تحمله (صلى الله عليه وآله) للأذى
وقد آذى المشركون رسول الله (صلى الله عليه
وآله) بشتى أنواع الأذية، فقابلهم (صلى الله
عليه وآله) بالعطف والحنان، فلم يدعُ عليهم
بنزول العذاب، بل أخذ يستغفر لهم ويدعو لهم بالرحمة ويقول: «اللهم اهد قومي فإنهم لا
يعلمون» فإن المشركين كانوا يحضّون سفهاءهم لإلقاء التراب على وجهه ورأسه (صلى الله عليه وآله) . وإنهم كانوا يطرحون الفرث والدم والشوك على بابه وربما على رأسه (صلى الله عليه وآله) .
وإن أمية بن خلف تجاوز على النبي (صلى الله عليه وآله) في وجهه، فاحمر وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يقل شيئاً.
وقد كثر تعديهم وإيذائهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى قال (صلى الله عليه وآله) : «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت»
ولكنه (صلى الله عليه وآله) عفا عن جميعهم وصفح، وقال لهم جميعاً حينما دخل مكة منتصراً: «اذهبوا فانتم الطلقاء»
وهل هناك في التاريخ قائد بهذه العظمة وبهذا الخلق السامي غير رسول الله (صلى الله عليه وآله)