نقصه لم يثبت علمياً انه يسبب أمراض القلب وتعويضه لا يعالج أو يقي منها
لم يثبت علمياً حتى تاريخه بدليل محكم ان نقص فيتامين د يسبب أمراض القلب
نقص فيتامين د أصبح حديث الشارع... فالغالبية العظمى من الرجال والنساء فوق الخمسين سنة لديهم نقص فيتامين د ......وأصبح نقص هذا الفيتامين تحديدا "شماعة" يعلّق عليها الاطباء - بل وبعض المرضى- مايصعب تشخيصه من الأعراض أو يخشون مواجهة المريض به مثل بعض حالات القلق النفسي ..... ولذلك أردنا ان نطلع القارئ الكريم على مايعرفه العلم الحديث عن فيتامين د في امراض القلب ومايثبت علميا وما لا يثبت في هذا الموضوع .
ماهي الفيتامينات ؟
ابتداء فإن الفيتامينات هي مواد عضوية لا يستطيع تصنيعها الجسم وهي يجب ان تؤخذ بالكميات الكافية من البيئة المحيطة بالجسم سواء من المواد الغذائية كأغلب الفيتامينات أو من التعرض لأشعة الشمس كما في فيتامين د....والفيتامينات لها دور حيوي في وظائف الجسم فنقص بعضها قد يؤدي الى العمى او فشل القلب او النزيف الدموي او ضعف المناعه أو كثرة الالتهابات او خلل في الجهاز العصبي الطرفي ......وتتركز اهمية فيتامين د في دوره الكبير في التحكم بمستوى الكالسيوم في الجسم ....وفيتامين د ليس الوحيد الذي كثر الحديث حوله عن امراض القلب فقد سبقه في ذلك فيتامين E الذي كان يعتقد انه يحمي من امراض القلب وان مضادات الاكسدة هي العلاج السحري لأمراض القلب والشيخوخة وذلك لان امراض القلب هي السبب الاول للوفيات في العالم ...وهي العدو الاول في قائمة محاربة الانسان للامراض... وقد اثببت التجارب العلمية بشكل قاطع ان مضادات الاكسدة لا تحمي القلب من الامراض وبالتالي فان فيتامين E ليس له دور في الوقاية من امراض شرايين القلب .
أهميته:
ارتبط نقص فيتامين د في الكبار بضعف العظام وسهولة تكسرها وآلام العظام وكثرة سقوط المرضى ونقص المناعة النسبي ...وارتبط بدليل علمي ليس قويا مع امراض القلب وسرطان القولون وذلك لأن الغالبية العظمى لتلك الدراسات هي دراسات وجدت ارتباطا احصائيا - بمعنى عرض من عوارض عدم اهتمام الانسان بصحته - وليس علاقة سببية وجودا وعدما بين نقص فيتامين د وامراض القلب ....وهذا الارتباط الاحصائي مع فيتامين د وجد في امراض اخرى كثيرة مثل الاكتئاب والسكري والضغط والسمنة ....الخ،ومن المهم معرفة انه من الممكن ان بعض الدراسات الطبية - وليس جميعها - قد تدعمها شركات طبية تحاول ان تلصق منتجها بأمراض شائة لدى الناس لأغراض تسويقية بحتة سواء في امراض القلب او غيرها ولتجنب ذلك ينظر الى الدراسات العلمية المحكمة التي تقل فيها العيوب الاحصائية والى مواقف الجمعية الامريكية للقلب والاوروبية وتوصياتها العلمية في ذلك الموضوع .
ماهو المستوى الطبيعي في الدم :
المستوى الطبيعي لفيتامين د -OH vitamin d 25 هو 50 الى 150 نانومول في اللتر وفي بعض المراكز يستخدمون وحدات 20 الى 30 نانوجرام في المليلتر. المشكلة في هذا التعريف انه يجعل اكثر من 70% من الرجال والنساء فوق سن الستين سنة لديه نقص في فيتامين د ...وليس هناك معايير للقيمة الطبيعية تختلف من عرق بشري لآخر ومن مريض معين لآخر حسب الامراض التي يحملها أو قد يصاب بها وهذا مجال خصب لمزيد من الابحاث والدراسات الطبية في هذا الموضوع ......ويحتاج الانسان الطبيعي الى حوالي 400 وحدة دولية في اليوم تزداد الحاجة اليومية كلما كبر في السن او اصبحت حياته اليومية بعيدة عن التعرض للشمس بفترة كافية فقد ترتفع الى 1000 او 1500 وحدة دولية .
اعراض نقصه :
- الغالبية بدون اعراض وقد يكون اول عرض سقوط المريض على الارض او اثناء الاستحمام وكسر الحوض او احد اجزائه او آلام منتشرة في العظام والعضلات... كسل وخمول في الجسم.
فيتامين د له دور مهم في الوقايه والعلاج من امراض هشاشة العظام والوقاية من الكسور فيمن هم عرضة لها
أعراض زيادته المفرطة :
ارتفاع الكالسيوم وحمض اليوريك (النقرس ) وتكوين حصى الكلى ومايتبع ذلك من خمول وكسل واكثره ادرار البول والجفاف والامساك وحرقان المعدة .
ماهي اعراض القلب التي لا يسببها نقص فيتامين د ؟
نقص فيتامين د لا يسبب آلام شرايين القلب ولا الخفقان بأنواعه المختلفة الا اذا كان النقص شديدا جدا واثر ذلك على مستوى الكالسيوم بانخفاض شديد وحتى في تلك الحالات فإنه يسبب خفقاناً بطينياً يؤدي للإغماء في بعض الحالات T.D وليس الخفقان الاذيني الذي تعزى اغلب انواع الخفقان له.
والخلاصة التي يجب ان يعرفها الطبيب الممارس والقارئ الكريم
اولا:انه لم يثبت علميا حتى تاريخه بدليل محكم ان نقص فيتامين د يسبب امراض القلب او أن تعويض فيتامين د يعالج او يقي من امراض القلب بما فيها امراض شرايين القلب والضغط وهذا لا يقلل ابدا من أهمية فيتامين د في الوقايه وعلاج امراض هشاشة العظام والوقاية من الكسور فيمن هم عرضة لها ولكن يجب ألا يعطى نقص هذا الفيتامين وبالتالي الدواء المعالج اكبر من حجمه ولا يقلل كذلك من دوره في بعض الامراض ولكن توضع الامور في نصابها.
ثانيا: يجب ألا يستخدم نقص فيتامين د "شماعه" تعلق عليها الاعراض التي لا يجد لها سبب واضح او ان اسبابها نفسية وليست عضوية ويخشى الطبيب من مواجهة المريض وعائلته بذلك فيستخدم اسهل الطرق وعورة وهو نقص فيتامين د لشرح تلك الاعراض .
ثالثا: المحكم فيه غنى عن المتشابه حتى في امراض القلب فهناك اسباب واضحة ومحكمة علميا للوقاية من امراض شرايين القلب وسهلة المنال مثل الابتعاد عن التدخين والرياضة اليومية والتحكم بالسكري والضغط والكلسترول .....ولقد رأيت في العيادة من يدخن علبتي سجائر يوميا ويسألني بشغف عن نقص فيتامين د وهل تناوله يحمي من امراض القلب !
!