الرئيسيةالعابأحدث الصورالتسجيلدخول
اخر موضوع
الوقت
العضو
الأحد سبتمبر 22, 2024 12:46 pm
الخميس يناير 13, 2022 6:00 pm
الأربعاء أبريل 01, 2015 1:00 pm
الخميس مارس 26, 2015 5:49 pm
الإثنين مارس 23, 2015 5:50 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:34 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:33 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:22 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:21 pm
الأربعاء نوفمبر 05, 2014 12:46 pm











 

 قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 4:59 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

قال تعالى :


﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾



قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 7ab_b
اخوانى واخواتى




يسعدنا


ان نقدم لكم هنا


على هذه الصفحات



اجمل القصص


واطيبها


على قلوبنا جميعا


موسوعه الصحابة و التابعين




قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 368052274





سنقوم باذن الله


بسرد


القصص تباعا




تابعونااا في هذا الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:50 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 38264110150347214337602

الحلقة الخامسة عشر
سيد الشهداء
حمزة بن عبد المطلب

حمزة بن عبد المطلب (55 ق هـ ـ 3 هـ)،(567 م-624 م) هو حمزة بن عبد
المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب
بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن
نزار بن معد بن عدنان.[2]، وعبد المطلب هو جد رسول الله محمد ، وأمه من
سيدات بني زهرة : هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن
كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة
بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهالة هي عمة الصحابي الجليل
سعد بن أبي وقاص، وله من الأبناء يعلي، وأمامة، وسلمى، وفاطمة، وأمة
الله هو عم النبي محمد، وأخوه من الرضاعة أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب
وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير، وكان يكنى بأبي عمارة وكان حمزة
صديقًا لابن أخيه محمد ( قبل البعثة، حيث عاشا سويًّا، وتربيا معًا.
أسلم في السنة الثانية بعد البعثة النبوية، وقيل: في السنة السادسة بعد
دخول الرسول ( دار الأرقم؛ حيث كان حمزة -رضي الله عنه- في رحلة صيد،
ومرَّ أبو جهل على رسول الله ( عند الصفا فآذاه وسبه وشتمه، ورسول الله (
ساكت لا يتكلم ولا يرد عليه، وكانت خادمة لعبد الله بن جدعان تسمع ما يقول
أبو جهل.
فانتظرت حتى عاد حمزة من رحلته، وكان يمسك قوسه في يده، فقالت له
الخادمة: يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقى ابن أخيك محمد من أبي الحكم بن
هشام (أبي جهل)، وجده هاهنا جالسًا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما يكره، ثم
انصرف عنه، ولم يكلمه محمد (، فغضب حمزة، وأسرع نحو أبي جهل فوجده في جمع
من قريش، فضربه حمزة بالقوس في رأسه، وأصابه إصابة شديدة، ثم قال له:
أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول، فرد ذلك عليَّ إن استطعت؟ فقام جماعة
من بني مخزوم (قبيلة أبي جهل) إلى حمزة ليضربوه، فقال لهم أبو جهل: دعوا
أبا عمارة فأني والله قد سببت ابن أخيه سبًّا قبيحًا. [ابن هشام].
فلما أصبح ذهب إلى الكعبة، ثم توجه إلى الله بالدعاء أن يشرح صدره للحق؛
فاستجاب الله له، وملأ قلبه بنور اليقين والإيمان، فذهب حمزة إلى رسول
الله
( ليخبره بما كان من أمره، ففرح رسول الله ( بإسلامه فرحًا شديدًا ودعا
له.كان موصوف بالشجاعة والقوة والبأس حتي عرف أنه أعز فتى في قريش وأشدهم
شكيمة، وكان يُلقب بـ أسد الله وأسد رسوله وفي السنة السابعة من البعثة
شارك حمزة قومه بني هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شعب
أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، حتى خرجوا منه في السنة العاشرة من
البعثة، ولما أمر النبي المسلمين بالهجرة إلي المدينة المنورة، هاجر حمزة
مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي بوقت قصير، ونزل فيها علي أسعد بن زرارة
من بني النجار، وآخي الرسول بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله .كان
لحمزة أول لواء يعقد في الإسلام حينما بعثه الرسول في ثلاثين رجلا من
المهاجرين يعترض عيرا لقريش قد جاءت من الشام تريد مكة، وفيها أبو جهل في
300 رجل، فبلغوا ساحل البحر وإلتقي الجانبان ولم يقتتلوا، ولكن المسلمين
كانوا قد أثروا في معنويات قريش، إذ أنهم تخلوا عن القتال بالرغم من تفوق
المشركين عليهم تفوقا عدديا، وبهذه السرية بدأ فرض الحصار الاقتصادي علي
قريش بتهديد طريق مكة الشام الحيوي لتجارة قريش.

كما وشهد مع النبي غزوة ودان ( وودان قرية قريبة من الجحفة بين مكة
والمدينة المنورة )، وكان حاملا للواء الغزوة، وشهد أيضا غزوة بدر الكبرى
التي وقعت في رمضان سنة 2 هـ حيث اختاره الرسول مع عبيدة بن الحارث وعلي
بن أبي طالب لمبارزة فرسان كفار قريش: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة،
والوليد بن عتبة، فبارز حمزة شيبة وقتله وشارك الآخرين في قتل عتبة، كما
قتل عددا آخر من أبطال قريش منهم طعيمة بن عدي، وأبلي بلاء حسنا، وقاتل
بسيفين، وكان يعلم نفسه بريشة نعامة في صدره، وقال عنه أمية بن خلف أحد
سادة قريش قبل أن يقتله المسلمون: "ذلك فعل بنا الأفاعيل".
وأقسمت هند بنت عتبة أن تنتقم من حمزة ؛ لأنه قتل أباها عتبة وعمها
وأخاها في بدر، وكذلك أراد جبير بن مطعم أن ينتقم من حمزة لقتل عمه طعيمة
بن عدى
غزوة أحد واستشهاده
ولما كانت غزوة أحد والتحم الفريقان، يذكر قاتل حمزة وحشي بن حرب:
«كنت غلاما لجبير بن مطعم وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما
سارت قريش إلى أحد قال لي جبير: إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق، قال :
فخرجت مع الناس وكنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها
شيئا فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته في عرض الناس مثل
الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدا ما يقوم له شيء فوالله إني لأتهيأ له
أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى
فلما رآه حمزة قال: هلم إلي يا ابن مقطعة البظور، قال: فضربه ضربة كأن ما
أخط رأسه، قال: وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته
حتى خرجت من بين رجليه وذهب لينوء نحوي فغلب وتركته وإياها حتى مات ثم
أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى العسكر فقعدت فيه ولم يكن لي بغيره حاجة
وإنما قتلته لأعتق.
فلما رأته هند بنت عتبة بقرت بطنه ومثلت به، لأنه كان قد قتل أباها في
غزوة بدر، وسميت بآكلة الأكباد، لما كان يوم أحد جعلت هند بنت عتبة النساء
معها يجدعن أنوف المسلمين ويبقرن بطونهم ويقطعن الآذان إلا حنظلة فان
أباه كان من المشركين وبقرت هند عن بطن حمزة فأخرجت كبدة وجعلت تلوك كبده
ثم لفظته فقال النبي : لو دخل بطنها لم تدخل النار
وخرج الرسول يلتمس حمزة، فوجده ببطن الوادي ن قد بقر بطنه عن كبده ومثل
به، فحزن عليه النبي ، فلما رأى المسلمون حزن الرسول وغيظه على من فعل
بعمه ذلك قالوا: "والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم
مثلة لم يمثلها أحد من العرب"، وعن أبي هريرة قال: وقف رسول الله على حمزة
وقد قتل ومثل به فلم يرى منظرا كان أوجع لقلبه منه فقال: رحمك الله أي عم
فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات فوالله لئن أظفرني الله بالقوم
لأمثلن بسبعين منهم، قال فما برح حتى نزلت: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما
عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، فقال رسول الله : بل نصبر. وكفر
عن يمينه، ونهى عن المثلة، وكان يوم قتل ابن تسع وخمسين سنة ودفن هو وابن
أخته عبد الله بن جحش في قبر واحد»
وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : دخلت الجنة
البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة وإذا حمزة متكئ على سرير،
وعن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قتل حمزة بن عبد
المطلب عم رسول الله جنبا فقال رسول الله : غسلته الملائكة، وعن علي بن
أبي طالب قال: إن أفضل الخلق يوم يجمعهم الله الرسل وأفضل الناس بعد الرسل
الشهداء وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:50 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 31840610150347791462602

الحلقة السادسة عشر
شــهــــــيد اليـــمـــامـــــة ..
زيــد بن الــخطاب رضــي الله عنــه .


. زيد بن الخطّاب هو أخو عمر بن الخطّاب الأكبر والأسبق إلى الإسلام.أخيه
واستشهد قبله، آخى النبي الكريم بينه وبين معن بن عدي العجلاني، وظلا معاً
حتى استشهدا في معركة اليمامة، وكان إيمانه بالله ورسوله إيماناً قوياً،
شهد بدراً وأحداً والخندق وبيعة الرضوان ولم يتخلف عن رسول الله في غزوة
أو مشهد.

بعد وفاة رسول الله (صل الله عليه وسلم) ارتدت كثير من قبائل العرب، فرفع
أمير المؤمنين أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) لواء الجهاد في وجه
المرتدين حتى يعودوا إلى الإسلام، وكانت حرب اليمامة من أشد حروب الردة
التي دارت رحاها بين جيش المسلمين وجيوش مسيلمة الكذاب، وكاد المسلمون أن
ينهزموا بعد أن سقط منهم شهداء كثيرون، فلما رأى زيد ذلك، صعد على ربوة
وصاح في إخوانه: "أيها الناس.. عضوا على أضراسكم، واضربوا عدوكم، وامضوا
قدماً، ثم رفع بصره إلى السماء وقال: اللهم إني أعتذر إليك من فرار
أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة وأصحابه.

ثم نذر ألا يكلم أحداً حتى يقضي الله بين المسلمين وأعدائهم فيما هم فيه
مختلفون، ثم قال: والله لا أتكلم اليوم حتى يهزمهم الله أو ألقى الله،
فأكلمه بحجتي.

ثم أخذ سيفه، وقاتل قتالاً شديداً، وعمد إلى الرجَّال بن عنفوة قائد جيوش
مسيلمة وقتله، وكانت أمنيته أن يقتل هذا المرتد، وظل يضرب في أعداء الله
حتى رزقه الله الشهادة.

حزن المسلمون لاستشهاد زيد حزناً عظيماً، وكان أشدهم حزناً عليه أخوه عمر
قائلاً: "رحم الله زيداً سبقني إلى الحسنيين، أسلم قبلي، واستُشهد قبلي".
استًشهد زيد في معركة اليمامة سنة اثنتي عشرة هجرية.. رضي الله عنه وأرضاه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:52 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 39318510150348599342602
الحلقة السابعة عشر
صاحب دار الدعوة
الأرقم بن أبي الأرقم

كان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ويكنى أبا عبد
الله. قال ابن السكن، أمهُ (تماضر بنت حذيم السهمية) ويقال بنت عبد الحارث
الخزاعية، وكان سابع رجل يدخل في الإسلام، وقيل : كان الثاني عشر من
الذين أعلنوا إسلامهم. وفي الدار التي كان يمتلكها الأرقم على جبل الصفا،
كان النبي محمد يجتمع بأصحابهِ بعيداً عن أعين المشركين؛ ليعلمهم القرآن
وشرائع الإسلام، وفي هذه الدار أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين، وهاجر
الأرقم إلى المدينة، وفيها آخى رسول الله ( بينه وبين زيد بن سهل -رضي
الله عنهما-.
شهد الأرقم بدراً وما بعدها من المشاهد، ومات بالمدينة في سنة 55 هجرية، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص، وله بضع وثمانون سنة.
وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرًا وأحدًا والغزوات كلها، ولم يتخلف عن
الجهاد، وأعطاه رسول الله ( دارًا بالمدينة. وروى أن الأرقم -رضي الله عنه-
تجهز يومًا، وأراد الخروج إلى بيت المقدس، فلما فرغ من التجهيز والإعداد،
جاء إلى النبي ( يودعه، فقال له النبي (:
(ما يخرجك يا أبا عبد الله، أحاجة أم تجارة ؟) فقال له الأرقم: يا رسول
الله! بأبي أنت وأمى، أني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال له الرسول (:
(صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام) فجلس
الأرقم، وعاد إلى داره مطيعًا للنبي ( ومنفذًا لأوامره. [الحاكم].
وظل الأرقم يجاهد في سبيل الله، لا يبخل بماله ولا نفسه ولا وقته في سبيل
نصرة الإسلام والمسلمين حتى جاءه مرض الموت، ولما أحس -رضي الله عنه-
بقرب أجله في عهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أوصى بأن يصلي عليه
سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- ثم مات الأرقم وكان سعد غائبًا عن
المدينة آنذاك، فأراد مروان بن الحكم أمير المدينة أن يصلي عليه فرفض
عبيد الله بن الأرقم، فقال مروان: أيحبس صاحب رسول الله ( لرجل غائب؟
ورفض ابنه عبيد الله بن الأرقم أن يصلي عليه أحد غير سعد بن أبي وقاص،
وتبعه بنو مخزوم على ذلك، حتى جاء سعد، وصلى عليه، ودفن بالعقيق سنة
(55هـ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:52 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 31665710150349749682602
الحلقة الثامنه عشر

ذو الجناحين جعفر بن أبي طالب


ابن عم الرسول محمد بن عبد الله، الشقيق الأكبر لعلي بن أبي طالب. هاجر
الهجرتين، الحبشة والمدينة. هو الذي اقنع نجاشي الحبشة باستقبال المسلمين
المهاجرين. كان أحد القادة في معركة مؤتة حيث فَقَد فيها ذراعيه وقدميه،
ثم استشهد. فأخبر الرسول أن الله قد أبدله بدلاً منها بجناحين يطير بهما
في الجنة فسمّي بجعفر الطيار".
وقد أسلم جعفر قبل دخول النبي دار الأرقم، وأسلمت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عميس.الأذى والاضطهاد في شجاعة وثبات.
كان أشبه الناس خَلْقًا وخُلُقًا بالرسول (، كنَّاه الرسول
( بأبي المساكين ) يحب المساكين ويطعمهم ويقربهم منه، ويحدثهم ويحدثونه،
يقول عنه أبو هريرة: كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب. ويقول عنه
أيضًا: ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا وطئ التراب بعد رسول الله (
أفضل من جعفر بن أبي طالب.
ولما خاف الرسول ( على أصحابه اختار لهم الهجرة إلى الحبشة، وقال لهم:
(لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكًا لا يظلم عنده أحد)، فخرج جعفر
وأصحابه إلى الحبشة، فلما علمت قريش، أرسلت وراءهم عمرو بن العاص وعبد
الله بن أبي ربيعة -وكانا لم يسلما بعد-، وأرسلت معهما هدايا عظيمة إلى
النجاشي ملك الحبشة؛ أملا في أن يدفع إليهم جعفر وأصحابه فيرجعون بهم إلى
مكة مرة ثانية ليردوهم عن دين الإسلام.
ووقف رسولا قريش عمرو وعبد الله أمام النجاشي فقالا له: أيها الملك! إنه
قد ضوى (جاء) إلى بلادك غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك
(المسيحية)، بل جاءوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا
إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم، وأعمامهم، وعشائرهم لتردهم إليهم. فلما
انتهيا من كلامهما توجَّه النجاشي بوجهه ناحية المسلمين وسألهم: ما هذا
الدين الذي فارقتم فيه قومكم، واستغنيتم به عن ديننا؟
فقام جعفر وتحدث إلى الملك باسم الإسلام والمسلمين قائلاً: أيها الملك،
إنا كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش،
ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا
رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى عبادة الله
وحده، وخَلْعِ (ترك) ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا
بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم
والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، فصدقناه وآمنا
به، فعذبنا قومنا وفتنونا عن ديننا؛ ليردونا إلى عبادة الأوثان، فلما
ظلمونا، وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، ورغبنا
في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك.
استمع النجاشي إلى كلمات جعفر، فامتلأت نفسه روعة بها، ثم سأله: هل معك
شيء مما أنزل على رسولكم؟ قال جعفر: نعم، فقال النجاشي: فاقرأه علي. فقرأ
جعفر من سورة مريم، فبكى النجاشي، ثم توجه إلى عمرو وعبد الله وقال لهما:
إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة (يقصد أن مصدر القرآن
والإنجيل واحد). انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما.
فأخذ عمرو يفكر في حيلة جديدة، فذهب في اليوم التالي إلى الملك وقال له:
أيها الملك، إنهم ليقولون في عيسى قولاً عظيمًا، فاضطرب الأساقفة لما
سمعوا هذه العبارة وطالبوا بدعوة المسلمين، فقال النجاشي: ماذا تقولون عن
عيسى؟ فقال جعفر: نقول فيه ما جاءنا به نبينا (: هو عبد الله ورسوله،
وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه. عند ذلك أعلن النجاشي أن هذا هو ما
قاله عيسى عن نفسه، ثم قال للمسلمين: اذهبوا، فأنتم آمنون بأرضي، ومن سبكم
أو آذاكم فعليه ما يفعل، ثم رد إلى قريش هداياهم.
وعاد جعفر والمسلمون من الحبشة بعد فتح خيبر مباشرة، ففرح الرسول ( فرحًا
كبيرًا وعانقه وهو يقول: (ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحًا؛ أبقدوم جعفر أم
بفتح خيبر؟) [الحاكم]. وبنى له الرسول ( دارًا بجوار المسجد ليقيم فيها هو
وزوجته أسماء بنت عميس وأولادهما الثلاثة؛ محمد،
وعبد الله، وعوف، وآخى بينه وبين معاذ بن جبل -رضي الله عنهما-.في العام
الثامن من الهجرة، أرسل النبي جيشًا إلى الشام لقتال الروم، وجعل زيد بن
حارثة أميرًا على الجيش وقال: "عليكم بزيد بن حارثة، فإن أصيب زيد، فجعفر
بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة". ودارت معركة رهيبة بين
الفريقين عند مؤتة، وقتل زيد بن حارثة، فأخذ الراية جعفر، ومضى يقاتل في
شجاعة وإقدام وسط صفوف الروم.

وظل يقاتل حتى قطعت يمينه، فحمل الراية بشماله فقطعت هي الأخرى، فاحتضن
الراية بعضديه حتى استشهد، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، ويقول ابن عمر:
"كنت مع جعفر في غزوة مؤتة، فالتمسناه فوجدناه وبه بضع وتسعون جراحة، ما
بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، وعلم الرسول خبر استشهاده، فذهب إلى بيت ابن
عمه، وطلب أطفال جعفر وقبلهم، ودعا لأبيهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:53 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 39342310150351003082602
الحلقة التاسعة عشر
أول من جهر بالقرآن
عبد الله بن مسعود--



هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمس بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل
بن الحارس بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، الإمام
الحبر، فقيه الأمة، أبو عبد الرحمن الهذلي، حليف بني زهرة. صحابي جليل أحد
أوائل المهاجرين حيث هاجر الهجرتين وصلى على القبلتين، وأول من جهر
بقراءة القرآن. تولي قضاء الكوفة وبيت المال في خلافة عمر وصدر من خلافة
عثمان

إنه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، كان مولى لعقبة بن
أبي معيط، يرعى غنمه في شعاب مكة، فمرَّ عليه النبي ( ومعه الصديق -رضي
الله عنه- ذات يوم، فقال له النبي (: (يا غلام هل من لبن؟).
فقال عبد الله: نعم، ولكني مؤتمن، فقال له رسول الله (: (فهل من شاة حائل
لم ينـز عليها الفحل). فقال: نعم، ثم أعطاه شاة ليس في ضرعها لبن، فمسح
رسول الله ( ضرعها بيده الشريفة، وهو يتمتم ببعض الكلمات، فنزل اللبن بإذن
الله، فحلبه الرسول ( بيده في إناء، وشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال النبي (
للضرع: (اقلص)، فجف منه اللبن، فقال عبد الله في دهشة وتعجب: علمني من هذا
القول الذي قلته. فنظر إليه رسول الله ( في رفق ومسح على رأسه، وصدره
وقال له: (إنك غُليِّم معلم)، ثم تركه وانصرف. [أحمد].
سرت أنوار الهداية في عروق ابن مسعود، فعاد إلى سيده بالغنم، ثم أسرع إلى
مكة يبحث عن ذلك الرجل وصاحبه حتى وجده، وعرف أنه نبي مرسل، فأعلن
ابن مسعود إسلامه بين يديه، وكان بذلك سادس ستة يدخلون في الإسلام، وذات
يوم، اجتمع أصحاب النبي (، فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها
به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقام عبد الله، وقال: أنا. فقالوا له: إنا
نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه. قال:
دعوني، فإن الله سيمنعني. ثم ذهب إلى الكعبة، وكان في وقت الضحى، فجلس ورفع
صوته بالقرآن، وقرأ مسترسلاً: {بسم الله الرحمن الرحيم. الرحمن . علم
القرآن} [الرحمن: 1-2]، فنظر إليه أهل مكة في تعجب ودهشة، فمن يجرؤ على أن
يفعل ذلك في ناديهم؟ وأمام أعينهم؟! فقالوا في دهشة: ماذا يقول ابن أم
عبد؟!
ثم أنصتوا جيدًا إلى قوله، وقالوا في غضب: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد،
ثم قاموا إليه، وضربوه ضربًا شديدًا، وهو يستمر في قراءته حتى أجهده
الضرب، وبلغ منه الأذى مبلغًا عظيمًا، فكفَّ عن القراءة، فتركه أهل مكة
وهم لا يشكون في موته، فقام إليه أصحابه، وقد أثَّر الضرب في وجهه وجسده،
فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك. فقال: ما كان أعداء الله أهون عليَّ منهم
الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدًا (أي أفعل ذلك مرة أخرى)، قالوا:
لا، لقد أسمعتهم ما يكرهون.
وهاجر ابن مسعود الهجرتين، وآخى رسول الله ( بينه وبين الزبير بن العوام
-رضي الله عنه- في المدينة، وكان ابن مسعود من أحرص المسلمين على الجهاد
في سبيل الله، شارك في جميع غزوات المسلمين، ويوم بدر ذهب عبد الله إلى
رسول الله ( مبشرًا له، وقال: يا رسول الله، أني قتلت أبا جهل، ففرح بذلك
رسول الله (، ووهبه سيف أبي جهل مكافأة له على ذلك.
وكان ابن مسعود أعلم أصحاب رسول الله بقراءة القرآن، ومن أنداهم صوتًا
به، ولذا كان رسول الله ( يقول: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله
بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) [البخاري].
وقال (: (من سره أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد) [البزار].
وكان رسول الله ( يحب سماع القرآن منه، فقال له ذات مرة: (اقرأ عليَّ)،
فقال عبد الله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (أني أحب أن أسمعه من غيري)،
فقرأ ابن مسعود من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من
كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء: 14]، فبكى رسول الله (
وقال: (حسبك الآن) [البخاري].
وكان ابن مسعود يقول: أخذت من فم رسول الله ( سبعين سورة. وكان يقول عن
نفسه كذلك: أني لأعلم الصحابة بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، وما في كتاب
الله سورة ولا آية إلا وأنا أعلم فيما نزلت ومتى نزلت.
وكان عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- يقول: كان النبي ( يعرض القرآن على
جبريل في كل عام مرة، فلما كان العام الذي مات فيه النبي ( عرضه عليه
مرتين، وحضر ذلك عبد الله بن مسعود، فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل.
وقال حذيفة -رضي الله عنه-: لقد علم المحفظون من أصحاب رسول الله ( أن
عبد الله بن مسعود كان من أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة، وأعلمهم
بكتاب الله. وكان عبد الله شديد الحب لله ولرسوله (، وظل ملازمًا للنبي (،
يسير معه حيث سار، يخدم النبي (، يلبسه نعله، ويوقظه إذا نام، ويستره إذا
اغتسل.
وكان النبي ( يحبه ويقربه منه، ويدنيه ويقول له: (إذنك عليَّ أن يرفع
الحجاب، وأن تستمع سوادي (أسراري) حتى أنهاك) [مسلم]. فسمي عبد الله بن
مسعود منذ ذلك اليوم بصاحب السواد والسواك، وقد بشره رسول الله ( بالجنة،
وكان يقول عنه: لو كنت مؤمرًا أحدًا (أي مستخلفًا أحدًا) من غير مشورة
منهم لأمرت (أي استخلفت) عليهم ابن أم عبد) [الترمذي].
وقال (: (وتمسكوا بعهد ابن مسعود) _[الترمذي]، وروي عنه ( أنه قال: (رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد) [الحاكم].
ويروى أن رسول الله ( أمر عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء
منها، فلما رأى أصحابه ساقيه ضحكوا، فقال (: (ما تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله
أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد)
[أحمد وابن سعد وأبو نعيم].
وفي خلافة الفاروق -رضي الله عنه- أرسل عمر إلى أهل الكوفة عمار بن ياسر
وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما-، وقال: عمار أمير، وابن مسعود معلم
ووزير، ثم قال لأهل الكوفة: لقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي. وجاء
رجل من أهل الكوفة إلى عمر في موسم الحج، فقال له: يا أمير المؤمنين، جئتك
من الكوفة، وتركت بها رجلاً يحكى المصحف عن ظهر قلب. فقال عمر: ويحك؛ ومن
هو؟ فقال الرجل: هو عبد الله بن مسعود. فقال عمر: والله، ما أعلم من
الناس أحدًا هو أحق بذلك منه.
وكان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عالما حكيمًا، ومن أقواله
المأثورة قوله: أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي
أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة. وكان -رضي
الله عنه- يقول: أني لأمقت (أكره) الرجل إذ أراه فارغًا، ليس في شيء من
عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.
وعندما مرض عبد الله بن مسعود مرض الموت، دخل عليه أمير المؤمنين
عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يزوره، وقال له: أنأمر لك بطبيب؟ فقال
عبد الله: الطبيب أمرضني. فقال عثمان: نأمر لبناتك بمال، وكان عنده تسع
بنات، فقال عبد الله: لا، أني علمتهن سورة، ولقد سمعت رسول الله ( يقول:
(من قرأ سورة الواقعة لا تصيبه الفاقة أبدًا) [ابن عساكر].
ويلقى ابن مسعود ربه على ذلك الإيمان الصادق، واليقين الثابت، طامعًا فيما
عند الله، زاهدًا في نعيم الدنيا الزائف، فيموت -رضي الله عنه- سنة (32
هـ)، وعمره قد تجاوز (60) عامًا ويدفن بالبقيع. وقد روى ابن مسعود -رضي
الله عنه- كثيرًا من أحاديث رسول الله (، وروى عنه بعض الصحابة والتابعين
-رضي الله عنهم-.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:53 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 39362910150351697937602
الحلقة العشرون
سابق الروم
صهيب الرومي


صحابي جليل أبوه سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن
جذيمة بن كعب ابن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن أفصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وكان سنان عاملاً
(أي والياً) لكسرى على الأبلة (حالياً البصرة).
أمه: سلمى بنت قعيد بن مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن
مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد قبل البعثة بحوالي عشرين سنة كان والد صهيب سنان بن مالك النمري وكان
صهيب أحب أولاده إليه فهو لم يجاوز الخامسة من عمره. كان صهيب جميل الوجه،
أحمر الشعر ممتلئ النشاط ذا عينين تشعان فطنة ونجابة. ولثقل لسانه وحمرة
شعره، أطلق عليه اسم صهيب الرومي.كان صهيب في بداية حياته غلامًا صغيرًا
يعيش في العراق في قصر أبيه الذي ولاه كسرى ملك الفرس حاكماً على
الأُبُلَّة (إحدى بلاد العراق)، وكان من نسل أولاد النمر بن قاسط من العرب،
وقد هاجروا إلى العراق منذ زمنٍ بعيد، وعاش سعيدًا ينعم بثراء أبيه وغناه
عدة سنوات.
وذات يوم، أغار الروم على الأبلة بلد أبيه، فأسروا أهلها، وأخذوه عبدًا،
وعاش العبد العربي وسط الروم، فتعلم لغتهم، ونشأ على طباعهم، ثم باعه سيده
لرجل من مكة يدعى عبد الله بن جدعان، فتعلم من سيده الجديد فنون التجارة،
حتى أصبح ماهرًا فيها، ولما رأى عبد الله بن جدعان منه الشجاعة والذكاء
والإخلاص في العمل، أنعم عليه فأعتقه.وعندما أشرقت في مكة شمس الإسلام،
كان صهيب ممن أسرع لتلبية نداء الحق، فذهب إلى دار الأرقم، وأعلن إسلامه
أمام رسول الله (، ولم يَسْلَم صهيب من تعذيب مشركي مكة، فتحمل ذلك في صبر
وجلد؛ ابتغاء مرضاة الله وحبًّا لرسوله (، وهاجر النبي ( بعد أصحابه إلى
المدينة، ولم يكن صهيب قد هاجر بعد، فخرج ليلحق بهم، فتعرض له أهل مكة
يمنعونه من الهجرة؛ لأنهم رأوا أن ثراء صهيب ليس من حقه، لأنه جاء إلى
بلادهم حينما كان عبدًا فقيرًا، فلا يحق له أنه يخرج من بلادهم بماله
وثرائه، وصغر المال في عين صهيب، وهان عليه كل ما يملك في سبيل الحفاظ على
دينه، فساومهم على أن يتركوه، ويأخذوا ماله، ثم أخبرهم بمكان المال، وقد
صدقهم في ذلك، فهو لا يعرف الكذب أو الخيانة.ولما وصل إلى المدينة انهارت
قواه ولم يستطع المشي وسأل عن مسجد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ودخل
المسجد زحفا على يديه وركبتيه من الاعياء ووضع رأسه على حجر رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) فأخذ رسول الله يربت على رأسه وينفض عنها الاذى
ويقول له: ربح البيع أبا يحي..ربح البيع أبا يحي
وشارك صُهيب في جميع غزوات الرسول (، فها هو ذا يقول: لم يشهد رسول الله
( مشهدًا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسر
سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزوة قط إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله،
وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما
جعلت رسول الله ( بيني وبين العدو قط حتى تُوُفِّي.
وواصل جهاده مع الصديق ثم مع الفاروق عمر -رضي الله عنهما-، وكان بطلا
شجاعًا، وكان كريمًا جوادًا، يطعم الطعام، وينفق المال، قال له عمر -رضي
الله عنه- يومًا: لولا ثلاث خصال فيك يا صهيب، ما قدمت عليك أحدًا، أراك
تنتسب عربيًّا ولسانك أعجمي، وتُكنى بأبي يحيي، وتبذر مالك. فأجابه صهيب:
أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي بأبي يحيى، فإن رسول
الله ( كناني بأبي يحيى فلن أتركها، وأما انتمائي إلى العرب، فإن الروم
سبتني صغيرًا، فأخذت لسانهم (لغتهم)، وأنا رجل من النمر بن قاسط.
[ابن سعد].
وكان عمر -رضي الله عنه- يعرف لصهيب فضله ومكانته، فعندما طُعن -رضي الله
عنه- أوصى بأن يصلي صهيب بالناس إلى أن يتفق أهل الشورى على أحد الستة
الذين اختارهم قبل موته للخلافة؛ ليختاروا منهم واحدًا، وكان صهيب طيب
الخلق، ذا مداعبة وظُرف، فقد رُوي أنه أتى المسجد يومًا وكانت إحدى عينيه
مريضة، فوجد الرسول ( وأصحابه جالسين في المسجد، وأمامهم رطب، فجلس يأكل
معهم، فقال له النبي ( مداعبًا: (تأكل التمر وبك رمد؟) فقال صهيب: يا رسول
الله، أني أمضغ من ناحية أخرى (أي: آكل على ناحية عيني الصحيحة). [ابن
ماجه]، فتبسم رسول الله (.
وظل صهيب يجاهد في سبيل الله حتى كانت الفتنة الكبرى، فاعتزل الناس،
واجتنب الفتنة، وأقبل على العبادة حتى مات -رضي الله عنه- بالمدينة سنة
(38هـ)، وعمره آنذاك (73) سنة، ودفن بالبقيع. وقد روى صهيب -رضي الله عنه-
عن النبي ( أحاديث كثيرة، وروى عنه بعض الصحابة والتابعين -رضوان الله
عليهم أجمعين-.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:54 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 39362910150351697937602
الحلقة العشرون
سابق الروم
صهيب الرومي


صحابي جليل أبوه سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن
جذيمة بن كعب ابن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن أفصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وكان سنان عاملاً
(أي والياً) لكسرى على الأبلة (حالياً البصرة).
أمه: سلمى بنت قعيد بن مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن
مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد قبل البعثة بحوالي عشرين سنة كان والد صهيب سنان بن مالك النمري وكان
صهيب أحب أولاده إليه فهو لم يجاوز الخامسة من عمره. كان صهيب جميل الوجه،
أحمر الشعر ممتلئ النشاط ذا عينين تشعان فطنة ونجابة. ولثقل لسانه وحمرة
شعره، أطلق عليه اسم صهيب الرومي.كان صهيب في بداية حياته غلامًا صغيرًا
يعيش في العراق في قصر أبيه الذي ولاه كسرى ملك الفرس حاكماً على
الأُبُلَّة (إحدى بلاد العراق)، وكان من نسل أولاد النمر بن قاسط من العرب،
وقد هاجروا إلى العراق منذ زمنٍ بعيد، وعاش سعيدًا ينعم بثراء أبيه وغناه
عدة سنوات.
وذات يوم، أغار الروم على الأبلة بلد أبيه، فأسروا أهلها، وأخذوه عبدًا،
وعاش العبد العربي وسط الروم، فتعلم لغتهم، ونشأ على طباعهم، ثم باعه سيده
لرجل من مكة يدعى عبد الله بن جدعان، فتعلم من سيده الجديد فنون التجارة،
حتى أصبح ماهرًا فيها، ولما رأى عبد الله بن جدعان منه الشجاعة والذكاء
والإخلاص في العمل، أنعم عليه فأعتقه.وعندما أشرقت في مكة شمس الإسلام،
كان صهيب ممن أسرع لتلبية نداء الحق، فذهب إلى دار الأرقم، وأعلن إسلامه
أمام رسول الله (، ولم يَسْلَم صهيب من تعذيب مشركي مكة، فتحمل ذلك في صبر
وجلد؛ ابتغاء مرضاة الله وحبًّا لرسوله (، وهاجر النبي ( بعد أصحابه إلى
المدينة، ولم يكن صهيب قد هاجر بعد، فخرج ليلحق بهم، فتعرض له أهل مكة
يمنعونه من الهجرة؛ لأنهم رأوا أن ثراء صهيب ليس من حقه، لأنه جاء إلى
بلادهم حينما كان عبدًا فقيرًا، فلا يحق له أنه يخرج من بلادهم بماله
وثرائه، وصغر المال في عين صهيب، وهان عليه كل ما يملك في سبيل الحفاظ على
دينه، فساومهم على أن يتركوه، ويأخذوا ماله، ثم أخبرهم بمكان المال، وقد
صدقهم في ذلك، فهو لا يعرف الكذب أو الخيانة.ولما وصل إلى المدينة انهارت
قواه ولم يستطع المشي وسأل عن مسجد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ودخل
المسجد زحفا على يديه وركبتيه من الاعياء ووضع رأسه على حجر رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) فأخذ رسول الله يربت على رأسه وينفض عنها الاذى
ويقول له: ربح البيع أبا يحي..ربح البيع أبا يحي
وشارك صُهيب في جميع غزوات الرسول (، فها هو ذا يقول: لم يشهد رسول الله
( مشهدًا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسر
سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزوة قط إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله،
وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما
جعلت رسول الله ( بيني وبين العدو قط حتى تُوُفِّي.
وواصل جهاده مع الصديق ثم مع الفاروق عمر -رضي الله عنهما-، وكان بطلا
شجاعًا، وكان كريمًا جوادًا، يطعم الطعام، وينفق المال، قال له عمر -رضي
الله عنه- يومًا: لولا ثلاث خصال فيك يا صهيب، ما قدمت عليك أحدًا، أراك
تنتسب عربيًّا ولسانك أعجمي، وتُكنى بأبي يحيي، وتبذر مالك. فأجابه صهيب:
أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي بأبي يحيى، فإن رسول
الله ( كناني بأبي يحيى فلن أتركها، وأما انتمائي إلى العرب، فإن الروم
سبتني صغيرًا، فأخذت لسانهم (لغتهم)، وأنا رجل من النمر بن قاسط.
[ابن سعد].
وكان عمر -رضي الله عنه- يعرف لصهيب فضله ومكانته، فعندما طُعن -رضي الله
عنه- أوصى بأن يصلي صهيب بالناس إلى أن يتفق أهل الشورى على أحد الستة
الذين اختارهم قبل موته للخلافة؛ ليختاروا منهم واحدًا، وكان صهيب طيب
الخلق، ذا مداعبة وظُرف، فقد رُوي أنه أتى المسجد يومًا وكانت إحدى عينيه
مريضة، فوجد الرسول ( وأصحابه جالسين في المسجد، وأمامهم رطب، فجلس يأكل
معهم، فقال له النبي ( مداعبًا: (تأكل التمر وبك رمد؟) فقال صهيب: يا رسول
الله، أني أمضغ من ناحية أخرى (أي: آكل على ناحية عيني الصحيحة). [ابن
ماجه]، فتبسم رسول الله (.
وظل صهيب يجاهد في سبيل الله حتى كانت الفتنة الكبرى، فاعتزل الناس،
واجتنب الفتنة، وأقبل على العبادة حتى مات -رضي الله عنه- بالمدينة سنة
(38هـ)، وعمره آنذاك (73) سنة، ودفن بالبقيع. وقد روى صهيب -رضي الله عنه-
عن النبي ( أحاديث كثيرة، وروى عنه بعض الصحابة والتابعين -رضوان الله
عليهم أجمعين-.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:56 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 38309110150353542312602

الحلقة الثانية وعشرون :خالد بن الوليد
سيف الله المسلول


خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي (توفي سنة 21هـ/642م) صحابي وقائد عسكري مسلم، لقّبه الرسول بسيف الله المسلول

اسمه كاملآً خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن
يقظة بن مرة بن كعب، المكنّى بأبي سليمان، وقيل: أبو الوليد. يلتقي في
النسب مع الرسول في مرة بن كعب الجد السادس للرسول
أبوه: الوليد بن المغيرة سيد بني مخزوم أحد بطون قريش، رفيع النسب
والمكانة حتى أنه كان يرفض أن توقد نار غير ناره لإطعام الناس خاصة في
مواسم الحج وسوق عكاظ، وأحد أغنى أغنياء مكة في عصره حتى أنه سمّي بـ
"الوحيد" وبـ "ريحانة قريش"، لأن كانت تكسو الكعبة عامًا ويكسوها الوليد
وحده عامًا
أمه: لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية من بني هلال بن عامر بن صعصعة من
هوازن، وهي تلتقي في النسب مع الرسول في مضر بن نزار الجد السابع عشر
للرسول
إخوته ستة أخوة وقيل تسعة بين ذكور وإناث
منهم الصحابيان الوليد بن الوليد وهشام بن الوليد، إضافة إلى عمارة بن
الوليد الذي عرضته قريش بدلاً على أبي طالب ليسلمهم محمدًا، وهو ما رفضه
أبو طالب
وفقًا لعادة أشراف قريش، أرسل خالد إلى الصحراء، ليربّى على يدي مرضعة
ويشب صحيحًا في جو الصحراء. وقد عاد لوالديه وهو في سن الخامسة أو
السادسة. مرض خالد خلال طفولته مرضًا خفيفًا بالجدري، لكنه ترك بعض
الندبات على خده الأيسر.وتعلم خالد الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه
أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميزعلى جميع أقرانه، كان
خالد صاحب قوة مفرطة كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة
الحركة في الكرّ والفرّ. واستطاع "خالد" أن يثبت وجوده في ميادين القتال،
وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله من أفضل فرسان عصره.
أما صفته، فقد كان خالد طويلاً بائن الطول، عظيم الجسم والهامة يميل إلى
البياض، كث اللحية. كان خالد شديد الشبه بعمر بن الخطاب، حتى أن ضعاف النظر
كانوا يخلطون بينهما
لا يعرف الكثير عن خالد خلال فترة الدعوة المحمدية للإسلام في مكة. وبعد
هجرة الرسول من مكة إلى المدينة المنورة، دارت العديد من المعارك بين
المسلمين وقريش. لم يخض خالد غزوة بدر أولى المعارك الكبرى بين الفريقين،
والتي وقع فيها شقيقه الوليد أسيرًا في أيدي المسلمين. وذهب خالد وشقيقه
هشام لفداء الوليد في يثرب إلا أنه وبعد فترة قصيرة من فدائه، أسلم
الوليد وهرب إلى يثرب
كانت غزوة أحد أول معارك خالد في الصراع بين القوتين، والتي تولى فيها قيادة ميمنة القرشيين.
لعب خالد دورًا حيويًا لصالح القرشيين، فقد استطاع تحويل دفة المعركة،
بعدما استغل خطأ رماة المسلمين، عندما تركوا جبل الرماة لجمع الغنائم بعد
تفوق المسلمين في بداية المعركة
انتهز خالد ذلك الخطأ ليلتف حول جبل الرماة ويهاجم بفرسانه مؤخرة جيش
المسلمين، مما جعل الدائرة تدور على المسلمين، وتحوّل هزيمة القرشيين إلى
نصر.

شارك خالد أيضًا في صفوف الأحزاب في غزوة الخندق،

وقد تولى هو وعمرو بن العاص تأمين مؤخرة الجيش في مائتي فارس، خوفًا من أن يتعقبهم المسلمون
كما كان على رأس فرسان قريش الذين أرادوا أن يحولوا بين المسلمين ومكة في غزوة الحديبية
فأرسل إليه أخوه الوليد بن الوليد كتابًا، جاء فيه: بسم الله الرحمن
الرحيم، أما بعد: فأني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك!!
ومثل الإسلام لا يجهله أحد، وقد سألني رسول الله ( عنك، فقال: (أين خالد؟)
فقلت: يأتي الله به، فقال رسول الله (: (مثله جهل الإسلام، ولو كان جعل
نكايته وجده مع المسلمين كان خيرًا له). فاستدرك يا أخي ما فاتك، فقد فاتك
مواطن صالحة.
فلما قرأ خالد كتاب أخيه، انشرح صدره للإسلام، فخرج فلقى عثمان بن طلحة،
فحدثه أنه يريد الذهاب إلى المدينة، فشجعه عثمان على ذلك، وخرجا معًا،
فقابلهما عمرو بن العاص، وعرفا منه أنه يريد الإسلام أيضًا، فتصاحبوا
جميعًا إلى المدينة؛ وكان ذلك في نهاية السنة السابعة من الهجرة، فلما
قدموا على النبي ( رحب بهم، فأعلنوا إسلامهم، فقال صلى الله عليه
وسلم لخالد: (قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير) [ابن
سعد]. فقال خالد: استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله.
فقال (: (إن الإسلام يجب (يزيل) ما كان قبله، اللهم اغفر لخالد بن الوليد
كل ما أوضع منه من صد عن سبيلك) [ابن سعد]. ومنذ ذلك اليوم وخالد يدافع
عن راية الله، ويجاهد في كل مكان لإعلاء كلمة الحق،لما وصل يثرب، قصّ خالد
على أبي بكر رؤية رأها في نومه كأنه في بلاد ضيقة مجدبة، فخرج إلى بلاد
خضراء واسعة، فقال له: "مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت
فيه من الشرك"
في عام 8 هـ، وجّه الرسول جيشًا لقتال الغساسنة، بعد أن اعترض شرحبيل بن
عمرو الغساني عامل قيصر الروم على البلقاء الحارث بن عمير الأزدي رسول
الرسول محمد إلى صاحب بصرى، وقتله
انضم خالد حديث العهد بالإسلام إلى ذلك الجيش ذي الثلاث آلاف مقاتل.
اختار النبي زيد بن حارثة لقيادة الجيش، على أن يخلفه جعفر بن أبي طالب إن
قتل، ثم عبد الله بن رواحة إن قتل جعفر، وإن قتل الثلاثة يختار المسلمون
قائدًا من بينهم.

عند وصول الجيش إلى مؤتة، وجد المسلمون أنفسهم أمام جيش مائتي ألف مقاتل
نصفهم من الروم والنصف الآخر من الغساسنة. فوجئ المسلمون بالموقف، وأقاموا
لليلتين في معان يتشاورون أمرهم. أشار البعض بأن يرسلوا للرسول ليشرحوا
له الموقف، وينتظروا إما المدد أو الأوامر الجديدة. عارض ابن رواحة ذلك،
وأقنع المسلمين بالقتال.

بدأت المعركة، وواجه المسلمين موقفًا عصيبًا، حيث قتل القواد الثلاثة
على التوالي، عندئذ اختار المسلمون خالدًا ليقودهم في المعركة. صمد الجيش
بقية اليوم، وفي الليل نقل خالد ميمنة جيشه إلى الميسرة، والميسرة إلى
الميمنة، وجعل مقدمته موضع الساقة، والساقة موضع المقدمة. ثم أمر طائفة
بأن تثير الغبار ويكثرون الجلبة خلف الجيش حتى الصباح. وفي الصباح، فوجئ
جيش الرومان والغساسنة بتغيّر الوجوه والأعلام عن تلك التي واجهوها
بالأمس، إضافة إلى الجلبة، فظنوا أن مددًا قد جاء للمسلمين. عندئذ أمر
بالانسحاب وخشي الرومان أن يلاحقوهم، خوفًا من أن يكون الانسحاب
مكيدة.وبذلك، نجح خالد في أن يحفظ الجيش من إبادة شاملة.حارب خالد ببسالة
في غزوة مؤتة، وكسرت في يده يومئذ تسعة أسياف. وبعد أن عاد إلى يثرب، أثنى
عليه الرسول ولقّبه بـ سيف الله المسلول
وبعد شهور، نقضت قريش أحد شروط الصلح، عندما هاجم بكر بن مناة بن كنانة
حلفاء قريش بني خزاعة حلفاء الرسول.عندئذ توجه الرسول في جيش من عشرة آلاف
مقاتل إلى مكة، وقسم الجيش إلى أربعة أقسام تولى بنفسه قيادة أحدها وأمّر
الزبير بن العوام وسعد بن عبادة وخالد بن الوليد على الثلاثة الأخرى،
وأمرهم أن يدخلوا مكة كلٌ من باب. فدخلوها كل من الباب الموكل إليه، ولم
يلق أحدهم قتالاً إلا كتيبة خالد، حيث قاتله عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن
عمرو وصفوان بن أمية في جند جمعوه لقتال المسلمين، واستطاع خالد أن يظفر
بهم، وقتل منهم عددًا
ثم أرسله الرسول في سرية من ثلاثين فارسًا لهدم العزى صنم جميع بني
كنانة، فهدمها ثم رجع إلى الرسول، فأخبره فسأله الرسول إن كان قد رأى
شيءًا؟، فرد بالنفي، فطلب منه الرسول أن يعود لأنه لم يهدمها. فرجع خالد
وهو متغيظ فجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ناشرة الرأس، فضربها
خالد فشقها نصفين ورجع إلى الرسول. فأخبره فقال: "نعم تلك العزى، وقد يئست
أن تعبد ببلادكم أبدا!"
بعد الفتح، أرسل الرسول السرايا لدعوة القبائل إلى الإسلام، فأرسل خالد
بن الوليد قائدًا على 350 من المهاجرين والأنصار وبني سليم في سرية إلى
"بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة"، ولم يأمره بقتال. وهنا كانت
أول زلاّت خالد حيث قاتلهم، وأصاب منهم، رغم معارضة من كان معه من
الصحابة، ومنه سالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمر بن الخطاب، فلما وصل
الخبر إلى الرسول رفع يديه إلى السماء ثم قال: "اللهم إني أبرأ إليك مما
صنع خالد بن الوليد".وأرسل الرسول عليًا إلى بني جذيمة، لدفع ديّة قتلاهم.
ورغم هذا الخطأ، أشركه الرسول بعد ذلك في غزوة حنين، حيث جعله الرسول
يومئذ قائدًا على بني سليم، وأصيب يومها إصابات بليغة.فأتاه رسول الله (
ليطمئن عليه ويعوده، ويقـال: إنـه نـفـث في جرحه فشفي بإذن الله.
كما شارك خالد أيضًا في غزوة تبوك تحت قيادة الرسول، ومن هناك أرسله
الرسول في سرية إلى دومة الجندل، فدخلها وأسر صاحبها أكيدر بن عبد الملك
الذي صالحه الرسول على الجزية، وهدم صنمهم "وُدّ".[في عام 10 هـ، بعث
الرسول خالد بن الوليد في شهر ربيع الأول في سرية من أربعمائة مقاتل إلى
بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم
ثلاثًا، فإن استجابوا له يقبل منهم ويقيم فيهم ويعلمهم دينهم، وإن لم
يفعلوا يقاتلهم. لبّى بنو الحارث بن كعب النداء وأسلموا، فأقام خالد فيهم
يعلمهم الإسلام. ثم كتب خالد إلى الرسول بذلك، فأمره أن يقيم فيهم يعلمهم،
ثم ليقبل معه وفدهم، فوفدوا عليه يعلنون إسلامهم
واستمر خالد في جهاده وقيادته لجيش المسلمين بعد وفاة الرسول

شتهر بتكتيكاته وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق
والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر في غضون عدة سنوات من عام 632
حتى عام 636.
يعد أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في معركة طوال حياتهم،
فهو لم يهزم في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من
الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية
وحلفائهم،بالإضافة إلى العديد من القبائل العربية الأخرى. اشتهر خالد
بانتصاراته الحاسمة في معارك اليمامة وأُلّيس والفراض، وتكتيكاته التي
استخدمها في معركتي الولجة واليرموك
حروب الردة
بعد وفاة الرسول، انتقضت معظم القبائل العربية عدا أهل مكة والطائف
والقبائل المجاورة لمكة والمدينة والطائف على سلطان أبي بكر الخليفة
الجديد للمسلمين. اختلفت أسباب الانتقاض، فمنهم من إرتد عن الدين
الإسلامي، ومنهم من ظل على دين الإسلام مع رفضهم أداء فريضة الزكاة، ومنهم
من إلتف حول مدعي النبوة في القبائل العربية.
استغل مانعي الزكاة من قبائل عبس وذبيان وغطفان خروج بعث أسامة بن زيد
الذي كان قد أوصى به الرسول قبل وفاته، وحاولوا مهاجمة المدينة. وبعد أن
استطاع الخليفة صد الهجوم، وإرساله من يطارد فلول المنهزمين. عقد أبو بكر
أحد عشر لواءً، لمحاربة المرتدين ومانعي الزكاة في جميع أرجاء جزيرة العرب
أمّر أبو بكر خالد بن الوليد أحد تلك الجيوش قوامه 4,000 مقاتل، ووجهه
إلى إخضاع طيئ ثم محاربة مدعي النبوة طليحة بن خويلد وقبيلته بني أسد، ثم
التوجه لإخضاع بني تميم
إلا أنه وقبل أن يتحرك الجيش، وصل عدي بن حاتم الطائي بأموال زكاة طيئ، لتنضم بذلك طئ لجيش خالد.
اجتمعت قبائل أسد وفزارة وسليم وفلول عبس وذبيان وبكر حول طليحة بن خويلد
الذي إدعى النبوة، توجه إليهم خالد بجيشه، واشتبك معهم في بُزاخة، وهزمهم
وفرّ طليحة إلى الشام.أمر خالد بعد ذلك بمطاردة فلول المنهزمين
إدعى مسيلمة بن حبيب النبوة، واستطاع أن يجمع حوله أربعين ألفًا من قومه
بني حنيفة وغيرهم لذا، فقد وجّه له أبو بكر لواءً بقيادة عكرمة بن أبي
جهل، ثم أردفه بلواء آخر بقيادة شرحبيل بن حسنة.
تسرّع عكرمة في قراره بمواجهة جيش مسيلمة وحده قبل أن يدركه جيش شرحبيل
بن حسنة، مما عرّضه لهزيمة نكراء.حين وصل شرحبيل بجيشه، أدرك صعوبة
الموقف، لذا أرسل للخليفة ليُعلمه بما كان. حينئذ، كان خالد قد فرغ من أمر
بني تميم، فأمره أبو بكر بالتوجه من البطاح إلى اليمامة، لقتال مسيلمة
الكذاب متنبي بني حنيفة. حين وصل خالد بجيشه إلى ثنية اليمامة، أدرك جيشه
سرية من بني حنيفة، فأمر بقتلهم واستبقى رئيسهم مجاعة بن مرارة، لعله
يخلُص منه بما ينفعه، وقيّده بالحديد في خيمته، وجعل على حراسته زوجته أم
تميم.
نزل مسيلمة بجيشه في عقرباء على أطراف اليمامة. ثم إلتقى الجمعان، وكانت
الغلبة في البداية لبني حنيفة، فتراجع المسلمون حتى دخلوا فسطاط خالد،
وكادوا أن يبطشوا بأم تميم لولا أن أجارها مجاعة بن مرارة، لما وجد منها
من حسن معاملة. حينئذ، ثارت الحمية في قلوب المسلمين، فأظهر المهاجرون
والأنصار بطولاتٍ قلبت دفة المعركة لصالحهم، فتقهقرت بنو حنيفة يحتمون
بحديقة مسوّرة منيعة الجدران تسمى بـ "حديقة الرحمن". أدرك المسلمون أنهم
إن لم يسرعوا بالظفر بهم، فقد يطول الحصار، فطلب البراء بن مالك من رفقائه
أن يحملوه ليتسوّر الحديقة وتبعه بعض زملائه، واستطاعوا فتح باب الحديقة،
وأعمل المسلمون القتل في بني حنيفة، وقتل وحشي بن حرب مسيلمة، مما فتّ في
عضد بني حنيفة. ومن يومها، أصبحت الحديقة تسمى بـ "حديقة الموت".
بعد أن انتهت المعركة تحرك خالد بجيشه، ليفتح حصون اليمامة، وكان خالد قد
وثق بمجاعة لإجارته لأم تميم. وكان مجاعة قد أرسل للحصون التي لم يكن بها
سوى النساء والأطفال والشيوخ ومن لا يستطيعون القتال بأن يلبسوا الدروع.
أقنع مجاعة خالدًا بأن الحصون مملوءة بالرجال، ونظر خالد فوجد جيشه قد
أنهكته الحروب، وقتل منه الكثير حتى أنه قُدر قتلى المسلمون يوم اليمامة
بمائتين وألف منهم 360 من المهاجرين والأنصار، لذا رأى خالد أن يصالحهم
على أن يحتفظ المسلمون بنصف السبى والغنائم. عندئذ طلب منه مجاعة أن يذهب
ليعرض على قومه الأمر، ثم عاد زاعمًا بأنهم لم يقبلوا العرض، فخفّضه خالد
إلى الربع.وحين دخل المسلمون الحصون، لم يجد المسلمون سوى النساء والأطفال
والعجزة، غضب خالد لخداعه، إلا أنه وجدها شجاعة من مجاعة، استطاع بها أن
يحفظ بها من بقي من قومه، فأجاز الصلح.
دوره في فتح العراق
رأى أبو بكر بأن يمدّ المثنى بمدد ليتابع غزواته، لذا أمر خالد بأن يجمع
جنده في اليمامة، وألا يستكره أحدًا منهم، ويتوجه إلى العراق.وجد خالد أن
جيشه قد قلّ عدده، فطلب المدد من الخليفة، فأمدّه بالقعقاع بن عمرو
التميمي. تعجّب الناس من هذا المدد، فقال لهم أبو بكر: "لا يُهزم جيش فيه
مثل هذا"
معارك خالد بن الوليد في فتح العراق.
أدرك خالد المثنى قبل أن يصل إليه عياض بعشرة الآف مقاتل، لينضم إليه
ثمانية الآف مقاتل هم جند المثنى. كانت أول معارك خالد في العراق أما جيش
فارسي بقيادة "هرمز" في معركة ذات السلاسل. في بداية المعركة، طالب هرمز أن
يبارز خالد، وكان قد دبّر مكيدة بأن يتكاتل عليه جنده فيقتلوه، فيفتّ ذلك
في عضد المسلمين فينهزموا. لم يعطي هرمز خالد قدره، فقد قتله خالد قبل أن
تكتمل المكيدة، وأدرك القعقاع جند الفرس قبل أن يغدروا بخالد، ليثبت بذلك
للمسلمين صحة وجهة نظر الخليفة فيه. بعد ذلك، شدّ المسلمون على الفرس
وهزموهم، وأمر خالد المثنى بمطاردة الفلول
أدرك الفرس صعوبة موقفهم، فقرروا أن يستعينوا بأوليائهم من العرب من بني
بكر بن وائل، وإلتقى الجيشان في معركة الولجة والتي استخدم فيها خالد نسخة
مطورة من تكتيك الكماشة، حيث استخدم مجموعتين من الجند ليكمنوا
للفرساستثارت الهزيمة غضب الفرس وأوليائهم من العرب، فاجتمعوا في أُلّيس
بجيش عظيم، واشتبك معهم جيش المسلمين في معركة عظيمة تأرجحت وطالت بين
الفريقين، فتوجه خالد بالدعاء إلى ربه، و في النهاية، انتصر المسلمون وفر
الفرس والعرب
كانت الخطوة التالية لتأمين النصر هي فتح الحيرة عاصمة العراق العربي،
فتوجه بجيشه إليها وحاصرها، ولما لم يجدوا مهربًا قبلوا بأ يؤدوا الجزية.
وبعد أن أراح جيشه، سار خالد على تعبئته إلى الأنبار وعلى مقدمته الأقرع
بن حابس، فحاصرها وقد تحصن أهل الأنبار وخندقوا حولهم، فطاف خالد بالخندق
بحثًا عن أضيق مكان فيه، ثم أمر بنحر ضعاف الإبل وإلقائها في ذلك الموضع،
وعبرهم عليها جيشه ففتح بذلك الحصن اتجه خالد بعد ذلك إلى عين التمر، حيث
واجه جيشًا من الفرس والعرب من قبائل بني النمر بن قاسط وتغلب وإياد
بقيادة "عقة بن أبي عقة" في معركة عين التمر وانتصر عليهم وبذلك أصبح معظم
العراق العربي تحت سيطرة المسلمين.كان عياض بن غنم ما زال في حربه في
دومة الجندل منذ بعثه الخليفة لقتالهم، حيث طال حصاره لعام ولم يظفر بهم.
يأس الخليفة من الموقف، فأمده بالوليد بن عقبة، وحين وصل إليه الوليد أيقن
صعوبة موقف عياض، فأشار عليه بأن يرسل إلى خالد بن الوليد يستنصره. لم
يتردد عياض فأرسل لخالد، وكان قد همّ بالرحيل عن عين التمر. لذا، فقد توجه
خالد إليه بجيشه، فجعل دومة بينه وبين جند عياض، ونجح في افتضاض الحصن في
معركة دومة الجندل انتهز أهل العراق فرصة غياب خالد، فثاروا على الحاميات
الإسلامية، ووصل الخبر لخالد في دومة الجندل، فلم يطق البقاء وعاد
واستطاع اخضاعهم مرة أخرى في معارك المصّيخ والثني والزميل
واصل خالد زحفه شمالاً حتى بلغ الفراض، وهي موقع على تخوم العراق والشام،
وأقام فيها شهرًا لا يفصله عن الروم سوى مجرى الفرات. أرسل قائد الروم
لخالد يطالبه بالاستسلام، إلا أن خالد قال له أنه ينتظره في أرض
المعركة.ثم بعث إليه الروم يخيرونه إما أن يعبر إليهم أو يعبروا إليه،
فطالبهم بالعبور. استغل خالد عبور الروم إليه، وحاصرهم بجناحيه مستغلاً
وجود النهر خلفهم، وهزمهم هزيمة ساحقة.كانت معركة الفراض آخر معارك خالد
بن الوليد في العراق. أمر خالد جيشه بالعودة إلى الحيرة، وقرر أن يؤدي
فرضة الحج في سرّية تامة دون حتى أن يستأذن الخليفة. وبعد أن أتم حجه علم
الخليفة فلامه ونهاه عن تكرار فعله مرة أخرى
دوره في فتح الشام
أرسل خالد بن سعيد قائد المسلمين على تخوم الشام إلى أبي بكر يستأذنه في
منازلة الروم. وبعد أن استشار أبو بكر أهل الرأي، شجّعته انتصارات
المسلمين في العراق على الإقدام على خطوة مشابهة في الشام، فأذن لخالد بن
سعيد. لم يحالف الحظ جيش خالد بن سعيد بعد أن نجح الروم في استدراجه
وهزموا جيشه، وفر في كتيبة من جنده بعد مقتل ابنه، تاركًا عكرمة يتقهقر
بالجيش
لم يُضعف ذلك من عزم الخليفة، فوجّه أربعة جيوش دفعة واحدة إلى الشام،
بقيادة أبي عبيدة الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن
العاص ووجه كل منهم لوجهة مختلفة إلا أن الروم جيّشوا لهم في كل موضع
جيوشًا تفوقهم عددًا. وجد القادة أنهم إن قاتلوا منفردين فسيهزموا لا
محالة، لذا أرسل أبو عبيدة إلى أبي بكر يطلب المدد. ضاق أبو بكر بالموقف،
فقرر أن يرسل إلى خالد بن الوليد يأمره أن يستخلف المثنى بن حارثة
الشيباني في نصف الجند، ويسير بالنصف الآخر إلى الشام ليمدّ جيوش المسلمين
وعندئذ جاءته الأنباء بأن جيشًا روميّا قد احتشد في أجنادين، فأمر خالد
جيشه بالتوجه إلى أجنادين، وراسل قادة الجيوش الأخرى بموافاته في أجنادين.
ولما تم اجتماعهم هناك، جعل أبو عبيدة بن الجراح على المشاة في القلب،
ومعاذ بن جبل على الميمنة، سعيد بن عامر بن جذيم القرشي على الميسرة،
وسعيد بن زيد على الخيل. بدأت المعركة بمهاجمة ميسرة الروم لميمنة
المسلمين، ولكن معاذ بن جبل ورجاله صمدوا أمام الهجوم، ثم شنت ميمنة الروم
هجومًا على ميسرة المسلمين، فثبتوا كذلك. عند ذلك أمر قائد الروم برمي
الأسهم، عندئذ بدأ هجوم المسلمين، واستبسلوا ففر الروم منهزمين
ثم بلغ خالد أن الروم قد حشدوا جيشًا آخر يشرف على 240 ألف جندي في
اليرموك، فتوجهت جيوش المسلمين إليهم. وأظهر خالد أحد تكتيكاته الجديدة،
فقسم جيشه فرقًا كل منها ألف رجل، وجعل على ميمنته عمرو بن العاص ومعه
شرحبيل بن حسنة، وعلى الميسرة يزيد بن أبي سفيان، وعلى القلب أبا عبيدة،
وجعل على رأس كل فرقة بطلاً من أبطال المسلمين أمثال القعقاع وعكرمة
وصفوان بن أمية ثم رسم خالد خطة لاستدراج الروم بعيدًا عن مواقعهم التي
حفروا أمامها الخنادق فكلف عكرمة بن أبي جهل والقعقاع بن عمرو التميمي
الهجوم بفرقتيهما فجرًا حتى يبلغا خنادق الروم وبعد ذلك يتظاهران
بالانهزام ويتقهقران. ونفذ القائدان المهمة بنجاح، فلم رأهم الروم
يتراجعون، هاجمهم الروم. أظهر المسلمون بسالة في القتال، واستمر القتال
إلى الغروب، وأخيرًا تمكن المسلمون من الفصل بين فرسان الروم ومشاتهم،
فأمر خالد بمحاصرة الفرسان. فلما ضاق فرسان الروم بالقتال وأصابهم التعب،
فتح المسلمون أمامهم ثغرة أغرتهم بالخروج منها طالبين النجاة، تاركين
المشاة لمصيرهم. اقتحم المسلمون عليهم الخنادق، وقتلوا منهم ألوف.كان
انتصار اليرموك بداية نهاية سيطرة الروم على الشام
تولى عمر بن الخطاب الخلافة، ومعه كتاب إلى أبي عبيدة يولّيه إمارة الجيش ويعزل خالد الا أنه ظل تحت قيادة أبي عبيدة، كأحد قواده.
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة يأمره بغزو حمص. استأذن خالد أبا عبيدة،
وانطلق في فرقة من الفرسان ليدرك جيش الروم المتوجّه لدمشق. استطاع خالد
أن يهزم هذا الجيش الرومي بعدما حُصر الروم بين قوات خالد وحامية
المدينة.عاد خالد لينضم لقوات أبي عبيدة، وحاصر معه حمص إلى أن سلّم أهلها
طالبين الصلح، فصالحهم أبو عبيدة على شروط وخراج صلح دمشق، ثم سلمت حماة
واللاذقية وعلى نفس الشروط.
توجه جيش أبو عبيدة وخالد، لاستكمال فتح شمال الشام.]
كان الهدف التالي للمسلمين أنطاكية عاصمة الجزء الآسيوي من الإمبراطورية
البيزنطية. وقبل أن يسيروا إليها، قرر أبو عبيدة وخالد عزل المدينة عن
الأناضول، بالاستيلاء على جميع القلاع التي قد توفر الدعم الاستراتيجي إلى
أنطاكية، وأهمها أعزاز في الشمال الشرقي من أنطاكية. وقد خاض الروم
المدافعون عن أنطاكية معركة يائسة مع جيش المسلمين خارج المدينة بالقرب من
نهر العاصي، لكنها انتهت بهزيمتهم
وجّه أبو عبيدة خالد شمالاً، بينما توجّه جنوبًا وفتح اللاذقية وجبلة
وطرطوس والمناطق الساحلية الغربية من سلسلة جبال لبنان الشرقية. استولى
خالد على الأراضي

بعد تلك المعارك، أمر عمر باستكمال غزو بلاد ما بين النهرين. فبعث أبو
عبيدة خالد وبعث سعد عياض بن غنم لغزو شمال بلاد ما بين النهرين

تحدث الناس بفعال خالد في أرمينية، وتحدثوا بانتصاراته في الشام والعراق،
فتغنّى الشعراء بفعاله، فوهبهم خالد من ماله وأغدق عليهم، . بلغ عمر في
المدينة خبر جائزة خالد فكتب عمر إلى أبي عبيدة أن يستقدم خالد مقيدًا
بعمامته، حتى يعلم أأجاز الأشعث من ماله أم من مال المسلمين، فإن زعم أنها
من مال المسلمين، فتلك خيانة للأمانة وإن زعم أنها من ماله، فقد أسرف،
وفي كلتا الحالتين يُعزل خالد من قيادته للجيوش. تحيّر أبو عبيدة، فترك
تنفيذ تلك المهمة لبلال بن رباح رسول الخليفة بالكتاب. أرسل أبو عبيدة
يستدعي خالد من قنسرين، ثم جمع الناس وسأل بلال خالدًا عما إذا كانت
جائزته للأشعث من ماله أم من مال المسلمين؟.فأجاب خالد أنها من ماله
الخاص، فأعلنت براءته. فاجأ أبو عبيدة خالدًا بأن الخليفة قد عزله، وأنه
مأمور بالتوجه للمدينة.
ذهب خالد للمدينة المنورة للقاء عمر، محتجًا على ما اعتبره ظلمًا، إلا أن
عمر أصر على قراره. كثر اللغط في الأمصار حول عزل عمر لخالد، فأذاع في
الأمصار:
إني لم أعزل خالدًا عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فتنوا به، فخفت أن
يوكلوا إليه ويُبتلوا به. فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وألا
يكونوا بعرض فتنة.
كانت تلك هي نهاية مسيرة خالد العسكرية الناجحة.
وفاته
في غضون أقل من أربع سنوات من عزله، توفي خالد في عام 21 هـ/642 م، ودفن
في حمص، حيث كان يعيش منذ عُزل. قبره الآن في الجامع المعروف باسمه. وقد
روي أنه قال على فراش الموت:
خالد بن الوليد لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا
وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف
أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء.

حزن المسلمون لموت خالد أشد الحزن، وكان الخليفة عمر من أشدهم حزنًا، حتى
أنه مرّ بنسوة من بني مخزوم يبكينه، فقيل له: ألا تنهاهن؟. فقال: "وما
على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان، ما لم يكن نقع أو لقلقة (يعني صياح
وجلبة). على مثله تبكي البواكي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير



المشاركات : 4130

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:57 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 37763010150361210307602

الحلقة ثالثة وعشرون :خباب بن الأرت

أول من أظهر إسلامه


و خبّاب بن الأرت بن جندلة التَّميمي وكنيته أبو يحيى وقيل أبو عبد الله،
صحابي من السابقين إلى الإسلام، وهو أول من أظهر إسلامه، وكان قد سُبيَ
في الجاهلية،قد ولد في قبيلة تميم، وأُسر في مكة، فاشترته أم أنمار بنت
سباع، وكان صانِعًا للسيوف، يبيعها ويأكل من عمل يده، فلما سمع عن الإسلام
أسرع إلى النبي ( ليسمع منه عن هذا الدين الجديد، فشرح الله صدره، ثم
أعلن إسلامه ليصبح من أوائل المسلمين.وفي يوم إسلامه جاء إلى عمله، وكان
هناك نفر ينتظرون فسألوه: (هل أتممت صنع السيوف يا خباب ؟) فقال وهو يناجي
نفسه: (إن أمره لعجب) فسألوه: (أي أمر؟) فيقول: (هل رأيتموه؟ وهل سمعتم
كلامه؟) وحينها صرح بما في نفسه: (أجل رأيته وسمعته، رأيت الحق يتفجر من
جوانبه، والنور يتلألأ بين ثناياه) وفهم القرشيون فصاح أحدهم: (من هذا
الذي تتحدث عنه يا عبد أم أنمار؟) فأجاب: (ومن سواه يا أخا العرب، من سواه
في قومك يتفجر من جوانبه الحق، ويخرج النور من بين ثناياه؟) فهب آخر
مذعورا قائلا: (أراك تعني محمدا) وهز خباب رأسه قائلا: (نعم إنه هو رسول
الله الينا ليخرجنا من الظلمات إلى النور) كلمات أفاق بعدها خباب من
غيبوبته وجسمه وعظامه تعاني رضوضا وآلاما ودمه ينزف من جسده فكانت هذه هي
البداية لعذاب وآلام جديدة قادمة.استنجد الكفار بأم أنمار، السيدة التي
كان خباب ‎رضي الله عنه عبدا لها قبل أن تعتقه، فأقبلت تأخذ الحديد المحمى
وتضعه فوق رأسه ونافوخه، وخباب يتلوى من الألم، ولكنه يكظم أنفاسه حتى لا
يرضي غرور جلاديه، ومر به الرسول والحديد المحمى فوق رأسه، فطار قلبه
رحمة وأسى، ولكن ماذا يملك أن يفعل له غير أن يثبته ويدعو له: (اللهم انصر
خبابا) وبعد أيام قليلة نزل بأم أنمار قصاص عاجل، إذ أنها أصيبت بسعار
عصيب وغريب جعلها -كما يقولون- تعوي مثل الكلاب، وكان علاجها أن يكوى تعرض
خباب لشتى ألوان العذاب، لكنه تحمل وصبر في سبيل الله، فقد كانوا يضعون
الحديد المحمي على جسده فما يطفئ النار إلا الدهن الموجود في ظهره، وقد
سأله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يومًا عما لقى من المشركين، فقال خباب:
يا أمير المؤمنين، انظر إلى ظهري، فنظر عمر، فقال: ما رأيت كاليوم، قال
خباب: لقد أوقدت لي نار، وسحبت عليها فما أطفأها إلا ودك ظهري (أي دهن
الظهر).
وذات يوم كثر التعذيب على خباب وإخوانه المسلمين المستضعفين، فذهب مع بعض
أصحابه إلى رسول الله (، وكان متكئًا في ظل الكعبة، وقالوا: يا رسول
الله، ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال لهم رسول الله (: (قد كان من
قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على
رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك
عن دينه، والله ليتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت
لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) [البخاري]. فزاد كلام
النبي ( خبابًا وأصحابه إيمانًا بنصر الله، وإصرارًا على دعوتهم، فصبروا
واحتسبوا ما يحدث لهم عندالله -عز وجل-.
لم يكتف ‎رضي الله عنه في الأيام الأولى بالعبادة والصلاة، بل كان يقصد
بيوت المسلمين الذين يكتمون إسلامهم خوفا من المشركين، فيقرأ معهم القرآن
ويعلمهم إياه، فقد نبغ خبّاب بدراسة القرآن آية آية، حتى اعتبره الكثيرون
ومنهم عبد الله بن مسعود مرجعا للقرآن حفظا ودراسة، وهو الذي كان يعلم
القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطاب
متقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الإسلام ورسوله لكنه لم يكد يتلو
القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة: (دلوني على محمد) وسمع
خباب كلمات عمر، فخرج من مخبئه وصاح:(يا عمر والله إني لأرجو أن يكون الله
قد خصك بدعوة نبيه ، فإني سمعته بالأمس يقول:(اللهم أيد الإسلام بأحب
الرجلين إليك، أبي الحكم بن هشام، وعمر بن الخطاب) فسأله عمر من فوره:
(وأين أجد الرسول الآن يا خباب؟) وأجاب خباب: (عند الصفا في دار الأرقم بن
أبي الأرقم) فمضى عمر إلى مصيره العظيم
فقد ذهب إلى العاص بن وائل أحد المشركين الكافرين ليطلب منه ثمن السيوف
التي صنعها له قبل ذلك، فيقول له العاص: لا أعطيك شيئًا حتى تكفر بدين
محمد، فرد عليه خباب: لا، والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، فقال له
العاص مستهزءًا وساخرًا: فأني إذا مت ثم بعثت، جئتني يوم القيامة، ولي
هناك مال وولد فأعطيك؟! فأخبر خباب النبي ( بذلك، فأنزل الله قرآنا كريمًا
يذم فيه هذا المشرك، قال تعالى: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لآوتين
مالاً} [مريم: 77]_ [ابن سعد والبخاري].
وجاءت الهجرة، فأسرع خباب ملبيًّا أمر النبي (، فهاجر إلى المدينة، وهناك آخى الرسول ( بينه وبين تميم مولى
خراس بن الصمة -رضي الله عنهما-، وشارك خباب في جميع غزوات الرسول وأظهر
فيها شجاعة وفروسية، وظلَّ محبًّا للجهاد في سبيل الله، وشارك خباب في
الفتوحات أيام أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب-رضي الله عنهما-عندما فاض بيت
مال المسلمين بالمال أيام عمر وعثمان -رضي الله عنهما-، كان لخباب راتب
كبير بوصفه من المهاجرين السابقين إلى الإسلام، فبنى داراً بالكوفة، وكان
يضع ماله في مكان من البيت يعلمه أصحابه ورواده، وكل من احتاج يذهب ويأخذ
منه.بالرغم من هذه الحياة البسيطة، كان يعتقد أنه أخذ من الدنيا الكثير،
فكان يبكى على بسط الدنيا له
وفي مرضه الذي مات فيه دخل عليه بعض الصحابة، فقالوا له: أبشر يا أبا عبد
الله، ترد على محمد ( الحوض، فأشار خباب إلى أعلى بيته وأسفله قائلاً:
كيف بهذا؟! وقد قال رسول الله (: (أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب)
[ابن ماجه]، ولقد رأيتني مع رسول الله ( ما أملك درهمًا، وإن في جانب بيتي (الآن) لأربعين ألف درهم.
وطلب خباب كفنه، فلما رآه بكى، وقال: لكن حمزة -رضي الله عنه- لم يوجد له
كفن إلا بردة ملحاء إذا جعلت على رأسه قلصت (انضمت) عن قدميه، وإذا جعلت
على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مدت على رأسه، وجعل على قدميه الإذخر.
ودخل عليه بعض أصحابه فقال لهم: إن في هذا التابوت (الصندوق) ثمانين ألف
درهم، والله ما شددت لها من خيط ولا منعتها من سائل، ثم بكى، فقالوا: ما
يبكيك؟ قال: أبكى أن أصحابي مضوا ولم تنقصهم الدنيا شيئًا، وإنا بقينا
بعدهم حتى لم نجد لها موضعًا إلا التراب. وفي عام (37 هـ) صعدت روح خباب
إلى بارئها ودفن بالكوفة، ولما عاد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من
معركة صفين، مر بقبر خباب؛ فقال: رحم الله خبابًا، أسلم راغبًا، وهاجر
طائعًا، وعاش مجاهدًا، وابتلى في جسمه أحوالاً.
مات ‎رضي الله عنه في السنة السابعة والثلاثين للهجرة. مات واحد ممن كان
الرسول يكرمهم ويفرش لهم رداءه ويقول :(أهلاً بمن أوصاني بهم ربي) وهو أول
من دُفِنَ بظهر الكوفة من الصحابة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:58 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 38732010150362234802602
الحلقة أربعه وعشرون :

عبد الله بن عمر
راهب الليل


عبد الله بن عمر بن الخطاب، ويكنى بأبي عبد الرحمن، أمه زينب بنت مظعون،
ولد بعد البعثة بعامين وأبوه لم يسلم بعد، وما إن أصبح يافعا كان الله قد
هدى والده عمر بن الخطاب، فأخذ ينهل من الإسلام عن الرسول محمد بن عبد
الله مباشرة، حيث كان يتبعه كظله.وعندما هاجر كان عمره إحدى عشرة سنة، وفي
غزوة أحد أراد أن يخرج للجهاد، فعرض نفسه على النبي ( فردَّه لصغر سنه،
وفي غزوة الخندق ظل يلح على النبي ( حتى وافق على خروجه، وكان عمره خمس
عشرة سنة، واستمر بعد ذلك يجاهد في جميع الغزوات والمواقع.
وكان -رضي الله عنه- يتبع آثار النبي ( ويقتدي به في جميع أموره؛ لدرجة
أنه كان يتحرى أن يصلي في كل مكان صلى فيه النبي (، ويسير في كل طريق سار
فيه، رجاء أن توافق صلاته أو مشيته مكانًا صلى فيه الرسول ( أو سار فيه،
وعلم أن النبي ( نزل تحت شجرة يستظل بها، فكان عبدالله ينزل عندها،
ويتعهدها بالسقي فيصب في جذرها حتى لا تيبس. [ابن سعد].يقول عبد الله: كان
الرجل في حياة النبي ( إذا رأى رؤيا قصها على النبي (، فتمنيت أن أرى
رؤيا أقصها على النبي (، وكنت غلامًا شابًا، وكنت أنام في المسجد على عهد
النبي (، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي
مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أناس قد عرفتهم فجعلت أقول:
أعوذ بالله من النار، فلقينا ملك آخر، فقال لي: لم ترع (لا تخف)، فقصصتها
على حفصة (أخته وزوج النبي ()، فقصتها حفصة على النبي (، فقال: (نعم الرجل
عبد الله لو كان يصلي من الليل) قال سالم: فكان عبد الله لا ينام من
الليل إلا قليلاً [متفق عليه]. وكان إذا فاتته العشاء في جماعة، أحيي بقية
ليلته. [أبو نعيم]، وكان لعبد الله مهراس (حجر مجوف) يوضع فيه الماء
للوضوء فيصلي ما قدر له، ثم يصير إلى الفراش فيغض إغفاء الطائر (ينام
نومًا قصيرًا)، ثم يقوم فيتوضأ ويصلي، يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو
خمسًا. [ابن المبارك].كان ابن عمر رجلاً آدم جسيماً ضخماَ، روى الكثير من
الاحاديث عن رسول الله. يقول الامام البخاري "أصح الاسانيد(مالك عن نافع
عن عبد الله بن عمر)". قال الامام أحمد بن حنبل: أصح الأسانيد الزهري عن
سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه. ويرجع هذا إلى كونه أنه كان يبلغ أحد عشر
من عمره عند الهجرة إلى المدينة وتأخر موته إلى عام 74 هـ.

كان فقيها كريما حسن المعشر طيب القلب لا يأكل إلا وعلى مائدته يتيم يشاركه الطعام
وكان عبد الله من أهل التقوى والورع والعلم، وكان مع علمه الشديد يتحرى في
فتواه، ويخاف أن يفتي بدون علم، وقد جاءه يومًا رجل يستفتيه في شيء،
فأجابه معتذرًا: لا علم لي بما تسأل عنه، ثم فرح وقال: سئل ابن عمر عما لا
يعلم فقال: لا أعلم. وقال عنه ميمون بن مهران: ما رأيت أتقى من ابن عمر.
وكان كارهًا لمناصب الدنيا، خائفًا من تحمل أعبائها، وقد أرسل إليه
عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وعرض عليه منصب القضاء فرفض ابن عمر، وكان
عبد الله يحب الحق ويكره النفاق، وقد جاء إليه عروة بن الزبير بن العوام
وقال له: يا أبا عبد الرحمن، إنا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء فيتكلمون بالكلام،
ونحن نعلم أن الحق غيره فنصدقهم، ويقضون بالجور (أي يحكمون بين الناس بغير
الحق) فنقويهم ونحسنه لهم، فكيف ترى في ذلك؟! فقال ابن عمر لعروة: يابن
أخي، كنا مع رسول الله ( نعدَّ هذا النفاق، فلا أدرى كيف هو
عندكم؟!
وذات يوم رأى رجلاً يمدح رجلاً آخر، فأخذ ابن عمر ترابًا ورمى به في وجهه
وقال له: إن رسول الله ( قال: (إذا رأيتم المدَّاحين فاحثوا (ألقوا) في
وجوههم التراب) [مسلم]. وكان رقيق القلب، حسن الطباع، لا يسمع ذكر النبي (
إلا بكى، وما كان يمر بمسجده وقبره ( إلا بكى حبًّا وشوقًا إليه.
وكان حسن الخلق لم يلعن خادمه قط، ولم يسَبَّ أحدًا طوال حياته، وقد
ارتكب خادمه خطأ ذات مرة فهمَّ أن يشتمه، فلم يطاوعه لسانه، وندم على ما
همَّ به فأعتقه لوجه الله تعالى، وكان قارئًا للقرآن، خاشعًا لله، وكلما
قرأ أو سمع آية فيها ذكر القيامة بكى حتى تبتل لحيته من كثرة الدموع، فعن
نافع قال: كان ابن عمر إذا قرأ: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر
الله} [الحديد: 16] بكى حتى يغلبه البكاء. [أبو نعيم].
وكان يعظم صحابة النبي ( ويعرف قدرهم، وكان يخرج إلى السوق من أجل السلام
على المسلمين فقط، وكان كثير التصدق وجوادًا كريمًا يكثر الإنفاق في سبيل
الله، وكان إذا أحب شيئًا أو أعجب به أنفقه في سبيل
الله، وكان من أشد الناس زهدًا في نعيم الدنيا، ومن أحسن الناس حبا لفعل
الخير، فيحكى أنه كان مريضًا فقال لأهله: أني أشتهي أن آكل سمكًا فأخذ
الناس يبحثون له عن سمك فلم يجدوا إلا سمكة واحدة بعد تعب شديد، فأخذتها
زوجته صفية بنت أبي عبيدة فأعدتها، ثم وضعتها أمامه فإذا بمسكين يطرق
الباب، فقال له ابن عمر: خذ هذه السمكة، فقال أهله: سبحان الله! قد
أتْعَبتنا حتى حصلنا عليها، وتريد أن تعطيها للمسكين؟! كلْ أنت السمكة
وسنعطي له درهما فهو أنفع له يشتري به ما يريد.
فقال ابن عمر: لا أريد أن أحقق رغبتي وأقضي شهوتي، إنني أحببت هذه السمكة
فأنا أعطيها المسكين إنفاقًا لِمَا أُحِبُّ في سبيل الله. [ابن سعد وأبو
نعيم والهيثمي].
وبينما كان عبد الله -رضي الله عنه- يؤدي فريضة الحج أصابه سن رمح كان مع
أحد الرجال في منى فجرحه، فأدى هذا الجرح إلى وفاته، ودفن بمكة في سنة
(73هـ)، وقد روى كثيرًا من أحاديث الرسول (، حيث روى ألفين وست مئة وثلاثين
حديثًا.توفى بمكة بعد منصرف الناس من الحج وعمره أربع وثمانين سنة ودفن
بالمُحصَّب وهو آخر من مات من الصحابة بمكة مات سنة 73 وقيل 74.
كان سبب قتله أن الحجاج أمر رجلاً فَسَمَّ زُجَّ (الحديدة في أسفل الرمح)
رمح وزحمه ووضع الزج في ظهر قدمه وإنما فعل الحجاج ذلك لأنه خطب يوماً
وأخر الصلاة (تكلم عن ابن الزبير) فقال له ابن عمر: إن الشمس لا تنتظرك
فقال له الحجاج: لقد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك قال: إن تفعل فإنه سفيه
مُسَلَّط [أسد الغابة]
أولاده
أبو بكر وأبو عبيدة وواقد وعبد الله وعمر وحفصة وسودة (أمهم صفية) وعبد
الرحمن وسالم وعبيد الله وحمزة (أمهم أم ولد) وزيد وعائشة (لأم ولد)
[البداية والنهاية].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:58 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 37795010150364943007602

الحلقة خامسة وعشرون :أبو هريرة
حافظ الإسلام


الصحابي الجليل أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي (19 ق.هـ/599 م - 57 هـ/676 م)
أبو هريرة صاحب رسول الله ومن كبار الصحابة, قد أجمع أهل الحديث أن أبا
هريرة أكثر الصحابة روايةً وحفظاً للحديث رسول الله . اسمه في الجاهلية عبد
شمس بن صخر ولما أسلم أسماه رسول الله عبد الرحمن بن صخر الدوسي نسبة إلى
قبيلة دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران.
أبو هريرة سر كنيته " كنت أرعى غنم أهلي، وكانت لي هريرة صغيرة، فكنت
أضعها بالليل في شجر، فإذا كان النهار ذهبت بها معي، فلعبت بها فكنوني
"أبا هريرة"
كان أبو هريرة t قبل أن يسلم يعيش فقيرًا معدمًا في قبيلة بعيدة عن رسول
الله ، يقول t عن نفسه: نشأت يتيمًا، وهاجرت مسكينًا، وكنت أجيرًا لبسرة
بنت غزوان بطعام بطني وعُقْبَة رجلي، فكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدو لهم إذا
ركبوا، فزوجنيها الله، فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا، وجعل أبا هريرة
إمامًا.
أسلم في دوس على يد الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه في السنة 7هـ(1) ،
وهو وحده الذي أجاب دعوة الطفيل بن عمرو الدوسي - بعد أبي الطفيل وزوجه -
عندما دعا الطفيل قبيلته دوسًا إلى الإسلام ، وقدم مع الطفيل بن عمرو
الدوسي إلى الرسول في مكة عندما طلب الطفيل من رسول الله أن يدعو على دوس،
وقال أبو هريرة عندها "هلكت دوس" ولكن النبي قال"اللهم اهد دوسًا"
وهاجر عام خيبر في المحرم سنة سبع من الهجرة إلى المدينة أثناء فتح خيبر
أي بعد إسلامه بعشر سنوات.فمنذ أن قدم إلى النبي لم يفارقه أبدًا، وفي
سنوات قليلة حصّل من العلم عن الرسول ما لم يحصله أحد من الصحابة t، وكان
النبي يوجِّهه كثيرًا؛ فعنه t أن النبي قال له: "يا أبا هريرة، كن ورعًا
تكن أعبد الناس".كان أبو هريرة رضي الله عنه من علماء الصحابة وفضلائهم،
يشهد لذلك رواية كثير منهم عنه، ورجوعهم غليه في الفتوى، فقد روى عنه من
الصحابة: زيد بن ثابت، وأبو أيوب الأنصاري, وعبد الله بن عباس، وعبد الله
بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وأبي بن كعب، وجابر بن عبد الله، وعائشة،
والمسور بن مخرمة، وأبو موسى الأشعري، وأنس بن مالك، وأبو رافع مولى رسول
الله ، وغيرهم من الصحابة.
ومن التابعين روى عنه قبيصة بن ذؤيب، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير،
وسالم بن عبد الله بن عمر، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو صالح السمان،
وعطاء بن أبي رباح, وعطاء بن يسار، ومجاهد، والشعبي، وابن سيرين، وعكرمة،
ونافع مولى ابن عمر، وأبو إدريس الخولاني، وغيرهم من التابعين رضي الله
عنهم.
قال الامام البخاري: روى عنه ثمانمائة نفس أو أكثر، وكما رووا عنه فقد
رجعوا إليه في السؤال والفتوى، ومنهم من قدمه في ذلك ووافقه فيما قال.
قال أبو هريرة t: "ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله مني إلا عبد الله بن
عمرو؛ فإنه كان يعي بقلبه وأعي بقلبي، وكان يكتب وأنا لا أكتب، استأذن
رسول الله في ذلك، فأذن له".
أمه : هي الصحابية الجليلة أميمة بنت صفيح بن الحارث بن شابي بن أبي صعب
بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد
الله بن زهران
كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة. فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله
ما أكره. فأتيت رسول الله وأنا أبكي. قلت: يا رسول الله! إني كنت أدعو
أمي إلى الإسلام فتأبى علي. فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره. فادع
الله أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله " اللهم ! اهد أم أبي هريرة "
فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله [[]]. فلما جئت فصرت إلى الباب. فإذا هو
مجاف. فسمعت أمي خشف قدمي. فقالت: مكانك ! يا أبا هريرة ! وسمعت خضخضة
الماء. قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها. ففتحت الباب. ثم قالت: يا
أبا هريرة ! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال
فرجعت إلى رسول الله ، فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال قلت: يا رسول الله !
أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة. فحمد الله وأثنى عليه وقال
خيرا. قال قلت: يا رسول الله ! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده
المؤمنين، ويحببهم إلينا. قال فقال رسول الله " اللهم ! حبب عبيدك هذا -
يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين. وحبب إليهم المؤمنين " فما خلق
مؤمن يسمع بي، ولا يراني، إلا أحبني.
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2491 خلاصة الدرجة: صحيح".
روي عن أبو هريرة في صحيح البخاري وصحيح مسلم :
أبو هريرة أنه قال:إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن النبي ، إني
كنت امرءا مسكينا صحبت النبي على بطني, وكان المهاجرون تشغلهم التجارة في
الأسواق, وكانت الأنصار يشغلهم القيام على جمع أموالهم. فحضرت من النبي
مجلسا فقال: من بسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا
سمعه مني, فبسطت ردائي على حتى قضي حديثه ثم قبضتها إلي، فوالذي نفسي بيده
لم أنسى شيئا سمعته منه .
جهاده
شارك بعد هجرته إلى المدينة جميع الغزوات مع الرسول فعن سعيد بن المسيب, عن أبي هريرة، قال: "شهدنا مع رسول الله يوم خيبر… الحديث.
شهد حرب مؤتـه مع المسلمين وحرب الردة مع أبي بكر وعلي بعد وفاة [الرسول]
.أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي قال :((أمرت أن أقاتل الناس حتى
يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها
وحسابهم على الله, قال فلما كانت الردة قال عمر لأبي بكر تقاتلهم وقد سمعت
رسول الله يقول :كذا وكذا؟ فقال أبو بكر: والله لا أفرق بين الصلاة
والزكاة ولأقاتلن من فرق بينهما, قال أبو هريرة فقاتلت معه.
مع عمر بن الخطاب :
عن أبي هريرة t أن عمر بن الخطاب t دعاه ليستعمله، فأبى أن يعمل له، فقال:
أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرًا منك؟! قال: مَن؟ قال: يوسف بن يعقوب
عليهما السلام. فقال أبو هريرة: يوسف نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة ابن
أميمة أخشى ثلاثًا أو اثنتين. فقال عمر: أفلا قلت خمسًا؟ قال: أخشى أن أقول
بغير علم، وأقضي بغير حكم، وأن يضرب ظهري، وينتزع مالي، ويشتم عرضي.
مع عثمان بن عفان :
روى سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: إني لمحصور مع عثمان في الدار. قال:
فرُمِي رجل منا، فقلت: يا أمير المؤمنين، الآن طاب الضراب، قتلوا منا
رجلاً. قال عثمان t: عزمت عليك يا أبا هريرة إلا رميت سيفك؛ فإنما تراد
نفسي، وسأقي المؤمنين بنفسي. قال أبو هريرة t: فرميت سيفي لا أدري أين هو
حتى الساعة.
وفاته
طال عمر أبي هريرة بعد الرسول 47 عاما. دخل مروان بن الحكم عليه في مرضه
الذي مات فيه فقال شفاك الله، فقال أبو هريرة : اللهم إني أحب لقاءك فأحب
لقائي, ثم خرج مروان فما بلغ وسط السوق حتى توفي, بالمدينة المنورة ودفن
بالبقيع سنة 57 هـ عن عمر يناهز 78 عاما.
و قد روى عنه نحو ثمانمائة رجل من الصحابة والتابعين وغيرهم, وروى عنه
أصحاب الكتب الستة ومالك بن أنس في موطأه، وأحمد بن حنبل في مسنده, وقد
جمع أبو إسحاق إبراهيم بن حرب العسكري المتوفى سنة 282 هـ مسند أبي هريرة
وتوجد نسخة منه في خزانة كوبرلس بتركيا كما ذكر صاحب الأدب العربي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:58 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 38734710150365747347602

الحلقة سادس وعشرون : سعد بن معاذ
شهيد السماء


سعد بن معاذ بن النعمان بن امرؤ القيس الأنصاري الأوسي الأشهلي أمه كبشة
بنت رافع. صحابي من أهل المدينة، سيد الأوس. يكنى أباعمر. أسلم على يد
مصعب بن عمير الذي أوفده الرسول للدعوة في المدينة قبل الهجرة، ويُعلِّم
من أسلم منهم القرآن وأحكام الدين، وجلس مصعب ومعه الصحابي أسعد بن زرارة
في حديقةبالمدينة، وحضر معهما رجال ممن أسلموا، فلما سمع بذلك سعد بن معاذ
وأسيد بن حضير، وكانا سيديّ قومهما، ولم يكونا أسلما بعد، قال سعد لأسيد
بن حضير: انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا ديارنا ليسفها ضعفاءنا،
فازجرهما، وانههما عن أن يأتيا ديارنا، فأخذ أسيد حربته ثم أقبل عليهما،
فلما رآه أسعد بن زراة قال لمصعب: هذا سيد قومه قد جاءك، فاصدق الله
فيه.ووقف أسيد يسبهما، فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرًا
قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره، فجلس أسيد، واستمع إلى مصعب، واقتنع
بإسلامه، فأسلم، ثم قال لهما: إن ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد
من قومه، وسأرسله إليكما الآن سعد بن معاذ، ثم أخذ أسيد حربته وانصرف إلى
سعد وقومه وهم جلوس، فقال له: إن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة
ليقتلوه، وكان أسعد ابن خالة سعد، فقام سعد غاضبًا فأسرع وأخذ الحربة في
يده. فلما رآهما جالسين مطمئنين، عرف أن أسيدًا إنما قال له ذلك ليأتي به
إلى هذا المكان، فأخذ يشتمهما، فقال أسعد لمصعب: أي مصعب، جاءك والله سيدٌ
من ورائه قومه إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم أحد.فقال مصعب لسعد: أو تقعد
فتسمع؟ فإن رضيت أمرًا، ورغبت فيه قبلته، وإن كرهته، عزلنا عنك ما تكره.
قال سعد: أنصفت، ثم وضع الحربة، وجلس. فعرض عليه الإسلام، وقرأ عليه
القرآن كما فعل مع أسيد، فلمح مصعب وأسعد الإسلام في وجه سعد بن معاذ قبل
أن يتكلم؛ فقد أشرق وجهه وتهلل، ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أسلمتم
ودخلتم في هذا الدين؟ قال: تغتسل فتطهر وتطهر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق،
ثم تصلى ركعتين.ففعل سعد ذلك، ثم أخذ حربته ورجع إلى قومه، فلما رآه قومه
قالوا: نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به، فقال لهم
سعد: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا
رأيًّا. قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام، حتى تؤمنوا بالله
وبرسوله، فما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا ودخل في
الإسلام.وقال سعد لبني عبد الأشهل: «"كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى
تسلموا"» فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام وأقام مصعب بن عمير
في داره يدعو الناس إلى الإسلام. كان سعد وأسيد بن الحضير يكسران الأصنام.
وبعد انتشار الإسلام في ربوع المدينة، أذن الله سبحانه لنبيه ( بالهجرة
إلى المدينة، فكان سعد خير معين لإخوانه المهاجرين إلى المدينة.ولما هاجر
النبي آخى بينه وبين سعد بن أبي وقاص.
وجاءت السنة الثانية من الهجرة، والتي شهدت أحداث غزوة بدر، وطلب النبي (
المشورة قبل الحرب، فقام أبو بكر وتحدث ثم قام، فتحدث عمر، ثم قام
المقداد بن عمرو، وقالوا وأحسنوا الكلام، ولكنهم من المهاجرين، فقال
الرسول (: (أشيروا علي أيها الناس)، فقال سعد بن معاذ زعيم الأنصار: والله
لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: (: أجل)، فقال سعد: لقد آمنا بك
وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا
ومواثيقنا، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو
استعرضت بنا هذا البحر، فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره
أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصُبُر في الحرب، صُدُق في اللقاء، لعل الله
يريك منا ما تقرَّ به عينك، فسر بنا على بركة الله.
فسُرَّ رسول الله ( عندما سمع كلام سعد، ثم قال: (سيروا وأبشروا، فإن
الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع
القوم) [ابن هشام].
وقبل أن تبدأ المعركة قال سعد بن معاذ: يا نبي الله، ألا نبني لك عريشًا
تكون فيه، ونعد عندك ركائبك، ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على
عدونا؛ كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى، جلست على ركائبك، فلحقت بمن
وراءنا، فأثنى عليه رسول الله ( خيرًا، ودعا له بخير، ثم بني لرسول الله (
عريشًا،فجلس فيه يدعو الله أن ينصر الإسلام. [ابن هشام].
وأبلى المسلمون في غزوة بدر بلاء حسنًا، وكان لهم النصر.
ويروى أن سعد بن معاذ كان يقول: ثلاث أنا فيهن رجل كما ينبغي، وما سوى ذلك
فأنا رجل من الناس، ما سمعت من رسول الله ( حديثًا قط إلا علمت أنه حق من
الله عز وجل، ولا كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها، ولا كنت
في جنازة قط، فحدثت نفسي بغير ما تقول، ويقال لها، حتى أنصرف عنها. وكان
سعيد بن المسيب يقول: هذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبي.وتأتى غزوة
أحد، ويظهر سعد فيها حماسة شديدة وشجاعة عظيمة، وظل يدافع عن النبي ( حتى
عاد المشركون إلى مكة.
غزوة الخندق وما بعدها ووفاته
وفي غزوة الخندق، تحالف المشركون وتجمعوا من كل مكان يحاصرون المدينة،
واستغلَّ بنو غطفان الموقف، فبعثوا إلى رسول الله ( كتابًا يعرضون فيه أن
يتركوا القتال في مقابل أن يحصلوا على ثلث ثمار المدينة، فاستشار الرسول (
صحابته في هذا.
فقال سعد: يا رسول الله، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك، وكانوا لا
يطمعون أن يأكلوا منا ثمرة واحدة، أفحين أكرمنا الله بالإسلام، نعطيهم
أموالنا! والله ما لنا بهذه من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم
الله بيننا وبينهم، فرضي الرسول ( والصحابة بذلك.
وروي أنه مر على أمه والسيدة عائشة بنت أبي بكر وعليه درع له خرجت منها
ذراعه وفي يده حربة وهو ينشد: «لابأس بالموت إذا حان الأجل» فقالت أم سعد:
«الحق يابني قد والله أخرت» فقالت عائشة: «يا أم سعد لوددت أن درع سعد
أسبغ مما هي» فخافت أمه عليه
وأصيب سعد بن معاذ في غزوة الخندق بسهم حين رماه ابن العرقة وقال: خذها
وأنا ابن العرقة، فقال سعد: عرق الله وجهك في النار. ثم دعا سعد ربه فقال:
اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا، فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلى
من أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك، وكذبوه وأخرجوه. اللهم إن كنت وضعت
الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من قريظة.
[أحمد وابن هشام].
ثم حمل إلى المسجد فأقام له النبي خيمة فيه ليعوده من قريب ثم كواه النبي
بالنار مرتين فانتفخت يده ونزف الدم، فلما رأى سعد ذلك قال: «اللهم لا
تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة فما قطر عرقه قطرة بعدها».
وانتهت غزوة الخندق بهزيمة المشركين، وبعد الغزوة ذهب الرسول ( هو
وصحابته لحصار بني قريظة الذين تآمروا مع المشركين على المسلمين، وخانوا
عهد الرسول (، وغدروا بالمسلمين، وجعل الرسول ( سعد بن معاذ هو الذي يحكم
فيهم، فأقبل سعد يحملونه وهو مصاب، وقال: لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله
لومة لائم. ثم التفت إلى النبي ( وقال: إني أحكم فيهم أن تقتل الرجال،
وتقسم الأموال، وتسبى ذراريهم ونساؤهم، فقال الرسول (: (لقد حكمت فيهم
بحكم الله) [ابن عبدالبر].
ثم يموت سعد بن معاذ -رضي الله عنه-، ويلقى ربه شهيدًا من أثر السهم،
وأخبر الرسول ( صحابته أن عرش الرحمن قد اهتز لموت سعد، وجاء جبريل إلى
رسول الله ( وقال له: من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء واستبشر به
أهلها؟
وأسرع النبي ( وأصحابه إلى بيت سعد ليغسلوه ويكفنوه، فلما فرغوا من
تجهيزه والصلاة عليه، حمله الصحابة فوجدوه خفيفًا جدًّا، مع أنه كان ضخمًا
طويلاً، ولما سئل الرسول ( عن ذلك قال: (إن الملائكة كانت تحمله) [ابن
عبد البر]، وقال (: (شهده سبعون ألفًا من الملائكة) [ابن عبد البر].
وجلس الرسول ( على قبره، فقال: (سبحان الله) مرتين، فسبح القوم ثم قال:
(الله أكبر) فكبروا، وقال النبي (: (لو نجا أحد من ضغطة القبر، لنجا منها
سعد بن معاذ) [ابن عبد البر]. وكانت وفاته -رضي الله عنه- سنة (5هـ)، وهو
ابن سته وثلاثين سنة، ودفن بالبقيع.
اسلم و عمره ٣٠ عام
و مات و عمره ٣٦ عام
كيف كان اسلامه في ست سنوات ليهتز لموته عرش الرحمن!!!
ونحن نحيا و نموت بلا أثر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 6:00 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 37769410150366892042602
الحلقة سابع وعشرون : عبد الله بن عباس
حبر الأمة

هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، ابن عم النبي محمد ، حبر
الأمة وفقيهها وإمام التفسير، ولد ببني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين،
كان أبيض طويلاً مشربًا صفرة، جسيمًا وسيمًا، صبيح الوجه، فصيحًا. وكان
النبي محمد دائم الدعاء لابن عباس فدعا أن يملأ الله جوفه علما وأن يجعله
صالحا. وكان النبي محمد يدنيه منه وهو طفل ويربّت على كتفه وهو يقول: "
اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".
أثنى عليه النبي قائلاً: "وإن حبر هذه الأمة لعبد الله بن عباس".
توفي رسول الله محمد وعمر ابن عباس لا يتجاوز ثلاث عشرة سنة، وقد روي له
1660 حديثا. كان عبد الله بن عباس مقدما عند عثمان بن عفان، وأبو بكر
الصديق(م)، ثم جعله علي بن أبي طالب واليا على البصرة وكان عمره يوم وفاة
النبي محمد 13 عاماً.
وكان يسمى بـترجمان القرآن.زوجته هي : شميلة بنت أبي حناءه بن أبي أزيهر
بن أنيس بن الخيسق بن مالك بن سعد بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن عامر
بن بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران.
ولقِّب بالحَبْر لكثرة علمه بكتاب الله وسنة رسوله
عن ابن عباس t قال: أهدي إلى النبي بغلة، أهداها له كسرى، فركبها بحبل من
شعر ثم أردفني خلفه، ثم سار بي مليًّا، ثم التفت فقال: "يا غلام". قلت:
لبيك يا رسول الله. قال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرّف
إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت
فاستعن بالله، قد مضى القلم بما هو كائن، فلو جهد الناس أن ينفعوك بما لم
يقضه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهد الناس أن يضروك بما لم يكتبه الله
عليك لم يقدروا عليه، فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل، فإن لم
تستطع فاصبر؛ فإن في الصبر على ما تكرهه خيرًا كثيرًا، واعلم أن مع الصبر
النصر، واعلم أن مع الكرب الفرج، واعلم أن مع العسر اليسر".
ويروى أنه كان معتكفًا في مسجد الرسول فأتاه رجل على وجهه علامات الحزن
والأسى، فسأله عن سبب حزنه؛ فقال له: يا ابن عم رسول الله، لفلان علي حق
ولاء، وحرمة صاحب هذا القبر أي قبر الرسول ما أقدر عليه؛ فقال له: أفلا
أكلمه فيك؟ فقال الرجل: إن أحببت؛ فقام ابن عباس، فلبس نعله، ثم خرج من
المسجد، فقال له الرجل: أنسيت ما كنت فيه؟‍! (أي أنك معتكف ولا يصح لك
الخروج من المسجد).
فرد عليه قائلاً: لا، ولكن سمعت صاحب هذا القبر ( والعهد به قريب -فدمعت
عيناه- وهو يقول: (من مشى في حاجة أخيه، وبلغ فيها كان خيرًا له من اعتكاف
عشر سنين، ومن اعتكف يومًا ابتغاء وجه الله تعالى، جعل الله بينه وبين
النار ثلاث خنادق أبعد مما بين الخافقين (المشرق والمغرب))
[الطبراني والبيهقي والحاكم].
وقد قال رضي الله عنه: سلوني عن التفسير فإن ربي وهب لي لسانا سؤولا وقلبا عقولا.
وكان يحب إخوانه المسلمين، ويسعى في قضاء حوائجهم، وكان يقول: لأن أعول
أهل بيت من المسلمين شهرًا أو جمعة أو ما شاء الله أحب إلي من حجة بعد حجة،
ولهدية أهديها إلى أخ لي في الله أحب إلي من دينار أنفقه في سبيل الله.
وكان عمر -رضي الله عنه- يحب عبد الله بن عباس ويقربه من مجلسه ويستشيره في
جميع أموره، ويأخذ برأيه رغم صغر سنه، فعاب ناس من المهاجرين ذلك على
عمر، فقال لهم عمر: أما أني سأريكم اليوم منه ما تعرفون فضله، فسألهم عمر
عن تفسير سورة {إذا جاء نصر الله والفتح}، فقال بعضهم: أمر الله نبيَّه
إذا رأى الناس يدخلون في دين الله أفواجًا أن يحمده ويستغفره، فقال عمر:
يا ابن عباس، تكلم. فقال عبدالله: أعلم الله رسوله ( متى يموت، أي: فهي
علامة موتك فاستعد، فسبح بحمد ربك واستغفره. [البخاري وأحمد والترمذي
والطبراني وأبو نعيم].
وكان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- يقول عن ابن عباس: ما رأيت أحدًا
أحضر فهمًا، ولا ألب لبًّا (عقلاً)، ولا أكثر علمًا، ولا أوسع حلمًا من
ابن عباس، لقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات فيقول: قد جاءت معضلة، ثم لا يجاوز
قوله وإن حوله لأهل بدر. [ابن سعد]. وكانت السيدة عائشة -رضي الله عنها-
تقول: أعلم مَن بقي بالحجِّ ابن عباس.
وكان ابن عباس يقيم الليل، ويقرأ القرآن، ويكثر من البكاء من خشية الله،
وكان متواضعًا يعرف لأصحاب النبي ( قدرهم، ويعظمهم ويحترمهم، فذات يوم
أراد زيد بن ثابت -رضي الله عنه- أن يركب ناقته فأسرع ابن عباس إليه لينيخ
له الناقة، فقال له زيد: تنيخ لي الناقة يا ابن عم رسول الله؟! فرد عليه
ابن عباس قائلاً: هكذا أمرنا أن نأخذ بركاب كبرائنا.
عن مجاهد قال: ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس إلا أن يقول: قال رسول الله.
قال مجاهد: كنت إذا رأيت ابن عباس يفسر القرآن أبصرت على وجهه نورا.
قال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس، لا أعظم جفنة
ولا أكثر علما، أصحاب القرآن في ناحية، وأصحاب الفقه في ناحية، وأصحاب
الشعر في ناحية، يوردهم في واد رحب.
وكان ابن عباس كريمًا جوادًا، وذات مرة نزل أبو أيوب الأنصاري البصرة
حينما كان ابن عباس أميرًا عليها، فأخذه ابن عباس إلى داره وقال له:
لأصنعن بك كما صنعت مع رسول الله (، فاستضافه ابن عباس خير ضيافة. وحضر
ابن عباس معركة صفين، وكان في جيش الإمام عليَّ، وأقبل ابن عباس على العلم
والعبادة حتى أتاه الموت سنة (67 هـ)، حينما خرج من المدينة قاصدًا
الطائف، وكان عمره آنذاك (70) سنة، وصلى عليه الإمام محمد بن الحنفية،
ودفنه بالطائف وهو يقول: اليوم مات رَبَّاني هذه الأمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 6:00 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 38940910150367578322602

الحلقة الثامن وعشرون : عبد الله بن الزبير
الشهيد العائذ بالبيت



عبد الله بن الزبير هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي
القرشي (2 هـ- 73هـ)، وأبوه الصحابي الزبير بن العوام، وأمه أسماء بنت أبي
بكر الصديق، وكنيته أبو بكر وأبو خبيب.
وقد وضعته أمه حين وصلت قُباء، فكان أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة،في
السنة الثانية من الهجرة ثم أتت به أمه الرسول ( فوضعه في حجره، ثم دعا
بتمرة فمضغها ثم وضعها في فمه، فكان أول شيء دخ...ل بطنه ريق النبي (، ثم
دعا له بالبركة، وسماه عبد الله على اسم جده
أبي بكر وكناه بكنيته. [مسلم]، وكان ميلاده حدثًا عظيمًا أبطل مزاعم
اليهود الذين زعموا أنهم سحروا المسلمين فلن يولد لهم بالمدينة ولد،
وكبَّر الصحابة حين ولد تكبيرة اهتزت المدينة منها.أول كلمه نطقها السيف
وكان شجاعاً وشهد بشجاعته الأعداء صفات وقصص عظيمه بالشجاعته وكان فيه شبة
كبير من أبي بكر الصديق فيه سمره ونحيف وشعر ذقنه خفيف.ونشأ عبد الله في
بيت النبوة حيث تربى في حجر خالته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-،
وظهرت عليه علامات الشجاعة منذ طفولته. وذات يوم تحدث بعض الصحابة مع
النبي ( في أمر أبناء المهاجرين والأنصار الذين ولدوا في الإسلام حتى
ترعرعوا من أمثال عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن جعفر، وعمر بن أبي
سلمة، وقالوا له: لو بايعتهم فتصيبهم بركتك، ويكون لهم ذكر؟، وجاءوا بهم
إلى النبي ( فخافوا ووجلوا من النبي ( إلا عبد الله بن الزبير الذي اقتحم
أولهم، فرآه النبي ( فتبسَّم، وقال: (إنه ابن أبيه). وبايعه النبي ( وهو
ابن سبع سنين. [مسلم].
وكان عبد الله فارسًا شجاعًا يحب الجهاد، ويذهب مع أبيه ليتدرب على ركوب
الخيل والمبارزة، وشهد معه معارك عديدة منها اليرموك، واشترك في فتح
إفريقية، وهو الذي حمل البشرى إلى الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-
بفتحها. وكان -رضي الله عنه- عابدًا لله، قارئًا لكتاب الله، قوامًا لليل،
صوامًا للنهار، قال عنه عمرو بن دينار: ما رأيت مصليًا أحسن صلاة من ابن
الزبير. وقال ثابت البناني: كنت أمرُّ بابن الزبير وهو خلف المقام يصلي،
كأنه خشبة منصوبة لا تتحرك. وكان أحد الذين أمرهم عثمان -رضي الله عنه-
بنسخ المصاحف.
قال عمر بن عبد العزيز يومًا لابن أبي مليكة: صف لنا عبد الله بن الزبير
فقال: والله ما رأيت نفسًا رُكبت بين جنبين مثل نفسه، ولقد كان يدخل في
الصلاة، فيخرج من كل شيء إليها، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره
وكاهله لا تحسبه من طول ركوعه وسجوده إلا جدارًا.واشترك -رضي الله عنه- مع
أبيه في موقعة الجمل، وبعد أن أصبح الحكم في
يد بني أمية ظل عبد الله على خلاف معهم، فاعترض على ولاية يزيد بن
معاوية. ولما توفي يزيد بايعت جميع الولايات الإسلامية عبدالله بن الزبير
أميرًا للمؤمنين، واتخذ عبدالله من مكة عاصمة لدولته، وبسط يده على الحجاز
واليمن والبصرة والكوفة والشام كلها ما عدا دمشق، وظل عبدالله باسطًا يده
على هذه البلاد حتى استطاع مروان بن الحكم أن ينتزع منه هذه الولايات عدا
الحجاز التي ظلت تحت سيطرة عبدالله.ورغم ذلك لم يهدأ الأمويون، فأخذوا
يشنون حروبًا متصلة ضد ابن الزبير، انهزموا في أكثرها حتى جاء عهد عبد
الملك بن مروان الذي أرسل
الحجاج بن يوسف الثقفي على رأس جيش كبير لغزو مكة عاصمة ابن الزبير،
فحاصرها ستة أشهر مانعًا عن الناس الماء والطعام كي يحملهم على ترك عبد
الله بن الزبير، وتحت وطأة الجوع استسلم الكثير من جنوده، ووجد عبد الله
نفسه وحيدًا، فقرر أن يتحمل مسئوليته حتى النهاية، وراح يقاتل جيش الحجاج
في شجاعة فائقة، وكان عمره يومئذ سبعين سنة.
وأثناء ذلك ذهب عبد الله إلى أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله
عنها-، وأخذ يشرح لها موقفه، فقالت له: يا بني، إنك أعلم بنفسك، إن كنت
تعلم أنك على حق، وتدعو إلى حق، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله، ولا تملك
من رقبتك غلمان بني أمية، وإن كنت تعلم أنك أردت الدنيا فلبئس العبد أنت
أهلكت نفسك، وأهلكت من قتل معك. فقال عبد الله: والله يا أماه، ما أردت
الدنيا، ولا ركنت إليها، وما جُرْتُ في حكم الله أبدًا، ولا ظلمت، ولا
غدرت.
فقالت أمه أسماء: أني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنًا، إن سبقتني إلى الله
أو سبقتك، اللهم ارحم طول قيامه في الليل، وظمأه في الهواجر (الأيام
الشديدة الحر)، وبرَّه بأبيه وبي، اللهم أني أسلمته لأمرك فيه، ورضيت بما
قضيت، فأثبني في عبد الله ثواب الصابرين الشاكرين.
وانطلق عبد الله يقاتل الحجاج مع مَنْ تبقَّى معه من المسلمين فاعتصم ابن
الزبير بالمسجد الحرام ولكن الحجاج ضربه بالمنجنيق وأصاب الكعبة وهدم بعض
أطرافها ثم اقتحم المسجد وقتل ابن الزبير وكان ذلك في شهر جمادى الأولى
سنة 73 هـ وعمره بضع وسبعون سنة. ودانت بموته البلاد الإسلامية لحكم
الأمويين.حتى استشهد ومعه كثير من المسلمين وكان ذلك عام (37هـ). ولما قتل
عبد الله كبر أصحاب الحجاج فسمعهم ابن عمر، فقال: أما والله للذين كبروا
عند مولده خير من هؤلاء الذين كبروا عند قتله. ثم صلبه الحجاج على إحدى
الطرق، فمرَّ به ابن عمر وهو مصلوب فقال: السلام عليك يا أبا خبيب، قالها
ثلاث مرات، أما والله، لقد كنت أنهاك عن هذا (يقصد قتال بني أمية) ثم أخذ
يثني عليه ويذكر صيامه وقيامه ومكانته. وجاءت أمه أسماء بنت أبي بكر وكانت
عجوزًا مكفوفة البصر، فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينـزل (تقصد
عبد الله المصلوب)؟ فأنزله، فغسله المسلمون ودفنوه -رضي الله عنه-.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:22 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 38734710150365747347602

الحلقة التاسع وعشرون
الكريم سعد بن عبادة

سعد بن عبادة الأنصاري هو سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الخزرجي
الأنصاري أبو ثابت، وقيل أبو قيس. وسعد بن عبادة زعيم الخزرج. صحابي أسلم
مبكرا، وشهد بيعة العقبة، وعاش إلى جوار رسول الله. ولعلّ سعد بن عبادة
ينفرد بين الأنصار جميعا بأنه حمل نصيبه من تعذيب قريش الذي كانت تنزله
بالمسلمين في مكة.
وذلك أنه بعد أن تمت بيعة العقبة الثانية، وأخذ الأنصار يستعدون للسفر
والرجوع إلى المدينة، علمت قريش بمبايعتهم للنبي (، واتفاقهم معه على
الهجرة إلى المدينة ليناصروه ضد قوى قريش، فجن جنونهم، وطاردوا المسلمين،
حتى أدركوا منهم سعد بن عبادة، فأخذه المشركون، وربطوا يديه إلى عنقه،
وعادوا به إلى مكة حيث التفوا حوله يضربونه، وينزلون به أشد العذاب.
يقول سعد: فوالله إني لفي أيديهم إذ طلع عليَّ نفر من قريش فيهم رجل وضئ،
أبيض، شعشاع من الرجال (يقصد سهيل بن عمرو)، فقلت في نفسي: إن يك عند أحد
من القوم خير، فعند هذا، فلما اقترب مني رفع يده فلكمني (ضربني) لكمة
شديدة، فقلت في نفسي: لا والله، ما عندهم بعد هذا من خير، فو الله إني لفي
أيديهم يسحبونني إذ أوى (جاء) إلى رجل ممن كان معهم فقال: ويحك، أما بينك
وبين أحد من قريش جوار؟ قلت: بلى، كنت أُجير لجبير بن مطعم تجارة،
وأمنعهم ممن يريد ظلمهم ببلادي، وكنت أجير للحارث بن حرب بن أمية، فقال
الرجل: فاهتف باسم الرجلين، واذكر ما بينك وبينهما من جوار، ففعلت،
وخرج الرجل إليهما، فوجدهما في الكعبة، فأخبرهما أن رجلا من الخزرج
يضرب بالأبطح، وهو يهتف باسميهما أن بينه وبينهما جوارًا، فسألاه عن اسمي،
فقال: سعد بن عبادة، فقالا: صدق والله، وجاءا فخلصاني من أيديهم.وعندما
هاجر الرسول ( وأصحابه إلى المدينة استقبلهم سعد خير استقبال، وسخر ماله
لخدمتهم، وعرف سعد بالجود والكرم
كان سعد جوادا بالفطرة وبالوراثة فهو ابن عبادة بن دليم بن حارثة الذي
كانت شهرة جوده في الجاهلية أوسع من كل شهرة. ولقد صار جود سعد في الإسلام
آية من آيات ايمانه، فقد قال الرواة عن جوده هذا: " كانت جفنة سعد تدور
مع النبي في بيوته جميعا".
وقالوا: " كان الرجل من الأنصار ينطلق إلى داره، بالواحد من المهاجرين،
أو بالاثنين، أو بالثلاثة. وكان سعد بن عبادة ينطلق بالثمانين". من أجل
هذا، كان سعد يسأل ربه دائما المزيد من خيره ورزقه.
وكان يقول: " اللهم انه لا يصلحني القليل، ولا أصلح عليه". ومن أجل هذا
كان خليقا بدعاء رسول الله له: " اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن
عبادة".
ولم يضع سعد ثروته وحدها في خدمة الإسلام، بل وضع قوته ومهارته. فقد كان
يجيد الرمي، وفي غزواته مع رسول الله كانت فدائيته حازمة وحاسمة. يقول ابن
عباس: " كان لرسول الله في المواطن كلها رايتان، مع علي بن أبي طالب راية
المهاجرين، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار".
ووقف سعد بن عبادة موقفًا شجاعًا في بدر، حينما طلب النبي ( مشورة
الأنصار، فقام سعد مشجعًا على القتال، فقال: يا رسول الله، والذي نفسي
بيده لو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا.
[أحمد ومسلم].
وفي غزوة الخندق تجمعت القبائل الكافرة ضد الإسلام، وحاصرت المدينة،
وعرضت قبيلة غطفان على النبي ( أن ينسحبوا من جيش الأحزاب، ولا يقفوا مع
الكفار، في مقابل أن يأخذوا ثلث ثمار المدينة، فشاور الرسول ( كلا من سعد
بن عبادة وسعد بن معاذ في هذا الأمر، فقال سعد بن عبادة: يا رسول الله،
أمرًا تحبه فنصنعه، أم شيئًا أمرك الله
به، ولابد لنا من العمل به، أم شيئًا تصنعه لنا؟ فقال رسول الله (: (إنما هو شيء أصنعه لكم، لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس
واحدة).
فقال سعد بن معاذ: والله يا رسول الله، ما طمعوا بذلك منا قط في الجاهلية،
فكيف اليوم؟ وقد هدانا الله بك وأكرمنا وأعزنا، والله لا نعطيهم إلا
السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم. فقال رسول الله (: (فأنت وذاك)
[ابن هشام]. وبعد وفاة النبي ( اجتمع الأنصار في سقيفة
بني ساعدة، والتفوا حول سعد بن عبادة منادين بأن يكون خليفة رسول الله (
من الأنصار، ولكن عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح رأيا أن أبا بكر أحق
بالخلافة بعد رسول الله (، فوافق المسلمون على رأيهما، وبايع سعد أبا بكر
-رضي الله عنه- بالخلافة، وتوفي سعد في خلافة
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:23 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 38109010150370445292602
الحـــــــــــلقة الثلاثون
ابن الإسلام
سلمان الفارسي

واسمه عندما كان ببلاد فارس روزبه وأصله من منطقة كازرون في جنوب إيران.
هو صحابي جليل دخل الإسلام بعد بحث وتقصي عن الحقيقة، وكان أحد المميزين
في بلاد فارس بلده الأصلي. دان بالمجوسية ولم يقتنع بها، وترك بلده فارس
بحثا عن الحقيقة فرحل إلى الشام وألتقى بلرهبان والقساوسة ولكن أفكارهم
ودياناتهم لم تقنعه أو تشفي تعطشه للإيمان. واستمر متنقلا حتى وصل إلى
الجزيرة العربية فالمدينة والتقى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم،
فأعلن إسلامه.


سلمان والشعر
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم


وقصة البيت هذا مؤثرة جداً، وتدل على قوة ايمان الصحابي لما اجتمع مع نفر
من ألاعراب فسألوه عن نسبه، حيث يقول هذا: أنا قرشي، وذاك يقول: أنا
قيسي، وذاك يقول: أنا تميمي، فقاله

وقد
اشتهر بكثرة العبادة، وكثرة مجالسته للنبي (، فلم يفارقه إلا لحاجة، وكان
النبي ( يحبه حبًّا شديدًا، وسماه أبو هريرة صاحب الكتابين (يعني الإنجيل
والفرقان)، وسمَّاه علي بن أبي طالب لقمان الحكيم، وقد آخى النبي ( بينه
وبين أبي الدرداء.

يقول سلمان -رضي الله
عنه- عن نفسه: (كنت رجلاً من أهل أصبهان من قرية يقال لها جيّ، وكان أبي
دُهْقانها (رئيسها)، وكنت من أحب عباد الله إليه، وقد اجتهدت في المجوسية
حتى كنت قاطن النار (ملازمها) الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.


وكان لأبي ضَيْعَة (أرض)، أرسلني إليها يومًا فخرجت فمررت بكنيسة
للنصارى، فسمعتهم يصلُّون، فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون، فأعجبني ما رأيت
من صلاتهم، وقلت لنفسي: هذا خير من ديننا الذي نحن عليه فما برحتهم
(تركتهم) حتى غابت الشمس، ولا ذهبت إلى ضيعة أبي، ولا رجعت إليه حتى بعث
في أثري من يبحث عني، وسألت النصارى حين أعجبني أمرهم وصلاتهم عن أصل
دينهم، فقالوا: في الشام، وقلت لأبي حين عُدت إليه: إني مررت على قوم
يُصلّون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم، ورأيت أن دينهم خير من ديننا،
فحاورني وحاورته، ثم جعل في رجلي حديدًا وحبسني.


وأرسلت إلى النصارى أخبرهم أني دخلت في دينهم، وسألتهم إذا قدم عليهم ركب
من الشام أن يخبروني قبل عودتهم إليها؛ لأرحل معهم، وقد فعلوا فحطمت
الحديد، وخرجت، وانطلقت معهم إلى الشام، وهناك سألت عن عالمهم فقيل لي: هو
الأسقف (رئيس من رؤساء النصارى) صاحب الكنيسة، فأتيته وأخبرته خبري،
فأقمت معه أخدم وأصلي وأتعلم، وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه، إذ كان
يجمع الصدقات من الناس ليوزعها على الفقراء، ولكنه كان يكتنـزها لنفسه
فلما مات جاءوا بآخر فجعلوه مكانه، فما رأيت رجلاً على دينهم خيرًا منه،
ولا أعظم رغبة في الآخرة وزهدًا في الدنيا، ودأبًا على العبادة، فأحببته
حبًّا ما علمت أنني أحببت أحدًا مثله قبله، فلما حضره قدره (الموت)، قلت
له: إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى، فبم تأمرني؟ وإلى مَنْ توصى بي؟ قال:
أي بني، ما أعرف من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلاً بالموصل.


فلما توفي أتيت صاحب الموصل، فأخبرته الخبر، وأقمت معه ما شاء الله أن
أقيم، ثم حضرته الوفاة، فسألته فدلني على عابد في نصيبين، فأتيته وأخبرته
خبري، ثم أقمت معه ما شاء الله أن أقيم، فلما حضرته الوفاة سألته، فأمرني
أن ألحق برجل في عمورية من بلاد الروم، فرحلت إليه وأقمت معه، واصطنعت
لمعاشي بقرات وغنيمات، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إلى من توصي بي؟ فقال
لي: يا بني ما أعرف أحدًا على مثل ما كنا عليه، آمرك أن تأتيه، ولكنه قد
أظلك (أتى عليك) زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفًا، يهاجر إلى أرض ذات
نخل بين حرتين، فإن استطعت أن تخلص (تذهب) إليه فافعل، وإن له آيات لا
تخفى، فهو لا يأكل الصدقة، ويقبل الهدية، وإن بين كتفيه خاتم النبوة، إذا
رأيته عرفته.

ومرَّ بي ركب ذات يوم،
فسألتهم عن بلادهم فعلمت أنهم من جزيرة العرب، فقلت لهم: أعطيكم بقراتي
هذه وغنمي على أن تحملوني معكم إلى أرضكم؟ قالوا: نعم. واصطحبوني معهم حتى
قدموا بي وادي القرى، وهناك ظلموني وباعوني إلى رجل من يهود، وأقمت عنده
حتى قدم عليه يومًا رجل من يهود بني قريظة، فابتاعني منه، ثم خرج بي حتى
قدمت المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها حتى أيقنت أنها البلد التي
وُصِفَتْ لي.


وأقمت معه أعمل له في
نخله، وإني لفي رأس نخلة يومًا، وصاحبي جالس تحتها، إذ أقبل رجل من بني
عمه فقال يخاطبه: قاتل الله بني قيلة (الأوس والخزرج)، إنهم ليقاصفون
(يجتمعون) على رجل بقباء قادم من مكة يزعمون أنه نبي، فوالله ما هو إلا أن
قالها حتى أخذتني العُرَوَاءُ (ريح باردة)، فرجفت النخلة حتى كدت أسقط
فوق صاحبي، ثم نزلت سريعًا أقول ما هذا الخبر؟ فرفع سيدي يده ولكزني لكزة
شديدة، ثم قال: مالك ولهذا؟ أقبل على عملك، فأقبلت على عملي.


ولما أمسيت جمعت ما كان عندي ثم خرجت حتى جئت رسول الله ( بقُباء، فدخلت
عليه ومعه نفر من أصحابه، فقلت له: إنكم أهل حاجة وغربة، وقد كان عندي
طعام نذرته للصدقة، فلما ذُكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به،
ثم وضعته، فقال الرسول ( لأصحابه: كلوا باسم الله، وأمسك هو فلم يبسط إليه
يدًا، فقلت في نفسي: هذه والله واحدة، إنه لا يأكل الصدقة.


ثم رجعت، وعدت إلى الرسول ( في الغداة أحمل طعامًا، وقلت له عليه السلام:
إني رأيتك لا تأكل الصدقة، وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية،
ووضعته بين يده، فقال لأصحابه: كلوا باسم الله، وأكل معهم، قلت لنفسي: هذه
والله الثانية، إنه يأكل الهدية، ثم رجعت فمكثت ما شاء الله، ثم أتيته
فوجدته في البقيع قد تبع جنازة، وحوله أصحابه وعليه شملتان (الشملة: كساء
من الصوف) مؤتزرًا بواحدة، ومرتديًا الأخرى، فسلّمت عليه، ثم عدلت لأنظر
أعلى ظهره، فعرف أني أريد ذلك، فألقى بردته عن كاهله، فإذا العلامة بين
كتفيه خاتم النبوة، كما وصفه لي صاحبي، فأكببت عليه أقبله وأبكي.


ثم دعاني عليه الصلاة والسلام فجلست بين يديه، وحدثته كما أحدثكم الآن،
ثم أسلمت، وحال الرقُّ بيني وبين شهود (حضور) بدر وأحد، وفي ذات يوم قال
الرسول (: (كاتب سيدك حتى يعتقك)، فكاتبته، وأمر الرسول ( الصحابة كي
يعاونوني وحرر الله رقبتي، وعشت حُرًّا مسلمًا، وشهدت مع رسول الله ( غزوة
الخندق والمشاهد كلها. [أحمد والطبراني].

غزوة الخندق

في غزوة الخندق جاءت جيوش الكفر إلى المدينة مقاتلة تحت قيادة أبي سفيان،
ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب، وجمع الرسول أصحابه ليشاورهم في
الأمر، فتقدم سلمان وألقى من فوق هضبة عالية نظرة فاحصة على المدينة،
فوجدها محصنة بالجبال والصخور محيطة بها، بيد أن هناك فجوة واسعة يستطيع
الأعداء اقتحامها بسهولة، وكان سلمان قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل
الحرب وخدعها، فتقدم من الرسول واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة
المكشوفة حول المدينة، وبالفعل بدأ المسلمون في حفر هذا الخندق الذي صعق
قريش حين رأته، وعجزت عن اقتحام المدينة، وأرسل الله عليهم ريحا صرصرا
عاتية لم يستطيعوا معها الا الرحيل والعودة إلى ديارهم خائبين. وخلال حفر
الخندق اعترضت معاول المسلمين صخرة عاتية لم يستطيعوا فلقها، فذهب سلمان
إلى الرسول مستأذنا بتغيير مسار الحفر ليتجنبوا هذه الصخرة، فأتى الرسول
صلى الله عليه وسلم مع سلمان وأخذ المعول بيديه، وسمى الله وهوى على
الصخرة فاذا بها تنفلق ويخرج منها وهجا عاليا مضيئا وهتف الرسول (ص)
مكبرا: " الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، ولقد أضاء الله لي منها قصور
الحيرة، ومدائن كسرى، وإن أمتي ظاهرة عليها " ثم رفع المعول ثانية وهوى
على الصخرة، فتكررت الظاهرة وبرقت الصخرة، وهتف الرسول (ص): " الله أكبر
أعطيت مفاتيح الروم، ولقد أضاء لي منها قصور الحمراء، وإن أمتي ظاهرة
عليها " ثم ضرب ضربته الثالثة فاستسلمت الصخرة وأضاء برقها الشديد، وهلل
الرسول والمسلمون معه وأنبأهم أنه يبصر قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن
الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما، وصاح المسلمون هذا ما وعدنا الله
ورسوله، وصدق الله ورسوله.

ووقف الأنصار
يومها يقولون: سلمان منا، ووقف المهاجرون يقولون: بل سلمان منا، وعندها
ناداهم الرسول ( قائلاً: (سلمان منا آل البيت) [ابن سعد].


أقام أياما مع أبو الدرداء في دار واحدة، وكان أبو الدرداء يقوم الليل
ويصوم النهار. وكان سلمان يرى مبالغته في هذا فحاول أن يثنيه عن صومه هذا،
فقال له أبو الدرداء: أتمنعني أن أصوم لربي وأصلي له ؟ فأجاب سلمان: إن
لعينيك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا. صم وافطر، وصلّ ونام. فبلغ ذلك
الرسول فقال: "لقد أُشْبِعَ سلمان علما.


في خلافة عمر بن الخطاب جاء سلمان إلى المدينة زائرا، فجمع عمر الصحابة
وقال لهم هيا بنا نخرج لاستقبال سلمان. وخرج بهم لاستقباله عند مشارف
المدينة وكان علي بن أبي طالب يلقبه بلقمان الحكيم، وسئل عنه بعد موته
فقال ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم؟ أوتي
العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحرا لا
ينزف.

ومما يحكى عن زهده أنه كان أميرًا
على المدائن في خلافة الفاروق عمر، وكان عطاؤه من بيت المال خمسة آلاف
دينار، لا ينال منه درهمًا واحدًا، ويتصدق به على الفقراء والمحتاجين،
ويقول: (أشتري خوصًا بدرهم فأعمله، ثم أبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهمًا
فيه، وأنفق درهمًا على عيالي، وأتصدق بالثالث، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني
عن ذلك ما انتهيتُ) [أبو نعيم].

ويروى أنه
كان أميرًا على سرية، فمرَّ عليه فتية من الأعداء وهو يركب حمارًا،
ورجلاه تتدليان من عليه، وعليه ثياب بسيطة مهلهلة، فسخروا منه، وقالوا
للمسلمين في سخرية وازدراء: هذا أميركم؟ فقيل لسلمان: يا أبا عبد الله ألا
ترى هؤلاء وما يقولون؟ فقال سلمان: دعهم فإن الخير والشر فيما بعد اليوم.

[ابن سعد].

ومما رُوي في تواضعه أنه كان سائرًا في طريق، فناداه رجل قادم من الشام
ليحمل عن متاعه، فحمل سلمان متاع الرجل، وفي الطريق قابل جماعة من الناس
فسلم عليهم، فأجابوا واقفين: وعلى الأمير السلام، وأسرع أحدهم نحوه ليحمل
عنه قائلا: عنك أيها الأمير، فعلم الشامي أنه سلمان الفارسي أمير المدائن،
فأَسْقَطَ ما كان في يديه، واقترب ينتزع الحمل، ولكن سلمان هزَّ رأسه
رافضًا وهو يقول: لا، حتى أبلغك منزلك. [ابن سعد].

ودخل صاحب له بيته، فإذا هو يعجن فسأله: أين الخادم؟ فقال سلمان: لقد بعثناها في حاجة، فكرهنا أن نجمع عليها عملين.

وحين أراد سلمان بناء بيت له سأل البنَّاء: كيف ستبنيه؟ وكان البنَّاء
ذكيًّا يعرف زهد سلمان وورعه، فأجابه قائلاً: لا تخف، إنها بناية تستظل بها
من الحر، وتسكن فيها من البرد، إذا وقفت فيها أصابت رأسك، وإذا اضطجعت
(نمت) فيها أصابت رجلك. فقال له سلمان: نعم، هكذا فاصنع


جاء سعد بن أبي وقاص يعود سلمان في مرضه، فبكى سلمان، فقال سعد ما يبكيك
يا أبا عبد الله ؟ لقد توفي رسول الله وهو عنك راض. فأجاب سلمان والله ما
أبكي جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن رسول الله عهد إلينا عهدا،
فقال ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب ؛ وهأنذا حولي هذه الأساود !
فنظر سعد فلم ير إلا جفنة ومطهرة، فقال سعد: يا أبا عبد الله اعهد إلينا
بعهد نأخذه عنك فقال: يا سعد اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند حكمك إذا
حكمت، وعند يدك إذا قسمت

كان سلمان يملك
شيئا يحرص عليه كثيرا، ائتمن زوجته عليه، وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه
ناداها هلمي خبيك الذي استخبأتك فجاءت بها فإذا هي صرة مسك أصابها يوم فتح
جلولاء، احتفظ بها لتكون عطره يوم مماته، ثم دعا بقدح ماء نثر به المسك
وقال لزوجته انضحيه حولي، فإنه يحضرني الآن خلق من خلق الله، لايأكلون
الطعام وإنما يحبون الطيب فلما فعلت قال لها اجفئي علي الباب وانزلي ففعلت
ما أمر، وبعد حين عادت فإذا روحه المباركة قد فارقت جسده، وكان ذلك في
عهد عثمان بن عفان.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:24 am

الحلقة واحد وثلاثون : معاذ بن جبل
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 311827_10150372394677602_292178087601_8363014_138329321_n

شبيه إبراهيم معاذ بن جبل
هو أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، يكنى أبا عبد الرحمن،
إمام الفقهاء، وكنز العلماء، أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة أحد السبعين
رجلا الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية من الأنصار،وقد تفقه معاذ في دين
الله، فوصفه الرسول ( بأنه (أعلم الناس بالحلال والحرام) [الترمذى].وكان
الصحابة -رضوان الله عليهم- يجتمعون حوله ليتعلموا منه أمور الحلال
والحرام، وقال عنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: عجزت النساء أن يلدن
مثله، ولولاه لهلك عمر. ومدحه عبد الله بن مسعود فقال عنه: كان أمة قانتًا
لله حنيفًا ولم يك من المشركين، حتى ظن السامع أنه يقصد إبراهيم عليه
السلام، فقال له ابن مسعود: مانسيت، هل تدرى ما الأمَّة؟ وما القانت؟
فقال: الله أعلم، فقال الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله
وللرسول) [أبو نعيم والحاكم].
وكان معاذ أحد الذين يفتون على عهد رسول الله (، وهم: عمر، وعثمان، وعلي
من المهاجرين، وأبي بن كعب ومعاذ، وزيد من الأنصار. بل قدمه عمر في الفقه،
فقال: من أراد الفقه؛ فليأت معاذ بن جبل. وكان أصحاب رسول الله ( إذا
تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له واحتراما [أبو نعيم].
وقال عمر بن الخطاب يومًا لأصحابه: لو استخلفت معاذَا -رضي الله عنه-
فسألني ربى عز وجل ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك ( يقول: (يأتي معاذ
بن جبل بين يدي العلماء برتوة (مسافة كبيرة))
[أحمد].وقد بعثه رسول الله ( إلى اليمن قاضيًا، وقال له: (كيف تقضي إذا
عرض لك قضاء)، قــال: أقضـي بكتاب الله. قال: (فإن لم تجد في كتاب الله)،
قال: فبسنة رسول الله (، قال: (فإن لم تجد في سنة رسول الله ( ولا في كتاب
الله؟) قال: اجتهد رأيي، فضرب رسول الله ( صدره، وقال: (الحمد لله الذي
وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله) [الترمذي وأبو داود وأحمد].
وقابله النبي ( ذات يوم، وقال له: (يا معاذ، إني لأحبك في الله) قال
معاذ: وأنا والله يا رسول الله، أحبك في الله. فقال (: (أفلا أعلمك كلمات
تقولهن دبر كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). [أبو داود
والنسائي والحاكم].
وكان -رضي الله عنه- أحد الصحابة الذين يحفظون القرآن، وممن جمعوا القرآن
على عهد رسول الله (، حتى قال عنه النبي (: (استقرئوا القرآن من أربعة:
من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل)
[متفق عليه].

يقول أبو مسلم الخولاني: دخلت مسجد حمص فإذا فيه ما يقرب من ثلاثين شيخًا
من أصحاب رسول الله (، وإذا فيهم شاب أجحل العينين (من الاكتحال)، براق
الثنايا، ساكت لا يتكلم، فإذا اختلف القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه،
فقلت لجليسي: من هذا؟ قال: معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، فوقع في نفسي حبه،
فكنت معهم حتى تفرقوا.

وكان معاذ يحث أصحابه دائما على طلب العلم فيقول: تعلموا العلم فإن تعلمه
لله تعالى خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه
لمن لا يعلم صدقه، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام.
وكان معاذ حريصا على تمام سنة المصطفى (، متمسكًا بها، وكان يقول: من سره
أن يأتي الله عز وجل آمنا فليأت هذه الصلوات الخمس؛ حيث ينادي بهن، فإنهن
من سنن الهدى، ومما سنه لكم نبيكم (، ولا يقل إن لي مصلى في بيتي فأصلى
فيه، فإنكم إن فعلتم ذلك تركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم (
(لضللتم).
وكان كثير التهجد يصلي بالليل والناس نيام، وكان يقول في تهجده: اللهم
نامت العيون وغارت النجوم، وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطىء، وهربي من
النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلى يوم القيامة، إنك لا تخلف
الميعاد.عن أبي إدريس الخولاني أن معاذ بن جبل قال إن من ورائكم فتنا يكثر
فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والصغير والكبير
والأحمر والأسود فيوشك قائل أن يقول ما لي أقرأ على الناس القرآن فلا
يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره إياكم وإياكم وما
ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول علي في
الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على
الحق نورًا، قالوا: وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؟
قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه فلا يثنكم فإنه يوشك أن يفيء
ويراجع بعض ما تعرفون.
عن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني، قال وهل أنت
مطيعي قال: إني على طاعتك لحريص قال: صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم،
ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم. وعن معاوية بن قرة قال:
قال معاذ بن جبل لابنه: يا بني، إذا صليت فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود
إليها أبدًا واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين: حسنة قدمها وحسنة
أخرها. وعن أبي إدريس الخولاني قال: قال معاذ: إنك تجالس قومًا لا محالة
يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك رغبات. رواهما
الإمام أحمد. وعن محمد بن سيرين قال: أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه
يسلمون عليه ويودعونه فقال: إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حُفِظْتَ إنه لا
غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر من الآخرة
على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت. عن
الأسود بن هلال قال: كنا نمشي مع معاذ فقال: اجلسوا بنا نؤمن ساعة.
وعن أشعث بن سليم قال: سمعت رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال: ابتليتم
بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة
النساء إذا تسورن الذهب ولبسن رياط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن
الفقير ما لا يجد

عن عبد الله بن رافع قال لما أصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلف على
الناس معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ ادع الله أن يرفع عنا هذا
الرجز فقال إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم وشهادة
يختص الله بها من يشاء من عباده منكم، أيها الناس أربع خلال من استطاع
منكم أن لا يدركه شيء منها فلا يدركه شيء منها، قالوا وما هن قال يأتي
زمان يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل
والله لا أدري علام أنا؟ لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة، ويعطى
الرجل من المال مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله، اللهم
آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة، فطعن ابناه فقال: كيف تجدانكما؟
قالا: يا أبانا {الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} قال: وأنا ستجداني إن
شاء الله من الصابرين، ثم طعنت امرأتاه فهلكتا وطعن هو في إبهامه فجعل
يمسها بفيه ويقول: اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغيرة حتى
هلك.

اتفق أهل التاريخ أن معاذًا مات في طاعون عمواس بناحية الأردن من الشام
سنة ثماني عشرة واختلفوا في عمره على قولين: أحدهما: ثمان وثلاثون سنة،
والثاني: ثلاث وثلاثون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:25 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 384053_10150373155652602_292178087601_8365591_436947981_n

الحلقة الثانية وثلاثون : عبد الله بن رواحة

الشاعر الشهيد عبد الله بن رواحة
عبد الله بن رواحة' 8 هـ) هو أبو محمد عبد الله بن رواحة بن ثعلبة
الأنصاري الخزرجي. صحابي كان يكتب في الجاهلية ويقول الشعر، شهد العقبة
لأولى والثانية، آخى النبي بينه وبين المقداد بن عمرو، شارك في غزوة بدر
وأحدًا والخندق
وكان أول من خرج للمبارزه مع اثنين من الأنصار لكن عتبة بن ربيعة ابى إلا
أن يبكون النزال مع قريش فخرج حمزه ورفاقه علي وعبيده بن الحارث، وأرسله
رسول الله بعد انتهائها إلى المدينة ليبشر المسلمين بالنصر، وشهد ما بعدها
من المشاهد إلى أن استشهد في غزوة مؤتة. كان كثير التعبد لله فكان إذا
لقي الرجل من أصحابه يقول له: تعال نؤمن ساعة.
أثنى عليه النبي فقال: «رحم الله عبد الله بن رواحة إنه يحب المجالس التي
تتباهى بها الملائكة». وقال أيضا: «نعم الرجل عبد الله بن رواحة». وروي
أنه أتى النبي وهو يخطب فسمعه يقول: اجلسوا. فجلس مكانه خارج المسجد حتى
فرغ النبي من خطبته، فقال له: زادك الله حرصاً على طواعية الله وطواعية
رسوله. وكان أول خارج إلى الغزو وآخر قافل منه.
وكان أحد شعراء النبي ( الثلاثة، وكان بين يدي النبي ( في عمرة القضاء يقول:
خَلُّوا بني الكُفَّار عَنْ سَبيلِهِ نَضْرِبُكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ
ضَرْبًا يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيـله
فنادى عليه عمر وقال له: في حرم الله وبين يدي رسول الله ( تقول هذا
الشعر؟ فقال له النبي (: (خَلِّ عنه يا عمر، فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد
عليهم من وَقْعِ النبل) [أبو يعلي].

وكان كثير الخوف والخشية من الله، وكان يبكي كثيرًا، ويقول: إن الله
تعالى قال: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 17]، فلا أدري أأنجو منها أم لا؟

وعُرفَ عبد الله بن رواحة بكثرة الصيام حتى في الأيام الشديدة الحر، يقول
أبو الدرداء -رضي الله عنه- خرجنا مع النبي ( في بعض أسفاره في يوم حار
حتى وضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا النبي ( وابن
رواحة.
ولما نزل قول الله تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل
واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون} [224-226] أخذ عبد الله في البكاء
لأنه كان شاعرًا يقول الشعر، ويدافع به عن الإسلام والمسلمين، وقال
لنفسه: قد علم الله أني منهم، وكان معه كعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وهم
شعراء الرسول ( الثلاثة، فنزل قول الله تعالى: {إلا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات وذكروا الله كثيرًا وانتصروا من بعد ما ظلموا} [_الشعراء: 227].
ففرح عبد الله بذلك، واستمر في نصرة المسلمين بشعره.
وكان ابن رواحة أمينًا عادلاً، وقد أرسله النبي ( إلى يهود خيبر؛ ليأخذ
الخراج والجزية مما في أراضيهم، فحاولوا إعطاءه رشوة؛ ليخفف عنهم الخراج،
فقال لهم: يا أعداء الله، تطعموني السحت؟ والله لقد جئتكم من عند أحب
الناس إليَّ، ولأنتم أبغض إليَّ من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي
إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم (أي أتعامل معكم بالعدل).
وفي شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة، علم الرسول ( أن الروم قد
حشدوا جيوشهم استعدادًا للهجوم على المسلمين، فأرسل النبي ( جيشًا إلى
حدود الشام عدده ثلاثة آلاف مقاتل؛ ليؤمِّن الحدود الإسلامية من أطماع
الروم، وجعل زيد بن حارثة أميرًا على الجيش، وقال لهم: (إن قتل زيد فجعفر،
وإن قتل جعفر فعبد الله بن رَواحة) [البخاري].
فلما وصل جيش المسلمين إلي حدود الشام، علموا أن عدد جيش الروم مائتا ألف
فارس، فقالوا: نكتب إلى النبي ( ليرسل إلينا مددًا من الرجال، أو يأمرنا
أن نرجع أو أي أمر آخر، فقال لهم ابن رواحة: يا قوم، والله إن التي تكرهون
هي التي خرجتم تطلبون، إنها الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا
كثرة، إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به. فانطلقوا فإنما هي
إحدى الحسنيين، إما ظهور (نصر) وإما شهادة.
فكبر المسلمون وواصلوا مسيرتهم حتى نزلوا قرية بالشام تسمى مؤتة، وفيها
دارت الحرب، وقاتل المسلمون أعداءهم قتالاً شديدًا، وأخذ زيد بن حارثة
يقاتل ومعه راية المسلمين، فاستشهد زيد، فأخذ الراية جعفر بن أبي طالب،
وراح يقاتل في شجاعة حتى استشهد، فأخذ عبد الله الراية، فأحس في نفسه بعض
التردد، ولكنه سرعان ما تشجع، وراح يقاتل في شجاعة ويقول:
أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لَتَنْزِلِنَّـه طَائِعَةً أَوْ لَتُكْرهِنَّـــــــه
فَطَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّـة مَالِي أَرَاكِ تَكْرَهِينَ الجَنَّــــةْ
يَا نَفْسُ إلا تُقْتَلِى تَمُوتـي وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيـــــت
إِنْ تَفْعَلِى فَعْلَهُمَا هُدِيـتِ وَإِنْ تَأَخَّرْتِ فَقَد شُقِيــــتِ
ونال عبد الله الشهادة، ولحق بصاحبيه زيد وجعفر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:25 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 377530_10150374198432602_292178087601_8368415_1834149437_n
الحلقة الثالثة و الثلاثون : أبو ذر الغفارى

محامي الفقراء أبو ذر الغفاري

هو جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام من غفار بن مليل بن ضمرة بن
بكر بن عبد مناة بن كنانة. كان أبو ذر ذو بصيرة، وممن يتمردون على عبادة
الأصنام، ويذهبون إلى الايمان بإله خالق عظيم، فما أن سمع عن الدين الجديد
حتى شد الرحال إلى مكة.

ولد في قبيلة غفار، وكان من السابقين إلى الإسلام، وكان أبو ذر قد أقبل
على مكة متنكرًا، وذهب إلى الرسول ( وأعلن إسلامه، وكان الرسول ( يدعو إلى
الإسلام في ذلك الوقت سرًّا، فقال أبو ذر للنبي (: (بم تأمرني؟ فقال له
الرسول (: (ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري)، فقال أبو ذر: والذي
نفسي بيده لأصرخنَّ بها (أي الشهادة) بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد
ونادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.
فقام إليه المشركون فضربوه ضربًا شديدًا، وأتى العباس بن عبد المطلب عم
النبي ( فأكب عليه، وقال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأنه طريق
تجارتكم إلى الشام؟ فثابوا إلى رشدهم وتركوه، ثم عاد أبو ذر في الغد
لمثلها فضربوه حتى أفقدوه وعيه، فأكب عليه العباس فأنقذه._[متفق عليه].
ورجع أبو ذر إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام، فأسلم على يديه نصف قبيلة غفار
ونصف قبيلة أسلم، وعندما هاجر النبي ( إلى المدينة، أقبل عليه أبو ذر مع
قبيلته غفار وجارتها قبيلة أسلم، ففرح النبي ( وقال: (غفار غفر الله لها،
وأسلم سالمها الله) [مسلم]. وخصَّ النبي ( أبا ذر بتحية مباركة فقال: (ما
أظلت الخضراء (السماء)، ولا أقلت الغبراء (الأرض) من ذي لهجة أصدق ولا
أوفى من أبي ذر) [الترمذي وابن ماجه].
كان أبو ذر رابع أربعة، وقيل‏:‏ خامس خمسة في الإسلام، وهو أول من حيا
رسول الله بتحية الإسلام. وكان أبو ذر الغفاري من الرجال الذين أحبهم رسول
الله ووصفه بصفتين التصقا به وأصبحا يوجهانه في المواقف المختلفة، وهما
الصدق والوحدة والتفرد، ولقد دفع الصدق أبا ذر لأن يكون من أكثر الصحابة
مجاهرة بالحق مهما عرضه ذلك للأذى فكان من القلائل الذين أعلنوا إسلامهم
في قريش، أما الوحدة والتفرد فقد قال عنه رسول الله (رحم الله أبا ذر يمشي
وحده ويموت وحده).

كان أبو ذر من أشد الناس تواضعًا، فكان يلبس ثوبًا كثوب خادمه، ويأكل مما
يطعمه، فقيل له: يا أبا ذر، لو أخذت ثوبك والثوب الذي على عبدك وجعلتهما
ثوبًا واحدًا لك، وكسوت عبدك ثوبًا آخر أقل منه جودة وقيمة، ما لامك أحد
على ذلك، فأنت سيده، وهو عبد عندك، فقال أبو ذر: إني كنت ساببت (شتمت)
بلالاً، وعيرته بأمه؛ فقلت له: يا ابن السوداء، فشكاني إلى رسول الله (،
فقال لي النبي (: (يا أبا ذر، أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية)، فوضعت
رأسي على الأرض، وقلت لبلال: ضع قدمك على رقبتي حتى يغفر الله لي، فقال لي
بلال: إني سامحتك غفر الله لك، وقال (: (إخوانكم خولكم (عبيدكم)، جعلهم
الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما
يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم) [البخاري].

وكان أبو ذر -رضي الله عنه- يحب الله ورسوله ( حبًّا كبيرًا، فقد روى أنه
قال للنبي (: يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم،
فقال له النبي (: (أنت مع مَنْ أحببت يا أبا ذر) فقال أبو ذر: فإني أحب
الله ورسوله، فقال له النبي (: (أنت مع مَن أحببت) [أحمد]، وكان ( يبتدئ
أبا ذر إذا حضر، ويتفقده (يسأل عنه) إذا غاب.وقد أحب أبو ذر العلم والتعلم
والتبحر في الدين وعلومه، وقال عنه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: وعى
أبو ذر علمًا عجز الناس عنه، ثم أوكأ عليه فلم يخرج شيئًا منه. وكان يقول:
لباب يتعلمه الرجل (من العلم) خير له من ألف ركعة تطوعًا.
عاش أبو ذرالغفاري ‎رضي الله عنه مقتديا بالرسول فهو يقول: (أوصاني خليلي
بسبع، أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني
ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا، وأمرني أن أصل
الرحم، وأمرني أن أقول الحق ولو كان مرا، وأمرني ألا أخاف في الله لومة
لائم، وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله). وعاش على هذه
الوصية، ويقول الإمام علي: (لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم
غير أبي ذر).
وكان يقول أبو ذر لمانعيه عن الفتوى: (والذي نفسي بيده، لو وضعتم السيف
فوق عنقي، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله قبل أن تحتزوا
لأنفذتها).
ورآه صاحبه يوما يرتدي جلبابا قديما فقال له: (أليس لك ثوب غير هذا؟...
لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين؟)... فأجابه أبو ذر: (يا بن أخي، لقد
أعطيتهما من هو أحوج إليهما مني)... قال له: (والله انك لمحتاج إليهما)...
فأجاب أبو ذر: (اللهم غفرا انك لمعظم للدنيا، ألست ترى علي هذه البردة،
ولي أخرى لصلاة الجمعة، ولي عنزة أحلبها، وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل مما
نحن فيه؟)...
وكان -رضي الله عنه- زاهدًا في الدنيا غير متعلق بها لا يأخذ منها إلا
كما يأخذ المسافر من الزاد، فقال عنه النبي (: (أبو ذر يمشى في الأرض بزهد
عيسى بن مريم عليه السلام) [الترمذي].
وكان أبو ذر يقول: قوتي (طعامي) على عهد رسول الله ( صاع من تمر، فلست
بزائد عليه حتى ألقى الله تعالى. ويقول: الفقر أحب إليَّ من الغنى، والسقم
أحب إليَّ من الصحة. وقال له رجل ذات مرة: ألا تتخذ ضيعة (بستانًا) كما
اتخذ فلان وفلان، فقال: لا، وما أصنع بأن أكون أميرًا، إنما يكفيني كل يوم
شربة ماء أو لبن، وفي الجمعة قفيز (اسم مكيال) من قمح. وكان يحارب اكتناز
المال ويقول: بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاوٍ من نار تكوى
بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة.
وكان يدافع عن الفقراء، ويطلب من الأغنياء أن يعطوهم حقهم من الزكاة؛
لذلك سُمي بمحامي الفقراء، ولما عرض عليه عثمان بن عفان أن يبقى معه
ويعطيه ما يريد، قال له: لا حاجة لي في دنياكم.
وعندما ذهب أبو ذر إلى الرَّبذة وجد أميرها غلامًا أسود عيَّنه عثمان بن عفان
-رضي الله عنه-، ولما أقيمت الصلاة، قال الغلام لأبي ذر: تقدم يا أبا ذر،
وتراجع الغلام إلى الخلف، فقال أبو ذر، بل تقدم أنت، فإن رسول الله (
أمرني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا أسود. فتقدم الغلام وصلى أبو ذر خلفه.
وظل أبو ذر مقيمًا في الرَّبَذَة هو وزوجته وغلامه حتى مرض مرض الموت
فأخذت زوجته تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: ومالي لا أبكي وأنت تموت
بصحراء من الأرض، وليس عندي ثوب أكفنك فيه، ولا أستطيع وحدي القيام
بجهازك، فقال أبو ذر: إذا مت، فاغسلاني وكفناني، وضعاني على الطريق، فأول
ركب يمرون بكما فقولا: هذا أبو ذر. فلما مات فعلا ما أمر به، فمرَّ بهم
عبد الله بن مسعود مع جماعة من أهل الكوفة، فقال: ما هذا؟ قيل: جنازة أبي
ذر، فبكى ابن مسعود، وقال: صدق رسول الله (: يرحم الله أبا ذر، يمشى
وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده)، فصلى عليه، ودفنه بنفسه.
[ابن سعد]، وكان ذلك سنة (31هـ) وقيل: سنة (32 هـ).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:26 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 391915_10150375678682602_292178087601_8373049_7382783_n

الحلقة الرابعة و الثلاثون : أبى بن كعب

سيد القراء أبي بن كعب

إنه أبي بن كعب -رضي الله عنه- أحد فقهاء الصحابة وقرَّائهم، (وقد شهد
بيعة العقبة الثانية، وبايع النبي ( فيها، وكان من الأنصار الذين نصروا
رسول الله هو أحد الإثنا عشر الذين بايعوا الرسول واستقبلوه في يثرب، وقد
شهد كل الغزوات مع النبي وأمه صهيلة بنت الأسود، عمة أبي طلحة
الأنصاري،وله كنيتان: أبو المنذر؛ كناه بها النبي ، وأبو الطفيل؛ كناه بها
عمر بن الخطاب بابنه الطفيل وكان عمر رضي الله عنه يسميه سيد المسلمين.
وأمه صهيلة بنت النجار، وكان أُبيّ أبيض الرأس واللحية لا يخضب.


وسأله النبي ( ذات يوم: (يا أبا المنذر أتدرى أي آية من كتاب الله معك
أعظم؟) فأجاب قائلا: الله ورسوله أعلم. فأعاد النبي ( سؤاله: (يا أبا
المنذر أتدرى أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) فأجاب أُبي: {الله لا إله
إلا هو الحي القيوم} فضرب النبي ( صدره بيده، ودعا له بخير، وقال:
(ليَهْنِك العلم أبا المنذر (أي هنيئًا لك العلم).كان أّبي بن كعب من فقهاء
صحابة النبي صلى الله عليه وآله، وكان من كُتَّاب الوحي، ومن أفضل قرّاء
كتاب الله عزّ وجل


[مسلم].فقد جاء في الحديث الصحيح أقرؤكم أُبي وقد أسند إليه النبي مهمة
تعليم الوفود القرآن وتفقيهها في الدين وكان النبي إذا غاب عن المدينة
يستخلفه لإمامة المسلمين في الصلاه, وقد قال عمر بن الخطاب سيد المسلمين
أبي بن كعب


وكان أبي بن كعب -رضي الله عنه- من (أوائل الذين كانوا يكتبون الوحي عن
النبي (، ويكتبون الرسائل، وقد قال عنه النبي (: (أقرأ أمتي أبى)
[الترمذي].

وكان من أحرص الناس على حفظ القرآن الكريم،.

وكان -رضي الله عنه- واحدًا من الستة أصحاب الفُتْيَا الذين أذن لهم رسول
الله ( بالحكم في حوائج الناس، وفض المنازعات التي تحدث بينهم، وردِّ
المظالم إلى أهلها، وهم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن
مسعود، وأبي بن كعب، وزيد بن حارثة، وأبو موسى الأشعري.


وقال ( فيه وفي غيره: (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدَّهم في أمر الله
عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم (أعلمهم
بالمواريث) زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن
لكل أمة أمينًا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)

[الترمذى وابن ماجه].

ومما سبق يتبن فضل أبي بن كعب – حتى اختاره الله عزّ وجلّ ليكون محل
تعليم رسول الله لأصحابه سورة البينه مما يبين أهمية ما جاء في هذه السوره
حتى نالت هذا الاهتمام الخاص في تعليمها


فقد جاء في صحيح البخاري ان رسول الله قال لأُبي بن كعب حين نزلت (لَمْ
يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) إن الله أمرني أن أقرأ عليك (لَمْ يَكُنِ
الَّذِينَ كَفَرُوا) قال أبي: آلله سماني لك ؟ قال نعم الله سماك لي فجعل
أبي يبكي.


عن جُندب بن عبد الله البجلي قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم، فدخلت مسجد
رسول الله فإذا الناس فيه حَلَقٌ يتحدّثون، فجعلت أمضـي الحَلَقَ حتى
أتيتُ حلقـةً فيها رجل شاحبٌ عليه ثوبان كأنّما قدم من سفر. فسمعته يقول:
(هلك أصحاب العُقدة ورب الكعبة، ولا آسى عليهم)... أحسبه قال مراراً...
فجلست إليه فتحدّث بما قُضيَ له ثم قام، فسألت عنه بعدما قام قلت: من
هذا؟. قالوا: هذا سيد المسلمين أبي بن كعب)... فتبعته حتى أتى منزله، فإذا
هو رثُّ المنزل رثُّ الهيئة، فإذا هو رجل زاهد منقطعٌ يشبه أمره بعضه
بعضاً...


وكان -رضي الله عنه- لا يخاف في الله لومة لائم، وكان من الذين لا يطلبون
من الدنيا عرضًا، فليس لها نصيب في قلوبهم، فعندما اتسعت بلاد المسلمين
ورأى الناس يجاملون ولاتهم في غير حق قال: هلكوا وربِّ الكعبة، هلكوا
وأهلكوا، أما إني لا آسى (أحزن عليهم) ولكن آسى على من يهلكون من
المسلمين.


وكان أبي بن كعب ورعًا تقيًّا يبكي إذا ذكر الله، ويهتز كيانه حين يرتل
آيات القرآن أو يسمعها، وكان إذا تلا أو سمع قوله تعالى: {قل هو القادر
على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعًا
ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون}_[الأنعام: 65]،
يغشاه الهم والأسى.


وقد روي أن رجلا من المسلمين، قال يا رسول الله: أرأيت هذه الأمراض التي
تصيبنا وما نلاقيها؟ قال: (كفارات)، فقال أبي ابن كعب: يا رسول الله، وإن
قَلَّتْ؟ قال: (وإن شوكة فما فوقها)، فدعا أبي أن لا يفارقه الوَعْك حتى
يموت، وأن لا يشغله عن حج، ولا عمرة ولا جهاد، ولا صلاة مكتوبة في جماعة،
فقال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: فما مس إنسان جسده إلا وجد حرَّه
حتى مات. [أحمد وابن حبان].


وقد كان أبي -رضي الله عنه- مستجاب الدعوة، فيحكى ابن عباس أن عمر بن
الخطاب -رضي الله عنه- قال لجمع من الصحابة: اخرجوا بنا إلى أرض قومنا.
فكان ابن عباس مع أبي بن كعب في مؤخرة الناس، فهاجت سحابة، فدعا أبي
قائلا: اللهم اصرف عنا أذاها. فلحق ابن عباس وأبي الناس، فوجدوا أن رحالهم
ابتلت: فقال عمر: ما أصابكم؟ (أي: كيف لم تبل رحالكما؟) فقال ابن عباس:
إن أبيَّا قال: اللهم اصرف عنا أذاها. فقال عمر: فهلا دعوتم لنا معكم.


وكان عمر يجل أبيَّا، ويستفتيه في القضايا، وقد أمره أن يجمع الناس فيصلي
بهم في المسجد صلاة التراويح في رمضان، وقبلها كان يصلي كل إنسان وحده.


قال رجلٌ لأبي بن كعب: (أوصني يا أبا المنذر)... قال: (لا تعترض فيما لا
يعنيك، واعتزل عدوَّك، واحترس من صديقك، ولا تغبطنَّ حيّاً إلا بما تغبطه
به ميتاً، ولا تطلب حاجةً إلى مَنْ لا يُبالي ألا يقضيها لك)...وروى أبي
بن كعب -رضي الله عنه- بعض الأحاديث عن رسول الله ( ، وروى عنه بعض
الصحابة والتابعين، ومن أقواله -رضي الله عنه-: ما ترك أحد منكم لله شيئًا
إلا آتاه الله ما هو خير له منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به وأخذه من
حيث لا يعلم إلا آتاه ما هو أشد عليه من حيث لا يحتسب. وقال له رجل -ذات
يوم- أوصني: فقال له أُبيُّ: اتخذ كتاب الله إمامًا، وارض به قاضيًا
وحكمًا، فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع، مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه
ذكركم وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم. [أبو نعيم].عن
عبـد اللـه بن أبي نُصير قال: عُدْنا أبي بن كعـب في مرضه، فسمع المنادي
بالأذان فقال: (الإقامة هذه أو الأذان؟)... قلنا: (الإقامـة)... فقال: (ما
تنتظرون؟ ألا تنهضون إلى الصلاة؟)... فقلنا: (ما بنا إلا مكانك)... قال:
(فلا تفعلوا قوموا، إن رسول الله صلى بنا صلاة الفجر، فلمّا سلّم أقبل على
القوم بوجهه فقال: (أشاهدٌ فلان؟ أشاهدٌ فلان؟).


حتى دعا بثلاثة كلهم في منازلهم لم يحضروا الصلاة فقال: (إن أثقل الصلاة
على المنافقين صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو
حَبْواً، واعلم أنّ صلاتك مع رجلٍ أفضل من صلاتك وحدك، وإن صلاتك مع رجلين
أفضل من صلاتك مع رجل، وما أكثرتم فهو أحب إلى الله، وإن الصفّ المقدم
على مثل صف الملائكة، ولو يعلمون فضيلته لابتدروه، ألا وإن صلاة الجماعة
تفضل على صلاة الرجل وحدَه أربعاً وعشرين أو خمساً وعشرين).وتوفي -رضي
الله عنه- في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ويوم موته رأى رجل
الناس في المدينة يموجون في سككهم، فقال: ما شأن هؤلاء؟ فقال بعضهم: ما
أنت من أهل البلد؟ قال: لا. قال: فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبي بن
كعب
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:26 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 376783_10150389629477602_292178087601_8420369_206011025_n

الحلقة الخامسة و الثلاثون : أسامة بن زيد

الحِب بن الحِب
أسامة بن زيد
هو وأبوه صحابيان، كنيته أبو محمد، أبوه حبيب رسول الله صلى الله عليه
وسلم: زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن عامر بن النعمان وأمه
السيدة أم أيمن حاضنة رسول الله ( ومربيته.
كان شديد السواد، خفيف الروح، شجاعًا، رباه النبي ( وأحبه حبًّا كثيرًا،
كما كان يحب أباه فسمي الحِبّ بن الحبّ، وكان النبي ( يأخذه هو والحسن
ويقول: (اللهم أحبهما فإني أُحِبُّهما) [أحمد والبخاري].
وكان رسول الله يحبه كثيراً ويعتمد علية في كثير من الغزوات والفتوحات
الإسلامية حيث كان قائد حربي عسكري محنك,ولد أسامة في الإسلام ومات النبي
صلى الله عليه وسلم وله عشرون سنة. وقد حمله أبوه زيد من مكة إلى المدينة
مع أمه أم أيمن بعد الهجرة النبوية إليها، إذ بعثه الرسول مع مولاه أبي
رافع لإحضار من خلّف في مكة من أهله،وهو لا يزال فتاً صغيراً يأمر على جيش
فيه كبار الصحابة ومنهم عمر بن الخطاب,
وكان أسامة شديد التواضع، حاد الذكاء، يبذل أقصى ما عنده في سبيل دينه وعقيدته.
وخرج أسامة مع النبي ( (عام الفتح إلى مكة راكبًا خلفه ( على بغلته، ودخل
النبي ( الكعبة ليصلي فيها ركعتين، ومعه أسامة وبلال، ووقع أسامة على
الأرض فجرحت جبهته؛ فقام النبي ( مسرعًا ليمسح الدم الذي يسيل منها حتى
وقف النزيف.
وذات يوم تلقى أسامة من رسول الله ( درسًا لا ينساه أبدًا، يقول أسامة:
بعثنا رسول الله ( إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من
الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته
برمح حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي ( فقال: يا أسامة أقتلته بعد ما
قال: لا إله إلا الله؟ قلت كان متعوذًا، فما زال يكررها الرسول ( حتى
تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. ثم قال أسامة للرسول (: إني أعُطى
الله عهدًا، ألا أقتل رجلا يقول: لا إله إلا الله أبدًا، فقال النبي (:
(بعدى يا أسامة؟) قال: بعدك. [متفق عليه].
وقد حمل أسامة كل صفات ومواهب القائد الشجاع، مما زاد من إعجاب النبي (
به، فجعله قائدًا لجيش المسلمين لغزو الروم، وجعله الرسول ( أميرًا على
جيش فيه كبار الصحابة، كأبي بكر وعمر، فاستكثر بعض المسلمين على أسامة كل
هذا، وتكلموا في ذلك، ولما علم النبي ( صعد المنبر وحمد الله ثم أثنى عليه
وقال: (إن تطعنوا في إمارته (أي إمارة أسامة)؛ فقد كنتم تطعنون في إمارة
أبيه من قبل، وأيم الله، إن كان لخليقًا للإمارة لجديرًا بها، وإن كان لمن
أحب الناس إليَّ (يقصد زيد بن حارثة)، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده)
[متفق عليه].
ويموت النبي ( قبل أن يتحرك جيش أسامة إلى غايته التي حددها الرسول ( وهى
قتال الروم، (وقبل أن يموت النبي ( أوصى أصحابه أن يسارعوا بتحريك جيش
أسامة فقال لهم: (أنفذوا بعث أسامة، أنفذوا بعث أسامة) [ابن حجر في
الفتح].
ويتولى أبو بكر الخلافة بعد رسول الله (، ويصر على إنجاز وصية الرسول (،
فيقول له عمر: إن الأنصار ترى أن يتولى قيادة الجيش من هو أكبر سنًّا من
أسامة، فيغضب أبو بكر -رضي الله عنه- ويقول: ثكلتك أمك يابن الخطاب،
استعمله رسول الله ( وتأمرني أن أنزعه، والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع
تخطفني؛ لأنفذت بعث أسامة.

ويخرج القائد أسامة من المدينة بجيشه، ويخرج معه أبو بكر مودعًا، وبينما
أسامة راكب على فرسه، إذا بأبي بكر يسير على قدميه، فيستحي أسامة من هذا
الموقف، ويقول لأبي بكر: يا خليفة رسول الله (، والله لتركبن أو لأنزلن.
فيقول أبو بكر: والله لا نزلت، والله لا ركبتُ، وما عليَّ أن أغبر

قدمي في سبيل الله ساعة، ثم يستأذن أبو بكر من أسامة أن يبقى معه عمر في
المدينة ليعينه على أمور الحكم فيعطي أعظم قدوة في استئذان القائد مهما
كان صغيرًا.وأوصاه بوصية جامعة تصلح أن تكون أساساً لقوانين الحرب
والجهاد، حيث قال له: سيروا على بركة الله، واغزوا باسم الله، وقاتلوا من
كفر بالله، ولا تغدروا ولا تغلُّوا، ولا تقتلوا شيخاً كبيراً ولا امرأةً
ولا طفلاً، ولا تقطعوا شجرةً، ولا تذبحوا شاةً إلا للأكل.
وانطلق جيش أسامة إلى البلقاء، ليهاجم القرى التي حددها له رسول الله (
وخليفته أبو بكر، فينتصر عليهم ويأسر منهم الكثير، ويجمع الغنائم، ويعود
إلى المدينة منتصرًا بعد أن لقن الروم درسًا لا ينسى، ويعود الجيش بلا
ضحايا فيقول المسلمون يومئذ: ما رأينا جيشًا أسلم من جيش أسامة.
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما يقسم أموال بيت المال على
المسلمين، يجعل نصيب أسامة منها ثلاثة آلاف وخمسمائة، في حين يعطي ابنه
عبد الله ثلاثة آلاف، فيقول ابن عمر لأبيه: لقد فضلت عليَّ أسامة، وقد
شهدت مع رسول الله ( ما لم يشهد، فيرد عليه عمر قائلاً: إن أسامة كان أحب
إلى رسول الله ( منك، وأبوه كان أحب إلى رسول الله ( من أبيك._[الترمذي
وابن سعد].
وعندما نشبت الفتنة بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما- وقف أسامة محايدًا
مع حبه الشديد لعلي، وبعث له رسالة قال فيها: يا أبا الحسن إنك والله لو
أخذت بمشفر الأسد (فمه) لأخذت بمشفره الآخر معك حتى نهلك جميعًا أو نحيا
جميعًا، فأما هذا الأمر الذي أنت فيه فوالله لا أدخل فيه أبدًا، ولزم
أسامة داره فترة النزاع حتى لا يقتل مسلمًا.
وكان -رضي الله عنه- كثير العبادة، محافظًا على صوم يوم الاثنين والخميس مع كبر سنه وضعف جسمه؛ تأسيًا برسول الله ( ، وتوفي أسامة
-رضي الله عنه- في خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة (54هـ)، وقد روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.
كان قد سكن المزة غرب دمشق ثم رجع فسكن وادي القرى ثم نزل إلى المدينة
المنورة فمات بها بالجرف وصحح ابن عبد البر أنه مات سنة 54 هـ، فيكون قد
توفي عن 61 سنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:26 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 387483_10150392817557602_292178087601_8432688_1541372026_n

الحلقة السادسة و الثلاثون :أسيد بن خضير

صاحب الصوت الجميل
أسيد بن حضير
انه أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري -رضي الله عنه-، فارس قومه
ورئيسهم، فأبوه حضير الكتائب زعيم الأوس، وواحد من كبار أشراف العرب في
الجاهلية.
صحابي جليل كان زعيما للأوس في المدينة قبل إسلامه، وورث عن أبيه مكانته،
حيث كان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية ومن مقاتليهم الأشداء وقد
ورث المكارم كابرا عن كابر وكان صاحب فكر صاف وشخصية مستقيمة قوية وناصعة
ورأي ثاقب وهو سبب نزول آية التيمم .
كان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قد أرسل مصعب بن عمير إلى المدينة
ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار وليدعو غيرهم إلى دين الله. وعلم سعد بن
معاذ -وكان صديقا لأسيد- فأراد أن يحرضه على مصعب، فقال: «انطلق إلى هذا
الرجل فازجره»، فحمل أسيد حربته، وذهب إلى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن
زرارة (من زعماء المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام).
عند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام
للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها مصعب إلى الله. وفاجأهم أسيد بغضبه
وثورته، فقال له مصعب: «هل لك في أن تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته وإن
كرهته كففنا عنك ما تكره». فقال أسيد: «هات ما عندك» وراح مصعب يقرأ
القرآن ويشرح مبادئ الإسلام. وبدأ قلب أسيد يرق ووجهه يستشرق. فقال: «ما
أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟»
فقال مصعب: «تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي». فقام من فوره
ليستقبل الإسلام فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين معلنا إسلامه.
عاد أسيد إلى سعد بن معاذ، وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن
حوله: أقسم، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به، ثم قال له سعد: ماذا
فعلت؟ فقال أسيد: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما،
فقالا لي: نفعل ما أحببت، ثم قال أسيد لسعد بن معاذ: لقد سمعت أن بني
حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك،
فقام سعد غضبان وفي يده حربته، ولما وصل إلى مصعب وأسعد وجدهما جالسين
مطمئنين، عندها أدرك أن هذه حيلة من أسيد لكي يحمله على السعي إلى مصعب
لسماعه، واستمع سعد لكلام مصعب واقتنع به وأعلن إسلامه، ثم أخذ حربته،
وذهب مع أسيد بن حضير إلى قومهما يدعوانهم للإسلام، فأسلموا جميعًا.
وقد استقبل أسيد النبي ( لما هاجر إلى المدينة خير استقبال، وظل أسيد
يدافع عن الإسلام والمسلمين، فحينما قال عبد الله بن أبي بن سلول لمن حوله
من المنافقين أثناء غزوة بني المصطلق: لقد أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم
أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير دياركم،
أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فقال أسيد:
فأنت والله يا رسول الله تخرجه منها إن شاء الله، هو والله الذليل، وأنت
العزيز يا رسول الله، ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك، وإن قومه
لينظمون له الخرز (حبات يطرز بها التاج) ليتوجوه على المدينة ملكًا، فهو
يرى أن الإسلام قد سلبه ملكًا.
وذات ليلة أخذ يقرأ القرآن، وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت
تقطع الحبل، وعلا صهيلها، فسكت عن القراءة فهدأت الفرس ولم تتحرك، فقرأ
مرة ثانية فحدث للفرس ما حدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا المشهد عدة
مرات، فسكت خوفًا منها على ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها،
ثم نظر إلى السماء فإذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة،
وهى ترتفع إلى السماء.
فلما أصبح ذهب إلى الرسول ( وحدثه بما رأى، فقال له النبي (: (تلك
الملائكة دنت (اقتربت) لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى
منهم) [البخاري].
وعاش أسيد -رضي الله عنه- عابدًا قانتًا، باذلا روحه وماله في سبيل الله،
وندم أسيد على تخلفه عن غزوة بدر، وقال: ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه
غزو ما تخلفت. [ابن سعد]، وقد جرح أسيد يوم أحد سبع جراحات، ولم يتخلف عن
غزوة بعدها قط.
وبعد وفاة النبي ( اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة على رأسهم
سعد بن عبادة، وأعلنوا أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واشتد النقاش
بينهم، فوقف أسيد بن حضير مخاطبًا الأنصار قائلاً: تعلمون أن رسول الله (
كان من المهاجرين، فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا
أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته.
وكان أبو بكر -رضي الله عنه- لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار، تقول السيدة
عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني
عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. [ابن هشام].
وتوفي أسيد -رضي الله عنه- في عام (20 هـ)، وأصرَّ أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب أن يحمل نعشه على كتفه، ودفنه الصحابة بالبقيع بعد أن صلوا
عليه، ونظر عمر في وصيته، فوجد أن عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمار نخله
(البلح أو التمر) أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه. [البخاري وابن سعد].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:27 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 387383_10150395115642602_292178087601_8439930_1710972427_n

الحلقة السابعة و الثلاثون : أنس بن مالك

خادم الرسول
أنس بن مالك
إنه الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي -رضي الله
عنه-وأمه الرميصاء أم سليم بنت ملحان الأنصارية -رضي الله عنها- وكانت أمه
قد أتت به وهو ابن عشر سنين إلى النبي ( في المدينة، وقالت له: هذا غلام
يخدمك. فقبله النبي (، وكنَّاه أبا حمزة، ولازم الغلام رسول الله ( ملازمة
شديدة، ما فارقه فيها أبدًا
وُلد قبل الهجرة بعشر سنوات ,وكان عمره لما قدم النبي محمد المدينة المنورة مهاجراً عشر سنين, وتوفي النبي محمد وهو ابن عشرين سنة
شهد أنس بن مالك بيعة الرضوان فكان أحد الذين قال الله فيهم (لَقَدْ
رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ
عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18))

وامتلأ قلب أنس بحب النبي (، فها هو ذا يقول: ما من ليلة إلا وأنا أرى
فيها حبيبي (يقصد رسول الله (). وقد أحبت أسرة أنس رسول الله ( حبًّا
شديدًا، وكانت لأسرته في قلب رسول الله ( منزلة خاصة، فأمه أم سليم،
وخالته أم حرام بنت ملحان، وعمه أنس بن النضر بطل أحد، وعمته الربيع بنت
النضر.

وكان أنس يحفظ سر رسول الله (، فها هو ذا -رضي الله عنه- يقول: أسر إليَّ
رسول الله ( سرًا فما أخبرت به أحدًا بعد، ولقد سألتني عنه أم سليم فما
أخبرتها به. وكان النبي ( يحب أنسًا ويقربه إليه ويمازحه، فلقد قال له
يومًا: (ياذا الأذنين) [أبو داود والترمذي].
كان الرسول محمد بالنسبة لأنس الأب والمربي والقدوة والأسوة الحسنة وكان
أنس حريصاً أشد الحرص في فترة خدمة الرسول على اقتفاء أثره وحفظ حديثه
ومعاملته حتى مع زوجاته, لذلك أكتسب حديث أنس بن مالك أهمية بالغة بالنسبة
للمسلمين حتى حزن كثير من المسلمين لوفاته حتى قال مؤرق العجلي لما مات
أنس بن مالك «ذهب اليوم نصف العلم»
وكان أنس شديد الإعجاب بشخصية الرسول محمد وكان يقول «كان رسول الله من
أحسن الناس خلقا ولا مسست خزا قط ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول
الله ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرق النبي »
ولم يكن أنس بالنسبة للرسول مجرد خادم ولكنه كان أمين سره ومساعده
وتلميذه وصاحبه ومرافقة وكان يدعو له فيقول (اللهم أكثر ماله وولده وبارك
له فيما أعطيته)
وكان أنس مجاب الدعاء فما دعا لأرض بالمطر إلا ثار السحاب وغشيت الأرض الأمطار حتى في الصيف
يقول أنس بن مالك «خدمت رسول الله عشر سنين فلم يضربني ضربة قط ولم يسبني
ولم يعبس في وجهي وكان أول ما أوصاني به أن قال يا بني اكتم سري تكن مؤمنا
فما أخبرت بسره أحدا وإن كانت أمي وأزواج النبي يسألني أن أخبرهن بسره
فلا أخبرهن ولا أخبر بسره أحدا أبدا»
عد ومكان اللقاء بالرسول يوم القيامة

وعد الرسول محمد أنس بن مالك باللقاء مرة أخرى في يوم القيامة ووعده
بالشفاعة, قال أنس بن مالك أنه سأل النبي فقال: خويدمك أنس اشفع له يوم
القيامة، قال: " أنا فاعل ". قال: فأين أطلبك؟ قال: " اطلبني أول ما تطلبني
عند الصراط؛ فإن وجدتني وإلا فأنا عند الميزان وإلا فأنا عند حوضي لا
أخطئ هذه الثلاثة المواضع

واشتهر أنس -رضي الله عنه- بالعلم والفقه والتبحر في علوم الدين، وروى
كثيرًا من أحاديث الرسول ( ، وما يدل على علمه الغزير أنه قال لثابت
البناني: يا ثابت خذ عني، فإنك لن تأخذ عن أحد أوثق مني، إني أخذته عن
رسول الله ( عن جبريل، وأخذه جبريل عن الله.
وشارك أنس -رضي الله عنه- في حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله
عنه-، وقد استخدمه أبو بكر -رضي الله عنه- في جمع الصدقات، فدخل عمر بن
الخطاب -رضي الله عنه- فاستشاره أبو بكر فقال عمر: ابعثه فإنه لبيب كاتب.
وكان -رضي الله عنه- ممن حضر موقعة اليمامة، وشهد الفتوحات في عهد عمر،
وعثمان بن عفان، ومعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهم-.
وكان يحب الستر على المسلمين، فيروى أن صالح بن كرز جاء بجارية له زنت
إلى الحكم بن أيوب، وبينما هو جالس إذ جاء أنس بن مالك -رضي الله عنه-
فجلس فقال: يا صالح ما هذه الجارية معك؟ فقال صالح: جارية لي بغت فأردت أن
أرفعها إلى الإمام ليقيم عليها الحد، فقال: لا تفعل، رد جاريتك، واتق
الله، واستر عليها، فقال صالح: ما أنا بفاعل، فقال أنس: لا تفعل وأطعني،
فلم يزل يراجعه حتى ردها.
وفي عهد عبد الملك بن مروان، لقى أنس بعض الأذى من الحجاج بن يوسف الثقفي،
فاشتكاه أنس إلى عبد الملك وقال: لو أن اليهود رأوا خادم نبيهم لأكرموه،
وأنا خدمت رسول الله ( عشر سنين، فبعث
عبد الملك بن مروان إلى الحجاج يعنفه ويزجره، ويأمره أن يذهب إلى أنس ويقبل يديه ورجليه.
وقد ضعف أنس في آخر أيامه، ولم يعد يستطيع الصوم فأحضر طعامًا وأطعم
ثلاثين مسكينًا، ولما مرض سأله أهله أن يأتوا له بطبيب فقال لهم: الطبيب
أمرضني. وقال وهو يحتضر: لقنوني لا إله إلا الله.
وتوفي أنس -رضي الله عنه- بالبصرة في أوائل التسعينيات من القرن الأول
الهجري، وعمره يقترب من المائة، وكان آخر من مات من أصحاب رسول الله (
بالبصرة، ولما مات قال أهل البصرة: ذهب اليوم نصف العلم، وذلك لأنهم كانوا
يرجعون إليه في كل ما اختلفوا فيه من حديث رسول الله (.
علم أنس بن مالك الصلاة من الرسول محمد مباشرة فكان أحسن الناس صلاة في
سفره وحضره[,وكان أنس يصلي فيطيل القيام حتى تفطر قدماه دماً وكان يصلي
مابين المغرب والعشاء ويقول هذه ساعة ناشئة الليل . قال أبو هريرة: «ما
رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله من ابن أم سليم - يعني أنس بن مالك

وقال الزهري: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو وحده فسألته وهو يبكي،
فقلت: ما يبكيك؟ فقال: ما أعرف شيئاً مما أدركنا إلا هذه الصلاة، وهذه
الصلاة قد ضيعت.

كان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين، وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك., يقول أنس: والله إن مالي لكثير
كان لأنس بن مالك أولاد كثير حتى صعب عدهم حيث دعا له الرسول محمد بكثرة
المال والولد، فقيل أنه ولد له من صلبه ثمانون ذكراً وابنتان، إحداهما:
حفصة، والأخرى: أم عمرو، ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرون ولداً على
قيد الحياة.يقول أنس: إن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو مائة اليوم.
وقد توفي في حياة أنس بن مالك أكثر من مئة من أبنائه من صلبه, يقول أنس:
لقد دفنت بكفي هاتين من ولدي أكثر من مائة لاأقول لكم فيه ولد ولد ولا سقط

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:27 am

الحلقة الثامنة والثلاثون: أبو ايوب الأنصارى

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 388910_10150398374962602_292178087601_8448446_883134140_n
المجاهد

أبو أيوب الأنصاري هو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عوف بن غنم بن
مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو الأنصاري الخزرجي، معروف باسمه وكنيته,
وأمه هند بنت سعيد بن عمرو من بني الحارث بن الخزرج من السابقين. روى عن
النبي وعن أبي بن كعب. روى عنه البراء بن عازب وزيد بن خالد، والمقدام بن
معدي كرب وابن عباس وجابر بن سمرة وأنس وغيرهم من الصحابة وجماعة من
التابعين. خرج مع وفد المدينة لمبايعة النبي محمد بن عبد الله في مكة في
بيعة العقبة الثانية. نزل عنده رسول الإسلام محمد عند قدومه من مكة. آخى
الرسول بينه وبين مصعب بن عمير.


وعندما وصل رسول الله ( إلى أرض النصرة والإيمان مختتمًا رحلته الطويلة
التي هاجر فيها من مكة إلى المدينة، وصار وسط جموع المسلمين التي خرجت
لاستقباله، وتزاحم الناس حول زمام ناقته، كل يريد أن يستضيف رسول الله (،
والنبي ( يقول لهم: (خلوا سبيلها، فإنها مأمورة) [البيهقي].


ويمضي موكب رسول الله ( ويصل إلى حي بني ساعدة، فحي بني الحارث، فحي بني
عدي، ويخرج من كل حي من يعترض طريق الناقة آملاً أن يسعدوا بنزول رسول
الله ( في ديارهم، وفي كل مرة يجيبهم النبي ( (خلوا سبيلها، فإنها مأمورة)
[البيهقي].


إن قدر الله -عز وجل- هو الذي يتحكم في اختيار مكان نزول النبي ( حيث
سيكون لهذا المكان مكانته العظيمة، ففوق أرضه سيقام المسجد الذي تنطلق منه
أشعة الهدى والنور؛ لتضيء الدنيا بأسرها، وبجوار هذا المسجد سيقيم النبي (
في حجرات متواضعة.


وأمام دار مالك بن النجار بركت الناقة، ثم نهضت وطوَّفت بالمكان، ثم عادت
إلى مكانها الأول، ونزل رسول الله ( متفائلا، وتقدم أحد المسلمين، وقد
عمرت الفرحة قلبه، فحمل متاع الرسول ( وأدخله بيته، ثم دعا رسول الله (
للدخول.


وكان بيت أبي أيوب مالك بن دينار طابقين، فاختار رسول الله ( الطابق
الأسفل ليكون محل إقامته، وصعد أبو أيوب إلى الدور العلوي ولكنه لم ينم تلك
الليلة، لأنه لم يستطع أن يتخيل نفسه وهو نائم في مكان أعلى من المكان
الذي ينام فيه الرسول (. وفي الليل سال الماء في غرفته، فقام هو وزوجته أم
أيوب ينظفانه خشية أن يصل إلى رسول الله ( منه شيء.


وفي الصباح ذهب أبو أيوب إلى النبي ( وأخذ يلح عليه ويرجوه أن ينتقل إلى
الطابق العلوي، فاستجاب النبي ( لرجائه، وظل الرسول ( في بيت أبي أيوب حتى
انتهى من بناء المسجد، وبناء حجرة له بجواره.وكان -رضي الله عنه- محبًّا
للجهاد في سبيل الله، فمنذ أن حضر بيعة العقبة الثانية وحتى منتصف القرن
الأول الهجري وهو يعيش في جهاد متواصل، لا يغيب عن حرب، ولا يتكاسل عن
غزو، وشهد مع رسول الله ( بدرًا وأحدًا والخندق، والغزوات كلها، وحتى بعد
وفاة النبي ( لم يتخلف عن غزوة كُتب للمسلمين أن يخوضوها إلا غزوة قد
أمَّر فيها على الجيش شاب لم يقنع أبو أيوب بإمارته، فقعد ولم يخرج معهم،
ولكنه ما لبث أن ندم على موقفه هذا وقال: ما خبرني مَنْ استُعمِلَ عليّ؟
ثم خرج فلحق بالجيش.


قال أبو أيوب الأنصاري للرسول :(يا رسول الله، كنت ترسل إليّ بالطعام
فأنظر، فإذا رأيتُ أثر أصابعك وضعتُ يدي فيه، حتى كان هذا الطعام الذي
أرسلتَ به إلي، فنظرت فيه فلم أرَ فيه أثر أصابعك ؟!) فقال رسول الله
:(أجل إنّ فيه بصلاً، وكرهتُ أن آكله من أجل الملَكَ الذي يأتيني، وأمّا
أنتم فكلوه) كان رسول الله يطوفُ بين الصفا والمروة، فسقطت على لحيتِه
ريشةٌ، فابتدر إليه أبو أيوب فأخذها، فقال له النبي :«نزع الله عنك ما
تكره» وخالد بن زيد وابنه زيد ابن حارثة هما حب الرسول وأبن حبه كما وصفهما
الرسول

حادثة الإفك

خلال حادثة الإفك، قالت أم أيوب لأبي أيوب: (ألا تسمع ما يقول الناسُ في
عائشة؟) قال: (بلى، وذلك كذب، أفكنتِ يا أم أيوب فاعلة ذلك؟) قالت: (لا
والله) قال: (فعائشة والله خير منكِ) فلمّا نزل القرآن وذكر أهل الإفك ذكر
القرآن: (لولا إذْ سمعتُموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا
هذا إفكٌ مُبين)


لما تزوج الرسول بصفية، بخيبر أو ببعض الطريق، فبات بها الرسول في قبة
له، وبات أبو أيوب الأنصاري متوشحاً سيفه يحرس رسول الله ويطيف بالقبة حتى
أصبح رسول الله، فلما رأى مكانه قال: (مالك يا أبا أيوب؟) قال: (يا رسول
الله، خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها وقومها،
وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك) فقال رسـول الله : (اللهم احفظ أبا
أيوب كما بات يحفظني)

موقفه من الفتنة

لما وقع الخلاف بين علي ومعاوية وقف أبو أيوب مع علي لأنه رأى أن الحق
معه في عدم تعجيل القصاص من قتلة عثمان ‎رضي الله عنه، ولما استشهد علي
وقف أبو أيوب بنفسه الزاهدة الصامدة لا يرجو من الدنيا إلا أن يظل له مكان
فوق أرض الوغى مع المجاهدين.


أتى أبو أيوب عبد الله بن عباس ‎رضي الله عنه فشكا إليه أنّ ديناً عليه،
ففرّغ له بيتَه، فقال :(لأصْنَعَنّ بكَ كما صنعت برسول الله ) قال:(كم
عليك من الدّين؟) قال: (عشرون ألفاً) فأعطاه أربعين ألفاً وعشرين مملوكاً،
وقال:(لك ما في البيتِ كلِّه)

وفاته

ورغم أن عمره تجاوز الثمانين عامًا إلا أنه ما كاد يسمع منادى الجهاد
يحثُّ المسلمين على الخروج لفتح القسطنطينية (إستامبول الآن) حتى حمل سيفه
على عاتقه قائلا: أمرنا الله -عز وجل- أن ننفر في سبيله على كل حال، فقال
تعالى: {انفروا خفافًا وثقالاً} [التوبة: 41].


وفي هذه المعركة أصيب أبو أيوب، فذهب قائد الجيش يزيد بن معاوية يعوده،
وقال له: ما حاجتك أبا أيوب؟ فقال: إذا أنا مت فاحملوني إلى أرض العدو ثم
ادفنوني، ثم قال لهم: أما إني أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله ( سمعته
يقول: (من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة) [متفق عليه]. وبالفعل كان
له ما أراد، فقد طلب أن يحمل جثمانه فوق فرسه، ويمضي به أطول مسافة ممكنة
في أرض العدو، وهنالك يدفنه، ثم يزحف بجيشه على طول هذا الطريق، حتى يسمع
وقع حوافر خيل المسلمين فوق قبره، فيدرك آنئذ، أنهم قد أدركوا ما يبتغون
من نصر وفوز !


وفي قلب القسطنطينية في إسطنبول ثوي جثمانه ‎رضي الله عنه مع سور المدينة
وبُنيَ عليه، فلمّا أصبح المسلمون أشرف عليهم الروم، فقالوا: (يا معشر
العرب قد كان لكم الليلة شأنٌ ؟) فقالوا :(مات رجلٌ من أكابر أصحاب نبيّنا
محمد ، ووالله لئن نُبِشَ لأضْرُبَ بِناقوسٍ في بلاد العرب) فأصبح قبره
لأهل قسطنطينية وقبل أن يصل لهم الإسلام قبر قديس يتعاهدونه ويزورونه.

اذهبوا بجثماني بعيدا بعيدا في أرض الروم ثم ادفنوني هناك أبو أيوب الأنصاري

وكان -رضي الله عنه- زاهدًا ورعًا لا يحب البذخ أو الترف، فقد دخل يومًا
بيتًا من بيوت المسلمين فوجد أصحابه قد زينوه بالستائر فطأطأ رأسه ناكرًا
لفعلهم، وتركهم وقفل راجعًا، وكان واحدًا من رهبان الليل وفرسان النهار،
عشق الجهاد، وتمنى الشهادة.


وظل هكذا حتى لقى ربه بعد حياة طويلة شاقة قضاها جنديًّا من جنود الله
الذين لم يرضوا لأنفسهم الركون إلى الدنيا، وخرجوا بأنفسهم وأموالهم
فاتحين بلاد المشرق والمغرب، ليُخرجوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة
رب العباد، وليسعدوا جميعًا بالإسلام في الأرض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:27 am

الحلقة التاسعة و الثلاثون : العباس بن عبد المطلب




قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 38451610150399328952602
ساقي الحرمين
العباس بن عبد المطلب
(ح. 566 - ح. 653) هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ،
عم الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول الله للعالمين،
أحدأهل البيت من المهاجرين إلى المدينة.ويلقب بسيد الأعمام، ولد في مكة
وتوفي في المدينة المنورة قبل مقتل الخليفة عثمان بن عفان
كان من أكرم الناس وأجودهم، قال عنه رسول الله (: (هذا العباس أجود قريش
كفًّا، وأوصلها) [أحمد]. ويروى أنه أعتق عند وفاته سبعين عبدًا.
وكان النبي ( يحبه حبًّا شديدًا، ويقول (: من آذى عمي فقد آذاني، فإنما
عم الرجل صنو أبيه (أي مثل أبيه)) [الترمذي]. وقد كان العباس أكبر سنًّا
من النبي (، فقد ولد قبله بثلاث سنين، ومن حسن أدبه أنه لما سُئل: أأنت
أكبر أم رسول الله؟ قال: هو أكبر، وأنا ولدت قبله) [الطبراني].
وكان العباس من سادة قريش، وكان يتعهد المسجد الحرام، فيسقي الحجاج ويقوم
بخدمتهم، وقد ورث ذلك عن أبيه عبد المطلب، وكان قبل إسلامه شديد الحب
لرسول الله (، ويقف بجانبه، ويدفع عنه أذى المشركين، وحضر مع النبي ( بيعة
العقبة الثانية، ليطمئن عليه ( وهو لم يعلن إسلامه بعد، فلما التقوا،
وتواعدوا على أن يكون اللقاء في اليوم التالي، كان العباس أول من أتى،
فبايع الأنصار رسول الله ( على النصرة والبيعة، والعباس آخذ بيده. [ابن
سعد].
فلما كانت غزوة بدر، أمر الرسول ( المسلمين بأن لا يقتلوا العباس لأنه
خرج مستكرهًا، وبعد المعركة استطاع أبو اليسر -رضي الله عنه- أن يأسر
العباس، فلما أحضره إلى النبي ( سأله رسول الله كيف أسرته؟ قال أبو اليسر:
لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ولا بعد هيئته كذا، فقال رسول الله (:
(لقد أعانك عليه ملك كريم).
[ابن هشام وابن سعد].
وقد خشى النبي ( على عمه، وخاف أن يقتله الأنصار، فأمر عمر أن يأتيهم
ويأتي بالعباس إليه، فلبَّتْ الأنصار أمر نبيهم، وتركوا العباس، فقال
العباس: يا رسول الله، إني كنت مسلمًا. فنزل قوله تعالى: {يا أيها النبي
قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما
أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم} [الأنفال: 70].
ويروى أن رجلا من الأنصار سبَّ أبا للعباس كان في الجاهلية، فغضب العباس
ولطمه، فجاء الأنصاري إلى قومه، فقالوا: والله لنلطمنه كما لطمه، فلبسوا
السلاح. فبلغ ذلك النبي ( فصعد المنبر، وقال: (أيها الناس، أي أهل الأرض
أكرم على الله؟) قالوا: أنت. قال: (فإن العباس مني وأنا منه، لا تسبُّوا
أمواتنا فتؤذوا أحياءنا). فجاء القوم فقالوا: نعوذ بالله من غضبك يا رسول
الله. [أحمد وابن سعد والحاكم].وقد أسلم العباس -رضي الله عنه- قبل فتح
مكة، وحضر الفتح، وهو الذي طلب الأمان لأبي سفيان بن حرب، وكان سببًا في
إيمانه، واشترك -رضي الله عنه- بعد ذلك في فتوح المسلمين، وكان يوم حنين
ممسكًا بلجام بغلة النبي (، وكان ممن التفَّ حول الرسول ( يدافع عنه بعد
أن فرَّ أغلب المسلمين، وأخذ العباس ينادى مع رسول الله ( على المسلمين
حتى ثبتوا، وأنزل الله عليهم سكينته، وكان النصر العظيم في ذلك اليوم.
[مسلم].
وعندما خرج الرسول ( ومعه أصحابه إلى أهل الطائف، عسكر بجيشه في مكان
قريب منها، ثم بعث إليهم حنظلة بن الربيع -رضي الله عنه- ليكلمهم، فلما
وصل إليهم خرجوا وحملوه ليدخلوه حصنهم ويقتلوه، فلما رأى الرسول ( ذلك،
خاف على حنظلة، ونظر إلى أصحابه يحثهم على إنقاذه، وقال: (مَن لهؤلاء؟ وله
مثل أجر غزاتنا هذه) [ابن عساكر]. فلم يقم أحد من الصحابة إلا العباس
الذي أسرع ناحية الحصن حتى أدرك حنظلة، وقد كادوا أن يدخلوه الحصن،
فاحتضنه وخلصه من أيديهم فأمطروه بالحجارة من داخل الحصن، فجعل النبي (
يدعو له حتى وصل إليه ومعه حنظلة، وقد نجا من هلاك محقق.
وفي خلافة عمر -رضي الله عنه- أجدبت الأرض وأصابها الفقر الشديد، فخرج
الناس إلى الصحراء ومعهم عمر والعباس، فرفع عمر بن الخطاب يديه إلى
السماء، وقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإن نتوسل إليك
بعم نبينا فاسقنا. [البخاري].
فلما استسقى عمر بالعباس، قام العباس ورفع يديه إلى ربه وقال: اللهم إنه
لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بي إليك
لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا
الغيث. ولم يكد العباس ينهي دعاءه حتى امتلأت السماء بالغيوم والسحاب،
وأنزل الله غيثه، فانطلق الناس يهنئون العباس، ويقولون له: هنيئًا لك ساقي
الحرمين.
وكان للعباس مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، وعظماء الصحابة، فيروى أن أبا
بكر الصديق -رضي الله عنه- كان جالسًا بجانب النبي ( فرأى العباس مقبلاً،
فقام أبو بكر له وأجلسه مكانه بجوار رسول الله (، فقال النبي ( لأبي بكر:
(إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهلُ الفضل) [ابن عساكر].
وكان أبو بكر إذا قابل العباس نزل من على دابته، وسار معه احترامًا
وإكرامًا له حتى يصل العباس إلى المكان الذي يريده، وكان علي بن أبي طالب
يقبل يد العباس ويقول له: يا عم، ارض عني.
وقد كان للعباس ولدان، هما عبد الله بن عباس حَبرْ الأمة، وعبيد الله بن
عباس. وتوفي العباس سنة (32هـ)، ودفن بالبقيع، وكان عمره (88) عامًا، وصلى
عليه عثمان -رضي الله عنه-.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:28 am

الحــــــــــلقة الاربعون : أبو الدرداء
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 39355310150401492657602
حكيم الأمة
أبو الدرداء الأنصاري
إنه الصحابي الجليل أبو الدرداء عويمر بن قيس بن عامر الخزرجي الأنصاري
من الأنصار يلقب بحكيم الأمة، أسلم يوم بدر، كان تاجرا في المدينة المنورة
وهو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد النبي. ولاه معاوية بن أبي سفيان
قضاء دمشق بأمر من عمر بن الخطاب. توفي في الإسكندرية بمصر قَبْلَ
مَقْتَلِ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سنة 32 هـ وهو ابن 72 عاما.
واسمه-مكبر بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك الخزرجي الأنصاري، والدرداء
ابنته كنى بها فقامت الكنيه مقام اسمه حتى لا يكاد يعرف الا بها.
أسلم في غزوة بدر، وقيل إنه آخر مَنْ أسلم من الأنصار.ومما يروى في قصة
إسلامه، أنه كان عنده صنم في داره، وذات يوم دخل عليه عبد الله بن رواحة
ومحمد بن مسلمة، فشاهدا الصنم فكسراه إلى قطع صغيرة، فبدأ أبو الدرداء
يجمع القطع المتناثرة من أحجار الصنم، وهو يقول للصنم: ويحك! هلا امتنعت
ألا دافعت عن نفسك؟ فقالت زوجته أم الدرداء: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد
لدفع عن نفسه ونفعها.

فقال أبو الدرداء أعدي لي ماءً في المغتسل، ثم قام فاغتسل، ولبس حلته، ثم
ذهب إلى النبي، فنظر إليه ابن رواحة مُقبلا، فقال: يا رسول الله، هذا أبو
الدرداء، وما أراه إلا جاء في طلبنا. فأخبره رسول الله أن أبا الدرداء
إنما جاء ليسلم، وأن الله وعد رسوله بأن يسلم أبو الدرداء، وبالفعل أعلن
أبو الدرداء إسلامه، فكان من خيرة الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم.

وشهد أبو الدرداء مع رسول الله ( غزوة أحد وغيرها من المشاهد، وعرف -رضي
الله عنه- بالعفو والسماحة، ويحكى أن رجلا قال له ذات مرة قولاً جارحًا،
فأعرض عنه أبو الدرداء ولم يرد عليه، فعلم بذلك
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فغضب وذهب إلى أبي الدرداء وسأله عما حدث
فقال: اللهم غفرانًا، أوكل ما سمعنا منهم نأخذهم به (أي نعاقبهم ونحاسبهم
عليه)؟!
وكان أبو الدرداء تاجرًا مشهورًا، فلما أسلم تفرغ للعلم والعبادة، وقال:
أردت أن أجمع بين التجارة والعبادة، فلم يستقم، فتركت التجارة وأقبلت على
العبادة. ووصف بالشجاعة، حتى قيل عنه: نعم الفارس عويمر. وكان ينطق
بالحكمة، فقيل عنه: حكيم الأمة عويمر.
وكان لأبي الدرداء ثلاثمائة وستون صديقًا، فكان يدعو لهم في الصلاة، ولما
سئل عن ذلك قال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلا وكل الله به
مَلَكيْن يقولان، ولك بمثل، أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة؟!
وحفظ أبو الدرداء القرآن في حياة الرسول (، وكان ابن عمر يقول لأصحابه: حدثونا عن العاقلين: معاذ بن جبل وأبي الدرداء.
وكان من العابدين الزاهدين، وقد زاره أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في بيته
فلم ير فيه غير فراش من جلد، وكساء رقيق لا يحميه من البرد، فقال له:
رحمك الله، ألم أوسع عليك؟ فقال له أبو الدرداء: أتذكر حديثًا حدثناه رسول
الله ؟ قال عمر: أي حديث؟ قال: (ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب)
الترمذي. قال: نعم، قال أبو الدرداء: فماذا فعلنا بعده يا عمر؟ حرص أبو
الدرداء على العلم، وكان حرصه على العمل بما يعلم أقوى وأشد، وكان ملازمًا
للنبي حتى قال عنه الصحابة: أتْبَعُنَا للعلم والعمل أبو الدرداء.

وكان يقول: لن تكون عالمًا حتى تكون متعلمًا، ولن تكون متعلمًا حتى تكون
بما علمت عاملاً، إن أخوف ما أخاف إذا وقفت للحساب أن يقال لي: ما عملت
فيما علمت؟، وقال: ويل للذي لا يعلم مرة، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع
مرات.


وكان يعلِّم الناس القرآن الكريم وسنة رسول الله ،ويحثهم على طلب العلم،
ويأخذ بأيديهم إلى الصواب، فيقول لهم: ما لي أرى علماءكم يذهبون،
وجهَّالكم لا يتعلمون؟! تعلموا فإن العالم والمتعلم شريكان في الأجر.


وذات يوم مرَّ أبو الدرداء على أناس يضربون رجلاً ويسبونه، فقال لهم:
ماذا فعل؟ فقالوا: أذنب ذنبًا، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في بئر أكنتم
تستخرجونه منها؟ قالوا: نعم نستخرجه، قال: فلا تسبوا أخاكم، وأحمدوا الله
الذي عافاكم، فقالوا له: ألا تبغضه وتكرهه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا
تركه فهو أخي.

ويروى أنه كان مع المسلمين في قبرص، ففتحها الله على المسلمين، وغنموا
خيرًا كثيرًا، وكان أبو الدرداء واقفًا مع جبير بن نفير، فمرَّ عليه السبي
والأسرى، فبكى أبو الدرداء، فقال له جبير: تبكي في مثل هذا اليوم الذي
أعزَّ الله فيه الإسلام وأهله؟! فقال أبو الدرداء: يا جبير، بينما هذه
الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله فلقوا ما ترى! ما أهون العباد على الله إذ
هم عصوا!

ويحكى أن يزيد بن معاوية تقدم ليخطب ابنة أبي الدرداء فردَّه، فأعاد يزيد
طلبه، فرفض أبو الدرداء مرة ثانية، ثم تقدم لخطبتها رجل فقير عرف بالتقوى
والصلاح، فزوجها أبو الدرداء منه، فتعجب الناس من صنيعه، فكان رده عليهم:
ما ظنَّكم بابنة أبي الدرداء إذا قام على رأسها الخدم والعبيد وبهرها
زخرف القصور، أين دينها يومئذ؟! وكان يقول: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك،
ولكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك، وأن تبارى (تنافس) الناس في عبادة
الله.


من دعائه "اللهم انى أعوذ بك من شتات القلب " سئل: وما شتات القلب يا أبا الدرداء؟ فأجاب: أن يكون لى في كل واد مال.


وقال رضى الله عنه: من لم يكن غنيا عن الدنيا، فلا دنيا له وقال أيضا: لا تأكل الا طيبا ولا تكسب الا طيبا ولا تدخل بيتك الا طيبا.

كان من القلائل الذين استطاعوا أن يحفظوا القرآن كاملاً في صدورهم. عَنْ
أَنَسٍ: مَاتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ
يَجْمَعِ القُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمُعَإذٌ،
وَزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ.

عَنِ الشَّعْبِيِّ: جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ
سِتَّةٌ، وَهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: مُعَإذٌ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ،
وَزَيْدٌ، وَأَبُو زَيْدٍ، وَأُبَيٌّ، وَسَعْدُ بنُ عُبَيْدٍ.


كَانَتِ الصَّحَابَةُ يَقُوْلُوْنَ: أَرْحَمُنَا بِنَا أَبُو بَكْرٍ،
وَأَنْطَقُنَا بِالحَقِّ عُمَرُ، وَأَمِيْنُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ،
وَأَعْلَمُنَا بِالحَرَامِ وَالحَلاَلِ مُعَإذٌ، وَأَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ،
وَرَجُلٌ عِنْدَهُ عِلْمٌ ابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَتَبِعَهُم عُوَيْمِرُ أَبُو
الدَّرْدَاءِ بِالعَقْلِ.


قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: لَو أُنْسِيْتُ آيَةً لَمْ أَجِدْ أَحَداً
يُذَكِّرُنِيْهَا إِلاَّ رَجُلاً بِبَرْكِ الغَمَادِ، رَحَلْتُ إِلَيْهِ.

وعاش أبو الدرداء حياة بسيطة يملؤها الزهد والتواضع حتى جاءته ساعة الموت،
فقال عند احتضاره: من يعمل لمثل يومي هذا؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ وكان
يقول: من أكثر ذكر الموت قل فرحه، وقل حسده
توفي أبو الدرداء الأنصاري عن عمر يناهز 72 عام حيث توفي عام32هجريا في خلافة سيدنا عثمان بن عفان بمدينة الإسكندرية في مصر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:29 am

الحلقة واحد واربعون : حذفيه بن اليمان
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 388533_10150403268762602_292178087601_8462672_677070139_n

صاحب سر رسول الله حذيفة بن اليمان

أبوه الصحابي الجليل: اليمان حسل أو حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن
جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد
بن قيص عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كان قد قتل رجلا فهرب إلى
يثرب وحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لحلفه اليمانية وهم
الأنصار[1]، ثم تزوج امرأة منهم وهي الرباب بنت كعب الأشهلية، فأنجبت:
حذيفة وسعد وصفوان ومدلج وليلى. وقد اسلمت الرباب وبايعت الرسول. ولليمان
ابنتان أخرىان هما: فاطمة[2] وأم سلمة. استشهد اليمان في غزوة أحد.

واجه والده اليمان مشكلة الطلب بثأر عليه أجبره على الهرب وترك مكة
واللجوء للعيش مع عائلته في يثرب, وعندما أعلن الرسول محمد صلى الله عليه
وسلم دعوته للإسلام في مكة جاءه اليمان مع بقية من أهل يثرب من الأوس
والخزرج وبايعوه ولم يكن حذيفة معهم ولكنه أسلم قبل مشاهدة الرسول. عندما
وصل رسول الإسلام سأله حذيفة هل هو يحسب من المهاجرين أم من الأنصار, فقال
له رسول الإسلام أنت يا حذيفة من المهاجرين والأنصار.

حذيفة بن اليمان هذا كان يعرف كذلك ويكنى بحافظ سر الرسول, حيث أن الرسول
كان قد أسر له بأسماء كافة المنافقين المحيطين بهم ولم يفش بهذا السر لأي
كان وهذا هو شأن كل حافظ لسر. وكان خليفة المسلمين عمر بن الخطاب عندما
يريد أن يصلي على أحد أموات المسلمين يسأل عن حذيفة وهل هو من ضمن
الحاضرين للصلاة وذلك خوفا منه بالصلاة على أحد المنافقين.

يوم أحد

لقد كان حذيفة في ايمانه -رضي الله عنه- وولائه قوياً، فها هو يرى والده
يقتل خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه: (أبي،
أبي، انه أبي !!) ولكن أمر الله قد نفذ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن
والوجوم، لكنه نظر اليهم اشفاقاً وقال: (يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين)
ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة وبعد انتهاء المعركة علم
الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فأمر بالدية عن والد حذيفة (حسيل بن
جابر) ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين، فازداد الرسول له حباً وتقديراً.


قصته بغزوة الخندق

قال حذيفة: صلى بنا الرسول ثم التفت إلينا فقال: "من رجل يقوم فينظر مافعل
القوم، ثم يرجع، أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة"؟ فما قام رجل من شدة
الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلما لم يقم أحد، دعاني، فلم يكن لي بد من
القيام، فقال: «ياحذيفة! إذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يفعلون، ولا تحدثن
شيئا حتى تأتينا».
فذهبت فدخلت فيهم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناءا.
فقال أبو سفيان: «لينظر امرؤ من جليسه»، فأخذت بيد الرجل الذي كان جنبي،
فقلت: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان. ثم قال أبو سفيان: يامعشر قريش! إنكم
والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا
عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم
لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل ثم قام إلى جمله وهو
معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم.
ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي أن لا تحدث شيئا حتى تأتيني
لقتلته بسهم.وعاد حذيفة إلى النبي وأخبره بما حدث.
ذات مرة فوجد رجلا يصلي ولا يحسن أداء الصلاة، ولا يتم ركوعها ولا
سجودها، فقال له حذيفة: مُذْ كم هذه صلاتك؟ فقال الرجل: منذ أربعين سنة،
فأخبره حذيفة أنه ما صلى صلاة كاملة منذ أربعين سنة، ثم أخذ يعلِّمه كيف
يصلي.
وكان حذيفة فارسًا شجاعًا، وحينما استشهد النعمان بن مقرن أمير جيش
المسلمين في معركة نهاوند، تولى حذيفة القيادة، وأخذ الراية وتم للمسلمين
النصر على أعدائهم، وشهد فتوح العراق وكان له فيها مواقف عظيمة.
وعرف حذيفة بالزهد، فقد أرسل إليه عمر مالاً ليقضي به حاجته، فقسم حذيفة
هذا المال بين فقراء المسلمين وأقاربه، وأرسله عمر أميرًا على المدائن،
وكتب لأهلها أن يسمعوا لحذيفة، ويطيعوا أمره، ويعطوه ما يسألهم، وخرج
حذيفة متوجهًا إلى المدائن، وهو راكب حمارًا، وبيده قطعة من اللحم، فلما
وصل إلى المدائن قال له أهلها: سلنا ما شئت. فقال حذيفة: أسألكم طعامًا
آكله، وعلف حماري ما دمت فيكم. وظل حذيفة على هذا الأمر، لا يأخذ من المال
قليلاً ولا كثيرًا إلا ما كان من طعامه وعلف حماره.
وأراد عمر أن يرى حال حذيفة وما أصبح فيه، فكتب إليه يطلب قدومه إلى
المدينة، ثم اختبأ في الطريق حتى يرى ماذا جمع؟ فرآه على نفس الحال التي
خرج بها، فخرج إليه فرحًا سعيدًا يقول له: أنت أخي وأنا أخوك. وكان عمر
يقول: إني أتمنى أن يكون ملء بيتي رجالا مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل
وحذيفة بن اليمان أستعملهم في طاعة الله.
وكان حذيفة -رضي الله عنه- يحب العزلة ويقول: لوددت أن لي مَنْ يصلح من
مالي (يدير شئونه)، وأغلق بابي فلا يدخل عليَّ أحد، ولا أخرج إليهم حتى
ألحق بالله.
وذات مرة غضب الناس من أحد الأمراء، فأقبل رجل إلى حذيفة في المسجد فقال
له: يا صاحب رسول الله ( ألا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فرفع حذيفة
رأسه، وعرف ما يريد الرجل، ثم قال له: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لحسن، وليس من السنة أن تشهر (ترفع) السلاح على أميرك. وقد سئل: أي
الفتنة أشد؟ فقال: أن يعرض عليك الخير والشر، فلا تدري أيهما تركب. وقال
لأصحابه: إياكم ومواقف الفتن، فقيل له، وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟
قال: أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب ويقول له ما ليس
فيه. وتُوفي -رضي الله عنه- سنة (36هـ).لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً
شديداً وبكى بكاءً كثيراً، فقيل: (ما يبكيك ؟) فقال: (ما أبكي أسفاً على
الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على
سخطٍ). ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: (أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا: (نعم)
قال: (أرونيها) فوجدها جديدة فارهة، فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن،
انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر الا
قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما) ثم تمتم بكلمات: (مرحباً
بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم) وأسلم الروح الطاهرة لبارئها
في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وذلك بعد مَقْتلِ
عثمان بأربعين ليلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:29 am

الحلقة الثانية واربعون : أبو دجانة الأنصاري

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 38278110150405307487602
صاحب العمامة الحمراء
أبو دجانة الأنصاري
سِماك بن خَرَشه وقيل : سِماك بن أوس بن خَرَشه بن لوذان الأنصاري نه
الصحابي الجليل أبو دجانة الأنصاري، واسمه سِمَاك بن أوس بن خرشة، أسلم
وآمن بالله ورسوله (، وقد آخى الرسول ( بينه وبين عتبة بن غزوان، وكان
شديد الحب لله ولرسوله (، كثير العبادة، اشترك في غزوة بدر وحضر المعارك
مع رسول الله (، وأبلى فيها بلاء حسنًا.
وقف يوم أحد إلى جانب فرسان المسلمين، يستمع إلى رسول الله ( وهو يعرض
عليهم سيفه، قائلا: (من يأخذ مني هذا؟) فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم
يقول: أنا ..أنا، فقال رسول الله (: (فمن يأخذه بحقه؟)، فأحجم القوم، فقال
أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، فأخذه أبو دجانة، ففلق به هام المشركين (أي شق
رءوسهم) [مسلم].
وأخذ أبو دجانة عصابته الحمراء وتعصب بها، فقال الأنصار من قومه: أخرج أبو دجانة عصابة الموت، ثم نزل ساحة المعركة،
فجعل يتبختر بين الصفين - قال ابن إسحاق: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال حين رأى أبا دجانة يتبختر: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل
هذا الموطن" -
قال: قلت: لأنظرن إليه اليوم كيف يصنع قال : فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه
واخذ ينشد
أَنَا الذي عَاهَدَنِي خَلِيــلِي وَنَحْنُ بِالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيــلِ
أَنْ لا أُقِيمَ الدَّهرَ في الكبُولِ أَضــْرِبُ بِسَيْفِ اللَّهِ وَالرَّسُولِ
وأخذ يقتل المشركين، ويفلق رءوسهم بسيف الرسول ( حتى بدأ النصر يلوح
للمسلمين، فلما ترك الرماة أماكنهم، وانشغلوا بجمع الغنائم، عاود المشركون
هجومهم مرة أخرى، ففر كثير من المسلمين، وثبت بعضهم يقاتل حول رسول الله
(، منهم أبو دجانة الذي كان يدفع السهام عن رسول الله ( بعدما رأى كتائب
المشركين تريد الوصول إليه، فتصدى لهم بكل ما أوتى من قوة؛ أملا في الحصول
على الشهادة.
ومات الرسول وهو راض عنه
فواصل جهاده مع خليفته
أبي بكر الصديق، وشارك في حروب الردة، وكان في مقدمة جيش المسلمين الذاهب
إلى اليمامة لمحاربة مدعى النبوة مسيلمة الكذاب وقومه بني حنيفة، وقاتل
قتال الأسد حتى انكشف المرتدون، وفروا إلى حديقة مسيلمة، واختفوا خلف
أسوارها وحصونها المنيعة، فألقى المسلمون بأنفسهم داخل الحديقة وفي مقدمتهم
أبو دجانة، ففتح الحصن، وحمى القتال، فكسرت قدمه، ولكنه لم يهتم، وواصل
جهاده حتى امتلأ جسده بالجراح، فسقط شهيدًا على أرض المعركة، وانتصر
المسلمون، وفرحوا بنصر الله، وشكروا لأبي دجانة صنيعه من تضحية وجهاد
لإعلاء كلمة الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:30 am

الحلقة الثالثة واربعون : أسعد بن زرارة



قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 393278_10150407520237602_292178087601_8479429_442518449_n

أصغر النقباء
أسعد بن زرارة
إنه أبو أمامة أسعد بن زرارة الأنصاري الخزرجي -رضي الله عنه-، أول من
قدم المدينة بالإسلام، ويروى أنه أول من صلى الجمعة بها مع أربعين من
أصحابه.
وكان قد خرج مع صاحب له يدعى ذكوان بن عبد القيس إلى مكة يتحاكمان إلى
عتبة بن ربيعة وكانا قد اختلفا فيما بينهما، فلما وصلا إلى مكة، وسمعا
برسول الله ( ذهبا إليه، فعرض عليهما الإسلام، وتلا آيات من القرآن
الكريم، فأسلما، ولم يقربا عتبة بن ربيعة، ثم رجعا إلى المدينة فكانا أول
من قدم بالإسلام إلى المدينة [ابن سعد].
شهد بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان أول من بايع النبي (، واختاره
رسول الله ( نقيبًا على قبيلته، ولم يكن في النقباء أصغر سنًّا منه.
وعن أم زيد بن ثابت أنها رأت أسعد بن زرارة -قبل مقدم النبي (- يصلي
بالناس الصلوات الخمس، يجمع بهم في مسجد بناه في مربد سهل وسهيل ابني
رافع. قالت: فانظر إلى رسول الله (، لما قدم في ذلك المسجد وبناه، فهو
مسجده اليوم (أي مسجد الرسول () [ابن سعد].
وكان -رضي الله عنه- كريمًا، وقد استضاف مصعب بن عمير -رضي الله عنه-
عندما بعثه الرسول ( إلى المدينة؛ ليعلم أهلها الإسلام، وجلس مصعب وأسعد
في أحد بساتين بني عبد الأشهل، فالتفَّ حولهما الناس، وأخذا يدعوان الناس
إلى الإسلام فأسلم على يديهما جمع كبير من بني عبد الأشهل ووقف أسعد ابن
زرارة -رضي الله عنه- مواقف بطولية تدل على نبل أخلاقه، وصدق إيمانه،
وعظمة حبه لله ورسوله (.
وعندما مرض أسعد بن زرارة، وعلم النبي ( بمرضه، ذهب يزوره، فوجده مريضًا
بالذبحة (وجع في الحلق)، ثم مات -رضي الله عنه- في السنة الأولى للهجرة
والرسول ( يبني مسجده، وصلى عليه الرسول ( وصحابته، ودفن بالبقيع، فكان
-رضي الله عنه- أول صحابي من الأنصار يدفن بالبقيع. وقد أوصى أسعد ببناته
إلى رسول الله (، وكن ثلاثًا، فكن في رعاية رسول الله ( وكفالته. [ابن
سعد]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:30 am

الحلقة الرابعة واربعون : أنس بن نضر

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 378431_10150409486432602_292178087601_8485470_366495983_n

الشهيد الصادق
أنس بن النضر
إنه الصحابي أنس بن النضر بن ضمضم الأنصاري، عم أنس بن مالك خادم رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)، وينسب إلى بني النجَّار في المدينة المنورة.

وقد أحب أنس رسوله وظل مدافعًا عنه حتى آخر قطرة دم في جسده ، ولم يعلم
بخروج النبي (صلى الله عليه وسلم) لقتال المشركين في غزوة بدر ، فحزن
حزنًا شديدًا، ونذر نفسه للشهادة في سبيل الله ليعوض ما فاته من يوم عظيم .
وذهب إلى الرسول ( نادمًا أن فاتته غزوة بدر، فقال للنبي (: يا رسول
الله، غبت عن قتال بدر، غبت عن أول قتال قاتلتَ المشركين، لئن أشهدني الله
قتال المشركين ليرين اللهُ ما أصنع، فلما كان يوم أحد، خرج أنس بن النضر
مع المسلمين، وهو يتمنى أن يلقى الله شهيدًا في هذه الغزوة.
وبدأت المعركة وكان النصر حليف المسلمين إلى أن خالف الرماة أمر رسول
الله (، وتحول النصر إلى هزيمة، وفر عدد كبير من المسلمين، ولم يثبت مع
النبي ( سوى نفر قليل، فلما رأى أنس بن النضر
-رضي الله عنه- ذلك المشهد تذكَّر على الفور وعده لله تعالى، وقوله للرسول (: لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع.
فانطلق يشق صفوف المشركين قائلاً: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء
(يعنى أصحابه) وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء (يعنى المشركين)، ثم تقدم شاهرًا
سيفه، فاستقبله سعد بن معاذ -رضي الله عنه- فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة
ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد. وأخذ يقاتل ويضرب بسيفه يمينًا
وشمالاً، حتى سقط شهيدًا على أرض المعركة، وبعد انتهاء القتال حكى سعد بن
معاذ
-رضي الله عنه- للنبي ( ما صنعه أنس بن النضر، وقال: فما استطعت يا رسول الله ما صنع.
وقام الرسول ( وأصحابه ليتفقدوا شهداء أحد، ويتعرفوا عليهم، فوجدوا أنس بن
النضر وبه بضعة وثمانون جرحًا ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم،
وقد مثل به المشركون فلم يعرفه أحد إلا أخته الربيع بنت النضر بعلامة في
أصابعه [البخاري]. وروى أن هذه الآية الكريمة {من المؤمنين رجال صدقوا ما
عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}
[الأحزاب: 23] نزلت في أنس بين النضر ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:30 am

الحلقة الخامسة واربعون : البراء بن مالك

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 391835_10150411363862602_292178087601_8491048_1894522011_n

قاتل المائة
البراء بن مالك
إنه البراء بن مالك بن النضر -رضي الله عنه- أخو أنس بن مالك خادم رسول
الله (، وأحد الأبطال الأقوياء، بايع تحت الشجرة، وشهد أحدًا وما بعدها من
الغزوات مع رسول الله (، عاش حياته مجاهدًا في سبيل الله.
وكانت كل أمانيه أن يموت شهيدًا، وقتل بمفرده مائة رجل في المعارك التي
شارك فيها، فقد دخل عليه أخوه أنس مرة وهو يتغنى بالشعر، فقد منحه الله
صوتًا جميلا، فقال له: يا أخي، تتغنى بالشعر، وقد أبدلك الله به ما هو خير
منه القرآن؟ فقال له: أتخاف عليَّ أن أموت على فراشي، لا والله، ما كان
الله ليحرمني الشهادة في سبيله، وقد قتلت مائة بمفردي سوى من شاركت في
قتله
كان أشْعَث أغْبَرَ ( أي متلبد الشعر أغبر الجسم ) ضئيل الجسم معْروقَ
العظم ( أي مهزول الجسد قليل اللحم ) تَقتَحِمه عينٌ رائية ثمّ تزور عنهُ
ازوِرارا. ( تزور عنه: أي تميل عنه )..
كتب الفاروقُ بشأنه إلى عُمّالِه في الآفاق. ألا يولوه على جيش من جيوش المسلمين، خوفاٌ من أن يُهلكهم بإقدامه.
فى حرب اليمامة
- تبدأ هذه القصة منذ الساعات الأولى لوفاة النبي الكريم والتحاقه بالرفيق
الأعلى، حيث طفِقَت قبائِلُ العربِ تخرُج من دين الله أفواجاً، كما دخلتْ
في هذا الدين أفواجاً، حتى لم يبقى على الإسلام إلا أهلُ مكَّة والمدينة
والطّائف وجماعاتٌ متفرِّقة هنا وهناك ممن ثبّت الله قلوبهم على الإيمان.
صَمَدَ الصِّديق رضي الله عنه لهذه الفتنَةِ المُدمِّرة العمياء، صُمود
الجبالِ الراسيات، وجهَّز من المُهاجرين والأنصار أحد عشر جيشاً، وعقد
لقادة هذه الجيوش أحد عشر لواءً، ودفع بهم إلى جزيرة العرب ليُعيدوا
المرتّدين إلى سبيل الهُدى والحق وليحملوا المنحرفين عن الجادَّة بحد
السيف.
وكان أقوى المُرتدين بأساً، وأكثرهم عدداً، بنو حنيفة أصحاب مسيلمة
الكّذاب.هزم مسيلمة أول جيش خرج إليه من جُيوشِ المُسلمين بقيادَةِ
عِكْرِمَة بن أبي جهْلٍ وردّهُ على أعقابهِ.
فأرسل له الصّديقُ جيشاً ثانياً بقيادة خالد بن الوَليد، حشد فيه وجُوه
الصحابة من المهاجرين والأنصار، وكان في طليعةِ هؤلاء وهؤلاء البراءُ بن
مالك الأنصاري ونَفَرٌ من كُماةِ المُسلمين.
- التقى الجيشان على أرض اليمامة في نجدٍ، فما هُو إلا قليل، حتّى رجحت
كفة مسيلمة وأصحابه، وزُلزلت الأرض تحت أقدام جنود المسلمين، وطفِقوا
يتراجعون عن مواقِفِهِم، حتّى اقتحم أصحاب مُسيلمَةَ فُسْطَاطَ ( الفسطاط:
هي الخيمة الكبيرة ) خالد بن الوليد، واقتلعوه من أُصوله، وكادو يقتُلون
زوجته وأولادَه لولا أن أجارَهُ واحدٌ منهم.عند ذلك شعر المسلمون بالخطر
الدّاهم، وأَدركوا أنّهُم إن يُهزموا أمام مُسيلمة فلن تقوم للإسلام
قائمةٌ بعد اليوم، ولن يُعْبَد الله وَحْدَهُ لا شريكَ له في جزيرة
العَرب.
ودارتْ بينَ الفريقَين رَحَى مَعرَكَةٍ ضَروسٍ ( أي معركة شديدة مهلكه )
لم تعرِف حُروبُ المُسلِمين لها نظِيراً من قبلُ ، وثبتَ قومُ مُسيلمة في
ساحات الوغى ثبات الجبال الراسيات ولم يأبهوا لكثرة ما أصابهُم من القتل.
وأبدى المُسلمون من خَوارِق البُطولات مالو جُمِع لكان مَلْحَمةً من روائع
الملاحم.
ذلك أن خالدا حين رأى وطيس المعركة يحمى ويشتد ، التفت إلى البراء بن مالك وقال: إليهم يافتى الأنصار ...
فالتفت البراء إلى قومه وقال: يامَعشَر الأنصَار لا يُفَكِّرَنَّ أحَدٌ
منك بالرجوعِ إلى المدينة، فلا مدينةَ لكُم بعد اليوم ... وإنّما هو الله
وحده ... ثُم الجنّة ...
ثُمّ حمل على المُشركين وحَملوا معَه وانْبَرى يشُقٌّ الصُفوف ويُعْمِل
السيف في رقابِ أعداء الله حتى زَلزلت أقدامُ مسيلمة وأصحابه ، فلجأوا إلى
الحديقة التي عُرِفت في التاريخ بعد ذلك بإسم حديقة الموت؛ لكثرة من قُتل
فيها في ذلك اليوم.
كانت حديقة الموت هذه رحبة الأرجاء سامِقَة الجُدرانِ ، فأغلق مسيلمةُ
والآلافُ المُؤلّفة من جُنده عليهم أبوابها , وتحصنوا بعالي جدرانها ,
وجعلوا يمطرون المسلمين بنبالهم من داخلها فتتساقط عليهم تساقط المطر.
عند ذلك تقدم مغوار المسلمين الباسل البراء بن مالك وقال:
ياقوم ضعوني على ترس , وارفعوا الترس على الرمح , ثم اقذفوني إلى الحديقة
قريباً من بابها , فإما أن أستشهد , وإما أن أفتح لكم الباب.
وفي لمح البصر جلس البراء بن مالك على ترس , فقد كان ضئيل الجسم نحيله ,
ورفعته عشرات الرماح فألقته في حديقة الموت بين الآلاف المؤلفة من جند
مسيلمة , فنزل عليهم نزول الصّاعقة ، وما زال يجالدلهم أمام باب الحديقة ،
ويُعمل في رقابهم السيف حتى قتل عشرة منهم وفتح الباب، وبه بضعٌ وثمانون
جراحةً من بين رميةٍ بسهْمٍ أو ضربةٍ بسيف ... فتدفق المسلمون على حديقة
الموت، من حيطانها وأبوابِها وأعملوا السيوف في رقاب المُرتدين اللائذين
بجُدرانها، حتّى قتلوا منهم قريباً من عشرين ألفاً ووصلوا إلى مُسيلمَة
فَأَرْدُوْه صريُعا.
حُمِل البراءُ بن مالِك إلى رَحْلِه ليُداوى فيه، وأقام عليه خالد بن
الوليد شهراً يُعالِجه من جراحِه حتّى أذن الله له بالشفَاء، وكتبَ لِجُند
المُسلِمينَ على يديهِ النصر. ظَلَّ البراءُ بن مالك الأنصاريّ يَتُوقُ
إلى الشهادَة التي فاتته يوم حَديقة الموت ...

وطفق يخوضُ المعارك واحدةً تِلوَ أُخرى شوقاً إلى تحقيق أُمنيته الكُبرى
وحنيناً إلى اللَّحاق بنبيه الكريم، حتّى كان يوم فتْح ( تُسْتَر ) (
تُستر: هو اسم مدينة في بلاد فارس ) فقد تحصّن الفُرس في إحدى القِلاع
المُمرّدة ( المُمرّدة أي الملساء المُرتفعة ) فحاصَرَهُم المُسلمون
وأحاطوا بهم إحاطة السوار بالمِعصَم ، فلمّا طال الحِصار واشتدّ البلاء
على الفُرس ، جعلوا يُدَلُّون من فوقِ أسوارِ القَلْعًة سلاسِل من حديد ،
عُلِّقت بِها كَلالِيبُ من فولاذ حُمِيَت بالنَّار حتّى غدت أشَدَّ
توهُجاً من الجَمْر، فكانت تنشب في أجساد المُسلمين وتَعلَقُ بها ،
فُيرفعونهُم إليهم إما موتى وإما على وشك المَوت.

فعَلِق كلابٌ مِنها بأنس بن مالِك أخي البراء بن مالك فما إن رآه البراء
حتى وَثَبَ على جِدارِ الحِصْن ، وأمسَك بالسِلسِلة التي تَحْمِلُ أخَاه
وَجَعَل يُعالِج الكَلاّب ليُخْرِجه من جَسَدِه فأخذت يدَهُ تحُترِق
وتُدخِّن ، فلَم يأبَه حتّى أنقَذ أخاه، وهبَط إلى الأرض حتّى غدت عِظاما
ليس عليها لحمٌ.
وفي هذه المعركة دعا البراءُ بن مالك الأنصاري الله أن يرزُقه الشّهادة؛
فأجاب الله دعائه، حيث خرَّ صريعاً شهيداً مغتَبِطاً بِلقَاءِ الله.
- نضّر الله وجه البراء بن مالِك في الجنة ، وأقَرَّ عينَهُ بصُحبَةِ نبيَّه محمد عليه الصلاة والسلام ، ورضي عنه وأرضاه.
رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك حديث صحيح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:31 am

الحلقة السادسة واربعون :قتادة بن النعمان

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 404818_10150453830487602_292178087601_8652346_2059731380_n
فادي النبي
قتادة بن النعمان
إنه الصحابي الجليل قتادة بن النعمان -رضي الله عنه-، أحد الأنصار الذين
شهدوا بيعة العقبة، وعاهدوا الرسول ( على أن ينصروه ويمنعوه مما يمنعون
منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم، ووفوا له بعهدهم، فرضوان الله عليهم أجمعين.
جاهد قتادة مع الرسول ( جهادًا عظيمًا، وعندما اشتد القتال يوم أحد،
ولاحت في سماء المعركة هزيمة المسلمين؛ انتهز المشركون هذه الفرصة
ليتخلصوا من رسول الله (، خاصة بعد أن انفضّ عنه أكثر أصحابه، ولم يبق معه
إلا قليل، وكان قتادة -رضي الله عنه- واحدًا من أولئك القليل، وكان
الرسول ( قد دفع إليه قوسًا، فأخذها وظل يرمي بها بين يدي رسول الله ( حتى
لم تعد صالحة للرمي؛ فوجد قتادة -رضي الله عنه- نفسه، وليس معه ما يدافع
به عن نبيه (، وهو أحب الناس إليه، فوضع جسده أمام رسول الله ( ليتلقى عنه
السهام المصوبة نحوه.
فأصاب سهم وجهه فسالت منه عين قتادة -رضي الله عنه- على خده، ورأى
الصحابة أن عين قتادة بن النعمان قد أصيبت، فسالت حدقته على وجنته، ورأى
الصحابة ما أصاب أخاهم فأشاروا عليه بقطعها، ولكنه ذهب إلى رسول الله (
وهو يحمل عينه في كفه، فلما رآه رسول الله ( رقَّ له، ودمعت عيناه، وقال:
(اللهم إن قتادة قد وقى وجه نبيك بوجهه، فاجعلها أحسن عينيه وأحدَّهما
نظرًا) [ابن عبد البر]، فاستجاب الله لدعوة نبيه (.
فما أروع التضحية بالنفس الغالية، انتصارًا لدين الله، وإبقاء على حياة رسول الله (، وما أعظم الجزاء من الله -عز وجل-.
وفي ليلة مظلمة من ليالي الشتاء شديدة البرد؛ حيث يقل الساعون إلى المسجد
للصلاة، تحن نفس قتادة -رضي الله عنه- إلى رؤية النبي (، ويقول في نفسه:
لو أتيت رسول الله ( وشهدت معه الصلاة وآنسته بنفسي، فقام وخرج إلى
المسجد؛ فلما دخل برقت السماء (أضاءها البرق) فرآه رسول الله ( فقال: (ما
السُّري يا قتادة؟)، ما هاج عليك (أي ما الذي أخرجك في هذه الليلة). فقال
قتادة -رضي الله عنه-: إن شاهد الصلاة الليلة قليل؛ فأحببت أن أشهدها معك
بأبي أنت وأمي وأؤنسك بنفسي. فقال: (فإذا صليت فأت). قال قتادة: فأتيته؛
فقال: خذ هذا العرجون فتحصَّن به، فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرًا (أي أمامك
وعشرًا خلفك)، ثم قال لي: (فإذا دخلت البيت ورأيت سوادًا في زاوية البيت
فاضربه قبل أن يتكلم فإنه شيطان)، فلما دخلت البيت وجدته كما وصف لي،
فضربته حتى خرج من بيتي. [أحمد].
وكرامة ثالثة يرويها المفسرون أكرم الله بها قتادة -رضي الله عنه-، فقد
كان رفاعة بن زيد -رضي الله عنه- عمًا لقتادة بن النعمان -رضي الله عنه-
وكانت له مشربة (غرفة) يضع فيها طعامه وشرابه، فعمد رجل من المنافقين اسمه
بشر بن أبيرق إلى تلك المشربة فنقبها (أحدث بها فتحة)، وأخذ ما فيها من طعام وسلاح.
فلما أصبحوا جاء قتادة إلى عمه فأخبره بالخبر، فأخذا يتحسسان الأمر ليعلما
من الذي اعتدى على غرفتهما، وأخذ الطعام والسلاح إلى أن تأكد لهما أن
الذي صنع ذلك هو ابن أبيرق، فقال رفاعة لابن أخيه: لو أتيت رسول الله (،
فقلت: يا رسول الله، إن أهل بيت منا أهل جفاء، عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد
فنقبوا شربة له، وأخذوا سلاحه وطعامه، فليردوا علينا سلاحنا، وأما الطعام
فلا حاجة لنا فيه.
ولكن المنافقين من بني أبيرق ومن ناصرهم لا يفقهون، عمدوا إلى رسول الله ( فكذبوا عليه ليضلوه، قالوا: يا رسول الله، إن
قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت من أهل إسلام وصلاح يرمونهم
بالسرقة من غير بينة، وكذبوا، ورسول الله ( بشر لا يعلم من الغيب شيئًا إلا
ما يخبره به ربه.
وجاء قتادة -رضي الله عنه- ليعرف منه الجواب، فلقيه رسول الله ( محتدًا
يقول له: عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة من غير
بينة تثبت، وكانت مفاجأة لقتادة -رضي الله عنه- حين غاب عنه أنه لا يجوز
اتهام الناس من غير بينة ولا دليل. فخشى قتادة أن يكون رسول الله ( قد غضب
عليه، وأخذ يقول في نفسه: لوددت أني خرجت من أهلي ومالي (فُقدت) ولم أكلم
رسول الله (
في ذلك. ويأتيه عمه يسأله: يابن أخي ما صنعت؟ فيخبره بما قال رسول الله
(، فيقول عمه: كما قال نبي الله يعقوب: فصبر جميل والله المستعان.
وينزل القرآن: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك
الله ولا تكن للخائنين خصيمًا. واستغفر الله إن الله كان غفورًا رحيمًا}
[النساء: 105-106]. ويدعو الرسول ( قتادة فيقرؤه عليه، ويأتي بالسلاح
فيدفعه إليه ليرده إلى عمه رفاعة، ففرح قتادة بتأييد الله له، فحمل السلاح
إلى عمه، فينتفض الرجل فرحًا؛ ليس لرجوع سلاحه وعتاده، لكن لمثل ما فرح
به قتادة، ثم يزيد فيقول: يابن أخي هي في سبيل الله. [الترمذي].
وتوفي قتادة -رضي الله عنه- في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فحضر عمر جنازته وصلى عليه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:31 am

الحلقة السابعة واربعون : عثمان بن مظعون

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 39355310150401492657602


سيد المهاجرين
عثمان بن مظعون هو أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب أخو النبي من الرضاعة.
وكان عثمان بن مظعون أحد من حرم الخمر في الجاهلية وقال: لا أشرب شرابًا
يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني ويحملني على أن أنكح كريمتي, فلما حرمت
الخمر أتي وهو بالعوالي. فقيل له: يا عثمان. قد حرمت الخمر. فقال: تبًّا
لها قد كان بصري فيها ثاقب. وفي هذا نظر لأن تحريم الخمر عند أكثرهم بعد
أُحد.
إسلامه:
انطلق عثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الرحمن بن
عوف, وأبو سلمة بن عبد الأسد، وأبو عبيدة بن الجراح، حتى أتوا رسول الله
فعَرَض عليهم الإسلام، وأنبأهم بشرائعه، فأسلموا جميعًا في ساعةٍ واحدةٍ،
وذلك قبل دخول رسول الله دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها, وهاجر الهجرة
الأولى إلى الحبشة في السنة الخامسة للبعثة.
فعندما أشيع إسلام أهل مكة رجع من هاجروا إلى الحبشة ولما قربوا من دخول
مكة علموا أن أهل مكة لم يدخلوا في الإسلام, فرجع منهم من رجع إلى الحبشة
ودخل البعض الآخر مستخفيًا, والبعض دخل في جوار أناس من المشركين ودخل
عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة, ولما رأى عثمان بن مظعون ما فيه
أصحاب رسول الله من البلاء، وهو يروح ويغدو في أمان من الوليد بن المغيرة
قال: والله إن غدوي ورواحي آمنًا في جوار رجل من أهل الشرك, وأصحابي وأهل
ديني يلقون من البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني، لنقص كثير في نفسي.
فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد رددت
إليك جوارك، قال: لم يا ابن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: لا، ولكني
أرضى بجوار الله ولا أريد أن أستجير بغيره, قال: فانطلق إلى المسجد، فاردد
علي جواري علانية كما أجرتك علانية, قال: فانطلق، فخرجا حتى أتيا المسجد
فقال الوليد بن المغيرة: هذا عثمان قد جاء يرد علي جواري. قال: صدق قد
وجدته وفيًّا كريم الجوار، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله، فقد
رددت عليه جواره. ثم انصرف عثمان
أهم ملامح شخصيته
1- صدق إسلامه وطاعته لرسول الله وأدائه للعبادات ليلاً ونهارًا:
قال سعد بن أبي وقاص: رد رسول الله التبتل على عثمان بن مظعون ولو أذن له
لاختصينا. وكان عابدًا مجتهدًا من فضلاء الصحابة وقد كان هو وعلي بن أبي
طالب وأبو ذر y همّوا أن يختصوا ويتبتلوا, فنهاهم رسول الله عن ذلك. ونزلت
فيهم: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ
فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93].
2- شدة حياء عثمان بن مظعون:
أتى عثمان بن مظعون النبي فقال: يا رسول الله إنّي لا أحبّ أن ترى امرأتي
عورتي, قال رسول الله : "ولِمَ؟", قال: أستحيي من ذلك وأكرهه, قال : "إنّ
الله جعلها لك لباسًا، وجعلك لها لباسًا، وأهلي يرون عورتي، وأنا أرى ذلك
منهم", قال: أنت تفعل ذلك يا رسول الله؟ قال: "نعم", قال: فمن بعدك,
فلمّا أدبر قال رسول الله : "إنّ ابن مظعون لَحَييٌّ سِتّيرٌ"
بعض المواقف من حياته مع الرسول :
يقول أبو بردة: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي فرأينها سيئة
الهيئة، فقلن لها: ما لك؟ فما في قريش أغنى من بعلك! قالت: أما ليله فقائم،
وأما نهاره فصائم، فلقيه النبي فقال: "أما لك بي أسوة". الحديث.قال:
فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس.
وعن حماد بن زيد قال: حدثنا معاوية بن عياش، عن أبي قلابة أن عثمان بن
مظعون قعد يتعبد، فأتاه النبي فقال: "يا عثمان! إن الله لم يبعثني
بالرهبانية وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة".
موقف الوفاة:
يروي خارجة بن زيد، أن أم العلاء -امرأة من الأنصار- بايعتِ النبي ،
أخبرته : أنه اقتُسِمَ المهاجرون قُرعة، فطار لنا عثمان بن مَظْعون،
فأنزلناه في أبياتنا. فَوَجِعَ وجَعَهُ الذي تُوُفِّي منه. فلما توفي
وغُسِّل وكفِّن في أثوابه، دخل رسولُ الله ، فقلت: رحمة الله عليك أبا
السائب، فشهادتي عليك: لقد أكرمك الله. فقال النبي : "وما يدريك أن الله
أكرمَهُ؟", فقلت: بأبي أنت وأُمِّي يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال:
"أمّا هو فقد جاءه اليقين. والله إِني لأرجو له الخير. والله ما أدري
-وأنا رسول الله- ما يُفعَلُ بي؟", قالت: فوالله لا أُزَكِّي أحدًا بعده
أبدًا يا رسول الله.
زاد في رواية قالت: "وأُرِيتُ لعثمان في النوم عَينًا تجري، فجئتُ رسول الله ، فذكرت ذلك له. فقال : "ذلك عمله".
وعن عائشة أن رسول الله قبل عثمان بن مظعون وهو ميت، ودموعه تسيل على خد
عثمان بن مظعون.وعن أبي النضر قال: لما مر بجنازة عثمان بن مظعون قال رسول
الله: "ذهبت ولم تلبس منها بشيء".
وتوفي في شعبان سنة ثلاث هجريه
كان أول من مات بالمدينة من المهاجرين. وأول من دفن بالبقيع. قال الرسول
فيه: رحمك الله يا عثمان ما اصبت من الدنيا ولا اصابت منك شيئا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:32 am

الحلقة الثامنة واربعون: سهيل بن عمرو

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  - صفحة 2 39355310150401492657602
خطيب قريش
سهيل بن عمرو
إنه الصحابي الجليل سهيل بن عمرو -رضي الله عنه-، بن عبد شمس بن عبد ود
بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي ، المكنى بـ
أبي يزيد، من اشراف قريش وأفصحهم، أمه حبي بنت قيس بن ضبيس بن ثعلبة بن
حيان بن غنم بن مليح بن عمرو الخزاعية‏.‏ يكنى أبا يزيد‏.‏ ،
وكان خطيبًا مفوهًا، يخطب في أهل مكة؛ ليحرضهم على عداوة النبي (
وأصحابه، وحارب سهيل في صفوف الشرك في غزوة بدر الكبرى، وهو الذي قال: لقد
رأيت يوم بدر رجالا بيضًا على خيل بلق (أي بها سواد وبياض)، بين السماء
والأرض، معلمين، يقاتلون، ويأسرون، يقصد الملائكة التي أنزلها الله لتقاتل
مع المسلمين مشركي قريش.
وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين في غزوة بدر كافراً، فقال عمر بن
الخطاب لرسول الله : "يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا
يقوم عليك خطيبا بعد اليوم " فأجابه رسول الله: "لا أمثل بأحد، فيمثل الله
بي، وإن كنت نبيا " ثم أدنى عمر منه وقال :" يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا
موقفاً يسرك " ,قال الزيلعي في نصب الراية بخصوص هذا الاثر انه "مرسل",
وقال ابن كثير في البداية والنهاية "مرسل بل معضل",وجاء ذلك اليوم عندما
أراد أهل مكة الردة بعد وفاة الرسول فوقف فيهم سهيل خطيباً فثبتهم ,وكان
الذي أسره يوم بدر مالك بن الدخشم‏.‏ وأسلم سهيل يوم الفتح‏.‏
وظل سهيل بن عمرو على عناده وكفره حتى خرج النبي ( وأصحابه قاصدين الحج
إلى بيت الله الحرام، وعندما علمت قريش انتدبت بعض رجالها ليفاوضوا النبي (
وكان آخرهم سهيل بن عمرو، وتم صلح الحديبية الذي كان فيه سهيل بن عمرو
نائبًا وخطيبًا عن قريش، فلما رآه رسول الله ( قال للمسلمين: (قد سهل لكم
من أمركم) [البخاري].
وقال سهيل للنبي (: هات اكتب بيننا وبينكم كتابًا. فنادى رسول الله ( علي
بن أبي طالب وقال له اكتب: (بسم الله الرحمن الرحيم) فقال سهيل: أما
الرحمن، فوالله ما أدرى ما هي ولكن اكتب: باسمك اللهم، كما كنت تكتب. فقال
المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم. فقال النبي (:
(اكتب باسمك اللهم)، فكتبها عليُّ، ثم قال رسول الله (: (اكتب: هذا ما قاض
عليه محمد رسول الله) فقال سهيل: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما
صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله، فقال رسول
الله (: (والله إني لرسول الله وإن كذبتموني)، وقال للكاتب: (اكتب محمد بن
عبد الله) [البخاري].

وروى أنه لما فتح رسول الله ( مكة دخل سهيل داره وأغلق عليه بابه، ثم
أرسل ابنه عبد الله بن سهيل -وكان مسلمًا- إلى النبي ( يطلب منه الأمان
لأبيه، فذهب عبد الله إلى النبي ( وقال له: يا رسول الله: أبي تؤمنه؟ فقال
رسول الله (: (نعم هو آمن بأمان الله، فليظهر)، ثم قال النبي ( لمن حوله
من المسلمين: (من لقى منكم سهيلا فلا يشدُّ إليه النظر، فليخرج، فلعمري إن
سهيلا له عقل وشرف، وما مثل سهيل جهل الإسلام) [ابن عساكر].

ففرح بذلك عبد الله وأسرع عائدًا إلى أبيه يخبره بما قاله رسول الله (
فسرَّ سهيل بما سمع، وقال: كان والله برًّا صغيرًا وكبيرًا (يقصد النبي ،
ثم خرج من بيته يغدو ويروح لا يتعرض له أحد. وخرج سهيل مع رسول الله (
والمسلمين إلى حنين وهو مازال على شركه، واشترك معهم في القتال، وانتصر
المسلمون، فلما عاد المسلمون أعلن إسلامه، فسعد بذلك الرسول ( والمسلمون،
وأعطاه من غنائم حنين مائة من الإبل.

وقد حسن إسلامه، وأصبح كثير العبادة، وأصبح محبًا لله ورسوله، ومكث بمكة
يقيم فيها شعائر ربه، ويرفع فيها راية الإسلام خفاقة عالية، حتى إذا جاء
نبأ وفاة النبي ( هاج المسلمون في مكة، وهم بعضهم أن يرتد عن الإسلام،
فتدارك سهيل بن عمرو الموقف، ووقف خطيبًا في أهل مكة، فتلا قوله تعالى:
{وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي
أعقابكم ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئًا وسيجزي الله الشاكرين}
[آل عمران: 144]. ثم قال: من كان يعبد محمدًا، فإن محمدًا قد مات، ومن كان
يعبد الله فإن الله حي لا يموت، والله إني أعلم أن هذا الدين سيمتد
امتداد الشمس من طلوعها إلى غروبها، فلا يغرنكم هذا من أنفسكم، إن موت
النبي ( حق، والله موجود حيٌّ لا يموت، والإسلام باقٍ ما بقِيَت السماء
والأرض. فعاد أهل مكة إلى صوابهم، وتمسكوا بإسلامهم.
وتحققت نبوءة النبي ( حين قال له عمر عن سهيل حين أسر في غزوة بدر: دعني
أنزع ثنتيه، فلا يقوم علينا خطيبًا، فقال (: (دعها فلعلها أن تسرك يومًا)
[البيهقي في الدلائل].
يكن أحد من كبراء قريش الذين تأخر إسلامهم فأسلموا يوم الفتح، أكثر صلاة
ولا صوماً ولا صدقة، ولا أقبل على ما يعينه من أمر الآخرة، من سهيل بن
عمرو، حتى إنه كان قد شحب وتغير لونه، وكان كثير البكاء، رقيقاً عند قراءة
القرآن، لقد رؤي يختلف إلى معاذ بن جبل يقرئه القرآن وهو يبكي، حتى خرج
معاذ من مكة، فقال له ضرار بن الأزور‏:‏ يا أبا يزيد، تختلف إلى هذا
الخزرجي يقرئك القرآن‏!‏ ألا يكون اختلافك إلى رجل من قومك‏؟‏ فقال‏:‏ يا
ضرار، هذا الذي صنع بنا ما صنع حتى سبقنا كل السبق، لعمري أختلف، لقد وضع
الإسلام أمر الجاهلية، ورفع الله أقواماً بالإسلام كانوا في الجاهلية لا
يذكرون، فليتنا كنا مع أولئك فتقدمنا، وإني لأذكر ما قسم الله لي في تقدم
أهل بيتي الرجال والنساء، ومولاي عمير بن عوف فأسر به، وأحمد الله عليه،
وأرجو أن يكون الله نفعني بدعائهم ألا أكون هلكت على ما مات عليه نظرائي
وقتلوا، فقد شهدت مواطن كلها أنا فيها معاند للحق، يوم بدر، ويوم أحد،
ويوم الخندق، وأنا وليت أمر الكتاب يوم الحديبية يا ضرار، إني لأذكر
مراجعتي رسول الله يومئذ، وما كنت ألظ به من الباطل، فأستحي من رسول الله
وأنا بمكة، وهو يومئذ بالمدينة، ثم قتل ابني عبد الله يوم اليمامة شهيداً،
فعزاني به أبو بكر، وقال‏:‏ قال رسول الله ‏:‏ ‏"‏إن الشهيد ليشفع لسبعين
من أهل بيته‏"‏، فأنا أرجو أن أكون أول من يشفع له‏"‏‏
وذات يوم أذن عمر بن الخطاب لأهل بدر في الدخول عليه، فأذن لبلال وعمار،
بينما لم يأذن لمن حضر من سادة قريش، فكره أبو سفيان ذلك، وقال غاضبًا: ما
رأيت كاليوم قط، إنه يأذن لهؤلاء العبيد، ونحن جلوس لا يلتفت إلينا ولا
يأذن لنا، فقال سهيل: أيها القوم، إني والله قد أرى الذي في وجوهكم، فإن
كنتم غضابًا فاغضبوا على أنفسكم، فقد دعي القوم (يقصد البدريين) ودعيتم إلى
الإسلام، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل فيما يرون
أشد عليكم فوتًا من بابكم هذا الذي تنافسون عليه.
وكان سهيل -رضي الله عنه- شجاعًا، محبًّا للجهاد في سبيل الله، وكان
يقول: والله لا أدع موقفًا وقفته مع المشركين إلا وقفت مع المسلمين مثله،
ولا نفقة أنفقتها مع المشركين إلا أنفقت على المسلمين مثلها، لعل أمري أن
يتلو بعضه بعضًا.
وقد دخل سهيل على أمير المؤمنين عمر يسأله عن أمر يستدرك به ما فاته وما
سبقه به إخوانه المسلمون، فأشار عليه عمر بالجهاد في سبيل الله على حدود
الروم، فلم يتوان سهيل عن ذلك، وعزم على أن يقضى باقي عمره مجاهدًا لله
ورسوله، ووقف سهيل يخطب في أشراف مكة، ويحثهم على الجهاد في سبيل الله،
فقال لهم: والله إني لمرابط في سبيل الله حتى أموت ولن أرجع إلى مكة. وخرج
سهيل بأهله إلى الشام، وظل مجاهدًا في سبيل الله عز وجل، حتى رزقه الله
بالشهادة في معركة اليرموك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» مع التابعين
» القاب الصحابه رضوان الله عليهم
» اكبر موسوعه للمجوهرات
» موسوعه النباتات الطبيه
» موسوعه شامله عن الحيوانات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات البركان :: المنتديات الاسلامية :: القصص الاسلامية :: قصص الأنبياء والصحابة-
انتقل الى:  
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم