أن يزين الشيطان للإنسان سوء عمله فيراه حسناً .
أن يعجب بنفسه وبكل ما يصدر عنها .
ألا يفتش في عمله ليرى مواضع الخطأ والنقص فيه ,
لأنه واثق من أنه لا يخطىء !
متأكد أنه دائماً على صواب !
معجب بكل ما يصدر منه !
مفتون بكل ما يتعلق بذاته .
لا يخطر على باله أن يراجع
نفسه في شيء ,
ولا أن يحاسبها على أمر .
وبطبيعة الحال لا يطيق أن يراجعه أحد في عمل يعمله أو في رأي يراه .
لأنه حسن في عين نفسه .
مزين لنفسه وحسه .
لا مجال فيه للنقد ,
ولا موضع فيه للنقصان !
هذا هو البلاء الذي يصبه الشيطان على إنسان ;
وهذا هو المقود الذي يقوده منه إلى الضلال . فإلى البوار !
إن الذي يكتب الله له الهدى والخير
يضع في قلبه الحساسية والحذر والتلفت والحساب .
فلا يأمن مكر الله .
ولا يأمن تقلب القلب .
ولا يأمن الخطأ والزلل .
ولا يأمن النقص والعجز .
فهو دائم التفتيش في عمله .
دائم الحساب لنفسه .
دائم الحذر من الشيطان .
دائم التطلع لعون الله .
وهذا هو مفرق الطريق
بين الهدى والضلال ,
وبين الفلاح والبوار .
إنها حقيقة نفسية دقيقة عميقة يصورها القرآن في ألفاظ معدودة:
(أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً). .
إنه نموذج الضال الهالك البائر الصائر إلى شر مصير .
ومفتاح هذا كله هو هذا التزيين .
هو هذا الغرور .
هو هذا الستار الذي يعمي قلبه وعينه
فلا يرى مخاطر الطريق .
ولا يحسن عملاً لأنه مطمئن إلى حسن عمله وهو سوء .
ولا يصلح خطأ لأنه واثق أنه لا يخطىء !
ولا يصلح فاسداً لأنه مستيقن أنه لا يفسد !
ولا يقف عند حد لأنه يحسب أن كل خطوة من خطواته إصلاح !