الرئيسيةالعابأحدث الصورالتسجيلدخول
اخر موضوع
الوقت
العضو
الأحد سبتمبر 22, 2024 12:46 pm
الخميس يناير 13, 2022 6:00 pm
الأربعاء أبريل 01, 2015 1:00 pm
الخميس مارس 26, 2015 5:49 pm
الإثنين مارس 23, 2015 5:50 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:34 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:33 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:22 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:21 pm
الأربعاء نوفمبر 05, 2014 12:46 pm











 

 قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
كاتب الموضوعرسالة
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 4:59 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

قال تعالى :


﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾



قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 7ab_b
اخوانى واخواتى




يسعدنا


ان نقدم لكم هنا


على هذه الصفحات



اجمل القصص


واطيبها


على قلوبنا جميعا


موسوعه الصحابة و التابعين




قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 368052274





سنقوم باذن الله


بسرد


القصص تباعا




تابعونااا في هذا الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:28 am

الحــــــــــلقة الاربعون : أبو الدرداء
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 39355310150401492657602
حكيم الأمة
أبو الدرداء الأنصاري
إنه الصحابي الجليل أبو الدرداء عويمر بن قيس بن عامر الخزرجي الأنصاري
من الأنصار يلقب بحكيم الأمة، أسلم يوم بدر، كان تاجرا في المدينة المنورة
وهو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد النبي. ولاه معاوية بن أبي سفيان
قضاء دمشق بأمر من عمر بن الخطاب. توفي في الإسكندرية بمصر قَبْلَ
مَقْتَلِ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سنة 32 هـ وهو ابن 72 عاما.
واسمه-مكبر بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك الخزرجي الأنصاري، والدرداء
ابنته كنى بها فقامت الكنيه مقام اسمه حتى لا يكاد يعرف الا بها.
أسلم في غزوة بدر، وقيل إنه آخر مَنْ أسلم من الأنصار.ومما يروى في قصة
إسلامه، أنه كان عنده صنم في داره، وذات يوم دخل عليه عبد الله بن رواحة
ومحمد بن مسلمة، فشاهدا الصنم فكسراه إلى قطع صغيرة، فبدأ أبو الدرداء
يجمع القطع المتناثرة من أحجار الصنم، وهو يقول للصنم: ويحك! هلا امتنعت
ألا دافعت عن نفسك؟ فقالت زوجته أم الدرداء: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد
لدفع عن نفسه ونفعها.

فقال أبو الدرداء أعدي لي ماءً في المغتسل، ثم قام فاغتسل، ولبس حلته، ثم
ذهب إلى النبي، فنظر إليه ابن رواحة مُقبلا، فقال: يا رسول الله، هذا أبو
الدرداء، وما أراه إلا جاء في طلبنا. فأخبره رسول الله أن أبا الدرداء
إنما جاء ليسلم، وأن الله وعد رسوله بأن يسلم أبو الدرداء، وبالفعل أعلن
أبو الدرداء إسلامه، فكان من خيرة الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم.

وشهد أبو الدرداء مع رسول الله ( غزوة أحد وغيرها من المشاهد، وعرف -رضي
الله عنه- بالعفو والسماحة، ويحكى أن رجلا قال له ذات مرة قولاً جارحًا،
فأعرض عنه أبو الدرداء ولم يرد عليه، فعلم بذلك
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فغضب وذهب إلى أبي الدرداء وسأله عما حدث
فقال: اللهم غفرانًا، أوكل ما سمعنا منهم نأخذهم به (أي نعاقبهم ونحاسبهم
عليه)؟!
وكان أبو الدرداء تاجرًا مشهورًا، فلما أسلم تفرغ للعلم والعبادة، وقال:
أردت أن أجمع بين التجارة والعبادة، فلم يستقم، فتركت التجارة وأقبلت على
العبادة. ووصف بالشجاعة، حتى قيل عنه: نعم الفارس عويمر. وكان ينطق
بالحكمة، فقيل عنه: حكيم الأمة عويمر.
وكان لأبي الدرداء ثلاثمائة وستون صديقًا، فكان يدعو لهم في الصلاة، ولما
سئل عن ذلك قال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلا وكل الله به
مَلَكيْن يقولان، ولك بمثل، أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة؟!
وحفظ أبو الدرداء القرآن في حياة الرسول (، وكان ابن عمر يقول لأصحابه: حدثونا عن العاقلين: معاذ بن جبل وأبي الدرداء.
وكان من العابدين الزاهدين، وقد زاره أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في بيته
فلم ير فيه غير فراش من جلد، وكساء رقيق لا يحميه من البرد، فقال له:
رحمك الله، ألم أوسع عليك؟ فقال له أبو الدرداء: أتذكر حديثًا حدثناه رسول
الله ؟ قال عمر: أي حديث؟ قال: (ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب)
الترمذي. قال: نعم، قال أبو الدرداء: فماذا فعلنا بعده يا عمر؟ حرص أبو
الدرداء على العلم، وكان حرصه على العمل بما يعلم أقوى وأشد، وكان ملازمًا
للنبي حتى قال عنه الصحابة: أتْبَعُنَا للعلم والعمل أبو الدرداء.

وكان يقول: لن تكون عالمًا حتى تكون متعلمًا، ولن تكون متعلمًا حتى تكون
بما علمت عاملاً، إن أخوف ما أخاف إذا وقفت للحساب أن يقال لي: ما عملت
فيما علمت؟، وقال: ويل للذي لا يعلم مرة، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع
مرات.


وكان يعلِّم الناس القرآن الكريم وسنة رسول الله ،ويحثهم على طلب العلم،
ويأخذ بأيديهم إلى الصواب، فيقول لهم: ما لي أرى علماءكم يذهبون،
وجهَّالكم لا يتعلمون؟! تعلموا فإن العالم والمتعلم شريكان في الأجر.


وذات يوم مرَّ أبو الدرداء على أناس يضربون رجلاً ويسبونه، فقال لهم:
ماذا فعل؟ فقالوا: أذنب ذنبًا، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في بئر أكنتم
تستخرجونه منها؟ قالوا: نعم نستخرجه، قال: فلا تسبوا أخاكم، وأحمدوا الله
الذي عافاكم، فقالوا له: ألا تبغضه وتكرهه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا
تركه فهو أخي.

ويروى أنه كان مع المسلمين في قبرص، ففتحها الله على المسلمين، وغنموا
خيرًا كثيرًا، وكان أبو الدرداء واقفًا مع جبير بن نفير، فمرَّ عليه السبي
والأسرى، فبكى أبو الدرداء، فقال له جبير: تبكي في مثل هذا اليوم الذي
أعزَّ الله فيه الإسلام وأهله؟! فقال أبو الدرداء: يا جبير، بينما هذه
الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله فلقوا ما ترى! ما أهون العباد على الله إذ
هم عصوا!

ويحكى أن يزيد بن معاوية تقدم ليخطب ابنة أبي الدرداء فردَّه، فأعاد يزيد
طلبه، فرفض أبو الدرداء مرة ثانية، ثم تقدم لخطبتها رجل فقير عرف بالتقوى
والصلاح، فزوجها أبو الدرداء منه، فتعجب الناس من صنيعه، فكان رده عليهم:
ما ظنَّكم بابنة أبي الدرداء إذا قام على رأسها الخدم والعبيد وبهرها
زخرف القصور، أين دينها يومئذ؟! وكان يقول: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك،
ولكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك، وأن تبارى (تنافس) الناس في عبادة
الله.


من دعائه "اللهم انى أعوذ بك من شتات القلب " سئل: وما شتات القلب يا أبا الدرداء؟ فأجاب: أن يكون لى في كل واد مال.


وقال رضى الله عنه: من لم يكن غنيا عن الدنيا، فلا دنيا له وقال أيضا: لا تأكل الا طيبا ولا تكسب الا طيبا ولا تدخل بيتك الا طيبا.

كان من القلائل الذين استطاعوا أن يحفظوا القرآن كاملاً في صدورهم. عَنْ
أَنَسٍ: مَاتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ
يَجْمَعِ القُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمُعَإذٌ،
وَزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ.

عَنِ الشَّعْبِيِّ: جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ
سِتَّةٌ، وَهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: مُعَإذٌ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ،
وَزَيْدٌ، وَأَبُو زَيْدٍ، وَأُبَيٌّ، وَسَعْدُ بنُ عُبَيْدٍ.


كَانَتِ الصَّحَابَةُ يَقُوْلُوْنَ: أَرْحَمُنَا بِنَا أَبُو بَكْرٍ،
وَأَنْطَقُنَا بِالحَقِّ عُمَرُ، وَأَمِيْنُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ،
وَأَعْلَمُنَا بِالحَرَامِ وَالحَلاَلِ مُعَإذٌ، وَأَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ،
وَرَجُلٌ عِنْدَهُ عِلْمٌ ابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَتَبِعَهُم عُوَيْمِرُ أَبُو
الدَّرْدَاءِ بِالعَقْلِ.


قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: لَو أُنْسِيْتُ آيَةً لَمْ أَجِدْ أَحَداً
يُذَكِّرُنِيْهَا إِلاَّ رَجُلاً بِبَرْكِ الغَمَادِ، رَحَلْتُ إِلَيْهِ.

وعاش أبو الدرداء حياة بسيطة يملؤها الزهد والتواضع حتى جاءته ساعة الموت،
فقال عند احتضاره: من يعمل لمثل يومي هذا؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ وكان
يقول: من أكثر ذكر الموت قل فرحه، وقل حسده
توفي أبو الدرداء الأنصاري عن عمر يناهز 72 عام حيث توفي عام32هجريا في خلافة سيدنا عثمان بن عفان بمدينة الإسكندرية في مصر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:29 am

الحلقة واحد واربعون : حذفيه بن اليمان
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 388533_10150403268762602_292178087601_8462672_677070139_n

صاحب سر رسول الله حذيفة بن اليمان

أبوه الصحابي الجليل: اليمان حسل أو حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن
جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد
بن قيص عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كان قد قتل رجلا فهرب إلى
يثرب وحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لحلفه اليمانية وهم
الأنصار[1]، ثم تزوج امرأة منهم وهي الرباب بنت كعب الأشهلية، فأنجبت:
حذيفة وسعد وصفوان ومدلج وليلى. وقد اسلمت الرباب وبايعت الرسول. ولليمان
ابنتان أخرىان هما: فاطمة[2] وأم سلمة. استشهد اليمان في غزوة أحد.

واجه والده اليمان مشكلة الطلب بثأر عليه أجبره على الهرب وترك مكة
واللجوء للعيش مع عائلته في يثرب, وعندما أعلن الرسول محمد صلى الله عليه
وسلم دعوته للإسلام في مكة جاءه اليمان مع بقية من أهل يثرب من الأوس
والخزرج وبايعوه ولم يكن حذيفة معهم ولكنه أسلم قبل مشاهدة الرسول. عندما
وصل رسول الإسلام سأله حذيفة هل هو يحسب من المهاجرين أم من الأنصار, فقال
له رسول الإسلام أنت يا حذيفة من المهاجرين والأنصار.

حذيفة بن اليمان هذا كان يعرف كذلك ويكنى بحافظ سر الرسول, حيث أن الرسول
كان قد أسر له بأسماء كافة المنافقين المحيطين بهم ولم يفش بهذا السر لأي
كان وهذا هو شأن كل حافظ لسر. وكان خليفة المسلمين عمر بن الخطاب عندما
يريد أن يصلي على أحد أموات المسلمين يسأل عن حذيفة وهل هو من ضمن
الحاضرين للصلاة وذلك خوفا منه بالصلاة على أحد المنافقين.

يوم أحد

لقد كان حذيفة في ايمانه -رضي الله عنه- وولائه قوياً، فها هو يرى والده
يقتل خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه: (أبي،
أبي، انه أبي !!) ولكن أمر الله قد نفذ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن
والوجوم، لكنه نظر اليهم اشفاقاً وقال: (يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين)
ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة وبعد انتهاء المعركة علم
الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فأمر بالدية عن والد حذيفة (حسيل بن
جابر) ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين، فازداد الرسول له حباً وتقديراً.


قصته بغزوة الخندق

قال حذيفة: صلى بنا الرسول ثم التفت إلينا فقال: "من رجل يقوم فينظر مافعل
القوم، ثم يرجع، أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة"؟ فما قام رجل من شدة
الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلما لم يقم أحد، دعاني، فلم يكن لي بد من
القيام، فقال: «ياحذيفة! إذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يفعلون، ولا تحدثن
شيئا حتى تأتينا».
فذهبت فدخلت فيهم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناءا.
فقال أبو سفيان: «لينظر امرؤ من جليسه»، فأخذت بيد الرجل الذي كان جنبي،
فقلت: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان. ثم قال أبو سفيان: يامعشر قريش! إنكم
والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا
عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم
لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل ثم قام إلى جمله وهو
معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم.
ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي أن لا تحدث شيئا حتى تأتيني
لقتلته بسهم.وعاد حذيفة إلى النبي وأخبره بما حدث.
ذات مرة فوجد رجلا يصلي ولا يحسن أداء الصلاة، ولا يتم ركوعها ولا
سجودها، فقال له حذيفة: مُذْ كم هذه صلاتك؟ فقال الرجل: منذ أربعين سنة،
فأخبره حذيفة أنه ما صلى صلاة كاملة منذ أربعين سنة، ثم أخذ يعلِّمه كيف
يصلي.
وكان حذيفة فارسًا شجاعًا، وحينما استشهد النعمان بن مقرن أمير جيش
المسلمين في معركة نهاوند، تولى حذيفة القيادة، وأخذ الراية وتم للمسلمين
النصر على أعدائهم، وشهد فتوح العراق وكان له فيها مواقف عظيمة.
وعرف حذيفة بالزهد، فقد أرسل إليه عمر مالاً ليقضي به حاجته، فقسم حذيفة
هذا المال بين فقراء المسلمين وأقاربه، وأرسله عمر أميرًا على المدائن،
وكتب لأهلها أن يسمعوا لحذيفة، ويطيعوا أمره، ويعطوه ما يسألهم، وخرج
حذيفة متوجهًا إلى المدائن، وهو راكب حمارًا، وبيده قطعة من اللحم، فلما
وصل إلى المدائن قال له أهلها: سلنا ما شئت. فقال حذيفة: أسألكم طعامًا
آكله، وعلف حماري ما دمت فيكم. وظل حذيفة على هذا الأمر، لا يأخذ من المال
قليلاً ولا كثيرًا إلا ما كان من طعامه وعلف حماره.
وأراد عمر أن يرى حال حذيفة وما أصبح فيه، فكتب إليه يطلب قدومه إلى
المدينة، ثم اختبأ في الطريق حتى يرى ماذا جمع؟ فرآه على نفس الحال التي
خرج بها، فخرج إليه فرحًا سعيدًا يقول له: أنت أخي وأنا أخوك. وكان عمر
يقول: إني أتمنى أن يكون ملء بيتي رجالا مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل
وحذيفة بن اليمان أستعملهم في طاعة الله.
وكان حذيفة -رضي الله عنه- يحب العزلة ويقول: لوددت أن لي مَنْ يصلح من
مالي (يدير شئونه)، وأغلق بابي فلا يدخل عليَّ أحد، ولا أخرج إليهم حتى
ألحق بالله.
وذات مرة غضب الناس من أحد الأمراء، فأقبل رجل إلى حذيفة في المسجد فقال
له: يا صاحب رسول الله ( ألا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فرفع حذيفة
رأسه، وعرف ما يريد الرجل، ثم قال له: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لحسن، وليس من السنة أن تشهر (ترفع) السلاح على أميرك. وقد سئل: أي
الفتنة أشد؟ فقال: أن يعرض عليك الخير والشر، فلا تدري أيهما تركب. وقال
لأصحابه: إياكم ومواقف الفتن، فقيل له، وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟
قال: أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب ويقول له ما ليس
فيه. وتُوفي -رضي الله عنه- سنة (36هـ).لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً
شديداً وبكى بكاءً كثيراً، فقيل: (ما يبكيك ؟) فقال: (ما أبكي أسفاً على
الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على
سخطٍ). ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: (أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا: (نعم)
قال: (أرونيها) فوجدها جديدة فارهة، فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن،
انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر الا
قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما) ثم تمتم بكلمات: (مرحباً
بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم) وأسلم الروح الطاهرة لبارئها
في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وذلك بعد مَقْتلِ
عثمان بأربعين ليلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:29 am

الحلقة الثانية واربعون : أبو دجانة الأنصاري

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 38278110150405307487602
صاحب العمامة الحمراء
أبو دجانة الأنصاري
سِماك بن خَرَشه وقيل : سِماك بن أوس بن خَرَشه بن لوذان الأنصاري نه
الصحابي الجليل أبو دجانة الأنصاري، واسمه سِمَاك بن أوس بن خرشة، أسلم
وآمن بالله ورسوله (، وقد آخى الرسول ( بينه وبين عتبة بن غزوان، وكان
شديد الحب لله ولرسوله (، كثير العبادة، اشترك في غزوة بدر وحضر المعارك
مع رسول الله (، وأبلى فيها بلاء حسنًا.
وقف يوم أحد إلى جانب فرسان المسلمين، يستمع إلى رسول الله ( وهو يعرض
عليهم سيفه، قائلا: (من يأخذ مني هذا؟) فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم
يقول: أنا ..أنا، فقال رسول الله (: (فمن يأخذه بحقه؟)، فأحجم القوم، فقال
أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، فأخذه أبو دجانة، ففلق به هام المشركين (أي شق
رءوسهم) [مسلم].
وأخذ أبو دجانة عصابته الحمراء وتعصب بها، فقال الأنصار من قومه: أخرج أبو دجانة عصابة الموت، ثم نزل ساحة المعركة،
فجعل يتبختر بين الصفين - قال ابن إسحاق: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال حين رأى أبا دجانة يتبختر: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل
هذا الموطن" -
قال: قلت: لأنظرن إليه اليوم كيف يصنع قال : فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه
واخذ ينشد
أَنَا الذي عَاهَدَنِي خَلِيــلِي وَنَحْنُ بِالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيــلِ
أَنْ لا أُقِيمَ الدَّهرَ في الكبُولِ أَضــْرِبُ بِسَيْفِ اللَّهِ وَالرَّسُولِ
وأخذ يقتل المشركين، ويفلق رءوسهم بسيف الرسول ( حتى بدأ النصر يلوح
للمسلمين، فلما ترك الرماة أماكنهم، وانشغلوا بجمع الغنائم، عاود المشركون
هجومهم مرة أخرى، ففر كثير من المسلمين، وثبت بعضهم يقاتل حول رسول الله
(، منهم أبو دجانة الذي كان يدفع السهام عن رسول الله ( بعدما رأى كتائب
المشركين تريد الوصول إليه، فتصدى لهم بكل ما أوتى من قوة؛ أملا في الحصول
على الشهادة.
ومات الرسول وهو راض عنه
فواصل جهاده مع خليفته
أبي بكر الصديق، وشارك في حروب الردة، وكان في مقدمة جيش المسلمين الذاهب
إلى اليمامة لمحاربة مدعى النبوة مسيلمة الكذاب وقومه بني حنيفة، وقاتل
قتال الأسد حتى انكشف المرتدون، وفروا إلى حديقة مسيلمة، واختفوا خلف
أسوارها وحصونها المنيعة، فألقى المسلمون بأنفسهم داخل الحديقة وفي مقدمتهم
أبو دجانة، ففتح الحصن، وحمى القتال، فكسرت قدمه، ولكنه لم يهتم، وواصل
جهاده حتى امتلأ جسده بالجراح، فسقط شهيدًا على أرض المعركة، وانتصر
المسلمون، وفرحوا بنصر الله، وشكروا لأبي دجانة صنيعه من تضحية وجهاد
لإعلاء كلمة الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:30 am

الحلقة الثالثة واربعون : أسعد بن زرارة



قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 393278_10150407520237602_292178087601_8479429_442518449_n

أصغر النقباء
أسعد بن زرارة
إنه أبو أمامة أسعد بن زرارة الأنصاري الخزرجي -رضي الله عنه-، أول من
قدم المدينة بالإسلام، ويروى أنه أول من صلى الجمعة بها مع أربعين من
أصحابه.
وكان قد خرج مع صاحب له يدعى ذكوان بن عبد القيس إلى مكة يتحاكمان إلى
عتبة بن ربيعة وكانا قد اختلفا فيما بينهما، فلما وصلا إلى مكة، وسمعا
برسول الله ( ذهبا إليه، فعرض عليهما الإسلام، وتلا آيات من القرآن
الكريم، فأسلما، ولم يقربا عتبة بن ربيعة، ثم رجعا إلى المدينة فكانا أول
من قدم بالإسلام إلى المدينة [ابن سعد].
شهد بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان أول من بايع النبي (، واختاره
رسول الله ( نقيبًا على قبيلته، ولم يكن في النقباء أصغر سنًّا منه.
وعن أم زيد بن ثابت أنها رأت أسعد بن زرارة -قبل مقدم النبي (- يصلي
بالناس الصلوات الخمس، يجمع بهم في مسجد بناه في مربد سهل وسهيل ابني
رافع. قالت: فانظر إلى رسول الله (، لما قدم في ذلك المسجد وبناه، فهو
مسجده اليوم (أي مسجد الرسول () [ابن سعد].
وكان -رضي الله عنه- كريمًا، وقد استضاف مصعب بن عمير -رضي الله عنه-
عندما بعثه الرسول ( إلى المدينة؛ ليعلم أهلها الإسلام، وجلس مصعب وأسعد
في أحد بساتين بني عبد الأشهل، فالتفَّ حولهما الناس، وأخذا يدعوان الناس
إلى الإسلام فأسلم على يديهما جمع كبير من بني عبد الأشهل ووقف أسعد ابن
زرارة -رضي الله عنه- مواقف بطولية تدل على نبل أخلاقه، وصدق إيمانه،
وعظمة حبه لله ورسوله (.
وعندما مرض أسعد بن زرارة، وعلم النبي ( بمرضه، ذهب يزوره، فوجده مريضًا
بالذبحة (وجع في الحلق)، ثم مات -رضي الله عنه- في السنة الأولى للهجرة
والرسول ( يبني مسجده، وصلى عليه الرسول ( وصحابته، ودفن بالبقيع، فكان
-رضي الله عنه- أول صحابي من الأنصار يدفن بالبقيع. وقد أوصى أسعد ببناته
إلى رسول الله (، وكن ثلاثًا، فكن في رعاية رسول الله ( وكفالته. [ابن
سعد]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:30 am

الحلقة الرابعة واربعون : أنس بن نضر

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 378431_10150409486432602_292178087601_8485470_366495983_n

الشهيد الصادق
أنس بن النضر
إنه الصحابي أنس بن النضر بن ضمضم الأنصاري، عم أنس بن مالك خادم رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)، وينسب إلى بني النجَّار في المدينة المنورة.

وقد أحب أنس رسوله وظل مدافعًا عنه حتى آخر قطرة دم في جسده ، ولم يعلم
بخروج النبي (صلى الله عليه وسلم) لقتال المشركين في غزوة بدر ، فحزن
حزنًا شديدًا، ونذر نفسه للشهادة في سبيل الله ليعوض ما فاته من يوم عظيم .
وذهب إلى الرسول ( نادمًا أن فاتته غزوة بدر، فقال للنبي (: يا رسول
الله، غبت عن قتال بدر، غبت عن أول قتال قاتلتَ المشركين، لئن أشهدني الله
قتال المشركين ليرين اللهُ ما أصنع، فلما كان يوم أحد، خرج أنس بن النضر
مع المسلمين، وهو يتمنى أن يلقى الله شهيدًا في هذه الغزوة.
وبدأت المعركة وكان النصر حليف المسلمين إلى أن خالف الرماة أمر رسول
الله (، وتحول النصر إلى هزيمة، وفر عدد كبير من المسلمين، ولم يثبت مع
النبي ( سوى نفر قليل، فلما رأى أنس بن النضر
-رضي الله عنه- ذلك المشهد تذكَّر على الفور وعده لله تعالى، وقوله للرسول (: لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع.
فانطلق يشق صفوف المشركين قائلاً: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء
(يعنى أصحابه) وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء (يعنى المشركين)، ثم تقدم شاهرًا
سيفه، فاستقبله سعد بن معاذ -رضي الله عنه- فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة
ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد. وأخذ يقاتل ويضرب بسيفه يمينًا
وشمالاً، حتى سقط شهيدًا على أرض المعركة، وبعد انتهاء القتال حكى سعد بن
معاذ
-رضي الله عنه- للنبي ( ما صنعه أنس بن النضر، وقال: فما استطعت يا رسول الله ما صنع.
وقام الرسول ( وأصحابه ليتفقدوا شهداء أحد، ويتعرفوا عليهم، فوجدوا أنس بن
النضر وبه بضعة وثمانون جرحًا ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم،
وقد مثل به المشركون فلم يعرفه أحد إلا أخته الربيع بنت النضر بعلامة في
أصابعه [البخاري]. وروى أن هذه الآية الكريمة {من المؤمنين رجال صدقوا ما
عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}
[الأحزاب: 23] نزلت في أنس بين النضر ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:30 am

الحلقة الخامسة واربعون : البراء بن مالك

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 391835_10150411363862602_292178087601_8491048_1894522011_n

قاتل المائة
البراء بن مالك
إنه البراء بن مالك بن النضر -رضي الله عنه- أخو أنس بن مالك خادم رسول
الله (، وأحد الأبطال الأقوياء، بايع تحت الشجرة، وشهد أحدًا وما بعدها من
الغزوات مع رسول الله (، عاش حياته مجاهدًا في سبيل الله.
وكانت كل أمانيه أن يموت شهيدًا، وقتل بمفرده مائة رجل في المعارك التي
شارك فيها، فقد دخل عليه أخوه أنس مرة وهو يتغنى بالشعر، فقد منحه الله
صوتًا جميلا، فقال له: يا أخي، تتغنى بالشعر، وقد أبدلك الله به ما هو خير
منه القرآن؟ فقال له: أتخاف عليَّ أن أموت على فراشي، لا والله، ما كان
الله ليحرمني الشهادة في سبيله، وقد قتلت مائة بمفردي سوى من شاركت في
قتله
كان أشْعَث أغْبَرَ ( أي متلبد الشعر أغبر الجسم ) ضئيل الجسم معْروقَ
العظم ( أي مهزول الجسد قليل اللحم ) تَقتَحِمه عينٌ رائية ثمّ تزور عنهُ
ازوِرارا. ( تزور عنه: أي تميل عنه )..
كتب الفاروقُ بشأنه إلى عُمّالِه في الآفاق. ألا يولوه على جيش من جيوش المسلمين، خوفاٌ من أن يُهلكهم بإقدامه.
فى حرب اليمامة
- تبدأ هذه القصة منذ الساعات الأولى لوفاة النبي الكريم والتحاقه بالرفيق
الأعلى، حيث طفِقَت قبائِلُ العربِ تخرُج من دين الله أفواجاً، كما دخلتْ
في هذا الدين أفواجاً، حتى لم يبقى على الإسلام إلا أهلُ مكَّة والمدينة
والطّائف وجماعاتٌ متفرِّقة هنا وهناك ممن ثبّت الله قلوبهم على الإيمان.
صَمَدَ الصِّديق رضي الله عنه لهذه الفتنَةِ المُدمِّرة العمياء، صُمود
الجبالِ الراسيات، وجهَّز من المُهاجرين والأنصار أحد عشر جيشاً، وعقد
لقادة هذه الجيوش أحد عشر لواءً، ودفع بهم إلى جزيرة العرب ليُعيدوا
المرتّدين إلى سبيل الهُدى والحق وليحملوا المنحرفين عن الجادَّة بحد
السيف.
وكان أقوى المُرتدين بأساً، وأكثرهم عدداً، بنو حنيفة أصحاب مسيلمة
الكّذاب.هزم مسيلمة أول جيش خرج إليه من جُيوشِ المُسلمين بقيادَةِ
عِكْرِمَة بن أبي جهْلٍ وردّهُ على أعقابهِ.
فأرسل له الصّديقُ جيشاً ثانياً بقيادة خالد بن الوَليد، حشد فيه وجُوه
الصحابة من المهاجرين والأنصار، وكان في طليعةِ هؤلاء وهؤلاء البراءُ بن
مالك الأنصاري ونَفَرٌ من كُماةِ المُسلمين.
- التقى الجيشان على أرض اليمامة في نجدٍ، فما هُو إلا قليل، حتّى رجحت
كفة مسيلمة وأصحابه، وزُلزلت الأرض تحت أقدام جنود المسلمين، وطفِقوا
يتراجعون عن مواقِفِهِم، حتّى اقتحم أصحاب مُسيلمَةَ فُسْطَاطَ ( الفسطاط:
هي الخيمة الكبيرة ) خالد بن الوليد، واقتلعوه من أُصوله، وكادو يقتُلون
زوجته وأولادَه لولا أن أجارَهُ واحدٌ منهم.عند ذلك شعر المسلمون بالخطر
الدّاهم، وأَدركوا أنّهُم إن يُهزموا أمام مُسيلمة فلن تقوم للإسلام
قائمةٌ بعد اليوم، ولن يُعْبَد الله وَحْدَهُ لا شريكَ له في جزيرة
العَرب.
ودارتْ بينَ الفريقَين رَحَى مَعرَكَةٍ ضَروسٍ ( أي معركة شديدة مهلكه )
لم تعرِف حُروبُ المُسلِمين لها نظِيراً من قبلُ ، وثبتَ قومُ مُسيلمة في
ساحات الوغى ثبات الجبال الراسيات ولم يأبهوا لكثرة ما أصابهُم من القتل.
وأبدى المُسلمون من خَوارِق البُطولات مالو جُمِع لكان مَلْحَمةً من روائع
الملاحم.
ذلك أن خالدا حين رأى وطيس المعركة يحمى ويشتد ، التفت إلى البراء بن مالك وقال: إليهم يافتى الأنصار ...
فالتفت البراء إلى قومه وقال: يامَعشَر الأنصَار لا يُفَكِّرَنَّ أحَدٌ
منك بالرجوعِ إلى المدينة، فلا مدينةَ لكُم بعد اليوم ... وإنّما هو الله
وحده ... ثُم الجنّة ...
ثُمّ حمل على المُشركين وحَملوا معَه وانْبَرى يشُقٌّ الصُفوف ويُعْمِل
السيف في رقابِ أعداء الله حتى زَلزلت أقدامُ مسيلمة وأصحابه ، فلجأوا إلى
الحديقة التي عُرِفت في التاريخ بعد ذلك بإسم حديقة الموت؛ لكثرة من قُتل
فيها في ذلك اليوم.
كانت حديقة الموت هذه رحبة الأرجاء سامِقَة الجُدرانِ ، فأغلق مسيلمةُ
والآلافُ المُؤلّفة من جُنده عليهم أبوابها , وتحصنوا بعالي جدرانها ,
وجعلوا يمطرون المسلمين بنبالهم من داخلها فتتساقط عليهم تساقط المطر.
عند ذلك تقدم مغوار المسلمين الباسل البراء بن مالك وقال:
ياقوم ضعوني على ترس , وارفعوا الترس على الرمح , ثم اقذفوني إلى الحديقة
قريباً من بابها , فإما أن أستشهد , وإما أن أفتح لكم الباب.
وفي لمح البصر جلس البراء بن مالك على ترس , فقد كان ضئيل الجسم نحيله ,
ورفعته عشرات الرماح فألقته في حديقة الموت بين الآلاف المؤلفة من جند
مسيلمة , فنزل عليهم نزول الصّاعقة ، وما زال يجالدلهم أمام باب الحديقة ،
ويُعمل في رقابهم السيف حتى قتل عشرة منهم وفتح الباب، وبه بضعٌ وثمانون
جراحةً من بين رميةٍ بسهْمٍ أو ضربةٍ بسيف ... فتدفق المسلمون على حديقة
الموت، من حيطانها وأبوابِها وأعملوا السيوف في رقاب المُرتدين اللائذين
بجُدرانها، حتّى قتلوا منهم قريباً من عشرين ألفاً ووصلوا إلى مُسيلمَة
فَأَرْدُوْه صريُعا.
حُمِل البراءُ بن مالِك إلى رَحْلِه ليُداوى فيه، وأقام عليه خالد بن
الوليد شهراً يُعالِجه من جراحِه حتّى أذن الله له بالشفَاء، وكتبَ لِجُند
المُسلِمينَ على يديهِ النصر. ظَلَّ البراءُ بن مالك الأنصاريّ يَتُوقُ
إلى الشهادَة التي فاتته يوم حَديقة الموت ...

وطفق يخوضُ المعارك واحدةً تِلوَ أُخرى شوقاً إلى تحقيق أُمنيته الكُبرى
وحنيناً إلى اللَّحاق بنبيه الكريم، حتّى كان يوم فتْح ( تُسْتَر ) (
تُستر: هو اسم مدينة في بلاد فارس ) فقد تحصّن الفُرس في إحدى القِلاع
المُمرّدة ( المُمرّدة أي الملساء المُرتفعة ) فحاصَرَهُم المُسلمون
وأحاطوا بهم إحاطة السوار بالمِعصَم ، فلمّا طال الحِصار واشتدّ البلاء
على الفُرس ، جعلوا يُدَلُّون من فوقِ أسوارِ القَلْعًة سلاسِل من حديد ،
عُلِّقت بِها كَلالِيبُ من فولاذ حُمِيَت بالنَّار حتّى غدت أشَدَّ
توهُجاً من الجَمْر، فكانت تنشب في أجساد المُسلمين وتَعلَقُ بها ،
فُيرفعونهُم إليهم إما موتى وإما على وشك المَوت.

فعَلِق كلابٌ مِنها بأنس بن مالِك أخي البراء بن مالك فما إن رآه البراء
حتى وَثَبَ على جِدارِ الحِصْن ، وأمسَك بالسِلسِلة التي تَحْمِلُ أخَاه
وَجَعَل يُعالِج الكَلاّب ليُخْرِجه من جَسَدِه فأخذت يدَهُ تحُترِق
وتُدخِّن ، فلَم يأبَه حتّى أنقَذ أخاه، وهبَط إلى الأرض حتّى غدت عِظاما
ليس عليها لحمٌ.
وفي هذه المعركة دعا البراءُ بن مالك الأنصاري الله أن يرزُقه الشّهادة؛
فأجاب الله دعائه، حيث خرَّ صريعاً شهيداً مغتَبِطاً بِلقَاءِ الله.
- نضّر الله وجه البراء بن مالِك في الجنة ، وأقَرَّ عينَهُ بصُحبَةِ نبيَّه محمد عليه الصلاة والسلام ، ورضي عنه وأرضاه.
رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك حديث صحيح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:31 am

الحلقة السادسة واربعون :قتادة بن النعمان

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 404818_10150453830487602_292178087601_8652346_2059731380_n
فادي النبي
قتادة بن النعمان
إنه الصحابي الجليل قتادة بن النعمان -رضي الله عنه-، أحد الأنصار الذين
شهدوا بيعة العقبة، وعاهدوا الرسول ( على أن ينصروه ويمنعوه مما يمنعون
منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم، ووفوا له بعهدهم، فرضوان الله عليهم أجمعين.
جاهد قتادة مع الرسول ( جهادًا عظيمًا، وعندما اشتد القتال يوم أحد،
ولاحت في سماء المعركة هزيمة المسلمين؛ انتهز المشركون هذه الفرصة
ليتخلصوا من رسول الله (، خاصة بعد أن انفضّ عنه أكثر أصحابه، ولم يبق معه
إلا قليل، وكان قتادة -رضي الله عنه- واحدًا من أولئك القليل، وكان
الرسول ( قد دفع إليه قوسًا، فأخذها وظل يرمي بها بين يدي رسول الله ( حتى
لم تعد صالحة للرمي؛ فوجد قتادة -رضي الله عنه- نفسه، وليس معه ما يدافع
به عن نبيه (، وهو أحب الناس إليه، فوضع جسده أمام رسول الله ( ليتلقى عنه
السهام المصوبة نحوه.
فأصاب سهم وجهه فسالت منه عين قتادة -رضي الله عنه- على خده، ورأى
الصحابة أن عين قتادة بن النعمان قد أصيبت، فسالت حدقته على وجنته، ورأى
الصحابة ما أصاب أخاهم فأشاروا عليه بقطعها، ولكنه ذهب إلى رسول الله (
وهو يحمل عينه في كفه، فلما رآه رسول الله ( رقَّ له، ودمعت عيناه، وقال:
(اللهم إن قتادة قد وقى وجه نبيك بوجهه، فاجعلها أحسن عينيه وأحدَّهما
نظرًا) [ابن عبد البر]، فاستجاب الله لدعوة نبيه (.
فما أروع التضحية بالنفس الغالية، انتصارًا لدين الله، وإبقاء على حياة رسول الله (، وما أعظم الجزاء من الله -عز وجل-.
وفي ليلة مظلمة من ليالي الشتاء شديدة البرد؛ حيث يقل الساعون إلى المسجد
للصلاة، تحن نفس قتادة -رضي الله عنه- إلى رؤية النبي (، ويقول في نفسه:
لو أتيت رسول الله ( وشهدت معه الصلاة وآنسته بنفسي، فقام وخرج إلى
المسجد؛ فلما دخل برقت السماء (أضاءها البرق) فرآه رسول الله ( فقال: (ما
السُّري يا قتادة؟)، ما هاج عليك (أي ما الذي أخرجك في هذه الليلة). فقال
قتادة -رضي الله عنه-: إن شاهد الصلاة الليلة قليل؛ فأحببت أن أشهدها معك
بأبي أنت وأمي وأؤنسك بنفسي. فقال: (فإذا صليت فأت). قال قتادة: فأتيته؛
فقال: خذ هذا العرجون فتحصَّن به، فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرًا (أي أمامك
وعشرًا خلفك)، ثم قال لي: (فإذا دخلت البيت ورأيت سوادًا في زاوية البيت
فاضربه قبل أن يتكلم فإنه شيطان)، فلما دخلت البيت وجدته كما وصف لي،
فضربته حتى خرج من بيتي. [أحمد].
وكرامة ثالثة يرويها المفسرون أكرم الله بها قتادة -رضي الله عنه-، فقد
كان رفاعة بن زيد -رضي الله عنه- عمًا لقتادة بن النعمان -رضي الله عنه-
وكانت له مشربة (غرفة) يضع فيها طعامه وشرابه، فعمد رجل من المنافقين اسمه
بشر بن أبيرق إلى تلك المشربة فنقبها (أحدث بها فتحة)، وأخذ ما فيها من طعام وسلاح.
فلما أصبحوا جاء قتادة إلى عمه فأخبره بالخبر، فأخذا يتحسسان الأمر ليعلما
من الذي اعتدى على غرفتهما، وأخذ الطعام والسلاح إلى أن تأكد لهما أن
الذي صنع ذلك هو ابن أبيرق، فقال رفاعة لابن أخيه: لو أتيت رسول الله (،
فقلت: يا رسول الله، إن أهل بيت منا أهل جفاء، عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد
فنقبوا شربة له، وأخذوا سلاحه وطعامه، فليردوا علينا سلاحنا، وأما الطعام
فلا حاجة لنا فيه.
ولكن المنافقين من بني أبيرق ومن ناصرهم لا يفقهون، عمدوا إلى رسول الله ( فكذبوا عليه ليضلوه، قالوا: يا رسول الله، إن
قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت من أهل إسلام وصلاح يرمونهم
بالسرقة من غير بينة، وكذبوا، ورسول الله ( بشر لا يعلم من الغيب شيئًا إلا
ما يخبره به ربه.
وجاء قتادة -رضي الله عنه- ليعرف منه الجواب، فلقيه رسول الله ( محتدًا
يقول له: عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة من غير
بينة تثبت، وكانت مفاجأة لقتادة -رضي الله عنه- حين غاب عنه أنه لا يجوز
اتهام الناس من غير بينة ولا دليل. فخشى قتادة أن يكون رسول الله ( قد غضب
عليه، وأخذ يقول في نفسه: لوددت أني خرجت من أهلي ومالي (فُقدت) ولم أكلم
رسول الله (
في ذلك. ويأتيه عمه يسأله: يابن أخي ما صنعت؟ فيخبره بما قال رسول الله
(، فيقول عمه: كما قال نبي الله يعقوب: فصبر جميل والله المستعان.
وينزل القرآن: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك
الله ولا تكن للخائنين خصيمًا. واستغفر الله إن الله كان غفورًا رحيمًا}
[النساء: 105-106]. ويدعو الرسول ( قتادة فيقرؤه عليه، ويأتي بالسلاح
فيدفعه إليه ليرده إلى عمه رفاعة، ففرح قتادة بتأييد الله له، فحمل السلاح
إلى عمه، فينتفض الرجل فرحًا؛ ليس لرجوع سلاحه وعتاده، لكن لمثل ما فرح
به قتادة، ثم يزيد فيقول: يابن أخي هي في سبيل الله. [الترمذي].
وتوفي قتادة -رضي الله عنه- في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فحضر عمر جنازته وصلى عليه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:31 am

الحلقة السابعة واربعون : عثمان بن مظعون

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 39355310150401492657602


سيد المهاجرين
عثمان بن مظعون هو أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب أخو النبي من الرضاعة.
وكان عثمان بن مظعون أحد من حرم الخمر في الجاهلية وقال: لا أشرب شرابًا
يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني ويحملني على أن أنكح كريمتي, فلما حرمت
الخمر أتي وهو بالعوالي. فقيل له: يا عثمان. قد حرمت الخمر. فقال: تبًّا
لها قد كان بصري فيها ثاقب. وفي هذا نظر لأن تحريم الخمر عند أكثرهم بعد
أُحد.
إسلامه:
انطلق عثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الرحمن بن
عوف, وأبو سلمة بن عبد الأسد، وأبو عبيدة بن الجراح، حتى أتوا رسول الله
فعَرَض عليهم الإسلام، وأنبأهم بشرائعه، فأسلموا جميعًا في ساعةٍ واحدةٍ،
وذلك قبل دخول رسول الله دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها, وهاجر الهجرة
الأولى إلى الحبشة في السنة الخامسة للبعثة.
فعندما أشيع إسلام أهل مكة رجع من هاجروا إلى الحبشة ولما قربوا من دخول
مكة علموا أن أهل مكة لم يدخلوا في الإسلام, فرجع منهم من رجع إلى الحبشة
ودخل البعض الآخر مستخفيًا, والبعض دخل في جوار أناس من المشركين ودخل
عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة, ولما رأى عثمان بن مظعون ما فيه
أصحاب رسول الله من البلاء، وهو يروح ويغدو في أمان من الوليد بن المغيرة
قال: والله إن غدوي ورواحي آمنًا في جوار رجل من أهل الشرك, وأصحابي وأهل
ديني يلقون من البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني، لنقص كثير في نفسي.
فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد رددت
إليك جوارك، قال: لم يا ابن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: لا، ولكني
أرضى بجوار الله ولا أريد أن أستجير بغيره, قال: فانطلق إلى المسجد، فاردد
علي جواري علانية كما أجرتك علانية, قال: فانطلق، فخرجا حتى أتيا المسجد
فقال الوليد بن المغيرة: هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري. قال: صدق قد
وجدته وفيًّا كريم الجوار، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله، فقد
رددت عليه جواره. ثم انصرف عثمان
أهم ملامح شخصيته
1- صدق إسلامه وطاعته لرسول الله وأدائه للعبادات ليلاً ونهارًا:
قال سعد بن أبي وقاص: رد رسول الله التبتل على عثمان بن مظعون ولو أذن له
لاختصينا. وكان عابدًا مجتهدًا من فضلاء الصحابة وقد كان هو وعلي بن أبي
طالب وأبو ذر y همّوا أن يختصوا ويتبتلوا, فنهاهم رسول الله عن ذلك. ونزلت
فيهم: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ
فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93].
2- شدة حياء عثمان بن مظعون:
أتى عثمان بن مظعون النبي فقال: يا رسول الله إنّي لا أحبّ أن ترى امرأتي
عورتي, قال رسول الله : "ولِمَ؟", قال: أستحيي من ذلك وأكرهه, قال : "إنّ
الله جعلها لك لباسًا، وجعلك لها لباسًا، وأهلي يرون عورتي، وأنا أرى ذلك
منهم", قال: أنت تفعل ذلك يا رسول الله؟ قال: "نعم", قال: فمن بعدك,
فلمّا أدبر قال رسول الله : "إنّ ابن مظعون لَحَييٌّ سِتّيرٌ"
بعض المواقف من حياته مع الرسول :
يقول أبو بردة: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي فرأينها سيئة
الهيئة، فقلن لها: ما لك؟ فما في قريش أغنى من بعلك! قالت: أما ليله فقائم،
وأما نهاره فصائم، فلقيه النبي فقال: "أما لك بي أسوة". الحديث.قال:
فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس.
وعن حماد بن زيد قال: حدثنا معاوية بن عياش، عن أبي قلابة أن عثمان بن
مظعون قعد يتعبد، فأتاه النبي فقال: "يا عثمان! إن الله لم يبعثني
بالرهبانية وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة".
موقف الوفاة:
يروي خارجة بن زيد، أن أم العلاء -امرأة من الأنصار- بايعتِ النبي ،
أخبرته : أنه اقتُسِمَ المهاجرون قُرعة، فطار لنا عثمان بن مَظْعون،
فأنزلناه في أبياتنا. فَوَجِعَ وجَعَهُ الذي تُوُفِّي منه. فلما توفي
وغُسِّل وكفِّن في أثوابه، دخل رسولُ الله ، فقلت: رحمة الله عليك أبا
السائب، فشهادتي عليك: لقد أكرمك الله. فقال النبي : "وما يدريك أن الله
أكرمَهُ؟", فقلت: بأبي أنت وأُمِّي يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال:
"أمّا هو فقد جاءه اليقين. والله إِني لأرجو له الخير. والله ما أدري
-وأنا رسول الله- ما يُفعَلُ بي؟", قالت: فوالله لا أُزَكِّي أحدًا بعده
أبدًا يا رسول الله.
زاد في رواية قالت: "وأُرِيتُ لعثمان في النوم عَينًا تجري، فجئتُ رسول الله ، فذكرت ذلك له. فقال : "ذلك عمله".
وعن عائشة أن رسول الله قبل عثمان بن مظعون وهو ميت، ودموعه تسيل على خد
عثمان بن مظعون.وعن أبي النضر قال: لما مر بجنازة عثمان بن مظعون قال رسول
الله: "ذهبت ولم تلبس منها بشيء".
وتوفي في شعبان سنة ثلاث هجريه
كان أول من مات بالمدينة من المهاجرين. وأول من دفن بالبقيع. قال الرسول
فيه: رحمك الله يا عثمان ما اصبت من الدنيا ولا اصابت منك شيئا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:32 am

الحلقة الثامنة واربعون: سهيل بن عمرو

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 39355310150401492657602
خطيب قريش
سهيل بن عمرو
إنه الصحابي الجليل سهيل بن عمرو -رضي الله عنه-، بن عبد شمس بن عبد ود
بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي ، المكنى بـ
أبي يزيد، من اشراف قريش وأفصحهم، أمه حبي بنت قيس بن ضبيس بن ثعلبة بن
حيان بن غنم بن مليح بن عمرو الخزاعية‏.‏ يكنى أبا يزيد‏.‏ ،
وكان خطيبًا مفوهًا، يخطب في أهل مكة؛ ليحرضهم على عداوة النبي (
وأصحابه، وحارب سهيل في صفوف الشرك في غزوة بدر الكبرى، وهو الذي قال: لقد
رأيت يوم بدر رجالا بيضًا على خيل بلق (أي بها سواد وبياض)، بين السماء
والأرض، معلمين، يقاتلون، ويأسرون، يقصد الملائكة التي أنزلها الله لتقاتل
مع المسلمين مشركي قريش.
وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين في غزوة بدر كافراً، فقال عمر بن
الخطاب لرسول الله : "يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا
يقوم عليك خطيبا بعد اليوم " فأجابه رسول الله: "لا أمثل بأحد، فيمثل الله
بي، وإن كنت نبيا " ثم أدنى عمر منه وقال :" يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا
موقفاً يسرك " ,قال الزيلعي في نصب الراية بخصوص هذا الاثر انه "مرسل",
وقال ابن كثير في البداية والنهاية "مرسل بل معضل",وجاء ذلك اليوم عندما
أراد أهل مكة الردة بعد وفاة الرسول فوقف فيهم سهيل خطيباً فثبتهم ,وكان
الذي أسره يوم بدر مالك بن الدخشم‏.‏ وأسلم سهيل يوم الفتح‏.‏
وظل سهيل بن عمرو على عناده وكفره حتى خرج النبي ( وأصحابه قاصدين الحج
إلى بيت الله الحرام، وعندما علمت قريش انتدبت بعض رجالها ليفاوضوا النبي (
وكان آخرهم سهيل بن عمرو، وتم صلح الحديبية الذي كان فيه سهيل بن عمرو
نائبًا وخطيبًا عن قريش، فلما رآه رسول الله ( قال للمسلمين: (قد سهل لكم
من أمركم) [البخاري].
وقال سهيل للنبي (: هات اكتب بيننا وبينكم كتابًا. فنادى رسول الله ( علي
بن أبي طالب وقال له اكتب: (بسم الله الرحمن الرحيم) فقال سهيل: أما
الرحمن، فوالله ما أدرى ما هي ولكن اكتب: باسمك اللهم، كما كنت تكتب. فقال
المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم. فقال النبي (:
(اكتب باسمك اللهم)، فكتبها عليُّ، ثم قال رسول الله (: (اكتب: هذا ما قاض
عليه محمد رسول الله) فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما
صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله، فقال رسول
الله (: (والله إني لرسول الله وإن كذبتموني)، وقال للكاتب: (اكتب محمد بن
عبد الله) [البخاري].

وروى أنه لما فتح رسول الله ( مكة دخل سهيل داره وأغلق عليه بابه، ثم
أرسل ابنه عبد الله بن سهيل -وكان مسلمًا- إلى النبي ( يطلب منه الأمان
لأبيه، فذهب عبد الله إلى النبي ( وقال له: يا رسول الله: أبي تؤمنه؟ فقال
رسول الله (: (نعم هو آمن بأمان الله، فليظهر)، ثم قال النبي ( لمن حوله
من المسلمين: (من لقى منكم سهيلا فلا يشدُّ إليه النظر، فليخرج، فلعمري إن
سهيلا له عقل وشرف، وما مثل سهيل جهل الإسلام) [ابن عساكر].

ففرح بذلك عبد الله وأسرع عائدًا إلى أبيه يخبره بما قاله رسول الله (
فسرَّ سهيل بما سمع، وقال: كان والله برًّا صغيرًا وكبيرًا (يقصد النبي ،
ثم خرج من بيته يغدو ويروح لا يتعرض له أحد. وخرج سهيل مع رسول الله (
والمسلمين إلى حنين وهو مازال على شركه، واشترك معهم في القتال، وانتصر
المسلمون، فلما عاد المسلمون أعلن إسلامه، فسعد بذلك الرسول ( والمسلمون،
وأعطاه من غنائم حنين مائة من الإبل.

وقد حسن إسلامه، وأصبح كثير العبادة، وأصبح محبًا لله ورسوله، ومكث بمكة
يقيم فيها شعائر ربه، ويرفع فيها راية الإسلام خفاقة عالية، حتى إذا جاء
نبأ وفاة النبي ( هاج المسلمون في مكة، وهم بعضهم أن يرتد عن الإسلام،
فتدارك سهيل بن عمرو الموقف، ووقف خطيبًا في أهل مكة، فتلا قوله تعالى:
{وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي
أعقابكم ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئًا وسيجزي الله الشاكرين}
[آل عمران: 144]. ثم قال: من كان يعبد محمدًا، فإن محمدًا قد مات، ومن كان
يعبد الله فإن الله حي لا يموت، والله إني أعلم أن هذا الدين سيمتد
امتداد الشمس من طلوعها إلى غروبها، فلا يغرنكم هذا من أنفسكم، إن موت
النبي ( حق، والله موجود حيٌّ لا يموت، والإسلام باقٍ ما بقِيَت السماء
والأرض. فعاد أهل مكة إلى صوابهم، وتمسكوا بإسلامهم.
وتحققت نبوءة النبي ( حين قال له عمر عن سهيل حين أسر في غزوة بدر: دعني
أنزع ثنتيه، فلا يقوم علينا خطيبًا، فقال (: (دعها فلعلها أن تسرك يومًا)
[البيهقي في الدلائل].
يكن أحد من كبراء قريش الذين تأخر إسلامهم فأسلموا يوم الفتح، أكثر صلاة
ولا صوماً ولا صدقة، ولا أقبل على ما يعينه من أمر الآخرة، من سهيل بن
عمرو، حتى إنه كان قد شحب وتغير لونه، وكان كثير البكاء، رقيقاً عند قراءة
القرآن، لقد رؤي يختلف إلى معاذ بن جبل يقرئه القرآن وهو يبكي، حتى خرج
معاذ من مكة، فقال له ضرار بن الأزور‏:‏ يا أبا يزيد، تختلف إلى هذا
الخزرجي يقرئك القرآن‏!‏ ألا يكون اختلافك إلى رجل من قومك‏؟‏ فقال‏:‏ يا
ضرار، هذا الذي صنع بنا ما صنع حتى سبقنا كل السبق، لعمري أختلف، لقد وضع
الإسلام أمر الجاهلية، ورفع الله أقواماً بالإسلام كانوا في الجاهلية لا
يذكرون، فليتنا كنا مع أولئك فتقدمنا، وإني لأذكر ما قسم الله لي في تقدم
أهل بيتي الرجال والنساء، ومولاي عمير بن عوف فأسر به، وأحمد الله عليه،
وأرجو أن يكون الله نفعني بدعائهم ألا أكون هلكت على ما مات عليه نظرائي
وقتلوا، فقد شهدت مواطن كلها أنا فيها معاند للحق، يوم بدر، ويوم أحد،
ويوم الخندق، وأنا وليت أمر الكتاب يوم الحديبية يا ضرار، إني لأذكر
مراجعتي رسول الله يومئذ، وما كنت ألظ به من الباطل، فأستحي من رسول الله
وأنا بمكة، وهو يومئذ بالمدينة، ثم قتل ابني عبد الله يوم اليمامة شهيداً،
فعزاني به أبو بكر، وقال‏:‏ قال رسول الله ‏:‏ ‏"‏إن الشهيد ليشفع لسبعين
من أهل بيته‏"‏، فأنا أرجو أن أكون أول من يشفع له‏"‏‏
وذات يوم أذن عمر بن الخطاب لأهل بدر في الدخول عليه، فأذن لبلال وعمار،
بينما لم يأذن لمن حضر من سادة قريش، فكره أبو سفيان ذلك، وقال غاضبًا: ما
رأيت كاليوم قط، إنه يأذن لهؤلاء العبيد، ونحن جلوس لا يلتفت إلينا ولا
يأذن لنا، فقال سهيل: أيها القوم، إني والله قد أرى الذي في وجوهكم، فإن
كنتم غضابًا فاغضبوا على أنفسكم، فقد دعي القوم (يقصد البدريين) ودعيتم إلى
الإسلام، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل فيما يرون
أشد عليكم فوتًا من بابكم هذا الذي تنافسون عليه.
وكان سهيل -رضي الله عنه- شجاعًا، محبًّا للجهاد في سبيل الله، وكان
يقول: والله لا أدع موقفًا وقفته مع المشركين إلا وقفت مع المسلمين مثله،
ولا نفقة أنفقتها مع المشركين إلا أنفقت على المسلمين مثلها، لعل أمري أن
يتلو بعضه بعضًا.
وقد دخل سهيل على أمير المؤمنين عمر يسأله عن أمر يستدرك به ما فاته وما
سبقه به إخوانه المسلمون، فأشار عليه عمر بالجهاد في سبيل الله على حدود
الروم، فلم يتوان سهيل عن ذلك، وعزم على أن يقضى باقي عمره مجاهدًا لله
ورسوله، ووقف سهيل يخطب في أشراف مكة، ويحثهم على الجهاد في سبيل الله،
فقال لهم: والله إني لمرابط في سبيل الله حتى أموت ولن أرجع إلى مكة. وخرج
سهيل بأهله إلى الشام، وظل مجاهدًا في سبيل الله عز وجل، حتى رزقه الله
بالشهادة في معركة اليرموك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:32 am

الحلقة التاسعة واربعون : أبو سفيان صخر بن حرب
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 90533881


صاحب البيت الأموي
أبو سفيان بن حرب
إنه أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف (وأبو حنظلة)
-رضي الله عنه-، والد أم حبيبة زوجة النبي (، ووالد أمير المؤمنين معاوية
-رضي الله عنه-، وواحد من أشراف العرب وسادتهم وحكمائهم، وكان يكبر النبي
( بعشر سنين،
أبو سفيان بن حرب كان قائدا للقافلة التي حاول المسلمين قطع الطريق عليها
والاستيلاء عليها والتي أدت لموقعة بدر ولما استطاع أبوسفيان بخبرته من
سلوك طريق آخر وصل منه سالما لمكة بالقافلة سليمه دون أن يستولى عليها
المسلمين فرأى أنه لا داعي من الحرب طالما أن القافلة عادت سليمه إلا أن
عمرو بن هشام أصر على حرب المسلمين وخرج جيش من مكة لمحاربة المسلمين في
موقعة بدر
أسلم يوم الفتح، وشهد مع النبي ( غزوة حنين، وأعطاه ( من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية،
فقال للرسول (: والله إنك لكريم، فداك أبي وأمي، والله لقد حاربتك فنعم
المحارب كنت، ولقد سالمتك فنعم المسالم أنت، جزاك الله خيرًا.
وروى ابن عباس قصة إسلامه؛ فقال: لما أتى به العباسُ يوم الفتح إلى رسول
الله (، وطلب منه أن يأمنه، قال له الرسول (: (ويحك يا أبا سفيان ألم يأن
لك أن تعلم أن لا إله إلا الله)، فقال بأبي أنت وأمي، ما أوصلك وأحلمك
وأكرمك، والله لقد ظننت أنه لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عني شيئًا
بعد، فقال: (ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله)، فقال:
بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، أما هذه والله فإن في النفس منها
حتى الآن شيئًا.
فقال له العباس: ويحك، أسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول
الله قبل أن تضرب عنقك، فشهد وأسلم، فقال العباس: يا رسول الله، إن أبا
سفيان رجل يحب الفخر والذكر، فأكرمه الرسول ( بكرامة عظيمة، وقال: (من دخل
دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل الكعبة فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو
آمن، ومن أغلق بابه على نفسه فهو آمن) [ابن إسحاق].
وفي يوم الطائف أصيبت عينه، فأتى النبي ( وقال: هذه عيني أصيبت في سبيل
الله، فقال له النبي (: (إن شئت دعوت فردت عليك، وإن شئت فالجنة)، فقال
أبو سفيان: الجنة. [ابن عبد البر].
وقاتل أبو سفيان يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد، وسمعه أحد الصحابة وهو
يقول: يا نصر الله اقترب، ثم وقف خطيبًا في الناس ويقول: أيها الناس الله
الله إنكم ذادة (سادة) العرب وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم وأنصار
الشرك، اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك.
وكان أبو سفيان صادقًا حتى مع خصومه، فلم تمنعه خصومته للنبي ( قبل إسلامه من قول الصدق أمام هرقل وهو يسأله عن محمد
أسرته

تزوج صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشية، وأنجب منها:


1- حنظلة: قُتل كافراً يوم بدر، ولا عقب به.


2- رملة الكبرى: ( ام حبيبة ) صحابية جليلة أم المؤمنين أسلمت قديماً
وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي وأنجبت منه ابنة اسمها
حبيبة. وبعد موت عبيد الله تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت لا
تزال في الحبشة، وبنى بها عام 8هـ عند عودة المسلمين من الحبشة.


3- أميمة: صحابية جليلة تزوجها أبو سفيان بن حويطب بن عبد العزى القرشي
العامري، ثم تزوجها عبد الرحمن بن صفوان بن أمية القرشي الجُمَحي.


وتزوج زينب بنت نوفل بن خلف بن فوالة الكنانية، وأنجب منها:


4- يزيد: صحابي جليل من قادة فتوح الشام، مات بطاعون عمواس ولا عقب له.


وتزوج هند بنت عتبة بنت ربيعة بن عبد شمس القرشية وأنجب منها:


5- معاوية: صحابي ووالي الشام ومؤسس الدولة الأموية واول خليفة لدولة بني
أمية . ولدَ: يزيد (الخليفة الثاني للدلة الأموية) - عبد الله - هند -
عائشة - رملة - أمة رب المشارق.


6- عتبة: تابعي جليل ولاه معاوية بن أبي سفيان مصر. ولدَ: الوليد - عبد الله - يعلى - معاوية - فاختة.


7- جويرية: صحابية جليلة تزوجها السائب بن أبي حبيش بن المطلب القرشي
الأسدي ثم خلف عليها عند بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس القرشي
العبلي (والعبلي نسبةً للعبلات وهم: ذرية أمية الأصغر وعبد أمية ونوفل بني
عبد شمس بن عبد مناف، وهي أمهم عبلة بنت عبيد بن جاذل التميمة).


8- أم الحكم: صحابية جليلة تزوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله الثقفي.


وتزوج عاتكة بنت أبي أزيهر بن أنيس بن الخيسق الدوسي الأزدية، وأنجب منها:


9- محمد: تابعي جليل. ولدَ: عثمان.


10- عنبسة: تابعي جليل ولاه أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان الطائف. ولدَ: عثمان - أبان - أم كلثوم - عاتكة.


وتزوج صفية بنت أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس القرشية، وأنجب منها:


11- عمرو: أسره الصحابة يوم بدر، ولا عقب له.


12- صخرة: تابعية جليلة تزوجها الأخنس بن شريق بن عمرو الثقفي.


13- هند: تابعية جليلة تزوجها الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي.


وتزوج لبابة بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي، وأنجب منها:


14- ميمونة: تابعية جليلة تزوجها أبو مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وهي
جدة علي الأكبر بن الحسين بن علي بن أبي طالب لأمه رضي الله عنهم.


وتزوج امرأة من بني الحارث بن عبد مناف بن كنانة، وأنجب منها:


15- رملة الصغرى: تابعية جليلة تزوجها سعيد بن عثمان بن عفان القرشي.


(. ومات -رضي الله عنه- في خلافة عثمان بن عفان.سنة 32 هـ،

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:32 am

الحــــــــــلقة الخـــمسون : ابو طلحة الانصارى


قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 69857837


صاحب المال الرابح
أبو طلحة الأنصاري
إنه أبو طلحة زيد بن سهل الخزرجي الأنصاري -رضي الله عنه-، أحد النقباء الاثني عشر الذين حضروا بيعة العقبة
عَرف زيدُ بن سهلٍ النجَّاريُّ المُكنى بأبي طلحة، أنَّ الرميصاءَ بنتَ
مِلحان النجاريَّة المُكناة بأم سليمٍ قد غدتْ أيماً ( أصبحت بلا زوج ) بعد
أن توفيَ زوجها؛ فاستطار فرحاً ( كاد يطير من شدة الفرح ) لهذا
الخبر.فعزم على أن يُبادرَ إلى خطبتها قبل أن يسبقه إليها أحدٌ ممن
يَطمحون إلى أمثالها من النساء.وكان أبو طلحة على ثقةٍ من أن أمَّ سليمٍ
لن تُؤثر ( لن تفضل ) عليه أحدا من طالبيها...
مضى أبو طلحة إلى بيت أم سليم...وفيما هو في بعض طريقه تذكر أن أم سليمٍ
قد سمعت من كلام هذا الداعية المكي مصعب بن عُمير، فآمنت بمحمد واتبعت
دينه.
بلغ أبو طلحة منزل أم سليمٍ، واستأذن عليها، فأذنت له، وكان ابنها أنسٌ
حاضرا، فعرض نفسه عليها....فقالت: إن مثلك يا أبا طلحة لا يرد، لكني لن
أتزوجك فأنت رجلٌ كافر...
فظن أبو طلحة أن أم سليم تتعلل ( تتصنع له العلل والحجج ) عليه بذلك،
وأنها قد آثرت عليه رجلاً آخر أكثر منه مالاً وأعز ( أعز قبيلة ) نفراً.
فقال لها: والله ما هذا الذي يمنعك مني يا أمّ سليم.
قالت: وما الذي يمنعني إذن ؟!
قال: الأصفر والأبيض... الذهب والفضة...
قالت: الذهب والفضة؟!
قال: نعم.
قالت: بل إني أشهدك يا أبا طلحة وأشهد الله ورسوله أنك إن أسلمت رضيت بك زوجاً من غير ذهب ولا فضة، وجعلت إسلامك مهراً...
فما إن سمع أبو طلحة كلام أم سليم حتى انصرف ذهنه إلى صنمه الذي اتخذه (
صنعه ) من نفيس الخشب، وخصَّ به نفسه كما كان يفعل السادة من قومه.
لكن أم سليم أرادت أن تطرق الحديد وهو ما زال حامياً ( أرادت ألا تضيع
الفرصة ) فأتبعت تقول: ألست تعلم يا أبا طلحة أن إلهك الذي تعبده من دون
الله قد نبت من الأرض؟!
فقال: بلى.
قالت: أفلا تشعر بالخجل وأنت تعبد جذع شجرةٍ جعلت بعضه لك إلهاً بينما
جعل غيرك بعضه الآخر وقوداً يصطلي ( يستدفئ بناره ) بناره أو يخبز عليه
عجينه...
إنك إن أسلمت ( يا أبا طلحة ) رضيت بك زوجاً ولا أريد منك صداقاً ( مهراً ) غير الإسلام.
قال: ومن لي بالإسلام؟
قالت: أنا لك به.
قال: وكيف؟
قالت: تنطق بكلمة الحق فتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ثم تمضي إلى بيتك فتحطم صنمك ثم ترمي به.
فانطلقت أسارير أبي طلحة ( ظهر البشر والسرور على وجهه ) وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
ثم تزوج من أم سليمٍ.....
* * *
وشاء الله ان يرزق أبو طلحة بولد من أم سليم، وشاء الله ان يمتحنهما بهذا
الولد، فمرض الولد مرضا شديدا ومات بين يدي امه وابو طلحة غائب، فلما عاد
استقبلته زوجته أم سليم احسن استقبال، وقربت اليه عشاءه فأكل وشرب ثم اصاب
منها ما يصيب الزوج من زوجته. ثم قالت له: يا أبا طلحة أرأيت لو ان قوما
اعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم، ألهم ان يمنعوهم؟ قال: لا. قالت:
فاحتسب ابنك. فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم اخبرتني بابني، فانطلق
وشكاها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: (بارك
الله لكما في غابر ليلتكما). فحملت ثم ولدت غلاما فأرسلته إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فحنكه ودعا له وسماه عبد الله. ثم رزقهما الله بتسعة من
الأولاد كلهم قد حفظوا القرآن.

أحَبَّ أبو طلحة رسولَ الله صلوات الله عليه حباً خالط شِغافَ قلبه وجرَى
مَجرى الدّم من عروقه، فكان لا يشبعُ من النظرِ إليه، ولا يَرتوي من
الاستماعِ إلى عذب حديثه.

فلما كان يومُ أحدٍ انكشفَ المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فَنفذ إليه المشركون من كلِّ جانب، فكسروا رباعيّته ( سنه التي بين
الثنيِّة والناب ) وشجُّوا جبينه، وجرحوا شفته، وأسالوا الدّم على
وجهه....عند ذلك لم يَثبتْ مع رسول الله غيرُ نفرٍ قليلٍ في طليعتهم أبو
طلحة.
انتصبَ أبو طلحة أمامَ رسول الله صلوات الله عليه كالطود الراسخِ ثم
وَترَ أبو طلحة قوسَه ( شد قوسه ) التي لا تفلُّ ( لا تهزم )، وركبَ عليها
سهامَه التي لا تخطئ، وجعل يذود بها ( يدافع بها ) عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم. ويرمي جنودَ المشرِكين واحداً إثر واحدٍ.
ومازالَ أبو طلحة يُنافح ( يدافع ) عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى
كَسرَ ثلاث أقواسٍ، وقتل ما شاء الله أن يَقتلَ من جنود المشركين.
وكان أبو طلحة أكثر الأنصار مالاً، وكان أحب أمواله إليه (بيرحاء) وهى
أرض بها نخيل، وكانت أمام المسجد، فكان النبي ( يدخلها ويشرب من ماء فيها
طيب، فلما نزل قوله تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل
عمران: 92]، ذهب إلى النبي ( وقال له: إن أحب أموالي إليَّ بيرحاء، وإنها
صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال (:
(بخٍ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن
تجعلها في الأقربين)، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه [متفق عليه].
وكان أبو طلحة كثير الصيام، وكان حريصًا على الجهاد رغم كبر سنه؛ لقوله
تعالى: {انفروا خفافًا وثقالا}، فكان يقول لأبنائه: لا أرى ربنا إلا
يستنفرنا شبابا وشيوخًا، يا بني جهزوني، فإني خارج معكم إلى الغزو، فيقول
أبناؤه: يرحمك الله يا أبانا، قد غزوت مع الرسول ( حتى مات، وغزوت مع أبي
بكر حتى مات، وغزوت مع عمر حتى مات، فدعنا نغزو عنك، ولكنه صمم على رأيه،
ولبس ثياب الحرب، وخرج معهم، ومات أثناء غزوة في البحر، ولم يجد الصحابة
جزيرة قريبة ليدفنوه فيها إلا بعد سبعة أيام، ولم تتغير رائحة جسده.
[ابن سعد]. وكان موته -رضي الله عنه- سنة (20 هـ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:33 am

الحلقة واحد وخمسون : الطفيل بن عمر الدوسى
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 38911141

ذو النور
الطفيل بن عمرو
إنه الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه-
نسب الطفيل الشريف
هو الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن
دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن
نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن
يعرب بن قحطان بن النبي هود عليه السلام بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح
بن لمك بن متوشلخ بن ادريس عليه السلام بن يرد بن مهلائيل بن قينين (قينان)
بن انوش بن شييث بن آدم عليه السلام أبو البشر .
أبنائه
الصحابي الجليل الحارث بن الطفيل بن عمرو الدوسي
الصحابي الجليل ذابل بن الطفيل بن عمرو الدوسي
الصحابي الجليل عمرو بن الطفيل بن عمرو الدوسي
كان سيدًا من سادة العرب وسيد قبيلة دوس في الجاهلية وشريف من أشراف العرب
المرموقين وواحدًا من أصحاب المروءات المعدودين، يطعم الجائع ويؤمن
الخائف وويجير المستجير، وهو إلى ذلك أديب أريب لبيب وشاعر مرهف الحس رقيق
الشعور، بصير بحلو البيان ومره حيث تفعل فيه الكلمة فعل الساحر .وكان
شاعرًا لبيبًا، كثير الترحال والسفر، وكان لمكة من ترحاله نصيب، وقد قدمها
مرة بعدما بعث رسول الله (، فحذره أهل مكة من أن يسمع له أو يجالسه.
ففكر الطفيل ألا يدخل المسجد البتة، ولكنه دخل وقد وضع في أذنه قطنًا،
حتى لا يسمع ما يقول الرسول (، ثم حدَّث نفسه أن يسمع، فإن كان ما يقوله
خيرًا أخذه عنه، وإن كان شرًّا لم ينصت إليه.
وقف الطفيل عند رسول الله ( وهو يقرأ القرآن، فإذا به يسمع كلامًا ليس
كسائر الكلام، إنه شيء معجز، لا يستطيع أحد من البشر أن يأتي بمثله، ولا
يملك من يسمعه بعقل سليم إلا أن يؤمن به.
فأقبل على رسول الله ( يقول: قد أبى الله إلا أن يسمعني منك ما تقول، وقد وقع في نفسي أنه حق، فاعرض عليَّ دينك، وما تأمر به وما
تنهى عنه. فعرض عليه رسول الله ( الإسلام فقبله وحسن إسلامه.
ثم طلب الطفيل -رضي الله عنه- من رسول الله ( أن يرسله إلى قبيلته دوس؛
ليدعوهم إلى الإسلام، وأن يدعو الله سبحانه أن يؤيده بآية من عنده، فقال (:
(اللهم نَوِّر له). [ابن عبدالبر]. فسطع نور بين عينيه، فقال: يا رب،
أخاف أن يقولوا إنه مُثعلَة (شناعة أو عيب)، فتحول إلى طرف سوطه، فكان
يضيء في الليلة المظلمة. [ابن هشام].
وقدم الطفيل إلى عشيرته، ودعاهم إلى الله، فلم يسلم معه إلا قليل، فرجع
الطفيل إلى رسول الله ( يخبره بعصيان قومه له، وأشار على الرسول ( أن يدعو
عليهم فيهلكوا، ولكن الرسول ( صاحب القلب الرحيم رفع يديه إلى السماء
وقال (اللهم اهدِ دوسًا وائت بهم) [متفق عليه].
ثم أمره الرسول ( أن يرجع إلى قومه ويدعوهم ويرفق بهم، فعلم الطفيل -رضي
الله عنه- أن طريقته في الدعوة هي التي صرفت قلوب الناس عنه، فعاد الطفيل
إلى أهله يدعوهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وصبر عليهم حتى لانت
قلوبهم، وأقبلوا على الله -عز وجل- ودخلوا جميعًا في الإسلام، وكان من
ثمرات هذه القبيلة أبو هريرة -رضي الله عنه-.
وقدمت قبيلة دوس جميعًا على رسول الله ( في عام فتح خيبر. وظل الطفيل
-رضي الله عنه- إلى جوار رسول الله (، فشهد معه غزواته بعد خيبر، وكان معه
حين فتحت مكة، وأرسله رسول الله ( بعد الفتح إلى صنم كبير في بيت عمر بن
حممة كان يعبده المشركون ويسمونه ذا الكفين، فذهب إليه الطفيل وحرقه، وهو
يقول:
يَاَذا الكَفَّيْنِ لَسْتُ مِنْ عُبَّادِكَا
مِيلادُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِلادِكَـــا
إِنِّي حَشَوْتُ النَّارَ في فُؤَادِكَـا
وتوفي رسول الله ( وهو راضٍ عن الطفيل بن عمرو، وفي عهد الخليفة الأول أبي
بكر -رضي الله عنه- كان الطفيل علمًا من أعلام المجاهدين، الذين تصدوا
للمرتدين وجاهدوهم ، وكان الطفيل في طريقه مع جيش المسلمين إلى قتال مسيلمة
الكذاب قد رأى رؤيا عجيبة، يقول فيها: رأيت كأن رأسي حُلق، وخرج من فمي
طائر، وكأن امرأة أدخلتني في فرجها، وكان ابني يطلبني طلبًا حثيثًا، فحيل
بيني وبينه، فحدثت بها قومي، فقالوا: خيرًا.
فقلت: أما أنا، فقد أوَّلتها: أما حلق رأسي فقطعه، وأما الطائر فروحي،
والمرأة الأرض أدفن فيها، فقد رُوِّعت أن أقتل شهيدًا، وأما طلب ابني
إياي، فما أراه إلا سيعذر في طلب الشهادة، ولا أراه يلحق في سفره هذا.
فقتل الطفيل -رضي الله عنه- يوم اليمامة شهيدًا، وجرح ابنه، ثم قتل يوم
اليرموك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:33 am

الحلقة الثانية وخمسون : عبادة بن الصامت
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 80230497

رجل بألف رجل
عبادة بن الصامت - نقيب في حزب الله
عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ بن قيس بن أصرم بن فهر بن غنم بن عوف بن عمرو
بن عوف بن الخزرجي الأنصاري. كنيتة أبو الوليد. روي حوالي مائة وواحد
وثمانون حديث. زوجته هي أم حرام بنت ملحان التي توفيت في قبرص وضريحها
بالقرب من مسجد لارنكا الكبير.
شهد بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان نقيباً علي قوافل بني عوف بن
الخزرج، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي مرثد الغنوي،
وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على بعض الصدقات.
قال محمد بن كعب القرظي: جمع القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
خمسةٌ من الأنصار: معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبي بن كعب، وأبو أيوب
الأنصاري، وأبو الدرداء.
وكان عبادة يعلم أهل الصفة القرآن، ولما فتح المسلمون الشام أرسله عمر بن
الخطاب. وأرسل معه معاذ بن جبل وأبا الدرداء، وأقام عبادة ب حمص، وأقام
أبو الدرداء ب دمشق، ومضى معاذ إلى فلسطين، قال الأوزاعي: أول من ولي قضاء
فلسطين عبادة بن الصامت. وقد خالف معاوية في عهد الخليفة عثمان بن عفان
عندما ذهب إلى الشام.
عن عبادة بن الصامت، وكان أحد نقباء الأنصار: بايع رسول الله صلى الله
عليه وسلم على أن لا يخاف في الله لومة لائم، فقام في الشام خطيباً فقال:
يأيها الناس، إنكم قد أحدثتم بيوعاً، لا أدري ما هي? ألا إن الفضة بالفضة
وزناً بوزن، تبرها وعينها، والذهب بالذهب وزناً بوزن، تبره وعينه، ألا ولا
بأس ببيع الذهب بالفضة يداً بيد، والفضة أكثرها، ولا يصلح نسيئة، ألا وإن
الحنطة بالحنطة مدياً بمدي، والشعير بالشعير مدياً بمدي، ألا ولا بأس
ببيع الحنطة بالشعير، والشعير أكثرهما، يداً بيد، ولا يصلح نسيئة، والتمر
بالتمر مدياً بمدي، والملح بالملح مديٌ بمدي، فمن زاد أو ازداد فقد أربى.

حين أراد عمر بن الخطاب أن يصف عبادة بن الصامت قال: “رجل يعد في الرجال
بألف رجل، قال عنه ابن الخطاب هذه العبارة حين أرسله مدداً لعمرو بن العاص
في فتح مصر، إذ كان طويلا فارع الطول، أسمر البشرة

كان عبادة بن الصامت وهو في الشام يرنو ببصره .. الى المدينة المنورة
عاصمة فيرى فيها عمر ابن الخطاب..رجل لم يخلق من طرازه سواه..!!ثم يرتد
بصره الى حيث يقيم، في فلسطين.. فيرى معاوية بن أبي سفيان..رجل يحب
الدنيا، ويعشق السلطان...وعبادة من الرعيل الأول الذي عاش خير حياته
وأعظمها وأثراها مع الرسول الكريم.. ا
فاذا مضى عبادة يقيس تصرّفات معاوية بهذا المقياس، فستكون الشقة بين الاثنين واسعة، وسيكون الصراع محتوما.. وقد كان..!!
يقول عبادة رضي الله عنه:
" بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا نخاف في الله لومة لائم"..
وعبادة خير من يفي بالبيعة. واذن فهو لن يخشى معاوية بكا سلطانه، وسيقف
بالمرصاد لكل أخطائه..ولقد شهد أهل فلسطين يومئذ عجبا.. وترامت أنباء
المعارضة الجسورة التي يشنّها عبادة على معاوية الى أقطار كثيرة من بلاد
الاسلام فكانت قدوة ونبراسا..
ورأى عبادة من جانبه أن مسافة الخلف بينه وبين معاوية تزداد وتتسع، فقال
لمعاوية:" والله لا أساكنك أرضا واحدة أبدا".. وغادر فلسطين الى المدينة..
كان أمير المؤمنين عمر، عظيم الفطنة، بعيد النظر.. وكان حريصا على ألا
يدع أمثال معاوية من الولاة الذين يعتمدون على ذكائهم ويستعملونه بغير
حساب دون أن يحيطهم بنفر من الصحابة الورعين الزاهدين والنصحاء المخلصين،
كي يكبحوا جماح الطموح والرغبة لدى أولئك الولاة، وكي يكونوا لهم وللناس
تذكرة دائمة بأيام الرسول وعهده..
من أجل هذا لم يكد أمير المؤمنين يبصر عبادة بن الصامت وقد عاد الى
المدينة حتى ساله:" ما الذي جاء بك يا عبادة"...؟؟ ولما قصّ عليه ما كان
بينه وبين معاوية قال له عمر:
" ارجع الى مكانك، فقبّح الله أرضا ليس فيها مثلك..!!
ثم أرسل عمر الى معاوية كتابا يقول فيه:
" لا امرة لك على عبادة"..!!
أجل ان عبادة أمير نفسه..
قال: كان عبادة بن الصامت مع معاوِية، فأذن يوماً، فقام خطيب يمدح
معاوِية، ويثني عليه، فقام عبادة بتراب في يده، فحشاه في فمِ الخطيب، فغضب
معاوِية.
فقال له عبادة: إِنك لم تكن معنا حين بايعنا رسول الله -صلى اللهُ عليه
وسلم- بالعقبة على السمع والطاعة في منشطنا، ومكرهنا، ومكسلنا، وأثرة
علينا، وألا ننازِع الأمر أهله، وأن نقوم بالحقِ حيث كنا، لا نخاف في الله
لومة لائمٍ، وقال رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم- (إِذا رأَيتم
المداحين، فاحثوا في أفواههِم التراب).
كتب معاوِية إِلى عثمان: إن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام وأهله، فإِما أَن تكفه إِليك، وإِما أن أخلِّي بينه وبين الشامِ.
فكتب إِليه: أن رحِّل عبادة حتى ترجعه إِلى دارِه بالمدينة.
قال: فدخل علي عثمان، فلم يفجأه إِلاَ به، وهو معه في الدارِ، فالتفت
إِليه، فقال: يا عبادة، ما لنا ولك؟ فقام عبادة بين ظهراني النَاس، فقال:
سمعت رسول الله -صلى اللهُ عليه وسلم- يقول: (سيلي أموركم بعدي رِجال
يعَرِّفونكم ما تنكرون، وينكِرُونَ عليكم ما تعرِفون، فلا طاعة لمن عصى،
ولا تضلوا بربكم).
وروى أن عبادة بن الصامت مرت عليه قِطَارَة - وهو بالشام - تحمل الخمر، فقال: ما هذه؟ أزيت؟ قيل: لا، بل خمر يباع لفلان.
فأخذ شفرة من السُّوْقِ، فقام إِليها، فلم يذر فيها رأوِية إِلا بَقَرَهَا
- وأبو هريرة إِذ ذاك بالشام - فأرسل فلان إِلى أبي هريرة، فقال: ألا
تمسك عنا أخاك عبادة، أما بالغدوات، فيغدو إِلى السُّوْقِ يفسد على أهلِ
الذمة متاجرهم، وأما بالعشيِ، فيقعد في المسجد ليس له عمل إِلا شتم
أعراضنا وعيبنا! قال: فأتاه أبو هريرة، فقال: يا عبادة، ما لك ولمعاوِية؟
ذره وما حُمِّلَ.
فقال: لم تكن معنا إِذ بايعنا على السمع والطاعة، والأمرِ بالمعروف،
والنهي عنِ المنكرِ، وألا يأخذنا في الله لومة لائمٍ. فسكت أبو هريرة.
روى أن عبادة بن الصامت مر بقرية دُمَّرٍ، فأمر غلامه أن يقطع له سواكاً
من صَفْصَافٍ على نهرِ بَرَدَى، فمضى ليفعل، ثم قال له: ارجع، فإِنه إِن
لا يكن بثمن، فإِنه ييبس، فيعود حطباً بثمن.
توفى سنة أربع وثلاثين للهجرة وهو ابن اثني وسبعين عاما ودفن بالقدس الشريف في بقيع الرحمة الملاصق للباب الذهبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:37 am

الحلقة الثالثة وخمسون : المقداد بن عمرو
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 82686008

أول فرسان الإسلام
المقداد بن عمرو
إنه الصحابي الجليل المقداد بن عمرو -رضي الله عنه-، وهو من المبكرين بالإسلام، حيث ذكر ضمن السبعة الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام.

كان والده عمرو بن ثعلبة من شجعان بني قومه بهراء، يتمتع بجرأة عالية
دفعته إلى قتل بعض أفراد بني قومه، فاضطر إلى الجلاء عنهم حفاظاً على نفسه
من طلب الثأر، فلحق بحضرموت، وحالف قبيلة كندة التي كانت تحتل مكانة
مرموقة بين القبائل، وهناك تزوج امرأة منهم، فولدت له المقداد.


نشأ في مجتمع ألف مقارعة السيف، ومطاعنة الرماح، فاتصف بالشجاعة، حتى إذا
بلغ سن الشباب، أخذت نوازع الشوق تشده إلى مضارب قومه بهراء (قبيلة بهراء
من قضاعة)، ما دفعه إلى تخطي آداب "الحلف"، لأنه كان يعتبر أن الحلف لا
يعني أكثر من قيد "مهذب" يضعه الحليف في عنقه وأعناق بنيه، ولذا لم يكن هو
الآخر أسعد حظاً من أبيه، حيث اقترف ذنباً مع مضيفيه و"أخواله"، فاضطر
إلى الجلاء عنهم أيضاً نتيجة خلاف وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي ـ
أحد زعماء كندة ـ فهرب إلى مكة، ولما وصل إليها، كان عليه أن يحالف بعض
ساداتها كي يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم، فحالف الأسود بن عبد يغوث
الزهري أحد جبابرة قريش، فتبناه، وكتب إلى أبيه يطلب إليه القدوم إلى مكة.

فلما نزلت آية تحريم التبني نُسب لأبيه عمرو بن سعد.

وتزوج المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي (، مع أنه
مولى وهى قرشية هاشمية شريفة؛ وذلك لأن الإسلام لا يفرق بين عبد أو سيد ولا
بين شريف ووضيع، فالكل في نظر الإسلام سواء، لا فرق بين عربي ولا أعجمي
ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى والعمل الصالح.


وهاجر المقداد إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وحضر بدرًا، وشهد المعارك
كلها، وكان أول من قاتل على فرس في سبيل الله، وقيل إنه الوحيد الذي قاتل
على فرس يوم بدر، أما بقية المجاهدين فكانوا مشاة أو راكبين إبلاً.


وعُرف المقداد بالشجاعة والفروسية والحكمة، وكانت أمنيته أن يموت شهيدًا
في سبيل الله، ويبقى الإسلام عزيزًا قويًّا، فقال -رضي الله عنه-: لأموتن
والإسلام عزيز.

وروى أنه لما وقف النبي ( يشاور أصحابه قبيل غزوة بدر الكبرى تقدم هذا الصحابي الجليل بعد أن استمع إلى كلام أبي بكر وعمر

-رضي الله عنهما-، وقال مخاطبًا الرسول (: يا رسول الله، امض لما أراك
الله، فنحن معك، والله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى -عليه
السلام-: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، بل نقول لك: اذهب أنت
وربك فقاتلا، إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك
الغماد (موضع في اليمن) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول الله (
خيرًا، ودعا له. [ابن هشام].


انطلقت هذه الكلمات الطيبة من فم هذا الصحابي، فتهلل وجه النبي (، ودعا
له دعوة صالحة، وتمنى كل صحابي لو أنه كان صاحب هذا الموقف العظيم، يقول
عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- لما سمع هذا الكلام: لقد شهدت من
المقداد مشهدًا، لأن أكون صاحبه، أحب إلي مما في الأرض جميعًا.


وكان النبي ( يحب المقداد حبًّا كبيرًا، ويقرِّبه منه، وجعله ضمن العشرة
الذين كانوا معه في بيت واحد، عندما قسَّم المسلمين بعد الهجرة إلى
المدينة إلى عشرات، وجعل كل عشرة في بيت.


وقال (: (إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم) فقيل: يا رسول
الله، سمهم لنا؟ قال: (عليٌّ منهم، يقول ذلك ثلاثًا، وأبوذرِّ، والمقداد،
وسلمان، أمرني بحبهم، وأخبرني أنه يحبهم). [أحمد والترمذي].


وكان المقداد حكيمًا عاقلا، وكانت مواقفه تعبِّر عن حكمته فها هو ذا يقول
للنبي ( عندما سأله: (كيف وجدت الإمارة؟) وكان النبي ( قد ولاه إحدى
الإمارات، فقال المقداد: لقد جعلتني أنظر إلى نفسي كما لو كنت فوق الناس،
وهم جميعًا دوني، والذي بعثك بالحق، لا أتأمرن على اثنين بعد اليوم أبدًا.


فالمقداد لا يخدع نفسه، إنما يعرف ضعفه، ويخاف على نفسه من الزهو والعجب،
فيقسم على عدم قبوله الإمارة، ثم يبّر بقسمه فلا يكون أميرًا بعد ذلك،
ويتغنى بحديث للرسول ( قال فيه: (إن السعيد لمن جنب الفتن)

[أبو داود].

وللمقداد موقف آخر تظهر فيه حكمته، فيقول أحد أصحابه: جلسنا إلى المقداد
يومًا فمر به رجل، فقال مخاطبًا المقداد: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا
رسول الله (، والله، لوددنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شاهدت، فأقبل
عليه المقداد، وقال: ما يحمل أحدكم على أن يتمنى مشهدًا غيبه الله عنه، لا
يدري لو شهده كيف كان يصير فيه؟ والله لقد عاصر رسول الله ( أقوامًا،
كبهم الله -عز وجل- على مناخرهم (أي: أنوفهم) في جهنم، أو لا تحمدون الله
الذي جنبكم مثل بلائهم، وأخرجكم مؤمنين بربكم ونبيكم.

[أبو نعيم].
وأوصى الرسول ( بحبه، فقال النبي (: (عليكم بحب أربعة: علي، وأبي ذر، وسلمان، والمقداد) [أحمد والترمذي
وابن ماجه].

وقد كان المقداد جوادًا كريمًا، فقد أوصى للحسن والحسين بستة وثلاثين
ألفًا، ولأمهات المؤمنين لكل واحدة سبعة آلاف درهم، وتوفي المقداد -رضي
الله عنه- بالمدينة سنة (33هـ) في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي
الله عنه- وعمره حينئذ سبعون عامًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:38 am

الحلقة الرابعة والخمسون : الامام حسن بن على بن ابى طالب
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 62116231

التقي الطيب
الحسن بن علي
إنه الحسن بن علي -رضي الله عنه-، سيد شباب أهل الجنة، وحفيد رسول الله
(، أمه السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (، وأبوه ابن عم رسول الله (
علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. ولد في النصف الثاني من شهر رمضان سنة
ثلاث من الهجرة، فلما علم رسول الله ( بمولده ذهب إلى بيت علي، فقال:
(أروني ابني، ما سميتموه؟) فقال علي -رضي الله عنه-: حرب. فقال النبي (:
(بل هو حسن) [أحمد والطبراني].
وفي اليوم السابع من مولده، أقام النبي ( عقيقة له، وذبح كبشًا، وحلق رأس الحسن، وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة. [أبوداود وابن حبان].
وكان جده ( يحبه كثيرًا، ويقول عنه وعن أخيه الحسين: (هذان ابناي وابنا
ابنتي، اللهم إني أحبهما، فأحبهما وأحب من يحبهما) [الترمذي]، وقال (: (هذا
ملك لم ينزل إلى الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم عليَّ،
ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة). [الترمذي].
وأخذه رسول الله ( يومًا إلى المسجد، فصعد به المنبر وأجلسه إلى جواره،
وقال لأصحابه: (ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من
المسلمين) [البخاري].
كان -رضي الله عنه- أشبه الناس برسول الله (، وذات يوم رآه أبو بكر الصديق وهو طفل يلعب فحمله، وقال له مداعبًا:
بأبي شبيه النبي ليس شبيهٌ بعلي
فتبسم والده الإمام علي من قول الصديق. [البخاري].
وكان النبي ( إذا سجد يقفز الحسن والحسين على ظهره، فلا يقوم النبي ( من سجوده حتى يتركاه، وكان لا ينهرهما ولا يغضب منهما.
وذات يوم، رأى أحد الصحابة رسول الله ( يحمل الحسن على ظهره، فقال: نعم
المركب ركبت يا غلام. فقال رسول الله (: (ونعم الراكب هو) [الترمذي].
ونشأ الحسن -رضي الله عنه- متصفًا بصفات رسول الله (، فكان عابدًا
حليمًا، ورعًا، فاضلا، وكان ذا هيبة ووقار، فسمّي التقي، والطيب، والذكي،
والولي.
سأل رجل الحسن ذات يوم: أتخاف من عذاب الله وعندك أسباب النجاة؟ ابن رسول الله (، وشفاعته ( لك، ورحمة الله التي وسعت كل شيء؟
فقال الحسن -رضي الله عنه-: أما إني ابن رسول الله ( فالله تعالى يقول:
{إذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101].
وأما عن الشفاعة؛ فالله سبحانه وتعالى يقول: {من ذا
الذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة: 255]. وإما الرحمة التي وسعت كل شيء،
فالله يقول: {فسأكتبها للذين يتقون}_[الأعراف: 156]، فكيف الأمان بعد
ذلك؟!
وكان -رضي الله عنه- جوادًا كريمًا، شجاعًا بطلاً، وقد شارك في فتح شمال
أفريقيا وطبرستان، والدفاع عن عثمان بن عفان يوم قتل، ووقف مع أبيه في
موقعة الجمل وصفين وحروبه ضد الخوارج.
وكان -رضي الله عنه- حريصًا على المسلمين وعدم تفرقهم، فتنازل عن الخلافة
لما علم أن ذلك سيؤدي إلى قيام حرب بين المسلمين، فلما تنازل عن الخلافة؛
أصلح الله بذلك بين الفئتين كما أخبر بذلك رسول الله ( حين قال: (ابني
هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين) [البخاري].
وسمي العام الذي تنازل فيه الحسن عن الخلافة لمعاوية -رضي الله عنه- بعام الجماعة، وكان ذلك سنة (40هـ).
وكان إذا تردد في أمرين لا يدرى أيهما أقرب إلى الحسن؛ نظر إلى أيهما أقرب
من هواه فخالفه واتقاه. وكان -رضي الله عنه- فصيحًا، له كثير من الأقوال
المأثورة التي تحمل معاني الحكمة منها:
- إن المؤمن من تصغر الدنيا في عينه، ويخرج على سلطان بطنه وفرجه وجهله،
لا يسخط ولا يشكو، إذا جالس العلماء كان أحرص الناس على أن يسمع منهم على
أن يتكلم، لا يشارك في ادعاء، ولا يدخل في مراء (جدل).
- لا أدب لمن لا عقل له، ولا سؤددا (لا سيادة) لمن لا همة له، ولا حياء لمن لا دين له.
- هلاك الناس في ثلاث: الكبر، والحرص، والحسد؛ فالكبر هلاك الدين وبه لعن
إبليس. والحرص عدو النفس، وبه أخرج آدم من الجنة، والحسد رائد السوء، وبه
قتل قابيل هابيل.
وفي ربيع الأول سنة (50 هـ) توفي الحسن -رضي الله عنه- ودفن بالبقيع، وقد روى -رضي الله عنه- كثيرًا من الأحاديث عن جده (.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:39 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 3 85535911
سيد شباب أهل الجنة
الحسين بن علي
إنه الحسين بن علي -رضي الله عنه-، الحفيد الثاني لرسول الله (، من ابنته
فاطمة الزهراء -رضي الله عنها-، زوج علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد
وُلد الحسين -رضي الله عنه- يوم الخامس من شعبان سنة أربعة من الهجرة،
وعند ولادته أخذه النبي ( وحمله بين ذراعيه ولثم فاه بقبلة حانية طاهرة،
وسماه حسينًا، وقال: (حسين مني وأنا من حسين، أَحَبَ اللهُ من أحب حسينًا)
[الترمذي وأحمد].
وكان النبي ( يحب الحسين حبًّا شديدًا، فنشأ الحسين في حجر النبي ( حتى
بلغ السابعة من عمره لا يفارقه، ولا يبعد عنه، ويناديه يا أبت، وكان
الحسين أشبه الناس برسول الله (، ولذا أحبه الصحابة وعظمه الخلفاء منذ
صغره.
وذات يوم دخل الحسين -رضي الله عنه- المسجد، فقال جابر ابن عبد الله
-رضي الله عنه-: (من أحب أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا)، سمعته من رسول الله ( [أبو يعلي].
وكان الحسين -رضي الله عنه- عابدًا يكثر الصوم والصلاة والحج والصدقة،
وكان يحسن المعاملة مع مواليه وخدمه، فيروى أنه دخلت عليه جارية وبيدها
باقة من الريحان فحيته بها، فقال لها الحسين: أنت حرَّة لوجه الله -تعالى-،
فقيل له: جارية تحييك بطاقة (باقة) ريحان فتعتقها؟
فقال الحسين: هكذا أدبنا الله، فقال تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: 86]، وكان أحسن منها عتقها.
وأحب الحسين -رضي الله عنه- العلم حتى صار بحرًا في علوم القرآن وحديث
رسول الله ( والفقه، فكان يلقي دروسًا في مسجد رسول الله (، وكان الصحابة
والتابعون يحرصون على حضور حلقته واستماع العلم منه، وفي هذا يقول معاوية
بن أبي سفيان -رضي الله عنه-: إذا دخلت مسجد رسول الله ( فرأيت حلقة فيها
قوم كأن على رءوسهم الطير فتلك حلقة أبي عبد الله الحسين.
وقد عُرف -رضي الله عنه- بشجاعته وجهاده العظيم في سبيل الله لنصْرة
الدين، فاشترك في فتح شمال إفريقية في خلافة عثمان بن عفان -رضي الله
عنه-، وساهم في فتح طبرستان، وساند الحسين أباه الإمام عليَّا في حروبه
بالجمل وصفين والخوارج.
ولما توفي الإمام على وقف الحسين مع أخيه الحسن يناصره ويؤازره، فلما
تنازل الحسن -رضي الله عنه- عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان؛ حقنًا لدماء
المسلمين، وجمعًا لكلمتهم، قال الحسين لأخيه الحسن في أدب ووقار: أنت أكبر
وَلَدِ عليّ، وأمرنا لأمرك تبع، فافعل ما بدا لك.
وعكف الحسين بعد ذلك على طلب العلم والعبادة، حتى مات معاوية بعد أن أخذ
البيعة لابنه يزيد مخالفًا بذلك إحدى شروط الصلح، وهو أن يُترك الأمر من
بعده شورى بين المسلمين، عندها لم يسكت الحسين، وبايعه كثير من المسلمين،
وطلبوا منه أن يكون خليفتهم، وأرسل إليه أهل الكوفة يبايعونه، ويحثونه على
أن يأتي إليهم، فخرج الحسين مع أهله وبعض مناصريه متوجهًا نحو الكوفة،
وحاول ابن عباس وأبو سعيد الخدري وابن عمر -رضي الله عنهم- منعه عن الخروج
من مكة لكنه -رضي الله عنه- عزم على الخروج.
وفي الطريق، قابل الفرزدق الشاعر المعروف فسأله: كيف تركت الناس في
الكوفة؟ فأجابه الفرزدق: تركتهم قلوبهم معك وسيوفهم عليك. فقال الحسين:
لله الأمر من قبل ومن بعد، ثم أكمل سيره حتى وصل إلى مكان يسمى (كربلاء)
على مقربة من نهر الفرات؛ حيث دارت المعركة، وراح ضحيتها الحسين شهيدًا مع
كثير مـن أهله وصحبه، وكان ذلك سنة (61 هـ).
وقد حفظ الله نسل النبي ( في الحسن والحسين، فكل من ينتسب إلى النبي ( يرجع نسبه إلى الحسن أو الحسين -رضي الله عنهما-
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
 مواضيع مماثلة
-
» مع التابعين
» القاب الصحابه رضوان الله عليهم
» اكبر موسوعه للمجوهرات
» موسوعه النباتات الطبيه
» موسوعه شامله عن الحيوانات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات البركان :: المنتديات الاسلامية :: القصص الاسلامية :: قصص الأنبياء والصحابة-
انتقل الى:  
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم