الرئيسيةالعابأحدث الصورالتسجيلدخول
اخر موضوع
الوقت
العضو
الأحد سبتمبر 22, 2024 12:46 pm
الخميس يناير 13, 2022 6:00 pm
الأربعاء أبريل 01, 2015 1:00 pm
الخميس مارس 26, 2015 5:49 pm
الإثنين مارس 23, 2015 5:50 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:34 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:33 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:22 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:21 pm
الأربعاء نوفمبر 05, 2014 12:46 pm











 

 قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 4:59 am

قال تعالى :


﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾



قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  7ab_b
اخوانى واخواتى




يسعدنا


ان نقدم لكم هنا


على هذه الصفحات



اجمل القصص


واطيبها


على قلوبنا جميعا


موسوعه الصحابة و التابعين




قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  368052274





سنقوم باذن الله


بسرد


القصص تباعا




تابعونااا في هذا الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:00 am

فهرس الموضوعات التى سننقلها لحضراتكم فى


الحلقة الأولى : أبوبكر الصديق
الحلقة الثانية : عمر بن الخطاب
الحلقة الثالثة : عثمان بن عفان
الحلقة الرابعة :علي بن أبي طالب
الحلقة الخامسة : طلحة بن عبيد الله
الحلقة السادسة : الزبير بن العوام
الحلقة السابعة : سعد بن أبي وقاص
الحلقة الثامنة : سعيد بن زيد
الحلقة التاسعة : ابو عبيده بن الجراح
الحلقة العاشرة : عبد الرحمن بن عوف

*******************
الحلقة الحادية عشرة : زيد بن الحارثة
الحلقة الثانية عشرة : مصعب بن عمير
الحلقة الثالثة عشرة : بلال بن رباح
الحلقة الرابعة عشرة : عمار بن ياسر
الحلقة الخامسة عشرة : حمزة بن عبدالمطلب
الحلقة السادسة عشرة :زيد بن الخطاب
الحلقة السابعة عشرة : الأرقم بن ابى الارقم
الحلقة الثامنة عشرة : جعفر بن ابى طالب
الحلقة التاسعة عشرة :عبد الله بن مسعود
الحلقة العشرون : صهيب الرومى
************************************
الحلقة واحد وعشرون :عمرو بن العاص
الحلقة اثنان وعشرون :خالد بن الوليد
الحلقة ثالثة وعشرون :خباب بن الأرت
الحلقة أربعه وعشرون :عبد الله بن عمر
الحلقة خامسة وعشرون :أبو هريرة
الحلقة سادس وعشرون : سعد بن معاذ
الحلقة سابع وعشرون : عبد الله بن عباس
الحلقة الثامن وعشرون : عبد الله بن الزبير
الحلقة التاسع وعشرون : سعد بن عبادة
الحـــــــــــلقة الثلاثون : سلمان الفارسى


*****************************
الحلقة واحد وثلاثون : معاذ بن جبل
الحلقة الثانية وثلاثون : عبد الله بن رواحة
الحلقة الثالثة و الثلاثون : أبو ذر الغفارى
الحلقة الرابعة و الثلاثون : أبى بن كعب
الحلقة الخامسة و الثلاثون : أسامة بن زيد
الحلقة السادسة و الثلاثون :أسيد بن خضير
الحلقة السابعة و الثلاثون : أنس بن مالك
الحلقة الثامنة والثلاثون: أبو ايوب الأنصارى
الحلقة التاسعة و الثلاثون : العباس بن عبد المطلب
الحــــــــــلقة الاربعون : أبو الدرداء


*********************

الحلقة واحد واربعون : حذفيه بن اليمان
الحلقة الثانية
واربعون : أبو دجانة الأنصاري
الحلقة الثالثة واربعون : أسعد بن زرارة
الحلقة الرابعة واربعون : أنس بن نضر
الحلقة الخامسة
واربعون : البراء بن مالك
الحلقة السادسة واربعون :قتادة بن النعمان

الحلقة السابعة واربعون : عثمان بن مظعون
الحلقة الثامنة واربعون: سهيل بن عمرو
الحلقة التاسعة
واربعون : أبو سفيان صخر بن حرب
الحــــــــــلقة الخـــمسون : ابو طلحة الانصارى


*******************************

الحلقة واحد وخمسون : الطفيل بن عمر الدوسى
الحلقة الثانية
وخمسون : عبادة بن الصامت
الحلقة الثالثة
وخمسون : المقداد بن عمرو
الحلقة الرابعة
والخمسون : الامام حسن بن على بن ابى طالب
الحلقة الخامسة
والخمسون :الامام حسين بن على بن ابى طالب
الحلقة السادسة و
الخمسون :خالد بن سعيد
الحلقة السابعة
و
الخمسون : خبيب بن عدى
الحلقة الثامنة و
الخمسون: سعيد بن عامر الجمحى
الحلقة التاسعة
و
الخمسون : أبو سفيان بن الحارث
الحــــــــــلقة الستــــــون : أبو موسى الأشعري


************************


الحـلقة واحد وستون : حسان بن ثابت
الحـلقة اثنان وستون عبد الله بن حذافة
الحـلقة ثلاثة وستون عبد الله بن عمرو
الحـلقة أربعة وستون محمد بن مسلمة
الحـلقة خمسة وستون عبد الرحمن بن أبي بكر
الحـلقة سادسة وستون
الحـلقة السابعة وستون
الحـلقة الثامنة وستون
الحـلقة التاسعة وستون
الحـلقة العاشرة وستون


وسيتم تكملة الفهرس فى وقت لاحق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:01 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Deswegejx27e

الحلقة الاولى من سيره ابو بكر الصديق
استاذ فن الإيمان

عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي، أول الخلفاء الراشدين
ويكنى بأبي بكر الصديق وهو أحد أوائل الصحابة الذين أسلموا من أهل قريش
ورافقوا النبي محمد بن عبد الله منذ بدء الإسلام ومن أقربهم له وهو صديقه
ورفيقه في الهجرة إلى المدينة المنورة التي كانت تسمى يثرب، وأحد العشرة
المبشرين بالجنة عند أهل السنة والجماعة. أمه سلمى بنت صخر بن عامر التيمي.
ولد س...نة 51 ق.هـ (573 م) بعد عام الفيل بحوالي ثلاث سنوات . كان سيداً
من سادة قريش وغنياً من كبار أغنيائهم, وكان ممن رفضوا عبادة الأصنام في
الجاهلية، بل كان حنيفاً على ملّة النبي إبراهيم.وهو والد عائشة زوجة
الرسول وسانده بكل ما يملك في دعوته، وأسلم على يده الكثير من الصحابة.

يعرف
في التراث السني بأبي بكر الصّدّيق لأنه صدّق محمداً في قصّة الإسراء
والمعراج، وقيل لأنه كان يصدّق النبي في كل خبر يأتيه وقد وردت التسمية
في آيات قرآنية وأحاديث نبوية عند أهل السنة والجماعة. وكان يدعى بـ
"العتيق" و"الأوّاه".. وعن تسميته بأبي بكر قيل لحبه للجمال، وقيل لتبكيره
في كل شيء.
بويع بالخلافة يوم الثلاثاء 2 ربيع الأول سنة 11هـ، واستمرت خلافته قرابة
سنتين وأربعة أشهر. توفي في يوم الإثنين 22 جمادى الأولى سنة 13 هـ[

صفاته ::
كان أبو بكر أبيض البشرة نحيف الجسم خفيف العارضين (صفحتا الوجه) في ظهره
انحناء لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه، معروق الوجه (لحم وجهه قليل)،
غائر العينين نأتئ الجبهه، عاري الأشاجع (أصول الأصابع التي تتصل بعصب
ظاهر الكف)
حياته قبل الإسلام ::نشأ أبو بكر في مكة، ولما جاوز عمر الصبا عمل بائعاً
للثياب ونجح في تجارته وحقق من الربح الكثير. وكانت تجارته تزداد اتساعاً
فكان من أثرياء قريش؛ ومن ساداتها ورؤسائها. تزوج في بداية شبابه قتيلة
بنت عبد العزى، ثم تزوج من أم رومان بنت عامر بن عويمر.
حياته بعد الإسلام بعد أن أسلم أبو بكر، ساند النبي محمد بن عبد الله في
دعوته للإسلام مستفيداً من مكانته بين أهل قريش وحبّهم له، فأسلم على يديه
الكثير، منهم خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان،
والزُّبَير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن
عبيدالله. كذلك جاهد بماله في سبيل الدعوة للإسلام حيث قام بشراء وعتق
الكثير ممن أسلم من العبيد المستضعفين منهم: بلال بن رباح، وعامر بن فهيرة
هجرته
:هاجر الكثير من المسلمين إلى يثرب، وبقي النبي في مكة وبعض المسلمين
منهم أبو بكر الذي ظل منتظراً قراره بالهجرة حتى يهاجر معه،استحق ثناء
الرسول ( عليه إذ يقول: "لو كنت متخذًا خليلا؛ لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي
وصاحبي" (البخاري ) .وكان أبو بكر يدافع عن رسول الله ( بما يستطيع، فذات
يوم بينما كان أبو بكر يجلس في بيته، إذ أسرع إليه رجل يقول له أدرك
صاحبك. فأسرع -رضي الل...ه عنه-؛ ليدرك رسول الله ( فوجده يصلي في الكعبة،
وقد أقبل عليه عقبة بن أبي معيط، ولف حول عنقه ثوبًا، وظل يخنقه، فأسرع
-رضي الله عنه- ودفع عقبة عن رسول الله ( وهو يقول: أتقتلون رجلا أن يقول
ربي الله؟! فالتفت المشركون حوله وظلوا يضربونه حتى فقد وعيه، وبعد أن عاد
إليه وعيه كانت أول جملة يقولها: ما فعل رسول الله؟وظل أبو بكر-رضي الله
عنه-يجاهد مع النبي ( ويتحمل الإيذاء في سبيل نشر الإسلام، حتى أذن الرسول
( لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة، حتى إذا بلغ مكانًا يبعد عن مكة مسيرة خمس
ليال لقيه ابن الدغنة أحد سادات مكة، فقال له: أين تريد يا أبا بكر ؟
فقال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي. فقال ابن
الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يُخرج، أنا لك جار (أي أحميك)،
ارجع، واعبد ربك ببلدك، فرجع أبو بكر-رضي الله عنه- مع ابن الدغنة، فقال
ابن الدغنة لقريش: إن أبا بكر لا يخرج مثله، ولا يخرج، فقالوا له: إذن مره
أن يعبد ربه في داره ولا يؤذينا بذلك، ولا يعلنه، فإنا نخاف أن يفتن
نساءنا وأبناءنا، ولبث أبو بكر يعبد ربه في داره.
وفكر
أبو بكر في أن يبني مسجدًا في فناء داره يصلي فيه ويقرأ القرآن، فلما فعل
ذلك أخذت نساء المشركين وأبناؤهم يقبلون عليه، ويسمعونه، وهم معجبون بما
يقرأ، وكان أبو بكر رقيق القلب، كثير البكاء عندما يقرأ القرآن، ففزع أهل
مكة وخافوا، وأرسلوا إلى ابن الدغنة، فلما جاءهم قالوا: إنا كنا تركنا أبا
بكر بجوارك، على أن يعبد ربه في داره، وقد جاوز ذلك فابتنى مسجدًا بفناء
داره، فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا
فإنهه، فليسمع كلامك أو يردَّ إليك جوارك.
فذهب ابن الدغنة إلى أبي بكر وقال له: إما أن تعمل ما طلبت قريش أو أن
تردَّ إليَّ جواري، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت رجلاً عقدت له
(نقضت عهده)، فقال أبو بكر في ثقة ويقين: فإن أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار
الله عز وجل.
وحينما أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة، اختاره الرسول ( ليكون رفيقه في
هجرته، وظلا ثلاثة أيام في غار ثور، وحينما وقف المشركون أمام الغار، حزن
أبو بكر وخاف على رسول الله (، وقال: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلي
قدميه، لأبصرنا، فقال له الرسول (: "ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله
ثالثهما"[البخاري].
وشهد أبو بكر مع رسول الله ( جميع الغزوات، ولم يتخلف عن واحدة منها،

وعرف الرسول ( فضله، فبشره بالجنة وكان يقول: "ما لأحد عندنا يد إلا وقد
كافأناه ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة")
( الترمزى ) وفي غزوة تبوك، حثَّ النبي ( على الصدقة والإنفاق، فحمل أبو
بكر ماله كله وأعطاه للنبي (، فقال رسول الله ( له: "هل أبقيت لأهلك
شيئًا؟" فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، ثم جاء عمر -رضي الله عنه- بنصف
ماله فقال له الرسول: "هل أبقيت لأهلك شيئًا؟" فقال نعم نصف مالي، وبلغ
عمر ما صنع أبو بكر فقال "والله لا أسبقه إلى شيء أبدًا" [الترمذي].
فقد كان رضي الله عنه يحب رسول الله حبًّا شديدًا، وكان الرسول ( يبادله
الحب، وقد سئل النبي ( ذات يوم: أي الناس أحب إليك؟ فقال: "عائشة" فقيل
له: من الرجال، قال: "أبوها" [البخاري]. وكان -رضي الله عنه- يقف على جبل
أُحُد مع رسول الله ( ومعهما عمر، وعثمان-رضي الله عنهما-، فارتجف الجبل،
فقال له الرسول (: "اسكن أحد، فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان"
[البخاري].
ولما وقعت حادثة الإسراء والمعراج، وأصبح النبي ( يحدث الناس بأنه قد
أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء
السابعة، قال المشركون: كيف هذا، ونحن نسير شهرًا حتى نصل إلى بيت
المقدس؟! وأسرعوا إلى أبي بكر وقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه أسري به إلى
بيت المقدس! فقال أبو بكر: إن كان قال ذلك فقد صدق، إني أصدقه في خبر
السماء يأتيه.
فسماه الرسول ( منذ تلك اللحظة (الصِّدِّيق)وكان دائم الخوف من الله،
فكان يقول: لو إن إحدى قدميّ في الجنة والأخرى خارجها ما آمنت مكر ربي
(عذابه).
الخلافة
ولما انتقل الرسول ( إلى الرفيق الأعلى، اجتمع الناس حول منزله بالمدينة
لا يصدقون أن رسول الله ( قد مات، ووقف عمر يهدد من يقول بذلك ويتوعد، وهو
لا يصدق أن رسول الله قد مات، فقدم أبو بكر، ودخل على رسول الله ( وكشف
الغطاء عن وجهه الشريف، وهو يقول: طبت حيًّا وميتًا يا رسول الله وخرج
-رضي الله عنه- إلى الناس المجتمعين، وقال لهم: أيها الناس، من كان منكم
يعبد محمدًا ( فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا
يموت، فإن الله تعالى قال: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن
مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) [آل عمران: 144].
ويسرع كبار المسلمين إلى السقيفة، ينظرون فيمن يتولى أمرهم بعد رسول الله
(، وبايع المسلمون أبا بكر بالخلافة بعد أن اقتنع كل المهاجرين والأنصار
بأن أبا بكر هو أجدر الناس بالخلافة بعد رسول الله (، ولم لا؟ وقد ولاه
الرسول ( أمر المسلمين في دينهم عندما مرض وثقل عليه المرض، فقال: "مروا
أبا بكر فليصل بالناس" [متفق عليه].

خلافة أبى بكر الصديق
(11 - 13 هـ / 632- 634م )

تمت البيعة لأبى بكر، ونجح
المسلمون: الأنصار والمهاجرون فى أول امتحان لهم بعد وفاة الرسول ، لقد
احترموا مبدأ الشورى، وتمسكوا بالمبادئ الإسلامية
خطبته فى يوم توليه الخلافة (أيها الناس، إنى قد وليت عليكم ولستُ
بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى (ردونى عن الإساءة)، الصدق
أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندى حتى آخذ له حقه، والقوى ضعيف
عندى حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه
لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة فى قوم قط إلا عمهم
الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا
طاعة لى عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله" [ابن هشام].)
حروب الرده
إن
هناك جماعة منعت الزكاة، وأخرى ارتدت، بل ادعى بعض الناس منهم النبوة
!وكان عليه مواجهه هؤلاءوليس هذا فقط بل كان عليه أن يؤمِّن حدود الدولة
الإسلامية ضد الأعداء الخارجيين، وكان الرسول ( قد أعدَّ لذلك جيشًا بقيادة
أسامة بن زيد، ولكنه ( مات قبل أن يبرح الجيش المدينة،وكان رأى بعض
المسلمين أن توجه كل الجهود إلى محاربة المرتدين، وأن يؤجل إنفاذ جيش أسامة
لمحاربة الروم لكن أبا بكر يؤكد العزم على قتالهم جميعًا فى كل الجبهات،
قائلا عن مانعى الزكاة: "والله لو منعونى عِقَال بعير (ما يربط به
البعير) كانوا يؤدونه إلى رسول الله ( لقاتلتهم عليه" [متفق عليه] ولقد
أصر أن يتم بعث أسامة قائلا: "والله لو ظننت أن السباع تخطفنى لأنفذت بعث
أسامة كما أمر الرسول (" [ابن كثير].

وأعد أبو بكر -رضى الله عنه- إحدى عشرة حملة عسكرية، كان من أشهرها: حملة خالد بن الوليد، وحملة العلاء بن الحضرمى.
كما عمل أبو بكر -رضى الله عنه- على القضاء على كل من تسول له نفسه أن
يطعن فى دين الله، كأولئك الذين ادعوا النبوة أمثال الأسود العنسى وسجاح
التى أسلمت فيما بعد، ومسيلمة الكذاب الذى أرسل إليه أبو بكر جيشًا هزمه شر
هزيمة فى وقعة اليمامة، حيث قتل الله الكذاب بعد ما استشهد كثير من
الصحابة وخاصة بعض حملة القرآن منهم.
واعد جيش بقياده خالد بن الوليد نحو العراق، ونزل الحيرة فدعا أهلها إلى الإسلام، أو الجزية، أو الحرب.
وقبل أهل الحيرة أن يدفعوا للمسلمين الجزية ويعيشوا فى أمان وسلام، وكانت هذه أول جزية تؤخذ من الفرس فى الإسلام.
وسار خالد بجيشه إلى الأنبار، فهزم أهلها حتى نزلوا على شروطه، وقبلوا دفع
الجزية أيضًا. ثم اتجه إلى "عين التمر"، ومنها إلى "دومة الجندل"،
وفتحهما عنوة وقهرًا بعد أن رفض أهلها الإسلام والجزية وأعلنوا الحرب!
فعاد البطل الفاتح منتصرًا بعد أن أَمَّنَ حدود الدولة الإسلامية الناشئة
من ناحية الفرس.
دعا أبو بكر المجاهدين لحرب الروم فى الشام، وأعلن التعبئة العامة
وتحركت الجيوش من "المدينة المنورة" وبتشكيل أربع فرق يقودها قواد عباقرة
عظام.
كان على رأس الأولى: "عمرو بن العاص" ووِجْهَتُه "فلسطين".
وكان على رأس الثانية "يزيد بن أبى سفيان" ووجهته دمشق.
وكان على رأس الثالثة "الوليد بن عقبة" ووجهته "وادى الأردن".
أما الرابعة فكان على رأسها "أبو عبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح" ووجهته
"حمص"وكان تعداد الجيوش التى سيرت إلى الشام سبعة وعشرين ألفًا، ولكنها
زيدت بوصول جيش خالد إلى ستة وثلاثين.وكان جيش الروم يقارب المائتين
وأربعين ألفًا، ولكن الله نصر عباده رغم قلة عددهم، بسبب إيمانهم
كانت المدينة المنورة فى عهده عاصمة الدولة الإسلامية ومركز الحكم ومقر
الخلافة.و قسم أبو بكر الجزيرة العربية إلى ولايات جعل على كل منها أميرًا،
يؤم الناس فى الصلاة، ويفصل بينهم فى القضايا
استشهد كثير من حفظة القرآن وقرائه فى حروب الردة، وهنا أشار عمر -رضى
الله عنه- على أبى بكر بضرورة جمع القرآن الكريم ؛ فأمر أبو بكر زيد بن
ثابت ومعه بعض أصحابه بتولى هذه المهمة العظيمة.وقاموا بتدوين القرآن كله
فى دقة متناهية بالترتيب الذى أمر به رسول الله (، ودون أى تغيير، وسموه
مصحفًا.
موت الخليفة:
وفى
هذا العام (13هـ/635م)، مرض أبو بكر، وظل المرض ملازمًا إياه طيلة شهر،
ثم عهد بالخلافة لعمر بن الخطاب بعد أن استشار كبار الصحابة.
وبعد ذلك، لقى ربه راضيًا مرضيًّا، وكانت ولايته -رضى الله عنه- سنتين
وثلاثة أشهر وعشرة أيام، وصعدت روحه إلى الرفيق الأعلى وله من العمر ثلاثة
وستون عامًا.ودفن إلى جوار الرسول
وترك من الأولاد: عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، وعائشة وأسماء، وأم كلثوم
-رضي الله عنهم-. وروى عن رسول الله ( أكثر من مائة حديث.
وكان آخر ما تكلم به:( تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين
[يوسف: 101]. ولم يترك ثروة طائلة، وإنما ترك ذكرى طيبة. وحسبه أنه جمع
المسلمين، ووحّد كلمتهم، وأمَّن حدود الدولة، ولقَّن الأعداء درسًا لا
يُنسى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:01 am


الحلقة الثانية

الفاروق عمر بن الخطاب ...شهيد المحراب


:: هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن
رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة..

:: أمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة
بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة
..

:: لقبه "الفاروق" وكنيته "أبو حفص"، ويرجع سبب إطلاق المسلمين السنة لقب
"الفاروق" على عمر ابن الخطاب، لأنه حسب الروايات أنه أظهر الإسلام في مكة
المكرمة وكان الناس يخافونه، فيعتبرون أن فرق الله به بين الكفر والإيمان
وإن كان الشيعة يرون أن من لقب بـ "الفاروق" من قبل النبي محمد بن عبد
الله هو علي بن أبي طالب.

وكان منزل عمر في الجاهلية في أصل الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر،
وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر وبه منازل بني عدي بن كعب، وكان عمر من
أشراف قريش، وإليه كانت السفارة فهو سفير قريش، فإن وقعت حرب بين قريش
وغيرهم بعثوه سفيراً...

:: المولد والنشأة ..

ولد بعد عام الفيل وبعد مولد الرسول بثلاث عشرة سنة. نشأ في قريش وامتاز
عن معظمهم بتعلم القراءة. عمل راعياً للإبل وهو صغير وكان والده غليظاً في
معاملته]. وكان يرعى لوالده ولخالات له من بني مخزوم. وتعلم المصارعة
وركوب الخيل والفروسية، والشعر. وكان يحضر أسواق العرب وسوق عكاظ ومجنة
وذي المجاز، فتعلم بها التجارة، وأصبح يشتغل بالتجارة، فربح منها وأصبح من
أغنياء مكة، ورحل صيفاً إلى بلاد الشام وإلى اليمن في الشتاء، واشتهر
بالعدل ...

:: المظهر والشكل ..

كان عمر بن الخطاب أبيض البشرة تعلوه حمرة، وقيل أنه صار أسمر في عام
الرمادة حيث أصابته مع المسلمين مجاعة شديدة. وكان حسن الخدين، أصلع
الرأس. له لحية مقدمتها طويلة وتخف عند العارضيان وقد كان يخضبها بالحناء
وله شارب طويل.
أما شاربه فقيل أنه كان طويلاً من أطرافه وقد روى الطبراني، قال: حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال رأيت
مالك بن أنس وافر الشارب فسألته عن ذلك فقال حدثني زيد بن أسلم عن عامر بن
عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ
كان طويلاً جسيماً تصل قدماه إلى الأرض إذا ركب الفرس يظهر كأنه واقف وكان أعسراً سريع المشي. وكان قوياً شجاعاً ذا هيبة...

::الزوجات قبل الإسلام..

:قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة بن مخزوم، أخت أم المؤمنين أم سلمة،
:أم كلثوم أو (مليكة) بنت جرول الخزاعية
:زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة

:: الزوجات بعد الإسلام..

جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصارية:
عاتكة بنت زيد وهي ابنة زيد بن عمرو بن نفيل بن عدي
أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن مخزوم

::اعتناق الإسلام

أسلم عمر بن الخطاب في ذي الحجة من السنة الخامسة من البعثة وذلك بعد
إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاث أيام، وقد كان عمره يوم بعث النبي محمد بن
عبد الله ثلاثين سنة، أو بضعاً وعشرين سنة، على اختلاف الروايات. وقد سبقه
إلى الإسلام تسعة وثلاثون صحابياً فكان هو متمماً للأربعين ووفق المصادر
الإسلامية فإنه قد استجاب الله به دعوة الرسول محمد بن عبد الله، إذ قال:
«اللهم أعز الإسلام باحد العمرين عمربن الخطاب اوعمربن هشام. قال: وكان
أحبهما إليه عمر..

::بعد الإسلام والهجرة إلى المدينة
توجد روايتين عن ما جرى بعد إسلامه الأولى عن أبنه عبد الله بن عمر بن
الخطاب قال: بينما عمر في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل فقال: ما
بالك؟ فقال له عمر: زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت، فقال العاص بن
وائل: لا سبيل عليك، فقال عمر: بعد أن قالها أمنت وعجبت من عزه


::الخلافة..

لقد قال فيه عمر يوم أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من
بعده. ولقد كان عمر قريبًا من أبي بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأي
والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير.
وعندما مرض أبو بكر راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة
المبشرون بالجنة، الذين مات الرسول وهو عنهم راضٍ. وهناك أهل بدر، وكلهم
أخيار أبرار، فمن ذلك الذي يختاره للخلافة من بعده؟ إن الظروف التي تمر
بها البلاد لا تسمح بالفرقة والشقاق؛ فهناك على الحدود تدور معارك رهيبة
بين المسلمين والفرس، وبين المسلمين والروم. والجيوش في ميدان القتال
تحتاج إلى مدد وعون متصل من عاصمة الخلافة، ولا يكون ذلك إلا في جو من
الاستقرار، إن الجيوش في أمسِّ الحاجة إلى التأييد بالرأي، والإمداد
بالسلاح، والعون بالمال والرجال، والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، فكان
عمر هو الاختيار الأنسب عند أبو بكر، فهو تمناه الرسول محمد يوم قال:
اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب وعمر بن هشام"
[الطبراني]، فكان عمر بن الخطاب. وسارع الصديق باستشارة أولى الرأي من
الصحابة في عمر، فما وجد فيهم من يرفض مبايعته، وكتب عثمان كتاب العهد،
فقرئ على المسلمين، فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا..

::من أولوياته

تذكر عدد من المصادر انه أول من وضع تأريخا للمسلمين واتخذ التأريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هو أول من عسعس في الليل بنفسه ولم يفعلها حاكم قبل عمر ولا تعلم أحد عملها بانتظام بعد عمر.
أول من عقد مؤتمرات سنوية للقادة والولاة ومحاسبتهم وذلك في موسم الحج حتى
يكونوا في أعلى حالتهم الإيمانية فيطمئن على عباداتهم وأخبارهم.
أول من اتخذ الدرة (عصا صغيرة) وأدب بها. حتى أن قال الصحابة والله لدرة عمر أعظم من أسيافكم وأشد هيبة في قلوب الناس.
أول من مصر الأمصار.
أول من مهد الطرق ومنها كلمته الشهيرة (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر).

::الوفاة

خرج عمر إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هـ يؤمّ الناس،
فتربص به غلام مجوسي اسمه فيروز وهو عبد للمغيرة بن شعبة ويكنى أبا لؤلؤة،
وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه ثلاث طعنات بخنجر مسموم كان معه،
فقال عمر: "قتلني -أو أكلني- الكلب"[43]، ثم جعل يطعن كل من دنا إليه من
الرجال حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة، فألقى عليه أحدهم ثوباً،
ولما رأى أن قد تقيّد وتعثر فيه قتل أبو لؤلؤة نفسه بخنجره
ثم تناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه حتى يكمل الصلاة بالناس، وبعد
الصلاة حمل المسلمون عمراً إلى داره. وعندما سأل عمر عمن طعنه قيل له أنه
أبو لؤلؤة فقال: "الحمد لله الذي لم يجعل منيّتي بيد رجل يدعي الإسلام"،
ثم قال لابنه: "يا عبد الله انظر ما عليّ من الدُّين" فحسبوه فوجدوه ستة
وثمانين ألف درهم، فقال: "إن وفّى مال آل عمر فأدّه من أموالهم، وإلا
فاسأل في بني عديّ، فإن لم تفِ أموالهم، فاسأل في قريش"، ثم قال: "اذهب
إلى أم المؤمنين عائشة، فقل: يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه" فذهب إليها،
فقالت: "كنت أريده -المكان- لنفسي، ولأوثرنّه اليوم على نفسي"، فلما رجع
وأخبر بذلك عمر، حمد الله [46]. فدفن بجانب النبي محمد، وأبو بكر كما
أراد. وقد استمرت خلافته عشر سنين وستة أشهر، وقبل أن يموت اختار ستة من
الصحابة؛ ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من
بينهم خليفة للمسلمين.

مواقف عمر

فى يوم حمل سيفه واراد ان يقتل النبى قابله رجل، فقال له: أين تريد يا
عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدًا، قال الرجل: وكيف تأمن من بني هاشم وبني
زهرة إذا قتلته؟ فقال عمر: ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك الذي كنت عليه.
قال الرجل: أفلا أدلك على ما هو أعجب من ذلك؟ قال عمر: وما هو؟ قال: أختك
وزوجها قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه.
فغضب عمر اتجه إلى بيت أخته فاطمة ليرى صدق ما أخبر به، عندهما خباب بن
الأرت-رضي الله عنه-، فدفع عمر الباب وقد سمع أصواتهم وهم يقرءون القرآن،
فقال مستنكرًا: ما هذه الهيمنة (الصوت غير المفهوم) فقال سعيد بن زيد زوج
أخته: حديثًا تحدثناه بيننا.
قال عمر: فلعلكما قد صبوتما. فقال له سعيد: أرأيت يا عمر إن كان الحق في
غير دينك؟ فوثب عمر عليه وأخذ يضربه، فجاءت أخت عمر فدفعت عمر عن زوجها
فلطمها بيده، فسال الدم من وجهها، فقالت: يا عمر، إن كان الحق في غير
دينك، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.
فلما يئس عمر منهما قال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه، فقالت
أخته: إنك نجس ولا يمسه إلا المطهرون، فاغتسل أو توضأ، وعلمته كيف يتوضأ،
فقام عمر فتوضأ ثم أخذ الكتاب وقرأ الآيات الأولى من سورة طه، فقال عمر:
دلوني على محمد.
فلما سمع خباب قول عمر خرج من المخبأ، وهو يقول: أبشر يا عمر، فإني أرجو
أن تكون دعوة رسول الله ( لك ليلة أمس: "اللهمَّ أعز الإسلام بعمر بن
الخطاب أو بعمرو بن هشام" قد استجيبت، ثم خرج خباب مع عمر إلى دار الأرقم
في جبل الصفا، حيث كان رسول الله ( وأصحابه.) واعلن اسلامه
ثم قال عمر: يا رسول الله، علام نخفي ديننا ونحن على الحق، ويظهرون دينهم وهم على باطل.
فقال رسول الله (: "يا عمر، إنا قليل، وقد رأيت ما لقينا"، فقال عمر:
فوالذي بعثك بالحق، لا يبقى مجلس جلست فيه وأنا كافر إلا أظهرت فيه
الإيمان.ثم خرج فطاف بالكعبة، ومرَّ على قريش وهم جالسون ينظرون إليه، فقال
أبو جهل لعمر: يزعم فلان أنك صبوت؟ فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله. فهجم عليه بعض المشركين، فأخذ
عمر يضربهم، فما يقترب منه أحد إلا وقد نال منه
ثم ذهب عمر إلى الرسول وأخبره، وطلب منه أن يخرج معه ليعلنوا إسلامهم
أمام مشركي مكة، فخرج النبي وأصحابه، فطافوا بالكعبة وصلوا الظهر، ولقب
عمر منذ ذلك بالفاروق لأنه فرق بن الحق والباطل. [ابن سعد].وقد بشره رسول
الله ( بالجنة، فهو أحد العشرة المبشرين بها، قال (:"دخلت الجنة، أو أتيت
الجنة فأبصرت قصرًا، فقلت لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن
أدخله، فلم يمنعني إلا علمي بغيرتك"، قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله:
بأبي أنت وأمي يا نبي الله، أو عليك أغار. [متفق عليه].هاجر عمر مع عباس
إلى المدينة، فلما هاجر إليها رسول الله ( آخى بين المهاجرين والأنصار،
فآخى بين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك -رضي الله عنهما-.
وتكون المجتمع الإسلامي في المدينة، وبدأت رحلة الجهاد في الإسلام، فرفع
عمر لواء الحق وأمسك بسيفه ليناصر دين الله -عز وجل-أسر المسلمون عددا من
المشركين، وشاور النبي ( أصحابه في أسرى بدر، فكان رأي عمر أن يقتلوا،
وكان رأي الصديق أن يفتدوا، فاختار النبي ( أيسر الرأيين، ونزل على رأي
أبي بكر.
فنزل جبريل -عليه السلام- على النبي ( ليتلو عليه آيات القرآن مؤيدًا رأي
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقال تعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى
حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد عرض الآخرة والله عزيز
حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) [الأنفال:
67-68]، فبكى رسول الله ( وبكى أبو بكر، فجاء عمر فسألهما عن سبب بكائهما
فأخبراه.
وحمل عمر أمانة الخلافة فكان مثالا للعدل والرحمة بين المسلمين،قد خرج مع
مولاه وأسلم في ليلة مظلمة شديدة البرد يتفقد أحوال الناس، فلما كانا
بمكان قرب المدينة، رأى عمر نارًا، فقال لمولاه: يا أسلم، ههنا ركب قد قصر
بهم الليل، انطلق بنا إليهم فذهبا تجاه النار، فإذا بجوارها امرأة
وصبيان، وإناء موضوع على النار، والصبيان يتصايحون من شدة الجوع، فاقترب
منهم، وسألهم: ما بالكم؟ فقالت المرأة: قصر بنا الليل والبرد، قال: فما
بال هؤلاء الصبية يتضاغون (يصطرخون)؟! قالت: من الجوع، فقال: وأي شيء على
النار؟ قالت: ما أعللهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر، فبكى ورجع
إلى البيت فأحضر دقيقًا وسمنًا وقال: يا أسلم، احمله على ظهري. فقال أسلم:
أنا أحمله عنك.
فقال: أنت تحمل وزري يوم القيامة؟ فحمله على ظهره وانطلقا حتى أتيا
المرأة، فألقى الحمل عن ظهره وأخرج من الدقيق، فوضعه في القدر، وألقى عليه
السمن وجعل ينفخ تحت القدر والدخان يتخلل لحيته ساعة، حتى نضج الطعام،
فأنزله من على النار، وقال: ائتني بصحفة، فأتى بها، فغرف فيها ثم جعلها
أمام الصبيان، وقال: كلوا، فأكلوا حتى شبعوا، والمرأة تدعو له، فلم يزل
عندهم حتى نام الصغار، ثم انصرف وهو يبكي، ويقول: يا أسلم، الجوع الذي
أسهرهم وأبكاهم.
وخرج الفاروق يومًا يتفقد أحوال رعيته فإذا امرأة تلد وتبكي، وزوجها لا
يملك حيلة، فأسرع عمر -رضي الله عنه- إلى بيته، فقال لامرأته أم كلثوم بنت
علي بن أبي طالب، هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ ثم أخبرها الخبر، فقالت
نعم. فحمل عمر على ظهره دقيقًا وشحمًا، وحملت أم كلثوم ما يصلح للولادة،
وجاءا، فدخلت أم كلثوم على المرأة، وجلس عمر مع زوجها يحدثه، ويعد مع
الطعام، فوضعت المرأة غلامًا، فقالت أم كلثوم: يا أمير المؤمنين بشر صاحبك
بغلام.
فلما سمع الرجل قولها استعظم ذلك، وأخذ يعتذر إلى عمر، فقال عمر: لا بأس عليك، ثم أعطاه ما ينفقون وانصرف.
ويروى أنه رأى شيخًا من أهل الذمة يستطعم الناس، فسأل عمر عنه، فقيل له:
هذا رجل من أهل الذمة كبر وضعف، فوضع عنه عمر الجزية، وقال: كلفتموه الجزية
حتى إذا ضعف تركتموه يستطعم؟ ثم أجرى له من بيت المال عشرة دراهم.
كان عمر لا يأكل إلا الخشن من الطعام، ولا يجمع بين إدامين (الإدامين: ما
يأكل بالخبز) قط، ويلبس ثوبًا به أكثر من اثنتي عشر رقعة، لا يخاف أحدًا
لعدله، فقد حكم، فعدل، فأمن فاطمأن فنام لا يخاف إلا الله عز وجل.

إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته نصرًا، فلتكن إمارته رحمةخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

(13 - 23 هـ/ 634- 643م )كان أول من سمى بأمير المؤمنين.لقد اقترن اسم عمر
بدولة الفرس ودولة الروم، وسمى عصره عصر الفتوحات الإسلامية.
أصدر عمر -رضى الله عنه- أوامره بتعيين أبى عبيدة بن الجراح قائدًا عامّا
للقوات الإسلامية فى الشام، فى نفس الوقت الذى أمر فيه بعزل خالد بن
الوليد من إمارة الجيش حتى لا يفتتن الناس به.
ولقد قابل خالد الأمر بالطاعة فهو جندى فى صفوف جيش الإسلام، والجندية
طاعة، فليضعه الخليفة حيث يشاء،ظل القادة المسلمون يفتحون المدن واحدة بعد
أخرى، ولم يبق أمام المسلمين إلا بيت المقدس، وله فى نفس المسلمين مكانته
واحترامه، وقداسته، فإليه كان إسراء الرسول (، ومنه كان معراجه. وإليه
كانت قبلتهم الأولى.
وقد دافع عنه الروم دفاعًا مستميتًا ألحق بجنود المسلمين كثيرًا من
الخسائر لكنهم صبروا وتحملوا، ليخلِّصوا بيت المقدس وأهله من حكم الرومان
وظلمهم.
وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بالمسير إلى القدس وطلب المسيحيون
الصلح على أن يحضر الخليفة بنفسه لتسلم المدينة، ويتعهد لسكانها بالحرية
الدينية، فكتب عمرو إلى عمر يحيطه علمًا بذلك، فحضر عمر، وكتب بنفسه كتاب
الأمان المسمى "العهدة العمرية".
وفى تلك الأرض المباركة أقام عمر -رضى الله عنه- مسجدًا من الخشب فى
خرائب كانت عند الصخرة المقدسة، بعد أن طهره من القمامة التى كان الروم
يلقونها عليه، ثم عاد إلى المدينة المنورة فى سنة 16هـ / 677م.. لقد قضى
على حكم الروم فى هذه البلاد، وراحت الجيوش الإسلامية تواصل زحفها لتطهير
البلاد من فلول الروم.
فتح مصر:وسارع عمرو إلى مصر فتم له فتحها سنة 20هـ/ 641م، وولاه عمر
عليها يرتب أمورها، وينظم أحوالها، ومن مصر تحرك جيش المسلمين غربًا إلى
برقة فى ليبيا، وجنوبًا إلى بلاد النوبة لفتحهما.
وبنى عمرو بن العاص الفسطاط لتصبح عاصمة مصر الإسلامية، وأقام بها الجامع
الذى عرف فيما بعد بجامع عمرو، وارتفعت كلمة التوحيد فى سماء مصر، لتكون
منارة مسلمة على مر الأجيال.
إن مصر هى كنانة الله فى أرضه، وجندها خير أجناد الأرض، وبفتح مصر أصبحت
بلاد الشام آمنة،اتجه عمر -رضى الله عنه- إلى معاودة الزحف على بلاد
الفرس.
فبعث أبا عبيدة بن مسعود الثقفي، وأمر عمر -رضى الله عنه- المثنى بن حارثة
أن يكون فى طاعة أبى عبيدة.وتساقطت مدن فارس فى أيدى الجيش الإسلامى
تساقط الثمرات واحدة بعد أخرى، وكان انتصار المسلمين فى القادسية دافعًا
لهم إلى مواصلة الزحف على العاصمة "طيسفون" التى سماها العرب "المدائن"لقد
استسلم عدد كبير منهم ومالوا إلى الصلح، واستسلم عدد كبير منهم عنوة
وقهرًا، ولم يستطع "يزدجرد" مقابلة المسلمين فى قوة كما فعل فى الماضي،
وظل أمره فى نقصان حتى قتل بخراسان سنة 31هـ/ 652م، فى عهد عثمان -رضى
الله عنه- وبموته انتهت دولة (آل ساسان).
لقد دانت بلاد الشام للإسلام، ودانت بلاد الفرس للإسلام، حتى أصبح عصر
عمر بن الخطاب بحق هو عصر الفتوحات الإسلامية.ولا يفوته أن يحصى أسماء
الجنود الفاتحين ليجعل لهم رواتب تفى بمطالبهم، وتكفل لهم حياة كريمة،
ونراه يقوم بعمل إحصاء عام، ويدوِّن الدواوين، ويقسم الدولة إلى ثمانى
ولايات هى: مكة، والمدينة، وفلسطين، والشام، والجزيرة الفراتية، والبصرة،
والكوفة، ومصر، ويعين واليًا لكل ولاية ينوب عنه فى الصلاة وقيادة الجند،
وإدارة شئون الحكم فى الولاية. ولا يكتفى بهذا، بل يرتب البريد، ويتخذ من
الهجرة بداية للتقويم الهجرى.
كل ذلك فى عشر سنوات، وستة أشهر وأربعة أيام، مات بعدها شهيدًا بيد
الغدر، فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسى، الفارسى الأصل -وكان غلامًا للمغيرة
بن شعبة-؛ حقدًا على الإسلام والمسلمين.وهو الذى جعل من القلة كثرة، ومن
الضعف قوة، ومن الذل عزّا، ومن الموت حياة، وأخرج من الصحراء رجالا كانوا
أمثلة عظيمة فى العدل والإحسان، ولم يكن وراء هؤلاء إلا الإيمان المتين،
والخلق الصالح، والأخذ بأسباب النصر والعمل الجاد المخلص لله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:03 am

الحلقة الثالثة
ذو النورين .. عثمان بن عفان

::نسبه.
*أبوه:عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب
بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة..
*أمه الصحابية الجليلة : أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف
بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن
كنانة..
ولد بمكة وفي رواية انه ولد بطائف، كان غنيا شريفا في الجاهلية. وكان
أنسب قريش لقريش. أنجبت أروى مرتين من عفان: عثمان وأخته أمنة..
::إسلامه.
أسلم عثمان بن عفان في أول الإسلام قبل دخول محمد بن عبد الله صلى الله
عليه وسلم دار الأرقم، وكان عمره قد تجاوز الثلاثين. دعاه أبو بكر الصديق
إلى الإسلام قائلاً له: ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك
الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع
ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟ فقال: بلى واللَّه إنها كذلك. قال أبو بكر:
هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن
تأتيه وتسمع منه؟ فقال: نعم. وفي الحال مرَّ رسول اللَّه فقال: يا عثمان
أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه. قال :
فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه
وحده لا شريك له، وأن محمداً عبد الله ورسوله ..
::زوجات عثمان.
*قبل إسلامه
• أم عمرو بنت جندب الدوسية، أنجبت منه: عمرو وخالد وأبان وعمر ومريم.
• فاطمة بنت الوليد، أنجبت منه: وليد وسعيد وأم سعيد. عمرو كان أكبر أبناء
عثمان وفي فترة ما قبل الإسلام كان يعرف عثمان بأبي عمرو...
*بعد إسلامه
• رقية بنت محمد ابنة الرسول, وقد أنجبت عبد الله بن عثمان, ولكنه توفي مبكراً, وكان يسمى بأبي عبد الله بعد إسلامه.
• أم كلثوم بنت محمد ثاني بنات الرسول, ولم تنجب لعثمان, تزوجها بعد وفاة رقية.
• فاختة بنت غزوان، تزوجها بعد وفاة أم كلثوم، أنجبت له عبد الله بن عثمان الصغير, وقد توفي صغير السن [3].
• أم البنين بنت عيينة بن حصن، تزوجها بعد وفاة أم كلثوم، أنجبت له عبد الملك بن عثمان، وقد مات صغيرا.
• رملة بنت شيبة، أنجبت له عائشة وأم أبان وأم عمرو بنت عثمان.
• نائلة بنت الفرافصة، أنجبت له: أم خالد، أم أبان الصغرى وأروى. وولدت له
ابنته مريم كما قال ابن الجوزي وابن سعد، وقال آخرون مريم ليست ابنتها.
قال ابن الجوزي: ومريم أمها نائلة بنت الفرافصة..
::عثمان وجيش العسرة.
يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، مأخوذة من قول الله في القرآن: ِ لَقَد
تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ
اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة
ندب رسول اللَّه الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا
لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم
على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة فجهَّز عثمان ثلث الجيش جهزهم
بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا. قال ابن إسحاق: أنفق عثمان في ذلك
الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها. وقيل: جاء عثمان بألف دينار في كمه
حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول الله.
::عثمان بن عفان في عهدي أبو بكر وعمر
كان شأنه شأن كثير من الصحابة المبشرين بالجنة، حيث رفض الخليفان ان يكون
لهم دور مع الجيوش لحاجتهما مشورة كبار الصحابة في المدينة ومنهم عثمان
بن عفان.
كان له دور في اختيار عمر بن الخطاب خليفة لابى بكر الصديق عندما استشاره
أبا بكر الصديق في امر تولية عمر فقال عثمان : ذلك رجل سره أفضل من
علانيته، كتب وصية ابى بكر في ذلك بنفسه.
::خلافة عثمان بن عفان.
ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عامًا ،وقد تولى الخلافة بعد مقتل عمر بن
الخطاب، وفي اختياره للخلافة قصة تعرف بقصة الشورى وهي أنه لما طعن عمر بن
الخطاب دعا ستة أشخاص من الصحابة وهم: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان
وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد
الله ليختاروا من بينهم خليفة. وذهب المدعوون إلى لقاء عمر إلا طلحة بن
عبيد الله فقد كان في سفر وأوصاهم باختيار خليفة من بينهم في مدة أقصاها
ثلاثة أيام من وفاته حرصاً على وحدة المسلميـن.. ولأسباب مختلفة صعد إلى
سدة الترشيح النهائي اثنان: الأول علي بن أبي طالب صاحب القرابة والسبق،
والثاني عثمان صاحب المكانة الطيبة بين المهاجرين وبين قريش... كان علي بن
أبي طالب يشبه عمر بن الخطاب في بعض الصفات كالتقشف والزهد والصرامة في
الحق، وكان الناس في تلك اللحظة يريدون قليلاً من التمتع بجني السنوات
الصعبة، فتم التشاور واختيار عثمان5، وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة
عامة سنة 23 هـ فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين..
::الفتوحات في عهد عثمان
من أهم أعمال عثمان فتح مرو وتركيا وتوسيع الدولة الإسلامية وفتحت في
أيام خلافة عثمان الإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان
وإفريقية وقبرص. وتمت في عهده توسعة المسجد النبوي عام 29ــ30 هـ، وقد
أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات
البيزنطيين. وكان من أهم إنجازاته جمع كتابة القرآن الكريم الذي كان قد
بدء بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق. وجمع القرآن الكريم في مصحف
مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي..
::جمعه للقرأن الكريم في مصحف واحد
في عهده أنتشر الإسلام في بلاد كبيرة وتفرق الصحابة مما أدى إلى ظهور
قرائات متعددة وأنتشرت لهجات مختلفة فكان الخوف من أختلاف كتابة القران،
وتغير لهجته جمع عثمان المسلمين على لغة قريش أي لهجة قريش وهي لهجة
العرب. وتكتب الكتابة للقرآن بلسان العرب ويسمى (مصحف عثمان) أو المصحف
الامام..
::وفاته
قتل عثمان بن عفان في السنة 35 للهجرة وبشكل شنيع. وكان سنه عند قتله اثنان وثمانون عاماً. ودفن باالبقيع.
كان مقتله على يد مجموعة من الساخطين على حكمه، والذين تم اعتبارهم لاحقًا
مارقين وخارجين على إجماع أهل الحل والعقد، وكان مقتله مقدمة لأحداث جسام
في تاريخ المسلمين مثل موقعة الجمل (36 هـ) وموقعة صفين..
مواقفه
كان عثمان من الذين هاجروا إلى الحبشة فارًا بدينه مع زوجته رقية بنت رسول
الله (، ثم هاجر إلى المدينة، وواصل مساندته للنبي ( بكل ما يملك من نفس
ومال.
ولما خرج المسلمون إلى بدر لملاقاة المشركين تمنى عثمان -رضي الله عنه-
أن يكون معهم، ولكن زوجته رقية بنت رسول الله ( مرضت، فأمره الرسول ( أن
يبقى معها ليمرضها، وبعد أن انتصر المسلمون في المعركة أخذ رسول الله ( في
توزيع الغنائم، فجعل لعثمان نصيبًا منها، ولكن زوجته رقية -رضي الله
عنها- لم تعش طويلاً، فماتت في نفس السنة التي انتصر فيها المسلمون في
غزوة بدر.
وبعد وفاة رقية زوَّج الرسول ( عثمان بن عفان من ابنته الأخرى أم كلثوم،
ليجتمع بذلك الفضل العظيم لعثمان بزواجه من ابنتي الرسول (، فلقب بذي
النورين.ثم شهد عثمان-رضي الله عنه-مع النبي ( كثيرًا من المشاهد، وأرسله
النبي ( إلى مكة حينما أرادوا أداء العمرة ليخبر قريشًا أن المسلمين جاءوا
إلى مكة لأداء العمرة، وليس من أجل القتال، ولكن المشركين احتجزوا عثمان
بعض الوقت، وترددت إشاعة أنهم قتلوه، فجمع النبي ( أصحابه، ودعاهم إلى
بيعته على قتال المشركين، فسارع الصحابة بالبيعة، وعرفت تلك البيعة ببيعة
الرضوان، وعاد عثمان -رضي الله عنه-، وكان صلح الحديبية.
وفي المدينة رأى عثمان -رضي الله عنه- معاناة المسلمين من أجل الحصول على
الماء في المدينة؛ حيث كانوا يشترون الماء من رجل يهودي يملك بئرًا تسمى
رومة، فقال النبي (: "من يشتري بئر رومة فيجعل دلاءه مع دلاء المسلمين بخير
له منها في الجنة" [الترمذي].
فذهب عثمان-رضي الله عنه-إلى ذلك اليهودي وساومه على شرائها، فأبى أن
يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم، ثم خصص لنفسه يومًا
ولليهودي يومًا آخر، فإذا كان يوم عثمان أخذ المسلمون من الماء ما يكفيهم
يومين دون أن يدفعوا شيئًا، فلما رأى اليهود ذلك جاء إلى عثمان، وباع له
النصف الآخر بثمانية آلاف درهم، وتبرع عثمان بالبئر كلها للمسلمين.وظل
عثمان خليفة للمسلمين ما يقرب من اثنتي عشرة سنة فكان عادلاً في حكمه،
رحيما بالناس، يحب رعيته ويحبونه، وكان يحرص على معرفة أخبارهم أولاً
بأول.
وعرف عثمان -رضي الله عنه- بالزهد والقناعة مع ما توفر من ثراء عظيم،
ومال وفير، يقول عبد الملك بن شداد: رأيت عثمان بن عفان -رضي الله عنه-
يوم الجمعة على المنبر وعليه إزار عدني (من عدن) غليظ، ثمنه أربعة دراهم
أو خمسة دراهم.
وقال الحسن: رأيت عثمان بن عفان-رضي الله عنه-يقيل (ينام وقت الظهيرة) في
المسجد وهو يومئذ خليفة، وقد أثر الحصى بجنبه فنقول: هذا أمير المؤمنين!
هذا أمير المؤمنين!
وقال شرحبيل بن مسلم: كان عثمان -رضي الله عنه- يطعم الناس طعام الإمارة،
وعندما يدخل بيته كان يأكل الخل والزيت.ورغم هذا فقد حدثت فتنة فى أواخر
عهد عثمان، فقد اتهمه فيها البعض بأنه يقرب إليه بنى أمية ويستشيرهم فى
أموره، ويسند إليهم المناصب الهامة فى الدولة، وظهرت بعض الشخصيات التى
صارت تبث روح السخط والتمرد فى نفوس أهل البلاد، ومن ذلك ما قام به
عبدالله بن سبأ (المعروف بابن السوداء) وكان يهوديّا يُظهر الإسلام، حيث
تنَّقل بين الأقاليم الإسلامية محاولا إثارة الناس ضد الخليفة، ولم يمضِ
على ذلك وقت طويل حتى أقبل إلى المدينة فى شوال سنة 35هـ وفد من العرب
المقيمين فى مصر والكوفة والبصرة ومعهم بعض المطالب منها عزل الولاة الذين
أساءوا للمسلمين، ومازالوا بالخليفة حتى قبل بعض مطالبهم، وسافروا من
المدينة، ثم مالبثوا أن عادوا إليها وفى يدهم كتاب بختم عثمان، قالوا إنهم
وجدوه مع رسول عثمان إلى ولاته يأمر فيه بحبسهم وتعذيبهم، فحلف عثمان أنه
لم يكتب ذلك، ثم زعم الثائرون أن الكتاب بخط مروان بن الحكم فطلبوا إلى
الخليفة أن يخرجه لهم فلم يقبل لكذب هذا الزعم ولخشية أن يقتلوه ظلمًا،
فاشتدت الفتنة وحرَّض المحرضون بقيادة ابن السوداء، وضرب الثائرون حصارًا
حول دار عثمان بن عفان، ولما علموا أن ولاة الخليفة فى الأقاليم الإسلامية
أعدوا الجند لإرسالهم إليه شددوا الحصار على عثمان، وأساءوا معاملته،
وبعد أن استمروا فى محاصرته أربعين يومًا، هجم عليه بعضهم وقتلوه، فقتل
مظلومًا -رضى الله عنه- فى اليوم الثامن عشر من شهر ذى الحجة سنة35هـ
الموافق السابع عشر من يونيه سنة 656م، وفُتِحَ بذلك باب عظيم من الفتنة
والابتلاء على المسلمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:04 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  6375q49srubr

الحلقة الرابعة
الامام علي بن ابي طالب

أبو الحسن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه (13 رجب 23 ق.هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 28
فبراير 661 م) ابن عم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام نبي الإسلام
وصهره، من آل بيته، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين.
ولد في مكة وتشير بعض مصادر التاريخ بأن ولادته كانت في جوف الكعبة
وكافله حين توفي والديه وجده، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة رضي الله
تعالى عنها. أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في
الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان.
:: أبوه أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسئول عن
السقاية فيها. ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم أحد أنبياء الإسلام.
:: وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، قيل أنها أول هاشمية تلد لهاشمي،
:: إسلامه
أسلم علي وهو صغير، بعد أن عرض النبي محمد الإسلام على أقاربه من بني هاشم
تنفيذا لما جاء في القرآن . وقد ورد في بعض المصادر أن محمدا قد جمع
أهله وأقاربه على وليمة وعرض عليهم الإسلام، وقال أن من يؤمن به سيكون وليه
ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد إلا علي. سمي هذا الحديث "حديث يوم
الدار" أو "إنذار يوم الدار" أو "حديث دعوة العشيرة" ، وقد ذكر في العديد
من الكتب بروايات مختلفةالطبري..
:: ليلة الهجرة النبوية
في اليوم الذي عزم فيه محمد على الهجرة إلى يثرب، اجتمع سادات قريش بدار
الندوة واتفقوا على قتله، فجمعوا من كل قبيلة شاب قوي وأمروهم بانتظاره
أمام باب بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل. حسب اعتقاد
المسلمين جاء المَلَك جبريل إلى محمد وحذره من تآمر القريشيين لقتله، فطلب
محمد من علي بن أبي طالب أن يبيت في فراشه بدلا منه ويتغطى ببرده الأخضر
ليظن الناس أن النائم هو محمد وبهذا غطي على هجرة النبي وأحبط مؤامرة أهل
قريش . ،وفي بعض الروايات انه سأل اصحابه من يبيت على فراشه فلم يجبه الا
علي ثلاثاً ويعتبر علي أول فدائي في الإسلام بموقفه في تلك الليلة التي
عرفت فيما بعد "بليلة المبيت"؛ ويروى بعض المفسرين الشيعة في تفسير الآية
القرآنية: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله﴾ أنها نزلت في علي
بن أبي طالب حين نام في فراش الرسول [34][35]. كان محمدا قد أمره أن يؤدي
الأمانات إلى أهلها ففعل، حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند محمد.
وكانوا في مكة يعلمون أن عليا يتبع محمدا أينما ذهب، لذا فإن بقاءه في مكة
بمثابة تمويه لجعل الناس يشكون في هجرة النبي لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ
عليا معه. بقي علي في مكة ثلاثة أيام حتى وصلته رسالة محمد عبر رسوله أبي
واقد الليثي يأمره فيها بالهجرة للمدينة...
:: حياته في المدينة
هجرته

خرج علي للهجرة إلى المدينة وهو في الثانية والعشرين من عمره، وحسب رواية
ابن الأثير في أسد الغابة فقد خرج علي وحيدا يمشي الليل ويكمن النهار .
بينما تذكر مصادر أخرى أنه اصطحب ركب من النساء هم أمه فاطمة بنت أسد
وفاطمة بنت محمد وفاطمة بنت الزبير وزاد البعض فاطمة بنت حمزة بنت
عبدالمطلب بن عبد المطلب أو ما سمي بركب الفواطم. ولم تمض غير أيام قليلة
حتى وصل علي إلى قباء حيث انتظره محمد بها ورفض الرحيل قبل أن يصل علي الذي
كان قد أنهكه السفر وتورمت قدماه حتى نزف منهما الدم. وبعد وصوله بيومين
نزل علي مع محمد إلى المدينة . حين وصل محمد إلى المدينة قام بما عرف
بمؤاخاة المهاجرين والأنصار، لكنه آخى بين علي وبين نفسه وقال له: «أنت
أخي في الدنيا والآخرة
زواجه
في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة زوجه محمد ابنته فاطمة ولم يتزوج
بأخرى في حياتها، وقد روي أن تزويج فاطمة من علي كان بأمر من الله، حيث
توالى الصحابة على محمد لخطبتها إلا إنه ردهم جميعا حتى أتى الأمر بتزويج
فاطمة من علي ، فأصدقها علي درعه الحطمية ويقال أنه باع بعيرا له وأصدقها
ثمنه الذي بلغ 480 درهم على أغلب الأقوال
وأنجب منها الحسن والحسين في السنتين الثالثة والرابعة من الهجرة على
التوالي، كما أنجب زينب بنت علي وأم كلثوم بنت علي والمحسن بن علي،
والأخير حوله خلاف تاريخي حيث يروى أنه قتل وهو جنين يوم حرق الدار، وفي
روايات أخرى أنه ولد ومات في حياة النبي، في حين ينكر بعض السنة وجوده من
الأساس. في أكثر من مناسبة صرح محمد أن علي وفاطمة والحسن والحسين هم أهل
بيته مثلما في حديث المباهلة وحديث الكساء ، ويروى أنه كان يمر بدار علي
لإيقاظهم لآداء صلاة الفجر ويتلو آية التطهير

أعماله في عهد محمد
[color=Green]
كان عليا موضع ثقة محمد، فكان أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون
القرآن في حياة النبي محمد. وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون
القبائل للإسلام، واستشاره محمد في الكثير من الأمور مثلما استشاره في ما
يعرف بحادثة الإفك . شهد بيعة الرضوان وأمره محمد حينها بتدوين وثيقة
صلح الحديبية وأشهده عليه . يروى في الاستيعاب أن محمد بعث خالد بن الوليد
إلى اليمن ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجبه أحد فبعث محمد بعلي إلى
اليمن فأسلمت على يديه همدان كلها، وتتابع بعدها أهل اليمن في الدخول إلى
الإسلام ؛ ولم تكن هذة المرة الأخيرة التي يذهب فيها علي إلى اليمن حيث
ولاه محمد قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له،
ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد . كما ساهم في فض النزاعات
وتسوية الصراعات بين بعض القبائل. ورد في الكامل أنه عند فتح مكة أراد سعد
بن عبادة دخول مكة مقاتلاً عكس ما أمر به محمد حيث أنه أراد دخول مكة بلا
قتال، فحين سمع محمد ذلك أرسل علي خلف سعد فلحقه وأخذ الراية منه ودخل
بها مكة، بعدها أمره محمد بكسر الأصنام التي كانت حول الكعبة
غزواته مع محمد صل الله عليه وسلم
شهد علي جميع المعارك معه إلا غزوة تبوك خلفه فيها على المدينة وعلى
عياله بعده وقال له: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
"، وسلم له الراية في الكثير من المعارك
. عرف علي بن أبي طالب ببراعته وقوته في القتال، وقد تجلى هذا في غزوات
الرسول؛ ففي غزوة بدر، هزم علي الوليد بن عتبة، وقتل ما يزيد عن 20 من
الوثنيين . وغزوة أحد قتل طلحة بن عبد العزى حامل لواء قريش في المعركة،
وأرسله محمد إلى فدك فأخذها في سنة 6 هـ. وفي غزوة الأحزاب قتل عمرو بن ود
العامري أحد فرسان العرب وفي غزوة خيبر، هزم فارس اليهود مرحب، وبعد أن
عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود، قال محمد: «لأدفعن الراية
إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح عليه» فأعطاها لعلي
ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين . وقيل إنه اقتحم حصن خيبر
متخذاّ الباب درعا له لشدة قوته في القتال. وكان ممن ثبت مع محمد في غزوة
حنين . وكان لعلي سيف شهير أعطاه له محمد في غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار
كما أهداه محمد درعا عرفت بالحطمية ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكثرة
السيوف التي تحطمت عليها
:: خلافته
لما قتل عثمان، بويع علي بن أبي طالب للخلافة بالمدينة المنورة في اليوم
التالي لقتل عثمان (يوم الجمعة 25 ذي الحجة، 35 هـ ه جميع من كان في
المدينة من الصحابة والتابعين والثوار. يروى إنه كان كارها للخلافة في
البداية واقترح أن يكون وزيرا أو مستشارا إلا أن بعض الصحابة حاولوا
إقناعه فضلا عن تأييد الثوار له ، ويروي ابن خلدون والطبري أنه قبل خشية
حدوث شقاق بين المسلمين . يروى أن أول من بايع كان طلحة والزبير وفي تاريخ
الطبري أول من بايع مالك الأشتر النخعي، وتقول بعض المصادر أن أقارب
عثمان والأمويين لم يبايعوا علي وتوجهوا إلى الشام، كما تقول أن بعض
الصحابة مثل سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وغيرهم لم يبايعوا بالولاء
ولكن تعهدوا بعدم الانقلاب ضده . وحول صلاته على عثمان يختلف المؤرخون
أيضا فتذكر بعض المصادر التاريخية أن جماعة من الصحابة استأذنوا عليا لدفنه
ولكن من المؤرخين من ذكره ضمن من شاركوا في تشييعه والصلاة عليه ومراسم
دفنه ولكن البعض الآخر لم يذكره ضمنهم بل حتى أن بعض الروايات لا تذكر
استئذان علي في دفنه.
وهكذا استلم علي الحكم خلفا لعثمان، في وقت كانت الدولة الإسلامية حين إذ
تمتد من المرتفعات الإيرانية شرقا إلى مصر غربا بالإضافة لشبه الجزيرة
العربية بالكامل وبعض المناطق غير المستقرة على الأطراف. ومنذ اللحظة
الأولى في خلافته أعلن علي أنه سيطبق مبادئ الإسلام وترسيخ العدل
والمساواة بين الجميع بلا تفضيل أو تمييز، كما صرح بأنه سيسترجع كل
الأموال التي اقتطعها عثمان لأقاربه والمقربين له من بيت المال . في سنة 36
هـ أمر علي بعزل الولاة الذين عينهم عثمان وتعيين ولاة آخرين يثق بهم،
مخالفا بذلك نصيحة بعض الصحابة مثل ابن عباس والمغيرة بن شعبة الذين نصحوه
بالتروي في اتخاذ القرار
أرسل علي عثمان بن حنيف الأنصاري بدلاً عن عبد الله بن عامر إلى البصرة
بحسب الطبري وابن الأثير، وفي البداية والنهاية أنه أرسل سمرة بن جندب،
وعلى الكوفة أرسل عمارة بن شهاب بدلاً عن أبي موسى الأشعري، وعلى اليمن
عبيد الله بن عباس بدلاً عن يعلى بن منبه، وعلى مصر قيس بن سعد بن عبادة
وبدلاً عن عبد الله بن سعد، وعلى الشام سهل بن حنيف بدلاً من معاوية بن
أبي سفيان
:: أستشهادة
كان علي يؤم المسلمين بصلاة الفجر في مسجد الكوفة، وأثناء الصلاة ضربه
عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، وقال جملته الشهيرة: "فزت ورب
الكعبة"
وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي طالب كان في الطريق إلى المسجد حين
قتله بن ملجم ؛ ثم حمل على الأكتاف إلى بيته وقال: «أبصروا ضاربي أطعموه
من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإن
بقيت رأيت فيه رأيي» ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه. وجيء له بالأطباء
الذين عجزوا عن معالجته فلما علم علي بأنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد
في مقاتل الطالبيين. ظل السم يسري بجسده إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام،
تحديدا ليلة 21 رمضان سنة 40 هـ عن عمر يناهز 64 حسب بعض الأقوال وبعد
مماته تولى عبد الله بن جعفر والحسن والحسين غسل علي بن أبي طالب وتجهيزه
ودفنه، ثم اقتصوا من بن ملجم بقتله . ولقب الشيعة علي بن أبي طالب بعدها
بشهيد المحراب.
وعبد الرحمن بن ملجم أحد الخوارج كان قد نقع سيفه بسم زعاف لتلك المهمة.
ويُروى أن ابن ملجم كان اتفق مع اثنين من الخوارج على قتل كل من معاوية بن
أبي سفيان وعمرو بن العاص وعلي بن أبي طالب يوم 17 رمضان، فنجح بن ملجم
في قتل علي وفشل الآخران
بشره رسول الله ( بالجنة، فكان أحد العشرة المبشرين بها وشهد علي مع النبي (
جميع الغزوات، وعرف بشجاعته وبطولته، وفي يوم خيبر قال النبي (: "لأعطين
الراية غدًا رجلا يحبه الله ورسوله (أو قال: يحب الله ورسوله)، يفتح الله
على يديه" [البخاري].
فبات الصحابة كل منهم يتمنى أن يكون هو صاحب الراية، فلما أصبح الصباح،
سأل النبي ( عن عليّ، فقيل له: إنه يشتكي عينيه يا رسول الله، قال:
"فأرسلوا إليه، فأتوني به".
فلما جاء له، بصق في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه
الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلتم حتى يكونوا مثلنا: "أنفذ على
رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من
حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من أن يكون لك
حمر النعم" [البخاري]. ففتح الله على يديه.
ولما نزل قول الله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرًا) [الأحزاب: 32]، دعا الرسول ( فاطمة وعليًا والحسن
والحسين-رضي الله عنهم-في بيت السيدة أم سلمة، وقال: "اللهمَّ إن هؤلاء
أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا" [ابن عبد البر].
وعرف علي -رضي الله عنه- بالعلم الواسع، فكانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- إذا سئلت عن شيء قالت: اسألوا عليًّا وكان عمر كذلك.
وكان عليٌّ يقول: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن
كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، أم في
سهل أم في جبل.
وكان أبو بكر وعمر في خلافتيهما بعد وفاة رسول الله ( يعرفان لعلي الفضل،
وقد اختاره عمر ليكون من الستة أصحاب الشورى الذين يختار منهم الخليفة،
ولما استشهد عثمان -رضي الله عنه- اختير عليّ ليكون الخليفة من بعده.ولما
تولي عليّ الخلافة نقل مقرها من المدينة إلى العراق، وكان -رضي الله
عنه-يحرص على شئون أمته فيسير بنفسه في الأسواق ومعه درعه (عصاه) ويأمر
الناس بتقوى الله، وصدق الحديث، وحسن البيع، والوفاء بالكيل والميزان.
وكان يوزع كل ما يدخل بيت المال من الأموال بين المسلمين، وقبل وفاته أمر
بتوزيع كل المال، وبعد توزيعه أمر بكنس بيت المال، ثم قام فصلى فيه رجاء
أن يشهد له يوم القيامة.
وكان -رضي الله عنه- كثير العبادة، يقوم من الليل فيصلي ويطيل صلاته، ويقول مالي وللدنيا، يا دنيا غرِّي غيري.
وقد جاءت إليه امرأتان تسألانه، إحداهما عربية والأخرى مولاة، فأمر لك
واحدة منهما بكسر من طعام وأربعين درهمًا، فأخذت المولاة الذي أعطيت وذهبت،
وقالت العربية: يا أمير المؤمنين، تعطيني مثل الذي أعطيت هذه وأنا عربية
وهي مولاة؟ فقال لها علي -رضي الله عنه- : إني نظرت في كتاب الله -عز وجل-
فلم أر فيه فضلاً لولد إسماعيل على ولد إسحاق -عليهما الصلاة عند تولى
على بن أبى طالب الخلافه قام بعزل ولاة عثمان الذين كانوا سببًا فى اعتراض
الكثيرين على عثمان، وعين بدلا منهم ولاة آخرين، لكن الوالى الذى أرسله
الخليفة إلى الشام لم يتمكن من استلام عمله؛ حيث تصدى له أنصار معاوية بن
أبى سفيان -والى الشام من أيام عثمان رضى الله عنه- وأخرجوه من البلاد،
ورفض معاوية مبايعة على للخلافة، واستمر على ذلك مدة ثلاثة أشهر، فأخذ على
بن أبى طالب يعد جيشًا قويّا لغزو الشام، وعزل معاوية ابن أبى سفيان عنها؛
حيث رأى أن هيبة الدولة لا تكون إذا لم يستطع الخليفة أن يعزل واليًا وأن
يعين غيره، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن هذا الوضع سوف يشجع العصاة
والمنحرفين على العبث بمقدرات الدولة مما يؤثر على استقرار النظام،
وبينما هو يعد العدة للسيطرة على الشام، إذ ظهر تمرد آخر نشأ عن طلحة ابن
عبيد الله والزبير بن العوام وعائشة أم المؤمنين فى البصرة واستيلائهم
عليها سنة 36هـ فعدل "على" عن غزو الشام وأعد العدة للذهاب إلى البصرة
للقضاء على التمرد وذهب معه عدد غير قليل من أهل الكوفة حيث دارت موقعة
الجمل فى جمادى الآخرة سنة 36هـ والتى انتهت بانتصار على بن أبى طالب.
وقُتل طلحة بن عبيد الله، وقُتل الزبير بن العوام بعدما ترك المعركة، وقد
نوى عدم الاشتراك فيها. وأعيدت السيدة عائشة -رضى الله عنها- مكرمة معززة،
وسار معها على بن أبى طالب بنفسه يحميها ثم وكل بها بعض بنيه حتى وصلت
إلى مكة، فأقامت حتى موسم الحج.واستقرت الامور فى "البصرة" عقب ذلك، وأخذ
على البيعة لنفسه من أهلها ثم وجه أنظاره ناحية الشام حيث معاوية بن أبى
سفيان الذى رفض الطاعة وأبى البيعة له إلا بعد الأخذ بثأر عثمان، فبعث
إليه يدعوه مرة أخرى فلم يجبه إلى ثلاثة أشهر من مقتل عثمان، ولما تحقق
علىّ من عدم استجابته لدعوته وتأهبه للقتال، سار من الكوفة لردعه والتقى
بجند الشام وعلى رأسهم معاوية بن أبى سفيان حيث دارت بين الطرفين مناوشات
يسيرة فى سهل "صفين" فى ذى الحجة سنة 36هـ، ثم اتفقا على إيقاف الحرب إلى
آخر المحرم طمعًا فى الصلح، وترددت الرسل بينهما لكن معاوية ابن أبى سفيان
كان يعتبر نفسه ولى دم عثمان بن عفان وطالب بثأره فأصر على موقفه وهو
مطالبة على بن أبى طالب بالتحقيق مع قتلة عثمان والاقتصاص منهم، بينما رأى
على أنَّ هذا الأمر لن يتم إلا بعد أن تهدأ الفتنة وتستقر الأحوال فى
الدولة، ولما لم يصل الطرفان إلى حل يرضى كلا منهما عادوا إلى القتال فى
شهر صفر سنة 37هـ.
موقعة صفين:
واشتعلت نار الحرب بين الفريقين أيامًا متوالية وزحف علىّ ابن أبى طالب
بجنده على جند معاوية بن أبى سفيان الذين رفعوا المصاحف على أسنة الرماح
وقالوا: "هذا كتاب الله عز وجل بيننا وبينكم" فلما رأى أهل العراق المصاحف
مرفوعة قالوا: "نجيب إلى كتاب الله" ولقيت هذه الدعوة قبولا لدى عدد كبير
من جند "على" الذين يُعرفون بالقراء؛ لأنهم يجيدون حفظ القرآن الكريم،
فرفضوا المضى فى القتال ووافقوا على التحكيم، وبذلك انتهت موقعة "صفين"،
وحل محلها التحكيم، واتفق الفريقان على أن يختار كل منهما رجلا من قِبَله،
فاختار معاوية "عمرو بن العاص"، واختار أتباع على "أبا موسى الأشعرى"، لكن
فئة من أنصاره عادوا ورفضوا التحكيم فى قضية تبين فيها الحق من الباطل،
وخرجت هذه الفئة على أمير المؤمنين على بن أبى طالب ورفضوا السير معه إلى
الكوفة وعرفت هذه الفئة "بالخوراج".
استمر على بن أبى طالب فى قبول مبدأ التحكيم وأرسل أبا موسى الأشعرى،
فاجتمع بعمرو بن العاص، واتفق الحكمان على خلع على ومعاوية، وترك الأمر
شورى للمسلمين يختارون فيه من يريدون، فلما بلغ عليّا خبر الحكمين أنكر
عليهما ما اتفقا عليه، وقال: إن هذين الحكمين نبذا حكم القرآن واتبع كل
واحد هواه، واختلفا فى الحكم فاستعدوا للسير إلى الشام، وأخذ يحرض الناس
على حرب معاوية، لكن الخوارج اشتدوا على أصحاب "على" وقتلوا بعضًا منهم،
فجهَّز "على" جيشًا لمحاربة الخوارج والتقى بهم عند النهروان على بعد
ميلين من "الكوفة" وهزمهم شر هزيمة ثم أخذ يعد العدة لمحاربة معاوية بن
أبى سفيان بالشام سنة 38هـ، لكن أحد الخوارج ويُدعى عبدالرحمن بن مُلْجَم
استطاع قتل على فى المسجد بالكوفة؛ حيث ضربه بسيف مسموم فتوفى فى 17 رمضان
سنة 40هـ .
وبوفاته انتهى عهد الخلفاء الراشدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:06 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Tae087d9y8uu
الحلقة الخامسة
شهيد يمشي على الأرض
طلحة بن عبيد الله

إنه الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله، قال عنه الرسول : "من أراد أن
ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض؛ فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله"
[الترمذي].
وهو أحد العشرة الذين بشرهم الرسول ( بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا
إلى الإسلام، وأحد الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليكون منهم خليفة
المسلمين.

كان طلحة بن عبيد الله رجلاً آدم، حسن الوجه، كثير الشعر، ليس بالجعد
القطط، ولا بالسبط. وأمه الصعبة بنت الحضرمي، وقد أسلمت وهاجرت، وعاشت بعد
ابنها قليلاً.

ولد سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم في بدايات الدعوة الإسلامية، فهو أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام.
وكان طلحة قد سافر إلى أرض بصرى بالشام في تجارة له، وبينما هو في السوق
سمع راهبًا في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم؟
فذهب إليه طلحة، وقال له: نعم أنا، فقال الراهب: هل ظهر أحمد؟ قال طلحة: من
أحمد؟ قال الراهب: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه،
وهو آخر الأنبياء، ومخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وحرة ويباخ (يقصد
المدينة المنورة)، فإياك أن تسبق إليه.

فوقع كلام الراهب في قلب طلحة، ورجع سريعًا إلى مكة وسأل أهلها: هل كان
من حدث؟ قالوا نعم، محمد الأمين تنبأ، وقد تبعه ابن أبي قحافة، فذهب طلحة
إلى أبي بكر، وأسلم على يده، وأخبره بقصة الراهب.[ابن سعد]، فكان من
السابقين إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر.
ورغم ما كان لطلحة من ثراء ومال كثير ومكانة في قريش فقد تعرض لأذى
المشركين واضطهادهم مما جعله يهاجر المدينة حين أذن النبي ( للمسلمين
بالهجرة، وجاءت غزوة لكنه لم يشهدها، وقيل إن الرسول ( أرسله في مهمة خارج
المدينة وحينما عاد ووجد المسلمين قد عادوا من غزوة بدر، حزن طلحة حزنًا
شديدًا لما فاته من الأجر والثواب، لكن الرسول ( أخبره أن له من الأجر مثل
من جاهد في المعركة، وأعطاه النبي ( سهمًا ونصيبًا من الغنائم مثل
المقاتلين تمامًا.

ثم شهد طلحة غزوة أحد وما بعدها من الغزوات، وكان يوم أحد يومًا مشهودًا،
أبلى فيه طلحة بلاء حسنًا حتى قال عنه النبي (: "طلحة شهيد يمشي على وجه
الأرض" [ابن عساكر].
وحينما نزل قول الله تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) [الأحزاب: 23]، قال
النبي (: "طلحة ممن قضى نحبه" [الترمذي].
وحينما حدث اضطراب في صفوف المسلمين، وتجمع المشركون حول رسول الله ( كل
منهم يريد قتله، وكل منهم يوجه السيوف والسهام والرماح تجاه الرسول ( إذا
بطلحة البطل الشجاع يشق صفوف المشركين حتى وصل إلى رسول الله (، وجعل من
نفسه حصنًا منيعًا للنبي (، وقد أحزنه ما حدث لرسول الله ( من كسر رباعيته
(أي مقدمة أسنانه)، وشج رأسه، فكان يتحمل بجسمه السهام عن رسول الله،
ويتقي النبل عنه بيده حتى شلت يده، وشج رأسه، وحمل رسول الله ( على ظهره
حتى صعد على صخرة، وأتاه أبو بكر وأبو عبيدة، فقال لهما الرسول: اليوم
أوجب طلحة يا أبا بكر"، ثم قال لهما: "عليكما صاحبكما"، فأتيا إلى طلحة
فوجداه في حفرة، وبه بضع وسبعون طعنة ورمية وضربة، وقد قطعت إصبعه" [ابن
سعد].
وكان أبو بكر الصديق إذا ذكر يوم أحد قال: ذاك يوم كله لطلحة، وقد بشره الرسول ( بالجنة.
وقد بلغ طلحة مبلغًا عظيمًا في الجود والكرم حتى سمى بطلحة الخير، وطلحة
الجواد، وطلحة الفياض، ويحكى أن طلحة اشترى بئر ماء في غزوة ذي قرد، ثم
تصدق بها، فقال رسول الله (: "أنت طلحة الفياض" [الطبراني]، ومن يومها قيل
له طلحة الفياض.
وقد أتاه مال من حضرموت بلغ سبعمائة ألف، فبات ليلته يتململ، فقالت له
زوجته: مالك؟ فقال: تفكرت منذ الليلة، فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا
المال في بيته، فأشارت عليه أن يقسم هذا المال على أصحابه وإخوانه، فسرَّ
من رأيها وأعجب به، وفي الصباح، قسم كل ما عنده بين المهاجرين والأنصار،
وهكذا عاش حياته كلها كريمًا سخيًّا شجاعًا.
واشترك في باقي الغزوات مع النبي ( ومع أبي بكر وعمر وعثمان، وحزن حزنًا
شديدًا حينما رأى مقتل عثمان بن عفان رضي الله واستشهاده، واشترك في موقعة
الجمل مطالبًا بدم عثمان وبالقصاص ممن قتله، وعلم أن الحق في جانب علي،
فترك قتاله وانسحب من ساحة المعركة وفي أثناء ذلك أصيب بسم فمات.
وقد روي عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: والله إني لأرجو أن أكون أنا
وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل
إخوانًا على سرر متقابلين) [الحجر: 47].
وتزوج طلحة -رضي الله عنه- أربع نسوة، كل واحدة منهن أخت لزوجة من زوجات
النبي وهن: أم كلثوم بنت أبي بكر، أخت عائشة، وحمنة بنت جحش أخت زينب،
والفارعة بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة، ورقية بنت أبي أمية أخت أم سلمة.
وقد ترك طلحة تسعة أولاد ذكور وبنتًا واحدة، وروي عن النبي أكثر من ثلاثين حديثًا.

طلحــــة والفتنـــــــــه

عندما
نشبت الفتنة في زمن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أيد طلحة حجة المعارضين
لعثمان ، وزكى معظمهم فيما ينشدون من اصلاح ، ولكن أن يصل الأمر الى قتل
عثمان -رضي الله عنه- ، لا لكان قاوم الفتنة ، وما أيدها بأي صورة ، ولكن
ماكان كان ، أتم المبايعة هو والزبير لعلي -رضي الله عنهم جميعا- وخرجوا
الى مكة معتمرين ، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان

وكانت
( وقعة الجمل ) عام 36 هجري طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر ،
وانهمرت دموع علي -رضي الله عنه- عندما رأى أم المؤمنين ( عائشة ) في
هودجها بأرض المعركة ، وصاح بطلحة يا طلحة ، أجئت بعرس رسول الله تقاتل
بها ، وخبأت عرسك في البيت ؟ثم قال للزبير يا زبير : ناشدتك الله ، أتذكر
يوم مر بك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمكان كذا ، فقال لك : يا
زبير ، ألا تحب عليا ؟؟فقلت : ألا أحب ابن خالي ، وابن عمي ، ومن هو على
ديني ؟؟فقال لك : يا زبير ، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم ) فقال
الزبير نعم أذكر الآن ، وكنت قد نسيته ، والله لاأقاتلك )


الشهـــــــــــــــــــــــاده

وأقلع
طلحـة و الزبيـر -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب ، ولكن دفعـا
حياتهما ثمنا لانسحابهما ، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا ،
فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي ، وطلحة رماه
مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته
وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلا
اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمـان من الذين قال الله فيهم
ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين ثم نظر الى قبريهما
وقال سمعت أذناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول طلحة و
الزبير ، جاراي في الجنة



قبــــــــــــــــــــر طلحــة

مّا
قُتِلَ طلحة دُفِنَ الى جانب الفرات ، فرآه حلماً بعض أهله فقال ألاّ
تُريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت )000قالها ثلاثاً ، فأخبر من رآه ابن
عباس ، فاستخرجوه بعد بضعة وثلاثين سنة ، فإذا هو أخضر كأنه السِّلْق ،
ولم يتغير منه إلا عُقْصته ، فاشتروا له داراً بعشرة آلاف ودفنوه فيها ،
وقبره معروف بالبصرة ، وكان عمره يوم قُتِلَ ستين سنة وقيل أكثر من ذلك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:07 am

الحلقة السادسة
حواري الرسول
الزبير بن العوام

إنه الزبير بن العوام -رضي الله عنه- ولد سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم وعمره
خمس عشرة سنةالذي يتلقى في نسبه مع النبي ، فأمه صفية بنت عبد المطلب عمة
الرسول ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو أحد الستة أهل الشورى
الذين اختارهم عمر؛ ليكون منهم الخليفة بعد موته، وزوج أسماء بنت أبي بكر
الصديق -رضي الله عنه-.
وقد أسلم الزبـير مبكرًا، فكان واحدًا من السبعة الأوائل الذين سارعوا
إلى الإسلام، ولما علم عمه نوفل بن خويلد بإسلامه غضب غضبًا شديدًا، وتولى
تعذيبه بنفسه، فكان يلفُّه في حصير، ويدخن عليه بالنار، ويقول له: اكفر
برب محمد، أدرأ (أكف) عنك هذا العذاب. فيرد عليه الزبير قائلاً: لا، والله
لا أعود للكفر أبدًا. [الطبراني وأبو نعيم].
أبناؤه
كان يسمي أبناءه بأسماء الشهداء وهم: عبد الله، جعفر، عبيدة، عمرو، خالد، عروة، المنذر، مصعب، عاصم، حمزة.
وسمع الزبير يومًا إشاعة كاذبة تقول: إن محمدًا ( قد قتل، فخرج إلى شوارع
مكة شاهرًا سيفه، يشق صفوف الناس، وراح يتأكد من هذه الشائعة معتزمًا إن
كان الخبر صحيحًا أن يقتل من قتل رسول الله (، فلقي النبي ( بشمال مكة،
فقال له النبي ( "مالك؟" فقال: أخبرت أنك أخذت (قُتلت). فقال له النبي (
"فكنت صانعًا ماذا؟" فقال: كنت أضرب به من أخذك. ففرح النبي ( لما سمع هذا،
ودعا له بالخير ولسيفه بالنصر.[أبو نعيم]. فكان -رضي الله عنه- أول من سل
سيفه في سبيل الله.
وقد هاجر الزبير إلى الحبشة مع من هاجر من المسلمين، وبقي بها حتى أذن لهم الرسول ( بالعودة إلى المدينة.
وقد شهد مع رسول الله ( الغزوات كلها، وفي غزوة أحد بعد أن عاد جيش قريش
إلى مكة أرسل الرسول ( سبعين رجلا من المسلمين في أثرهم، كان منهم أبو بكر
والزبير. [البخاري].
ويوم اليرموك، ظل الزبير -رضي الله عنه- يقاتل جيش الروم وكاد جيش
المسلمين أن يتقهقر، فصاح فيهم مكبرًا: الله أكبر. ثم اخترق صفوف العدو
ضاربًا بسيفه يمينًا ويسارًا، يقول عنه عروة: كان في الزبير ثلاث ضربات
بالسيف، كنت أدخل أصابعي فيها، ثنتين (اثنتين) يوم بدر، وواحدة يوم
اليرموك.
وقال عنه أحد الصحابة: صحبت الزبير بن العوام في بعض أسفاره، ورأيت جسده،
فقلت له: والله لقد شهدت بجسمك لم أره بأحد قط، فقال لي: أما والله ما
فيها جراحة إلا مع رسول الله (، وفي سبيل الله. وقيل عنه: إنه ما ولى
إمارة قط، ولا جباية، ولا خراجا، ولا شيئًا إلا أن يكون في غزوة مع النبي (
أو مع أبي بكر أو عمر أو عثمان.
وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا أرسله رسول الله ( مع
علي بن أبي طالب، فوقفا أمام الحصن يرددان قولهما: والله لنذوقن ما ذاق حمزة، أو لنفتحن عليهم الحصن.
وقال عنه النبي (: "إن لكل نبي حواريًا وحواري الزبير" [متفق عليه]. وكان
يتفاخر بأن النبي ( قال له يوم أحد، ويوم قريظة: "ارم فداك أبي وأمي".
وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها لعروة بن الزبير: كان أبواك من الذين
استجابوا لله وللرسول من بعدما أصابهم القرح (تريد أبا بكر والزبير)
[ابن ماجة].
وكان الزبير بن العوام من أجود الناس وأكرمهم، ينفق كل أموال تجارته في
سبيل الله، يقول عنه كعب: كان للزبير ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فما كان
يدخل بيته منها درهمًا واحدًا (يعني أنه يتصدق بها كلها)، لقد تصدق بماله
كله حتى مات مديونًا، ووصى ابنه عبد الله بقضاء دينه، وقال له: إذا أعجزك
دين، فاستعن بمولاي. فسأله عبد الله: أي مولى تقصد؟ فأجابه: الله، نعم
المولى ونعم النصير. يقول عبد الله فيما بعد: فوالله ما وقعت في كربة من
دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه. [البخاري].
وعلى الرغم من طول صحبته للنبي ( فإنه لم يرو عنه إلا أحاديث قليلة، وقد
سأله ابنه عبد الله عن سبب ذلك، فقال: لقد علمت ما كان بيني وبين رسول
الله ( من الرحم والقرابة إلا أني سمعته يقول: "من كذب عليَّ متعمدًا،
فليتبوأ مقعده من النار" [البخاري]. فكان -رضي الله عنه -يخاف أن يتحدث عن
رسول الله ( بشيء لم يقله، فيزل بذلك في النار.
وخرج الزبير من معركة الجمل، فتعقبه رجل من بني تميم يسمى عمرو بن جرموز
وقتله غدرًا بمكان يسمى وادي السباع، وذهب القاتل إلى الإمام عليّ يظن أنه
يحمل إليه بشرى، فصاح عليٌّ حين علم بذلك قائلاً لخادمه: بشر قاتل ابن
صفية بالنار. حدثني رسول الله ( أن قاتل الزبير في النار. [أحمد وابن حبان
والحاكم والطبراني].
ومات الزبير -رضي الله عنه- يوم الخميس من شهر جمادى الأولى سنة (36هـ)، وكان عمره يوم قتل (67 هـ) سنة وقيل (66) سنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:10 am


الحلقة السابعة
سعد بن أبي وقاص

من أوائل من دخلوا في الإسلام وكان في السابعة عشر من عمره, ولم يسبقه في
الإسلام إلا أبو بكر وعلي وزيد وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.ولد في
مكة سنة 23 قبل الهجرة. نشأ سعد في قريش، واشتغل في بري السهام وصناعة
القسي، وهذا عمل يؤهل صاحبه للائتلاف مع الرمي
أبوه ابن سيد بني زهرة: مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن
مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن النضر بن كنانة بن
خزيمة بن مدركة عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
فهو من بني زهرة أهل آمنة بنت وهب أم الرسول، وقد كان الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم يعتز بهذه الخؤولة فقد ورد أنه صلى الله عليه وآله وسلم
كان جالسا مع نفر من أصحابه فرأى سعد بن أبي وقاص مقبلا فقال لمن معه:
"هذا خالي فليرني أمرؤ خاله".
وكان سعد قد رأى وهو ابن سبع عشرة سنة في منامه أنه يغرق في بحر الظلمات،
وبينما هو يتخبط فيها، إذ رأى قمرًا، فاتبعه، وقد سبقه إلى هذا القمر
ثلاثة، هم: زيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، ولما طلع
الصباح سمع أن رسول الله ( يدعو إلى دين جديد؛ فعلم أن هذا هو القمر الذي
رآه؛ فذهب على الفور؛ ليلحق بركب الساقين إلى الإسلام.

وتظهر روعة ذلك البطل عندما حاولت أمه مرارًا أن ترده عن طريق الإيمان
عبثًا، فباءت محاولاتها بالفشل أمام القلب العامر بالإيمان، فامتنعت عن
الطعام والشراب، ورفضت أن تتناول شيئًا منه، حتى يرجع ولدها سعد عن دينه،
ولكنه قال لها: أماه إنني أحبك، ولكن حبي لله ولرسوله أكبر من أي حب آخر.

وأوشكت أمه على الهلاك، وأخذ الناس سعدًا ليراها عسى أن يرق قلبه، فيرجع
عما في رأسه، فيقول لها سعد: يا أمه، تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس
فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني فإن شئت كلي، وإن شئت لا تأكلي، وعندها
أدركت الأم أن ابنها لن يرده عن دينه شيء؛ فرجعت عن عزمها، وأكلت، وشربت
لينزل وحي الله -عز وجل- يبارك ما فعل سعد، قال تعالى: (وإن جاهداك على أن
تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) [لقمان:
15].
ولازم سعد -رضي الله عنه- رسول الله بمكة حتى أذن الله للمسلمين بالهجرة
إلى المدينة المنورة، فهاجر مع المسلمين ليكون بجوار رسول الله

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَرِقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: (لَيْتَ رَجُلاً صَالِحاً مِنْ
أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ). قَالَتْ: فَسَمِعْنَا صَوْتَ
السِّلاَحِ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ: (مَنْ هَذَا؟). قَالَ سَعْدُ بنُ
أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَا يَا رَسُوْلَ اللهِ! جِئْتُ أَحْرُسُكَ. فَنَامَ
رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى سَمِعْتُ
غَطِيْطَهُ.


يعتبر أول من رمى بسهم في سبيل الله, وأول من رمي أيضا، وأنه الوحيد الذي
افتداه الرسول بأبويه فقال له يوم أحد: «" ارم سعد فداك أبي وأمي"..»،
ويقول علي ابن أبي طالب:«" ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي
أحدا بأبويه الا سعدا, فاني سمعته يوم أحد يقول: ارم سعد.. فداك أبي
وأمي"». كان سعد يعدّ من أشجع فرسان العرب والمسلمين, وكان له سلاحان رمحه
ودعاؤه. وكان مجاهداً في معركة بدر وفي معركة أحد.

وأول من أراق دماء الكافرين، فقد بعث رسول الله سرية فيها
سعد بن أبي وقاص إلى مكان في أرض الحجاز اسمه سابغ، وهو من جانب الجحفة،
فانكفأ المشركون على المسلمين، فحماهم سعد يومئذ بسهامه، فكان أول قتال في
الإسلام.
المشركون على المسلمين، فحماهم سعد يومئذ بسهامه، فكان أول قتال في الإسلام.
ويوم أحد، وقف سعد يدافع عن رسول الله ويحارب المشركين، ويرميهم حتى
نالته دعوة الرسول حين رآه فسر منه وقال: "يا سعد، ارم فداك أبي وأمي"
[متفق عليه]، فكان سعد يقول: ما جمع رسول الله أبويه لأحد قبلي، وكانت
ابنته عائشة بنت سعد تباهي بذلك وتفخر، وتقول: أنا ابنة المهاجر الذي فداه
رسول الله يوم أحد بالأبوين.
صاحب الدعوة المجابة
كان سعد بن أبي وقاص إذا رمى عدوا أصابه وإذا دعا الله دعاء أجابه، وكان
الصحابة يردون ذلك لدعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم له اللهم سدد
رميته، وأجب دعوته ويروى أنه رأى رجلا يسب طلحة وعلي والزبير فنهاه فلم
ينته فقال له إذن أدعو عليك فقال الرجل أراك تتهددني كأنك نبي !فانصرف سعد
وتوضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه قائلا للهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد
سب أقواما سبقت لهم منك الحسنى، وأنه قد أسخطك سبه إياهم، فاجعله آية
وعبرة فلم يمض غير وقت قصير حتى خرجت من إحدى الدور ناقة نادّة لا يردها
شيء، حتى دخلت في زحام الناس ثم اقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها، وما
زالت تتخبطه حتى مات
وعين سعد أميرًا على الكوفة، أثناء خلافة الفاروق عمر -رضي الله عنه-
الذي كان يتابع ولاته ويتقصى أحوال رعيته، وفي يوم من الأيام اتجه عمر
-رضي الله عنه- إلى الكوفة ليحقق في شكوى أهلها أن سعدًا يطيل الصلاة، فما
مر عمر بمسجد إلا وأحسنوا فيه القول، إلا رجلا واحدًا قال غير ذلك، فكان
مما افتراه على سعد: أنه لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوية، ولا يسير
بالسرية -يخرج بالجيش- فدعا سعد عليه قائلاً: اللهم إن كان كاذبًا، فأعم
بصره، وأطل عمره، وعرضه للفتن، فكان ذلك الرجل يمشي في الطريق، ويغمز
الجواري، وقد سقط حاجباه من عينيه لما سئل عن ذلك قال: شيخ مفتون، أصابته
دعوة سعد.وحينما اشتد خطر الفرس على حدود الدولة الإسلامية أرسل إليهم
الخليفة
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جيشًا بقيادة سعد بن أبي وقاص، ليقابلهم
سعد في معركة القادسية، واشتد حصار المسلمين على الفرس وأعوانهم، حتى قتل
الكثير منهم، وعلى رأسهم القائد رستم، ودب الرعب في باقي جنود الفرس، فكان
النصر العظيم للمسلمين يوم القادسية
موقعة المدائن
كانت موقعة المدائن, بعد موقعة القادسية بقرابة عامين, جرت خلالهما
مناوشات مستمرة بين الفرس والمسلمين, وقد استطاع سعد هزيمة الفرس بقيادة
الجيش لعبور نهر دجلة وجهز كتيبتين، الأولى: واسمها كتيبة الأهوال
والثانية: اسمها الكتيبة الخرساء وقد نجحا في العبور وهزيمة الفرس.الستة
أصحاب الشورى
عندما حضرت عمر الوفاة بعد أن طعنه المجوسي جعل الأمر من بعده إلى الستة
الذين مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو عنهم راض وأحدهم سعد بن أبي
وقاص، وقال عمر إن وليها سعد فذاك، وإن وليها غيره فليستعن بسعد رضي الله
عنه
وحدثت الفتنة آخر أيام الإمام علي -رضي الله عنه- فكان سعد بعيدًا عنهم؛
واعتزلها، وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا إليه شيئًا من أخبارها.
وعندما جاءه ابنه عامر يطلب منه أن يقاتل المتحاربين ويطلب الخلافة
لنفسه، قال سعد في شفافية المسلم الصادق: أي بني، أفي الفتنة تأمرني أن
أكون رأسًا؟ لا والله حتى أعطي سيفًا، إن ضربت به مسلمًا نبا عنه (أي لم
يصبه بأذى)، وإن ضربت به كافرًا قتله، ولقد سمعت رسول الله ( يقول: "إن
الله يحب الغني الخفي التقي" [أحمد ومسلم].
وفي سنة (55هـ) أوصى سعد أهله أن يكفوه في ثوب قديم، كان عنده، وياله من
ثوب يشرف به أعظم أهل الأرض، قال لهم: لقد لقيت المشركين فيه يوم بدر،
ولقد ادخرته لهذا اليوم.
وتوفي رحمة الله عليه بالعقيق، فحمل على الأعناق إلى المدينة، ودفن بها
ليكون آخر من مات من العشرة المبشرين بالجنة وآخر من مات من المهاجرين
-رضي الله عنهم-.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:18 am

الحلقة الثامنة
مستجاب الدعوة
سعيد بن زيد

سعيد بن زيد عمرو بن نُفَيل بن عبد العُزّى بن رياح بن قُرط بن رَزاح بن
عدي بن كعب بن لؤي، القُرشي العَدَويُّ-رضي الله عنه- أحد العشرة
المبشرين بالجنة، وقد نشأ سعيد في بيت لم يكن الإيمان غريبًا على أهله،
فأبوه زيد بن عمرو بن نفيل الذي ترك عبادة الأصنام، وأسرع إلى عبادة الله
على دين إبراهيم، وكن يسند رأسه على الكعبة، ويقول: يا معشر قريش، والله
ما فيكم أحد على دين إبراهيم غيري. وزيد هذا هو ابن عم أمير المؤمنين عمر
بن الخطاب، وكان على دين إبراهيم. أمه: فاطمة بنت نعجة بن مليح
الخزاعية. وخزاعة هذا هو ابن ربيعة بن عمرو مزيقياء بن عامر بن حارثة بن
امرؤ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن مالك بن كهلان بن قحطان.
و أسلم قبل أن يدخل الرسول دار الأرقم.وامرأة سعيد هي ابنة عمه فاطمة أخت
عمر بن الخطاب، وأخته عاتكة زوجة عمر.وقد تحمل زيد وزوجته الكثير من
الإيذاء في سبيل الله، وكانا سببًا في إسلام عمر بن الخطاب، حين هجم
عليهما في البيت وهما يقرآن القرآن مع خباب بن الأرت، فأخذ منهما الصحيفة،
وقرأ ما فيها، فشرح الله صدره، وأعلن إسلامه.
وهاجر سعيد إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة وآخى الرسول ( بينه وبين أبي بن كعب -رضي الله عنهما-.
وبعثه الرسول ( مع طلحة بن عبيد الله؛ ليتحسَّسا أخبار عير قريش التي رجعت
من التجارة، وفي أثناء قيامهما بهذه المهمة حدثت غزوة بدر التي انتصر
فيها المسلمون، ورجع سعيد وطلحة فأعطاهما الرسول ( نصيبهما من الغنائم.
وعرف سعيد بالشجاعة والقوة، واشترك في الغزوات كلها.
كان محبوباً من النبي. وظل يجاهد مع النبي حتى لحق النبي بالرفيق الأعلى
فواصل جهاده مع الخلفاء الراشدين حتى وافته المنية في عهد معاوية بن أبي
سفيان ولما دانت دمشق بالولاء للمسلمين جعل أبو عبيدة بن الجراح قائد جيوش
المسلمين والياً عليها. فكان أول من ولي إمرة دمشق من المسلمين. غير أنه
كان زاهداً في الحكم كما هو زاهد في المال. فكتب إلى أبي عبيدة وهو في
الأردن يعتذر عن عدم الاستمرار في المنصب ويطلب اللحاق به للجهاد. فلما
بلغ الكتاب أبا عبيدة استجاب لرغبته
وكان -رضي الله عنه- مستجاب الدعوة، فقد روي أن أروى بنت أويس ادعت كذبًا
أنه أخذ منها أرضًا، وذهبت إلى مروان بن الحكم والى المدينة آنذاك،
واشتكت له، فأرسل مروان إلى سعيد، وقال له: إن هذه المرأة تدعى أنك أخذت
أرضًا، فقال سعيد: كيف أظلمها وقد سمعت رسول الله ( يقول: "من ظلم قيد شبر
طوقه من سبع أراضين" [متفق عليه]، فقال مروان: إذن فعليك باليمين، فقال
سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها، وتجعل قبرها في بئر،
ثم ترك لها الأرض التي زعمت أنها ملكها.
وبعد زمن قليل، عميت أروى فكانت تقودها جارية لها، وفي ليلة قامت ولم
توقظ الجارية، وأخذت تمشي في الدار فوقعت في بئر كانت في دارها، فماتت
فأصبحت هذه البئر قبرها.
وكان سعيد مطاعًا بين الناس، يحبهم ويحبونه، وحينما حدثت الفتنة بين
المسلمين، لم يشارك فيها، وبقي مداومًا على طاعة الله وعبادته حتى توفي
سنة (51هـ) أو (52هـ) ودفن بالمدينة المنورة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:46 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  941194301

الحلقة التاسعة

أبي عبيدة أمين هذه الأمة



هو عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي ويكنى بأبي عبيدة أمين هذه
الأمة (أمة الإسلام).-رضي الله عنه-، أحد العشرة المبشرين بالجنة


أبوه: عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهَيْب بن ضَبّة بن الحارث بن فهر
بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة عامر بن إلياس بن مضر بن
نزار بن معد بن عدنان.


أمه: أمَيْمة بنت عثمان بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن
وديعة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة عامر
بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.



أحد السابقين الأولين إلى الإسلام أسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام
الأولى للإسلام. هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية. وقال عنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن
الجرّاح»


وكان من أحب الناس إلى الرسول (، فقد سئلت عائشة -رضي الله عنها-: أي
أصحاب رسول الله ( كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر. قيل: ثم من؟ قالت: عمر.
قيل ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح.

وقد
حدث أن بعثه النبي ( أميرًا على سرية سيف البحر، وكانوا ثلاثمائة رجل فقل
ما معهم من طعام، فكان نصيب الواحد منهم تمرة في اليوم ثم اتجهوا إلى
البحر، فوجدوا الأمواج قد ألقت حوتًا عظيمًا، يقال له العنبر، فقال أبو
عبيدة: ميتة، ثم قال: لا، نحن رسل رسول الله وفي سبيل الله، فكلوا، فأكلوا
منه ثمانية عشر يومًا. [متفق عليه].كما كان أحد القادة الأربعة الذين
اختارهم أبو بكر لفتح الشام وهم: يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمرو
بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح. عينه عمر بن الخطاب قائدا عاما على جيوش
الشام.


شارك في معركة اليرموك وقد أمره الخليفة عمر بن الخطاب على الجيش بدلا من
خالد بن الوليد ولكنه أخفى أمر الأمارة عن خالد إلى أن انتهى خالد من
المعركة محرزا النصر ثم أعلمه بأمر عمر فسأله خالد: «يرحمك الله أباعبيدة،
ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب؟» فأجاب أبوعبيدة: «إني كرهت أن أكسر
عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله أخوة».



قال عنه عمر بن الخطاب وهو يجود بأنفاسه: «لو كان أبو عبيدة بن الجراح
حيا لاستخلفته فإن سألني ربي عنه قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله».
وقال عنه: «لو كنت متمنيا ما تمنيت إلا بيتا مملوءا برجال من أمثال أبي
عبيدة».


وكان أبو عبيدة -رضي الله عنه- كثير العبادة يعيش حياة القناعة والزهد،
وقد دخل عليه عمر -رضي الله عنه- وهو أمير على الشام، فلم يجد في بيته إلا
سيفه وترسه ورحله، فقال له عمر: لو اتخذت متاعًا (أو قال: شيئًا) فقال
أبو عبيدة:

يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلِّغنا المقيل (سيكفينا). [عبد الرازق وأبو نعيم].

وقد أرسل إليه عمر أربعمائة دينار مع غلامه، وقال للغلام: اذهب بها إلى
أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- ثم انتظر في البيت ساعة حتى ترى ما
يصنع، فذهب بها الغلام إليه، فقال لأبي عبيدة: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل
هذه في بعض حاجتك. فقال أبو عبيدة: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا
جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة
إلى فلان حتى أنفذها. [ابن سعد].

من أشهر ما قال أبو عبيدة بن الجراح خطبته في أهل الشام وهو أميرهم:
«يا أيها الناس إني مسلم من قريش وما منكم من أحد، أحمر، ولا أسود، يفضلني بتقوى إلا وددت أني في إهابه»


وكان يقول: ألا رب مبيض لثيابه، مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها
مهين! بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات. [أبو نعيم وابن عبد
البر].



وفي سنة (18) هـ أرسل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جيشًا إلى الأردن
بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، ونزل الجيش في عمواس بالأردن، فانتشر بها مرض
الطاعون أثناء وجود الجيش وعلم بذلك عمر، فكتب إلى أبي عبيدة يقول له:
إنه قد عرضت لي حاجة، ولا غني بي عنك فيها، فعجل إلي.


فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب عرف أن أمير المؤمنين يريد إنقاذه من الطاعون،
فتذكر قول النبي (: "الطاعون شهادة لكل مسلم" [متفق عليه]. فكتب إلى عمر
يقول له: إني قد عرفت حاجتك فحللني من عزيمتك، فإني في جند من أجناد
المسلمين، لا أرغب بنفسي عنهم. فلما قرأ عمر الكتاب، بكى، فقيل له: مات أبو
عبيدة؟! قال: لا، وكأن قد (أي: وكأنه مات). [الحاكم].


فكتب أمير المؤمنين إليه مرة ثانية يأمره بأن يخرج من عمواس إلى منطقة
الجابية حتى لا يهلك الجيش كله، فذهب أبو عبيدة بالجيش حيث أمره أمير
المؤمنين، ومرض بالطاعون، فأوصى بإمارة الجيش إلى معاذ بن جبل، ثم توفي
-رضي الله عنه- وعمره (58) سنة، وصلى عليه معاذ بن جبل، ودفن ببيسان
بالشام. وقد روي أبو عبيدة -رضي الله عنه- أربعة عشر حديثًا عن النبي (.

مات بطاعون عمواس ودفن في قرية صغيرة حملت اسمه بالغور في الأردن وكان عمره 58
[الترمذي وابن ماجة]


ولما جاء وفد نجران من اليمن إلى الرسول (، طلبوا منه أن يرسل معهم رجلا
أمينا يعلمهم، فقال لهم: "لأبعثن معكم رجلا أمينا، حق أمين"، فتمنى كل
واحد من الصحابة أن يكون هو، ولكن النبي ( اختار أبا عبيدة، فقال: "قم يا
أبا عبيدة" [البخاري].


وقد هاجر أبو عبيدة إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وفي المدينة آخى الرسول ( بينه وبين سعد بن معاذ -رضي الله عنهما-

ولم يتخلف أبو عبيدة عن غزوة غزاها النبي (، وكانت له مواقف عظيمة في
البطولة والتضحية، ففي غزوة بدر رأى أبو عبيدة أباه في صفوف المشركين
فابتعد عنه، بينما أصر أبوه على قتله، فلم يجد الابن مهربًا من التصدي
لأبيه، وتقابل السيفان، فوقع الأب المشرك قتيلا، بيد ابنه الذي آثر حب الله
ورسوله على حب أبيه، فنزل قوله تعالى: (( لا تجد قوما يؤمنون بالله
واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو
إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم
جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك
حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) [المجادلة: 22].


وفي غزوة أحد، نزع الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر (غطاء الرأس من
الحديد وله طرفان مدببان) في وجه النبي ( من ضربة أصابته، فانقلعت ثنيتاه،
فحسن ثغره بذهابهما. [الحاكم وابن سعد].



وكان أبو عبيدة على خبرة كبيرة بفنون الحرب، وحيل القتل لذا جعله الرسول (
قائدًا على كثير من السرايا، قاد غزوة الخبط عندما أرسله النبي محمد صلى
الله عليه وسلم أميرا على ثلاث مائة وبضعة عشرة مقاتلا ومعهم قليل من
الزاد وعندما نفد الزاد راحوا يتصيدون الخبط أي ورق الشجر فيسحقونه
ويسفونه ويشربون عليه الماء لهذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:46 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  L6dfvrpaffai

الحلقة العاشره
عبد الرحمن بن عوف

عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي، الصحابي الشهير، وأحد العشرة المبشرين
بالجنة، ولد بعد عام الفيل بعشر سنين فهو أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم
بعشر سنين. وكان ابن عوف سيّد ماله ولم يكن عبده، ولقد بلغ من سعة عطائه
وعونه أنه كان يقال:"أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله، ثلث
يقرضهم، وثلث يقضي عنهم ديونهم، وثلث يصلهم ويعطيهم".
وأسلم قبل أن يدخل الرسول ( دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان أحد الثمانية
الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر
الصديق، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين اختارهم عمر
ليخلفوه في إمارة المؤمنين، وكان أغنى أغنياء الصحابة.
أغمي عليه ذات يوم ثم أفاق، فقال لمن حوله: أَغُشي عليَّ؟ قالوا: نعم،
قال: فإنه أتاني ملكان أو رجلان فيهما فظاظة وغلظة، فانطلقا بي، ثم أتاني
رجلان أو ملكان هما أرق منهما، وأرحم فقالا: أين تريدان به؟ قالا: نحاكمه
إلى العزيز الأمين. فقال: خليا عنه، فإنه ممن كتبت له السعادة وهو في بطن
أمه.
[الحاكم].كان عبد الرحمن بن عوف من المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة ثم
هاجر إلى المدينة وآخى رسول الله ( بينه وبين سعد بن الربيع، فقال له سعد:
أخي، أنا أكثر أهل المدينة مالا، فانظر شطر (نصف) مالي فخذه، ولي
امرأتان، فانظر أيتهما أعجب إليك حتى أطلقها لك، فقال عبد الرحمن بن عوف:
بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق. فدلوه على السوق، فاشترى،
وباع، فربح كثيرًا.
وكان -رضي الله عنه- فارسًا شجاعًا، ومجاهدًا قويًّا، شهد بدرًا وأحدًا
والغزوات كلها مع رسول الله (، وقاتل يوم أحد حتى جرح واحدًا وعشرين جرحا،
وأصيبت رجله فكان يعرج عليها.
بعثه رسول الله ( إلى دومة الجندل، وعممه بيده الشريفة وسدلها بين كتفيه،
وقال له: "إذا فتح الله عليك فتزوج ابنة شريفهم". فقدم عبد الرحمن دومة
الجندل فدعاهم إلى الإسلام فرفضوا ثلاثًا، ثم أسلم الأصبع بن ثعلبة
الكلبي، وكان شريفهم فتزوج عبد الرحمن ابنته تماضر بنت الأصبع، فولدت له
أبا سلمة ابن عبد الرحمن. [ابن هشام]
وكان رسول الله ( يدعو له، ويقول: "اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة" [أحمد].
وكان -رضي الله عنه- تاجرًا ناجحًا، كثير المال، وكان عامة ماله من
التجارة، وعرف بكثرة الإنفاق في سبيل الله، أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدًا،
وتصدق بنصف ماله على عهد الرسول (.
وأوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأوصى لمن بقي من أهل بدر لكل رجل
أربعمائة دينار، وكانوا مائة فأخذوها، وأوصى بألف فرس في سبيل الله.
وكان ( يخاف على عبد الرحمن بن عوف من كثرة ماله، وكان يقول له:
"يا بن عوف، إنك من الأغنياء، ولن تدخل الجنة إلا زحفًا، فأقرض الله يطلق
لك قدميك"، فقال عبد الرحمن: فما أقرض يا رسول الله؟ فأرسل إليه رسول الله
( فقال: "أتاني جبريل، فقال لي: مره فليضف الضيف، وليعط في النائبة
والمصيبة، وليطعم المسكين" [الحاكم]، فكان عبد الرحمن يفعل ذلك.
وبرغم ما كان فيه ابن عوف -رضي الله عنه- من الثراء والنعم، فقد كان شديد الإيمان، محبا للخير، غير مقبل على الدنيا.
وذات يوم أتى بطعام ليفطر، وكان صائمًا فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير
مني، فكفن في بردته، إن غطى رأسه بدت (ظهرت) رجلاه، وإن غطى رجلاه بدا
رأسه، ثم قال: وقتل حمزة، وهو خير مني، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط،
وأعطينا منها ما أعطينا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي
حتى ترك الطعام.
وذات يوم، أحضر عبد الرحمن لبعض إخوانه طعامًا من خبز ولحم، ولما وضعت
القصعة بكى عبد الرحمن، فقالوا له: ما يبكيك يا أبا محمد؟ فقال: مات رسول
الله ( ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ولا أرانا أخرنا لما هو خير
لنا.
ولما تولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الخلافة سنة (13 هـ)، بعث عبد
الرحمن بن عوف على الحج، فحج بالناس، ولما طعن عمر -رضي الله عنه-، اختار
ستة من الصحابة ليختاروا من بينهم الخليفة، وكان عبد الرحمن بن عوف أحد
هؤلاء الستة وكان ذا رأي صائب، ومشورة عاقلة راشدة، فلما اجتمع الستة قال
لهم: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة نفر فتنازل كل من الزبير بن العوام وطلحة بن
عبيد الله وسعد بن أبي وقاص فبقي أمر الخلافة بين عبد الرحمن بن عوف،
وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب فقال عبد الرحمن: أيكم يتبرأ من الأمر
ويجعل الأمر إلي، ولكن الله على أن لا آلو (أقصر) عن أفضلكم وأخيركم
للمسلمين.
فقالوا: نعم. ثم اختار عبد الرحمن عثمان بن عفان للخلافة وبايعه فبايعه علي وسائر المسلمين.
وتوفي عبد الرحمن -رضي الله عنه- سنة (31هـ)، وقيل (32هـ) في خلافة عثمان بن عفان، ودفن بالبقيع.
توفي عبد الرحمن سنة ثلاث وثلاثين للهجرة في بلاد الشام، وصلى عليه أمير
المؤمنين الخليفة عثمان بن عفان، وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم
تخصّ به سواه، فعرضت عليه قبل وفاته أن يُدفن في حجرتها إلى جوار الرسول
وأبي بكر وعمر، لكنه استحى أن يرفع نفسه إلى هذا الجوار، وطلب دفنه بجوار
محمد عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن إلى جوار
صاحبه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:48 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  32150810150338400217602

الحلقة الحادية عشرة

زيد بن الحارثة


حِب رسول الله


( زيد بن حارثة إنه زيد بن حارثة -رضي الله عنه)

صحابي ومولى النبي محمد، كان قد تبناه قبل بعثته فكان يُدعى بـ زيد بن
محمد. أبوه الصحابي الجليل: حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس
بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن
رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافِ بن
قضاعة.

أمه: سعدى بنت ثعلبة بن عبد بن عامر من بني معن بن عتود بن عنين بن
سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن
زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

وكانت أمه سعدى بنت ثعلبة قد أخذته معها، وهو ابن ثمان سنوات، لزيارة
أهلها في بني مَعْن، ومكثت سُعدى في قومها ما شاء الله لها أن تمكث، وفوجئ
أهل معن بإحدى القبائل المعادية تهجم عليهم، وتنزل الهزيمة بهم، وتأخذ من
بين الأسرى زيدًا. وعادت الأم إلى زوجها وحيدة، فلم يكد يعرف حارثة الخبر
حتى سقط مغشيًا عليه، وحمل عصاه فوق ظهره، ومضى يجوب الديار، ويقطع
الصحارى، يسأل القبائل والقوافل عن ابنه وقرة عينه، حتى جاء موسم الحج
والتجارة، فالتقى رجال من قبيلة حارثة بزيد في مكة، ونقلوا له لوعة أبويه،
فقص عليهم زيد حكايته، وكيف هاجم بنو القَيْن قبيلة أمه واختطفوه، ثم
باعوه في سوق عكاظ لرجل من قريش اسمه حكيم بن حزام بن خويلد، فأعطاه لعمته
خديجة بنت خويلد التي وهبته لزوجها محمد بن عبد الله، فقبله وأعتقه، ثم
قال زيد للحجاج من قومه: أخبروا أبي أني هنا مع أكرم والد. فلما عاد القوم
أخبروا أباه، ولم يكد حارثة يعلم مكان ابنه حتى خرج هو وأخوه إلى مكة
فسألا عن محمد بن عبد الله، فقيل لهما: إنه في الكعبة -وكان النبي ( لم
يبعث بعد- فدخلا عليه فقالا: يا ابن عبد المطلب، يا ابن سيد قومه، أنتم
أهل حرم الله وجيرانه، تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا،
فامنن علينا، وأحسن في فدائه، فترك النبي ( لزيد حرية الاختيار، فقال
لهما: (ادعوا زيدًا، خيروه، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء، وإن اختارني
فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء). ففرح حارثة، وقال للنبي
(: لقد أنصفتنا، وزدتنا، وأحسنت إلينا، فلما جاء زيد سأله النبي (: (أتعرف
هؤلاء؟) قال زيد: نعم: هذا أبي، وهذا عمي، فقال الرسول ( لزيد: (فأنا
مَنْ قد علمت ورأيت، صحبتي لك، فاخترني أو اخترهما)، فقال زيد: ما أنا
بالذي أختار عليك أحدًا، أنت مني مكان الأب والعم. فدهش أبوه وعمه وقالا:
ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟! فقال
زيد: نعم، قد رأيت من هذا الرجل شيئًا ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا
أبدًا. فلما رأى الرسول ( ذلك فرح فرحًا شديدًا، ودمعت عيناه، وأخذ زيدًا
وخرج إلى حجر الكعبة حيث قريش مجتمعة، ونادى: (يا من حضر، اشهدوا أن زيدًا
ابني يرثني وأرثه) [ابن حجر]. فلما رأى أبوه وعمه ذلك طابت نفساهما. وصار
زيد لا يُعْرف في مكة كلها إلا بزيد بن محمد، فلما جاء الإسلام أسلم زيد،
وكان ثاني المسلمين، وأحبه الرسول حتى نزلت الآية الكريمة: (أدْعُوْهُمْ
لآبَائِهِمْ) [الأحزاب: 5]. فدعي يومئذ (زيد بن حارثة)، ونُسب بعد ذلك كل
من تبناه رجل من قريش إلى أبيه.يذكر لنا التاريخ أن النبي عندما رحل إلى
الطائف، كان برفقته زيد بن حارثة، وفي الطائف ضيق أهلها على النبي، ورموه
بالحجارة، وأدموا رجلاه الشريفتان، وكان زيد يقيه بنفسه حتى جرح في
رأسه.ولما أذن الرسول لأصحابه بالهجرة هاجر زيد إلى المدينة، وآخى الرسول
بينه وبين أسيد بن حضير وزوجه الرسول ( مولاته أم أيمن، فأنجبت له
أسامة بن زيد، ثم زوجه ( ابنة عمته زينب بنت جحش، ولكن لم تطب الحياة
بينهما، فذهب زيد إلى الرسول ( يشكوها، فأخبره النبي ( أن يمسك عليه زوجه،
ويصبر عليها. ولكن الله سبحانه أمر رسوله ( أن يطلق زينب من زيد،
ويتزوجها هو، وذلك لإبطال عادة التبني التي كانت منتشرة في الجاهلية، وكان
الابن بالتبني يعامل معاملة الابن الصلب، قال تعالى: {إذ تقول للذي أنعم
الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله ما
مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها
لكي لا يكون علي المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا ما قضوا منهن وطرًا
وكان أمر الله مفعولاً} [الأحزاب: 73]. ويكفي زيد فخرًا أن شرفه الله
تعالى بذكر اسمه في القرآن الكريم، وقد زوجه الرسول ( من أم كلثوم بنت
عقبة، وكان زيد فدائيًّا شجاعًا، ومن أحسن الرماة، واشترك في غزوة بدر،
وبايع النبي ( على الموت في أحد، وحضر الخندق، وصلح الحديبية، وفتح خيبر،
وغزوة حنين، وجعله النبي أميرًا على سبع سرايا


استشهد زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، في السنة الثامنة للهجرة

عندما أخذ الروم يغيرون على حدود الدولة الإسلامية، واتخذوا من الشام نقطة
انطلاق لهم؛ سيَّر الرسول جيشًا إلى أرض البلقاء بالشام، ووقف (
يُوَدِّعُ جيشه بعد أن أمر عليهم زيد بن حارثة، قائلاً إن أصيب زيد فجعفر
بن أبي طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة)_[ابن اسحاق].
وسار الجيش حتى نزل بجوار بلدة تسمى مؤتة، وتقابل جيش المسلمين مع جيش
الروم الذي كان عدده يزيد على مائتي ألف مقاتل، ودارت الحرب، واندفع زيد
في صفوف الأعداء، لا يبالي بعددهم ولا بعدتهم، ضاربًا بسيفه يمينًا
ويسارًا، حاملا الراية بيده الأخرى، فلما رأى الأعداء شجاعته طعنوه من
الخلف، فظل زيد حاملاً الراية حتى استشهد، فدعا له الرسول ( وقال:
(استغفروا لأخيكم، قد دخل الجنة وهو يسعى) [ابن سعد].
عندما بلغ رسول الله خبر استشهاد زيد بن حارثة، مع جعفر بن أبي طالب،
وعبد الله بن رواحة، قام وذكر شأنهم فبدأ بزيد ‎رضي الله عنه فقال: اللهم
اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد. وقال له الصحابه يارسول
الله مارأيناك تبكي شهيدا مثله فقال هو فراق الحبيب لحبيبه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:48 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  31337110150339127202602

الحلقة الثانية عشر
فتى مكة المدلل
أول سفير في الإسلام
مصعب بن عمير رضي الله عنه-
أو مصعب الخير


مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة
القرشي البدري، كان أعطر أهل مكة ولد في النعمة، وغذيّ بها يلبس من الثياب
أغلاها، يعرفه أهل مكة بعطره الذي يفوح منه دائمًا، وأبوه وأمه من أغنى
أغنياء مكة، وكانا يحبانه حبًّا شديدًا، فرغباته كلها منفذة، وطلباته كلها
مجابة. سمع مصعب ما سمعه أهل مكة من دعوة محمد ( التي ينادى فيها بعبادة
الله وحده، وترك عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، والمساواة بين الناس
والتحلي بمكارم الأخلاق، فتحركت نفسه، وتاقت جوارحه أن يتعرف على هذا
الدين الجديد، ولم يمض غير قليل حتى أسرع للقاء النبي ( في دار الأرقم بن
أبي الأرقم، وأعلن إسلامه. وكانت أمه خناس بنت مالك تتمتع بقوة شخصيتها،
وكان مصعب يهابها، ولم يكن حين أسلم يخشى شيئًا قدر خشيته من أن يتسرب خبر
إسلامه إلى أمه،فقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً،
وأخذ يتردد على النبي ( في دار الأرقم، يصلي معه ويستمع إلى آيات الله.
وذات يوم رآه عثمان بن طلحة وهو يصلي مع الرسول (، فذهب إلى أمه وأخبرها
بما رأى، فطار صوابها، وغضبت عليه هي وقومها غضبًا شديدًا، لكن الفتى
المؤمن وقف أمامهم يتلو عليهم القرآن في يقين وثبات، لعل الله يشرح به
قلوبهم، ولم يشأ الله هدايتهم بعد، فقرروا حبسه، وعذبوه، فصبر واحتسب ذلك
كله في سبيل الله. ومنعت أمه عنه الطعام ذات يوم، ورفضت أن يأكل طعامها من
هجر آلهتها ولو كان ابنها، وأخرجته من دارها، وهي تقول له: اذهب لشأنك لم
أعد لك أمًّا، ورغم كل هذا يقترب مصعب من أمه ويقول لها: يا أمه أني لك
ناصح، وعليك شفوق، فاشهدي أنه لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله.
فتجيبه غاضبة: قسمًا بالآلهة، لا أدخل في دينك، فيزري برأيي ويضعف عقلي.
وعندما سمع مصعب بخروج بعض المؤمنين مهاجرين إلى الحبشة هاجر معهم، ثم عاد
إلى مكة مع الذين عادوا إليها، فرآه قومه بعد رجوعه فرقت قلوبهم، وكفوا
عن تعذيبه، وبعد بيعتي العقبة الأولى والثانية جاء إلى النبي ( من آمن من
الأنصار، وطلبوا منه أن يرسل معهم من يقرئهم القرآن ويعلمهم أمور دينهم،
فاختار الرسول ( مصعبًا ليكون أول سفير له خارج مكة، وأول مهاجر إلى
المدينة المنورة. فترك مصعب مكة للمرة الثانية طاعة لله ولرسوله (، وحمل
أمانة الدعوة إلى الله مستعينًا بما أنعم الله عليه من عقل راجح، وخلق
كريم، وأعجب أهل المدينة بزهده وإخلاصه فدخلوا في دين الله، وكان مصعب
يدعو الناس إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، فأسلم على يديه سادة
أهل المدينة، مثل: أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ.كان مصعب يقدر المسؤولية
التي أنيطت به ويعلم أنه يجب عليه أن ينهي مهامّه خلال سنة حتى يوافي رسول
الله في الموسم القادم ومعه فلول الأوس والخزرج لكي تبايعه على نصرة
الإسلام فعليه أن يجتهد في الدعوة وأن لا يهنأ بطعام ولا يغمض له جفن حتى
يدخل الناس في دين الله أفواجا, وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة, كان
مسلمو المدينة يرسلون إلى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم، وكان
عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة، جاءوا تحت قيادة مصعب بن عميروتجيء غزوة
أحد، ويختار الرسول ( مصعبًا ليحمل اللواء. ونشبت معركة رهيبة واحتدم
القتال، وكان النصر أول الأمر للمسلمين، ولكن سرعان ما تحول النصر إلى
هزيمة لما خالف الرماة أمر رسول الله (، ونزلوا من فوق الجبل يجمعون
الغنائم، وأخذ المشركون يقتلون المسلمين، وبدأت صفوف المسلمين تتمزق. وركز
أعداء الإسلام على الرسول ( وأخذوا يتعقبونه، فأدرك مصعب هذا الخطر، وصاح
مكبرًا، ومضى يجول ويصول، وهمه أن يلفت أنظار الأعداء إليه؛ ليشغلهم عن
رسول الله (، وتجمع حوله الأعداء، فضرب أحدهم يده اليمنى فقطعها، فحمل
مصعب اللواء بيده اليسرى، فضرب يده اليسرى فقطعها، فضم مصعب اللواء إلى
صدره بعضديه، وهو يقول: وما محمد إلا رسول الله قد خلت من قبله الرسل،
فضربه أعداء الله ضربة ثالثة فقتلوه، واستشهد مصعب. وبعد انتهاء المعركة
جاء الرسول ( وأصحابه يتفقدون أرض المعركة، ويودِّعون شهداءها، وعند جثمان
مصعب سالت الدموع وفيرة غزيرة، ولم يجدوا شيئًا يكفنونه فيه إلا ثوبه
القصير، إذا غطوا به رأسه انكشفت رجلاه، وإذا وضعوه على رجليه ظهرت رأسه،
فقال النبي (: (غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر (نبات له رائحة
طيبة)) [البخاري].وقف الرسول عند مصعب بن عمير وقال: {من المؤمنين رجال
صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا
تبديلا} [الأحزاب: 32]،ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن بها وقال
لقد رأيتك بمكة، وما بها أرق حلة ولا أحسن لمّة منك. ثم ها أنتذا شعث
الرأس في بردة. وقال الرسول ( وهو ينظر إلى شهداء أحد: (أشهد أن هؤلاء
شهداء عند الله يوم القيامة، فوالذي نفسي بيده لا يسلِّم عليهم أحد إلى
يوم القيامة إلا ردوا عليه) [الحاكم والبيهقي].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:49 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  38017710150346110472602

الحلقة الثالثة عشر
مؤذن الرسول بلال بن رباح


بلال بن رباحة الحبشي،أبو عبد الله، صحابي جليل كان عبدا من عبيد قريش
أعلن إسلامه فعذبه سيده أمية بن خلف فابتاعه أبو بكر الصديق وأعتقه، اشتهر
بصبره على التعذيب وقولته أحد أحد، كان صوته جميلا فكلفه الرسول بمهمة
الأذان.الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول، الكث الشعر، لم يكن
يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه، الا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول
وعبراته على وجنتيه تسيل:انما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا.
ذهب يوما يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما:أنا بلال وهذا أخي،
عبدان من الحبشة، كنا ضالين فهدانا الله، وكنا عبدين فأعتقنا الله، ان
تزوجونا فالحمد لله، وان تمنعونا فالله أكبر.
نه بلال بن رباح الحبشي -رضي الله عنه-، وكان بلال قد بدأ يسمع عن الرسول
الذي جاء بدين جديد، يدعو إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، ويحث
على المساواة بين البشر، ويأمر بمكارم الأخلاق، وبدأ يصغي إلى أحاديث
زعماء قريش وهم يتحدثون عن محمد. سمعهم وهم يتحدثون عن أمانته، ووفائه،
وعن رجولته، ورجاحة عقله، سمعهم وهم يقولون: ما كان محمد يومًا كاذبًا،
ولا ساحرًا، ولا مجنونًا، وأخيرًا سمعهم وهم يتحدثون عن أسباب عداوتهم
لمحمد (.
فذهب بلال إلى رسول الله ( ليسلم لله رب العالمين،
دخل بلال يوماً الكعبة وقريش في ظهرها لا يعلم، فالتفتَ فلم يرَ أحداً،
أتى الأصنام وجعل يبصُقُ عليها ويقول:(خابَ وخسرَ من عبدكُنّ) فطلبته قريش
فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جُدعان فاختفى فيها، ونادَوْا عبد
الله بن جدعان فخرج فقالوا: أصبوتَ ؟! قال: ومثلي يُقال له هذا؟! فعليَّ
نحرُ مئة ناقةٍ للاَّتِ والعُزّى قالوا: فإنّ أسْوَدَك صنَع كذا وكذا.

فدعا به فالتمسوه فوجدوه، فأتوهُ به فلم يعرفه، فدعا راعي ماله وغنمه
فقال: من هذا؟ ألم آمُرْك أن لا يبقى بها أحد من مولّديها إلا أخرجته؟)
فقال: كان يرعى غنمك، ولم يكن أحد يعرفها غيره فقال لأبي جهل وأمية بن
خلف: شأنكما به فهو لكما، اصنَعا به ما أحببتُما وتجثم شياطين الأرض فوق
صدر أمية بن خلف الذي رأى في إسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم بالخزي
والعار، ويقول أمية لنفسه: ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها إسلام
هذا العبد الآبق !!
وأخذ يعذب بلالا بنفسه؛ لقد كانوا يخرجون به إلى الصحراء في وقت
الظهيرة، ذلك الوقت التي تصير فيه الصحراء كأنها قطعة من نار، ثم يطرحونه
عاريًا على الرمال الملتهبة، ويأتون بالحجارة الكبيرة، ويضعونها فوق جسده،
ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم، ويظل بلال صابرًا مصممًا على التمسك
بدينه، فيقول له أمية بن خلف: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد، وتعبد
اللات والعزى، فيقول بلال: أحد.. أحد!!
لقد هانت على بلال نفسه بعدما ذاق طعم الإيمان، فلم يعد يهتم بما يحدث له
في سبيل الله، ثم أمر زعماء قريش صبيانهم أن يطوفوا به في شعاب مكة
وشوارعها ليكون عبرة لمن تحدثه نفسه أن يتبع محمدًا، وبلال لا ينطق إلا
كلمة واحدة، هي: أحد.. أحد، فيغتاظ أمية ويتفجر غمًّا وحزنًا، ويزداد
عذابه لبلال.
وذات يوم، كان أمية بن خلف يضرب بلالاً بالسوط، فمرَّ عليه أبو بكر
الصديق -رضي الله عنه-، فقال له: يا أمية ألا تتقي الله في هذا المسكين؟
إلى متى ستظل تعذبه هكذا؟ فقال أمية لأبي بكر: أنت أفسدته فأنقذه مما ترى،
وواصل أمية ضربه لبلال، وقد يئس منه، فطلب أبو بكر شراءه، وأعطى أمية
ثلاث أواق من الذهب نظير أن يترك بلالا، فقال أمية لأبي بكر الصديق:
فواللات والعزى، لو أبيت إلا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها، فقال أبو
بكر: والله لو أبيت أنت إلا مائة أوقية لدفعتها، وانطلق أبو بكر ببلال
إلى رسول الله يبشره بتحريره.
و بعد هجرة الرسول والمسلمين إلى المدينة، آخى الرسول صلى الله عليه
وسلم—بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشرع الرسول صلى الله عليه وسلم
للصلاة آذانها، واختار بلال ليكون أول مؤذن للإسلام.
غزوة بدر وينشب القتال بين المسلمين وجيش قريش وبلال هناك يصول ويجول في
أول غزوة يخوضها الإسلام، غزوة بدر، تلك الغزوة التي أمر الرسول أن يكون
شعارها (أحد أحد) وبينما المعركة تقترب من نهايتها، لمح أمية بن خلف عبد
الرحمن بن عوف صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - فاحتمى به وطلب اليه
أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته فلمحه بلال فصاح قائلا: رأس الكفر،
أمية بن خلف لا نجوت إن نجا، ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي طالما أثقله
الغرور والكبر فصاح به عبد الرحمن بن عوف: أي بلال انه أسيري، ورأى بلال
أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين فصاح بأعلى صوته في
المسلمين: يا أنصار الله، رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا وأقبلت
كوكبة من المسلمين وأحاطت بأمية وابنه، ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن
يصنع شيئا، وألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت السيوف نظرة طويلة ثم
هرول عنه مسرعا وصوته يصيح:أحد أحد.
قال رسول الله: إني دخلتُ الجنة، فسمعت خشفةً بين يديّ، فقلتُ: يا جبريل
ما هذه الخشفة؟ قال: بلال يمشي أمامك وقد سأل الرسول بلالاً بأرْجى عمل
عمله في الإسلام فقال: لا أتطهّرُ إلا إذا صليت بذلك الطهور ما كتِبَ لي
أن أصلّيَ كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام-: اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة:
إلى علي، وعمّار وبلال.

وقال الرسول : إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة رفقاء نُجباء
وزراء، وإني أعطيتُ أربعة عشر: علي وحمزة وجعفر والحسن والحسين، وأبو بكر
وعمر والمقداد وحذيفة وسلمان وعمار وبلال وابن مسعود وأبو ذر.

وقد دخل بلال على رسول الله وهو يتغدّى فقال رسول الله: الغداءَ يا بلال
فقال: إني صائم يا رسول الله فقال الرسول: نأكلُ رِزْقَنَا، وفضل رزقِ
بلال في الجنة، أشعرتَ يا بلال أنّ الصائم تُسبّح عظامُهُ، وتستغفر له
الملائكة ما أكِلَ عنده
وذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، ونهض بأمر المسلمين من
بعده أبو بكر الصديق، وذهب بلال إلى الخليفة يقول له: يا خليفة رسول
الله، إني سمعت رسول الله يقول: أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله قال
له أبو بكر: فما تشاء يا بلال؟ قال: أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت
قال أبو بكر: ومن يؤذن لنا؟ قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع: اني لا أؤذن
لأحد بعد رسول الله قال أبو بكر: بل ابق وأذن لنا يا بلال قال بلال: ان
كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما
أعتقتني له قال أبو بكر: بل أعتقتك لله يا بلال ويختلف الرواة في أنه سافر
إلى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا، ويروي بعضهم أنه قبل رجاء أبي بكر
وبقي في المدينة فلما قبض وولى الخلافة عمر، استأذنه وخرج إلى الشام.
وكان آخر آذان له يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما زار الشام
عمر بن الخطاب توسل المسلمون إليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة
واحدة، ودعا عمر بن الخطاب بلالا، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها،
وصعد بلال وأذن فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم
وبلال يؤذن، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا، وكان عمر أشدهم بكاءً.
توفي بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد ودفن تحت ثرى دمشق سنة
عشرين للهجرة، ويوجد قبر ومدفن ومقام للصحابي الجليل بلال بن رباح في
دمشق. كما انه في المملكة الأردنية الهاشمية يوجد ضريح له في حي الفقراء
في منطقة وادي السير. حينما أتى بلالا الموت، قالت زوجته : وا حزناه فكشف
الغطاء عن وجهه وهو في سكرات الموت وقال : لا تقولي واحزناه، وقولي وا
فرحاه ثم قال : غدا نلقى الأحبة، محمدا وصحبه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:49 am


الحلقة الرابعة عشر
الطيب المطيب
عمار بن ياسر رضي الله عنه-


كان هو وأبوه ياسر وأمه سمية بنت خياط من أوائل الذين دخلوا في الإسلام،
وكان أبوه قد قدم من اليمن، واستقر بمكة، ولما علم المشركون بإسلام هذه
الأسرة أخذوهم وعذبوهم عذابًا شديدًا، فمر عليهم الرسول ( وقال لهم:
(صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة) [الطبراني والحاكم].يعتبر عمار من
المسلمين الأوائل، الذين أسلموا بدار الأرقم، التي سميت باسم «دار
الإسلام». وقد سار عمار إلى تلك الدار بعد فترة وجيزة من سماعه بخبر النبي
ونبوته، حيث أسلم، ورجع إلى بيته فأسلم من بعده أبوه ياسر وأمه سمية
وأخوه عبد الله. أدى إسلام أسرة عمار إلى سخط حلفائها من بني مخزوم، فثارت
ثائرتهم ونقموا على الأسرة المسلمة
والظاهر أن قريشا أرادت من تعذيب تلك الأسرة المؤمنة تخويف وردع المسلمين
الأوائل وخاصة المستضعفين منهم، الذين لا يملكون عشائر في مكة... وقد
كثرت الروايات حول فنون عذاب المخزومين لأسرة ياسر، التي صمدت وصبرت حتى
جاء أبو جهل إلى سمية وطعنها في قلبها وهي تأبى إلاّ الإسلام، وقتلوا
زوجها ياسراً فكانا أول شهيدين في الإسلام.
أمّا عمّار فقد بلغ به العذاب إلى درجة لا يدري ما يقول، ولا يعي ما
يتكلّم، وروي أنّه قال للرسول : لقد بلغ منّا العذاب كل مبلغ. فقال الرسول
: صبراً أبا اليقظان، اللهم لا تعذّب أحداً من آل عمار بالنار.ويقال أن
الرسول كان يمر بهم فيدعو بقوله: صبراً آل ياسر موعدكم الجنة.وقد لوحظت
آثار النار واضحة على ظهر عمّار حتى أواخر حياته.
وروي أن عمّار جاء،أن أفرجت عنه قريش، إلى النبي ، فسأله : ما وراءك؟. قال
عمّار: شرّ يا رسول الله، ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. فقال :
كيف تجد قلبك؟ قال عمّار: مطمئناً بالإيمان. قال النبي : فإن عادوا فعد.
ثم نزل :( مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ
وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ) لتقرّ هذا اللون وتمضي ما فعله
عمار أمام أعدائه،
منذ تلك اللحظة سار عمّار على طريق الجهاد والثبات مع رسول الله ، فهاجر
الهجرتين وصلى القبلتين، وشهد بدراً وأحداً وبيعة الرضوان وجميع المشاهد
مع رسول الله وأبلي بلاء حسناً وهو في كل الوقائع من المقدمين في الجيش.
وذات يوم استأذن عمار -رضي الله عنه- الرسول ( ليدخل فقال (: (من هذا؟)
قال: عمار، فقال (: (مرحبًا بالطيب المطيب) [الترمذي والحاكم].
وذات يوم حدث بين عمار وخالد بن الوليد كلام، فأغلظ خالد لعمار، فشكاه
إلى النبي (، فقال (: (من عادى عمارًا عاداه الله، ومن أبغض عمارًا أبغضه
الله) [النسائي وأحمد]، فخرج خالد من عند الرسول ( وما من شيء أحب إليه من
رضا عمار، وكلمه حتى رضي عنه.
وقال النبي (: (إن عمارًا مُلئ إيمانًا إلى مشاشه (أي إلى آخر جزء فيه))
[النسائي والحاكم]. وأمر النبي ( المسلمين أن يتبعوا عمارًا ويقتدوا به،
فقال (: (اقتدوا باللذين من بعدى أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا
بعهد ابن أم عبد (عبد الله ابن مسعود)) [أحمد].
وجاء رجل إلى ابن مسعود فقال: إن الله قد أمننا من أن يظلمنا، ولم يؤمنا
من أن يفتنا، أرأيت إن أدركت الفتنة؟ قال: عليك بكتاب الله، قال: أرأيت إن
كان كلهم يدعو إلى كتاب الله؟ قال: سمعت رسول الله ( يقول: (إذا اختلف
الناس كان ابن سمية (عمار) مع الحق) [الحاكم].
وبعد وفاة النبي (، اشترك عمار مع الصديق أبي بكر -رضي الله عنه- في محاربة المرتدين، وأظهر شجاعة فائقة في معركة اليمامة حتى قال
ابن عمر -رضي الله عنه- في شجاعته: رأيت عمار بن ياسر -رضي الله عنه- يوم
اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟! أنا
عمار بن ياسر، أمن الجنة تفرون؟! أنا عمار بن ياسر، هلمَّ إليَّ، وأنا
أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب (تتحرك) وهو يقاتل أشد القتال.
وبعد أن تولى عمر بن الخطاب الخلافة، ولى عمارًا على الكوفة ومعه
عبد الله بن مسعود وبعث بكتاب إلى أهلها يقول لهم فيه: أما بعد، فأني بعثت
إليكم عمار بن ياسر أميرًا وابن مسعود معلمًا ووزيرًا، وإنهما لمن
النجباء من أصحاب محمد (، من أهل بدر، فاسمعوا لهما وأطيعوا، واقتدوا
بهما.
وكان عمار متواضعًا زاهدًا سمحًا كريمًا فقد سبَّه رجل وعيَّره ذات مرة
بأذنه التي قطعت في سبيل الله، وقال له: أيها الأجدع، فقال لها عمار: خير
أذني سببت، فإنها أصيبت مع رسول الله (. وكان يقول: ثلاثة من كن فيه فقد
استكمل الإيمان: الإنفاق في الإقتار، والإنصاف من النفس، وبذل السلام
للعالم.
وفي يوم صفين كان عمار في جيش علي، وقبل بداية المعركة شعر عمار بالعطش،
فإذا بامرأة تأتيه وفي يدها إناء فيه لبن فشرب منه، وتذكر قول الرسول (
له: (آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن) [أحمد]، ثم قال في جموع
المقاتلين: الجنة تحت ظلال السيوف، والموت في أطراف الأسنة، وقد فتحت
أبواب الجنة، وتزينت الحور العين، اليوم ألقى الأحبة محمدًا وحزبه (أصحابه)
ثم تقدم للقتال فاستشهد سنة(37هـ)، وكان عمره آنذاك (93) سنة، وقد كان
لمقتله أثراً كبيراً أزال الشبهة عند كثير من الناس، وكان ذلك سبباً لرجوع
جماعة إلى أمير المؤمنين والتحاقهم به، ذلك أن الجميع يعلمون أن رسول قال:
ويح عمّار تقتله الفئة الباغية، يدعونهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار.
ودفنه الإمام عليُّ، وصلى عليه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:50 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  38264110150347214337602

الحلقة الخامسة عشر
سيد الشهداء
حمزة بن عبد المطلب

حمزة بن عبد المطلب (55 ق هـ ـ 3 هـ)،(567 م-624 م) هو حمزة بن عبد
المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب
بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن
نزار بن معد بن عدنان.[2]، وعبد المطلب هو جد رسول الله محمد ، وأمه من
سيدات بني زهرة : هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن
كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة
بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهالة هي عمة الصحابي الجليل
سعد بن أبي وقاص، وله من الأبناء يعلي، وأمامة، وسلمى، وفاطمة، وأمة
الله هو عم النبي محمد، وأخوه من الرضاعة أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب
وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير، وكان يكنى بأبي عمارة وكان حمزة
صديقًا لابن أخيه محمد ( قبل البعثة، حيث عاشا سويًّا، وتربيا معًا.
أسلم في السنة الثانية بعد البعثة النبوية، وقيل: في السنة السادسة بعد
دخول الرسول ( دار الأرقم؛ حيث كان حمزة -رضي الله عنه- في رحلة صيد،
ومرَّ أبو جهل على رسول الله ( عند الصفا فآذاه وسبه وشتمه، ورسول الله (
ساكت لا يتكلم ولا يرد عليه، وكانت خادمة لعبد الله بن جدعان تسمع ما يقول
أبو جهل.
فانتظرت حتى عاد حمزة من رحلته، وكان يمسك قوسه في يده، فقالت له
الخادمة: يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقى ابن أخيك محمد من أبي الحكم بن
هشام (أبي جهل)، وجده هاهنا جالسًا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما يكره، ثم
انصرف عنه، ولم يكلمه محمد (، فغضب حمزة، وأسرع نحو أبي جهل فوجده في جمع
من قريش، فضربه حمزة بالقوس في رأسه، وأصابه إصابة شديدة، ثم قال له:
أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول، فرد ذلك عليَّ إن استطعت؟ فقام جماعة
من بني مخزوم (قبيلة أبي جهل) إلى حمزة ليضربوه، فقال لهم أبو جهل: دعوا
أبا عمارة فأني والله قد سببت ابن أخيه سبًّا قبيحًا. [ابن هشام].
فلما أصبح ذهب إلى الكعبة، ثم توجه إلى الله بالدعاء أن يشرح صدره للحق؛
فاستجاب الله له، وملأ قلبه بنور اليقين والإيمان، فذهب حمزة إلى رسول
الله
( ليخبره بما كان من أمره، ففرح رسول الله ( بإسلامه فرحًا شديدًا ودعا
له.كان موصوف بالشجاعة والقوة والبأس حتي عرف أنه أعز فتى في قريش وأشدهم
شكيمة، وكان يُلقب بـ أسد الله وأسد رسوله وفي السنة السابعة من البعثة
شارك حمزة قومه بني هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شعب
أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، حتى خرجوا منه في السنة العاشرة من
البعثة، ولما أمر النبي المسلمين بالهجرة إلي المدينة المنورة، هاجر حمزة
مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي بوقت قصير، ونزل فيها علي أسعد بن زرارة
من بني النجار، وآخي الرسول بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله .كان
لحمزة أول لواء يعقد في الإسلام حينما بعثه الرسول في ثلاثين رجلا من
المهاجرين يعترض عيرا لقريش قد جاءت من الشام تريد مكة، وفيها أبو جهل في
300 رجل، فبلغوا ساحل البحر وإلتقي الجانبان ولم يقتتلوا، ولكن المسلمين
كانوا قد أثروا في معنويات قريش، إذ أنهم تخلوا عن القتال بالرغم من تفوق
المشركين عليهم تفوقا عدديا، وبهذه السرية بدأ فرض الحصار الاقتصادي علي
قريش بتهديد طريق مكة الشام الحيوي لتجارة قريش.

كما وشهد مع النبي غزوة ودان ( وودان قرية قريبة من الجحفة بين مكة
والمدينة المنورة )، وكان حاملا للواء الغزوة، وشهد أيضا غزوة بدر الكبرى
التي وقعت في رمضان سنة 2 هـ حيث اختاره الرسول مع عبيدة بن الحارث وعلي
بن أبي طالب لمبارزة فرسان كفار قريش: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة،
والوليد بن عتبة، فبارز حمزة شيبة وقتله وشارك الآخرين في قتل عتبة، كما
قتل عددا آخر من أبطال قريش منهم طعيمة بن عدي، وأبلي بلاء حسنا، وقاتل
بسيفين، وكان يعلم نفسه بريشة نعامة في صدره، وقال عنه أمية بن خلف أحد
سادة قريش قبل أن يقتله المسلمون: "ذلك فعل بنا الأفاعيل".
وأقسمت هند بنت عتبة أن تنتقم من حمزة ؛ لأنه قتل أباها عتبة وعمها
وأخاها في بدر، وكذلك أراد جبير بن مطعم أن ينتقم من حمزة لقتل عمه طعيمة
بن عدى
غزوة أحد واستشهاده
ولما كانت غزوة أحد والتحم الفريقان، يذكر قاتل حمزة وحشي بن حرب:
«كنت غلاما لجبير بن مطعم وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما
سارت قريش إلى أحد قال لي جبير: إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق، قال :
فخرجت مع الناس وكنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها
شيئا فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته في عرض الناس مثل
الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدا ما يقوم له شيء فوالله إني لأتهيأ له
أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى
فلما رآه حمزة قال: هلم إلي يا ابن مقطعة البظور، قال: فضربه ضربة كأن ما
أخط رأسه، قال: وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته
حتى خرجت من بين رجليه وذهب لينوء نحوي فغلب وتركته وإياها حتى مات ثم
أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى العسكر فقعدت فيه ولم يكن لي بغيره حاجة
وإنما قتلته لأعتق.
فلما رأته هند بنت عتبة بقرت بطنه ومثلت به، لأنه كان قد قتل أباها في
غزوة بدر، وسميت بآكلة الأكباد، لما كان يوم أحد جعلت هند بنت عتبة النساء
معها يجدعن أنوف المسلمين ويبقرن بطونهم ويقطعن الآذان إلا حنظلة فان
أباه كان من المشركين وبقرت هند عن بطن حمزة فأخرجت كبدة وجعلت تلوك كبده
ثم لفظته فقال النبي : لو دخل بطنها لم تدخل النار
وخرج الرسول يلتمس حمزة، فوجده ببطن الوادي ن قد بقر بطنه عن كبده ومثل
به، فحزن عليه النبي ، فلما رأى المسلمون حزن الرسول وغيظه على من فعل
بعمه ذلك قالوا: "والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم
مثلة لم يمثلها أحد من العرب"، وعن أبي هريرة قال: وقف رسول الله على حمزة
وقد قتل ومثل به فلم يرى منظرا كان أوجع لقلبه منه فقال: رحمك الله أي عم
فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات فوالله لئن أظفرني الله بالقوم
لأمثلن بسبعين منهم، قال فما برح حتى نزلت: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما
عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، فقال رسول الله : بل نصبر. وكفر
عن يمينه، ونهى عن المثلة، وكان يوم قتل ابن تسع وخمسين سنة ودفن هو وابن
أخته عبد الله بن جحش في قبر واحد»
وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : دخلت الجنة
البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة وإذا حمزة متكئ على سرير،
وعن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قتل حمزة بن عبد
المطلب عم رسول الله جنبا فقال رسول الله : غسلته الملائكة، وعن علي بن
أبي طالب قال: إن أفضل الخلق يوم يجمعهم الله الرسل وأفضل الناس بعد الرسل
الشهداء وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:50 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  31840610150347791462602

الحلقة السادسة عشر
شــهــــــيد اليـــمـــامـــــة ..
زيــد بن الــخطاب رضــي الله عنــه .


. زيد بن الخطّاب هو أخو عمر بن الخطّاب الأكبر والأسبق إلى الإسلام.أخيه
واستشهد قبله، آخى النبي الكريم بينه وبين معن بن عدي العجلاني، وظلا معاً
حتى استشهدا في معركة اليمامة، وكان إيمانه بالله ورسوله إيماناً قوياً،
شهد بدراً وأحداً والخندق وبيعة الرضوان ولم يتخلف عن رسول الله في غزوة
أو مشهد.

بعد وفاة رسول الله (صل الله عليه وسلم) ارتدت كثير من قبائل العرب، فرفع
أمير المؤمنين أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) لواء الجهاد في وجه
المرتدين حتى يعودوا إلى الإسلام، وكانت حرب اليمامة من أشد حروب الردة
التي دارت رحاها بين جيش المسلمين وجيوش مسيلمة الكذاب، وكاد المسلمون أن
ينهزموا بعد أن سقط منهم شهداء كثيرون، فلما رأى زيد ذلك، صعد على ربوة
وصاح في إخوانه: "أيها الناس.. عضوا على أضراسكم، واضربوا عدوكم، وامضوا
قدماً، ثم رفع بصره إلى السماء وقال: اللهم إني أعتذر إليك من فرار
أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة وأصحابه.

ثم نذر ألا يكلم أحداً حتى يقضي الله بين المسلمين وأعدائهم فيما هم فيه
مختلفون، ثم قال: والله لا أتكلم اليوم حتى يهزمهم الله أو ألقى الله،
فأكلمه بحجتي.

ثم أخذ سيفه، وقاتل قتالاً شديداً، وعمد إلى الرجَّال بن عنفوة قائد جيوش
مسيلمة وقتله، وكانت أمنيته أن يقتل هذا المرتد، وظل يضرب في أعداء الله
حتى رزقه الله الشهادة.

حزن المسلمون لاستشهاد زيد حزناً عظيماً، وكان أشدهم حزناً عليه أخوه عمر
قائلاً: "رحم الله زيداً سبقني إلى الحسنيين، أسلم قبلي، واستُشهد قبلي".
استًشهد زيد في معركة اليمامة سنة اثنتي عشرة هجرية.. رضي الله عنه وأرضاه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:52 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  39318510150348599342602
الحلقة السابعة عشر
صاحب دار الدعوة
الأرقم بن أبي الأرقم

كان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ويكنى أبا عبد
الله. قال ابن السكن، أمهُ (تماضر بنت حذيم السهمية) ويقال بنت عبد الحارث
الخزاعية، وكان سابع رجل يدخل في الإسلام، وقيل : كان الثاني عشر من
الذين أعلنوا إسلامهم. وفي الدار التي كان يمتلكها الأرقم على جبل الصفا،
كان النبي محمد يجتمع بأصحابهِ بعيداً عن أعين المشركين؛ ليعلمهم القرآن
وشرائع الإسلام، وفي هذه الدار أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين، وهاجر
الأرقم إلى المدينة، وفيها آخى رسول الله ( بينه وبين زيد بن سهل -رضي
الله عنهما-.
شهد الأرقم بدراً وما بعدها من المشاهد، ومات بالمدينة في سنة 55 هجرية، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص، وله بضع وثمانون سنة.
وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرًا وأحدًا والغزوات كلها، ولم يتخلف عن
الجهاد، وأعطاه رسول الله ( دارًا بالمدينة. وروى أن الأرقم -رضي الله عنه-
تجهز يومًا، وأراد الخروج إلى بيت المقدس، فلما فرغ من التجهيز والإعداد،
جاء إلى النبي ( يودعه، فقال له النبي (:
(ما يخرجك يا أبا عبد الله، أحاجة أم تجارة ؟) فقال له الأرقم: يا رسول
الله! بأبي أنت وأمى، أني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال له الرسول (:
(صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام) فجلس
الأرقم، وعاد إلى داره مطيعًا للنبي ( ومنفذًا لأوامره. [الحاكم].
وظل الأرقم يجاهد في سبيل الله، لا يبخل بماله ولا نفسه ولا وقته في سبيل
نصرة الإسلام والمسلمين حتى جاءه مرض الموت، ولما أحس -رضي الله عنه-
بقرب أجله في عهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أوصى بأن يصلي عليه
سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- ثم مات الأرقم وكان سعد غائبًا عن
المدينة آنذاك، فأراد مروان بن الحكم أمير المدينة أن يصلي عليه فرفض
عبيد الله بن الأرقم، فقال مروان: أيحبس صاحب رسول الله ( لرجل غائب؟
ورفض ابنه عبيد الله بن الأرقم أن يصلي عليه أحد غير سعد بن أبي وقاص،
وتبعه بنو مخزوم على ذلك، حتى جاء سعد، وصلى عليه، ودفن بالعقيق سنة
(55هـ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:52 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  31665710150349749682602
الحلقة الثامنه عشر

ذو الجناحين جعفر بن أبي طالب


ابن عم الرسول محمد بن عبد الله، الشقيق الأكبر لعلي بن أبي طالب. هاجر
الهجرتين، الحبشة والمدينة. هو الذي اقنع نجاشي الحبشة باستقبال المسلمين
المهاجرين. كان أحد القادة في معركة مؤتة حيث فَقَد فيها ذراعيه وقدميه،
ثم استشهد. فأخبر الرسول أن الله قد أبدله بدلاً منها بجناحين يطير بهما
في الجنة فسمّي بجعفر الطيار".
وقد أسلم جعفر قبل دخول النبي دار الأرقم، وأسلمت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عميس.الأذى والاضطهاد في شجاعة وثبات.
كان أشبه الناس خَلْقًا وخُلُقًا بالرسول (، كنَّاه الرسول
( بأبي المساكين ) يحب المساكين ويطعمهم ويقربهم منه، ويحدثهم ويحدثونه،
يقول عنه أبو هريرة: كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب. ويقول عنه
أيضًا: ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا وطئ التراب بعد رسول الله (
أفضل من جعفر بن أبي طالب.
ولما خاف الرسول ( على أصحابه اختار لهم الهجرة إلى الحبشة، وقال لهم:
(لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكًا لا يظلم عنده أحد)، فخرج جعفر
وأصحابه إلى الحبشة، فلما علمت قريش، أرسلت وراءهم عمرو بن العاص وعبد
الله بن أبي ربيعة -وكانا لم يسلما بعد-، وأرسلت معهما هدايا عظيمة إلى
النجاشي ملك الحبشة؛ أملا في أن يدفع إليهم جعفر وأصحابه فيرجعون بهم إلى
مكة مرة ثانية ليردوهم عن دين الإسلام.
ووقف رسولا قريش عمرو وعبد الله أمام النجاشي فقالا له: أيها الملك! إنه
قد ضوى (جاء) إلى بلادك غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك
(المسيحية)، بل جاءوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا
إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم، وأعمامهم، وعشائرهم لتردهم إليهم. فلما
انتهيا من كلامهما توجَّه النجاشي بوجهه ناحية المسلمين وسألهم: ما هذا
الدين الذي فارقتم فيه قومكم، واستغنيتم به عن ديننا؟
فقام جعفر وتحدث إلى الملك باسم الإسلام والمسلمين قائلاً: أيها الملك،
إنا كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش،
ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا
رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى عبادة الله
وحده، وخَلْعِ (ترك) ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا
بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم
والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، فصدقناه وآمنا
به، فعذبنا قومنا وفتنونا عن ديننا؛ ليردونا إلى عبادة الأوثان، فلما
ظلمونا، وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، ورغبنا
في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك.
استمع النجاشي إلى كلمات جعفر، فامتلأت نفسه روعة بها، ثم سأله: هل معك
شيء مما أنزل على رسولكم؟ قال جعفر: نعم، فقال النجاشي: فاقرأه علي. فقرأ
جعفر من سورة مريم، فبكى النجاشي، ثم توجه إلى عمرو وعبد الله وقال لهما:
إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة (يقصد أن مصدر القرآن
والإنجيل واحد). انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما.
فأخذ عمرو يفكر في حيلة جديدة، فذهب في اليوم التالي إلى الملك وقال له:
أيها الملك، إنهم ليقولون في عيسى قولاً عظيمًا، فاضطرب الأساقفة لما
سمعوا هذه العبارة وطالبوا بدعوة المسلمين، فقال النجاشي: ماذا تقولون عن
عيسى؟ فقال جعفر: نقول فيه ما جاءنا به نبينا (: هو عبد الله ورسوله،
وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه. عند ذلك أعلن النجاشي أن هذا هو ما
قاله عيسى عن نفسه، ثم قال للمسلمين: اذهبوا، فأنتم آمنون بأرضي، ومن سبكم
أو آذاكم فعليه ما يفعل، ثم رد إلى قريش هداياهم.
وعاد جعفر والمسلمون من الحبشة بعد فتح خيبر مباشرة، ففرح الرسول ( فرحًا
كبيرًا وعانقه وهو يقول: (ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحًا؛ أبقدوم جعفر أم
بفتح خيبر؟) [الحاكم]. وبنى له الرسول ( دارًا بجوار المسجد ليقيم فيها هو
وزوجته أسماء بنت عميس وأولادهما الثلاثة؛ محمد،
وعبد الله، وعوف، وآخى بينه وبين معاذ بن جبل -رضي الله عنهما-.في العام
الثامن من الهجرة، أرسل النبي جيشًا إلى الشام لقتال الروم، وجعل زيد بن
حارثة أميرًا على الجيش وقال: "عليكم بزيد بن حارثة، فإن أصيب زيد، فجعفر
بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة". ودارت معركة رهيبة بين
الفريقين عند مؤتة، وقتل زيد بن حارثة، فأخذ الراية جعفر، ومضى يقاتل في
شجاعة وإقدام وسط صفوف الروم.

وظل يقاتل حتى قطعت يمينه، فحمل الراية بشماله فقطعت هي الأخرى، فاحتضن
الراية بعضديه حتى استشهد، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، ويقول ابن عمر:
"كنت مع جعفر في غزوة مؤتة، فالتمسناه فوجدناه وبه بضع وتسعون جراحة، ما
بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، وعلم الرسول خبر استشهاده، فذهب إلى بيت ابن
عمه، وطلب أطفال جعفر وقبلهم، ودعا لأبيهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:53 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  39342310150351003082602
الحلقة التاسعة عشر
أول من جهر بالقرآن
عبد الله بن مسعود--



هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمس بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل
بن الحارس بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، الإمام
الحبر، فقيه الأمة، أبو عبد الرحمن الهذلي، حليف بني زهرة. صحابي جليل أحد
أوائل المهاجرين حيث هاجر الهجرتين وصلى على القبلتين، وأول من جهر
بقراءة القرآن. تولي قضاء الكوفة وبيت المال في خلافة عمر وصدر من خلافة
عثمان

إنه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، كان مولى لعقبة بن
أبي معيط، يرعى غنمه في شعاب مكة، فمرَّ عليه النبي ( ومعه الصديق -رضي
الله عنه- ذات يوم، فقال له النبي (: (يا غلام هل من لبن؟).
فقال عبد الله: نعم، ولكني مؤتمن، فقال له رسول الله (: (فهل من شاة حائل
لم ينـز عليها الفحل). فقال: نعم، ثم أعطاه شاة ليس في ضرعها لبن، فمسح
رسول الله ( ضرعها بيده الشريفة، وهو يتمتم ببعض الكلمات، فنزل اللبن بإذن
الله، فحلبه الرسول ( بيده في إناء، وشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال النبي (
للضرع: (اقلص)، فجف منه اللبن، فقال عبد الله في دهشة وتعجب: علمني من هذا
القول الذي قلته. فنظر إليه رسول الله ( في رفق ومسح على رأسه، وصدره
وقال له: (إنك غُليِّم معلم)، ثم تركه وانصرف. [أحمد].
سرت أنوار الهداية في عروق ابن مسعود، فعاد إلى سيده بالغنم، ثم أسرع إلى
مكة يبحث عن ذلك الرجل وصاحبه حتى وجده، وعرف أنه نبي مرسل، فأعلن
ابن مسعود إسلامه بين يديه، وكان بذلك سادس ستة يدخلون في الإسلام، وذات
يوم، اجتمع أصحاب النبي (، فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها
به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقام عبد الله، وقال: أنا. فقالوا له: إنا
نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه. قال:
دعوني، فإن الله سيمنعني. ثم ذهب إلى الكعبة، وكان في وقت الضحى، فجلس ورفع
صوته بالقرآن، وقرأ مسترسلاً: {بسم الله الرحمن الرحيم. الرحمن . علم
القرآن} [الرحمن: 1-2]، فنظر إليه أهل مكة في تعجب ودهشة، فمن يجرؤ على أن
يفعل ذلك في ناديهم؟ وأمام أعينهم؟! فقالوا في دهشة: ماذا يقول ابن أم
عبد؟!
ثم أنصتوا جيدًا إلى قوله، وقالوا في غضب: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد،
ثم قاموا إليه، وضربوه ضربًا شديدًا، وهو يستمر في قراءته حتى أجهده
الضرب، وبلغ منه الأذى مبلغًا عظيمًا، فكفَّ عن القراءة، فتركه أهل مكة
وهم لا يشكون في موته، فقام إليه أصحابه، وقد أثَّر الضرب في وجهه وجسده،
فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك. فقال: ما كان أعداء الله أهون عليَّ منهم
الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدًا (أي أفعل ذلك مرة أخرى)، قالوا:
لا، لقد أسمعتهم ما يكرهون.
وهاجر ابن مسعود الهجرتين، وآخى رسول الله ( بينه وبين الزبير بن العوام
-رضي الله عنه- في المدينة، وكان ابن مسعود من أحرص المسلمين على الجهاد
في سبيل الله، شارك في جميع غزوات المسلمين، ويوم بدر ذهب عبد الله إلى
رسول الله ( مبشرًا له، وقال: يا رسول الله، أني قتلت أبا جهل، ففرح بذلك
رسول الله (، ووهبه سيف أبي جهل مكافأة له على ذلك.
وكان ابن مسعود أعلم أصحاب رسول الله بقراءة القرآن، ومن أنداهم صوتًا
به، ولذا كان رسول الله ( يقول: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله
بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) [البخاري].
وقال (: (من سره أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد) [البزار].
وكان رسول الله ( يحب سماع القرآن منه، فقال له ذات مرة: (اقرأ عليَّ)،
فقال عبد الله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (أني أحب أن أسمعه من غيري)،
فقرأ ابن مسعود من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من
كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء: 14]، فبكى رسول الله (
وقال: (حسبك الآن) [البخاري].
وكان ابن مسعود يقول: أخذت من فم رسول الله ( سبعين سورة. وكان يقول عن
نفسه كذلك: أني لأعلم الصحابة بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، وما في كتاب
الله سورة ولا آية إلا وأنا أعلم فيما نزلت ومتى نزلت.
وكان عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- يقول: كان النبي ( يعرض القرآن على
جبريل في كل عام مرة، فلما كان العام الذي مات فيه النبي ( عرضه عليه
مرتين، وحضر ذلك عبد الله بن مسعود، فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل.
وقال حذيفة -رضي الله عنه-: لقد علم المحفظون من أصحاب رسول الله ( أن
عبد الله بن مسعود كان من أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة، وأعلمهم
بكتاب الله. وكان عبد الله شديد الحب لله ولرسوله (، وظل ملازمًا للنبي (،
يسير معه حيث سار، يخدم النبي (، يلبسه نعله، ويوقظه إذا نام، ويستره إذا
اغتسل.
وكان النبي ( يحبه ويقربه منه، ويدنيه ويقول له: (إذنك عليَّ أن يرفع
الحجاب، وأن تستمع سوادي (أسراري) حتى أنهاك) [مسلم]. فسمي عبد الله بن
مسعود منذ ذلك اليوم بصاحب السواد والسواك، وقد بشره رسول الله ( بالجنة،
وكان يقول عنه: لو كنت مؤمرًا أحدًا (أي مستخلفًا أحدًا) من غير مشورة
منهم لأمرت (أي استخلفت) عليهم ابن أم عبد) [الترمذي].
وقال (: (وتمسكوا بعهد ابن مسعود) _[الترمذي]، وروي عنه ( أنه قال: (رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد) [الحاكم].
ويروى أن رسول الله ( أمر عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء
منها، فلما رأى أصحابه ساقيه ضحكوا، فقال (: (ما تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله
أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد)
[أحمد وابن سعد وأبو نعيم].
وفي خلافة الفاروق -رضي الله عنه- أرسل عمر إلى أهل الكوفة عمار بن ياسر
وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما-، وقال: عمار أمير، وابن مسعود معلم
ووزير، ثم قال لأهل الكوفة: لقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي. وجاء
رجل من أهل الكوفة إلى عمر في موسم الحج، فقال له: يا أمير المؤمنين، جئتك
من الكوفة، وتركت بها رجلاً يحكى المصحف عن ظهر قلب. فقال عمر: ويحك؛ ومن
هو؟ فقال الرجل: هو عبد الله بن مسعود. فقال عمر: والله، ما أعلم من
الناس أحدًا هو أحق بذلك منه.
وكان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عالما حكيمًا، ومن أقواله
المأثورة قوله: أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي
أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة. وكان -رضي
الله عنه- يقول: أني لأمقت (أكره) الرجل إذ أراه فارغًا، ليس في شيء من
عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.
وعندما مرض عبد الله بن مسعود مرض الموت، دخل عليه أمير المؤمنين
عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يزوره، وقال له: أنأمر لك بطبيب؟ فقال
عبد الله: الطبيب أمرضني. فقال عثمان: نأمر لبناتك بمال، وكان عنده تسع
بنات، فقال عبد الله: لا، أني علمتهن سورة، ولقد سمعت رسول الله ( يقول:
(من قرأ سورة الواقعة لا تصيبه الفاقة أبدًا) [ابن عساكر].
ويلقى ابن مسعود ربه على ذلك الإيمان الصادق، واليقين الثابت، طامعًا فيما
عند الله، زاهدًا في نعيم الدنيا الزائف، فيموت -رضي الله عنه- سنة (32
هـ)، وعمره قد تجاوز (60) عامًا ويدفن بالبقيع. وقد روى ابن مسعود -رضي
الله عنه- كثيرًا من أحاديث رسول الله (، وروى عنه بعض الصحابة والتابعين
-رضي الله عنهم-.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:53 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  39362910150351697937602
الحلقة العشرون
سابق الروم
صهيب الرومي


صحابي جليل أبوه سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن
جذيمة بن كعب ابن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن أفصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وكان سنان عاملاً
(أي والياً) لكسرى على الأبلة (حالياً البصرة).
أمه: سلمى بنت قعيد بن مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن
مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد قبل البعثة بحوالي عشرين سنة كان والد صهيب سنان بن مالك النمري وكان
صهيب أحب أولاده إليه فهو لم يجاوز الخامسة من عمره. كان صهيب جميل الوجه،
أحمر الشعر ممتلئ النشاط ذا عينين تشعان فطنة ونجابة. ولثقل لسانه وحمرة
شعره، أطلق عليه اسم صهيب الرومي.كان صهيب في بداية حياته غلامًا صغيرًا
يعيش في العراق في قصر أبيه الذي ولاه كسرى ملك الفرس حاكماً على
الأُبُلَّة (إحدى بلاد العراق)، وكان من نسل أولاد النمر بن قاسط من العرب،
وقد هاجروا إلى العراق منذ زمنٍ بعيد، وعاش سعيدًا ينعم بثراء أبيه وغناه
عدة سنوات.
وذات يوم، أغار الروم على الأبلة بلد أبيه، فأسروا أهلها، وأخذوه عبدًا،
وعاش العبد العربي وسط الروم، فتعلم لغتهم، ونشأ على طباعهم، ثم باعه سيده
لرجل من مكة يدعى عبد الله بن جدعان، فتعلم من سيده الجديد فنون التجارة،
حتى أصبح ماهرًا فيها، ولما رأى عبد الله بن جدعان منه الشجاعة والذكاء
والإخلاص في العمل، أنعم عليه فأعتقه.وعندما أشرقت في مكة شمس الإسلام،
كان صهيب ممن أسرع لتلبية نداء الحق، فذهب إلى دار الأرقم، وأعلن إسلامه
أمام رسول الله (، ولم يَسْلَم صهيب من تعذيب مشركي مكة، فتحمل ذلك في صبر
وجلد؛ ابتغاء مرضاة الله وحبًّا لرسوله (، وهاجر النبي ( بعد أصحابه إلى
المدينة، ولم يكن صهيب قد هاجر بعد، فخرج ليلحق بهم، فتعرض له أهل مكة
يمنعونه من الهجرة؛ لأنهم رأوا أن ثراء صهيب ليس من حقه، لأنه جاء إلى
بلادهم حينما كان عبدًا فقيرًا، فلا يحق له أنه يخرج من بلادهم بماله
وثرائه، وصغر المال في عين صهيب، وهان عليه كل ما يملك في سبيل الحفاظ على
دينه، فساومهم على أن يتركوه، ويأخذوا ماله، ثم أخبرهم بمكان المال، وقد
صدقهم في ذلك، فهو لا يعرف الكذب أو الخيانة.ولما وصل إلى المدينة انهارت
قواه ولم يستطع المشي وسأل عن مسجد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ودخل
المسجد زحفا على يديه وركبتيه من الاعياء ووضع رأسه على حجر رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) فأخذ رسول الله يربت على رأسه وينفض عنها الاذى
ويقول له: ربح البيع أبا يحي..ربح البيع أبا يحي
وشارك صُهيب في جميع غزوات الرسول (، فها هو ذا يقول: لم يشهد رسول الله
( مشهدًا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسر
سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزوة قط إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله،
وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما
جعلت رسول الله ( بيني وبين العدو قط حتى تُوُفِّي.
وواصل جهاده مع الصديق ثم مع الفاروق عمر -رضي الله عنهما-، وكان بطلا
شجاعًا، وكان كريمًا جوادًا، يطعم الطعام، وينفق المال، قال له عمر -رضي
الله عنه- يومًا: لولا ثلاث خصال فيك يا صهيب، ما قدمت عليك أحدًا، أراك
تنتسب عربيًّا ولسانك أعجمي، وتُكنى بأبي يحيي، وتبذر مالك. فأجابه صهيب:
أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي بأبي يحيى، فإن رسول
الله ( كناني بأبي يحيى فلن أتركها، وأما انتمائي إلى العرب، فإن الروم
سبتني صغيرًا، فأخذت لسانهم (لغتهم)، وأنا رجل من النمر بن قاسط.
[ابن سعد].
وكان عمر -رضي الله عنه- يعرف لصهيب فضله ومكانته، فعندما طُعن -رضي الله
عنه- أوصى بأن يصلي صهيب بالناس إلى أن يتفق أهل الشورى على أحد الستة
الذين اختارهم قبل موته للخلافة؛ ليختاروا منهم واحدًا، وكان صهيب طيب
الخلق، ذا مداعبة وظُرف، فقد رُوي أنه أتى المسجد يومًا وكانت إحدى عينيه
مريضة، فوجد الرسول ( وأصحابه جالسين في المسجد، وأمامهم رطب، فجلس يأكل
معهم، فقال له النبي ( مداعبًا: (تأكل التمر وبك رمد؟) فقال صهيب: يا رسول
الله، أني أمضغ من ناحية أخرى (أي: آكل على ناحية عيني الصحيحة). [ابن
ماجه]، فتبسم رسول الله (.
وظل صهيب يجاهد في سبيل الله حتى كانت الفتنة الكبرى، فاعتزل الناس،
واجتنب الفتنة، وأقبل على العبادة حتى مات -رضي الله عنه- بالمدينة سنة
(38هـ)، وعمره آنذاك (73) سنة، ودفن بالبقيع. وقد روى صهيب -رضي الله عنه-
عن النبي ( أحاديث كثيرة، وروى عنه بعض الصحابة والتابعين -رضوان الله
عليهم أجمعين-.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:54 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  39362910150351697937602
الحلقة العشرون
سابق الروم
صهيب الرومي


صحابي جليل أبوه سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن
جذيمة بن كعب ابن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن أفصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وكان سنان عاملاً
(أي والياً) لكسرى على الأبلة (حالياً البصرة).
أمه: سلمى بنت قعيد بن مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن
مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد قبل البعثة بحوالي عشرين سنة كان والد صهيب سنان بن مالك النمري وكان
صهيب أحب أولاده إليه فهو لم يجاوز الخامسة من عمره. كان صهيب جميل الوجه،
أحمر الشعر ممتلئ النشاط ذا عينين تشعان فطنة ونجابة. ولثقل لسانه وحمرة
شعره، أطلق عليه اسم صهيب الرومي.كان صهيب في بداية حياته غلامًا صغيرًا
يعيش في العراق في قصر أبيه الذي ولاه كسرى ملك الفرس حاكماً على
الأُبُلَّة (إحدى بلاد العراق)، وكان من نسل أولاد النمر بن قاسط من العرب،
وقد هاجروا إلى العراق منذ زمنٍ بعيد، وعاش سعيدًا ينعم بثراء أبيه وغناه
عدة سنوات.
وذات يوم، أغار الروم على الأبلة بلد أبيه، فأسروا أهلها، وأخذوه عبدًا،
وعاش العبد العربي وسط الروم، فتعلم لغتهم، ونشأ على طباعهم، ثم باعه سيده
لرجل من مكة يدعى عبد الله بن جدعان، فتعلم من سيده الجديد فنون التجارة،
حتى أصبح ماهرًا فيها، ولما رأى عبد الله بن جدعان منه الشجاعة والذكاء
والإخلاص في العمل، أنعم عليه فأعتقه.وعندما أشرقت في مكة شمس الإسلام،
كان صهيب ممن أسرع لتلبية نداء الحق، فذهب إلى دار الأرقم، وأعلن إسلامه
أمام رسول الله (، ولم يَسْلَم صهيب من تعذيب مشركي مكة، فتحمل ذلك في صبر
وجلد؛ ابتغاء مرضاة الله وحبًّا لرسوله (، وهاجر النبي ( بعد أصحابه إلى
المدينة، ولم يكن صهيب قد هاجر بعد، فخرج ليلحق بهم، فتعرض له أهل مكة
يمنعونه من الهجرة؛ لأنهم رأوا أن ثراء صهيب ليس من حقه، لأنه جاء إلى
بلادهم حينما كان عبدًا فقيرًا، فلا يحق له أنه يخرج من بلادهم بماله
وثرائه، وصغر المال في عين صهيب، وهان عليه كل ما يملك في سبيل الحفاظ على
دينه، فساومهم على أن يتركوه، ويأخذوا ماله، ثم أخبرهم بمكان المال، وقد
صدقهم في ذلك، فهو لا يعرف الكذب أو الخيانة.ولما وصل إلى المدينة انهارت
قواه ولم يستطع المشي وسأل عن مسجد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ودخل
المسجد زحفا على يديه وركبتيه من الاعياء ووضع رأسه على حجر رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) فأخذ رسول الله يربت على رأسه وينفض عنها الاذى
ويقول له: ربح البيع أبا يحي..ربح البيع أبا يحي
وشارك صُهيب في جميع غزوات الرسول (، فها هو ذا يقول: لم يشهد رسول الله
( مشهدًا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسر
سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزوة قط إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله،
وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما
جعلت رسول الله ( بيني وبين العدو قط حتى تُوُفِّي.
وواصل جهاده مع الصديق ثم مع الفاروق عمر -رضي الله عنهما-، وكان بطلا
شجاعًا، وكان كريمًا جوادًا، يطعم الطعام، وينفق المال، قال له عمر -رضي
الله عنه- يومًا: لولا ثلاث خصال فيك يا صهيب، ما قدمت عليك أحدًا، أراك
تنتسب عربيًّا ولسانك أعجمي، وتُكنى بأبي يحيي، وتبذر مالك. فأجابه صهيب:
أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي بأبي يحيى، فإن رسول
الله ( كناني بأبي يحيى فلن أتركها، وأما انتمائي إلى العرب، فإن الروم
سبتني صغيرًا، فأخذت لسانهم (لغتهم)، وأنا رجل من النمر بن قاسط.
[ابن سعد].
وكان عمر -رضي الله عنه- يعرف لصهيب فضله ومكانته، فعندما طُعن -رضي الله
عنه- أوصى بأن يصلي صهيب بالناس إلى أن يتفق أهل الشورى على أحد الستة
الذين اختارهم قبل موته للخلافة؛ ليختاروا منهم واحدًا، وكان صهيب طيب
الخلق، ذا مداعبة وظُرف، فقد رُوي أنه أتى المسجد يومًا وكانت إحدى عينيه
مريضة، فوجد الرسول ( وأصحابه جالسين في المسجد، وأمامهم رطب، فجلس يأكل
معهم، فقال له النبي ( مداعبًا: (تأكل التمر وبك رمد؟) فقال صهيب: يا رسول
الله، أني أمضغ من ناحية أخرى (أي: آكل على ناحية عيني الصحيحة). [ابن
ماجه]، فتبسم رسول الله (.
وظل صهيب يجاهد في سبيل الله حتى كانت الفتنة الكبرى، فاعتزل الناس،
واجتنب الفتنة، وأقبل على العبادة حتى مات -رضي الله عنه- بالمدينة سنة
(38هـ)، وعمره آنذاك (73) سنة، ودفن بالبقيع. وقد روى صهيب -رضي الله عنه-
عن النبي ( أحاديث كثيرة، وروى عنه بعض الصحابة والتابعين -رضوان الله
عليهم أجمعين-.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:56 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  38309110150353542312602

الحلقة الثانية وعشرون :خالد بن الوليد
سيف الله المسلول


خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي (توفي سنة 21هـ/642م) صحابي وقائد عسكري مسلم، لقّبه الرسول بسيف الله المسلول

اسمه كاملآً خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن
يقظة بن مرة بن كعب، المكنّى بأبي سليمان، وقيل: أبو الوليد. يلتقي في
النسب مع الرسول في مرة بن كعب الجد السادس للرسول
أبوه: الوليد بن المغيرة سيد بني مخزوم أحد بطون قريش، رفيع النسب
والمكانة حتى أنه كان يرفض أن توقد نار غير ناره لإطعام الناس خاصة في
مواسم الحج وسوق عكاظ، وأحد أغنى أغنياء مكة في عصره حتى أنه سمّي بـ
"الوحيد" وبـ "ريحانة قريش"، لأن كانت تكسو الكعبة عامًا ويكسوها الوليد
وحده عامًا
أمه: لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية من بني هلال بن عامر بن صعصعة من
هوازن، وهي تلتقي في النسب مع الرسول في مضر بن نزار الجد السابع عشر
للرسول
إخوته ستة أخوة وقيل تسعة بين ذكور وإناث
منهم الصحابيان الوليد بن الوليد وهشام بن الوليد، إضافة إلى عمارة بن
الوليد الذي عرضته قريش بدلاً على أبي طالب ليسلمهم محمدًا، وهو ما رفضه
أبو طالب
وفقًا لعادة أشراف قريش، أرسل خالد إلى الصحراء، ليربّى على يدي مرضعة
ويشب صحيحًا في جو الصحراء. وقد عاد لوالديه وهو في سن الخامسة أو
السادسة. مرض خالد خلال طفولته مرضًا خفيفًا بالجدري، لكنه ترك بعض
الندبات على خده الأيسر.وتعلم خالد الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه
أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميزعلى جميع أقرانه، كان
خالد صاحب قوة مفرطة كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة
الحركة في الكرّ والفرّ. واستطاع "خالد" أن يثبت وجوده في ميادين القتال،
وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله من أفضل فرسان عصره.
أما صفته، فقد كان خالد طويلاً بائن الطول، عظيم الجسم والهامة يميل إلى
البياض، كث اللحية. كان خالد شديد الشبه بعمر بن الخطاب، حتى أن ضعاف النظر
كانوا يخلطون بينهما
لا يعرف الكثير عن خالد خلال فترة الدعوة المحمدية للإسلام في مكة. وبعد
هجرة الرسول من مكة إلى المدينة المنورة، دارت العديد من المعارك بين
المسلمين وقريش. لم يخض خالد غزوة بدر أولى المعارك الكبرى بين الفريقين،
والتي وقع فيها شقيقه الوليد أسيرًا في أيدي المسلمين. وذهب خالد وشقيقه
هشام لفداء الوليد في يثرب إلا أنه وبعد فترة قصيرة من فدائه، أسلم
الوليد وهرب إلى يثرب
كانت غزوة أحد أول معارك خالد في الصراع بين القوتين، والتي تولى فيها قيادة ميمنة القرشيين.
لعب خالد دورًا حيويًا لصالح القرشيين، فقد استطاع تحويل دفة المعركة،
بعدما استغل خطأ رماة المسلمين، عندما تركوا جبل الرماة لجمع الغنائم بعد
تفوق المسلمين في بداية المعركة
انتهز خالد ذلك الخطأ ليلتف حول جبل الرماة ويهاجم بفرسانه مؤخرة جيش
المسلمين، مما جعل الدائرة تدور على المسلمين، وتحوّل هزيمة القرشيين إلى
نصر.

شارك خالد أيضًا في صفوف الأحزاب في غزوة الخندق،

وقد تولى هو وعمرو بن العاص تأمين مؤخرة الجيش في مائتي فارس، خوفًا من أن يتعقبهم المسلمون
كما كان على رأس فرسان قريش الذين أرادوا أن يحولوا بين المسلمين ومكة في غزوة الحديبية
فأرسل إليه أخوه الوليد بن الوليد كتابًا، جاء فيه: بسم الله الرحمن
الرحيم، أما بعد: فأني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك!!
ومثل الإسلام لا يجهله أحد، وقد سألني رسول الله ( عنك، فقال: (أين خالد؟)
فقلت: يأتي الله به، فقال رسول الله (: (مثله جهل الإسلام، ولو كان جعل
نكايته وجده مع المسلمين كان خيرًا له). فاستدرك يا أخي ما فاتك، فقد فاتك
مواطن صالحة.
فلما قرأ خالد كتاب أخيه، انشرح صدره للإسلام، فخرج فلقى عثمان بن طلحة،
فحدثه أنه يريد الذهاب إلى المدينة، فشجعه عثمان على ذلك، وخرجا معًا،
فقابلهما عمرو بن العاص، وعرفا منه أنه يريد الإسلام أيضًا، فتصاحبوا
جميعًا إلى المدينة؛ وكان ذلك في نهاية السنة السابعة من الهجرة، فلما
قدموا على النبي ( رحب بهم، فأعلنوا إسلامهم، فقال صلى الله عليه
وسلم لخالد: (قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير) [ابن
سعد]. فقال خالد: استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله.
فقال (: (إن الإسلام يجب (يزيل) ما كان قبله، اللهم اغفر لخالد بن الوليد
كل ما أوضع منه من صد عن سبيلك) [ابن سعد]. ومنذ ذلك اليوم وخالد يدافع
عن راية الله، ويجاهد في كل مكان لإعلاء كلمة الحق،لما وصل يثرب، قصّ خالد
على أبي بكر رؤية رأها في نومه كأنه في بلاد ضيقة مجدبة، فخرج إلى بلاد
خضراء واسعة، فقال له: "مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت
فيه من الشرك"
في عام 8 هـ، وجّه الرسول جيشًا لقتال الغساسنة، بعد أن اعترض شرحبيل بن
عمرو الغساني عامل قيصر الروم على البلقاء الحارث بن عمير الأزدي رسول
الرسول محمد إلى صاحب بصرى، وقتله
انضم خالد حديث العهد بالإسلام إلى ذلك الجيش ذي الثلاث آلاف مقاتل.
اختار النبي زيد بن حارثة لقيادة الجيش، على أن يخلفه جعفر بن أبي طالب إن
قتل، ثم عبد الله بن رواحة إن قتل جعفر، وإن قتل الثلاثة يختار المسلمون
قائدًا من بينهم.

عند وصول الجيش إلى مؤتة، وجد المسلمون أنفسهم أمام جيش مائتي ألف مقاتل
نصفهم من الروم والنصف الآخر من الغساسنة. فوجئ المسلمون بالموقف، وأقاموا
لليلتين في معان يتشاورون أمرهم. أشار البعض بأن يرسلوا للرسول ليشرحوا
له الموقف، وينتظروا إما المدد أو الأوامر الجديدة. عارض ابن رواحة ذلك،
وأقنع المسلمين بالقتال.

بدأت المعركة، وواجه المسلمين موقفًا عصيبًا، حيث قتل القواد الثلاثة
على التوالي، عندئذ اختار المسلمون خالدًا ليقودهم في المعركة. صمد الجيش
بقية اليوم، وفي الليل نقل خالد ميمنة جيشه إلى الميسرة، والميسرة إلى
الميمنة، وجعل مقدمته موضع الساقة، والساقة موضع المقدمة. ثم أمر طائفة
بأن تثير الغبار ويكثرون الجلبة خلف الجيش حتى الصباح. وفي الصباح، فوجئ
جيش الرومان والغساسنة بتغيّر الوجوه والأعلام عن تلك التي واجهوها
بالأمس، إضافة إلى الجلبة، فظنوا أن مددًا قد جاء للمسلمين. عندئذ أمر
بالانسحاب وخشي الرومان أن يلاحقوهم، خوفًا من أن يكون الانسحاب
مكيدة.وبذلك، نجح خالد في أن يحفظ الجيش من إبادة شاملة.حارب خالد ببسالة
في غزوة مؤتة، وكسرت في يده يومئذ تسعة أسياف. وبعد أن عاد إلى يثرب، أثنى
عليه الرسول ولقّبه بـ سيف الله المسلول
وبعد شهور، نقضت قريش أحد شروط الصلح، عندما هاجم بكر بن مناة بن كنانة
حلفاء قريش بني خزاعة حلفاء الرسول.عندئذ توجه الرسول في جيش من عشرة آلاف
مقاتل إلى مكة، وقسم الجيش إلى أربعة أقسام تولى بنفسه قيادة أحدها وأمّر
الزبير بن العوام وسعد بن عبادة وخالد بن الوليد على الثلاثة الأخرى،
وأمرهم أن يدخلوا مكة كلٌ من باب. فدخلوها كل من الباب الموكل إليه، ولم
يلق أحدهم قتالاً إلا كتيبة خالد، حيث قاتله عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن
عمرو وصفوان بن أمية في جند جمعوه لقتال المسلمين، واستطاع خالد أن يظفر
بهم، وقتل منهم عددًا
ثم أرسله الرسول في سرية من ثلاثين فارسًا لهدم العزى صنم جميع بني
كنانة، فهدمها ثم رجع إلى الرسول، فأخبره فسأله الرسول إن كان قد رأى
شيءًا؟، فرد بالنفي، فطلب منه الرسول أن يعود لأنه لم يهدمها. فرجع خالد
وهو متغيظ فجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ناشرة الرأس، فضربها
خالد فشقها نصفين ورجع إلى الرسول. فأخبره فقال: "نعم تلك العزى، وقد يئست
أن تعبد ببلادكم أبدا!"
بعد الفتح، أرسل الرسول السرايا لدعوة القبائل إلى الإسلام، فأرسل خالد
بن الوليد قائدًا على 350 من المهاجرين والأنصار وبني سليم في سرية إلى
"بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة"، ولم يأمره بقتال. وهنا كانت
أول زلاّت خالد حيث قاتلهم، وأصاب منهم، رغم معارضة من كان معه من
الصحابة، ومنه سالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمر بن الخطاب، فلما وصل
الخبر إلى الرسول رفع يديه إلى السماء ثم قال: "اللهم إني أبرأ إليك مما
صنع خالد بن الوليد".وأرسل الرسول عليًا إلى بني جذيمة، لدفع ديّة قتلاهم.
ورغم هذا الخطأ، أشركه الرسول بعد ذلك في غزوة حنين، حيث جعله الرسول
يومئذ قائدًا على بني سليم، وأصيب يومها إصابات بليغة.فأتاه رسول الله (
ليطمئن عليه ويعوده، ويقـال: إنـه نـفـث في جرحه فشفي بإذن الله.
كما شارك خالد أيضًا في غزوة تبوك تحت قيادة الرسول، ومن هناك أرسله
الرسول في سرية إلى دومة الجندل، فدخلها وأسر صاحبها أكيدر بن عبد الملك
الذي صالحه الرسول على الجزية، وهدم صنمهم "وُدّ".[في عام 10 هـ، بعث
الرسول خالد بن الوليد في شهر ربيع الأول في سرية من أربعمائة مقاتل إلى
بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم
ثلاثًا، فإن استجابوا له يقبل منهم ويقيم فيهم ويعلمهم دينهم، وإن لم
يفعلوا يقاتلهم. لبّى بنو الحارث بن كعب النداء وأسلموا، فأقام خالد فيهم
يعلمهم الإسلام. ثم كتب خالد إلى الرسول بذلك، فأمره أن يقيم فيهم يعلمهم،
ثم ليقبل معه وفدهم، فوفدوا عليه يعلنون إسلامهم
واستمر خالد في جهاده وقيادته لجيش المسلمين بعد وفاة الرسول

شتهر بتكتيكاته وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق
والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر في غضون عدة سنوات من عام 632
حتى عام 636.
يعد أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في معركة طوال حياتهم،
فهو لم يهزم في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من
الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية
وحلفائهم،بالإضافة إلى العديد من القبائل العربية الأخرى. اشتهر خالد
بانتصاراته الحاسمة في معارك اليمامة وأُلّيس والفراض، وتكتيكاته التي
استخدمها في معركتي الولجة واليرموك
حروب الردة
بعد وفاة الرسول، انتقضت معظم القبائل العربية عدا أهل مكة والطائف
والقبائل المجاورة لمكة والمدينة والطائف على سلطان أبي بكر الخليفة
الجديد للمسلمين. اختلفت أسباب الانتقاض، فمنهم من إرتد عن الدين
الإسلامي، ومنهم من ظل على دين الإسلام مع رفضهم أداء فريضة الزكاة، ومنهم
من إلتف حول مدعي النبوة في القبائل العربية.
استغل مانعي الزكاة من قبائل عبس وذبيان وغطفان خروج بعث أسامة بن زيد
الذي كان قد أوصى به الرسول قبل وفاته، وحاولوا مهاجمة المدينة. وبعد أن
استطاع الخليفة صد الهجوم، وإرساله من يطارد فلول المنهزمين. عقد أبو بكر
أحد عشر لواءً، لمحاربة المرتدين ومانعي الزكاة في جميع أرجاء جزيرة العرب
أمّر أبو بكر خالد بن الوليد أحد تلك الجيوش قوامه 4,000 مقاتل، ووجهه
إلى إخضاع طيئ ثم محاربة مدعي النبوة طليحة بن خويلد وقبيلته بني أسد، ثم
التوجه لإخضاع بني تميم
إلا أنه وقبل أن يتحرك الجيش، وصل عدي بن حاتم الطائي بأموال زكاة طيئ، لتنضم بذلك طئ لجيش خالد.
اجتمعت قبائل أسد وفزارة وسليم وفلول عبس وذبيان وبكر حول طليحة بن خويلد
الذي إدعى النبوة، توجه إليهم خالد بجيشه، واشتبك معهم في بُزاخة، وهزمهم
وفرّ طليحة إلى الشام.أمر خالد بعد ذلك بمطاردة فلول المنهزمين
إدعى مسيلمة بن حبيب النبوة، واستطاع أن يجمع حوله أربعين ألفًا من قومه
بني حنيفة وغيرهم لذا، فقد وجّه له أبو بكر لواءً بقيادة عكرمة بن أبي
جهل، ثم أردفه بلواء آخر بقيادة شرحبيل بن حسنة.
تسرّع عكرمة في قراره بمواجهة جيش مسيلمة وحده قبل أن يدركه جيش شرحبيل
بن حسنة، مما عرّضه لهزيمة نكراء.حين وصل شرحبيل بجيشه، أدرك صعوبة
الموقف، لذا أرسل للخليفة ليُعلمه بما كان. حينئذ، كان خالد قد فرغ من أمر
بني تميم، فأمره أبو بكر بالتوجه من البطاح إلى اليمامة، لقتال مسيلمة
الكذاب متنبي بني حنيفة. حين وصل خالد بجيشه إلى ثنية اليمامة، أدرك جيشه
سرية من بني حنيفة، فأمر بقتلهم واستبقى رئيسهم مجاعة بن مرارة، لعله
يخلُص منه بما ينفعه، وقيّده بالحديد في خيمته، وجعل على حراسته زوجته أم
تميم.
نزل مسيلمة بجيشه في عقرباء على أطراف اليمامة. ثم إلتقى الجمعان، وكانت
الغلبة في البداية لبني حنيفة، فتراجع المسلمون حتى دخلوا فسطاط خالد،
وكادوا أن يبطشوا بأم تميم لولا أن أجارها مجاعة بن مرارة، لما وجد منها
من حسن معاملة. حينئذ، ثارت الحمية في قلوب المسلمين، فأظهر المهاجرون
والأنصار بطولاتٍ قلبت دفة المعركة لصالحهم، فتقهقرت بنو حنيفة يحتمون
بحديقة مسوّرة منيعة الجدران تسمى بـ "حديقة الرحمن". أدرك المسلمون أنهم
إن لم يسرعوا بالظفر بهم، فقد يطول الحصار، فطلب البراء بن مالك من رفقائه
أن يحملوه ليتسوّر الحديقة وتبعه بعض زملائه، واستطاعوا فتح باب الحديقة،
وأعمل المسلمون القتل في بني حنيفة، وقتل وحشي بن حرب مسيلمة، مما فتّ في
عضد بني حنيفة. ومن يومها، أصبحت الحديقة تسمى بـ "حديقة الموت".
بعد أن انتهت المعركة تحرك خالد بجيشه، ليفتح حصون اليمامة، وكان خالد قد
وثق بمجاعة لإجارته لأم تميم. وكان مجاعة قد أرسل للحصون التي لم يكن بها
سوى النساء والأطفال والشيوخ ومن لا يستطيعون القتال بأن يلبسوا الدروع.
أقنع مجاعة خالدًا بأن الحصون مملوءة بالرجال، ونظر خالد فوجد جيشه قد
أنهكته الحروب، وقتل منه الكثير حتى أنه قُدر قتلى المسلمون يوم اليمامة
بمائتين وألف منهم 360 من المهاجرين والأنصار، لذا رأى خالد أن يصالحهم
على أن يحتفظ المسلمون بنصف السبى والغنائم. عندئذ طلب منه مجاعة أن يذهب
ليعرض على قومه الأمر، ثم عاد زاعمًا بأنهم لم يقبلوا العرض، فخفّضه خالد
إلى الربع.وحين دخل المسلمون الحصون، لم يجد المسلمون سوى النساء والأطفال
والعجزة، غضب خالد لخداعه، إلا أنه وجدها شجاعة من مجاعة، استطاع بها أن
يحفظ بها من بقي من قومه، فأجاز الصلح.
دوره في فتح العراق
رأى أبو بكر بأن يمدّ المثنى بمدد ليتابع غزواته، لذا أمر خالد بأن يجمع
جنده في اليمامة، وألا يستكره أحدًا منهم، ويتوجه إلى العراق.وجد خالد أن
جيشه قد قلّ عدده، فطلب المدد من الخليفة، فأمدّه بالقعقاع بن عمرو
التميمي. تعجّب الناس من هذا المدد، فقال لهم أبو بكر: "لا يُهزم جيش فيه
مثل هذا"
معارك خالد بن الوليد في فتح العراق.
أدرك خالد المثنى قبل أن يصل إليه عياض بعشرة الآف مقاتل، لينضم إليه
ثمانية الآف مقاتل هم جند المثنى. كانت أول معارك خالد في العراق أما جيش
فارسي بقيادة "هرمز" في معركة ذات السلاسل. في بداية المعركة، طالب هرمز أن
يبارز خالد، وكان قد دبّر مكيدة بأن يتكاتل عليه جنده فيقتلوه، فيفتّ ذلك
في عضد المسلمين فينهزموا. لم يعطي هرمز خالد قدره، فقد قتله خالد قبل أن
تكتمل المكيدة، وأدرك القعقاع جند الفرس قبل أن يغدروا بخالد، ليثبت بذلك
للمسلمين صحة وجهة نظر الخليفة فيه. بعد ذلك، شدّ المسلمون على الفرس
وهزموهم، وأمر خالد المثنى بمطاردة الفلول
أدرك الفرس صعوبة موقفهم، فقرروا أن يستعينوا بأوليائهم من العرب من بني
بكر بن وائل، وإلتقى الجيشان في معركة الولجة والتي استخدم فيها خالد نسخة
مطورة من تكتيك الكماشة، حيث استخدم مجموعتين من الجند ليكمنوا
للفرساستثارت الهزيمة غضب الفرس وأوليائهم من العرب، فاجتمعوا في أُلّيس
بجيش عظيم، واشتبك معهم جيش المسلمين في معركة عظيمة تأرجحت وطالت بين
الفريقين، فتوجه خالد بالدعاء إلى ربه، و في النهاية، انتصر المسلمون وفر
الفرس والعرب
كانت الخطوة التالية لتأمين النصر هي فتح الحيرة عاصمة العراق العربي،
فتوجه بجيشه إليها وحاصرها، ولما لم يجدوا مهربًا قبلوا بأ يؤدوا الجزية.
وبعد أن أراح جيشه، سار خالد على تعبئته إلى الأنبار وعلى مقدمته الأقرع
بن حابس، فحاصرها وقد تحصن أهل الأنبار وخندقوا حولهم، فطاف خالد بالخندق
بحثًا عن أضيق مكان فيه، ثم أمر بنحر ضعاف الإبل وإلقائها في ذلك الموضع،
وعبرهم عليها جيشه ففتح بذلك الحصن اتجه خالد بعد ذلك إلى عين التمر، حيث
واجه جيشًا من الفرس والعرب من قبائل بني النمر بن قاسط وتغلب وإياد
بقيادة "عقة بن أبي عقة" في معركة عين التمر وانتصر عليهم وبذلك أصبح معظم
العراق العربي تحت سيطرة المسلمين.كان عياض بن غنم ما زال في حربه في
دومة الجندل منذ بعثه الخليفة لقتالهم، حيث طال حصاره لعام ولم يظفر بهم.
يأس الخليفة من الموقف، فأمده بالوليد بن عقبة، وحين وصل إليه الوليد أيقن
صعوبة موقف عياض، فأشار عليه بأن يرسل إلى خالد بن الوليد يستنصره. لم
يتردد عياض فأرسل لخالد، وكان قد همّ بالرحيل عن عين التمر. لذا، فقد توجه
خالد إليه بجيشه، فجعل دومة بينه وبين جند عياض، ونجح في افتضاض الحصن في
معركة دومة الجندل انتهز أهل العراق فرصة غياب خالد، فثاروا على الحاميات
الإسلامية، ووصل الخبر لخالد في دومة الجندل، فلم يطق البقاء وعاد
واستطاع اخضاعهم مرة أخرى في معارك المصّيخ والثني والزميل
واصل خالد زحفه شمالاً حتى بلغ الفراض، وهي موقع على تخوم العراق والشام،
وأقام فيها شهرًا لا يفصله عن الروم سوى مجرى الفرات. أرسل قائد الروم
لخالد يطالبه بالاستسلام، إلا أن خالد قال له أنه ينتظره في أرض
المعركة.ثم بعث إليه الروم يخيرونه إما أن يعبر إليهم أو يعبروا إليه،
فطالبهم بالعبور. استغل خالد عبور الروم إليه، وحاصرهم بجناحيه مستغلاً
وجود النهر خلفهم، وهزمهم هزيمة ساحقة.كانت معركة الفراض آخر معارك خالد
بن الوليد في العراق. أمر خالد جيشه بالعودة إلى الحيرة، وقرر أن يؤدي
فرضة الحج في سرّية تامة دون حتى أن يستأذن الخليفة. وبعد أن أتم حجه علم
الخليفة فلامه ونهاه عن تكرار فعله مرة أخرى
دوره في فتح الشام
أرسل خالد بن سعيد قائد المسلمين على تخوم الشام إلى أبي بكر يستأذنه في
منازلة الروم. وبعد أن استشار أبو بكر أهل الرأي، شجّعته انتصارات
المسلمين في العراق على الإقدام على خطوة مشابهة في الشام، فأذن لخالد بن
سعيد. لم يحالف الحظ جيش خالد بن سعيد بعد أن نجح الروم في استدراجه
وهزموا جيشه، وفر في كتيبة من جنده بعد مقتل ابنه، تاركًا عكرمة يتقهقر
بالجيش
لم يُضعف ذلك من عزم الخليفة، فوجّه أربعة جيوش دفعة واحدة إلى الشام،
بقيادة أبي عبيدة الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن
العاص ووجه كل منهم لوجهة مختلفة إلا أن الروم جيّشوا لهم في كل موضع
جيوشًا تفوقهم عددًا. وجد القادة أنهم إن قاتلوا منفردين فسيهزموا لا
محالة، لذا أرسل أبو عبيدة إلى أبي بكر يطلب المدد. ضاق أبو بكر بالموقف،
فقرر أن يرسل إلى خالد بن الوليد يأمره أن يستخلف المثنى بن حارثة
الشيباني في نصف الجند، ويسير بالنصف الآخر إلى الشام ليمدّ جيوش المسلمين
وعندئذ جاءته الأنباء بأن جيشًا روميّا قد احتشد في أجنادين، فأمر خالد
جيشه بالتوجه إلى أجنادين، وراسل قادة الجيوش الأخرى بموافاته في أجنادين.
ولما تم اجتماعهم هناك، جعل أبو عبيدة بن الجراح على المشاة في القلب،
ومعاذ بن جبل على الميمنة، سعيد بن عامر بن جذيم القرشي على الميسرة،
وسعيد بن زيد على الخيل. بدأت المعركة بمهاجمة ميسرة الروم لميمنة
المسلمين، ولكن معاذ بن جبل ورجاله صمدوا أمام الهجوم، ثم شنت ميمنة الروم
هجومًا على ميسرة المسلمين، فثبتوا كذلك. عند ذلك أمر قائد الروم برمي
الأسهم، عندئذ بدأ هجوم المسلمين، واستبسلوا ففر الروم منهزمين
ثم بلغ خالد أن الروم قد حشدوا جيشًا آخر يشرف على 240 ألف جندي في
اليرموك، فتوجهت جيوش المسلمين إليهم. وأظهر خالد أحد تكتيكاته الجديدة،
فقسم جيشه فرقًا كل منها ألف رجل، وجعل على ميمنته عمرو بن العاص ومعه
شرحبيل بن حسنة، وعلى الميسرة يزيد بن أبي سفيان، وعلى القلب أبا عبيدة،
وجعل على رأس كل فرقة بطلاً من أبطال المسلمين أمثال القعقاع وعكرمة
وصفوان بن أمية ثم رسم خالد خطة لاستدراج الروم بعيدًا عن مواقعهم التي
حفروا أمامها الخنادق فكلف عكرمة بن أبي جهل والقعقاع بن عمرو التميمي
الهجوم بفرقتيهما فجرًا حتى يبلغا خنادق الروم وبعد ذلك يتظاهران
بالانهزام ويتقهقران. ونفذ القائدان المهمة بنجاح، فلم رأهم الروم
يتراجعون، هاجمهم الروم. أظهر المسلمون بسالة في القتال، واستمر القتال
إلى الغروب، وأخيرًا تمكن المسلمون من الفصل بين فرسان الروم ومشاتهم،
فأمر خالد بمحاصرة الفرسان. فلما ضاق فرسان الروم بالقتال وأصابهم التعب،
فتح المسلمون أمامهم ثغرة أغرتهم بالخروج منها طالبين النجاة، تاركين
المشاة لمصيرهم. اقتحم المسلمون عليهم الخنادق، وقتلوا منهم ألوف.كان
انتصار اليرموك بداية نهاية سيطرة الروم على الشام
تولى عمر بن الخطاب الخلافة، ومعه كتاب إلى أبي عبيدة يولّيه إمارة الجيش ويعزل خالد الا أنه ظل تحت قيادة أبي عبيدة، كأحد قواده.
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة يأمره بغزو حمص. استأذن خالد أبا عبيدة،
وانطلق في فرقة من الفرسان ليدرك جيش الروم المتوجّه لدمشق. استطاع خالد
أن يهزم هذا الجيش الرومي بعدما حُصر الروم بين قوات خالد وحامية
المدينة.عاد خالد لينضم لقوات أبي عبيدة، وحاصر معه حمص إلى أن سلّم أهلها
طالبين الصلح، فصالحهم أبو عبيدة على شروط وخراج صلح دمشق، ثم سلمت حماة
واللاذقية وعلى نفس الشروط.
توجه جيش أبو عبيدة وخالد، لاستكمال فتح شمال الشام.]
كان الهدف التالي للمسلمين أنطاكية عاصمة الجزء الآسيوي من الإمبراطورية
البيزنطية. وقبل أن يسيروا إليها، قرر أبو عبيدة وخالد عزل المدينة عن
الأناضول، بالاستيلاء على جميع القلاع التي قد توفر الدعم الاستراتيجي إلى
أنطاكية، وأهمها أعزاز في الشمال الشرقي من أنطاكية. وقد خاض الروم
المدافعون عن أنطاكية معركة يائسة مع جيش المسلمين خارج المدينة بالقرب من
نهر العاصي، لكنها انتهت بهزيمتهم
وجّه أبو عبيدة خالد شمالاً، بينما توجّه جنوبًا وفتح اللاذقية وجبلة
وطرطوس والمناطق الساحلية الغربية من سلسلة جبال لبنان الشرقية. استولى
خالد على الأراضي

بعد تلك المعارك، أمر عمر باستكمال غزو بلاد ما بين النهرين. فبعث أبو
عبيدة خالد وبعث سعد عياض بن غنم لغزو شمال بلاد ما بين النهرين

تحدث الناس بفعال خالد في أرمينية، وتحدثوا بانتصاراته في الشام والعراق،
فتغنّى الشعراء بفعاله، فوهبهم خالد من ماله وأغدق عليهم، . بلغ عمر في
المدينة خبر جائزة خالد فكتب عمر إلى أبي عبيدة أن يستقدم خالد مقيدًا
بعمامته، حتى يعلم أأجاز الأشعث من ماله أم من مال المسلمين، فإن زعم أنها
من مال المسلمين، فتلك خيانة للأمانة وإن زعم أنها من ماله، فقد أسرف،
وفي كلتا الحالتين يُعزل خالد من قيادته للجيوش. تحيّر أبو عبيدة، فترك
تنفيذ تلك المهمة لبلال بن رباح رسول الخليفة بالكتاب. أرسل أبو عبيدة
يستدعي خالد من قنسرين، ثم جمع الناس وسأل بلال خالدًا عما إذا كانت
جائزته للأشعث من ماله أم من مال المسلمين؟.فأجاب خالد أنها من ماله
الخاص، فأعلنت براءته. فاجأ أبو عبيدة خالدًا بأن الخليفة قد عزله، وأنه
مأمور بالتوجه للمدينة.
ذهب خالد للمدينة المنورة للقاء عمر، محتجًا على ما اعتبره ظلمًا، إلا أن
عمر أصر على قراره. كثر اللغط في الأمصار حول عزل عمر لخالد، فأذاع في
الأمصار:
إني لم أعزل خالدًا عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فتنوا به، فخفت أن
يوكلوا إليه ويُبتلوا به. فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وألا
يكونوا بعرض فتنة.
كانت تلك هي نهاية مسيرة خالد العسكرية الناجحة.
وفاته
في غضون أقل من أربع سنوات من عزله، توفي خالد في عام 21 هـ/642 م، ودفن
في حمص، حيث كان يعيش منذ عُزل. قبره الآن في الجامع المعروف باسمه. وقد
روي أنه قال على فراش الموت:
خالد بن الوليد لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا
وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف
أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء.

حزن المسلمون لموت خالد أشد الحزن، وكان الخليفة عمر من أشدهم حزنًا، حتى
أنه مرّ بنسوة من بني مخزوم يبكينه، فقيل له: ألا تنهاهن؟. فقال: "وما
على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان، ما لم يكن نقع أو لقلقة (يعني صياح
وجلبة). على مثله تبكي البواكي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Painti10

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين    قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 5:57 am

قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين  37763010150361210307602

الحلقة ثالثة وعشرون :خباب بن الأرت

أول من أظهر إسلامه


و خبّاب بن الأرت بن جندلة التَّميمي وكنيته أبو يحيى وقيل أبو عبد الله،
صحابي من السابقين إلى الإسلام، وهو أول من أظهر إسلامه، وكان قد سُبيَ
في الجاهلية،قد ولد في قبيلة تميم، وأُسر في مكة، فاشترته أم أنمار بنت
سباع، وكان صانِعًا للسيوف، يبيعها ويأكل من عمل يده، فلما سمع عن الإسلام
أسرع إلى النبي ( ليسمع منه عن هذا الدين الجديد، فشرح الله صدره، ثم
أعلن إسلامه ليصبح من أوائل المسلمين.وفي يوم إسلامه جاء إلى عمله، وكان
هناك نفر ينتظرون فسألوه: (هل أتممت صنع السيوف يا خباب ؟) فقال وهو يناجي
نفسه: (إن أمره لعجب) فسألوه: (أي أمر؟) فيقول: (هل رأيتموه؟ وهل سمعتم
كلامه؟) وحينها صرح بما في نفسه: (أجل رأيته وسمعته، رأيت الحق يتفجر من
جوانبه، والنور يتلألأ بين ثناياه) وفهم القرشيون فصاح أحدهم: (من هذا
الذي تتحدث عنه يا عبد أم أنمار؟) فأجاب: (ومن سواه يا أخا العرب، من سواه
في قومك يتفجر من جوانبه الحق، ويخرج النور من بين ثناياه؟) فهب آخر
مذعورا قائلا: (أراك تعني محمدا) وهز خباب رأسه قائلا: (نعم إنه هو رسول
الله الينا ليخرجنا من الظلمات إلى النور) كلمات أفاق بعدها خباب من
غيبوبته وجسمه وعظامه تعاني رضوضا وآلاما ودمه ينزف من جسده فكانت هذه هي
البداية لعذاب وآلام جديدة قادمة.استنجد الكفار بأم أنمار، السيدة التي
كان خباب ‎رضي الله عنه عبدا لها قبل أن تعتقه، فأقبلت تأخذ الحديد المحمى
وتضعه فوق رأسه ونافوخه، وخباب يتلوى من الألم، ولكنه يكظم أنفاسه حتى لا
يرضي غرور جلاديه، ومر به الرسول والحديد المحمى فوق رأسه، فطار قلبه
رحمة وأسى، ولكن ماذا يملك أن يفعل له غير أن يثبته ويدعو له: (اللهم انصر
خبابا) وبعد أيام قليلة نزل بأم أنمار قصاص عاجل، إذ أنها أصيبت بسعار
عصيب وغريب جعلها -كما يقولون- تعوي مثل الكلاب، وكان علاجها أن يكوى تعرض
خباب لشتى ألوان العذاب، لكنه تحمل وصبر في سبيل الله، فقد كانوا يضعون
الحديد المحمي على جسده فما يطفئ النار إلا الدهن الموجود في ظهره، وقد
سأله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يومًا عما لقى من المشركين، فقال خباب:
يا أمير المؤمنين، انظر إلى ظهري، فنظر عمر، فقال: ما رأيت كاليوم، قال
خباب: لقد أوقدت لي نار، وسحبت عليها فما أطفأها إلا ودك ظهري (أي دهن
الظهر).
وذات يوم كثر التعذيب على خباب وإخوانه المسلمين المستضعفين، فذهب مع بعض
أصحابه إلى رسول الله (، وكان متكئًا في ظل الكعبة، وقالوا: يا رسول
الله، ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال لهم رسول الله (: (قد كان من
قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على
رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك
عن دينه، والله ليتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت
لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) [البخاري]. فزاد كلام
النبي ( خبابًا وأصحابه إيمانًا بنصر الله، وإصرارًا على دعوتهم، فصبروا
واحتسبوا ما يحدث لهم عندالله -عز وجل-.
لم يكتف ‎رضي الله عنه في الأيام الأولى بالعبادة والصلاة، بل كان يقصد
بيوت المسلمين الذين يكتمون إسلامهم خوفا من المشركين، فيقرأ معهم القرآن
ويعلمهم إياه، فقد نبغ خبّاب بدراسة القرآن آية آية، حتى اعتبره الكثيرون
ومنهم عبد الله بن مسعود مرجعا للقرآن حفظا ودراسة، وهو الذي كان يعلم
القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطاب
متقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الإسلام ورسوله لكنه لم يكد يتلو
القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة: (دلوني على محمد) وسمع
خباب كلمات عمر، فخرج من مخبئه وصاح:(يا عمر والله إني لأرجو أن يكون الله
قد خصك بدعوة نبيه ، فإني سمعته بالأمس يقول:(اللهم أيد الإسلام بأحب
الرجلين إليك، أبي الحكم بن هشام، وعمر بن الخطاب) فسأله عمر من فوره:
(وأين أجد الرسول الآن يا خباب؟) وأجاب خباب: (عند الصفا في دار الأرقم بن
أبي الأرقم) فمضى عمر إلى مصيره العظيم
فقد ذهب إلى العاص بن وائل أحد المشركين الكافرين ليطلب منه ثمن السيوف
التي صنعها له قبل ذلك، فيقول له العاص: لا أعطيك شيئًا حتى تكفر بدين
محمد، فرد عليه خباب: لا، والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، فقال له
العاص مستهزءًا وساخرًا: فأني إذا مت ثم بعثت، جئتني يوم القيامة، ولي
هناك مال وولد فأعطيك؟! فأخبر خباب النبي ( بذلك، فأنزل الله قرآنا كريمًا
يذم فيه هذا المشرك، قال تعالى: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لآوتين
مالاً} [مريم: 77]_ [ابن سعد والبخاري].
وجاءت الهجرة، فأسرع خباب ملبيًّا أمر النبي (، فهاجر إلى المدينة، وهناك آخى الرسول ( بينه وبين تميم مولى
خراس بن الصمة -رضي الله عنهما-، وشارك خباب في جميع غزوات الرسول وأظهر
فيها شجاعة وفروسية، وظلَّ محبًّا للجهاد في سبيل الله، وشارك خباب في
الفتوحات أيام أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب-رضي الله عنهما-عندما فاض بيت
مال المسلمين بالمال أيام عمر وعثمان -رضي الله عنهما-، كان لخباب راتب
كبير بوصفه من المهاجرين السابقين إلى الإسلام، فبنى داراً بالكوفة، وكان
يضع ماله في مكان من البيت يعلمه أصحابه ورواده، وكل من احتاج يذهب ويأخذ
منه.بالرغم من هذه الحياة البسيطة، كان يعتقد أنه أخذ من الدنيا الكثير،
فكان يبكى على بسط الدنيا له
وفي مرضه الذي مات فيه دخل عليه بعض الصحابة، فقالوا له: أبشر يا أبا عبد
الله، ترد على محمد ( الحوض، فأشار خباب إلى أعلى بيته وأسفله قائلاً:
كيف بهذا؟! وقد قال رسول الله (: (أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب)
[ابن ماجه]، ولقد رأيتني مع رسول الله ( ما أملك درهمًا، وإن في جانب بيتي (الآن) لأربعين ألف درهم.
وطلب خباب كفنه، فلما رآه بكى، وقال: لكن حمزة -رضي الله عنه- لم يوجد له
كفن إلا بردة ملحاء إذا جعلت على رأسه قلصت (انضمت) عن قدميه، وإذا جعلت
على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مدت على رأسه، وجعل على قدميه الإذخر.
ودخل عليه بعض أصحابه فقال لهم: إن في هذا التابوت (الصندوق) ثمانين ألف
درهم، والله ما شددت لها من خيط ولا منعتها من سائل، ثم بكى، فقالوا: ما
يبكيك؟ قال: أبكى أن أصحابي مضوا ولم تنقصهم الدنيا شيئًا، وإنا بقينا
بعدهم حتى لم نجد لها موضعًا إلا التراب. وفي عام (37 هـ) صعدت روح خباب
إلى بارئها ودفن بالكوفة، ولما عاد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من
معركة صفين، مر بقبر خباب؛ فقال: رحم الله خبابًا، أسلم راغبًا، وهاجر
طائعًا، وعاش مجاهدًا، وابتلى في جسمه أحوالاً.
مات ‎رضي الله عنه في السنة السابعة والثلاثين للهجرة. مات واحد ممن كان
الرسول يكرمهم ويفرش لهم رداءه ويقول :(أهلاً بمن أوصاني بهم ربي) وهو أول
من دُفِنَ بظهر الكوفة من الصحابة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصص الصحابه و التابعين,موسوعه قصص الصحابه و التابعين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 3انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» مع التابعين
» القاب الصحابه رضوان الله عليهم
» اكبر موسوعه للمجوهرات
» موسوعه النباتات الطبيه
» موسوعه شامله عن الحيوانات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات البركان :: المنتديات الاسلامية :: القصص الاسلامية :: قصص الأنبياء والصحابة-
انتقل الى:  
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم