بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قهر الدات
شعور سلبي يتنامى دائماً في أوقات الهزائم والإحباطات
بسبب مناخ الهزيمة عندما يخيم
على الأجواء بحيث تتوارى النجاحات
(والتي غالبا ما تكون قليلة أوباهتة )
ويتصدر الفشل واجهة الصدارة .
والشعور السلبي المتمثل في جلد الذات ينبع من رغبة دفينة
بالتغلب على الفشل
ولكن ليس عن طريق مواجهته وإنما بالهروب منه
أوما يعرف بالهروب إلى الداخل حيث ينزوي الإنسان
ويتقوقع داخل هذا الحيز الضيق
من الشعور بالعجز و الفشل
وذلك لعجز الفرد عن إدراك مواطن قوته
و مواطن ضعفه و أيضاً مواطن قوة و ضعف أعدائه أو تحدياته
ويسرف بدلا ًمن ذلك في تهميش كل قوة له ويعطى لعدوه
أوتحدياته قوة أكثر بكثير مما هي عليه في الحقيقة.
و كما ترون فجلد الذات هو حيلة العجز ومطية الفشل و مهرب الجبن .
ودائماً ما تكون هناك حجج لتبرير الشعور بالعجز ذات أسماء براقة للتمويه و خداع النفس
( أوخداع الآخرين)
مثل الواقعية أو مسايرة الأحداث أو الرضا بالأمر الواقع .
نقد الذات
شعور إيجابي ناضج يتلمس معرفة مواطن القوة ومواطن الضعف
بصدق و موضوعية
أي أنه يقيسها و يقيمها ولايهمشها أويتخيلها
ونقد الذات ليست له أوقات محددة ولكن له عقليات محددة
تجيد قراءة نفسها ومحيطها
و بالتالي لا تخشى مواجهة الأعداء أوالتحديات
وإنما تأخذ بأسباب النجاح والوصول إلى الهدف
عن طريق التخطيط الجيد والاستفادة من أخطاء الماضي .
و نقد الذات ليس هروباً إلى الأمام كما قد توحي المقارنة
مع جلد الذات حيث أن الهروب
إلى الأمام يتضمن بعض الشجاعة و لكنه هروب اليائس من النصر
فيفر للأمام لعله يجد حتفه فيرتاح أو لعله لم يجد مهرباً إلى الخلف ففر للأمام .
ونقد الذات يسد الطريق على الهزيمة النفسية التي تأتي من الاستسلام لنوازع ودواعي الفشل و يزرع في النفس بذور المقاومة
والوعي ويمدها بالمناعة والتحصينات اللازمة لمقاومة أعدائها
ومجابهة تحدياتها .
و نقد الذات لا يحتاج إلى حجج أو مبررات أو تسميات
وإنما يستمد قوته من إحساس داخلي عميق بالقوة
وبالقدرة على المواجهة نما من يقين و إيمان تام بأن أسباب القوة
والمواجهة المظفرة كامنة في النفس تحتاج فقط لمجرد استنفار
وليس إيجاد من عدم .
والشعور الإيجابي المتمثل في نقد الذات ينبع من إيمان صادق
ومبدأ ثابت ورغبة حقيقية
في النجاح مما يعطيه الدفعة و القوة والثقة
للوصول إلى الهدف والهدف هنا هو القناعة الذاتية
والتثبت الداخلي من توفر إمكانية النصر و كسب التحديات
وهى الركن الركين
وأهم أسباب القوة فعندما يعرف عدوك أنك لا شك منتصر
فمن البديهي أن يوقن أنه لا شك منهزم .
فلنبدأ جميعا بالنقد البناء لأنفسنا فلا نتركها تتخبط في الخطأ
دون أن نقومها ولكن بحدود
لا تصل لتقريعها وإحباطها.....