الاعصاب :
الأعصاب شبيهة بأسلاك الهاتف ، تصل ما بين جهاز الأعصاب المركزى ( الدماغ والحبل
الشوكى ) وسائر أجهزة الجسم وإذا أصيب إنسان ما بأعصابه ( انهيار عصبى مثلاً يصبح
عاجزاً عن التحكم فى عواطفه ، ويفقد الرغبة للطعام ويغتاظ لأدنى سبب مع أرق ، بكاء ،
فزع ورغبة بالاعتزال وسرعة فى خفقان القلب ، دوار ، صداع , إن الإنسان المتوتر عصبياً
( النرفزة ) يشعر بتأثير ذلك فى معدته ، ولذلك على الإنسان ولكى يحافظ على صحة
أعصابه عليه :
- تجنب المشاعر العنيفة والأحاسيس المثيرة للحقد .
- تجنب القمع والأخضاع والضغوط .
إن الحياة مليئة بالتوتر والضغوط والانفعال والكبت والقهر والأعياء وقد يشارك فيها الأطفال
تبعاً لحياة ابائهم وأمهاتهم المضطربة وما يتنازعهم من قلق واضطراب وخوف إضافة إلى
ما يعذبهم من فروض وواجبات مدرسية . يعتبر المرض العصبى من أسوأ الأمراض التى
تصيب الإنسان ، فقد يؤدى إلى فقدان تدريجى للطاقة الإنسانية وإدارة الإنسان وعنفوانه . وقد
تتنوع أمراض الأعصاب فمنها ( العاطفى ، الوسواس ، والملنخوليا ، وتوغر الصدر والعقد
النفسية ومرض النيورستانيا ) .الأعصاب تتحكم بالدماغ وبسائر الأعضاء ، وتنظم حياة
الجسم وتؤثر فى الغدد ونشاطها ، وكل ما يحدث فى الجسم ويتوقف على الشبكة العصبية (
كل فكرة ، رأى ، عمل ، مرض ) كل هذه تـنبع من الأعصاب وتـنشأ فيها . فالجهاز العصبى
يتولى تسيير دفة حياتنا فى المجتمع وتوجيهها , فهو في ( تنفسنا ، دوران دمنا ، نشاطنا الواعى
واللاواعى والعقلي) ويقسم الجهاز العصبى إلى قطاعين رئيسين :
1 - الجهاز السمبتاوى : هوالذى يتحكم فى عمل أعضائنا الباطنية وغددنا الباطنية إنه مستقل عن سيطرتنا الواعية ولا يتقيد بإرادتنا . وإذا اضطرب هذا الجهاز تعم الفوضى الجسم و العقل وهو شبكة من الأعصاب منتشرة أمام العمود الفقرى بتجويفى الصدر والبطن تتخللها عقد عصبية ، وهذه الشبكة تتصل بالحبل الشوكى ومركزها الرئيسى فى النخاع المستطيل . وكل عضو من الأعضاء الحيوية بالجسم تسيطر عليه شبكة من الجهاز السمبتاوى ، وهو قسمين ، ومفعول كل قسم عكس الآخر ، فإذا تهيج القسم الآخر تقل ضربات القلب ، والحركات الطبيعية فى الأحشاء تسير سيرها الطبيعى بتوازن السيطرة بين قسمي هذا الجهاز.
2 - الجهاز العصبى المركزى : والذى يتحكم فى حركاتنا الإرادية الاختيارية إن الإسراف الشديد فى العواطف والمشاعر والهياج والهموم والتعقيدات تستحث مراكز الأعصاب السمبتاوية مما يفسح المجال أمام الكثير من العلل الخفية ويبدأ الإنسان يعانى من شعور عام بالوهن والانحلال كما قد يتأثر الجهاز العصبى الآخر ( الجهاز المركزى ) .
لدى كل إنسان : عقل واعى وعقل لا واعى وهما على اتصال دائم ، والعقل اللاواعى هو
مركز الغرائز والعواطف والسلوك المتوارث .فهو يؤثر فى الجسم لأنه يتصل بالعقل الواعى عن طريق الأعصاب ، وحيث أنه لايوجد عضو فى الجسم أو جزء مستقل عن الأعصاب وبالتالى عن العقل .
أما العاطفة فقد تحدث تأثيرات وتفاعلات جسدية وعقلية مثل فقدان للذاكرة أو دوار ، أو
اضطرابات معوية أو تصيب عرق ...
يقال بأن فلاناً عصبى ( أى صاحب مزاج عصبى ) هذا لا يعنى أنه مصاب بعلة عصبية ،
فالمزاج ميزة ينفرد فيها كل فرد من الناس ، ومنذ القديم صنف الإنسان إلى أمزجة عصبية
أربعة هى :
1- المزاج الغاضب ( سريع التهيج ، طائش ، عدوانى ، متهور ، هزيل ، يتألم بصمت ،
يكون عرضة للأمراض الهضمية ) .
2- المزاج الفاتر (هادئ ، وادع يخاف من الأم ، يتأثر بآراء الغير )
3- المزاج الدموى ( ميال للرخاء وحبة للطعام ).
4- المزاج العصبى ( عاطفى لا يحب مظاهر الحياة الخارجية ، سريع التحول إلى القلق
والاضطراب ، ذكى ، ديناميكى ، يكتم كل شئ فى نفسه وهو أكثر نزوعاً إلى الكآبة