول الشعر الذريعة إلى حسن نظمه، فإن الشهوة نعم المعين،

وجملة الحال أن تعتبر شعرك بما سلف من شعر الماضين، فما استحسنه العلماء فاقصده، وما تركوه فاجتنبه".


انتقل البحتري بعد ذلك إلى بغداد واتصل بعدد من الشعراء مثل دعبل الخزاعي، ابن الرومي، علي بن الجهم،

ابن المعتز، ابن الزيات، ابن طاهر.


حياته

يقال عن البحتري انه نشأ فقيراً وتوفى غنياً وذلك نظراً لكونه مثل باقي شعراء عصره سعى للتكسب

بشعره فقام بمدح الخلفاء والوزراء وغيرهم فأفتتح شعره بالغزل وأدخل به الحكمة والعاطفة والفخر والوصف،

كما عمل على تسجيل الأحداث المختلفة من خلال قصائده الشعرية.

كان أول الخلفاء الذي اتصل بهم البحتري بالعراق الخليفة المتوكل فقام بمرافقته ومدحه في كل مناسبة

وعمد إلى تسجيل مآثره وذلك على مدى خمسة عشر عاماً قضاها البحتري في رعاية المتوكل،



مما قاله في مدحه:


يا اِبنَ عَمِّ النَبِيِّ حَقّاً وَيا أَزكى

قُرَيشٍ نَفساً وَديناً iiوَعِرضا

بِنتَ بِالفَضلِ وَالعُلُوِّ iiفَأَصبَحتَ

سَماءً وَأَصبَحَ الناسُ iiأَرضا

وَأَرى المَجدَ بَينَ عارِفَةٍ iiمِنكَ

تُرَجّى وَعَزمَةٍ مِنكَ iiتُمضى



وحينما قام المتوكل بتولية أولاده الثلاثة ولاية العهد قال:


حاطَ الرَعِيَّةَ حينَ ناطَ iiأُمورُها

بِثَلاثَةٍ بَكَروا وُلاةَ iiعُهودِ

قُدّامَهُم نورُ النَبِيِّ وَخَلفَهُم

هَديُ الإِمامِ القائِمِ iiالمَحمودِ

لَن يَجهَلَ الساري المَحَجَّةَ بَعدَ ما

رُفِعَت لَنا مِنهُم بُدورُ iiسُعودُ


كما اتصل البحتري بمستشار المتوكل ونديمه الفتح بن خاقان فمدحه فقال في وصف واقعة

لابن خاقان قام فيها بمبارزة أسد

فَلَم أَرَ ضِرغامَينِ أَصدَقَ iiمِنكُما

عِراكاً إِذا الهَيّابَةُ النِكسُ iiكَذَّبا

هِزَبرٌ مَشى يَبغي هِزَبراً وَأَغلَبٌ

مِنَ القَومِ يَغشى باسِلَ الوَجهِ أَغلَبا

أَدَلَّ بِشَغبٍ ثُمَّ هالَتهُ iiصَولَةٌ

رَآكَ لَها أَمضى جَناناً iiوَأَشغَبا

فَأَحجَمَ لَمّا لَم يَجِد فيكَ مَطمَعاً

وَأَقدَمَ لَمّا لَم يَجِد عَنكَ iiمَهرَبا


تألم البحتري كثيراً بمقتل المتوكل وعزف عن قول الشعر فترة من الزمن، ثم ما لبث أن عاد

مرة أخرى إليه فقام بمدح المنتصر ثم المستعين والمعتز من بعدهم، ولكن لم تكن له بهم نفس

الصلة القوية التي كانت مع المتوكل، مما قاله في مدح المنتصر:


وَبَحرٌ يَمُدُّ الراغِبونَ iiعُيونَهُم

إِلى ظاهِرِ المَعروفِ فيهِم iiجَزيلِهِ

تَرى الأَرضَ تُسقى غَيثَها بِمُرورِهِ

عَلَيها وَتُكسى نَبتَها iiبِنُخولِهِ

أَتى مِن بِلادِ الغَربِ في عَدَدِ iiالنَقا

نَقا الرَملِ مِن فُرسانِهِ iiوَخُيولِهِ

فَأَسفَرَ وَجهُ الشَرقِ حَتّى كَأَنَّما

تَبَلَّجَ فيهِ البَدرُ بَعدَ iiأُفولِهِ


وقد قام البحتري بهجاء المستعين بعد أن نزل عن عرش الخلافة وصعد المعتز ليتولى الخلافة بدلاً منه،

وقد عاش البحتري في عصر المعتز في سعة من المال ورفاهية في العيش.


أسلوبه الشعري


تناول البحتري في شعره المدح والرثاء والغزل والحكمة وإن برع في الوصف، فقد تمكن من أدوات التصوير

والوصف واستعان بالألفاظ المعبرة والمصورة لكل ما يراه ويحسه.


هَذي الرِياضُ بَدا لِطَرفِكَ iiنَورُها

فَأَرَتكَ أَحسَنَ مِن رِياطِ السُندُسِ

يَنشُرنَ وَشياً مُذهَباً iiوَمُدَبَّجاً

وَمَطارِفاً نُسِجَت لِغَيرِ المَلبَسِ

وَأَرَتكَ كافوراً وَتِبراً iiمُشرِقاً

في قائِمِ مِثلِ الزُمُرُّدِ iiأَملَسِ

مُتَمايِلَ الأَعناقِ في iiحَرَكاتِهِ

كَسَلَ النَعيمِ وَفَترَةَ iiالمُتَنَفِّسِ

مُتَحَلِّياً مِن كُلِّ حُسنٍ iiمونِقٍ

مُتَنَفِّساً بِالمِسكِ أَيَّ iiتَنَفُّسِ


قال في الربيع


أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكاً

مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن iiيَتَكَلَّما

وَقَد نَبَّهَ النَوروزُ في غَلَسِ الدُجى

أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمسِ نُوَّما

يُفَتِّقُها بَردُ النَدى iiفَكَأَنَّهُ

يَبُثُّ حَديثاً كانَ أَمسِ مُكَتَّما

وَمِن شَجَرٍ رَدَّ الرَبيعُ iiلِباسُهُ

عَلَيهِ كَما نَشَّرتَ وَشياً iiمُنَمنَما

أَحَلَّ فَأَبدى لِلعُيونِ iiبَشاشَةً

وَكانَ قَذىً لِلعَينِ إِذ كانَ iiمُحرَما



تأثر البحتري كثيراً بشعر الكثير من الشعراء الكبار وعلى رأسهم أبو تمام الذي أخذ الكثير من أقواله،

ولكنه لم يأخذ الحكمة في أغراض شعره ولا قام بصبغه بصبغة فلسفية، وقد اعتنى البحتري بانتقاء ألفاظه

فتجنب المعقد منها والغريب، وقد كان من أفضل شعراء عصره في المدح لذلك حصد الكثير من الجوائز

والعطايا من الخلفاء والملوك.

من قصائده الشهيرة القصيدة السينية والتي قالها عندما قام بزيارة إيوان كسرى، فأسترجع فيها حضارة الفرس

في وصفه لهذه الدولة التي كانت بها قوة عظيمة ثم اضمحلت فقال فيها:


صُـــنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي

وَتَرَفَّعــــــــــتُ عَن جَدا كُلِّ iiجِبسِ

وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني iiالدَهـر

التِماساً مــــــــــِنهُ لِتَعسي وَنَكسي

بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِـــــندي

طَفَّفَتها الأَيّـــــــــــامُ تَطفيفَ iiبَخسِ

وَبَعيدٌ مابَينَ وارِدِ iiرِفَـــــــــــــــهٍ

عَلَلٍ شُـــــــربُهُ وَوارِدِ iiخِـــــــمسِ

وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ iiمَحــــــمولاً

هَواهُ مَـــــــعَ الأَخَسِّ iiالأَخَــــــــسِّ

لَو تَراهُ عَلِمتَ أَنَّ iiاللـــــــــــَيالي

جَعَلَت فيهِ مَأتَماً بَعدَ iiعُــــــــــرسِ

وَهوَ يُنبيكَ عَن عَجائِبِ iiقَـــــــومٍ

لا يُشابُ الـــــــبَيانُ فيهِم بِلَــــبسِ

وَإِذا ما رَأَيتَ صورَةَ iiأَنطـــــاكِيَّة

اِرتَعـــــــتَ بَينَ رومٍ iiوَفُـــــــــرسِ

وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشَــــــــروان

يُزجي الصُفوفَ تَحتَ iiالدِرَفــــــسِ

في اِخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ iiعـــــَلى

أَصفَرَ يَختالُ في صَبيـــــغَةِ iiوَرسِ

وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ iiيَــــــــــــدَيهِ

في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغمـاضِ iiجَرسِ

مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ iiرُمـــــحٍ

وَمُليحٍ مِــــــــنَ السِنانِ بِتُـــــرسِ


الوفاة

توفى البحتري بمنبج عام 284هـ - 897م، بعد أن ترك ديوان ضخم، وكتاب الحماسة على مثال حماسة

أبي تمام قام فيه باختيار الشعر من ستمائة شاعر أكثرهم من الجاهليين والمخضرمين، وجعله في ثلاثة أبواب

واحد للحماسة والثاني للأدب والثالث للرثاء، ويشترك أبو تمام والبحتري في الكثير من الشعراء الذين رويا عنهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير



المشاركات : 7265

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:51 pm

ذو الرُمَّة الشاعر المتيم


غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي، من مضر "ذو الرُمَّة" أحد شعراء العصر الأموي،

من فحول الطبقة الثانية في عصره، كان ذو الرمة دميماً وشديد القصر يضرب لونه إلى السواد،

ولد عام 77هـ - 696م، وأقام بالبادية واختلف إلى اليمامة والبصرة كثيراً، تميز ذو الرمة بإجادته للتشبيه،

وغلب على شعره التشبيب والبكاء والأطلال، وذهب في ذلك مذهب الجاهليين، عشق "مية" المنقرية

فأكثر من قول الشعر فيها، كما عشق الصحراء والطبيعة فتضمن شعره الكثير من ملامحها.

قال عنه أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة، وقال جرير: لو خرس ذو الرمة

بعد قصيدته "ما بالُ عَينِكَ مِنها الماءُ ii يَنسَكِبُ" لكان أشعر الناس.



ويقول في هذه القصيدة:


ما بالُ عَينِكَ مِنها الماءُ iiيَنسَكِبُ

كَأَنَّهُ مِن كُلى مَفرِيَّة سَرِبُ

وَفراءَ غَرفِيَّة أَثأى iiخَوارِزُها

مُشَلشِلٌ ضَيَّعَتهُ بَينَها iiالكُتَبُ

أَستَحدَثَ الرَكبُ عَن أَشياعِهِم خَبَرا

أَم راجَعَ القَلبَ مِن أَطرابِهِ iiطَرَبُ

مِن دِمنَة نَسَفَت عَنها الصَبا سُفَعا

كَما تُنَشَّرُ بَعدَ الطَيَّةِ iiالكُتُبُ

سَيلا مِنَ الدِعصِ أَغشَتهُ iiمَعارِفَها

نَكباءُ تَسحَبُ أَعلاه iiفَيَنسَحِبُ

لا بَل هُوَ الشَوقُ مِن دارٍ iiتَخَوَّنَها

مَرّا سَحابٌ وَمَرّا بارِحٌ iiتَرِبُ

يَبدو لِعَينَيكَ مِنها وَهيَ مُزمِنَةٌ

نُؤيٌ وَمُستَوقَدٌ بال وَمُحتَطَبُ

إِلى لَوائِحَ مِن أَطلالِ iiأَحوِيَةٍ

كَأَنَّها خِلَلٌ مَوشِيَّةٌ iiقُشُبُ


وتعد القصيدة السابقة من اشهر القصائد التي قالها في محبوبته "مي".



عشق ذو الرمة

هام ذو الرمة عشقاً بـ "ميّة" المنقرية واشتهر بقصائده التي تغنى فيها بعشقه لها، وأصبحت ملهمته

منذ اليوم الذي رآها فيه، وتبدأ حكاية ذو الرمة مع مي عندما استسقى ماء من يدها ذات يوم فسمعها تقول:

يامن يرى برقا يمر iiحينـا

زمزم رعدا وانتحى iiيمينـا

كأن فـي حافاتـه iiحنينـا

أو صوت خيل ضمر يردينا


فقال ذو الرمة أما والله ليطولن هيامي بها، ثم انطلق منشداً الشعر فيها

وأصبحت هي ملهمته من ذلك الوقت.



قال في عشقه لها:

إِذا غَيَّرَ النَأيُ المُحِبّينَ لَم iiيَكَد

رَسيسُ الهَوى مِن حُبِّ مَيَّةَ iiيَبرَحُ

فَلا القُربُ يُدني مِن هَواها iiمَلالَةً

وَلا حُبُّها إِن تَنزِحِ الدَارُ iiيَنزَحُ

إِذا خَطَرَت مِن ذِكرِ مَيَّةَ خَطرَةٌ

عَلى النَفسِ كادَت في فُؤَادِكَ تَجرَحُ



وقال أيضاً:


يا دارَ مَيَّةَ بِالخَلصاءِ iiغَيَّرَها

سَحُّ العِجاجِ عَلى جَرعائِها الكَدَرا

قَد هِجتِ يَومَ الِلوى شَوقاً طَرَفتِ بِهِ

عَيني فَلا تُعِجمي مِن دُونِيَ iiالخَبَرا

يَقولُ بِالزُرقِ صَخبي إِذ وَقَفتُ بِهِم

في دارٍ مَيَّةَ أَستَسقي لَها iiالمَطَرا

لَو كَانَ قَلبُكَ مِن صَخرٍ iiلَصَدَّعَهُ

هَيجُ الدِيارِ لَكَ الأَحزانَ iiوَالذِكَرا

وَزَفرَةٌ تَعتَريهِ كُلَّما iiذُكِرَت

مَيٌّ لَهُ أَو نَحا مِن نَحوِها iiالبَصَرا

غَرّآءُ آنِسَةٌ تَبدو iiبِمَعقُلَةٍ

إِلى سُوَيقَةَ حَتّى تَحضُرً iiالحَفَرا

تَشتو إِلى عُجمَةِ الدَهنا iiوَمَربَعُها

رَوضٌ يُناصي أَعالي ميثِهِ iiالعُقُرا

حَتّى إِذا هَزَّتِ البُهمى ذَوآئِبَها

في كُلِّ يَومٍ يُشَهّي البادِيَ iiالحَضَرا


سبب لقبه

يقال عن سبب تسميته "بذي الرُمًًّة" أنه عندما استسقى "مية" ماء فقامت واتته بالماء وكانت

على كتفه رُمًًّة – قطعة من حبل – فقالت أشرب يا ذا الرُّمًّة، فلقب بذلك.

ويقال أنه سمي بذي الرُمًًّة أيضاً بسبب بيت شعر قاله في إحدى قصائده جاء فيه:

وَغَيرَ مَرضوخِ القَفا مَوتودِ أَشعَثَ باقي رُمَّةِ iiالتَقليدِ

وقيل أيضاً انه عندما كان صغيراً كان يصيبه فزع، فكتبت له تميمة، فعلقها بحبل فلقب بذلك ذا الرُُّمًًّة،

ورواية أخرى أن والدته جاءت إلى الحصين بن عبدة بن نعيم العدوي، فقالت له يا أبا الخليل،

إن ابني هذا يروع بالليل، فأكتب لي معاذة أعلقها على عنقه، ثم جاء أنها مرت مع ابنها لبعض

حوائجها بالحصين وهو جالس في ملأ من أصحابه ومواليه، فدنت منه فسلمت عليه، وقالت:

يا أبا الخليل ألا تسمع قول غيلان وشعره؟ قال: بلى، فتقدم فأنشده، وكانت المعاذة مشدودة

على يساره في حبل أسود، فقال الحصين : أحسن ذو الرُّمًّة، فغلبت عليه.


شعره


اجمع عدد من الكتاب أن ذي الرمة لا يمدح أشخاصاً فإذا جاء خليفة وبدأ بمدحه لا يستمر في ذلك

ويقول بضعة أبيات ثم يعود مرة أخرى لوصف الطبيعة والحب والصحراء والإبل فيشبعها شعراً ووصفاً

وغزلاً ومدحاً، تمكن ذو الرمة من المحافظة على فصاحة وسلامة اللغة، وجاء شعره غير فاحش ملتزماً

فيه بعفة الألفاظ.

قضى ذو الرمة حياته في الصحراء والتي أثرت كثيراً في أساليبه الشعرية، فكان من أروع الشعراء

في وصف الطبيعة والصحراء.


وَداويَّةٍ جَردآءَ جَدّاءَ iiجَثَّمَت

بِها هَبَواتُ الصَيفِ مِن كُلِّ iiجانِبِ

سبارِيتَ يَخلو سَمعُ مُجتازِ iiخَرقِها

مِنَ الصَوتِ إِلاّ مِن ضُباحِ الثَعالِبِ

عَلى أَنَّهُ فِيها إِذا شآءَ iiسامِعٌ

عِرارُ الظَليمِ وَاِختِلاسُ iiالنَوازِبِ

إِذا اِئتَجَّ رَضراضُ الحَصى مِن وَديقَةٍ

تُلاقي وُجوهَ القَومِ دونَ iiالعَصائِبِ

كَأَنَّ يَدي حِربآئِها مُتَشَمِّساً

يَدا مُذنِبٍ يَستَغفِرُ اللهَ iiتآئِبِ

قَطَعتث إِذا هابَ الضَغابيسُ هَولَها

عَلى كورِ إِحدى المُشرِفاتِ الغَوارِبِ


من شعره أيضاً

أَلَم تَسأَل اليَومَ الرُسومُ iiالدَوارِسُ

بِحُزوى وَهَل تَدري القِفارُ iiالبَسابِسُ

مَتى العَهدُ مِمَّن حَلَّها أَم كَم اِنقَضى

مِنَ الدَهرِ مُذ جَرَّت عَلَيها الرَوامِسُ

دِيارٌ لِمَيٍّ ظَلَّ مِن دونِ iiصُحبَتي

لِنَفسي بِما هاجَت عَلَيها iiوَساوِسُ

فَكَيفَ بِمَيٍّ لا تُؤاسيكَ iiدارُها

وَلا أَنتَ طاوي الكَشحِ عَنها iiفَيائِسُ

أَتى مَعشَرُ الأَكرادِ بَيني وَبينَها

وَحَولانِ مَرّا وَالجِبالُ iiالطَوامِسُ

وَلَم تَنسَني مَيّاً نَوى ذاتُ iiغَربَةٍ

شَطونٌ وَلا المُستَطرِفاتُ iiالأَوانِسُ

إِذا قُلتُ أَسلو عَنكِ يا مَيُّ لَم iiأَزَل

مُحِلّاً لِدارٍ مِن ديارِكِ ناكِسُ

نَظَرتُ بِجَرعاءَ السَبيبَةِ iiنَظرَةً

ضَحى وَسَوادُ العَينِ في الماءِ غامِسُ


وفاته

توفي ذو الرمة بأصبهان، وقيل بالبادية عام 117هـ - 735م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير



المشاركات : 7265

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:51 pm

الشابي حياة قصيرة زاخرة بالأشعار





أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي شاعر تونسي، وينتمي لشعراء العصر الحديث،

أطلع على الشعر العربي القديم والحديث بالإضافة للشعر الغربي وكانت له أرائه الأدبية المميزة،

عاني أبو القاسم الشابي من المرض الذي أودى بحياته وهو ما يزال في ريعان الشباب،

وعلى الرغم من رحلته القصيرة في هذه الحياة إلا أنه قدم عدد من المؤلفات، بالإضافة لديوان

شعر تضمن قصائده التي قدمها خلال حياته.

تميز الشابي بأشعاره الرومانسية، ولغته المشرقة وكان أحد صور التجديد في المدرسة الشعرية الكلاسيكية.



النشأة

ولد أبو القاسم الشابي عام 1909م بقرية الشابية من ضواحي توزر عاصمة الواحات التونسية بالجنوب،

كان والده محمد الشابي قاضياً تلقى دراسته بالأزهر الشريف بمصر وحصل على الإجازة المصرية،

وقد كان أبو القاسم مرافقاً لوالده في جميع المدن التونسية التي عمل بها.

حصل أبو القاسم على شهادة الابتدائية ثم أنتقل إلى تونس العاصمة وهناك واصل دراسته الثانوية

بجامع الزيتونة، درس كل من الفقه واللغة العربية وكان دائم الذهاب إلى المكتبة للإطلاع على المزيد

من الكتب، فكانت كل من مكتبة قدماء الصادقية والمكتبة الخلدونية هما المكانين الأساسيين اللذان يفد عليهما

أبو القاسم ليستقي معارفه فأطلع على الأدب العربي القديم والحديث، والدواوين الشعرية،

كما سعى للإطلاع على الأدب الأوروبي عن طريق المترجمات العربية، بالإضافة لحرصه

على حضور المجالس الأدبية والفكرية.

بعد أن أنتهي الشابي من دراسته الثانوية قام بالالتحاق بمدرسة الحقوق بتونس وحصل منها

على شهادته في الحقوق عام 1930م.



رحلته الأدبية والشعرية



قدم أبو القاسم الشابي العديد من الآراء الجريئة والتي عبر عنها في كتاب " الخيال الشعري عند العرب"

والذي استعرض فيه كل ما أنتجه العرب من شعر، فتحدث فيه عن الصورة الشعرية واضعاً الأمثلة

الدالة على ما يذهب إليه الشعر العربي في العصور المختلفة، وعمل على عقد مقارنة بين نماذج

من الشعر العربي ومقتطفات من أدب الغرب، وذلك ليثبت أن العرب تمسكوا بالصورة المادية في شعرهم

وجعلوا منها محور القول والتفكير وأن الغرب تمعنوا أكثر فيما وراء الماديات مما زاد في الخرافات

والأساطير في الشعر والنثر عندهم.

عكف أبو القاسم الشابي على كتابة الشعر والإطلاع على الكتب الأدبية وحضور المجالس الأدبية

وعلى الرغم من فترة حياته القصيرة إلا انه تمكن من إصدار عدد من المؤلفات وقدم العديد

من القصائد الشعرية المتميزة.

قام بكتابة مذكراته وله ديوان شعر مطبوع بعنوان " أغاني الحياة"، وكتاب الخيال الشعري عند العرب،

وأثار الشلبي، ومذكرات.


تميز شعر أبو القاسم الشابي بالرومانسية وحب الطبيعة، وقد سيطر عليه في بعض قصائده إحساسه

بالخوف من الموت ورفضه له فظهرت قصائده محتوية على الكثير من الأسى، وقد دعا أبو القاسم

في شعره إلى تأمل النفس وحب الطبيعة، وظهر إحساسه العميق بكل ما يحيط به، وقد تضمن شعره

العديد من العناصر فعبر عن الكون والحياة والموت والبشر والحب والمرأة.



مما قاله:

سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ iiوالأَعداءِ

كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ iiالشَّمَّاءِ

أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً

بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ

لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى

مَا في قَرارِ الهُوَّةِ iiالسَّوداءِ

وأَسيرُ في دُنيا المَشَاعرِ حالِماً

غَرِداً وتلكَ سَعادةُ iiالشعَراءِ

أُصْغي لمُوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِها

وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في iiإنْشَائي


وفي قصيدة أخرى يقول:


ليتَ لي أنْ أعيشَ في هذه iiالدُّنيا

سَعيداً بِوَحْدتي iiوانفرادي

أصرِفُ العُمْرَ في الجبالِ وفي iiالغاباتِ

بَيْنَ الصّنوبرِ iiالميَّادِ

لَيْسَ لي من شواغلِ العيشِ مَا يصرف

نَفْسي عنِ استماع iiفؤادي

أرْقُبُ الموتَ والحياةَ iiوأصغي

لحديثِ الآزالِ iiوالآبادِ

وأغنِّي مع البلابلِ في الغابِ

وأُصْغي إلى خريرِ iiالوادي

وأُناجي النُّجومَ والفجرَ والأطيارَ

والنَّهرَ والضّياءَ الهادي



الوفاة

جاءت وفاة والد أبا القاسم لتكون واحدة من الضربات الموجعة التي تلقاها في حياته،

هذا بالإضافة لإصابته بداء في القلب ومعاناته في ظل المرض وملازمته للفراش حتى

جاءت وفاته، توفي أبو القاسم الشابي وهو ما يزال في ريعان الشباب عام 1934م

وتم دفنه بروضة الشابي بقريته.



من قصائده نذكر


أَيُّها الشَّعْبُ ليتني كنتُ حطَّاباً

فأهوي على الجذوعِ iiبفأسي

ليتني كنتُ كالسُّيولِ إِذا iiسالتْ

تَهُدُّ القبورَ رمساً iiبرمسِ

ليتني كنتُ كالرِّياحِ iiفأطوي

كلَّ مَا يخنقُ الزُّهُورَ بنحسي

ليتني كنتُ كالشِّتاءِ iiأُغَشِّي

كلّ مَا أَذْبَلَ الخريفُ بقرسي

ليتَ لي قوَّةَ العواصفِ يا شعبي

فأَلقي إليكَ ثَوْرَةَ iiنفسي



قصيدة "صلوات في هيكل الحب"



عذبة أنت كالطفولة iiكالأحلام

كاللحن كالصباح iiالجديد

كالسَّماء الضَّحُوكِ كاللَّيلَةِ القمراءِ

كالوردِ كابتسامِ الوليدِ

يا لها مِنْ وَداعةٍ iiوجمالٍ

وشَبابٍ مُنعَّمٍ iiأُمْلُودِ

يا لها من طهارةٍ تبعثُ iiالتَّقديسَ

في مهجَةِ الشَّقيِّ iiالعنيدِ

يا لها رقَّةً تَكادُ يَرفُّ الوَرْدُ

منها في الصَّخْرَةِ الجُلْمودِ

أَيُّ شيءٍ تُراكِ هلْ أَنْتِ iiفينيسُ

تَهادتْ بَيْنَ الوَرَى مِنْ iiجديدِ


قصيدة إرادة الحياة

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ iiالحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ iiالقدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ iiينجلي

ولا بُدَّ للقيدِ أن iiيَنْكَسِرْ

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ

تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ

فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ iiالحياةُ

من صَفْعَةِ العَدَمِ iiالمنتصرْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير



المشاركات : 7265

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:52 pm

ابن زيدون الشاعر ذي الوزارتين


أحد الشعراء المبدعين في العصر الأندلسي، أجمع العديد من النقاد


أنه أحد شعراء الطبقة الأولى من بين شعراء العصر الأندلسي وأحد المشكلين للتراث الثقافي

في هذا العصر، أجاد ابن زيدون في قصائده فظهر بها جمال الأسلوب ورقة المشاعر والموسيقى الشعرية،

وكانت قصائده صورة من حياته السياسية والعاطفية، وتم تشبيهه بالبحتري، وقد تميز ابن زيدون

بشعره الغزلي فعرف شعره بالرقة والعذوبة والصور الشعرية المبتكرة.

قال عنه الدكتور شوقي ضيف " كان ابن زيدون يحسن ضرب الخواطر والمعاني القديمة أو الموروثة

في عُملة اندلسية جديدة، فيها الفن وبهجة الشعر وما يفصح عن أصالته وشخصيته".



النشأة

اسمه كاملاً أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي القرطبي،

أبو الوليد، ولد عام 1003م في الرصافة إحدى ضواحي قرطبة، ينتسب إلى قبيلة مخزوم العربية القرشية،

كان والده قاضياً وجيهاً عرف بغزارة علمه وماله، توفى عندما كان أحمد ما يزال في الحادية عشر

من عمره، فتولى جده تربيته، وقد أخذ ابن زيدون العلم في بداية حياته عن والده فكان يحضر مجالس

أصحابه من العلماء والفقهاء، ثم اتصل بشيوخ عصره واخذ العلم عنهم مثل النحوي الرواية

أبو بكر بن مسلم بن أحمد والقاضي أبو بكر بن ذكوان.

عرف ابن زيدون بثقافته الواسعة وكثرة إطلاعه، هذا الأمر الذي أنعكس على قصائده والتي ظهرت

من خلالها ثقافته التاريخية والإسلامية.

نشأ أبن زيدون في فترة تاريخية حرجة حيث مات الحكم مسموماً بعد ولادة ابن زيدون

بخمس سنوات، ونشأ ما عرف بـ " عهد الفتنة" هذه الفتنة التي ظلت مشتعلة لعدد كبير من السنوات

حتى كانت وفاة أخر خليفة أموي، فكانت قرطبة ساحة للمواجهات الدامية بين كل من البرابرة

والعامريين والأسبان، نشأ بعد الفتنة دويلات صغيرة عرفت بدول الطوائف.

وعلى الرغم من كل هذه الأحداث إلا أن النشاط الأدبي كان في أوج ازدهاره،

وعرفت قرطبة كمدينة للهو والطرب والأدب، وظهر ابن زيدون في هذه الفترة فكان يخالط

الأمراء والعلماء، ويجلس في مجالس العلم، وقد صادق الملوك والأمراء

فكان صديق لأبو الوليد بن جهور.




ابن زيدون سياسياً


اتصل ابن زيدون "ببني جهور" وتمكن من نيل مكانة متميزة عنده وذلك نظراً لعلمه وثقافته

بالإضافة لانحداره من بيت جاه وشرف، فكان ابن زيدون سفيراً بين الملوك في دولة

"أبو حزم بن جهور"، فكان يحظى بمكانة عالية لديه إلى أن تدخل بعض المنافسين الذين عملوا

على الوقيعة بينهم، فقام ابن جهور بسجنه، وأثناء سجنه قام ابن زيدون بإنشاد العديد من القصائد

الشعرية والتي قام في بعض منها باستعطاف ابن جهور ليفرج عنه مما قاله:


مَـن يَـسأَلِ الـناسَ عَـن حالي iiفَشاهِدُها

مَـحضُ الـعِيانِ الَّـذي يُـغني عَـنِ الـخَبَرِ

لَـــم تَــطـوِ بُـــردَ شَـبـابـي كَــبـرَةٌ iiوَأَرى

بَرقَ المَشيبِ اِعتَلى في عارِضِ الشَعَرِ

قَــبـلَ الـثَـلاثـينَ إِذ عَــهـدُ الـصِـبا iiكَـثَـبٌ

وَلِـلـشَـبـيبَةِ غُــصــنٌ غَــيــرُ iiمُـهـتَـصِـرِ

هـــا إِنَّـهـا لَـوعَـةٌ فــي الـصَـدرِ قـادِحَـةٌ

نـــارَ الأَســى وَمَـشـيبي طـائِـرُ iiالـشَـرَرِ

لا يُـهـنَىءِ الـشـامِتَ الـمُـرتاحَ iiخـاطِـرُهُ

أَنّـــي مُـعَـنّـى الأَمـانـي ضـائِـعُ iiالـخَـطَرِ

هَـــلِ الــرِيـاحُ بِـنَـجـمِ الأَرضِ iiعـاصِـفَةٌ

أَمِ الـكُـسـوفُ لِـغَـيرِ الـشَـمسِ iiوَالـقَـمَرِ

إِن طـالَ فـي الـسِجنِ إيداعي فَلا iiعَجَبٌ

قَــد يــودَعُ الـجَـفنَ حَــدُّ الـصارِمِ iiالـذَكَرِ

وَإِن يُـثَـبِّـط أَبـــا الـحَـزمِ الـرِضـى iiقَــدَرٌ

عَـن كَـشفِ ضُـرّي فَلا عَتَبٌ عَلى القَدَرِ

مــــا لِـلـذُنـوبِ الَّــتـي جــانـي كَـبـائِـرِها

غَـــيــري يُـحَـمِّـلُـنـي أَوزارَهــــا وَزَري

مَـــن لَـــم أَزَل مِـــن تَـأَنّـيهِ عَـلـى iiثِـقَـةٍ

وَلَـــم أَبِـــت مِـــن تَـجَـنّـيهِ عَــلـى iiحَــذَرِ

وعندما لم تفلح رسائل وتوسلات ابن زيدون قام بالفرار من سجنه قاصداً اشبيلية،

ثم عاد إلى قرطبة مرة أخرى واختبأ عند بعض أصدقائه، حتى عفا عنه أبي حزم،

فعاد ليمدحه ثم رثاه بعد وفاته.

جاء بعد ذلك عهد أبي الوليد بن أبي حزم بن جهور، فحظي ابن زيدون في عهده

بمكانة عظيمة فعينه على أهل الذمة، وتبع ذلك توليه للوزارة الأمر الذي أسعد ابن زيدون فانطلق مادحاً


إِنَّ مَــن أَضـحـى أَبـاهُ iiجَـهورٌ

قــالَـتِ الآمـــالُ عَــنـهُ iiفَـفَـعَل

مَــلِـكٌ لَــذَّ جَـنـى الـعَـيشِ iiبِــهِ

حَيثُ وِردُ الأَمنِ لِلصادي عَلَل

أَحـسَنَ الـمُحسِنُ مِـنّا iiفَـجَزى

مِـثـلَما لَــجَّ مُـسـيءٌ فَـاحـتَمَل

وقد عمل ابن زيدون سفيراً بين كل من أبي الوليد وإدريس الحسني في مالقة،

وبعد حدوث الجفاء بينه وبين بني جهور، قصد بلنسية، وتنقل بين عدد من الملوك والأمراء

الذين أحسنوا ضيافته، وعندما عاد إلى اشبيلية تم الاحتفاء به من قبل حاكمها " ابن عباد"

فجعله مستشاراً له وسفيراً لعدد من الدول المجاورة، وتولى منصب " كاتب المملكة "

والذي كان يعد من أهم المناصب، وتولى الوزارة وعرف بلقب " ذي الوزارتين".

وقد كان ابن زيدون في أحسن حال سواء في عهد ابن عباد أو في عهد ابنه المعتضد،

وحين مات ابن عباد ساعد ابن زيدون المعتمد على إخماد ثورة قرطبة، ثم تم إرساله في احد

المهام إلى اشبيلية وكان مريضاً فتوفى هناك عام 1071م.



ابن زيدون عاشقاً

عشق ابن زيدون ولادة بنت الخليفة المستكفي، وانشد بها العديد من القصائد التي تعبر عن حبه لها،

وكانت ولادة ليست كأي واحدة من النساء فكانت تتمتع بالجمال وبالإضافة لجمالها كانت تتمتع بثقافة

عالية فكانت شاعرة ومغنية لها مجلس بقرطبة يجتمع فيه أشهر المثقفين والشعراء والأدباء،

وقد هام كل من ابن زيدون وولادة ببعضهما حباً إلى أن وقعت بينهم إحدى المشاكل التي فرقت بينهما،

وسنحت الفرصة لدخول الوزير أبو عامر بن عبدوس بينهما متقرباً لولادة وعدواً لابن زيدون.

وفي محاولة من ابن زيدون للتفريق بين كل من ولادة وابن عبدوس قام بكتابة " الرسالة الهزلية"

والتي يقوم فيها بذم ابن عبدوس والسخرية منه على لسان ولادة الأمر الذي زاد من غضب ولادة

وزاد من بعدها عن ابن زيدون.


ومن أشهر قصائد ابن زيدون " النونية" تلك التي كتبها في ولادة والتي يقول فيها:


أَضـحـى الـتَـنائي بَـديـلاً مِــن iiتَـدانينا

وَنـــابَ عَـــن طـيـبِ لُـقـيانا iiتَـجـافينا

أَلّا وَقَــد حــانَ صُـبـحُ الـبَينِ iiصَـبَّحَنا

حَــيــنٌ فَــقـامَ بِــنـا لِـلـحَـينِ iiنـاعـيـنا

مَـــن مُـبـلِـغُ الـمُـلـبِسينا بِـاِنـتِزاحِهِمُ

حُـزنـاً مَــعَ الـدَهـرِ لا يَـبـلى iiوَيُـبـلينا

أَنَّ الـزَمـانَ الَّــذي مــازالَ iiيُـضحِكُنا

أُنــســاً بِـقُـربِـهِـمُ قَـــد عـــادَ iiيُـبـكـينا

غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا

بِـــأَن نَــغَـصَّ فَــقـالَ الــدَهـرُ آمـيـنـا


كما كتب مشتاقاً إليها


إِنّـــي ذَكَــرتُـكِ بِـالـزَهـراءَ iiمُـشـتـاقاً

وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا

وَلِـلـنَـسـيمِ اِعــتِــلالٌ فـــي iiأَصـائِـلِـهِ

كَــأَنَّــهُ رَقَّ لــــي فَــاعـتَـلَّ iiإِشــفـاقـا

وَالـرَوضُ عَـن مـائِهِ الفِضِيِّ iiمُبتَسِمٌ

كَــمـا شَـقَـقتَ عَــنِ الـلَـبّاتِ iiأَطـواقـا

يَـــومٌ كَــأَيّـامِ لَـــذّاتٍ لَـنـا iiانـصَـرَمَت

بِـتـنا لَـهـا حـيـنَ نــامَ الـدَهـرُ سُـرّاقا


ومن أشعاره أيضاً


خَـلـيـلَـيَّ لا فِــطــرٌ يَــسُـرُّ وَلا أَضــحـى

فَما حالُ مَن أَمسى مَشوقاً كَما أَضحى

لَـئِـن شـاقَـني شَــرقُ الـعُقابِ فَـلَم iiأَزَل

أَخُـصُّ بِـمَمحوضِ الهَوى ذَلِكَ iiالسَفحا

وَمــا اِنـفَكَّ جـوفِيُّ الـرُصافَةِ iiمُـشعِري

دَواعِــيَ ذِكـرى تُـعقِبُ الأَسَـفَ iiالـبَرحا

وَيَــهـتـاجُ قَــصــرُ الـفـارِسِـيِّ iiصَـبـابَـةً

لِـقَـلـبِيَ لاتَــألـو زِنـــادَ الأَســـى iiقَــدحـا

وَلَــيـسَ ذَمـيـماً عَـهـدُ مَـجـلِسِ نـاصِـحٍ

فَـأَقـبَلَ فــي فَــرطِ الـوَلـوعِ بِــهِ iiنُـصحا

كَــأَنِّـيَ لَــم أَشـهَـد لَــدى عَـيـنِ iiشَـهـدَةٍ

نِــــزالَ عِــتــابٍ كـــانَ آخِـــرُهُ الـفَـتـحا

وَقــائِـعُ جـانـيـها الـتَـجَنّي فَــإِن مَـشـى

سَـفـيـرُ خُــضـوعٍ بَـيـنَـنا أَكَّــدَ الـصُـلحا

وَأَيّــــامُ وَصــــلٍ بِـالـعَـقـيقِ اِقـتَـضَـيـتُهُ

فَـــإِلّا يَــكُـن مـيـعـادُهُ الـعـيدَ iiفَـالـفِصحا

ترك ابن زيدون إحدى أهم رسائله وهي "الرسالة الجدية" والتي قام بكتابتها أثناء فترة سجنه،

وتعد الرسالة الجدية من روائع النثر العربي، هذا بالإضافة " للرسالة الهزلية" والتي كتبها

على لسان ولادة، كما ترك عدد كبير من القصائد الشعرية المتميزة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير



المشاركات : 7265

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:53 pm

فاروق جويدة.. الثائر الحالم


موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 1_612_1323_33


فاروق جويدة هو أحد أشهر الشعراء المصريين في العصر الحديث تمكن من امتلاك قلب وفكر الكثير

من الناس وخاصة الشباب، يجد القارئ لقصائده العديد من المعاني الجميلة التي تفيض بالمشاعر المعبرة

والأحاسيس، فنجده ينظم قصائد الحب الحالمة الناعمة إلى جانب القصيدة الوطنية الثائرة، وقد برع في كليهما.



ولم يكتف جويدة بعشقه للشعر، فهو أيضاً صاحب حس صحفي مميز له آراءه الجريئة التي نجده يحمل

فيها الهم المصري والعربي معاً، وله مقالة بصحيفة الأهرام المصرية بعنوان "هوامش حرة"

يعرض من خلالها آراءه المختلفة، قال عنه أحد الشعراء

"إن فاروق جويدة يستطيع أن يذبح بخيوط من حرير".


النشأة


ولد فاروق جويدة في العاشر من فبراير 1945م، بقرية أفلاطون بمركز قلين، محافظة كفر الشيخ،

درس بكلية الآداب قسم صحافة جامعة القاهرة وتخرج منها عام 1968م، دخل إلى عالم الصحافة كمحرر

بالقسم الاقتصادي بجريدة الأهرام عام 1968، ثم أصبح سكرتير تحرير بالأهرام عام 1975،

أصبح بعد ذلك مشرف علمي على الصفحة الثقافية بالأهرام عام 1978 والتي تعد أول صفحة ثقافية

يومية في تاريخ الصحافة العربية، ثم تولى رئاسة القسم الثقافي،

وبعدها أصبح مساعد رئيس تحرير الأهرام عام 2002.



وجويدة عضو بكل من نقابة الصحفيين، جمعية المؤلفين، اتحاد الكتاب، لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة،

كما أن له العديد من المشاركات الفعالة في عدد من المهرجانات الشعرية الغربية والدولية،

ومثل مصر في العديد من المناسبات الثقافية الدولية بآسيا وأوروبا، وألقى مجموعة محاضرات

عن تجربته الشعرية بعدد من الجامعات، وشارك في المؤتمرات الثقافية التي أقامتها منظمة التربية والعلوم

والثقافة "اليونسكو"، كما مثل مصر في اليوم العالمي للشعر بباريس عام 1999، وهو عضو مؤسس

في الأكاديمية العالمية للشعر التي أنشأتها منظمة اليونسكو عام 2001 بمدينة فيرونا الإيطالية ضمن

15 شاعراً تم أختيارهم غلى مستوى العالم.


أسلوبه الشعري


تمتع جويدة بأسلوب شعري سهل وسلس تمكن من خلاله من إيصال مشاعره وكلماته لجميع الأشخاص

بمختلف طبقاتهم الثقافية، واخترق جويدة كافة الألوان الشعرية بداية بالقصيدة العمودية،

وانتهاء بالمسرح الشعري، وتميز شعره بصدق الكلمة الشعرية، وفاضت جمله بالحب والوطنية.


كما تميزت أشعار جويدة بغوصها في المشاعر كافة فعندما تتجه قصائده للحب نجد ألفاظ شعرية رقيقة

تتراقص وتنسدل معبره عن حالة رائعة من الحب، وعندما تكون القصيدة وطنية نجد بها ألفاظ قوية

معبرة ثائرة تعلن عن حالة من الغضب والألم والخوف على الوطن، لم يلجأ جويدة للألفاظ الصعبة

فلا يميل للاستعراض بالمفرادات اللغوية المعقدة الغامضة على حساب المتلقي وإنما يقدم له المشاعر

والأحاسيس كافة كما لو كان يقولها على لسان من يستمع إليها ويعيشها.


ويذهب بعض الشعراء في رأيهم أن من يكتب الشعر بغرض التوصيل للناس فهو يكتب شعر سطحي،

بينما يرى فاروق جويدة أن عبقرية الشعر في بساطته فإذا تمكن الشاعر من توصيل أفكاره ومشاعره

من خلال قصائده وأبياته الشعرية للمتلقي بمستوياته المختلفة، فهنا تكمن عبقرية الشاعر وليست سطحيته،

ويرى جويدة أن لو مر الزمان وبقى من إجمالي قصائد الشاعر 3 أو 4 قصائد فهو إذن شاعر عظيم.



من أشعاره الوطنية تلك التي أهداها لأطفال العراق بعنوان "من قال إن النفط أغلى من دمي"

ويقول فيها:

أطفال بغداد الحزينة يسألون

عن أي ذنب يقتلون

يترنحون على شظايا الجوع

يقتسمون خبز الموت‏..‏ ثم يودعون

شبح‏ "الهنود الحمر"‏ يظهر في صقيع بلادنا

ويصيح فينا الطامعون‏…

من كل صوب قادمون

من كل جنس يزحفون

تبدو شوارعنا بلون الدم

والكهان في خمر الندامة غارقون


بغداد لا تتألمي

مهما تعالت صيحة البهتان

في الزمن العمي

فهناك في الأفق البعيد صهيل فجر قادم

في الأفق يبدو سرب أحلام

يعانق أنجمي

مهما تواري الحلم عن عينيك

قومي‏..‏ واحلمي

ولتنثري في ماء دجلة أعظمي

فالصبح سوف يطل يوماً

في مواكب مأتمي

الله أكبر من جنون الموت

والزمن البغيض الظالم

بغداد لا تستسلمي

بغداد لا تستسلمي

من قال إن النفط أغلي من دمي؟!‏


مؤلفاته وأشعاره

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 2_611_1656_7

قدم جويدة العديد من الكتب والمؤلفات القيمة التي تنوعت ما بين القصائد الشعرية والقضايا السياسية

والثقافية وأدب الرحلات، بالإضافة للمسرحية الشعرية فقدم ثلاث مسرحيات هي " الوزير العاشق،

دماء على ستار الكعبة، الخديوي، هولاكو"

وقد مثلت هذه المسرحيات مصر في العديد من المهرجانات المسرحية العربية.

وتعد كتب جويدة هي الأكثر مبيعاً بين غيره من شعراء عصره، نذكر من كتبه: بلاد السحر الخيال،

ليس للحب أوان، فاروق جويدة – الأعمال الشعرية، دائماً أنت بقلبي، رحلتي "الأوراق الخاصة جداً"،

طاوعني قلبي في النسيان، لأني احبك، في عينيك عنواني، كانت لنا .. أوطان، لن أبيع العمر،

ويبقى الحب، وللأشواق عودة، هوامش حرة، أعاتب فيك عمري، شيء سيبقى بيننا، ألف وجه للقمر،

أخر ليالي الحلم، زمان القهر علمني، قصائد للوطن، أموال مصر كيف ضاعت، بلاد السحر والخيال،

شباب في الزمن الخطأ، قضايا ساخنة، آثار مصر كيف هانت، من يكتب تاريخ ثورة يوليو،

وغيرها العديد من المؤلفات والقصائد القيمة، والتي تم ترجمة العديد منها إلى عدد من اللغات

مثل الإنجليزية والفرنسية وغيرها، وقد تم تناول أعماله الإبداعية في عدد من الرسائل الجامعية

سواء في الجامعات المصرية أو العربية.


كما أن لفاروق جويدة مقال في الأهرام بعنوان "هوامش حرة"، فهو صحفي متميز بالإضافة لإجادته للشعر،

يقول عن نفسه أنا عربي حتى النخاع، له أراء سياسية حرة شغل باله الهم المصري والعربي وله العديد

من الآراء الجريئة في ذلك.



ونظم جويدة العديد من القصائد والمسرحيات الشعرية والتي تم تقديمها في شكل فني وغنائي،

فغنى له كاظم الساهر "قصيدة بغداد"، وغنت سمية قيصر قصيدة "في عينيك عنواني"

والتي قام محمد عبد الوهاب بتلحينها وأكملها الموجي، كما قدم على خشبة المسرح المسرحية الشعرية

مثل مسرحية " الوزير العاشق" بطولة سميحة أيوب وعبد الله غيث.


جوائز وتكريم


حصد جويدة العديد من الجوائز والأوسمة منها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس

الأعلى للثقافة، عام 2001، وجائزة كفافيس الدولية في الشعر وتسلم الجائزة في احتفالية أقيمت

في مدينة "قوله" باليونان في الثاني من سبتمبر2007، وتمنح هذه الجائزة للمبدعين من مصر واليونان،

وتحمل اسم شاعر الإسكندرية العالمي كفافيس‏ بهدف تنمية العلاقات الثقافية بين اليونان ومصر.



قصائده

مما قاله جويدة في الحب




وأنت الحقيقة لو تعلمين

يقولون عني كثيراً كثيراً

وأنت الحقيقة لو يعلمون

لأنك عندي زمان قديم

وأفراح عمر وذكرى جنون

وسافرت أبحث في كل وجه

فألقاك ضوءا بكل العيون

يهون مع البعد جُرح الأماني

ولكن حبك ... لا يهون




وقال في الحب أيضاً:

لماذا أراك وملء عيوني

دموع الوداع؟

لماذا أراك وقد صرت شيئا

بعيدا.. بعيدا..

توارى.. وضاع؟

تطوفين في العمر مثل الشعاع

أحسك نبضا

وألقاك دفئا

وأشعر بعدك.. أني الضياع

إذا ما بكيت أراك ابتسامه

وإن ضاق دربي أراك السلامة

وإن لاح في الأفق ليل طويل

تضيء عيونك.. غلف الغمامة

كأنك في الأرض كل البشر

كأنك درب بغير انتهاء

وأني خلقت لهذا السفر..

إذا كنت أهرب منك.. إليك

فقولي بربك.. أين المفر؟!


ومن إحدى القصائد المؤثرة التي عبرت عن اهتمامات جويدة المختلفة والتي حمل في جزء كبير

منها الهم العربي قصيدة " ملعون يا سيف أخي"، والتي يصور فيها المعاناة التي تعرض لها

الفلسطينيون بعد الحصار الذي تعرضت له للمخيمات الفلسطينية في لبنان،


ويقول فيها:

لم آكل شيئا منذ بداية هذا العام

والجوع القاتل يأكلني

يتسلل ما في الأحشاء

يشطرني في كل الأرجاء

أرقب أشلائي في صمت

فأري الأشلاء.. هي الأشلاء

من منكم يمنحني فتوي باسم الاسلام

أن آكل ابني

ابني قد مات

قتلوه أمامي

قد سقط صريعا بين مخالب جوع لا يرحم

وبعد دقائق سوف أموت

ودماء صغيري شلال

يتدفق فوق الطرقات

أعطوني الفرصة كي أنجو من شبح الموت

لا شيء أمامي آكله لا شيء سواه.



قصيدة "لا تنتظر أحداً"

لا تنتظر أحداً

فلن يأتي أحد

لم يبق شيء غير صوت الريح

والسيف الكسيح

ووجه حلم يرتعد

الفارس المخدوع ألقي تاجه

وسط الرياح وعاد يجري خائفاً

واليأس بالقلب الكسير قد أستبد

صور علي الجدران ترصدها العيون

وكلما اقتربت ...تطل وتبتعد

قد عاد يذكر وجهه

والعزم في عينيه

والأمجاد بين يديه

والتاريخ في صمتٍ سجد

الفارس المخدوع في ليل الشتاء

يدور مذعوراً يفتش عن سند

يسري الصقيع علي وجوه الناس

تنبت وحشة في القلب

يفزع كل شيء في الجسد

في ليلة شتوية الأشباح

عاد الفارس المخدوع منكسراً

يجر جواده

جثث الليالي حوله

غير الندامة ما حصد




قصيدة "الخيول لا تعرف النباح"

أتيتك نهرا حزين الضفاف

فلا ماء عندي ولا سنبلة

فلا تسألي الروض كيف انتهيت

ولا تسألي النهر من أهمله

أنا زهرة من ربيع قديم

أحب الجمال .. وكم ظلله

حقائق عمري بقايا سراب

وأطلال حلمي به مهملة

وجوه علي العين مرت سريعا

فمن خان قلبي .. ومن دلله

ولا تسألي الشعر من كان قبلي

ومن في رحاب الهوي رتله ؟

أنا عابد في رحاب الجمال

رأي في عيونك ما أذهله



موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 1_612_142_45


لم يحصر جويدة نفسه في إطار الشعر فقط، فانطلق مناقشاً القضايا الثقافية والسياسية والفكرية المعاصرة،

ملتزماً بقضايا وطنه وأمته، فكانت ولازالت له العديد من المقالات القوية والتي أثارت البعض وأغضبتهم

أحياناً، ولكنه ظل متشبثاً بقلمه جاعلاً منه لساناً يعبر من خلاله عن رأيه الخاص وأراء الشعوب العربية،

وأصبحت مقالاته المعنونة تحت أسم "هوامش حرة" بالأهرام ينتظرها الكثير من الأشخاص لما فيها من تعبير

عنهم وعن مشاكلهم، ولما تفتحه من مساحة حرة لطرح مختلف القضايا.



قدم الكاتب والأديب إبراهيم خليل إبراهيم كتاب بعنوان " الحب والوطن في حياة فاروق جويدة"

والكتاب عبارة عن دراسة أدبية حول أشعار فاروق جويدة التي قدمها في الحب والوطن ويضم الكتاب

ثلاثة أقسام القسم الأول مخصص للحب في شعر فاروق جويدة، أما القسم الثاني فالوطن في شعر جويده

أما القسم الثالث فيضم الصورة الشعرية وخصوصيتها في شعره.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير



المشاركات : 7265

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:54 pm

]أحمد رامي.... الشاعر العاشق

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 1_823_1323_42



هو أحد شعراء العصر الحديث تألق في شعره باللغة العربية الفصحى والعامية، وتمتع شعره بالسلاسة،

وعذوبة الألفاظ ورقة الأحاسيس، فأتت قصائده مفعمة بالرومانسية ومعبرة عن جميع الحالات التي قد يمر

بها العاشق، وقد كانت قصائد رامي وكلماته بمثابة كنز ضخم نهلت منه كوكب الشرق أم كلثوم الكثير

من القصائد العظيمة التي شدت بها بصوتها القوي المعبر، ولُقب رامي بـ "شاعر الشباب".




حياة الشاعر

ولد أحمد رامي في التاسع عشر من أغسطس عام 1892 بحي السيدة زينب، تدرج في دراسته

فأنهى تعليمه الابتدائي عام 1907، ثم التحق بمدرسة الخديوية الثانوية، وتخرج من مدرسة المعلمين

العليا عام 1914، وعُين مدرسًا للجغرافيا واللغةالإنجليزية بمدرسة القاهرة الخاصة، أعقب ذلك تعينه

أمين مكتبة المدرسين العُليا، وقد أتاح له هذا المنصب الجديد فرصة رائعة للنهل من مؤلفات الشعر والأدب

بالعربية والإنجليزية والفرنسية.


سعى رامي وراء تطوير وثقل موهبته الشعرية فحرص على حضور المنتديات والمجالس الشعرية،

وكان أول نتاجه الأدبي قصيدة وطنية وهو في الخامسة عشر من عمره، وفي عام 1910 تم نشر

قصيدة له في مجلة الرواية الجديدة.


أُرسل رامي في بعثة دراسية إلى باريس عام 1922 لدراسة اللغات الشرقية وفن المكتبات،

فحصل على شهادته من جامعة السوربون، وعاد من باريس عام 1924، وقد ساعدته دراسته

للغة الفارسية في ترجمة رباعيات الخيام بعد ذلك.


فى عام 1952 أُختير أمينًا للمكتبة بدار الكتب المصرية، وعمل على تطبيق ما درسه في فرنسا

في تنظيم دار الكتب، تلى ذلك انضمامه إلى عصبة الأمم كأمين مكتبة عقب انضمام مصر إليها،

كما عمل رامي كمستشار لدار الإذاعة المصرية، وبعد توليه هذا المنصب لثلاث سنوات عاد لدار

الكتب كنائب لرئيسها.



شعر رامي



عشق رامي الشعر فقدم قصائده بألفاظ سهلة مفعمة بالمعاني والأحاسيس، أخترق الحياة الأدبية عام 1918

فأصدر ديوانه الاول والذي كان مختلفًا تمامًا عن الأسلوب الشعري السائد في هذا الوقت والذي سيطر عليه

كل من المدرستين الشعريتين الحديثة والقديمة، وأعقب ديوانه الأول بديوانيين أخرين في عام 1925.


على الرغم من أن شعر رامي قد أبتدى بالفصحى إلا أنه أنتقل للعامية بعد ذلك، ولكنها عامية راقية

سلبت لُب من استمع إليه، وتمكن من إبداع صور راقية لم تعهدها العامية المصرية قبله.



أغاني رامي



موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 1_830_1122_52


عُرف رامي واشتهر من خلال قصائده الجميلة، والتي تغنت بالعديد منها المطربة الكبيرة أم كلثوم،

فارتبط كل من اسم رامي وأم كلثوم معاً في العديد من الأغنيات التي قدمتها أم كلثوم ونظم كلمتها

رامي والذي كان يكن لأم كلثوم الكثير من الأعجاب فجاءت كلماته معبرة ومفعمة بالحياة نظراًً لأنها

تستمد قوتها من قلب شاعر عاشق.



كانت أولى الأغاني التي كتبها رامي هي " خايف يكون حبك ليه شفقة عليا"، ولرامي سجل حافل

بالإنجازات فله ديوان رامي في أربع أجزاء " أغاني رامي، غرام الشعراء، رباعيات الخيام"،

ويرجع لرامي الفضل في ترجمة رباعيات الخيام من الفارسية إلى العربية، هذا بالإضافة إلى تأليفه

ما يقرب من مائتي أغنية تغنت بها أم كلثوم نذكر منها "جددت حبك ليه"، "رق الحبيب"، "سهران لوحدي".



هذا بالإضافة لقيامه بالمشاركة في تأليف أغاني أو كتابة الحوار لعدد من الأفلام السينمائية، منها:

"نشيد الأمل"، "الوردة البيضاء"، "دموع الحب"، "يحيا الحب"، "عايدة"، "دنانير"، "وداد"،

بالإضافة لقيامه بالكتابة للمسرح فقدم مسرحية "غرام الشعراء"، وترجم مسرحية "سميراميس"،

هذا إلى جانب ترجمته لعدد من الكتب مثل في سبيل التاج لفرانسوكوبيه، وشارلوت كورداي ليوتسار،

ورباعيات الخيام و عددها 175 وكانت أولى الترجمات العربية عن الفرنسية.




كيف مرّتْ على هواكَ iiالقلوب
فتحيّرتَ من يكون iiالحبيبُ


كلّما شاق ناظريكَ iiجـمالٌ
أو هفا في سماكَ روحٌ iiغريب


سكنتْ نفسُكَ الحزينةُ وارتاحتْ
ومَيْلُ النفوسِ حيث iiتطيب


فتودّدتَ بالحنوّ iiوبالعطــفِ
وفجر الغرام نورٌ رطيـب


فإذا شمسُهُ تبدّتْ iiأصاب
الـقلبَ من حرّها جوىً iiولـهيب


وهوى الغانياتِ مثل iiهوى
الدنـيا تلقّاه تـارةً iiوتـخيب


منظرٌ تظَمْأُ النـفوسُ إليـهِ
ومتاعٌ يقلُّ فـيه iiالنصـيب


وشقـاءٌ تلذُّ فيه iiالأمـاني
وأمـانٍ تـحقيقُها iiتعذيـب



التكريم


شخصية مثل الشاعر الراحل أحمد رامي هي شخصية بالفعل تستحق التكريم، وهذا ما حدث فعلاً

حيث فاقت شهرته الحدود ونال الكثير من التقدير عربياً وعالمياً، فحصل على جائزة الدولة التقديرية

عام 1965، وسلمه الملك الحسن الثاني ملك المغرب في نفس العام وسام الكفاءة الفكرية المغربية

من الطبقة الممتازة، وبعدها بعامين حصل علي جائزة الدولة التقديرية في الآداب، كما حصل على

وسام الفنون والعلوم، وأهداه الرئيس أنور السادات الدكتوراه الفخرية في الفنون، ونوع أخر

من التكريم حصل عليه رامي عندمات منح لوحة تذكارية محفور عليها اسمه من جمعية المؤلفين والملحنين بباريس.


عانى رامي من حالة اكتئاب شديدة عقب وفاة أم كلثوم، هذه السيدة التي تعلق بها قلبه ونظم في حبه لها

أروع الأشعار فأعتزل الحياة والناس، هذا بالإضافة لتراكم المرض الذي أثقلة كاهليه فأصيب

بتصلب الشرايين، وألتهاب الكلى، وجاءت وفاته في الخامس من يونيو 1981.



مما قاله في رثاء أم كلثوم:



ما جال في خاطري أنّي سأرثـيها

بعد الذي صُغتُ من أشجى أغانيها


قد كنتُ أسـمعها تشدو iiفتُطربني

واليومَ أسـمعني أبكي iiوأبـكيهــا


وبي من الشَّجْوِ..من تغريد ملهمتي

ما قد نسيتُ بهِ الدنيا ومـا فـيها


وما ظننْـتُ وأحلامي iiتُسامرنـي

أنّي سأسـهر في ذكرى iiليـاليها


يـا دُرّةَ الفـنِّ.. يـا أبـهى iiلآلئـهِ

سبـحان ربّي بديعِ الكونِ iiباريها


مهـما أراد بياني أنْ iiيُصـوّرها

لا يسـتطيع لـها وصفاً iiوتشبيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير



المشاركات : 7265

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:55 pm

]أبو فراس وحنين إلى الوطن


موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 154181


أبو فراس الحمداني شاعر وأمير وفارس من العصر العباسي، اسمه كاملاً

الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الريعي، ويلقب أبو فراس،بأن له صلة قرابة

بسيف الدولة الحمداني فهو ابن عمه، وكان لأبو فراس منزلة عظيمة عنده فكان يقدره

ويحبه كثيراً ويقدمه على سائر قومه، ولأبو فراس الكثير من المواقف الشجاعة فخاض

الكثير من الوقائع التي قاتل فيها بين يدي سيف الدولة، وصحبه في الكثير من غزواته،

وقام سيف الدولة بتقليده منبج وحران وأعمالها.

ولد أبو فراس في الموصل عام 320هـ - 932م، وتوفى والده وهو في الثالثة من عمره

ونشأ في ظل رعاية والدته، تلقى العلم على يد اللغوي الكبير ابن خالويه وغيره من العلماء.


استقر أبو فراس في الدولة الحمدانية في حلب حيث تعلم الأدب والفروسية،

واشتهر بنظمه للشعر، وقع أسيراً للروم مرتين وفي المرة الأولي تمكن من الهرب،

أما في المرة الثانية فكانت في إحدى معاركه مع الروم حيث جرح وتم أسره وظل

في القسطنطينية إلى أن قام سيف الدولة بفديته بأموال عظيمة، وذلك بعد أن مكث

في الأسر لوقت طويل قام فيها بمكاتبة سيف الدولة واستعطافه من أجل أن يفتديه

ويطلق أسره، واثر في نفسه كثيراً ما وجده في سيف الدولة من تباطوء وتهاون.


وفي الأسر قام أبو فراس بكتابة أشهر أشعاره وهي "الروميات" والتي تميزت ببساطتها

وتجلت فيها العواطف الإنسانية بما حملته من مشاعر الغربة والأسر والحنين إلي الوطن والأم.


ومما قاله فيها


أَقـولُ وَقَد ناحَت بِقُربي iiحَمامَةٌ

أَيـا جـارَتا هَل تَشعُرينَ iiبِحالي

مَعاذَ الهَوى ماذُقتِ طارِقَةَ النَوى

وَلا خَـطَـرَت مِنكِ الهُمومُ iiبِبالِ

أَتَـحـمِلُ مَحزونَ الفُؤادِ iiقَوادِمٌ

عَـلى غُصُنٍ نائي المَسافَةِ عالِ

أَيـا جارَتا ما أَنصَفَ الدَهرُ iiبَينَنا

تَـعـالَي أُقاسِمكِ الهُمومَ iiتَعالَي

تَـعالَي تَرَي روحاً لَدَيَّ iiضَعيفَةً

تَـرَدَّدُ فـي جِـسـمٍ يُعَذِّبُ iiبالِ

أَيَـضحَكُ مَأسورٌ وَتَبكي iiطَليقَةٌ

وَيَـسـكُتُ مَحزونٌ وَيَندِبُ iiسالِ

لَقَد كُنتُ أَولى مِنكِ بِالدَمعِ iiمُقلَةً

وَلَـكِنَّ دَمعي في الحَوادِثِ iiغالِ



نهاية فارس الشعر



بعد أن قام سيف الدولة بدفع فدية أبو فراس وفك أسره من بين أيدي الروم توفى سيف الدولة

وجاء أبو المعالي أبنه خلفاً له وكان حينها صغير السن مما جعل أبو فراس يطمع في الاستيلاء

على حمص فبعث أبو المعالي له من يردعه وبالفعل قُتل أبو فراس وهو في أواخر الثلاثينات

من عمره وذلك عام 968م.



أشعاره


تميزت أشعار أبو فراس بجمال المعاني وصدق المشاعر والتي قام برسمها في لوحاته

الشعرية بمهارة فتكونت أجمل الصور الشعرية التي عبرت عن حالاته المختلفة والتي تنوعت

ما بين فخر وحب ورثاء وشكوى، فكان تألقه في ميدان الشعر وخاصة انه كان لا يقول الشعر

بغرض التكسب من ورائه بل من أجل التعبير بالكلمات والألفاظ عن حالات عاطفية ومزاجية

مختلفة مرت به وأراد التعبير عنها بصدق.



ونورد هنا عدد من أشعار أبو فراس المتميزة له وهو في الأسر مشتاقاً لأمه


لَـولا الـعَجوزُ iiبِمَنبِجٍ

مـا خِفتُ أَسبابَ المَنِيَّه

وَلَـكانَ لي عَمّا iiسَأَلتُ

مِـنَ الـفِدا نَفسٌ iiأَبِيَّه

لَـكِـن أَرَدتُ iiمُـرادَها

وَلَوِ اِنجَذَبتُ إِلى iiالدَنِيَّه

وَأَرى مُـحاماتي iiعَلَي

ها أَن تُضامَ مِنَ الحَمِيَّه

أَمـسَـت بِـمَنبِجَ iiحُرَّةٌ

بِالحُزنِ مِن بَعدي iiحَرِيَّه

لَـو كـانَ يُدفَعُ حادِثٌ

أَو طـارِقٌ بِـجَميلِ نِيَّه

لَم تَطَّرِق نُوَبُ iiالحَوادِثِ

أَرضَ هـاتـيكَ iiالتَقِيَّه

لَـكِـن قَضاءُ اللَهِ iiوَال

أَحـكامِ تَنفُذُ في iiالبَرِيَّه



وقال في الأسر أيضاً


إِنَّ في الأَسرِ iiلَصَبّاً

دَمعُهُ في الخَدِّ صَبُّ

هُوَ في الرومِ iiمُقيمٌ

وَلَهُ في الشامِ iiقَلبُ

مُستَجِدّاً لَم iiيُصادِف

عِوَضاً مِمَّن iiيُحِبُّ


ومن أشهر قصائده "أراك عصي الدمع" والتى تغنت بها أم كلثوم


أَراكَ عَـصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ iiالصَبرُ

أَمـا لِـلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ

بَـلـى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ iiلَوعَةٌ

وَلَـكِـنَّ مِـثـلي لايُذاعُ لَهُ iiسِرُّ

إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ iiالهَوى

وَأَذلَـلـتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ iiالكِبرُ

تَـكـادُ تُضيءُ النارُ بَينَ iiجَوانِحي

إِذا هِـيَ أَذكَـتها الصَبابَةُ iiوَالفِكرُ

مُـعَـلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ iiدونَهُ

إِذا مِـتَّ ظَـمـآناً فَلا نَزَلَ iiالقَطرُ

حَـفِـظـتُ وَضَيَّعتِ المَوَدَّةَ iiبَينَنا

وَأَحسَنَ مِن بَعضِ الوَفاءِ لَكِ العُذرُ

وَمـا هَـذِهِ الأَيّـامُ إِلّا iiصَـحائِفٌ

لِأَحـرُفِـهـا مِن كَفِّ كاتِبِها iiبَشرُ

بِنَفسي مِنَ الغادينَ في الحَيِّ غادَةً

هَـوايَ لَـهـا ذَنبٌ وَبَهجَتُها عُذرُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:55 pm

ابن حزم شاعراً وفقيهاً


هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، أبو محمد، أحد علماء

الأندلس في عصره وواحد من أئمة الإسلام ولد عام 384هـ - 994م بقرطبة إحدى بلاد الأندلس،

ونشأ في بيت غنى وثراء، كانت له ووالده رئاسة الوزارة وتدبير المملكة في الدولة العامرية

فتولى ابن حزم الوزارة ثلاث مرات، وكان أهله من ذوي العلم والأدب.

وعلى الرغم من النشأة الثرية المرفهة التي ترعرع فيها ابن حزم إلا أن هذا لم يمنعه أو يشغله

عن الإقبال على العلم والدراسة فتعلم القرآن الكريم والحديث بالإضافة للشعر العربي

وفنون الخط والكتابة، وحضر العديد من مجالس العلماء والتي كان يستقي منها العلم والمعرفة،

فعرف ابن حزم فقيهاً وعالماً وشاعراً.

تنقل ابن حزم بعد وفاة الخليفة وتغير الأحوال إلي مناطق عديدة وذلك لكي يبتعد

عن الفتن والمؤامرات التي حيكت ضده، وتعرضه للنقد من قبل العديد من العلماء والفقهاء

والذين قاموا بالإيقاع بينه وبين السلطان الذي قام بدوره بإبعاده، ولم يكتفي الحاقدين بهذا

بل تم إحراق كتبه في عهد (المعتضد بن عباد) وعاش متنقلا بين العديد من المدن بسبب

اضطهاد الحكام له، واستقر بعد ذلك في بادية لبلة – من بلاد الأندلس وتوفى فيها عام 456هـ - 1064م.


مما قاله واصفاً حزنه لحرق كتبه


فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي
تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يـسـير معي حيث استقلت ركائبي
ويـنـزل أن أنزل ويدفن في قبري
دعـونـي مـن إحراق رقٍ وكاغدٍ
وقـولوا بعلم كي يرى الناس بدري
وإلا فـعـودوا فـي الـمكاتب بدأة
فـكـم دون ما تبغون للَه من ستر



علمه

عرف عن ابن حزم علمه الغزير وثقافته المتشعبة في العديد من المجالات وإلمامه

بعلوم اللغة والأدب وإطلاعه المستمر على الكتب والمؤلفات المختلفة مما جعله موسوعة علمية،

فعرف فقيهاً وعالماً بإحكام الكتاب والسنة، وكان يدعوا دائماً إلي التمسك بالقرآن والسنة

مع إعمال العقل في استنباط الأحكام من منطوق اللغة.

قام بتأليف الكثير من الكتب في العديد من المجالات فقام بالتأليف في علوم القرآن

والفقه والحديث، وعرف كواحد من اشهر علماء الأندلس وأكثرهم ثقافة وعلم،

فكان بالإضافة لعلومه الدينية عالماً بقواعد اللغة والبلاغة والنحو والشعر وعالماً بالسير والأخبار.


مؤلفاته

ولابن حزم العديد من المؤلفات الهامة ويقول ابنه الفضل " أنه اجتمع عنده بخط أبيه

من تأليفه نحو 400 مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة" نذكر منها:

الفصل في الملل والأهواء والنحل، المحلى - في 11 جزءاً وهو كتاب في الفقه،

جمهرة أنساب العرب، الناسخ والمنسوخ، والإحكام لأصول الأحكام - ثماني مجلدات،

وإبطال القياس والرأي، والمفاضلة بين الصحابة، رسالة مما أشتمل عليها كتاب ابن حزم الأندلسي

- لسعيد الأفغاني، ومداواة النفوس، رسالة في الأخلاق، شرح أحاديث الموطأ، ديوان شعر

وغير ذلك من المؤلفات القيمة التي تركها ابن حزم، والتي يتألق فيما بينها كتاب

" طوق الحمامة في الألفة والآلالف" هذا الكتاب الذي يعد من اشهر كتب أبن حزم

حيث جمع فيه ثلاثين فرعاً في أصول الحب وأعراضه وصفاته وغيرها من الأمور المتعلقة به،

كما وصف بعض تجاربه الشخصية في الحب، وقام بعرض العديد من قصص العشاق وحاز

هذا الكتاب على اهتمام العديد من الباحثين العرب والأجانب على حد سواء

وترجم إلي عدد من اللغات الأجنبية.


ومن الأبيات التي قالها ابن حزم في الحب


وإذا قمت عنك لم أمش إلا
مشي عانٍ يقاد نحو الغناء
في مجيئي إليك احتث كالبدر
إذا كـان قـاطـعاً للسماء
وقـيـامي إن قمت كالأنجم
العالية الثابتات في الأبطاء



قالوا عنه

" لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان"

كما قال عنه الإمام أبو حامد الغزالي "وجدت في أسماء الله تعالى كتابًا ألفه (ابن حزم الأندلسي)

يدل على عظيم حفظه وسيلان ذهنه".

ووصف الدكتور الطاهر المكي وهو أحد المختصين بالأدب الأندلسي كتابه " طوق الحمامة"

بأنه " أروع كتاب درس الحب في العصر الوسيط في الشرق والغرب، في العالمين

المسيحي والإسلامي، وأنه غير مسبوق في التراث العربي الإسلامي، فضلاً عن جسارة

مؤلفه وصراحته، وجمعه في المعالجة بين التحليل النفسي والواقع التاريخي والتجربة الذاتية ".


مما قاله ابن حزم واصفاً اتجاهاته العلمية


مـنـاي مـن الدنيا علوم أبثها
وأنـشـرها في كل بادٍ وحاضر
دعـاء إلى القرآن والسنن التي
تناسى رجال ذكرها في المحاضر


ومن قصائده الأخرى


ليس التذلل في الهوى يستنكر
فـالحب فيه يخضع المستكبر
لا تعجبوا من ذلتي في ترحالةٍ
قـد ذل فيها قلبي المستنصر
لـيـس الحبيب مماثلاً وكافياً
فـيكون صبرك ذلةً إذ تصبر
تـفـاحـة وقعت فآلم وقعها
هل قطعها منك انتصاراً يذكر


ومما قال ممتدحا الشقراوات من النساء


يـعـيـبونها عندي بشقرة شعرها
فـقـلـت لهم هذا الذي زانها عندي
يـعـيـبون لون النور والتبر ضله
لـرأي جـهـولٍ فـي الغواية ممتد
وهل عاب لون النرجس الغض عائب
ولـون النجوم الزاهرات على البعد
وأبـعـد خـلـق اللَه من كل حكمةٍ
مـفـضـل جرم فاحم اللون مسودٌ
بـه وصـفـت ألـوان أهـل جهنم
ولـبـسـة بـاكٍ مثكل الأهل محتد
ومـذ لاحـت الـرايات سوداً تيقنت
نفوس الورى أن لا سبيل إلى الرشد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:56 pm

عرار الأردن بين الكأس والمنفى

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 467383


مصطفى بن وهبة بن صالح بن مصطفى بن يوسف التل عرار

1315 - 1368 هـ / 1897 - 1949 م ,

شاعر أردني كان يوقع بعض شعره بلقب عرار واشتهر به وأمضى جل حياته

في فوضى واستهتار ساخر بكل شيء لا يكاد يفارق الكأس.

ولد في إربد بعجلوان شمال بلاد الأردن تعلم بها وبدمشق وحلب،

وأخرج قبل إتمام دراسته , وحاول العمل في التعليم فأبعد عنه

وعين حاكماً إدارياً لبلدة وادي السير سنة 1923 وعزل.


وعرّض بأمير الأردن عبد الله بن الحسين فنفاه إلى معان ثم أطلقه

وبعد مدة أدى امتحاناً في الأنظمة المتبعة 1930 وعمل في المحاماة ولم ينجح.

وكان الأمير عبد الله يتلطفه، فيقربه مرة ويطرده أخرى إلى أن أدخله السجن

لمدة 70 يوماً فعاد إلى المحاماة.

وغلبه اليأس فأفرط في الشرب فمرض إلى أن توفي في بلده إربد.

له ديوان شعر جمع بعد وفاته وسمي " عشيات وادي اليابس "

وهو والد وصفي التل صاحب معركة الأردن مع الفدائيين.



شعره في الحب


إذا داعــبـه الـحـب
فـمـاذا يـفـعل القلب
وهـل حـرج عليه وإن
يـكن قد شاخ أن يصبو
وأن يـخـفـق للغزلان
مـا مـر بـه الـسرب
ألا يـا أَيـها الخفاق لي
طــرد الـهـوى دأب
وهب سني على الخمسين
قـد أَربـت ولـم ترب
أأغـضـي إن مـكحلة
إلـي بـها رمى الدرب
أدرهـا أيـهـا الـساقي
أَدرهـا انـتـظم الشرب
وقل للعاتبين علي طردي
لــهـوى انـكـبـوا
ودع عـمـان يـسكرها
الـريـاء الوقح والكذب
لقد هزلت شويهاتي فأرف
ق حـسـبـهـا حـلب


وقال في قصيدة أخرى


يـقـولـون تب عنها لسوف أتوب
وســوف إذا ربـي أراد أنـيـب
فـأنـكـر نـدمـاني وأهجر حانتي
ولـلـرشـد بـعد الغي سوف أثوب
وسوف أغض الطرف إن عرضت له
مـحـاسـنـهـا رعـبوبة ولعوب
وسـوف الألى قالوا عرار قد ارعوى
ومـن يـرعـوي بعد الضلال لبيب
يـقـولـون طـب نفساً بما قد فعلته
فـمـا يـسـتـوي مستهتر وأَريب
أنـاشـدكـم وادي الـشـتا وظباءه
وغـزلان وادي الـسير وهو حبيب
بـغـيـر هوى مضن وكأس مدامة
ولـحـن شـجي كيف كيف تطيب
دعـانـي وقـد ولـى شبابي شبابها
دعـاني وهل يعصي الشباب مشيب
وإنـي ولـو جـزت الثمانين حجة
لـداعـي صـبابات الهوى لمجيب
لـك الـلّـه يـا قلبي لك اللّه خافقاً
بـه مـن تـبـاريـح الهيام ندوب


الــــــتل والخـــــمــــــر


ومن مقطوعته الجميلة قوله



يـا شارب الخمر بغير ماء
إن قلت عنها ليس بالعصماء
فـأنـت عـين قلة الحياء
من قال عنها ليس بالعصماء
لا يـفـرق الشهد من القذاء
وإنـه مـذبـذب مـرائي
وإنـهـا العصماء يا أسماء
يـنـشـدها الأمي والقراء
جـوهـرة قـائلها حصباء
قد نضبت من غده الصهباء


أما أجمل ما عارضه من الشعر القديم فقوله عن عمان الأردن وحنينه إليها فقصيدته


زمـوا الـقـلـوص فما للبين تفنيد
ولا لـجـرح نـكاه الضيم تضميد
زمـوا الـقلوص فما أَدري أوجهتهم
عـمـان أم أنـهم من دونها نودوا
يا معشر الصحب بي وجد أكاد جوى
أذوب مـا أضـرمته الأعين السود
فـهـاتـهـا من صميم الدن مترعة
كـأنـهـا فـي جبين الشرك توحيد
عـسـى لـما بي من غصات حبهم
فـيـمـا يـجـود به الخمار تبديد
يـقـول عـبود إن الحشر يجمعنا
يـا هـنـد مـالي وما يرويه عبود
مـا زال وصـلـك ما رفت ذوائبه
عـلـى فـؤادي وظل الحب ممدود
فـأي قـلـب هـجير الهجر يلفحه
يـغـنـيـه فـيء رواقاه المواعيد


وصفه للعين


يا حلوة النظرات حسبك فتنة
حب الشباب وفتنة النظرات


وهو من أجمل الأبيات وهو يقوم بنفسه فلا يحتاج لغيره لإتمام معناه على عادة الجاهلين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:56 pm

جميل بن عمير.. من قوم إذا أحبو ماتوا!!

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 467383


عندما يكون الشاعر عاشق يبدع فما بال شاعر ولد في قبيلة عرف أهلها

بكثرة العشق ورقة القلوب، فهنا ينطلق لسان الشاعر ليجود بأعزب الألفاظ،

أما الشاعر فهو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي كنيته أبو عمرو

وشهير "بجميل بثينة" أحد شعراء العصر الأموي، والقبيلة هي "عُذرة"

ومسكنها في وادي القرى بين الشام والمدينة.


عرفت هذه القبيلة بالجمال والعشق حتى قيل لإعرابي من العذريين:

"ما بال قلوبكم كأنها قلوب طير تنماث - أي تذوب -

كما ينماث الملح في الماء؟ ألا تجلدون؟

قال: إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها.

قيل لأخر فمن أنت؟ فقال من قوم إذا أحبوا ماتوا،

فقالت جارية سمعته: عُذريٌّ ورب الكعبة.


وربما جاء الكلام السابق ليوضح لنا خلفية القبيلة التي نشأ وترعرع

فيها شاعرنا جميل بن معمر هذا الشاعر مرهف الحس رقيق المشاعر

والذي هام حباً ببثينة والتي انطلق يقول فيها الشعر حتى وفاته.


عشق جميل قول الشعر وكان لسانه مفطوراً على قوله فيقال أنه كان

راوية لهدبة بن خشرم، وهدبة كان شاعراً وراوية للحطيئة

وهو أحد الشعراء المخضرمين.



قصة عشقه



عرف جميل بعشقه لبثينة والتي هام بها حباً وعندما تقدم لطلب الزواج

منها قوبل طلبه بالرفض، فأخذ في إنشاد الشعر في حبه لها،

ثم اتجه للوم والعتاب عليها بعد انصرافها عنه وزواجها من أخر،

وعندما بالغ في هجاء أهلها استعدوا عليه السلطان والذي أمر بإهدار دمه،

فخرج جميل من البلاد هائماً متنقلاً بين الشام واليمن ثم نزل إلى مصر

وافداً على عبد العزيز بن مروان والذي أكرمه وأمر له بمنزل فأقام فيه

قليلاً ثم مات، وجاءت وفاة جميل عام 82هـ - 701م.



مما قاله في حبه لبثينة



وَمَن يُعطَ في الدُنيا قَريناً كَمِثلِها

فَـذَلِكَ فـي عَيشِ الحَياةِ iiرَشيدُ

يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما iiلَقيتُها

وَيَـحـيا إِذا فـارَقتُها iiفَـيَعودُ

يَـقولونَ جاهِد يا جَميلُ iiبِغَزوَةٍ

وَأَيَّ جِـهـادٍ غَـيرُهُنَّ أُريـدُ

لِـكُلِّ حَـديثٍ بَـينَهُنَّ iiبَشاشَةٌ

وَكُـلُّ قَـتيلٍ عِـندَهُنَّ iiشَـهيدُ



شعره



يعد جميل رائد شعراء الحب العذريين، فكان أكثر شعره في الغزل والفخر،

فيذوب شعره رقة من فرط المشاعر، وكان مقلاً في المدح،

ويتميز الشعر العذري بشكل عام بالعفاف تنعكس عليه أثار البيئة الإسلامية،

بالإضافة لعمق المشاعر وشفافيتها، ولا ينظم هؤلاء الشعراء غزلهم في وصف

مفاتن المرأة الجسدية فكان غزلهم عفيف يهيمون حباً بامرأة واحدة فقط

فيعرف كل واحد بمحبوبته مثل شاعرنا اليوم والذي عرف بـ "جميل بثينة"

وتستفيض أبياتهم الشعرية في وصف معاناة الفراق ولوعة العشق.


اِرحَـميني فَقَد بَليتُ iiفَحَسبي

بَعضُ ذا الداءِ يا بُثَينَةُ iiحَسبي

لامَـني فيكِ يا بُثَينَةُ iiصَحبي

لا تَلوموا قَد أَقرَحَ الحُبُّ قَلبي

زَعَـمَ الـناسُ أَنَّ دائي iiطِبّي

أَنـتِ وَالـلَهِ يـا بُثَينَةُ iiطِبّي


قال سهل بن سعد الساعدي: لقيني رجل من أصحابي فقال

هل لك في جميل فإنه ثقيل؟ فدخلنا عليه وهو يكيد بنفسه،

وما يخيل لي أن الموت يكرثه - يشتد عليه –

فقال لي: يا "بن سعد" ما تقول في رجل لم يزن قط،

ولم يشرب الخمر قط، ولم يقتل نفساً حراماً قط،

يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله؟.

فقلت: اظنه والله قد نجا، فمن هذا الرجل؟.

قال:أنا.

قلت: والله ما سلمت وأنت منذ عشرين سنة تشبب ببثينة.

قال إني في أخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة،

فلا نالتني شفاعة محمد "صلى الله عليه وسلم"

يوم القيامة إن كنت وضعت يدي عليها لريبة قط.

فما قمنا حتى مات.



عَـجِلَ الـفِراقُ وَلَيتَهُ لَم iiيَعجَلِ

وَجَـرَت بَـوادِرُ دَمعِكَ المُتَهَلِّلِ

طَرَباً وَشاقَكَ ما لَقيتَ وَلَم iiتَخَف

بَـينَ الحَبيبِ غَداةَ بُرقَةِ iiمِجوَلِ

وَعَرَفتَ أَنَّكَ حينَ رُحتَ وَلَم يَكُن

بَـعدُ اليَقينُ وَلَيسَ ذاكَ iiبِمُشكِلِ

لَـن تَـستَطيعَ إِلى بُثَينَةَ iiرَجعَةً

بَـعدَ الـتَفَرُّقِ دونَ عـامٍ مُقبِلِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:57 pm

المهلهل بن ربيعة


موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 602730



عدي بن ربيعة بن مرّة بن هبيرة من بني جشم، من تغلب، أبو ليلى، المهلهل،

كما يعرف بلقب الزير، شاعر وأحد أبطال العرب في الجاهلية،

وهو خال امرئ القيس، وجد الشاعر عمرو بن كلثوم، أطلق عليه لقب "مهلهلاً"

لأنه أول من هلهل نسج الشعر أي رققه.


عرف المهلهل بجمال وجهه وفصاحة لسانه، أنكب صغيراً على اللهو

والتشبيب بالنساء، فأطلق عليه أخوه كليب لقب زير النساء أي جليسهن.

تبدل حال المهلهل عقب مقتل أخيه والذي قتله جساس بن مرة حيث ثار

غضب المهلهل فأنصرف عن اللهو والشراب، وأوقف حياته على الثأر

لمقتل كليب فكانت وقائع بكر وتغلب التي دامت أربعين سنة وعرفت

"بحرب البسوس" وكان للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة.


وكما تبدل حال المهلهل عقب مقتل أخيه كليب تبدل شعره أيضاً

فبعد أن كان مقلاً في شعره يقول بيت أو بيتين في الغزل،

أصبح شعره أكثر غزارة وكثرت قصائده في رثاء أخيه كليب

بما فيها من تهديد وثورة وغضب، ونذكر من هذه القصائد:



لَمّا نَعى الناعي كُلَيباً iiأَظلَمَت

شَمسُ النَهارِ فَما تُريدُ طُلوعا

قَتَلوا كُلَيباً ثُمَّ قالوا iiأَرتِعوا

كَذَبوا لَقَد مَنَعوا الجِيادَ iiرُتوعا

كَلّا وَأَنصابٍ لَنا iiعادِيَّةٍ

مَعبودَةٍ قَد قُطِّقَت iiتَقطيعا

حَتّى أُبيدَ قَبيلَةً وَقَبيلَةً

وَقَبيلَةً وَقَبيلَتَينِ جَميعا

وَتَذوقَ حَتفاً آلُ بَكرٍ iiكُلُّها

وَنَهُدَّ مِنها سَمكَها iiالمَرفوعا

حَتّى نَرى أَوصالَهُم iiوَجَماجِماً

مِنهُم عَلَيها الخامِعاتُ iiوُقوعا

وَنَرى سِباعَ الطَيرِ تَنقُرُ iiأَعيُناً

وَتَجُرُّ أَعضاءً لَهُم iiوَضُلوعا

وَالمَشرَفِيَّةَ لا تُعَرِّجُ iiعَنهُمُ

ضَرباً يُقُدُّ مَغافِراً وَدُروعا

وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الغُبارَ iiعَوابِساً

يَومَ الكَريهَةِ ما يُرِدنَ iiرُجوعا



وقال أيضاً في رثاء كليب


كُلَيبُ لا خَيرَ في الدُنيا وَمَن فيها

إِن أَنتَ خَلَّيتَها في مَن iiيُخَلّيها

كُلَيبُ أَيُّ فَتى عِزٍّ وَمَكرُمَةٍ

تَحتَ السَفاسِفِ إِذ يَعلوكَ iiسافيها

نَعى النُعاةُ كُلَيباً لي فَقُلتُ iiلَهُم

مادَت بِنا الأَرضُ أَم مادَت رَواسيها

لَيتَ السَماءَ عَلى مَن تَحتَها iiوَقَعَت

وَحالَتِ الأَرضُ فَاِنجابَت بِمَن iiفيها

أَضحَت مَنازِلُ بِالسُلّانِ قَد iiدَرَسَت

تَبكي كُلَيباً وَلَم تَفزَع iiأَقاصيها

الحَزمُ وَالعَزمُ كانا مِن iiصَنيعَتِهِ

ما كُلَّ آلائِهِ يا قَومُ iiأُحصيها

القائِدُ الخَيلَ تَردي في أَعِنَّتَها

زَهواً إِذا الخَيلُ بُحَّت في iiتَعاديها

الناحِرُ الكومَ ما يَنفَكُّ iiيُطعِمُها

وَالواهِبُ المِئَةَ الحَمرا iiبِراعيها

مِن خَيلِ تَغلِبَ ما تُلقى أَسِنَّتُها

إِلّا وَقَد خَصَّبَتها مِن أَعاديها

قَد كانَ يَصبِحُها شَعواءَ مُشعَلَةً

تَحتَ العَجاجَةِ مَعقوداً iiنَواصيها

تَكونُ أَوَّلَها في حينِ iiكَرَّتِها

وَأَنتَ بِالكَرِّ يَومَ الكَرِّ iiحاميها


ويقال عن حرب البسوس أنها من اكبر حروب العرب التي وقعت

بين فرعي قبيلة "وائل" بكر بن وائل وتغلب بن وائل،

وكانت البداية عندما رأى كليب بن ربيعة وهو من "تغلب"

ناقة لخالة جساس من "بكر"والتي تدعى البسوس قد كسرت

بيض حمام في حماه كان قد أجاره فرمى ضرعها بسهم،

فما كان من جساس إلا أن وثب على كليب فقتله،

وكان هذا إيذاناً بفتح باب الحروب لمدة أربعين سنة بين الفريقين.



وفاة المهلهل

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 1_1210_1319_20



ظلت الحروب مشتعلة بين تغلب وبكر، حتى ملت جموع تغلب

من الحرب فصالحوا بكراً ورجعوا على بلادهم، ولم يحضر المهلهل ه

ذا الصلح بل أنه نقضه وعاد مرة أخرى للحرب، فقام بالإغارة

على بني بكر، فظفر به عمرو بن مالك أحد بني قيس بن ثعلبة

فوقع المهلهل في الأسر وأثناء وجوده في الأسر مر عليه تاجر يبيع الخمر،

وأهدى إليه بعض الخمر، فأسرف المهلهل بالشراب واخذ يتغنى بالشعر

ومما قاله:



طِفلَةٌ ما اِبنَةُ المُجَلِّلِ iiبَيضاءُ

لَعوبٌ لَذيذَةٌ في iiالعِناقِ

فَأِذهَبي ما إِلَيكِ غَيرُ بَعيدٍ

لا يُؤاتي العِناقَ مَن في iiالوِثاقِ

ضَرَبَت نَحرَها إِلَيَّ iiوَقالَت

يا عَدِيّاً لَقَد وَقَتكَ الأَواقي

ما أُرَجّي في العَيشِ بَعدَ نَدامايَ

أَراهُم سُقوا بِكَأسِ حَلاقِ

بَعدَ عَمرٍو وَعامِرٍ iiوَحيِيٍّ

وَرَبيعِ الصُدوفِ وَاِبنَي iiعَناقِ

وَاِمرِئِ القِيسِ مَيِّتٍ يَومَ أَودى

ثُمَّ خَلّى عَلَيَّ ذاتِ iiالعَراقي

وَكُلَيبٍ شُمِّ الفَوارِسِ إِذ حُممَ

رَماهُ الكُماةُ iiبِالإِتِّفاقِ

إِنَّ تَحتَ الأَحجارِ جَدّاً وَليناً

وَخَصيماً أَلَدَّ ذا iiمِعلاقِ

حَيَّةً في الوَجارِ أَربَدَ لا iiتَنفَعُ

مِنهُ السَليمَ نَفثَةُ iiراقِ

لَستُ أَرجو لَذَّةَ العَيشِ iiما

اَزَمَت أَجلادُ قَدٍّ iiبِساقي

جَلَّلوني جِلدَ حَوبٍ iiفَقَد

جَعَلوا نَفَسي عِندَ iiالتَراقي



ولما سمع عمرو بن مالك هذا غضب وأقسم ألا يشرب المهلهل

عنده ماء ولا خمر ولا لبن حتى يرد ربيب الهضاب

( وهو اسم جمل له كان أقل وروده في الصيف الخمس أي مرة كل خمسة أيام)

ويعني هذا ألا يشرب المهلهل شيئاً إلا بعد خمسة أيام،

وعندما رأى بعض قومه أن المهلهل كاد أن يموت من العطش أشاروا

عليه أن يرسل فيأتي بالجمل قبل يوم وروده ففعل واتوا به بعد ثلاثة أيام

ولكن كان المهلهل قد مات، وجاءت وفاة المهلهل عام 94 ق.هـ -531 م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:58 pm

محمود درويش..شاعر المقاومة الفلسطيني



أيها المارون بين الكلمات العابرة..



قصيدة شاعر المقاومة الفلسطيني


موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 617807


اخترت اليوم إحدى قصائد شاعر القضية الفلسطينية والمقاومة الراحل محمود درويش، ه

ذا الشاعر الذي حمل هم قضية بلاده فلسطين داخل قلبه فكانت صاحبة حضور قوي

بمعظم قصائده، واليوم ونحن نسكب من أعيننا دماً لا دموعاً على ضحايا الاعتداءات

الآثمة في غزة، نأتي لنذكر واحدة من قصائد هذا الشاعر الفلسطيني،

الذي كان شعره لسان حال الفلسطينيين والعرب.


وقد تعرض شاعرنا الراحل درويش للملاحقة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية

وسجن أكثر من مرة كما فرضت عليه الإقامة الجبرية بسبب نشاطه السياسي،

وهو أحد الشعراء الذين انطلق شعرهم الفلسطيني الحر ليسمع الأفاق،

كما كان منضماً لفترة لمنظمة التحرير الفلسطينية.



نذكر من أعماله:


عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، عاشق من فلسطين، آخر الليل،

مطر ناعم في خريف بعيد، يوميات الحزن العادي، يوميات جرح فلسطيني،

شيء عن الوطن، ذاكرة للنسيان، وداعا أيتها الحرب وداعا أيها السلم،

كزهر اللوز أو أبعد، في حضرة الغياب، لماذا تركت الحصان وحيدا؟،

بطاقة هوية، وغيرها العديد من الأشعار والقصائد الرائعة.





أيها المارون بين الكلمات العابرة..

احملوا أسماءكم، وانصرفوا

واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا

واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة..

وخذوا ما شئتم من صورٍ، كي تعرفوا

أنكم لن تعرفوا

كيف يبني حجرٌ من أرضنا سقف السماء...





أيها المارون بين الكلمات العابرة..

منكم السيف.. ومنا دمنا

منكم الفولاذ والنار.. ومنا لحمنا

منكم دبابةٌ أخرى.. ومنا حجر

منكم قنبلة الغاز.. ومنا المطر

وعلينا ما عليكم من سماءٍ وهواء

فخذوا حصتكم من دمنا، وانصرفوا

وادخلوا حفل عشاء راقص.. وانصرفوا

وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء..

وعلينا، نحن، أن نحيا كما نشاء!!





أيها المارون بين الكلمات العابرة..

كالغبار المرّ، مرّوا أينما شئتم ولكن

لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة

خلنا في أرضنا ما نعملُ

ولنا قمحٌ نربيه ونسقيه ندى أجسادنا

ولنا ما ليس يرضيكم هنا:

حجرٌ.. أو خجلُ

فخذوا الماضي، إذا شئتم إلى سوق التحف

وأعيدوا الهيكل العظميّ للهدهد، إن شئتم،

على صحن خزف..

فلنا ما ليس يرضيكم: لنا المستقبلُ

ولنا في أرضنا ما نعملُ...





أيها المارون بين الكلمات العابرة..

كدسوا أوهامكم في حفرةٍ مهجورةٍ، وانصرفوا

وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس

أو إلى توقيت موسيقى مسدس!

فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا

ولنا ما ليس فيكم: وطن ينزف شعبا ينزف

وطناً يصلح للنسيان أو للذاكرة..




أيها المارون بين الكلمات العابرة،

آن أن تنصرفوا..

وتقيموا أينما شئتم، ولكن لا تقيموا بيننا

آن أن تنصرفوا..

ولتموتوا أينما شئتم، ولكن لا تموتوا بيننا

فلنا في أرضنا ما نعملُ

ولنا الماضي هنا

ولنا صوت الحياة الأول

ولنا الحاضرُ، والحاضر، والمستقبل

ولنا الدنيا هنا..

والآخرة.

فاخرجوا من أرضنا..

من برنا.. من بحرنا..

من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا

من كلّ شيء،

واخرجوا..

من ذكريات الذاكرة

أيها المارون بين الكلمات العابرة...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 6:59 pm

أعشى همدان من القرآن إلى الشعر



موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 563369



هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم الهمداني

أبو المصبح الأعشى. شاعر اليمانيين، بالكوفة وفارسهم في عصره.

ويعد من شعراء الدولة الأموية. كان زوج أخت الشعبي أحد الفقهاء القراء،

وكان قد قص يوماً على الشعبي مناماً رآه، قال: رأيت كأني دخلت بيتاً

فيه حنطة وشعير، وقيل خذ أيهما شئت. فأخذت الشعير،

فقال الشعبي: إن صدقت رؤياك تركت القرآن وقراءته وقلت الشعر، فكان كما قال.


وفد على النعمان بن بشير إلى حمص ومدحه، فيقال إنه حصل له أربعين ألف دينار،

وكان الحجاج قد أغراه الديلم فأسروه وبقي في أيديهم مدة.

ثم إن بنت العلج الذي أسره هويته فمكنته من نفسها،

فواقعها ثماني مرات، فقالت له الديلمية: أرأيت إن خلصتك أن تصطفيني لنفسك؟

قال: نعم. فلما كان الليل حلت قيوده وأخذت به طريقاً تعرفها حتى خلصته ,

فقال الأعشى قصيدته الفائية التي يذكر فيها أسره بالديلم،

وهي طويلة مذكورة في كتاب الأغاني، وأولها.



لمن الظعائن سيرهن تزحـف

عوم السفين إذا تقاعس مجذف

مرت بذي خشب كأن حمولها

نخل بيثرب حمله متضعـف


وله شعر كثير في وصف بلادهم ووقائع المسلمين معهم.

ولما خرج عبد الرحمن بن الأشعث انحاز الأعشى إليه واستولى

على سجستان معه وقاتل رجال الحجاج الثقفي. ثم جيء به

إلى الحجاج أسيراً بعد مقتل الأشعث،

وكان قد قال في الحجاج قصيدته التي مطلعها .



أَتَهجُرُ لَيلى بِالعِراقِ حَبيبَها

وَما كانَ نَفساً بِالفِراقِ تَطيبُ

مَـن مُـبـلِغُ الحَجّاجِ أَنني

قَـد نَـدَبـتُ إِلَـيهِ حَربا

حَـربـاً مُـذَكَّـرَةً عَـواناً

تُـتـرَك الـشُـبّـانَ شُهبا

وَصَـفَـقتُ في كَفِّ اِمرِئٍ

جَـلـدٍ إِذا مـا الأَمرُ غَبّا

يـا اِبـنَ الأَشَجِّ قَريعِ كِندَةَ

لا أُبـالـي فـيـكَ عَـتبا

أَنـتَ الرَئيسُ اِبنُ الرَئيسِ

وَأَنـتَ أَعـلى الناسِ كَعبا

نُـبِّـئتُ حَجّاجَ بنَ يوسُفَ

خَـرَّ مِـن زَلَـقٍ فَـتَـبّا

فَـاِنـهَـض فَـديتَ لَعَلَّهُ

يَـجـلو بِكَ الرَحمَنُ كَربا

فَـإِذا جَعَلتَ دُروبَ فا رِسَ

خَـلـفَـهُـم دَربـاً فَدَربا

فَـاِبعَث عَطِيَّةً في الخُيو لِ

يَـكُـبُّـهُـنَّ عَـلَـيهِ كَبّا


ولما أتي الحجاج بن يوسف الثقفي بأعشى همدان أسيراً،

قال: الحمد لله الذي أمكن منك، ألست القائل.



لما سفؤنا للكفور الـفـتـان

بالسيد الغطريف عبد الرحمن

سار بجمع كالقطا من قحطان

ومن معد قد أتى ابن عدنـان

أمكن ربي من ثقيف همـدان

يوماً إلى الليل يسلي ما كان

إن ثقيفا منهـم الـكـذابـان

كذابها الماضي وكذابٌ ثـان



أو لست القائل.


يابن الأشـج قـريع كـندة

لا أبـالـي فيك عـتـبـا

نبـئت حـجـاج بـن يو

سـف خرمن زلق فتـبـا

فانهض فـديت لـعـلـه

يـجلوبك الرحمن كـربـا

وابعث عطية في الـخـيول

يكبهن عـلـيه كـبـا




كلا يا عدو الله، بل عبد الرحمن بن الأشعث هو الذي خر

من زلق فتب، وحار وانكب، وما لقي ما أحب ورفع بها صوته

وأربد وجهه واهتز منكباه، فلم يبق أحد في المجلس

إلا أهمته نفسه وارتعدت فرائصه.



فقال له الأعشى بل أنا القائل أيها الأمير:


أبى الـلـه إلا أن يتـمـم نـوره

ويطفىء نار الفاسقين فتـخـمـدا

وينزل ذلاً بـالـعـراق وأهـلـه

كـما نقضوا العهد الوثيق المؤكـدا

ومالبث الحجاج أن سـل سـيفـه

عـلينا فولى جمـعـنـا وتـبـددا

وما زاحف الـحـجـاج إلارأيتـه

حـساما ملقى للحـروب مـعـودا

فكيف رأيت الله فرق جمـعـهـم

ومـزقهم عرض البـلاد وشـردا

بمانكثوامـن بـيعة بـعـد بـيعة

إذاضمنوها اليوم خاسوا بهـاغـدا

وما أحدثوا من بـدعة وعـظـيمة

من القول لم تصعد إلى الله مصعدا

ولما دلفنـا لابـن يوسـف ضـلة

وأبـرق منا العارضـان وأرعـدا

قطعنا إليه الخـنـدقـين وإنـمـا

قـطعناوأفضينا إلى الموت مرصدا

فصادمنا الحجاج دون صفـوفـنـا

كـفاحاً ولم يضرب لذلك مـوعـدا

بجند أمير المـؤمـنـين وخـيلـه

وسلطانه أمسى مـعـانـاً مـؤيدا

ليهنىءأمير المؤمنـين ظـهـوره

عـلى أمة كانوابـغـاةً وحـسـدا
وجدنا بـنـي مـروان خـيرأئمة

وأعـظم هذا الخلق حلماً وسـؤددا

وخير قـريش فـي قـريش أرومة

وأكرمهم إلا النـبـي مـحـمـدا

إذا ما تدبرنـا عـواقـب أمـرنـا

وجدنا أمير المؤمنين الـمـسـددا

سيغلب قوما غالبوا اللـه جـهـرة

وإن كـايدوه كـان أقـوى وأكـيدا



وقال فيها متعطفا ومتلطفا.



تعطف أمير المؤمنـين عـلـيهـم

فـقد تركوا أمرالسفـاهة والـردى

لعلهم أن يحـدثـوا الـعـام تـوبةً

وتعرف نصحاً مـنـهـم وتـوددا


فقال من حضر من أهل الشام: قد أحسن أيها الأمير،

فخل سبيله فقال: أتظنون أنه أراد المدح! لا والله! لكنه قال

هذا أسفاً لغلبتكم إياه وأراد به أن يحرض أصحابه. ثم أقبل عليه

فقال له: أظننت يا عدو الله أنك تخدعني بهذا الشعر

وتنفلت من يدي حتى تنجو! ألست القائل! ويحك!.


وإذا سألت: المجد أين محله

فـالمجد بين محمد وسعيد

بين الأغر وبين قيس باذخٌ

بخ بخ لوالده وللمـولـود


والله لا تبخبخ بعدها أبداً. أو لست القائل:

وأصابني قومٌ وكنت أصيبهـم

فاليوم أصبر للزمان وأعرف!


كذبت والله، ما كنت صبوراً ولا عروفاً. ثم قلت بعده:


وإذا تصبك من الحوادث نكبةٌ

فـاصبر فكل غيابة ستكشف




أما والله لتكونن نكبة لا تنكشف غيابتها عنك أبداً! يا حرسي، اضرب عنقه فضرب عنقه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 7:00 pm

امرؤ القيس مذكور في الدنيا منسي في الآخرة



موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 587064



أحد شعراء العصر الجاهلي


اسمه كاملاً امرؤ القيس بن حجر بن

الحارث الكندي من قبيلة كندة القحطانية،

الحارث الكندي من قبيلة كندة القحطانية، ولد عام 130 ق0هـ - 496م بنجد،

يعتبر امرؤ القيس من أشهر شعراء العرب على الإطلاق، كان يماني الأصل،

وكان والده ملك أسد وغطفان ووالدته فاطمة أخت المهلهل الشاعر

وكليب من سادة تغلب، وابن عمته عمرو بن هند ملك الحيرة.



عرف عن امرؤ القيس غرامه بالشعر منذ أن كان صغيراً،

فكان دائماً ما يحب حياة اللهو واللعب هذا الأمر الذي لم يعجب والده

فقام بإبعاده إلى حضر موت وهو في العشرين من عمره حيث أهله وعشيرته،

أخذ امرؤ القيس في التنقل واللهو والسكر، حتى بلغه خبر مقتل والده

حيث ثار عليه بنو أسد وقتلوه فقال " رحم الله أبي،

ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً،

اليوم خمر وغداً أمر، ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد،

وقال في ذلك شعراً كثيراً".




قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "

ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة شريف في الدنيا خامل في الآخرة

بيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار".



معلقته الشهيرة



عرف امرؤ القيس بمعلقته الشهيرة التي قال في مطلعها

" قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل " مما قيل عن هذه المعلقة أنها الأولى

بين المعلقات في الشعر الجاهلي، وقد حظت بإعجاب العديد من الشعراء

والرواة اللذين جعلوها في مقدمة كتبهم، كما نالت الكثير من الاهتمام

من قبل الدارسين والمحدثين من العرب والمستشرقين

وتم ترجمتها لعدد من اللغات.


قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ

بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ

فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُها

لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ

تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِها

وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ

كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا

لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم

يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ

وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ

فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ

كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَها

وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ

فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً

عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي

أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ

وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ

وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي

فَيا عَجَباً مِن كورِها المُتَحَمَّلِ

فَظَلَّ العَذارى يَرتَمينَ بِلَحمِها

وَشَحمٍ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ

وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ

فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي

تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيطُ بِنا مَعاً

عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزُلِ

فَقُلتُ لَها سيري وَأَرخي زِمامَهُ

وَلا تُبعِديني مِن جَناكِ المُعَلَّلِ

فَمِثلُكِ حُبلى قَد طَرَقتُ وَمُرضِعٍ

فَأَلهَيتُها عَن ذي تَمائِمَ مُحوِلِ

إِذا ما بَكى مِن خَلفِها اِنصَرَفَت لَهُ

بِشِقٍّ وَتَحتي شِقُّها لَم يُحَوَّلِ




أسلوبه الشعري



قدم أمرؤ القيس العديد من القصائد الشعرية والتي تنوعت ما بين الغزل والفخر،

ووصف الطبيعة والشكوى والمدح والهجاء والرثاء،

وإن ساد الغزل وبرز في أغلب أشعاره،

وقد وصل في شعره إلى أن أصبح من شعراء الطبقة الأولى

في العصر الجاهلي، ونذكر من هؤلاء الشعراء كل من زهير والأعشى،

والنابغة الذيباني وغيرهم.


تمتع امرؤ القيس بخصائص فنية في شعره جعلته يبرز ويتفوق بين أقرانه

من الشعراء فقدم العديد من الأشعار المختلفة والتي وصل إلينا منها الكثير.



توفى أمرؤ القيس بالقرب من أنقرة عام 80 ق.هـ - 544 م.



لَعَمرُكَ ما قَلبي إِلى أَهلِهِ بِحُر

وَلا مُقصِرٍ يَوماً فَيَأتِيَني بِقُر

أَلا إِنَّما الدَهرُ لَيالٍ وَأَعصُرِ

وَلَيسَ عَلى شَيءٍ قَويمٍ بِمُستَمِر

لَيالٍ بِذاتِ الطَلحِ عِندَ مُحَجَّرِ

أَحَبُّ إِلَينا مِن لَيالٍ عَلى أُقَر

أُغادي الصَبوحَ عِندَ هِرٍّ وَفَرتَنى

وَليداً وَهَل أَفنى شَبابِيَ غَيرُ هِر

إِذا ذُقتُ فاهاً قُلتُ طَعمُ مُدامَةٍ

مُعَتَّقَةٍ مِمّا تَجيءُ بِهِ التُجُر

هُما نَعجَتانِ مِن نِعاجِ تِبالَةِ

لَدى جُؤذَرَينِ أَو كَبَعضِ دُمى هَكِر

إِذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسكُ مِنهُما

نَسيمَ الصَبا جاءَت بِريحٍ مِنَ القُطُر

كَأَنَّ التُجارَ أُصعِدوا بِسَبيئَةٍ

مِنَ الخِصِّ حَتّى أَنزَلوها عَلى يَسَر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 7:00 pm


الأعشى .. صناجة العرب


موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 589391



هو ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير

يعرف بأعشى قيس، ويقال له أعشى بكر بن وائل، والأعشى الكبير،

ويعد الأعشى من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، وله عدد من المعلقات،

لقب بالأعشى نظراً لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره.


كانت ولادته ووفاته في قرية " منفوحة" باليمامة بالقرب من مدينة الرياض.

عرف الأعشى بغزارة شعره، وكان دائم الوفود على الملوك والأمراء

من العرب والفرس، أشتهر الأعشى بأنه كان يتغنى بشعره فأطلق عليه

"صناجة العرب"،

وقد فسر الكثير من مؤرخي الأدب سبب تسميته بهذا اللقب نظراً لجودة شعره،

وكثرة الألفاظ ذات العناصر الموسيقية به،

أو لأن شعره كان من النوع الذي يصلح للتغني به.


قال عنه البغدادي: أنه كان يفد على الملوك وخاصة ملوك فارس

فكثرت ألفاظه الفارسية في شعره.

عاش الأعشى عمراً طويلاً وعلى الرغم من إدراكه للإسلام إلا انه لم يسلم،

وكانت وفاته في السنة السابعة للهجرة، عام 628م.



مما قاله في وصف حبيبته


وَدِّع هُـــرَيـــرَةَ إِنَّ الـــرَكــبَ مُــرتَــحِـلُ

وَهَــــل تُــطـيـقُ وَداعـــاً أَيُّــهـا الــرَجُـلُ

غَـــرّاءُ فَــرعـاءُ مَـصـقولٌ عَـوارِضُـها

تَمشي الهُوَينا كَما يَمشي الوَجي الوَحِلُ

كَــــأَنَّ مِـشـيَـتَـها مِــــن بَــيـتِ جـارَتِـهـا

مَــــرُّ الـسَـحـابَـةِ لا رَيــــثٌ وَلا عَــجَــلُ

تَـسـمَعُ لِـلـحَليِ وَسـواسـاً إِذا اِنـصَرَفَت

كَــمـا اِسـتَـعـانَ بِــريـحٍ عِـشـرِقٌ زَجِــلُ

لَـيـسَت كَـمَـن يَـكـرَهُ الـجـيرانُ طَـلـعَتَها

وَلا تَـــراهــا لِـــسِــرِّ الـــجــارِ تَــخـتَـتِـلُ

يَـــكـــادُ يَــصـرَعُـهـا لَـــــولا تَــشَــدُّدُهـا

إِذا تَـــقــومُ إِلـــــى جــاراتِـهـا الــكَـسَـلُ

إِذا تُــعــالِـجُ قِـــرنــاً ســـاعَــةً فَـــتَــرَت

وَاِهــتَـزَّ مِـنـهـا ذَنــوبُ الـمَـتنِ وَالـكَـفَلُ

مِــلءُ الـوِشـاحِ وَصِـفـرُ الــدَرعِ بَـهكَنَةٌ

إِذا تَـــأَتّــى يَـــكــادُ الــخَــصـرُ يَــنـخَـزِلُ

صَــــدَّت هُــرَيــرَةُ عَــنّــا مــــا تُـكَـلِّـمُـنا

جَــهـلاً بِـــأُمِّ خُـلَـيـدٍ حَــبـلَ مَـــن تَــصِـلُ

أَأَن رَأَت رَجُــــلاً أَعــشــى أَضَــــرَّ بِـــهِ

رَيــــبُ الــمَـنـونِ وَدَهــــرٌ مُـفـنِـدٌ خَــبِـلُ

نِـعـمَ الـضَـجيعُ غَــداةَ الـدَجنِ يَـصرَعَها

لِـــلَّــذَةِ الـــمَــرءِ لا جـــــافٍ وَلا تَـــفِــلُ

هِـــركَـــولَــةٌ فُــــنُـــقٌ دُرمٌ مَــرافِــقُــهـا

كَـــــأَنَّ أَخــمَـصَـهـا بِــالـشَـوكِ مُـنـتَـعِـلُ

إِذا تَــقــومُ يَــضـوعُ الـمِـسـكُ أَصـــوِرَةً

وَالـزَنـبَـقُ الــوَردُ مِــن أَردانِـهـا شَـمِـلُ

مـا رَوضَـةٌ مِـن رِيـاضِ الـحَزنِ مُعشَبَةٌ

خَــضـراءُ جـــادَ عَـلَـيـها مُـسـبِـلٌ هَـطِـلُ

يُـضـاحِكُ الـشَـمسَ مِـنها كَـوكَبٌ شَـرِقٌ

مُــــــؤَزَّرٌ بِــعَــمـيـمِ الــنَــبــتِ مُــكـتَـهِـلُ

يَــومــاً بِــأَطـيَـبَ مِـنـهـا نَــشـرَ رائِــحَـةٍ

وَلا بِــأَحـسَـنَ مِــنـهـا إِذ دَنــــا الأُصُــــلُ




ومما قال


لَـعَمرُكَ مـا طـولُ هَـذا الـزَمَن

عَـلـى الـمَـرءِ إِلّا عَـناءٌ مُـعَن

يَـظَـلُّ رَجـيـماً لِـرَيـبِ الـمَـنونِ

وَلِـلـسَقمِ فــي أَهـلِـهِ وَالـحَزَن

وَهـــالِـــكِ أَهــــــلٍ يُــجِـنّـونَـهُ

كَــآخَـرَ فـــي قَـفـرَةٍ لَــم يُـجَـن

وَما إِن أَرى الدَهرَ في صَرفِهِ

يُــغـادِرُ مِــن شــارِخٍ أَو يَـفَـن

فَـهَـل يَـمنَعَنّي اِرتِـيادي الـبِلادَ

مِــن حَــذَرِ الـمَـوتِ أَن يَـأتِيَن

أَلَـيـسَ أَخـو الـمَوتِ مُـستَوثِقاً

عَــلَـيَّ وَإِن قُـلـتُ قَــد أَنـسَـأَن

عَــلَــيَّ رَقــيــبٌ لَــــهُ حــافِــظٌ

فَـقُل فـي اِمـرِئٍ غَـلِقٍ مُرتَهَن

أَزالَ أُذَيـــنَــةَ عَـــــن مُــلــكِـهِ

وَأَخــرَجَ مِــن حِـصنِهِ ذا يَـزَن




ما بكاء الكبير بالإطلال


مـــــا بُـــكــاءُ الـكَـبـيـرِ بِــالأَطــلالِ

وَسُــؤالــي فَــهَــل تَــــرُدُّ سُــؤالـي

دِمــنَـةٌ قَــفـرَةٌ تَـعـاوَرَهـا الـصَـيفُ

بِـريـحَـيـنِ مِــــن صَــبــاً وَشَــمــالِ

لاتَ هَــنّـا ذِكـــرى جُـبَـيرَةَ أَو مَــن

جــــاءَ مِــنـهـا بِـطـائِـفِ الأَهـــوالِ

حَــلَّ أَهـلـي بَـطـنَ الـغَـميسِ فَـبادَو

لــــي وَحَــلَّــت عُـلـوِيَّـةً بِـالـسِـخالِ

تَـرتَـعي الـسَـفحَ فَـالكَثيبَ فَـذا قـارٍ

فَــــرَوضَ الـقَـطـا فَـــذاتَ الــرِئـالِ

رُبَّ خَرقٍ مِن دونِها يُخرِسُ السَفرَ

وَمـــيــلٍ يُــفــضـي إِلـــــى أَمــيــالِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 7:01 pm

ابن بُرد.. ما بين الهجاء والفخر


موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 382658


بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ، أحد الشعراء المتميزين في عصر ما بين الدولتين

أدرك كل من الدولتين الأموية والعباسية،

وينتسب إلى امرأة عقيلية والتي قيل أنها أعتقته من الرق،

ويعد بشار من أشعر المولدين على الإطلاق،

عرف بميله للهجاء والذم والذي كثر في الكثير من أشعاره.


ولد ضريراً عام 95هـ - 713م أصله فارسي من طخارستان

غربي نهر جيحون، نشأ في البصرة بالعراق وقدم إلى بغداد،

عاصر الدولة الأموية في فترة شبابه وذلك قبل أن تأخذ في الانحسار

تدريجياً ليحل محلها الدولة العباسية.


قال الشعر وهو في سن مبكرة وعرف عنه إقباله الشديد

على الدنيا والنهل من جميع متعها فكان دائماً متهافتاً على الخمر

والنساء والغناء والمجون والخلاعة، ينطلق لسانه بالهجاء والذم

في أبيات شعرية لجميع مالا يعجبه مما جعل الناس يخافون لسانه،

فلقد كان كارهاً للناس نافراً منهم وجريئاً في هجائهم،

دائم التفاخر بأصله الفارسي ومتحاملاً على العرب.


ولبشار الكثير من الشعر المتفرق وهو من الطبقة الأولى

والذي جمع بعضه في ديوان، وكان معظم شعره في فنون المدح والهجاء

والغزل والفخر، فكان يجعل أشعار المدح سبباً في إدرار الأموال عليه

والتي ينفقها على ملذاته ومتعه وعلى العكس من هذا فكان يقوم بهجاء

مالا يعطه المال هجاءاً شديداً لاذعاً، حضر بشار عصر جرير والفرزدق

وكان معجباً بجرير حتى أن أحد أشعاره تضمنت أبياتاً من شعر جرير


ونذكره فيما يلي:


وَذاتُ دَلٍّ كَـــأَنَّ الــبَـدرَ صـورَتُـها

بـاتَت تُـغَنّي عَـميدَ الـقَلبِ سَـكرانا

إِنَّ الـعُيونَ الَّـتي فـي طَرفِها حَوَرٌ

قَـتَـلـنَـنا ثُـــمَّ لَـــم يُـحـيـينَ قَـتـلانـا

فَـقُلتُ أَحـسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَلي

فَـأَسـمِعيني جَــزاكِ الـلَـهُ إِحـسانا

يــا حَـبَّـذا جَـبـلُ الـرَيّانِ مِـن جَـبَلٍ

وَحَـبَّـذا سـاكِـنُ الـرَيّـانِ مَـن كـانا

قالَت فَهَلّا فَدَتكَ النَفسُ أَحسَنَ مِن

هَـذا لِـمَن كانَ صَبَّ القَلبِ حَيرانا

يـا قَومُ أُذني لِبعَضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ

وَالأُذنُ تَـعشَقُ قَـبلَ الـعَينِ أَحـيانا


وبالنظر للبيت الثاني نجده قد تردد في أحد قصائد جرير

والتي قال فيها:


يـا رُبُّ عـائِذَةٍ بِـالغَورِ لَـو شَـهِدَت

عَــزَّت عَـلَيها بِـدَيرِ الـلُجِّ شَـكوانا

إِنَّ الـعُيونَ الَّـتي فـي طَرفِها حَوَر

قَـتَـلـنَـنا ثُـــمَّ لَـــم يُـحـيِـينَ قَـتـلانـا

يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ

وَهُــنَّ أَضـعَفُ خَـلقِ الـلَهِ أَركـانا



وفاته



تم اتهامه بالزندقة من قبل الخليفة العباسي المهدي

والذي أمر بقتله فقيل أنه مات ضرباً بالسياط وتم دفنه بالبصرة،

فكانت وفاته في عام 167هـ - 783م، وقيل عن هذه الواقعة

أن بشار قام بمدح الخليفة المهدي ولما لم يقم الخليفة بإعطائه

الجوائز والأموال نظير مدحه انقلب عليه وقام بهجاؤه

هو ووزيره يعقوب بن داود حيث تجاوز جميع الحدود في الهجاء

فأمر الخليفة بقتله.


من أشعاره


ذَهَــــبَ الــدَهــرُ بِـسِـمـطٍ وَبَـــرا

وَجَــرى دَمـعِـيَ سَـحّاً فـي الـرِدا

وَتَـــأَيَّـــيــتُ لِــــيَــــومٍ لاحِـــــــقٍ

وَمَضى في المَوتِ إِخوانُ الصَفا

فَـــفُـــؤادي كَــجَــنـاحَـي طـــائِــرٍ

مِــن غَــدٍ لا بُــدَّ مِـن مُـرِّ الـقَضا

وَمِـــــنَ الـــقَــومِ إِذا نـاسَـمـتُـهُم

مَـلِـكٌ فـي الأَخـذِ عَـبدٌ فـي الـعَطا

يَـــســأَلُ الــنــاسَ وَلا يُـعـطـيـهُمُ

هَــمُّـهُ هـــاتِ وَلَـــم يَـشـعُر بِـهـا

وَأَخٍ ذي نـــيـــقَـــةٍ يَـــســأَلُــنــي

عَــــن خَـلـيـطَيَّ وَلَـيـسـا بِــسَـوا

قُــلـتُ خِـنـزيـرٌ وَكَــلـبٌ حـــارِسٌ

ذاكَ كَــالــنـاسِ وَهَــــذا ذو نِــــدا

فَــخُـذِ الـكَـلـبَ عَــلـى مــا عِـنـدَهُ

يُــرعِـبُ الــلِـصَّ وَيُـقـعي بِـالـفِنا

قَــــلَّ مَــــن طــــابَ لَــــهُ آبـــاؤُهُ

وَعَــلــى أُمّــاتِــهِ حُــسـنُ الـثَـنـا



ومما قاله بشار في عشقه لعبدة وهي إحدى الجواري التي ولع بها.



أَعَـبـدَةُ قَــد غَـلَـبتِ عَـلى فُـؤادي

بِــدَلِّـكِ فَـاِرجِـعي بَـعـضَ الـفُـؤادِ

جَـمَـعتِ الـقَلبَ عِـندَكِ أُمَّ عَـمروٍ

وَكـــانَ مُـطَـرَّحـاً فـــي كُـــلِّ وادِ

إِذا نـادى الـمُنادي بِـاِسمِ أُخـرى

عَلى اِسمِكِ راعَني ذاكَ المُنادي

كَـمـا أَفـسَـدتِني عَـرَضـاً فَـهـاتي

صَـلاحي قَـد قَـدَرتِ عَلى فَسادي

مَــلَـكـتِ فَـأَحـسِـني وَتَـخَـلَّـصيني

مِـــنَ الـبَـلـوى بِـحُـبِّـكِ وَالـبِـعـادِ

فَـإِنّـي مِـنكِ يـا بَـصَري وَسَـمعي

وَمِــن قَـلـبي حَـمَـيتُكِ فـي جِـهادِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 7:02 pm

ابن بُرد.. ما بين الهجاء والفخر


موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 382658


بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ، أحد الشعراء المتميزين في عصر ما بين الدولتين

أدرك كل من الدولتين الأموية والعباسية،

وينتسب إلى امرأة عقيلية والتي قيل أنها أعتقته من الرق،

ويعد بشار من أشعر المولدين على الإطلاق،

عرف بميله للهجاء والذم والذي كثر في الكثير من أشعاره.


ولد ضريراً عام 95هـ - 713م أصله فارسي من طخارستان

غربي نهر جيحون، نشأ في البصرة بالعراق وقدم إلى بغداد،

عاصر الدولة الأموية في فترة شبابه وذلك قبل أن تأخذ في الانحسار

تدريجياً ليحل محلها الدولة العباسية.


قال الشعر وهو في سن مبكرة وعرف عنه إقباله الشديد

على الدنيا والنهل من جميع متعها فكان دائماً متهافتاً على الخمر

والنساء والغناء والمجون والخلاعة، ينطلق لسانه بالهجاء والذم

في أبيات شعرية لجميع مالا يعجبه مما جعل الناس يخافون لسانه،

فلقد كان كارهاً للناس نافراً منهم وجريئاً في هجائهم،

دائم التفاخر بأصله الفارسي ومتحاملاً على العرب.


ولبشار الكثير من الشعر المتفرق وهو من الطبقة الأولى

والذي جمع بعضه في ديوان، وكان معظم شعره في فنون المدح والهجاء

والغزل والفخر، فكان يجعل أشعار المدح سبباً في إدرار الأموال عليه

والتي ينفقها على ملذاته ومتعه وعلى العكس من هذا فكان يقوم بهجاء

مالا يعطه المال هجاءاً شديداً لاذعاً، حضر بشار عصر جرير والفرزدق

وكان معجباً بجرير حتى أن أحد أشعاره تضمنت أبياتاً من شعر جرير


ونذكره فيما يلي:


وَذاتُ دَلٍّ كَـــأَنَّ الــبَـدرَ صـورَتُـها

بـاتَت تُـغَنّي عَـميدَ الـقَلبِ سَـكرانا

إِنَّ الـعُيونَ الَّـتي فـي طَرفِها حَوَرٌ

قَـتَـلـنَـنا ثُـــمَّ لَـــم يُـحـيـينَ قَـتـلانـا

فَـقُلتُ أَحـسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَلي

فَـأَسـمِعيني جَــزاكِ الـلَـهُ إِحـسانا

يــا حَـبَّـذا جَـبـلُ الـرَيّانِ مِـن جَـبَلٍ

وَحَـبَّـذا سـاكِـنُ الـرَيّـانِ مَـن كـانا

قالَت فَهَلّا فَدَتكَ النَفسُ أَحسَنَ مِن

هَـذا لِـمَن كانَ صَبَّ القَلبِ حَيرانا

يـا قَومُ أُذني لِبعَضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ

وَالأُذنُ تَـعشَقُ قَـبلَ الـعَينِ أَحـيانا


وبالنظر للبيت الثاني نجده قد تردد في أحد قصائد جرير

والتي قال فيها:


يـا رُبُّ عـائِذَةٍ بِـالغَورِ لَـو شَـهِدَت

عَــزَّت عَـلَيها بِـدَيرِ الـلُجِّ شَـكوانا

إِنَّ الـعُيونَ الَّـتي فـي طَرفِها حَوَر

قَـتَـلـنَـنا ثُـــمَّ لَـــم يُـحـيِـينَ قَـتـلانـا

يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ

وَهُــنَّ أَضـعَفُ خَـلقِ الـلَهِ أَركـانا



وفاته



تم اتهامه بالزندقة من قبل الخليفة العباسي المهدي

والذي أمر بقتله فقيل أنه مات ضرباً بالسياط وتم دفنه بالبصرة،

فكانت وفاته في عام 167هـ - 783م، وقيل عن هذه الواقعة

أن بشار قام بمدح الخليفة المهدي ولما لم يقم الخليفة بإعطائه

الجوائز والأموال نظير مدحه انقلب عليه وقام بهجاؤه

هو ووزيره يعقوب بن داود حيث تجاوز جميع الحدود في الهجاء

فأمر الخليفة بقتله.


من أشعاره


ذَهَــــبَ الــدَهــرُ بِـسِـمـطٍ وَبَـــرا

وَجَــرى دَمـعِـيَ سَـحّاً فـي الـرِدا

وَتَـــأَيَّـــيــتُ لِــــيَــــومٍ لاحِـــــــقٍ

وَمَضى في المَوتِ إِخوانُ الصَفا

فَـــفُـــؤادي كَــجَــنـاحَـي طـــائِــرٍ

مِــن غَــدٍ لا بُــدَّ مِـن مُـرِّ الـقَضا

وَمِـــــنَ الـــقَــومِ إِذا نـاسَـمـتُـهُم

مَـلِـكٌ فـي الأَخـذِ عَـبدٌ فـي الـعَطا

يَـــســأَلُ الــنــاسَ وَلا يُـعـطـيـهُمُ

هَــمُّـهُ هـــاتِ وَلَـــم يَـشـعُر بِـهـا

وَأَخٍ ذي نـــيـــقَـــةٍ يَـــســأَلُــنــي

عَــــن خَـلـيـطَيَّ وَلَـيـسـا بِــسَـوا

قُــلـتُ خِـنـزيـرٌ وَكَــلـبٌ حـــارِسٌ

ذاكَ كَــالــنـاسِ وَهَــــذا ذو نِــــدا

فَــخُـذِ الـكَـلـبَ عَــلـى مــا عِـنـدَهُ

يُــرعِـبُ الــلِـصَّ وَيُـقـعي بِـالـفِنا

قَــــلَّ مَــــن طــــابَ لَــــهُ آبـــاؤُهُ

وَعَــلــى أُمّــاتِــهِ حُــسـنُ الـثَـنـا



ومما قاله بشار في عشقه لعبدة وهي إحدى الجواري التي ولع بها.



أَعَـبـدَةُ قَــد غَـلَـبتِ عَـلى فُـؤادي

بِــدَلِّـكِ فَـاِرجِـعي بَـعـضَ الـفُـؤادِ

جَـمَـعتِ الـقَلبَ عِـندَكِ أُمَّ عَـمروٍ

وَكـــانَ مُـطَـرَّحـاً فـــي كُـــلِّ وادِ

إِذا نـادى الـمُنادي بِـاِسمِ أُخـرى

عَلى اِسمِكِ راعَني ذاكَ المُنادي

كَـمـا أَفـسَـدتِني عَـرَضـاً فَـهـاتي

صَـلاحي قَـد قَـدَرتِ عَلى فَسادي

مَــلَـكـتِ فَـأَحـسِـني وَتَـخَـلَّـصيني

مِـــنَ الـبَـلـوى بِـحُـبِّـكِ وَالـبِـعـادِ

فَـإِنّـي مِـنكِ يـا بَـصَري وَسَـمعي

وَمِــن قَـلـبي حَـمَـيتُكِ فـي جِـهادِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 7:02 pm

جَرير .. أغزل الناس شعراً


موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 592364


أحد شعراء العصر الأموي، بل من أشهر الشعراء كان يتبارى في الشعر

مع الكثير من الشعراء فلم يثبت أمامه منهم سوى كل من الفرزدق والأخطل،



اسمه كاملاً


جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة،

من تميم، ولد عام 28 هـ في اليمامة، وقد كان عفيفاً ومن أغزل الناس شعراً،

نشأ جرير فصيح اللسان، مقبلاً على نظم الشعر.


ولد جرير لعائلة متوسطة الحال حيث لم تكن أسرته على قدر

من الجاه والشرف والثروة، وعلى الرغم من ذلك كان يفاخر بها

وبأبيه الشعراء الآخرين فكان يتباري معهم في مبارزة شعرية،

ومن أشهر من دخل معه في هذه المبارزات الشعرية الفرزدق والأخطل

واللذان ظلا يتبادلان معه الهجاء لعدد كبير من السنوات.



مما قاله في الفخر


فَما هِبتُ الفَرَزدَقَ قَد عَلِمتُم

وَما حَقُّ اِبنِ بَروَعَ أَن يُهابا

أَعَدَّ اللَهُ لِلشُعَراءِ مِنّي

صَواعِقَ يَخضَعونَ لَها الرِقابا



وقال في هجاء الأخطل



وَلَدَ الأُخَيطِلَ نِسوَةٌ مِن تَغلِبٍ

هُنَّ الخَبائِثُ بِالخَبيثِ غُذينا

إِنَّ الَّذي حَرَمَ المَكارِمَ تَغلِباً

جَعَلَ النُبُوَّةَ وَالخِلافَةَ فينا

هَل تَملِكونَ مِنَ المَشاعِرِ مَشعَراً

أَو تَشهَدونَ مَعَ الأَذانِ أَذينا

مُضَرٌ أَبي وَأَبو المُلوكِ فَهَل لَكُم

يا خُزرَ تَغلِبَ مِن أَبٍ كَأَبينا

هذا اِبنُ عَمّي في دِمَشقَ خَليفَةً

لَو شِئتُ ساقَكُمُ إِلَيَّ قَطينا



وقال في هجاء الفرزدق



فَغُضَّ الطَرفَ إِنَّكَ مِن نُمَيرٍ

فَلا كَعباً بَلَغتَ وَلا كِلابا


يعد جرير واحداً من فحول الشعراء، والذي تنوع شعره ما بين الهجاء،

والمدح، والغزل فقدم العديد من القصائد التي ظهرت فيها بلاغته،



نشأته



نشأ جرير بالبادية وكانت أكثر إقامته بها، وكان يذهب أحياناً إلي البصرة

فكان يمدح كبرائها، وهناك التقى جرير بالفرزدق وأصبح بينهما

منذ ذلك اليوم صولات وجولات في الهجاء والتي استمرت سنوات عديدة،

لم تنتهي إلا بوفاة الفرزدق،


والذي نعاه جرير قائلاً:


لَعَمري لَقَد أَشجى تَميماً وَهَدَّها

عَلى نَكَباتِ الدَهرِ مَوتُ الفَرَزدَقِ

عَشِيَّةَ راحوا لِلفِراقِ بِنَعشِهِ

إِلى جَدَثٍ في هُوَّةِ الأَرضِ مُعمَقِ

لَقَد غادَروا في اللَحدِ مَن كانَ يَنتَمي

إِلى كُلِّ نَجمٍ في السَماءِ مُحَلِّقِ

ثَوى حامِلُ الأَثقالِ عَن كُلِّ مُغرَمٍ

وَدامِغُ شَيطانِ الغَشومِ السَمَلَّقِ

عِمادُ تَميمٍ كُلِّها وَلِسانُها

وَناطِقُها البَذّاخُ في كُلِّ مَنطِق


عندما أنتقل جرير إلى البصرة قام بمدح الحجاج الثقفي فأكرمه

وأعلى قدره وبدأ شعر جرير ينتشر وهو الأمر الذي زاد من شعبيته وشهرته،

وقام الحجاج بإرساله إلى الخليفة " يزيد بن معاوية" في دمشق،

ثم تنقل بين عدد من البلاد الأخرى، وقد عُد جرير من مداح خلفاء بني أمية،

كما مدح كل من يزيد بن معاوية،عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز،

وغيرهم من الأمراء والخلفاء.



مما قاله في المدح


قَد طالَ قَولي إِذا ما قُمتُ مُبتَهِلاً

يا رَبِّ أَصلِح قِوامَ الدينِ وَالبَشَرِ

خَليفَةَ اللَهِ ثُمَّ اللَهُ يَحفَظُهُ

وَاللَهُ يَصحَبُكَ الرَحمَنُ في السَفَرِ

إِنّا لَنَرجو إِذا ما الغَيثُ أَخلَفَنا

مِنَ الخَليفَةِ ما نَرجو مِنَ المَطَرِ



أسلوبه الشعري


تميز ثلاثة من الشعراء في العصر الأموي وهم جرير والأخطل والفرزدق،

وعلى الرغم من تفوق الثلاثة في الشعر إلا أن كل واحد منهم قد تميز

في اتجاه معين، وكان جرير يتميز بجودة الغزل وجمال اللفظ ورقة الأسلوب،

بينما أجاد الفرزدق الفخر وقوة الشعر والألفاظ، ومال الأخطل إلي وصف

الخمر والجودة في المدح والهجاء على حد سواء، وعمل عدد من النقاد

على تقديم جرير وشعره على كل من الأخطل والفرزدق،

وذلك نظراً لرقة أسلوبه وحسن خلقه وصفاء طبعه مما انعكس بالتالي

على شعره، وكان جرير ماهراً بالعديد من الفنون الشعرية، من الغزل

والفخر والمدح والهجاء والرثاء.


بالنسبة للمدح اشتهر جرير بمدحه لبني أمية، حيث عمل على

مدحهم وتمجيدهم وكان كغيره من الشعراء يسعى للتكسب من خلال مدحه،

أما الرثاء عنده كان ينقسم إلى رثاء خاص بعائلته وبيته والأخر كان يخص به

رجال الدولة والخلفاء، أما الهجاء فكان له أسلوبه الخاص فيه وتمكن من تحقيق

الغلبة على العديد من الشعراء في المهاجاة التي تدور بينهم ولم يثبت أمامه

سوى الأخطل والفرزدق كما سبق أن ذكرنا، وكان يتبع أسلوب معين في الهجاء

حيث يتتبع أصول الشعراء لينظم الشعر فيما يسؤهم من ماضيهم وماضي قبائلهم،

كما عمد إلى السخرية منهم فجاء هجاؤه لاذعاً وقاسياً.



قال في الغزل


إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ

قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا

يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ

وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا

يا رُبُّ غابِطِنا لَو كانَ يَطلُبُكُم

لاقى مُباعَدَةً مِنكُم وَحِرمانا



الوفاة


توفى جرير في عام 110هـ ، وقد توفى بعد كل من الأخطل والفرزدق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 7:03 pm

إيليا أبو ماضي شاعر التفاؤل


اسمه إيليا ضاهر أبو ماضي، أحد شعراء المهجر المشهورين

لمع اسمه بين كل من جبران و ميخائيل نعيمه، اشتهر شعره بصبغة من التفاؤل

والبهجة والإقبال على الحياة، هذا فيما عدا قصيدته "الطلاسم" التي غلب عليها الإحباط،

كان إيليا غزير الإنتاج فقد خلف ورائه العديد من الدواوين الشعرية التي تزخر بالمشاعر

الإنسانية الرقيقة وتعليتها وكانت لكل فترة من فترات حياته الكثير من الإبداعات الشعرية

الخاصة بها وذلك ابتداء من لبنان مروراً بمصر وانتهاء بأمريكا.



النشأة

ولد إيليا في عام 1889م في بلدة المحيدثة – المتن الشمالي بلبنان،

نشا أبو ماضي في عائلة متواضعة الحال، تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة المحيدثة،

عندما ضاق الحال بإيليا في لبنان قرر الانتقال إلي مصر عام 1902

وذلك من اجل العمل بتجارة التبغ مع عمه.

وفي مصر التقى إيليا مع أنطوان الجميل والذي دعاه من اجل الكتابة في مجلة

" الزهور" هذه المجلة التي قام أنطوان بإنشائها مع أمين تقي الدين،

وبالفعل قبل إيليا هذه الدعوة وقام بنشر أولى قصائده بالمجلة،

وتوالت بعد ذلك أعماله المنشورة بها.



اتجاهه نحو الشعر والأدب



اتجه إيليا نحو الشعر والأدب فبعد أن نجحت تجربته في مجلة الزهور

في نشر قصائده قام بتجميع مجموعة من شعره في ديوان أطلق عليه لقب "تذكار الماضي"

وقد صدر هذا الديوان في عام 1911م عن المطبعة المصرية وكان حينها

في الثانية والعشرون من عمره.

اتجه أبو ماضي بعد ذلك إلى نظم الشعر في المجال الوطني والسياسي،

مما جعله مطارداً من السلطات، فأضطر للهجرة إلي الولايات المتحدة الأمريكية عام 1912م،

فاستقر أولاً بولاية أوهايو فأقام بها أربع سنوات وعمل هناك بالتجارة،

ثم انتقل إلي نيويورك وفي بروكلين شارك في تأسيس الرابطة القلمية مع كل

من جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة.


وفي أمريكا أتقن إيليا الإنجليزية الأمر الذي مكنه من الإطلاع على الأدب الغربي

فقرأ معظم دواوين شعراء الغرب، وثقافات أخرى جديدة، كما عمل على ترجمة عدد

من الروايات الأجنبية إلى العربية، هذا بالإضافة لإطلاعه على دواوين كبار الشعراء

العرب مثل المتنبي وأبو نواس وغيرهم.


قام بإصدار مجلة "السمير" عام 1929م، والتي تضمنت أدب إيليا،

وتعتبر مصدر من مصادر أدب المهجر، حيث قام معظم شعراء أدب المهجر بنشر

أعمالهم الأدبية والشعرية بها،

وقد استمر صدور أعداد هذه المجلة حتى وفاة الشاعر عام 1957م.


كان شعر إيليا يتضمن الكثير من المعاني الإنسانية الرائعة وكان من الشعراء

الذين تفرغوا للأدب والصحافة، ولقد تأثر إيليا في اتجاهه الشعري كثيراً بمدرسة

جبران خليل جبران وعمل على تطوير الشعر كثيراً فأصبح شاعراً مجدداً تمكن

من تقريب الشعر من لغة الحياة، ولقد وجد إيليا لنفسه العديد من المعجبين لأسلوبه الشعري.



أعماله الأدبية

من أعماله الأدبية نذكر: تذكار الماضي، إيليا أبو ماضي، الجداول،

الخمائل، تبر وتراب، وغيرها من الأعمال الأخرى، توفي إيليا عام 1957م

بعد أن ترك رصيداً كبيراً من الأشعار الرائعة.



من أشعاره


كن بلسماً إن صار دهرك أرقما

وحلاوة إن صار غيرك علقما

إن الحياة حبتك كل كنوزها

لا تبخلن على الحياة ببعض ما

أحسنْ وإن لم تجز حتى بالثنا

أي الجزاء الغيثُ يبغي إن همى

من ذا يكافئ زهرة فواحةً

أو من يثيبُ البلبل المترنما

عُد الكرامَ المحسنين وقِسْهُم

بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما

يا صاحِ خُذ علم المحبة عنهما

إني وجدتُ الحبَّ علماً قيما

لو لم تَفُحْ هذي وهذا ما شدا

عاشت مذممةً وعاش مذمما

فأعمل لإسعاد السوي وهنائهم

إن شئت تسعد في الحياة وتنعما

أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا

لولا الشعور الناس كانوا كالدمى

أحبب فيغدو الكوخ قصراً نيرا

وابغض فيمسى الكون سجناً مظلما



قصيدة الطلاسم


جئت لا اعلم من أين ولكني أتيت

ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت

وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت

كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟


*** لست أدرى ***


أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود

هل أنا حر طليق أم أسير في قيود

هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود

أتمنى أنني أدرى ولكن


*** لست أدرى ***


وطريقي ما طريقي أطويل أم قصير

هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور

أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير

أم كلانا واقف والدهر يجري


*** لست أدرى ***


ليت شعري وأنا عالم الغيب الأمين

أتراني كنت ادري أنني فيه دفين

وبأني سوف أبدو وبأني سأكون

أم تراني كنت لا أدرك شيئاً


*** لست أدرى ***


أتراني قبلما أصبحت إنساناً سوياً

أتراني كنت محواً أم تراني كنت شيئا

ألهذا اللغو حلٌ أم سيبقى أبديا

لست أدري.. ولماذا لست أدري؟


*** لست أدري ***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 7:04 pm

شرف الدين البوصيري


شاعر سخر شعره لمدح أشرف خلق الله



واحد من اشهر شعراء المدائح النبوية

وهو شرف الدين البوصيري, شاعر من العصر المملوكي,

اشتهر بنظم المدائح النبوية, ومن أشهر قصائده "البردة",

هذه القصيدة التي شرحها وعارضها الكثير من الشعراء،

وكانت ومازالت واحدة من أروع القصائد

التعريف به

شاعرنا اسمه كاملاً محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري

المصري شرف الدين أبو عبد الله، ولد عام 1212م – 608 هـ،

بقرية دلاص إحدى قرى بني سويف في صعيد مصر، وترجع أصوله

إلى إحدى قبائل البربر التي استوطنت جنوب المغرب الأقصى،

ونشأ البوصيري وترعرع بقرية بوصير والتي استمد منها لقبه.



تلقيه العلم


كان أول تعليم البوصيري القرآن الكريم الذي حفظه في طفولته،

ثم تتلمذ على يد عدد من علماء عصره، نظم البوصيري الشعر صغيراً،


وجرب أنواعاً من الشعر إلا انه مال إلى الزهد والتصوف

فأتجه إلى المدائح النبوية، والشعر الصوفي.




شعر البوصيري


بلغت شهرة البوصيري الأفاق في نظم الشعر في المدائح النبوية،

فظهرت قصائده مغلفة بالروح العذبة والمعاني الصادقة مع روعة التصوير

والتعبير والتي أستلهمها من حبه للنبي الكريم "صلى الله عليه وسلم"،

فجاءت ألفاظه دقيقة بديعة السبك والنظم، فكانت قصائده بمثابة مدرسة لشعراء المدائح النبوية.




أمتاز شعر البوصيري


امتاز شعره بالرصانة والجزالة وأجاد في استعمال البديع، والبيان

وغلبت على قصائده المحسنات البديعية، كما تميز شعره بالقوة والرصانة،

وتأتي قصيدة البردة للبوصيري على رأس قصائد المدائح النبوية،

والتي عارضها أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته "نهج البردة ".


انكب البوصيري على مذهب الصوفية، فاطلع على سير عدد من أربابها

قديماً وحديثاً وغاص فيها، وتلقى الصوفية على يد أبي الحسن الشاذلي،

ومدح الشاذلية في شعره، وقد غلب على الشعر في العصر المملوكي

والذي ينتمي إليه البوصيري، المدائح النبوية والموضوعات الدينية،

ومنظومات الزهد والتصوف.





أعْـنِي أَبـا الحَسَنِ الإِمامَ المُجْتَبَى مِـــنْ هَــاشِـمٍ والـشَّـاذِليَّ الـمَـوْلِدِ

إنَّ الإِمـــــامَ الــشَّـاذِلـيَّ طَــرِيـقُـهُ فِي الفَضْلِ واضحَةٌ لِعَيْنِ المُهْتَدِي

فـانْـقُـلْ ولـــوْ قَـدَمـاً عَـلَـى آثــارِهِ فـــإذَا فَـعَـلْـتَ فَـــذاكَ آخَـــذُ بـالْـيَدِ



قصة البردة


يقال عن سبب تسمية هذه القصيدة "بالبردة"


لأن المرض كان قد أشتد على البوصيري، وفي إحدى المرات

عندما كان نائماً رأى النبي "صلى الله عليه وسلم" وقد غطاه ببردته - عباءته –

فأصبح وقد شفي مما هو فيه، وسميت هذه القصيدة أيضاً بالبرأة،

والميمية لأنها تختتم قافيتها بحرف "الميم"، وفي هذه القصيدة يجمع كل أدواته الشعرية

ويجمع همته لمدح خير خلق الله "محمد" صلى الله عليه وسلم،

وقد شرح وعارض هذه القصيدة العديد من الشعراء.




ويبدأ البوصيري "البردة" بالأبيات التالية:





أمِــــنْ تَــذَكُّــرِ جِــيـران بِـــذِي سَــلَـمٍ

مَـزَجْـتَ دَمْـعـاً جَــرَى مِـنْ مُـقْلَةٍ بِـدَمِ

أمْ هَـبَّـتْ الـريـحُ مِــنْ تِـلْـقاءِ كـاظِمَةٍ

وأوْمَضَ البَرْقُ فِي الظلْماءِ مِنْ إضَمِ

فــمــا لِـعَـيْـنَيْكَ إنْ قُــلْـتَ اكْـفُـفـاهَمَتا

وَمـــا لِـقَـلْـبِكَ إنْ قُـلْـتَ اسْـتَـفِقْ يَـهِـمِ

أَيَـحْـسَـبُ الــصَّـبُّ أنَّ الــحُـبَّ مُـنْـكتِمٌ

مـــا بَــيْـنَ مُـنْـسَجِمٍ مـنـهُ ومُـضْـطَرِمِ

لـولاَ الـهَوَى لَـمْ تُـرِقْ دَمْعَاً عَلَى طَلَلٍ

ولا أَرِقْــــتَ لِــذِكِــرِ الــبَــانِ والـعَـلَـمِ

فـكـيـفَ تُـنْـكِرُ حُـبّـاً بـعـدَ مــا شَـهِـدَتْ

بـــهِ عـلـيـكَ عــدولُ الـدَّمْـعِ وَالـسَّـقَمِ

وَأَثْـبَـتَ الـوجِـدُ خَـطَّـيْ عَـبْـرَةِ وضَـنىً

مِــثْـلَ الـبَـهـارِ عَــلَـى خَـدَّيْـكَ وَالـعَـنَمِ

نَـعَمْ سَـرَى طَـيفُ مَـنْ أهـوَى فَأَرَّقَنِي

والــحُــبُّ يَــعْـتَـرِضُ الــلَّـذاتِ بــالألَـمِ




ويستمر في مدح الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم"

في نفس القصيدة قائلاً:مُــحَـمَّـدُ سَــيِّـدَ الـكَـوْنَـيْنِ والـثَّـقَـلَيْنِ


والـفَـرِيقَيْنِ مِــنْ عُـرْبٍ ومِـنْ عَـجَمِ

نَـبِـيُّـنَـا الآمِـــرُ الـنَّـاهِـي فـــلاَ أَحَـــدٌ

أبَّـــرَّ فِـــي قَـــوْلِ لا مِــنْـهُ وَلا نَــعَـمِ

هُــوَ الـحَـبيبُ الـذي تُـرْجَى شَـفَاعَتُهُ

لِــكـلِّ هَـــوْلٍ مِــنَ الأهــوالِ مُـقْـتَحَمِ

دَعــا إلــى اللهِ فـالـمُسْتَمْسِكُونَ بِــهِ

مُـسْـتَـمْسِكُونَ بِـحَـبْلٍ غـيـرِ مُـنْـفَصِمِ

فــاقَ الـنَّـبِيِّينَ فـي خَـلْقٍ وفـي خُـلُقٍ

وَلَـــمْ يُــدانُـوهُ فـــي عِــلْـمٍ وَلا كَــرَمِ

وَكـلُّـهُـمْ مِـــنْ رَسُــولِ اللهِ مُـلْـتَمِسٌ

غَـرْفاً مِـنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ

ووَاقِـــفُــونَ لَـــدَيْــهِ عــنــدَ حَــدِّهِــمِ

مِـنْ نُـقْطَة العِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الحِكَمِ

فــهْـوَ الـــذي تَــمَّ مـعـناهُ وصُـورَتُـه

ثــمَّ اصْـطَـفَاهُ حَـبـيباً بــارِىءُ الـنَّسَمِ

مُــنَـزَّهٌ عَــنْ شَـرِيـكٍ فــي مـحـاسِنِهِ

فَـجَـوْهَرُ الـحُـسْنِ فـيه غـيرُ مُـنْقَسِمِ

دَعْ مــا ادَّعَـتْهُ الـنَّصارَى فـي نَـبيِّهِمِ

وَاحْـكُمْ بـما شْـئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ

وانْسُبْ إلى ذانه ما شئْتَ مِنْ شَرَفٍ

وَانْـسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَمِ

فـــإنَّ فَـضْـلَ رســولِ الله لـيـسَ لــهُ

حَــــدُّ فــيُـعْـرِبَ عــنــه نــاطِـقٌ بِــفَـمِ




أجاد البوصيري الخط، وتعلم قواعد هذا الفن على يد إبراهيم بن أبي عبدالله المصري

وكان واحداً ممن اشتهروا بتجويد الخط في مصر،

شغل البوصيري عدد من الوظائف في القاهرة والأقاليم،

فعمل في صناعة الكتب خلال فترة شبابه، ثم عمل ككاتب للحسابات

بمدينة بلبيس بالشرقية، ووقعت بعض المصادمات بينه وبين المستخدمين المحيطين به

فضاق بهم وبأخلاقهم فنظم عدد من القصائد هجاهم فيها وذكر فيها عيوبهم


مما قاله:




ثَـكِـلْتُ طـوائِـفَ الـمُـسْتَخْدَمِينا

فَــلَـمْ أَرَ فِـيـهـمُ رَجُـــلاً أَمِـيـنـا

فَـخُـذْ أَخْـبَـارَهُمْ مَـنِّـي شِـفـاهاً

وَأنْــظِـرْنـي لأُخْــبِـرُكَ الـيَـقِـينا

فَـقَـدْ عَـاشَـرْتُهُمْ وَلَـبِـثْتُ فِـيهمْ

مَعَ التَّجْرِيبِ مِنْ عُمْرِي سِنينا

حَـوَتْ بُـلْبُيْسُ طـائِفَةً لُـصُوصاً

عَــدَلْـتُ بِــوَاحِـدٍ مِـنْـهُمْ مِـئِـينا

فُـرَيْـجِي والـصَّـفِيَّ وَصـاحِـبَيْهِ

أبَــا يَـقْطُونَ والـنَّشْوَ الـسَّمِينا

فَـكُـتَّـابُ الـشَّـمالِ هُــمُ جَـمِـيعاً

فــلا صَـحِـبَتْ شِـمالُهُمُ الـيَمِينا

وَقَـدْ سَرقُوا الْغِلالَ وما عَلِمْنا

كـما سَرَقَتْ بَنُو سَيْفِ الجُرُونا




غادر بعد ذلك البوصيري الشرقية إلى القاهرة،

وافتتح كتاباً لتعليم الأطفال ثم مالبث أن غادره إلى الإسكندرية،

وظل بها حتى أخر حياته، وبها تعرف على الشيخ أبا العباس المرسي،

وتتلمذ على يديه وأقبل على طريقته الصوفية، وظل بالإسكندرية حتى وفاته.





المدح النبوي

أنكب البوصيري على قراءة السيرة النبوية الشريفة، ومعرفة أخبار ومواقف

في حياة الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم"، ثم انطلق ينشد العديد

من القصائد المميزة التي تجلى فيها حبه للرسول وبالإضافة لقصيدته الشهيرة

"البردة" قدم القصيدة الهمزية التي لا تقل روعة عن "البردة"


ويقول فيها:



كــيـف تــرقَـى رُقِــيَّـك الأَنـبـياءُ

يــا سـمـاءً مــا طـاوَلَتْها سـماءُ

لَـمْ يُـساوُوك في عُلاكَ وَقَدْ حالَ

ســنــاً مِــنــك دونَــهـم وسَــنـاءُ

إنّــمـا مَـثَّـلُـوا صِـفـاتِـك لـلـناس

كــمــا مــثَّــلَ الــنـجـومَ الــمــاءُ

أنتَ مِصباحُ كلِّ فضلٍ فما تَصدُرُ

إلا عــــن ضــوئِــكَ الأَضــــواءُ

لـكَ ذاتُ العلومِ من عالِمِ الغَيبِ

ومــــنـــهـــا لآدمَ الأَســـــمــــاءُ

لم تَزَلْ في ضمائرِ الكونِ تُختَارُ

لــــــــك الأُمــــهـــاتُ الأَبـــــــاءُ

مـا مـضتْ فَـترةٌ مـن الرُّسْلِ إِلّا

بَــشَّـرَتْ قـومَـهـا بِـــكَ الأَنـبـياءُ

تـتـباهَى بِــكَ الـعـصورُ وَتَـسْمو

بِــــكَ عــلْـيـاءٌ بــعـدَهـا عـلـيـاءُ

وَبَــــدا لــلـوُجُـودِ مــنــك كــريـمٌ

مــــن كــريــمٍ آبَــــاؤُه كُــرمــاءُ

نَــسَـبٌ تَـحـسِـبُ الــعُـلا بِــحُـلاهُ

قَــلَّـدَتْـهَـا نـجـومـهَـا الْــجَــوزاءُ

حــبــذا عِــقْــدُ سُــــؤْدُدٍ وَفَــخَـارٍ

أنـــتَ فــيـه الـيـتيمةُ الـعـصماءُ

وُمُـحَيّاً كـالشَّمس مـنكَ مُـضِيءٌ

أسْــفَــرَت عــنـه لـيـلـةٌ غَـــرّاءُ

لـيـلةُ الـمـولدِ الـذي كَـان لـلدِّينِ

ســـــرورٌ بــيــومِـهِ وازْدِهــــاءُ

وتـوالَتْ بُـشْرَى الهواتفِ أن قدْ

وُلِــدَ الـمـصطفى وحُــقّ الـهَناءُ

وتَـدَاعَـى إيــوانُ كِـسْرَى ولَـوْلا

آيـــةٌ مِـنـكَ مــا تَـدَاعَـى الـبـناءُ

وغَـــدَا كـــلُّ بــيـتِ نـــارٍ وفــيـهِ

كُــرْبَـةٌ مِـــنْ خُـمـودِهـا وَبـــلاءُ




وعارض قصيدة "بانت سعاد" لكعب بن زهير

فقال البوصيري في قصيدته:


إلـى مـتى أنـتَ باللَّذَّاتِ مَشغُولُ

وَأنتَ عن كلِّ ما قَدَّمْتَ مَسؤُولُ

فِي كلِّ يَوْمٍ تُرَجِّي أن تتوب غدا

وَعَقدُ عَزمِكَ بالتَّسوِيفِ مَحْلُولُ




كما قدم بائياته الثلاثة والتي قال في إحداها:


وقَــفَــتْ بِــجــاهِ الـمـصـطـفى آمــالُـه

فــــكـــأَنـــه بـــذنـــوبـــه يَـــتَـــقَـــرَّبُ

وَبَـــــدا لـــــه أنَّ الـــوُقُــوفَ بِــبـابِـهِ

بــــابٌ لِــغُـفْـرانِ الــذُّنــوبِ مُــجَــرَّبُ

صــلَّــى عــلـيـه الــلَّـهُ إنَّ مَـطـامِـعي

فـــي جُــودِهِ قــد غــارَ مـنـها أشـعَـبُ

لِــــم لا يــغــارُ وقــــد رآنــــي دونَـــه

أدركْــتُ مِــنْ خَـيْرِ الـوَرَى مـا أطـلُبُ

مـــــاذا أخــــافُ إذا وَقَــفْــتُ بِــبـابِـهِ

وصَـحـائِـفي سُـــودٌ ورأْسِــيَ أشْـيَـبُ

والمصطَفى الماحي الذي يمحو الذي

يُحْصِي الرقيبُ على المُسيء وَيَكْتُبُ


وفاته


توفى البوصيري بالإسكندرية عام 1296م – 696هـ،

وقد ترك إرثاً قيماً للأجيال اللاحقة تمثلت في عدد كبير من قصائده

والتي ضمها ديوانه الشعري، بالإضافة لقصيدة البردة أو

"الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "المضرية في الصلاة على خير البرية"،
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Unknow11

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين مارس 12, 2012 7:05 pm

أبو العتاهية..شاعر يقع بين المجون والزهد


موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 647837


إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق ويعرف بأبي العتاهية،

أحد شعراء العصر العباسي، قيل عنه أنه شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع،

يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما،

كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره،

قال عن نفسه "لو شئت أن أجعل كلامي كله شعراً لفعلت".



حياته


ولد أبو العتاهية عام 130هـ - 747م بعين التمر

وهي إحدى القرى الواقعة قرب الأنبار غربي الكوفة وبها نشأ، وسكن بغداد،

عندما ضاق الحال بوالده أنتقل بعائلته إلى الكوفة،

والتي عرفت في ذلك الوقت كملتقى للعلماء والمحدثين والعباد والزهاد،

ومع الرخاء الذي عم المدينة انتشر بها عدد من الجماعات الماجنة

والذين يقولون الشعر متنقلين بين مجالس اللهو، ويشتهروا بالزندقة والتهتك.


وفي وسط ذلك نشأ أبو العتاهية فكان يختلف تارة إلى مجالس العلماء والعباد،

وتارة أخرى إلى مجالس الشعراء الماجنة،

ونظراً لفقره عمل مع والده في بيع الفخار بالكوفة.


ظهرت موهبته في نظم الشعر مبكراً واشتهر بهذا وسمع به المتأدبون من الفتيان

فكانوا يتوافدون عليه لسماع شعره.



بين المجون والزهد


كانت حياة شاعرنا مضطربة فكان يخالط أهل المجون واللهو واكثر الشعراء فسوقاً،

وظل كذلك لفترة من حياته حتى أطلق عليه لقب "مخنث أهل بغداد"،

وعلى الرغم من حياة اللهو هذه إلا أنه أنصرف بعد ذلك إلى الزهد،

فكثر شعره في الزهد ووصف الموت وأحواله، والمواعظ والحكم.


يـــا مَـــن يُــسَـرُّ بِـنَـفسِهِ وَشَـبـابِهِ

أَنّى سُرِرتَ وَأَنتَ في خُلَسِ الرَدى

أَهـــلَ الـقُـبـورِ لا تَــواصُـلَ بَـيـنَكُم

مَـن مـاتَ أَصـبَحَ هَبلُهُ رَثَّ القُوى

يــا مَــن أَقـامَ وَقَـد مَـضى إِخـوانُهُ

مــا أَنــتَ إِلّا واحِــدٌ مِـمَّـن مَـضـى

أَنَـسيتَ أَن تُـدعى وَأَنـتَ مُـحَشرِج

مـا إِن تَـفيقُ وَلا تُـجيبُ لِـمَن دَعـا

أَمّــا خُـطاكَ إِلـى الـعَمى فَـسَريعَةٌ

وَإِلى الهُدى فَأَراكَ مُنقَبِضَ الخُطا



وقال أيضاً


أَمــا مِـنَ الـمَوتِ لِـحَيٍّ نَـجا

كُــلُّ امــرِئٍ آتٍ عَـلَيهِ الـفَنا

تَــبــارَكَ الــلَــهُ وَسُـبـحـانَـهُ

لِــكُـلِّ شَــيءٍ مُــدَّةٌ وَانـقِـضا

يُـقَـدِّرُ الإِنـسـانُ فــي نَـفـسِهِ

أَمــراً وَيَـأبـاهُ عَـلَـيهِ الـقَضا

وَيُرزَقُ الإِنسانُ مِن حَيثُ لا

يَـرجو وَأَحـياناً يُـضِلُّ الـرَجا

الـيَأسُ يَحمي لِلفَتى عِرضَهُ

وَالـطَـمَعُ الـكـاذِبُ داءٌ عَـيـا

مـــا أَزيَــنَ الـحِـلمَ لِأَربـابِـهِ

وَغـايَـةُ الـحِـلمِ تَـمامُ الـتُقى



اتصاله بالخلفاء


انتقل أبو العتاهية إلى بغداد أثناء خلافة المهدي،

وكانت مركزاً للنشاط العلمي والأدبي بالإضافة لكونها دار الخلافة،

فكانت المكان المناسب للشاعر لينشر بها أشعاره،

أتصل بالخليفة المهدي الذي استدعاه للقصر ولما سمع شعره أعجب به ونال رضاه.


مما قاله في مدح الخليفة المهدي يوم توليه الخلافة:


أَتَــتــهُ الـخِـلافَـةُ مُـنـقـادَةً

إِلَـــيــهِ تُــجَــرِّرُ أَذيــالَـهـا

وَلَـــم تَــكُ تَـصـلُحُ إِلّا لَــهُ

وَلَــم يَــكُ يَـصـلُحُ إِلّا لَـها

وَلَــو رامَـهـا أَحَــدٌ غَـيـرُهُ

لَـزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلـزالَها

وَلَو لَم تُطِعهُ بَناتُ القُلوبِ

لَـمـا قَـبِـلَ الـلَـهُ أَعـمـالَها

وَإِنَّ الخَليفَةَ مِن بَعضِ لا

إِلَـيـهِ لَـيُـبغِضُ مَـن قـالَها



وعندما جاءت فترة حكم الرشيد كان أبو العتاهية قد أعرض عن قول الشعر،

فطلب منه الرشيد أن يعود إليه فأبى فحبسه في منزل حتى عاد إليه مرة أخرى،

ولزم بعد ذلك الرشيد ومن بعده الأمين ثم المأمون.



"عتبة"


أعجب أبو العتاهية بجارية لزوجة المهدي وتدعى "عتبة"

وكان قد أبصرها ذات يوم راكبة مع جمع من الخدم تتصرف في حوائج الخلافة،

فتعلق بها قلبه وذكرها في شعره، ولما علم أمير المؤمنين هم أن يدفع بها إليه،

ولكنها قالت " يا أمير المؤمنين مع حرمتي وخدمتي تدفعني إلى بائع جرار متكسب بالشعر؟"،

فبعث إليه قائلاً" أما عتبة فلا سبيل لك إليها وقد أمرنا لك بملء برنية مالاً".



قال في عتبة:


يـا إِخـوَتي إِنَّ الهَوى قاتِلي

فَـيَسِّروا الأَكـفانَ مِن عاجِلِ

وَلا تَلوموا في أتِّباعِ الهَوى

فَـإِنَّـنـي فـــي شُـغُـلٍ شـاغِـلِ

عَـيـني عَـلـى عُـتـبَةَ مُـنهَلَّةٌ

بِـدَمـعِها الـمُـنسَكِبِ الـسائِلِ

يـا مَـن رَأى قَبلي قَتيلاً بَكى

مِـن شِدَّةِ الوَجدِ عَلى القاتِلِ

بَـسَطتُ كَـفّي نَـحوَكُم سـائِلاً

مــاذا تَـرُدّونَ عَـلى الـسائِلِ


وظل أبا العتاهية متغزلاً في عتبة ينظم فيها الكثير من الأشعار،

حتى أمر المهدي بجلده وإدخاله للسجن، إلى أن تشفع فيه خاله وأخرجه.


وعلى الرغم من ذلك ظل حب عتبة مشتعلاً بقلبه حتى جاءت خلافة الرشيد،

والذي حاول بدوره التوسط من أجل زواج أبو العتاهية من عتبة ولكن لم يفلح الأمر أيضاً،

وأصاب أبو العتاهية اليأس


ومما قاله في ذلك:


قَــطَّـعـتُ مِــنــكَ حَـبـائِـلَ الآمـــالِ

وَحَطَطتُ عَن ظَهرِ المَطِيِّ رِحالي

وَيَـئِستُ أَن أَبـقى لِـشَيءٍ نِلتُ مِم

مــا فـيـكِ يــا دُنـيا وَأَن يَـبقى لـي

وَوَجَـدتُ بَردَ اليَأسِ بَينَ جَوانِحي

وَأَرَحـتُ مِـن حَـلّي وَمِـن تَرحالي




"أبو العتاهية"


موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 1_411_1025_26


يقال في سبب تسمية "أبو العتاهية" بهذا اللقب أن الخليفة المهدي قال له يوماً "

أنت رجل متحذلق – أي متطرف، متعته – فغلب عليه هذا اللقب،

ويقول ابن منظور " لأن المهدي قال له أراك متخلطاً متعتهاً وكان قد نعته بجارية المهدي

"عتبة" واعتقل بسببها وعرض عليها المهدي أن يزوجها له فأبت - كما سبق ان ذكرنا -،

وقيل لقب بذلك لأنه كان طويلاً مضطرباً،

وقيل أيضاً لأنه يرمي بالزندقة ولأنه كان محباً للمجون والتعته".


وكلمة عتاهية لها أكثر من معنى ففي لسان العرب يقول ابن منظور:

عته في العلم: أولع به وحرص عليه، والعتاهة والعتاهية مصدر عته مثل الرفاهة والرفاهية،

والعتاهية: ضلال الناس من التجنن والدهش والتعته المبالغ في الملبس والمأكل ورجل عتاهية أي أحمق.




قال عنه أبو العلاء المعري


الـلَـهُ يَـنـقُلُ مَــن شــاءَ رُتـبَةً بَـعدَ رُتـبَه

أَبدى العَتاهِيُّ نُسكاً وَتابَ مِن ذِكرِ عُتبَه



شعره



قدم أبو العتاهية في شعره الزهد والموعظة والرثاء والهجاء والمدح والوصف

والحكم والأمثال والغزل، تميز شعره بسهولة الألفاظ وقلة التكلف.


ويقال عن سبب اتجاهه للزهد وتوقفه عن قول الغزل والهجاء والمديح،

واقتصار شعره على الزهد والحكمة،

ما روي عن أبي سلمة الغنوي الذي سأل أبا العتاهية:

"ما الذي صرفك عن قول الغزل إلى قول الزهد؟".

فأجابه:"إذن والله أخبرك. إني لما قلت:


الـلَـهُ بَـيـني وَبَـيـنَ مَـولاتي أَبـدَت لِـيَ الـصَدَّ وَالمَلالاتِ

لا تَغفِرُ الذَنبَ إِن أَسَأتُ وَلا تَـقـبَلُ عُــذري وَلا مُـؤاتاتي

مَـنَحتُها مُـهجَتي وَخالِصَتي فَـكـانَ هِـجـرانُها مُـكـافاتي

هَـيَّـمَـني حُـبُّـهـا وَصَـيَّـرَنـي أُحـدوثَةً فـي جَـميعِ جاراتي



رأيت في المنام في تلك الليلة كأن آتيا أتاني فقال:

"ما أصبت أحدا تدخله بينك وبين عتبة يحكم علينا بالمعصية إلا الله تعالى؟"،

فانتبهت مذعورا وتبت إلى الله تعالى من ساعتي من قول الغزل".



زهده


تضاربت الأقوال في زهده فكان البعض يراه زاهداً صادقاً،

بينما يراه البعض الأخر راغباً في الدنيا، وان زهده ما هو إلا مواعظ أدبية

وتأملات ذات صفة شعرية في الحياة والموت.



مما قاله في الزهد:


إِلَـــهـــي لا تُــعَــذِّبـنـي فَـــإِنّـــي

مُــقِـرٌّ بِــالَّـذي قَـــد كــانَ مِـنّـي

وَمـــا لـــي حـيـلَـةٌ إِلّا رَجــائـي

وَعَفوُكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنّي

فَـكَـم مِـن زِلَّـةٍ لـي فـي الـبَرايا

وَأَنـــتَ عَــلَـيَّ ذو فَـضـلٍ وَمَــنِّ

إِذا فَــكَّـرتُ فــي نَـدَمـي عَـلَـيها

عَـضَضتُ أَنامِلي وَقَرَعتُ سِنّي

يَـظُـنُّ الـنـاسُ بــي خَـيراً وَإِنّـي

لَـشَرُّ الـناسِ إِن لَـم تَـعفُ عَنّي



قالوا عنه


قال عنه أبو الفرج "قال الشعر فبرع به وتقدم"،

وقال عنه الأصمعي

" شعر أبي العتاهية كساحة الملوك يقع فيها الجوهر والذهب، والتراب والخزف والنوى"،

كما قيل عنه: "أنه أقدر الناس على وزن الكلام حتى أنه يتكلم بالشعر في جميع حالاته".

وقال عنه المبرد: كان أبو العتاهية حسن الشعر قريب المآخذ لشعره ديباجة

ويخرج القول منه كمخرج النفس قوة وسهولة واقتدار.



الوفاة


توفي أبو العتاهية في خلافة المأمون بعد أن بلغ الثمانين من عمره

عام 211هـ - 826م، وله ديوان شعر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسك الجنة
مشرفة عامة
مشرفة عامة
مسك الجنة


معلومات العضو
المشاركات : 603
الجنـس : انثى
الـعـمــر : 42
السٌّمعَة : 4
بـــلادي : الجزائر
انـــنــي : جزائري
مـزاجـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 3ady10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Travel10

موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الشعر العربي   موسوعة شعراء الشعر العربي - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء مارس 14, 2012 9:35 am

مجهود قيم وكبير
جزاك الله خيراا على طرحك الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://nourliman.alafdal.net/forum
 
موسوعة شعراء الشعر العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» من عجائب الشعر العربي
» شعر و شعراء
» ملك الراب العربي
» حركة إحياء النثـــــر العربي
» عذراً فاالضمير العربي في إجازه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات البركان :: قسم الأدب والثقافة :: منتدى الأدب واللغة :: الشعر-
انتقل الى:  
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم