كيف افهم الاخرين .؟...علم فن فهم مشاعر الطرف الآخر
________________________________________
لم يستطع أحد فهم تلك الإختلافات أكثر من الكاتب جون غراي في كتابه ( الرجال مختلفون والنساء كذلك )
لقد استطاع أن يصف حالات المودة و العطف التي تنشأ فيما بين الرجل والمرأة بشكل صُوري ,
حينما قال إن الرجال شبيهون بشريط مطاطي , و إن النساء شبيهات بالأمواج .
إنه يشبه المرأة بالموجة , حينما تشعر بأن زوجها يحبها , فيسير شعورها بقيمة ذاتها صعودا تارة , وهبوطا تارة أخرى , كالموجة تماما
وحينما تكون حالتها ممتازة جدا , فستبلغ في نقطة ما .. أقصى ذروة لمزاجها الممتاز ,
غير أن مزاجها يمكن أن ينقلب فجأة , فينحدر نحو الهبوط , غير أن هذا الوضع مؤقت ومحدود زمنيا ,
وحينما تصل لأدنى درجة من درجات مزاجها , فسيبدأ المنحنى بالصعود مجددا فستعلوا الموجة من جديد.
( إن مقدرة المرأة على تبادل مشاعر الحب في إطار تعكس حالة شعورها بقيمة ذاتها )
, فحينما تكون حالة المرأة ممتازة تماما , ولا تمانع في أن تعاني بعض الشئ , فهي مستعدة تماما لأن تتقبل وتقدر سلوك زوجها ,
أما حينما يكون مزاجها في أدنى درجاته, فمشاعرها هنا بغاية الحساسية وهي تحتاج للمزيد من الحب والتفهم ,
ويخشى الرجل عموما من حالات كهذه لدى زوجته ,
لكونه لايعرف هنا كيف يمكن له أن يساعدها , فعجز الرجل هنا ينعكس ,
إما في شكل عنف , أو في شكل تجاهل مصحوب بأمل عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه .
إنه لمن المهم جدا أن يفهم كل من الزوجين ما يحتاجه الآخر , وإلا فمن الممكن أن تنشأ للرجل هنا متطلبات لا يمكن أن تحققها المرأة ,
فغالبا ما يكون الرجل منهمكا بمشاكله على نحو يجعله يعتقد دوما
أنه السبب الأول والأخير لتغيير مزاج زوجته ,
إنه يعتقد دوما أنه السبب الأول والأخير لما تبادله زوجته به من مشاعر
إنه يظن أنه هو السبب المباشر في سعادتها أو شقائها .
يمكن أن ينتاب الرجل شعورا بالإحباط الكلي حينما
يعجز عن معرفته ما يمكنه أن يفعل لتحسين مزاج زوجته ,
أو حينما يشعر بأن أصابع الإتهام موجهة نحوه وأن عليه أن يدافع عن نفسه ,
إنه لا يستطيع أن يفهم مدى معاناة زوجته و بواعث تلك المعاناة .
كما هو الحال بالنسبة للرجل, فكذلك ينبغي بالنسبة للمرأة أن يتم الوصول أولا لنقطة معينة ,حتى يعود لديها الحال كما كان من قبل ,
تحتاج المرأة عموما لمن يستمع إليها و يواسيها بمنتهى الصبر , بمعزل عن اي ضغوط خارجية ,
• إنها بحاجة لمن يبادلها مشاعر الحب والحنان
.
تحتاج المرأة لأن يمنحها زوجها مشاعر الحب والعطف والحنان , حينما تكون حزينة جدا على وجه الخصوص ,
يمكن أن يحصل أن تتجه الأمور نحو الأسوأ حين التحدث مع بعضهما البعض ,
إنها تميل هنا بحكم طباعها لأن يسوء حالها ,
الأمر الذي يعني ,
أنه من الضروري أن تصل من قبل إلى أدنى درجات مزاجها , حتى يتسنى لمنحى المزاج لديها هنا بالصعود من جديد ,
كل نزول يليه بالضرورة صعود
أما هو فيأمل في كل مرة أن يكون هذا النزول لديها هو النزول الأخير , الذي لا نزول بعده ,
كم سيكون مقدار خيبته فعلا, حينما يهبط مزاجها مجددا بعد أسايبع قليلة و حيث تكون مشاعرها وعواطفها هنا في أسوأ أحوالها ,
وحيث ستعود مجددا للحديث عن مشاكلها ومعاناتها القديمة, ويسعى الرجل هنا جاهدا لأن يكون تعامله مع زوجته أفضل ما يمكن ,
ومع ذلك فلا مفر بالنسبة لها , من الوقوع من حين لآخر , في أدنى درجات سوء المزاج .
أما حينما لا يفهم هو , أو لا يريد أن يفهم تلك الآلية الشبيهة بالموجة ,
فهنا سيكون من الصعب حتما بالنسبة له أن يفهم مشاعرها , وأن يعمل على تحسينها حينما تسوء أحوالها
، أما حينما تشعر , في أوقاتها الحرجة تلك , أنها مشمولة فعلا برعاية زوجها
وعنايته وحبه وعطفه إزاءها فستبدأ أحوالها تتحسن من جديد .
والشعور بالرعاية و الحماية هبة حقيقية كبرى , وهو أجمل ما يمكن أن تتسم به علاقة الحب المتبادل ,
إن التقلبات المستمرة في أوضاعها ومزاجها , ستخف حدتها بالتأكيد , حينما يبادلها زوجها مشاعر الحب والحنان ,ويساعدها في محنتها ومعاناتها ,
ومهما خفت حدة تلك التقلبات العاطفية , فهي بالتأكيد لن تختفي كليا !
ويتقلب الرجل في سياق علاقته الزوجية فيما بين الأقتراب والأبتعاد ,
أما المرأة فتتقلب فيما بين أقصى حدة عواطفها و أدنى حدتها ,
هو يعمد إلى الإنزواء ,
أما هي فتقع في فراغات عاطفية قاتمة وكبيرة ,
غير أنهما يعودان فيلتقيان معا من جديد من خلال تفهم كل منهما للآخر بقلب كبير .