الرئيسيةالعابأحدث الصورالتسجيلدخول
اخر موضوع
الوقت
العضو
الخميس يناير 13, 2022 6:00 pm
الأربعاء أبريل 01, 2015 1:00 pm
الخميس مارس 26, 2015 5:49 pm
الإثنين مارس 23, 2015 5:50 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:34 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:33 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:22 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:21 pm
الأربعاء نوفمبر 05, 2014 12:46 pm
الثلاثاء نوفمبر 04, 2014 2:41 pm











 

 للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 5:56 am

ما هو القهم العصبي؟
القهم
العصبي هو: خلل نفسي جسدي ينجم عن وهم الفتاة ـ في سن البلوغ غالبا - بأن
جسمها سمين، بالرغم من النحول الظاهر عليها، الأمر الذي يثير فيها هواجس
تتعلق بالطعام، فيقودها إلى الحد (التقليل) المقصود من تناوله.

.

وتظهر
أعراض القهم العصبي جلية عندما ينقص الوزن يما يعادل 15% أو أكثر عن الوزن
الطبيعي المفترض، بسبب رفض الأكل واتباع ريجيم غذائي شديد، خوفا من
السمنة، رغم أن الفتاة تشارك في تحضير الولائم والعزائم للآخرين.

المضاعفات والأعراض

قد
يؤدي القهم العصبي إلى سوء التغذية، والنحول، وصغر حجم المبايض، وتوقف
الدورة الشهرية؛ ويصبح الجلد رقيقا، جافا غير مرن، شاحبا، باردا؛ ويصبح
الشعر جافا متساقطا بسهولة.


وقد
تصاب الفتاة بالإسهال المتكرر المميت؛ نظرا لعدم قدرة الجهاز الهضمي على
امتصاص المواد الغذائية. ويظهر فقر الدم، ويصغر حجم القلب، وينخفض ضغط
الدم، وتقل المناعة، وتتعرض المصابة إلى المعاناة النفسية مثل الاكتئاب، أو
الانتحار، وقد تؤدي الحالة الشديدة للموت.


العلاج

إن
بعض حالات القهم العصبي تحتاج إلى إدخال المريضة للمستشفى، وإخضاعها إلى
تغذية إجبارية فموية أو وريدية مدة طويلة، خوفا من تعرضها للموت؛ لأن أجهزة
الجسم قد تصبح عاجزة عن العمل بعد تعرضها للجوع الشديد مدة طويلة.


يجب
الشروع في إعطاء السوائل مثل الحليب، والعصائر والشوربات المصفاة بكميات
متدرجة صغيرة متكررة يوميا لعدة أيام، حتى لا تعرض المصابة للإسهال، للحصول
على زيادة في الوزن تعادل 1.5 إلى 2 كيلوجرام أسبوعيا، وحتى يصل وزن
الفتاة للوزن الطبيعي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 5:56 am

رسالة لأهل مريض الوسواس القهري


إن وجود مريض بالوسواس القهري في الأسرة أمر مؤلم ومن الممكن أن يؤدي إلى
تناثر الأسرة وتمزقها وسوء فهم خطير بين أفرادها، وكثيرا ما يتساءل أهل
مريض الوسواس القهري عن كيفية التعامل معه أو معها، وكثيرا ما يخطئون في
طريقة التعامل تلك خاصة عندما يكونون على غير وعي بحقيقة أنه مرض أو على
غير وعي بطبيعة ذلك المرض، وفي هذا المقال يقدم لنا الدكتور محمد شريف سالم
بعضا من أهم النصائح المفيدة لأهل المريض إضافة إلى إجابات على عديد من
الأسئلة التي تواجه أفراد أسرة مريض الوسواس القهري.
.

1 - التدعيم:
وذلك بما يستطيع كل فرد من أفراد الأسرة عمله للتعامل مع الضيق المتكرر
والمشاعر المتصارعة تجاه المرض والمريض. فهذا المرض يرهق ويؤذي مشاعر
العائلة وربما يتخذون مواقف وسلوكيات مدمرة لمريضهم إما بالسخرية أو
الإهمال أو العداء الصريح أو حتى منعه من العلاج.

2 - احصل على الحقائق:
وذلك بتعلم أقصى ما تستطيعه عن هذا المرض فإن القلق يتضاءل بتحصيل الحقائق والمعلومات عنه. ويمكنك الإطلاع على ذلك من خلال موقعنا.

3 - تخلص من اللوم:
إن الخجل والإحساس بالذنب ولوم النفس بين أفراد العائلة يعوق العلاج الجذري
لهذا المرض، فقد لوحظ تعود الناس على لوم أسباب هذا المرض وإيعازها إلى
التنشئة غير الكافية للأطفال أو وجود بيئة عائلية غير مستقرة والحقيقة أنه
لا يوجد ثمة دليل على علاقة التفاعلات العائلية المبكرة بأسباب هذا المرض
ولكن الحقيقة أن الوراثة والعوامل البيولوجية هي المتهمة الأولى في هذا
المرض وليست الوحيدة ولا يجب أن تشعر العائلة بالخجل لهذا المرض أكثر مما
يحدث لو كان المرض هو مرض السكر أو القلب أو أي مرض مزمن آخر.

4 - لا داعي لإخفاء المرض والمريض:
أو الخوف من ازدراء الآخرين باعتبارهم آباء سيئين أو إخوة أو أخوات وهنا لا
تدع جهل الآخرين يُملي عليك مشاعر حول وجود مريض في عائلتك وتكلم بحرية مع
هؤلاء الذين تعتقد أنهم قادرون على الفهم والدعم. وابدأ في تعلم المزيد
حول المرض وشارك مع أفراد عائلتك في المعلومات التي تجدها عن المرض.

5 - دع الغضب:
تقبل حقائق عائلتك كما هي. حاول تغيير ما يمكن تغييره ولا يعني قبولك هذا
ألا تفعل شيئاً ولكنه يعني أن تبذل الطاقة في إيجاد حل بدلا من بذلها في
الغضب والرفض واستبدال الغضب بالمسامحة لابنتك ولنفسك فأنت لم تفعل شيئاً
سببه لها المرض ولا تستحق ذلك فهو ببساطة مرض.

6 - سيطر على المشاعر التي يجب أن يفهمها الآخرون أيضاً:
فليس هناك أحد مجبر على أن يشعر أو يفعل كما تفعل أنت لمجرد أنك ترغب منهم
ذلك. جهز نفسك بالحقائق والمعلومات والمواد التعليمية بمنزلك وشارك ما
تعرفه من معلومات مع أفراد العائلة المهتمين بذلك دونما تهديد أو وعيد
وبطريقة متدرجة.

7 - توقع وتقبل المقاومة:
بسبب قلة الفهم عن الأمراض النفسية فكثير من أفراد عائلتك لديهم قناعتهم
المسبقة وأفكارهم عن أسباب الوسواس القهري. ولذا فيجب أن تتوقع "مقاومة"
حتى لأفضل وأحدث مصادر المعلومات. يمكنك أن تحاول ولكن لا تتوقع أن تغير
المواقف الحصينة هذه ويجب أن تقاوم أن ترى أقصى المواقف المضادة والأفراد
المتحيزين لموقفهم على أنهم مخطئين أو "سيئين". فقط هم لم يتعلموا بعد ومع
الوقت فبالصبر والمثابرة يمكنهم تغيير أشد المواقف الحصينة.

8 - كن مستمعا جيدا:
لا تحاضر. فأخوة الطفل المصاب بالوسواس القهري لديهم في أعماقهم أمور
عميقة، مثل الغضب المكتوم والإحساس بالذنب والرفض وتلك تحتاج لإرشاد تخصصي.
فبكلامك عن هذه المشاعر والتزود بالمعرفة عن المرض يجعلهم أكثر عرضة
لمقاومة إبداء تعليقات مؤذية أو محرجة.

كيف يمكن لأفراد العائلة مساعدة المريض في البرنامج العلاجي:
1 - التواصل مع الفريق الطبي وفيما بينهم
استمر في التواصل ببساطة ووضوح واعلم أن أعراض مرض الوسواس القهري تتزايد
وتتضاءل. ضع هذا في اعتبارك عندما يبدو المرض أشد مما هو معتاد. قلل من
توقعاتك في الوقت الحالي وقم بتشجيع كل واحد في العائلة على التعبير عن
مشاعره حول كيفية تأثر العائلة بالمرض. ومع الجميع يجب تذكر تلك الأوقات
التي بدأ فيها المرض سيئاً ولكن بعد ذلك جرت الأمور إلى الأفضل.

2 - لا تشارك في الطقوس القهرية:
إن أحد الوسائل السلبية التي يزيد بها أفراد العائلة الاضطراب الذي يحدث
بسبب سلوكيات الوسواس القهري داخل العائلة هو المشاركة فيه. فالمشاركة
(والتي تدعى أيضاً "التمكين") هو وسيلة العائلة لجعل السلام "مستمرا" في
مواجهة المتطلبات المستمرة للمريض وذلك للتخفيف السريع في حينه للقلق
الوسواسي. وغالبا ما يعتبر "التمكين" هذا هو الخندق الأخير لأقل مقاومة
للأفعال القهرية والتي هي خارج نطاق سيطرة العائلة ومسببة للتمزق داخلها.
ومع ذلك فإن النتيجة (التي تعتبر كارثة) للتمكين من المشاركة في الطقوس
الوسواسية هي تدعيم أعراض الوسواس القهري وتقويتها بسبب العائلة المنغمسة
فيها.

وهذه وسائل المشاركة المعروفة في السلوكيات القهرية من قبل أفراد العائلة:
- الإجابة بـ "أنكِ مؤمنة وغير كافرة وأنكِ بكر" في كل مرة تطلب فيها التطمين وتكرر طلبه وسؤاله هل من الممكن ألا أكون بكر؟
- طمأنة المريضة (والذي يستغرق ساعات لتتأكد أنها على ما يرام) أو مساعدتها في طقوسها.
- تكرار طمأنتها بأنها لم تؤذِ نفسها أو غيرها.
- الاستسلام للمطالب المستمرة والمرهقة للمريض الذي يطلب الطمأنة باستمرار
أن هذا الشيء "صحيح" أو لا بأس به أو مؤذى أو خطير.. وهكذا وحتى تصل إلى
"الصحيح" فإن طلبه يتكرر مرات ومرات.

كيف نوقف "تمكين" الوسواس القهرى؟
هل يجب عليك فجأة التوقف عن الطمأنة والمشاركة في الطقوس؟ محتمل لا فالتوقف
عن "المشاركة" بدون أن تجهز المريض لذلك قد يؤدي إلى قلق هائل وتمزق شديد
لمشاعر المريض. وأفضل الخطط أن تتعاون على مخطط مع المريض قبل أن تبدأ في
الانسحاب من هذه الطقوس. وأمثل الطرق لذلك هو الوقت الذي يكون فيه المريض
مستعدا لبداية "البرنامج العلاجي" ويمكن هنا اللجوء لمساعدة الطبيب النفسي
فهذا سيكون ذو فائدة كبيرة.

كيف تتعامل مع "الباحث عن التأكيد" الوسواسي ؟
البحث الوسواسي عن "التأكيد" هو في الواقع عرض مزعج لمرض الوسواس القهري
والذي يقع في شباكه أفراد العائلة وهو يحدث في الترتيب الآتي:
1 - الوساوس المقلقة وتطفلها:
يعاني المريض من فكرة وسواسية والتي من الممكن أن تكون غالبا حول فكرة مخيفة أو غير مريحة مثل:
* السب على المقدسات وكل ما هو جليل في الدين الحنيف.
* الإحساس بالذنب تجاه ألعاب الطفولة.
*أفكار التشكيك في الدين والأفكار التي ُتخرج من الإيمان (في نظرك).
* الإحساس بأنكِ تعبدي شخص ما بسبب احترامه أو الاهتمام به.
* التساؤل عن أهمية الصلاة والصيام ووجود أفكار سيئة عنهما.
* الخوف من فقد العذرية.
* الخوف من غش وخداع زوج المستقبل.
* الخوف من نذر النفس وعدم القدرة على الزواج.

2 - صدمة ورجة القلق:
عندما تهجم الفكرة فإنها تسبب ضيقا شديدا وتحت وطأة القلق البالغ فإن
المصابين بالوسواس القهري لا يملكون القدرة على تهدئة أنفسهم أو إزاحة هذا
الضيق الذي تسببه الفكرة من خلال "الحديث المنطقي للنفس" أو "الانعكاس على
النفس" بطريقة منتجة.

3 - الإلحاح على تهدئة التوتر:
بدلا من تهدئة النفس فإن هؤلاء المرضى يبحثون بإلحاح غير مسيطر عليه عن
التهدئة في الحال من خارج أنفسهم على هيئة سؤال وضع لغرض التأكيد اللفظي
وذلك لشخص موثوق في أنه سيريحهم أو لشخص مسئول.

4 - الحصول على التثبيت:
يقوم فرد من أفراد العائلة مستشعرا هذا القلق الشديد بتقديم التأكيد اللفظي
والمعنوي لتهيئة هذا الشخص فمثلا يقول:" أنتِ لستِ كافرة" أو "أنتِ مازلتِ
بكر" وبالرغم من هذا فإنه يجب تكرار ذلك مرات حتى يهدأ القلق الذي سببته
الفكرة و يشعر مريض الوسواس بتحسن ولكن مؤقت.

5 - مرات ومرات أخرى:
وتبدأ الدائرة بعد ذلك. فإن هذا النموذج يصبح راسخا ومتأصلا ويصبح عادة مكتسبة لا يمكن كسرها إلا بالعلاج.

ولكي تتعامل فعلا مع الباحث عن التأكيد الوسواسي هذا هو جوهر العلاج
المعرفي السلوكي وهذا ما سوف تتعلمه من الطبيب النفسي وإن كان لك أسئلة
أخرى من الممكن عرضهاعلى الموقع ونحن معك بقلوبناوعقولنا ونتمنى لكَ ولابنك
أو ابنتك كل سعادة وعافية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 5:57 am

هل يختلف الضغط النفسي عن القلق؟


- الضغط النفسي هو رد فعل الجسم على خطر خارجي أما القلق فهو رد فعل على منبه أو مثير داخلي.
-الضغط النفسي يمكن أن يكون ملائما ومفيدا أو غير ملائم ومؤذي ولكن القلق هو دائما سيئ التكيف وغالبا مؤذي .
- وإذا كان الضغط النفسي هو الهرب أو الصراع، فان القلق هو الرعب.
وبعيدا عن عدم وجود خطر واضح، فإن القلق يقلد الضغط النفسي. فأعراضه
الذهنية تتراوح بين تشوش البال والنزق والعدائية ومشاعر الخوف، أو السأم أو
الرعب فالعضلات تتوتر، مؤدية إلى التململ، وانقباض عضلات الوجه، وآلام
الرأس و الرقبة والظهر.
ويجف الفم كما يترافق ذلك بالإحساس بوجود كتلة في الحلق تجعل البلع صعبا ويمكن أن تسبب عضلات الفك المشدودة ألما في الفك .
ويمكن أن يصفر الجلد، ويعرق، ويندى.
أما أعراض الأمعاء فتتراوح من ارتعاش المعدة إلى حرقة المعدة، أو التشنج أو الإسهال ويكون النبض السريع مألوفا، شأنه شأن ضيق الصدر.
وكذلك يكون التنفس السريع نموذجيا، ويمكن أن يترافق أحيانا بالتأوه أو السعال المتكرر.
وفي الحالات القصوى يستطيع فرط التنفس أن يؤدي إلى تنمل الوجه والأصابع، وتشنج العضلات، وخفة الرأس، وحتى إلى الإغماء.
لحسن الحظ أن معظم نوبات القلق تكون قصيرة وملطفة
والخوف المسرحي هو مثال جيد، فما أن يفتح الستار حتى يزول؛ وكذلك فإن نوبات
القلق الخفيفة تزول تلقائيا أو بنتيجة تحسن الظروف، أو التشتت الذهني أو
التمارين البدنية.
ولكن عندما يكون القلق طويل الأمد أو قاسيا فإنه يمثل مشكلة أكثر خطرا وتتطلب تدخلات أكثر حدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 5:57 am

كيف تتعامل الأسرةُ مع المريض بالوسواس القهري

أولاً: كيف نعرفُ أن في أسرتنا مريضٌ بالوسواس القهري؟

لعلَّ أهمَّ نقطةٍ في هذا الموضوعِ هوَ أن تعرفَ الأسرةُ بادئَ ذي بدء أن
واحدًا من أفرادها مريضٌ بالوسواس القهري، علمًا بأن هناكَ حالاتٌ لن تعرفَ
الأسرةُ فيها أن أحد أفرادها يعاني كل هذه المعاناة،
وذلك لسببين:

-1- السبب الأول هوَ أن الكثيرَ من أعراض الوسواس القهري إنما توضعُ على
نفس المتصل الذي توجدُ عليه التصرفات الإنسانيةُ العادية فهيَ نظافةٌ أو
هيَ حرصٌ أو دقةٌ أو انضباطٌ أو هيَ اهتمامٌ أو هيَ انشغالٌ لكنهُ زائدٌ عن
الحد، أي أنهُ على نقطةٍ متطرفةٍ من المتصل، والتفريقُ بينَ ما هوَ طبيعي
وما هوَ غيرُ طبيعي يحتاجُ إلى وضع حدٍّ فاصلٍ نتفقُ عليه جميعًا وذلك في
حد ذاته صعب! لكنَّ من الممكن أن نعتبرَ من وجود تأثيرٍ سلبيٍّ لأيٍّ من
هذه الصفات على أداء الشخص لواجباته الأسرية أو الوظيفية أو الاجتماعية أو
وجودَ معاناةٍِ شخصيةٍ واضحةٍ بسبب هذه الصفات بدايةً للتداخل بين ما هو
طبيعي وما هوَ مرضي.

-2- والسببُ الثاني هوَ أن الكثيرَ من المرضى كما ذكرتُ من قبل يعانونَ في
صمت ويكتمون سر معاناتهم خوفًا من اتهامهم بالجنون ومعظم هؤلاء طبعًا
يعانون من أفكار اجترارية Obsessive Ruminations ومن أفعال قهريةٍ من النوع
العقلي Mental Compulsions وهوَ ما يسمحُ لهم بالمعاناة في صمت دونَ أن
يحسَّ أحدٌ من المقيمين معهم في نفس البيت إلا بأنهم يعانون من الأرق أو
التوتر وهكذا، لكنَّ معظمَ الطقوس القهرية الحركية يصعبُ إخفاؤها خاصةً وأن
معظمها يتعلق بالنظافة والتكرار، وبالتالي فإن من السهل ملاحظةَ قيام
الشخص بغسيل يديه أكثر من الشخص العادي، ومن السهل ملاحظةَ قيامه بالتحقق
من أدائه للأفعال التي يفعلها الناسُ كلهم ببساطةً ولا يحسون بالرغبة في
التحقق أو التأكد من فعلهم لها والمثل الشائع هنا هو التحقق لأكثر من مرة
من إغلاق الباب أو القفل أو أنبوبة الغاز، وهناكَ أيضًا من يلاحظُ اضطرارهم
إلى العد أثناء قيامهم بأعمالهم اليومية، وهناكَ من يبدونَ تخوفًا وتجنبًا
مثلا من لمس الأشياء التي يلمسها الناسُ عادةً بلا خوف ولا قلق بل ربما
بفرح مثل الأوراق النقدية المستعملة!

وأما من هم أكثرُ عرضةً للوسوسة في صمت فهم الأطفالُ لأنهم في كثيرٍ من
الأحيان لا يعرفونَ أن شيئًا غير طبيعيٍّ يحدثُ لهم، ويحتاجُ الطفلُ إلى
فترةٍ طويلةٍ من الوقت لينتبه إلى اختلافه عن أقرانه أو ربما نبههُ أحدهم
لذلك، وربما يلاحظُ المدرس في المدرسة قبل الأهل أيضًا، وكما بينا في مقال:
اضطراب الوسواس القهري في الأطفال يمكنُ أن يلاحظَ الوالدان بعض العلامات
على الطفل تجعل من الحاجةِ إلى ملاحظة تصرفاته بشكلٍ أدق أمرًا لا بد منه.

ثانيًا: كيفَ نتصرف في المرحلة الأولى بعد اكتشاف المرض؟
ولنفترض أن الأسرةَ عرفت أن أحدَ أفرادها يعاني من اضطراب الوسواس القهري
ما هوَ الأسلوبُ الذي يجبُ اتباعهُ لكي يصلوا به إلى بر السلامة والأمان؟
من المفروغِ منهُ بالطبع أن لجوءهم للطبيب النفسي هوَ أولُ ما يجبُ فعلهُ،
ولكنَّ الغرضَ الأساسي من هذا الفصل هو بيانُ كيفيةِ التعامل مع المريض
الذي يحاولُ إشراكَ أهله في الطقوس القهرية، سواءً أكانت في شكل أسئلةٍ
يظلُّ يسألها ويكررها ويطلبُ الإجابةَ عليها لكي يطمئنَّ هل نجيبُ عليه
ليطمئنَّ أم نتركهُ ليخبطَ رأسهُ بالحائط؟ وإذا تمثلت الأعراضُ في شكل طقوس
معينة في الغسيل أو الوضوء أو غير ذلك، وماذا يكونُ ردُّ الفعل في حالةِ
ما إذا طلب المريضُ من أعضاء الأسرة الالتزام بقواعدَ معينة في أدائهم
للأنشطة اليومية العادية، أعتقدُ أن من المفيد أن أتكلم بشكلٍ فيه تحديدٌ
أكثرَ لأن كون المريض هو أحد الأبناء يجعل الكلام مختلفا عن كونه أحد
الوالدين، ويختلف الكلام كذلك بناء على مَن مِن الوالدين هل هيَ الأم أم هو
الأب؟.

-1- في حالة الأبناء: عادةً ما تتمثلُ المشكلةُ هنا في خوف الوالدين على
الطفل أو المراهق من أن يصبحَ مريضًا نفسيا، ولعل لذلك الخوف ارتباطًا
وثيقًا بالنظرة السلبية الموجودةِ في مجتمعاتنا العربية، والموروثة أصلاً
عن الغرب رغم ما يعتقدهُ الكثيرون من أن الغرب ليس لديهم مشاكلُ من هذه
الناحية والحقيقةُ أن النظرة السلبية للمرض النفسي والطب النفسي بالتالي
هيَ موروثٌ غربي تلقفتهُ المجتمعات العربية التي انفصلت عن تاريخها تماما،
المهم أن الكثيرين من الآباء والأمهات يطلبون من الطفل أو المراهق الكف عن
أفعاله التي لا معنى لها وهم يتهمونه بأنهُ يستطيعُ أن يمنع نفسه وأن
الأمرَ كله بيديه! وهم في ذلك واهمون طبعًا كما أن بعض الآباء والأمهات
يرون في قدرة المريض أحيانًا على التحكم في أفعاله القهرية دليلاً على أن
الأمرَ كلهُ بيديه! وهذا ما يسببُ الكثيرَ من الألم للمريض، وعلى العكس من
ذلك نجدُ بعض الآباء ومعظم الأمهات يستسلمون تمامًا لكل ما يطلبهُ الطفلُ
أو المراهقُ فيفعلونَ ما يريحُ ابنهم من العذاب بمعنى أنهم يشاركونهُ في
إتمام الطقوس القهرية أو يلتزمون بالقواعد التي يضعها لهم فأنا أعرفُ أما
كانت تغسلُ رغيفَ العيش الذي ستأكلُهُ بنتها بالماء والصابون! ثم تقوم
بتسخينه على النار لكي يكونَ معقمًا بالشكل الكافي!! وفي الحالة الأولى
يتعذب المريض دون فائدة تذكر، وفي الحالة الثانية يكتشف الأهل بعد فترة أن
استسلامهم لأعراض ابنهم أو ابنتهم لا يساعدُ بل يضرُّ وينتجُ عنهُ تعميمٌ
للأعراض وتضخيمٌ للمخاوف والشكوك وتعظيمٌ للشروط، فمثلاً في المثال الذي
ذكرته والذي كانت الأم تغسل فيه العيش لابنتها بالماء والصابون ثم تسخنه
أصبح ذلك غير كاف من وجهة نظر البنت بعد ثلاثة شهور من ممارسة الأم لذلك،
وطلبت من أمها أن تستخدم الكحول الأبيض بعد الماء والصابون وهنا خافت الأم
لأنها تعرفُ أن الكحول مسكر وكل مسكرٍ حرام! إذن الاستسلام لا يحل المشكلة.

والمطلوب من أعضاء الأسرة لكي يكونُ تصرفهم على مستوى المسؤولية هوَ إعانةُ
المريض على مرضه دون تجريح ولا سخرية لأن المريض يجبُ ألا يلام كما أن
العديدَ من ردود الأفعال الأسرية مثل الاهتمام المفرط والحمائية الزائدة
Emotional Over-Involvement كما يتمثل في الاستسلام لرغبات المريض أو عكس
ذلك كالانتقاد Criticism أو العدائية Hostility كما تتمثلُ في اتهام المريض
بأنه يستطيعُ التحكم في تصرفاته ولكنهُ لا يريد أو إلقاءُ اللوم عليه فيما
قد تتعرضُ لهُ الأسرة من مشاكل كل ردود الأفعال هذه التي يتركُ فيها
أعضاءُ الأسرة العنان لانفعالاتهم قد ثبتَ أنها تضرُّ أكثرَ مما تفيد.

-2- في حالةِ الأم/الزوجة: في هذه الحالةِ يكونُ الدور الأساسيُّ في
التعاملِ مع الموقف واقعًا على عاتق الزوج، خاصةً الزوج المتواجد في البيت
طبعًا لأن هناكَ أزواجٌ لا يدخلون البيت إلا للنوم في أيامنا هذه، ويمكنُ
أن يصابَ أحد أبنائه بالوسواس القهري ولا يدري إلا إذا أخبرته زوجته، وأما
عندما يصيبُ الوسواس القهري الزوجةَ فكثيرٌ من الأزواجِ لا يعلمون، وكثيرًا
ما يكونُ علمهم بالأمر هو أول ما يدفعُ الزوجة لطلب العلاج خوفًا من رد
فعل زوجها، فإذا علم الزوج فإن الموقف الذي يجب عليه اتخاذهُ من الأفكار
التسلطية هوَ طمأنةُ زوجته ومساعدتها على العلاج.

وأما الموقف الذي يجبُ عليه اتخاذهُ من الطقوس القهرية فإنه يعتمد إلى حد
كبيرٍ على طبيعةِ تلك الطقوس فهناكَ طقوسٌ تستهلكُ وقتًا كثيرًا من الزوجة
بما يؤثرُ على واجباتها المنزلية وهناكَ منها ما يستهلكُ الإمكانات المادية
للزوج كالإسراف في شراء المناديل الورقية والصابون والمنظفات بوجهٍ عام،
المهم أن الموقفَ المثالي للزوج من الطقوس القهرية هو البيانُ الواضحُ لمدى
قدرته على التحمل واستعدادهُ التام لمساعدة الزوجة في العلاج بشتى صوره
شريطةَ أن تتعاون مع المعالج وأن تلتزم بالعلاج وعليه أن يطمئنَ المريضةَ
وأن يذكرها دائمًا بأن عدم الاستسلام للفعل القهري لن يهد الدنيا وكل ما
سيحدثُ هوَ زيادةٌ مؤقتةٌ للقلق وعليها بعد ذلك طبعًا أن يلتزم بنصائح
المعالج.

والواقع أن المدى الذي يمكنُ أن تصل إليه شدةُ الأعراض القهرية ومدى
تعميـمها على المواقف والأحداث يعتمد كثيرًا على مدى استعداد الأسرة للتحمل
فهناكَ من تشتري ملابس جديدة في كل مرة تخرجُ فيها من البيت لأن الملابس
قد تلوثت بالتأكيد! ولا يمكنُ أن ترتديَها مرةً أخرى، وهناكَ من تكتفي
بغسيل الملابس مرتين بدل مرةٍ واحدة لأنها تعرف أن زوجها لن يشتري لها
بديلاً لما ترميه في الشارع لأنهُ اتسخ! وأضيفُ هنا أيضًا أنهُ في بعض
حالات أفكار التلوث التسلطية يصل الأمرُ إلى اضطرار الزوج إلى تغيير المسكن
بصورة متكررة لأن الأمورَ تصلُّ في كل شقةٍ إلى الحد الذي لا يمكنُ معهُ
استمرارُ العيش فيها فالزوجةُ يصلُّ خوفها من التلوث من هذه الشقة التي
تعتبرها تلوثت بشكلٍ ليس لهُ حل إلى أن تمتنع تمامًا عن تنظيفها لأنها
تخافُ من لمس أي شيءٍ فيها! بل إن هناكَ من تحجمُ عن رعاية أطفالها لأنهم
لا يلتزمون بما تأمرهم به فلا تطبخُ لهم مثلاً، وهناكَ من تحرمُ على أسرتها
أكلَّ اللحم الحيواني لأنها رأت ما يحدثُ عند بائع اللحم من إهمالٍ يمكنُ
أن تتلوثَ الذبيحةُ بسببه وهيَ ترفضُ اللحم برمته نتيجةً لذلك.

وهكذا يمكنُ أن تصبحَ المرأةُ الموسوسة بالنظافةِ عكسَ ما كانت لأنها تعتبر
أنه لا فائدةَ من التنظيف فهوَ لن يزيل التلوث الذي حدث فضلاً عن خوفها من
أن تلوثَ نفسها، ويمكنُ أن يصبحَ حالُ أطفالها يرثى له بعد أن كانت
موسوسةً في اهتمامها بهم، ويعتمد ذلك كلهُ إلى حد كبير على مدى ما تسمحُ به
إمكانات الزوج المادية واستعدادهُ للاستسلام لوساوس زوجته.

وأما موقفُ الأبناءِ في حالة إصابةِ أمهم باضطراب الوسواس القهري فهوَ
موقفٌ لا يحسدونَ عليه خاصةً في المرحلة الأولى أي في مرحلة اكتشاف أن ما
تفعلهُ الأم من تصرفاتٍ تبدو غريبةً أو مبالغًا فيها هو علامةٌ من علامات
المرض النفسي فهم من جهةٍ لا يستطيعونَ إخبارها بأنها مريضةٌ نفسيًّا خوفًا
من أن يتهموا بقلة الأدب وهم في نفس الوقت من جهةٍ أخرى لا يستطيعونَ
دائمًا طاعتها في كل تحكماتها ومتطلباتها، ولا ننسى بالطبع أنها الأم التي
تجبُ طاعتها بحكم الدين، ولكن هل معنى ذلك أن عليهم طاعتها؟ وإلى متى تجبُ
عليهم طاعتها؟.

إن هناكَ حالاتٍ رأيتها بعيني رأسي كانَ على الأولادِ فيها إن أرادوا
الحياةَ في البيت كأبناء للأم أن يلتزموا حرفيا بتعليماتها والتي كان منها
على سبيل المثال لا الحصر: الخروجُ من باب البيت ممنوعٌ في يوم الجمعة (لأن
فيه ساعةُ نحس!!) والدخول من باب البيت يجبُ أن يكونُ بالقدم اليمنى ومن
باب الشقة إلى باب الحمام حيثُ يتمُّ خلعُ الملابس كلها والاغتسال ثم غسيل
المفاتيح، وهكذا، وكانَ على البنت ألا تجلسَ مباشرةً على المقاعد الخشبية
في الجامعة بل كان عليها أن تقوم بفرش مجموعةٍ من المناديل الورقية قبل
الجلوس لكي لا تخالف أمها وهكذا، وهناكَ حالاتٌ تتسببُ أفكارُ التلوث
التسلطية فيها إلى العزلة الاجتماعية التامة للمريض وللأسرة أيضًا فهم لا
يفتحونَ باب البيت لأحد لأن الأم لا تثق في نظافته مثلاً وحتى في حالة
ثقتها في نظافته أو في كونه سيلتزمُ بقواعد الوجود في الشقة فيلمس كذا ولا
يلمسُ كذا على سبيل المثال، وأحيانًا يقاوم أعضاءُ الأسرة ذلك لكنهم كثيرًا
ما يستسلمون لأن النتائج المترتبةَ على عدم طاعتهم للأوامر دائمًا ما
تكونُ أسوأ من طاعتهم للأوامر.

ومعنى ذلك أن هؤلاء الأبناء يوضعونَ في صراعٍ مستمرٍّ ما بينَ رغبتهم في
الحياة بشكلٍ طبيعي وبين التزامهم بتعليمات الأم وبين اضطرارهم للكذب عليها
أحيانًا أو باستمرار، إن على الأبناءِ أن يستعينوا بالأب أو بالخال أو
بالعم (أو من هم في مقامهم حسب الظروف الخاصة بكل أسرةٍ) في مثل هذه الحالة
لأن تركَ هذه الأمور لا يؤدي إلى هدوئها وإنما بالعكس إلى تفاقم المشكلة.

-3- في حالة الأب والزوج والعائل الوحيد: وهنا أصعبُ الأوضاع لأن الزوجَ
هوَ الآمرُ الناهي وهو السيد المطاع في معظم البيوت العربية وليسَ كلُّ
مريض بالوسواس القهري يعترفُ أمامَ نفسه وأمام الآخرين بأنهُ مريضٌ نفسي
ولعلها هنا تكمنُ المشكلةُ فلو أن الأب على استعدادٍ للاعتراف بمرضه لما
كانت هناكَ مشكلة، فمن الممكن أن يكونَ المريضُ هنا لا يعرفُ أنهُ مريض ومن
الممكنِ أن يكونَ عارفًا بأنهُ مريض لأنهُ يعرفُ أنهُ ورثَ هذه الحالةَ عن
جده أو أبيه مثلاً ولكنَّ معلوماته هيَ أنهُ لا علاج لمثل هذه الحالات
وليست هناكَ بالطبع ثقافةٌ طبيةٌ نفسيةٌ لدى معظم الناس في بلادنا العربية
ولا درايةٌ بالتطور الذي أحرزهُ الطب النفسي في أساليب وطرق العلاج، والذي
يحدثُ في الكثير من الأحيان هوَ أن الزوجةَ والأبناءَ يلاحظونَ اضطراب
تصرفات الأب ولكنهم يخافون من فتح الكلام في الموضوع.

وكثيرًا ما يستسلمونَ لتحكمات هذا الأب والزوج، وهناكَ حالاتٌ يصلُّ فيها
استسلام المريض للطقوس القهرية إلى الحد الذي يؤثرُ على التزامه بعمله
وقدرته على كسب لقمة العيش لأنهُ يتأخر عن مواعيد العمل، وأحيانًا يرفضُ
الذهاب أصلاً للعمل، ومن المعروف أن ممارسي طقوس الغسيل وطقوس التحقق بصفةٍ
خاصةٍ من أكثر الذين يقابلون مشاكلَ في عملهم، وهناكَ حالاتٌ قليلةٌ
يتسببُ اتخاذُ أعضاء الأسرةِ لموقفٍ حادٍ من الطقوس القهرية التي يطلبُ
منهم الزوج/الأب المشاركةَ فيها فيرفضون المشاركةَ إلى وقوف الأسرة على
حافة الانهيار بالطلاق وأحيانًا يحدث الطلاق بالفعل!، فماذا يفعلُ هؤلاء
المساكين؟ لابد في رأيي أنا من نوعٍ من طلب التدخل والوساطة من أهل الزوج
أو أصدقائه المقربين ويحسن فعلُ ذلك بعد محاولة الكلام في الموضوع مع الزوج
نفسه لأن فتح الموضوع بصورةٍ حكيمةٍ يمكنُ أن يكونَ كافيًا لاعتراف
الأب/الزوج بوجود مشكلة، ويصبحُ اللجوء إلى الطبيب النفسي ممكنًا بعد ذلك.

ثالثًـا: كيف نتعاون مع المعالج أثناء العلاج؟
الحقيقةُ أن تعاونَ الأسرة مع المعالج أثناءَ العلاج يفيدُ فائدةً كبيرةً
في التعجيل بعملية الشفاء وفي المحافظة على التحسن الذي يتم الوصول بفضل
الله تعالى إليه، وإن كانَ هناكَ في بلادنا كثيرٌ من المرضى النفسيين بوجهٍ
عام يقبلون على الطبيب النفسي دونَ علم أفراد أسرتهم ويطلبون من الطبيب
ألا يجبرهم على إعلام الأهل بأنهُ يُعالجُ نفسيا وهو ما يجعلُ الطبيب
والمريض وحدهما في العملية العلاجية ويجعل العلاج أصعب وأطول ولا حول ولا
قوةَ إلا بالله.

ويحتاجُ الأمرُ بالطبع إلى فهم أعضاء الأسرة كلهم لطبيعة اضطراب الوسواس
القهري ونوعية الأدوية المستخدمة في علاجه وطول المدة التي يقرر الطبيبُ
النفسي احتياج المريض إلى الاستمرار على العلاج خلالها كما أن من واجب
الطبيب النفسي أن يوضحَ للمريض وللمتوفرين من أعضاء الأسرة احتياج المريض
إلى الصبر على الدواء الذي لا يعملُ إلا بعد فترة قد تصل إلى ثلاثةَ شهورٍ
مع أن المريض يستخدمهُ كل يوم فهذه هيَ النقطةُ الأولى التي يحتاجُ المريض
والأهلُ فيها إلى تعلم الصبر، وفي الحالات التي يكونُ فيها الأهل متفتحون
ومستعدون للتعاون يستطيع الطبيبُ النفسي أن يشرح لهم مفاهيم العلاج السلوكي
والمعرفي ويستطيعُ أن يتخذ منهم معاونين له في برنامج العلاج السلوكي الذي
يتفق عليه مع المريض، ومن الممكن الاستعانةُ بأخ المريض أو أخته كما يمكنُ
الاستعانةُ بالأبناء بشرط أن يكونوا على قدر من الفهم والوعي اللازم
لإدراك الفرق بين دورهم كمساعدين للمعالج ودورهم كأبناء، وأن يفرقوا بين ما
تجبُ عليهم فيه طاعة الأم أو الأب، وبينَ ما هو جزءٌ من المرض تجبُ عليهم
إعانةُ الأب أو الأم عليه.

رابعًا: كيفَ نتعاون مع المريض والمعالج في مرحلة العلاج الوقائي؟
ولعلَّ من أهم المفاهيمٍ التي يجبُ إيصالها للناس هنا هوَ أن الوقايةَ خيرٌ
من العلاج بمعنى أن الاستمرار على العقار بعد حدوث التحسن أفضلُ من تركه
وإعادةُ المحاولة كلها بعد رجوع الأعراض خاصةً وأن الدواءَ قد لا ينجحُ في
كل مرة!، ومن النقاط الهامة هنا في مجتمعاتنا أن يوضح الطبيبُ النفسي أن
الدواء المستخدم في العلاج سواءً كان من مجموعة الماس أو الماسا هو دواءٌ
آمنٌ إلى حد كبيرٍ في حدود العلم والدراسات المتاحة منذ أكثر من عشرين
عامًا وحتى يومنا هذا وأن الاستمرار عليه لفتراتٍ طويلةٍ آمنٌ أيضًا وأن
تركهُ في أغلب الحالات يعني أن تعودَ أعراضُ الوسواس القهري إلى الظهور.

ثمَّ أن هناكَ نقطةٌ هامةٌ أيضًا وهيَ أن نتيجةَ العلاج إنما تقيمُ بابتعاد
المريض عن السلوكيات القهرية التي كانَ يضيعُ أيامهُ في ممارستها، وبقدرته
على فعل ومواجهة الأشياء التي كانَ يخافُ من مواجهتها، وكذلك بقدرته على
التغلب على الأفكار التسلطيةِ إذا حدثَ أن هاجمتهُ في لحظةٍ ما وهو على
العلاج، لكنَّ الغريب أن المرضى في بلادنا يريدونَ معنى آخرَ لنجاح العلاج
وهوَ أن ينسوا أعراض المرض وفترةَ المرض بكل تداعياتها وتأثيراتها عليهم
وعلى أسرهم ومن هذه التداعيات مثلاً أنهم ما يزالون يتناولونَ الدواء والذي
يشكلُ في الكثير من الأحيان عبئًا اقتصاديا على الأسرة، أو أنهم ما زالوا
يتذكرون الأفكار التسلطيةَ التي كانت تقتحمُ وعيهم ولا ينجحون في التخلص
منها، ولا يكفيهم أنهم يستطيعون بعد العلاج التغلبَ عليها والتخلص منها فهم
يريدونَ نسيانها تمامًا والواقعُ أن ما يطمحُ إليه العلاجُ هو أن تكونَ
لدى المريض القدرة على التحكم في أفكاره وأن يستطيع التناسي، لا أن ينسى ما
كان، أقول هذا القول لأنني لاحظتُ نوعًا من التعاون المستتر مع المريض ضد
حالته أثناءَ مرحلة العلاج الوقائي، فترى أعضاء الأسرة يوافقون بصمتهم على
ترك المريض للدواء وانقطاعه عن المتابعة مع طبيبه لأنهم يرون أنهُ تحسن ولم
يعد بحاجةٍ إلى علاج ولا إلى طبيب، وهم في الحقيقة فضلاً عن مخالفتهم
لنصائح الطبيب إنما يعبرون عن رغبتهم في التخلص من العبء المادي والمعنوي
لاستمرار المريض على العلاج مع أن هذا هوَ السبيل الوحيد إذا أراد الله
تعالى لبقاء مريضهم قادرًا على التحكم في وسواسه القهري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 5:57 am

نصائح للتغلب على الإحباط


عليك عدم الاستسلام للإحباط الذي يعد من أخطر المشاكل التي يتعرض لها الإنسان بصورة مستمرة في حياته اليومية‏.‏
.
الإحباط يؤثر تأثيرا سلبيا علي سلوكياتناوهي حالة شعورية تطرأ علي الشخص
حين يتعرض لضغوط اجتماعية أو نفسية لا يستطيع مواجهتها‏ فتؤدي إلى التوتر
ثم الاستسلام والشعور بالعجز‏ فحين يتعرض الإنسان مثلا إلى مناوشات بالطريق
ثم اختلافات في العمل ثم مشاحنات أسرية‏‏ كل ذلك يدفع به إلى الانطواء
والشعور بالإحباط.

*للتغلب على هذا الشعور الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب ننصح بالآتي‏:‏

‏1‏ ـ اتباع طريقة التنفيس أو التهدئة الذاتية بأخذ شهيق عميق وزفير بطيء‏.‏

‏2‏ ـ تفريغ المشاكل بالفضفضة مع صديق أو إنسان مقرب‏.‏

‏3‏ ـ البكاء إذا أحس الإنسان بالرغبة في ذلك دون مكابرة‏.‏

‏4‏ ـ الخروج إلى الأماكن العامة المفتوحة‏.

‏5‏ ـ تدريب النفس على استيعاب المشاكل اليومية‏ باسترجاع التجارب المشابهة التي مرت به وتغلب عليها فيثق في قدرته على تخطي الأزمة‏.

‏6‏ ـ تبسيط الضغوط النفسية‏ والثقة بأن أي مشكلة لها حل حتى وإن كان في وقت لاحق‏.‏

‏7‏ ـ ممارسة الهوايات‏ لأنها تنقل الشخص إلى حالة مزاجية أكثر سعادة‏.‏

‏8‏ ـ أن يترك الإنسان التفكير في مشاكله ويحاول إسعاد الآخرين,‏ فيجد سعادته الغائبة وليس الإحباط‏.‏

‏9‏ ـ تذكر أن دوام الحال من المحال والثقة بأن الوقت كفيل بإنهاء هذه الحالة‏.‏

‏10‏ ـ الاهتمام بالغذاء‏ والحرص على تناول البروتينات الحيوانية والنباتية
وعسل النحل والقرفة‏ لأن ما تحتويه هذه الأغذية من أحماض أمينية يعتبر
مضادات طبيعية للإحباط‏.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 5:58 am

إلى من يشتكي من الوحدة ... لستَ وحدك..!!


قال الراوي :

بعد انقطاع لفترة جلست إلى أختي ، اذكرها بما يجب علينا

تجاه ربنا سبحانه ، وما ينتظر المرأة المسلمة من أدوار كبيرة

لخدمة دينها في هذا العصر الحافل بالعجائب ..
.

غير أنها تكلمت بعد طول صمت وهي تتابع ما يفيضه الله على قلبي
من تلك المعاني الكبيرة .. فشكت وبكت.. وابكت ..!!

وعلى ضوء شكواها دار هذا الحوار الشائق المثير :

- - - - - - - - - - - - -



تقولين رحم الله والديك :

أنا أشعر بالوحدة الشديدة

والهم القاتل .. والملل الموحش

فلا أنيس ولا معين

هذا هو لب شكواك .. وما بعده تفريع عنه.. أليس كذلك ؟

=نعم

بمعنى .. لو اننا حلينا هذه المشكلة تنتهي بقية القضايا

=صحيح

فهي بمثابة حجر الزاوية في مشكلتك



تعرفي مشكلتك في غاية البساطة .. وحلها ميسور جدا ...

خاصة لمن هو مثلك وفي همتك كما عرفتك ..

=سبحان الله .. ولكن كيف..؟؟

نعم ، لكني اعتبر ان الشيطان يلعب معك لعبة القط والفارj

=كيف.. أوضح أخي الكريم ..

أولا ... ساضطر اعيد جملتك ... ثم اقول لك ما فيها:

أنا أشعر بالوحدة الشديدة

والهم القاتل .. والملل الموحش

فلا أنيس ولا معين

هذه اثنا عشر كلمة بالتمام والكمال

= نعم .. هذا ما قلته ..والى الله المشتكى

طيب ..يمكن أن نوجزها في كلمات أقل

( الوحدة ) .. تسبب ( الملل) .. فيتولد( الهم) ..

أصبحت ثلاث كلمات فقط

=سبحان الله .. بارك الله فيك

ثم نحلل هذه هي الأخرى ... ( الوحدة ) ....ولا شيء غير الوحدة

اذن انحصرت مشكلتك كلها .. كلها في كلمة واحدة لا غير

=سبحان الله .. الله أكبر

الوحدة ...... بمعنى ...

=أعجب والله من قدرتك على التحليل ما شاء الله

أشعر أنك بتحليلك هذا كأنما تزيح صخورا من على صدري

هذا من فضل الله وحده .. المهم الآن اجمعي قلبك مع ربك وتابعني بتركيز ..

لو استطعنا أن نجعلك لا تشعرين بالوحدة ..

نكون قضينا على كل المشكل .. أليس كذلك؟

= نعم .. نعم ، هذا ما أريده وأبحث عنه ..



طيب .... هذا اقرب أليك من حبل الوريد في عنقك

كيف ..؟
قيل لأحد السلف : ألا تشعر بالوحدة والاسيتحاش ؟

فكأنما غضب .. وقال :

وكيف استوحش وهو سبحانه يقول : انا جليس من ذكرني ؟؟!

=الله أكبر.. الله أكبر.... كيف غفلت عن هذا؟؟

لاحظي قوله( أنا جليس )

ولم يقل : هو جليسي .. والفرق كبير بين العبارتين ..!

=سبحان الله.. لا إله إلا الله ..

انت بحاجة فقط الى ان ( تربّي ) هذا الشعور بقرب الرب سبحانه

= صدقت والله ..

ولو أنك عشت مع القرآن الكريم بكلية قلبك ستجدين آيات القرآن :

( تربي ) فيك هذا الشعور بقوة ، وفي روعة ..

والآيات التي تتولى ( تربية ) هذا المعنى في القلب كثيرة جدا ،

ومبثوثة في طول القرآن وعرضه ، ولكن اين المتأمل المتدبر لها ؟

= سبحان الله .. سبحان الله . على الرغم أنني احفظ الكثير من السور

غير أني كأنما انتبه لهذا المعنى لأول مرة ..

طيب الآن اجمعي قلبك وتابعي هذه الآيات :

منها على سبيل المثال :

) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش

ِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ

وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)

(الحديد:4)

ومنها :

) وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ

إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ

فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)

(يونس:61)

ومنها :

) قَالَ : كَلَّا فَاذْهَبَا بِآياتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) (الشعراء:15)

ومنها :

)أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (البقرة:77)

ومنها :

)... أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53)

ومنها :

)يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ

وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) (المجادلة:6)

ومنها :

)وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُون َ) (النحل:19)

ومنها :

)يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ

وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (التغابن:4)

ومنها :

) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ

وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا

ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (المجادلة:7)

والآيات كثيرة جدا ...

لو انك قمت بمتابعة هذه الآيات وتدوينها في كراس خاص

واعادة قراءتها مرات متعددة كل صباح ،

ثم محاولة تذكرها مع مرور ساعات النهار ،

فإني أحسب أن هذه الطريقة من أقوى ما يمكن أن ( تربي ) به

هذه المشاعر الراقية ..جربي ولن تخسري

= وما رأيك لو أني تابعت التفاسير لتلك الآيات ..

الله أكبر ..شيء راائع للغاية ، وهذه قمة عالية تكونين قد شمرت إليها ،

وخطوة كبيرة تكونين قد قمت بها .

= أعدك أن افعل هذا كله . وأسأل الله أن يعينني ، ويوفقني ،

ويغرس في قلبي هذه المعاني السامية ..

طيب ما رأيك من باب تهييجك بشكل اكبر للإقدام على هذه المهمة

أن أعرض عليك نموذجا مما يمكن أن تجدينه في كتب التفسير

حول هذه الآيات بالذات ، لتعرفي أهميتها ،

وخطورة هذه القضية التي نتحدث عنها .

= يسعدني ذلك ، بارك اله فيك ..هات ، أنا أصغي ..

يقول صاحب الشيخ سيد رحمه الله حول الآية الأولى

التي عرضناها قبل قليل :

)هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ

ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ

وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا

وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد:4)

= نعم .. أنا معك .. واصل . ماذا يقول رحمه الله ؟

...في كل لحظة يلج في الأرض ما لا عداد له ولا حصر

من شتى أنواع الأحياء والأشياء

; ويخرج منها ما لاعداد ولا حصر من خلائق لا يعلمها إلا الله .

وفي كل لحظة ينزل من السماء من الأمطار والأشعة والنيازك والشهب ,

والملائكة والأقدار والأسرار ; ويعرج فيها كذلك من المنظور والمستور

ما لا يحصيه إلا الله . .

والنص القصير يشير إلى هذه الحركة الدائبة التي لا تنقطع ,

وإلى هذه الأحداث الضخام التي لا تحصى ;

ويدع القلب البشري في تلفت دائم

إلى ما يلج في الأرض وما يخرج منها , وما ينزل من السماء

وما يعرج فيها

, وفي تصور يقظ لعلم الله الشامل وهو يتبع هذه الحركات والأحداث ,

في مساربها ومعارجها .

والقلب في تلفته ذاك وفي يقظته هذه يعيش مع الله ,

ويسيح في ملكوته بينما هو ثاو في مكانه ;

ويسلك فجاج الكون ويجوب أقطار الوجود في حساسية وفي شفافية

, وفي رعشة من الروعة والانفعال .

وبينما القلب في تلفته ذاك في الأرض والسماء ,

إذا القرآن يرده إلى ذاته , ويلمسه في صميمه .

وإذا هو يجد الله معه , ناظرا إليه , مطلعا عليه ,

بصيرا بعمله , قريبا جد قريب:

وهو معكم أينما كنتم , والله بما تعملون بصير . .

فالله - سبحانه – بعلمه المحيط الدقيق_ مع كل أحد ,

ومع كل شيء , في كل وقت , وفي كل مكان .

مطلع على ما يعمل بصير بالعباد .

وهي حقيقة هائلة حين يتمثلها القلب .

حقيقة مذهلة من جانب , ومؤنسة من جانب .

مذهلة بروعة الجلال . ومؤنسة بظلال القربى .

وهي كفيلة وحدها حين يحسها القلب البشري على حقيقتها:

أن ترفعه وتطهره , وتدعه مشغولا بها عن كل أعراض الأرض ;

كما تدعه في حذر دائم وخشية دائمة , مع الحياة

والتحرج من كل دنس ومن كل إسفاف .

=الله أكبر .. الله أكبر ..دموعي تنساب على وجهي كالشلال ..الله أكبر

هذا مجرد نموذج رائع لما ستجدينه في كتب التفسير حول هذه الايات

وهي ( تربي ) لديك هذا الشعور الرائع ،

مما يكون له ما بعده من آثار وثمرات وبركات ..

= أسأل الله أن يوفقني ويعينني لأتابع هذه القضية في كتب التفسير ..

طيب نعود إلى اصل موضوعنا .. لأسألك سؤالا :

متى كان اكثر السلف يجدون احلى ساعاتهم وأروعها ؟؟

=في الخلوات في مناجاة الله سبحانه ..

نعم أحسنت .. اذا كانوا في خلوة مع الله تعالى

فهذه خير وأحب وأحلى ساعاتهم

=سبحان الله

كان بعض السلف يبحث عن سبب ما ، ليتفرغ لله وحده ،

ولا ينشغل بشيء من أشياء الدنيا ، وينقطع عن الخلق إليه سبحانه

=سبحاااااااااان الله

وأنت ..أنت ..يكرمك الله بهذا وترفضين l ... سبحااان الله .. ما هذا ؟؟

=لا والله ياربي ما أرفض ولكني غفلت .. اعوذ بالله من الغفلة

معذرة على هذا التعبير ،

ولكني تعمدت اقوله لأصحيك ، لأنفض عليك نفسك

=نعم لقد صحيت وصحيت وصحيت .. بارك الله فيك ..

ثم ..كيف غفلت عن قول حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم

=صلى الله عليه وسلم

نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ

= سبحاااااااااااااااااان اللللللللللللللله....الفراغ نعمه

نعم الفراغ نعمة كبيييرة جدا ولكن اكثر الناس لا يعلمون

وأنت قد أكرمك الله بكلا النعمتين
=لاإله إلا الله

لعلي اقول لك شيئا يدور راسك له

ولكن حتى تفهمي هذه النقطة ساسوق لك مثالا

=طيب

لي قريب جاء من بلد بعيد هو وعائلته ...

لنتفرض أن سيارته التي جاء بها مع أهله تعطلت تماما ..

فقلت له : ابشر انا ( سأنقطع لك ) هذه الأيام التي انت هنا معنا ..

وساكون معك اتوجه بك حيث تريد ، ولن تجدني أمل من خدمتك ....

وفعلا ( انقطعت له ) عن كل مشاغلي ......

=سبحان الله .. واصل .. ثم ماذا ؟

بالله عليك .. ثم بالله عليك

هل سينسى لي هذا العمل الذي قمت به من أجله ..؟؟

=لا بالطبع.. لا وألف لا ..

أم أنه سيبقى متذكرا له ما حيي ..سيثني علي في كل مجلس

وسيحاول أن يرد هذا الجميل بأكثر منه

=بالتاكيد سيفعل ذلك .. وأكثر منه

متأكدة من جوابك

=طبعا متأكدة ولست في شك منه ..

طيب اسمعي هذه الكلمة الآن ولا تجعليها تغيب عن عقلك :

قال علماؤنا رحمهم الله :

اذا ( انقطعت ) لله ، فكيف يتوقع أن لا يعرف ذلك لك

=سبحاااااااااااان الله.. سبحاااان الله ..والله لقد أذهلتني هذه الكلمات

بمعنى : هل سيكون المخلوق اكرم من الخالق ..

حاشا لله
=لا والله .. حاشا لله

اذا كان المخلوق لم ينس لي ذلك الانقطاع

فكيف بالله عليك حين انقطع لله سبحانه. .

ألن يكرمني ويفيض علي بكرمه!؟

=الله أكبر.. الله أكبر ..

ومن هنا ................

كان علماؤنا الربانييون يحبون الخلوة .... لهذا السبب بالذات..

ثم إن للخلوة ثمرااات كثيرة ليس هذا موطن ذكرها ..

قد نذكرها في لقاء آخر بعون الله . .

كانوا يقولون ( ننقطع ) لله ولو ساعات ولن ينساها الله لنا..

=سبحان الله وأنا أزهد بها وهي ميسورة لي .. ألا ما أغباني

وأنت .. لأن الله ( يحبك ) فرغك له ، ويسر لك الأمر دون ان تتعنتي ..

=سبحان الله.. اللهم غفرانك .. ورحمتك ..

= والله .. إن كلامك يرفع الروح إلى السماء.. جزاك الله عني خيرا ..

المشكلة عندك هي : انك لا تستشعرين هذا التكريم ...

فتشتكين من ( الوحدة)

اين وحدة هي هذه التي تشتكين منها أيها الفاضلة ..؟؟!j

= نعم والله .. لا شعور بالوحدة ما دمت مع الله بكلية قلبي .. الله أكبر

نعم ... لست وحدك ..

مهما رايت نفسك منقطعة تماما عن الخلق فلست وحدك ..

و هناك شيء آخر عجيب في مسألة الانقطاع الى الله ،

أريد أن الفت نظرك إليه بقوة ،

فاجمعي عقلك وقلبك مع ما ساقوله :

الا تلاحظين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل البعثة
كان يخلو بربه بعيدا عن الناس في غار صغير ،

يتعبد الليالي ذوات العدد معزولا عن هذا العالم وما فيه ..

.ثم أكرمه ربه بما أكرمه به ...

ألا تحظين أن إبراهيم عليه السلام حين قرر أن يعتزل قومه ،

وهبه الله ما فيضص كرمه الشيء الكثير ...

) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ

وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً).... وآيات أخرى عن إبراهيم ايضا

وردت في هذا المعنى

وأيضا ألا تلاحظين أهل الكهف حين اعتزلوا الخلق لجوءاً إلى الله

أكرمهم الله بما أكرمهم به :

) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ

يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً)

ألا تلاحظين أن السيدة مريم عليها الرضوان ، عندما اختلت بالله سبحانه
بعيدا عن الناس ، اكرمها الله بما أكرمها به ..

) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً)



وهكذا كثير ...

ومن شواهد غير الأنبياء عليهم السلام ، ما نقرأه

عن بعض العلماء الربانيين حين وجدوا أنفسهم في عزلة عن الناس

وانقطاع لله رب العالمين ، اكرمهم الله بأن أفاض على قلوبهم

فأخرجوا للأمة علوما لا زالت الأجيال تنتفع بها وستظل تنفتع بها ،

كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مثلا ..

الذي كانو يقول أصلا :

انا بستاني في صدري ، وجنتي في قلبي ،

حيثما سرت كانت معي ..

فماذا يريد أعدائي بي ..؟

سجني : خلوة مع الله ( وهنا الشاهد الذي نريده )

ونفيي سياحة ، وقتلي شهادة ..‍‍ !

فلما سجنوه أكرمه الله فكانت هذه المكتبة الضخمة

التي ورثها للأجيال المسلمة ..

وفي العصر الحديث تكرر المشهد نفسه مع علماء ربانيين آخرين ..

والخلاصة :

أن من أقبل على الله بصدق واختلى به ،

وملأ وقته بصور من الطاعات التي تزيده قربا من ربه ،

وأنسا به ، فإن الله يكرمه بألوان من التكريم

ربما لم تخطر له على بال أصلاً ..

ومعنى ذلك في الحقيقة _ والذي أريد أن أصل بك إليه _ :

أن أمثال هؤلاء الصادقين يستحيل أن يشكو أحدهم من الوحدة ،

لماذا ؟

لأنه أولا : لا يستشعر أنه وحده ... !!

أو على الأقل هو يبحث ان يكون وحده مع الله j



= سبحان الله.. سبحااان الله .. بارك الله فيك

الله يرعاك ويحميك ويبارك فيك .. المهم : هل فهمنا هذه النقطة ..

=نعم.. نعم تمام الفهم ..في منتهى الروعة ،

أجد لها صدى قويا في قلبي

بارك الله في فهمك .. ولكن كما أخبرتك ..

ان هذه القضية تحتاج الى :

( أن تتعهديها ) باستمرار وبشكل دائم ..

اعملي على ( تربية ) هذه القضية في قلبك ..

ومع الأيام ستصبح هي الغالبة عليك ان شاء الله ..

أعني قضية : أن تستشعري ( معية الله ) لك

وقربه منك .. وحبه لك ...وكرمه معك

وستره عليك ... وإحسانه أليك

=سبحان الله .. اللهم لك الحمد .. زدني يا رب ولا تنقصني ..

ولطفه بك .. وحلمه عليك .. وأحاطته بك.. ورعايته لك ..

وعلمه بتفاصيل احوالك .. وقدرته عليك .. وعدم غفلته عنك ..

ونحو هذا

=بارك الله فيك يا أخي .. الله يجزيك عني كل خير

..لقد أضأت قلبي بنور ربي..

المهم وطني نفسك أنك : تحتاجين أن ( تربي) هذه المشاعر

باستمرار

هل اتضحت هذه النقطة

=نعم بالتأكيد.. وما أروعها من نقطة ..

أشعر الآن انني لست كما كنت قبل قليل

هذا من فضل الله .. اشكري الله سبحانه ..وأكثري من الثناء عليه

..

والآن ...هناك شيء آخر لعله أعجب من هذا ..

= ما هو؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 5:58 am

علاج الهموم

إن من طبيعة الحياة الدنيا الهموم والغموم التي تصيب الإنسان فيها، فهي دار
اللأواء والشدة والضنك، ولهذا كان مما تميزت الجنة به عن الدنيا أنه ليس
فيها هم ولا غم " لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين" ، وأهلها لا
تتكدر خواطرهم ولا بكلمة " لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما
سلاماً " وطبيعة الحياة الدنيا المعاناة والمقاساة التي يواجهها الإنسان في
ظروفه المختلفة وأحواله المتنوعة
كما دل عليه قول الحق تعالى : " لقد خلقنا الإنسان في كبد ". فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل ، مغموم في الحال.

والمكروه الوارد على القلب إن كان من أمر ماض أحدث الحزن، وإن كان من مستقبل أحدث الهم، وإن كان من أمر حاضر أحدث الغم.

والقلوب تتفاوت في الهم والغمّ كثرة واستمراراً بحسب ما فيها من الإيمان أو
الفسوق والعصيان فهي على قلبين : قلب هو عرش الرحمن ، ففيه النور والحياة
والفرح والسرور والبهجة وذخائر الخير، وقلب هو عرش الشيطان فهناك الضيق
والظلمة والموت والحزن والغم والهم . من فوائد ابن القيم.

والناس يتفاوتون في الهموم بتفاوت بواعثهم وأحوالهم وما يحمله كل واحد منهم من المسئوليات.

فمن الهموم هموم سامية ، ذات دلالات طيبة ، كهموم العالم في حلّ المعضلات
التي يحتاج المسلمون فيها إلى جواب وخصوصا إذا استعصت المسألة واستغلقت ،
وكذلك همّ إمام المسلمين بمشكلات رعيته وهذا مما أقلق العمرين وغيرهما فكان
الأول يجهّز الجيش في الصلاة وهو معذور في ذلك ويحمل همّ الدواب أن تعثر
بأرض العراق ، والثاني كان يعبّر عما يعانيه بقوله : إني أعالج أمرا لا
يعين عليه إلا الله قد فني عليه الكبير وكبر عليه الصغير وفصح عليه الأعجمي
وهاجر عليه الأعرابي حتى حسبوه دينا لا يرون الحقّ غيره.سيرة عمر بن عبد
العزيز لابن عبد الحكم ص : 37

وكلما كان القرار أكثر تعلقاً بمصير المسلمين كان الهمّ أعظم ولذلك لما
أوكل إلى عبد الرحمن بن عوف اختيار خليفة المسلمين بعد عمر لم يكتحل بنوم
ليشاور المسلمين حتى العجائز البخاري الفتح 7207.

ومن الهموم الشريفة همّ الداعية في نشر الدين وحمل الرسالة والأخذ بيد
المدعو إلى طريق الهداية، وهموم العابد في تصحيح عبادته في القصد والأداء،
وهم المسلم بما يصيب إخوانه في أقطار الأرض..

ومن الهموم ما يكون ناشئاً عن المعاصي ، كالهموم التي تصيب المذنب بعد ذنبه
كما يحدث في هم من أصاب دماً حراماً، أو هم الزانية بحملها.

ومن الغموم ما يكون بسبب ظلم الآخرين كظلم الأقرباء كما قال الشاعر :

وظلم ذوى القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند

وكذلك الغموم الحاصلة بسبب مصائب الدنيا ، كالأمراض المزمنة والخطيرة ، وعقوق الأبناء وتسلط الزوجة، واعوجاج الزوج.

ومن الهموم ما يكون بسبب الخوف من المستقبل وما يخبئه الزمان كهموم الأب
بذريته من بعده وخاصة إذا كانوا ضعفاء وليس لديه ما يخلفه لهم .

وهكذا تتنوع الغموم والهموم، وفيما يلي شيء من البيان والتفصيل :

الهم الذي يعتري الداعية أثناء دعوته لقومه، وقد نال منه الأنبياء النصيب
الأوفى، فهذه عائشة رضى الله عنها تحدث ابن أختها عروة أَنَّهَا قَالَتْ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ
كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا
لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ
عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ فَلَمْ
يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى
وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ
رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا
فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ
قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ
الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ
الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ
فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ
يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا
يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا رواه البخاري الفتح 3231

وكذلك أصابه الكرب صلى الله عليه وسلم لما كذبه قومه في مسراه فروى مسلم
رحمه الله تعالى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ
تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ
الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ
قَطُّ قَالَ فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مَا يَسْأَلُونِي
عَنْ شَيْءٍ إِلا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ .. صحيح مسلم، ط. عبد الباقي، رقم
172

ومن الهموم هم العبادات ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يهمه أمر
إعلام الناس بالصلاة : فعَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عُمُومَةٍ
لَهُ مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ اهْتَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِلصَّلاةِ كَيْفَ يَجْمَعُ النَّاسَ لَهَا فَقِيلَ لَهُ انْصِبْ
رَايَةً عِنْدَ حُضُورِ الصَّلاةِ فَإِذَا رَأَوْهَا آذَنَ بَعْضُهُمْ
بَعْضًا فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ قَالَ فَذُكِرَ لَهُ الْقُنْعُ يَعْنِي
الشَّبُّورَ وَقَالَ زِيَادٌ شَبُّورُ الْيَهُودِ فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ
وَقَالَ هُوَ مِنْ أَمْرِ الْيَهُودِ قَالَ فَذُكِرَ لَهُ النَّاقُوسُ
فَقَالَ هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَى فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ وَهُوَ مُهْتَمٌّ لِهَمِّ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُرِيَ الأَذَانَ فِي مَنَامِهِ قَالَ
فَغَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَبَيْنَ نَائِمٍ
وَيَقْظَانَ إِذْ أَتَانِي آتٍ فَأَرَانِي الأَذَانَ…" رواه أبو داود في
سننه : كتاب الصلاة باب بدء الأذان

ومنها همّ الصادق بتكذيبه ، كما وقع للصحابي الجليل زيد بن الأرقم رضي الله
عنه لما سمع رأس المنافقين يقول لأَصْحَابِهِ : لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى
الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ (يعني بالأعز
نفسه، ويقصد بالأذل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه ) ، قَالَ زَيْدٌ
: فَأَخْبَرْتُ عَمِّي فَانْطَلَقَ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَلَفَ وَجَحَدَ قَالَ فَصَدَّقَهُ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَنِي قَالَ فَجَاءَ
عَمِّي إِلَيَّ فَقَالَ مَا أَرَدْتَ إِلا أَنْ مَقَتَكَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَكَ وَالْمُسْلِمُونَ قَالَ
فَوَقَعَ عَلَيَّ مِنَ الْهَمِّ مَا لَمْ يَقَعْ عَلَى أَحَدٍ قَالَ
فَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ قَدْ خَفَقْتُ بِرَأْسِي مِنَ الْهَمِّ إِذْ أَتَانِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَكَ أُذُنِي
وَضَحِكَ فِي وَجْهِي فَمَا كَانَ يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الْخُلْدَ
فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَحِقَنِي فَقَالَ مَا قَالَ لَكَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ مَا قَالَ لِي
شَيْئًا إِلا أَنَّهُ عَرَكَ أُذُنِي وَضَحِكَ فِي وَجْهِي فَقَالَ
أَبْشِرْ ثُمَّ لَحِقَنِي عُمَرُ فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ قَوْلِي لأَبِي
بَكْرٍ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الْمُنَافِقِينَ رواه الترمذي وقَالَ هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، السنن ط. شاكر رقم 3313.

وفي رواية مسلم للقصة قَالَ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أُبَيٍّ فَسَأَلَهُ فَاجْتَهَدَ يَمِينَهُ مَا فَعَلَ فَقَالَ كَذَبَ
زَيْدٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَوَقَعَ
فِي نَفْسِي مِمَّا قَالُوهُ شِدَّةٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقِي
(إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ). صحيح مسلم رقم 2772

ومنها هم البريء بسبب التهمة الباطلة ، وقد نالت زوجة رسولنا الكريم عائشة
رضى الله عنها من هذا الهم نصيبا وافرا فعندما رماها المنافقون في غزوة
المريسيع بما رموها به من الفاحشة ، وكانت مريضة، علمت بالخبر من إحدى نساء
بيتها فازداد مرضها، وركبها الهم، قَالَتْ فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ
أَوَلَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا قَالَتْ فَبَكَيْتُ تِلْكَ
اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا أَكْتَحِلُ
بِنَوْمٍ حَتَّى أَصْبَحْتُ أَبْكِي.. ثم قَالَتْ : فَبَكَيْتُ يَوْمِي
ذَلِكَ لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ قَالَتْ
فَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا لا
أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ وَلا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ يَظُنَّانِ أَنَّ الْبُكَاءَ
فَالِقٌ كَبِدِي قَالَتْ فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا
أَبْكِي فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ
لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي قَالَتْ فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ
دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ قَالَتْ وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ مَا
قِيلَ قَبْلَهَا وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي
قَالَتْ فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حِينَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ قَدْ
بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ
اللَّهُ وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ
وَتُوبِي إِلَيْهِ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ
تَابَ إِلَى اللَّهِ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَتْ فَلَمَّا قَضَى
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ قَلَصَ
دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً فَقُلْتُ لأَبِي أَجِبْ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ قَالَ
وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لأُمِّي أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فَقُلْتُ وَأَنَا
جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ إِنِّي
وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى
اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ
إِنِّي بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لا تُصَدِّقُونِي
بِذَلِكَ وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي
مِنْهُ بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لَكُمْ مَثَلاً
إِلا قَوْلَ أَبِي يُوسُفَ قَالَ (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ
الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) قَالَتْ ثُمَّ تَحَوَّلْتُ
فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي قَالَتْ وَأَنَا حِينَئِذٍ أَعْلَمُ أَنِّي
بَرِيئَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا
كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ مُنْزِلٌ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى
وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ
فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا
يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا قَالَتْ فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ
الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ
الْبُرَحَاءِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ
الْعَرَقِ وَهُوَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِي يُنْزَلُ
عَلَيْهِ قَالَتْ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَضْحَكُ فَكَانَتْ أَوَّلُ
كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا يَا عَائِشَةُ أَمَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
فَقَدْ بَرَّأَكِ فَقَالَتْ أُمِّي قُومِي إِلَيْهِ قَالَتْ فَقُلْتُ لا
وَاللَّهِ لا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلا أَحْمَدُ إِلا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ
عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسِبُوهُ) الْعَشْرَ الآيـَاتِ كُلَّهَا. رواه
البخاري الفتح رقم 2661

وكذلك قصة المرأة التي اتُّهمت ظلماً وروت قصتها عَائِشَةُ رَضِي اللَّهُ
عَنْهَا قَالَتْ : أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ لِبَعْضِ الْعَرَبِ
وَكَانَ لَهَا حِفْشٌ فِي الْمَسْجِدِ قَالَتْ فَكَانَتْ تَأْتِينَا
فَتَحَدَّثُ عِنْدَنَا فَإِذَا فَرَغَتْ مِنْ حَدِيثِهَا قَالَتْ وَيَوْمُ
الْوِشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا أَلا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ
أَنْجَانِي فَلَمَّا أَكْثَرَتْ قَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ وَمَا يَوْمُ
الْوِشَاحِ قَالَتْ خَرَجَتْ جُوَيْرِيَةٌ لِبَعْضِ أَهْلِي وَعَلَيْهَا
وِشَاحٌ مِنْ أَدَمٍ فَسَقَطَ مِنْهَا فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ الْحُدَيَّا
وَهِيَ تَحْسِبُهُ لَحْمًا فَأَخَذَتْهُ فَاتَّهَمُونِي بِهِ فَعَذَّبُونِي
حَتَّى بَلَغَ مِنْ أَمْرِي أَنَّهُمْ طَلَبُوا فِي قُبُلِي فَبَيْنَاهُمْ
حَوْلِي وَأَنَا فِي كَرْبِي إِذْ أَقْبَلَتِ الْحُدَيَّا حَتَّى وَازَتْ
بِرُءُوسِنَا ثُمَّ أَلْقَتْهُ فَأَخَذُوهُ فَقُلْتُ لَهُمْ هَذَا الَّذِي
اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ البخاري الفتح 3835

ومنها الهم بما قد يحصل للزوجة والذرية بعد الموت

عن عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ يَقُولُ إِنَّ أَمْرَكُنَّ مِمَّا يُهِمُّنِي بَعْدِي وَلَنْ
يَصْبِرَ عَلَيْكُنَّ إِلا الصَّابِرُونَ قَالَ ثُمَّ تَقُولُ عَائِشَةُ
فَسَقَى اللَّهُ أَبَاكَ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ تُرِيدُ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَكَانَ قَدْ وَصَلَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ يُقَالُ بِيعَتْ بِأَرْبَعِينَ أَلْفاً
رواه الترمذي وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، سنن الترمذى
رقم 3682 وحسنه في مشكاة المصابيح رقم 6121

ومنها الهمّ بسبب الدَّيْن ومن أمثلة ذلك ما وقع للزبير رضي الله عنه كما
روى قصته ولده عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ لَمَّا وَقَفَ
الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ
يَا بُنَيِّ إِنَّهُ لا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ
وَإِنِّي لا أُرَانِي إِلا سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا وَإِنَّ مِنْ
أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي أَفَتُرَى يُبْقِي دَيْنُنَا مِنْ مَالِنَا
شَيْئًا فَقَالَ يَا بُنَيِّ بِعْ مَالَنَا فَاقْضِ دَيْنِي وَأَوْصَى
بِالثُّلُثِ وَثُلُثِهِ لِبَنِيهِ يَعْنِي بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ يَقُولُ ثُلُثُ الثُّلُثِ فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا فَضْلٌ
بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ فَثُلُثُهُ لِوَلَدِكَ قَالَ هِشَامٌ
وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي
الزُّبَيْرِ خُبَيْبٌ وَعَبَّادٌ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعَةُ بَنِينَ
وَتِسْعُ بَنَاتٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ
وَيَقُولُ يَا بُنَيِّ إِنْ عَجَزْتَ عَنْهُ فِي شَيْءٍ فَاسْتَعِنْ
عَلَيْهِ مَوْلايَ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ مَا أَرَادَ حَتَّى
قُلْتُ يَا أَبَتِ مَنْ مَوْلاكَ قَالَ اللَّهُ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا
وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلاّ قُلْتُ يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ
اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ فَيَقْضِيهِ.. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الزُّبَيْرِ فَحَسَبْتُ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ
أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ.. (واستبعد بعض أصحاب الزبير رضي الله عنه
إمكان قضاء الدّين من هوله وكثرته ولكن بارك الله في أرض كانت للزبير بركة
عظيمة ومدهشة فقسّمت وبيعت وسُدّد الدّين وبقيت بقية) فَلَمَّا فَرَغَ
ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ اقْسِمْ
بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا قَالَ لا وَاللَّهِ لا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى
أُنَادِيَ بِالْمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ أَلا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى
الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ قَالَ فَجَعَلَ كُلَّ
سَنَةٍ يُنَادِي بِالْمَوْسِمِ فَلَمَّا مَضَى أَرْبَعُ سِنِينَ قَسَمَ
بَيْنَهُمْ قَالَ فَكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ وَرَفَعَ
الثُّلُثَ فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ أَلْفُ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ
فَجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسُونَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ البخاري :
الفتح رقم 3129

ومنها الهم للرؤيا يراها المرء، وقد وقع ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِخَزَائِنِ الأَرْضِ فَوُضِعَ فِي
كَفِّي سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَكَبُرَا عَلَيَّ فَأَوْحَى اللَّهُ
إِلَيَّ أَنِ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَذَهَبَا فَأَوَّلْتُهُمَا
الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا صَاحِبَ صَنْعَاءَ
وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ البخارى : الفتح رقم 4375

ووقع لابن عمر رضي الله عنهما همّ بسبب رؤيا رآها وقد حدثنا عن ذلك فقَالَ
كُنْتُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا لِي
مَبِيتٌ إِلا فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَصْبَحَ
يَأْتُونَهُ فَيَقُصُّونَ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا قَالَ فَقُلْتُ مَا لِي لا
أَرَى شَيْئًا فَرَأَيْتُ كَأَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ فَيُرْمَى بِهِمْ
عَلَى أَرْجُلِهِمْ فِي رَكِيٍّ فَأُخِذْتُ فَلَمَّا دَنَا إِلَى الْبِئْرِ
قَالَ رَجُلٌ خُذُوا بِهِ ذَاتَ الْيَمِينِ فَلَمَّا اسْتَيْقَظْتُ
هَمَّتْنِي رُؤْيَايَ وَأَشْفَقْتُ مِنْهَا فَسَأَلْتُ حَفْصَةَ عَنْهَا
فَقَالَتْ نِعْمَ مَا رَأَيْتَ فَقُلْتُ لَهَا سَلِي النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ
اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
خَالِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيِّ عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ ابْنُ
عُمَرَ وَكُنْتُ إِذَا نِمْتُ لَمْ أَقُمْ حَتَّى أُصْبِحَ قَالَ نَافِعٌ
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي اللَّيْلَ رواه الدارمي، كتاب الصلاة، باب
النوم في المسجد

وروى البخاري رحمه الله تعالى القصة عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ
إِنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَأَنَا غُلامٌ حَدِيثُ
السِّنِّ وَبَيْتِي الْمَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي
لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلاءِ فَلَمَّا
اضْطَجَعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ
خَيْراً فَأَرِنِي رُؤْيَا فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي
مَلَكَانِ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ
يُقْبِلانِ بِي إِلَى جَهَنَّمَ وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللَّهَ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي
مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ لَنْ تُرَاعَ نِعْمَ
الرَّجُلُ أَنْتَ لَوْ كُنْتَ تُكْثِرُ الصَّلاةَ فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى
وَقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ
الْبِئْرِ لَهُ قُرُونٌ كَقَرْنِ الْبِئْرِ بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ
بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ وَأَرَى فِيهَا رِجَالاً مُعَلَّقِينَ
بِالسَّلاسِلِ رُؤوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالاً مِنْ
قُرَيْشٍ فَانْصَرَفُوا بِي عَنْ ذَاتِ الْيَمِينِ فَقَصَصْتُهَا عَلَى
حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ
اللَّيْلِ فَقَالَ نَافِعٌ فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلاةَ
البخاري : الفتح رقم 7029

وفي الشريعة علاجات للهمّ الحاصل بسبب المنامات والأحلام المقلقة. ومنها
التفل عن الشمال ثلاثاً والاستعاذة بالله من الشيطان ثلاثاً والاستعاذة
بالله من شرّ ما رأى ثلاثاً وأن يغير الجنب الذي كان نائماً عليه أو يقوم
يصلي ولا يحدّث برؤياه تلك أحداً من الناس

وبعد هذا العرض لطائفة من أنواع هموم الدنيا فقد آن الأوان للحديث عن العلاج.

ولا شك أن العقيدة تؤثر في المعالجة، فترى كثيراً من الكفار وكذلك ضعفاء
الإيمان يُصابون بالانهيار أو يُقدمون على الانتحار للتخلص من الكآبة
والحبوط واليأس إذا ما وقعوا في ورطة أو أصابتهم مصيبة وكم ملئت المستشفيات
من مرضى الانهيارات العصبية والصدمات النفسية وكم أثرت هذه الأمور على
كثير من الأقوياء ، فضلاً عن الضعفاء ، وكم أدت إلى العجز التام أو فقدان
العقل والجنون.

أما من اهتدى بهدي الإسلام فإنه يجد العلاج فيما أتى من لدن العليم الخبير
الذي خلق الخلق وهو أعلم بما يصلحهم " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "
.

فهلم إلى استعراض شيء من أنواع العلاجات التي جاءت في هذه الشريعة :

أولاً : التسلّح بالإيمان المقرون بالعمل الصالح

قال الله تعالى: " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "

وسبب ذلك واضح، فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح، المثمر للعمل الصالح
المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة، معهم أصول وأسس يتعاملون بها مع
كلّ ما يرد عليهم من أنواع المسرات والأحزان. فيتلقون النّعم والمسارّ
بقبول لها، وشكر عليها، ويستعملونها فيما ينفع، فإذا فعلوا ذلك أحسوا
ببهجتها وطمعوا في بقائها وبركتها ورجاء ثواب شكرها وغير ذلك من الأمور
العظيمة التي تفوق بخيراتها وبركاتها تلك المسرات.

ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لِما يمكنهم مقاومته وتخفيف
ما يمكنهم تخفيفه ، والصبر الجميل لما ليس لهم عنه بد ، فيحصّلون منافع
كثيرة من جراء حصول المكاره، ومن ذلك: المقاومات النافعة ، والتجارب
المفيدة ، وقوة النفس ، وأيضا الصبر واحتساب الأجر والثواب وغير ذلك من
الفوائد العظيمة التي تضمحل معها المكاره، وتحل محلها المسار والآمال
الطيبة، والطمع في فضل الله وثوابه، كما عبّر النبي صلى الله عليه وسلم عن
هذا المعنى في الحديث الصحيح بقوله : عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ
أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ
أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ
ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ رواه مسلم في صحيحه رقم 2999

وهكذا يكون النظر الإيجابي إلى الابتلاء ، ومن ذلك :

ثانياً : النظر فيما يحصل للمسلم من تكفير الذنوب وتمحيص القلب ورفع الدرجة ، إذا أصابته غموم الدنيا وهمومها :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ
وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى
الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ رواه
البخاري الفتح 5642

وفي رواية مسلم : (مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلا نَصَبٍ وَلا
سَقَمٍ وَلا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلا كُفِّرَ بِهِ مِنْ
سَيِّئَاتِهِ) صحيح مسلم رقم 2573

فليعلم المهموم أن ما يصيبه من الأذى النفسي نتيجة للهمّ لا يذهب سدى بل هو
مفيد في تكثير حسناته وتكفير سيئاته، وأن يعلم المسلم أنه لولا المصائب
لوردنا يوم القيامة مفاليس كما ذكر بعض السلف ولذلك كان أحدهم يفرح بالبلاء
كما يفرح أحدنا بالرخاء.

وإذا علم العبد أن ما يصيبه من المصائب يكفّر عنه سيئاته فرح واستبشر،
وخصوصاً إذا عوجل بشيء بعد الذنب مباشرة كما وقع لبعض الصحابة رضي الله
عنهم فيما رواه عَبْد اللَّهِ بْن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا
لَقِيَ امْرَأَةً كَانَتْ بَغِيًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَجَعَلَ
يُلاعِبُهَا حَتَّى بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ مَهْ
فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ ذَهَبَ بِالشِّرْكِ وَقَالَ عَفَّانُ
مَرَّةً ذَهَبَ بِالْجَاهِلِيَّةِ وَجَاءَنَا بِالإِسْلامِ فَوَلَّى
الرَّجُلُ فَأَصَابَ وَجْهَهُ الْحَائِطُ فَشَجَّهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ أَنْتَ عَبْدٌ
أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَيْرًا إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
بِعَبْدٍ خَيْراً عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ وَإِذَا أَرَادَ
بِعَبْدٍ شَرّاً أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَفَّى بِهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ عَيْرٌ رواه أحمد رحمه الله المسند 4/87 والحاكم
في المستدرك 1/349 وفي إسناده الحسن عن عبد الله بن مغفل والحسن مدلس وقد
عنعن ولكن روى صالح بن أحمد ببن حنبل قال : قال أبي : سمع الحسن من أنس بن
مالك ومن ابن مغفل - يعني عبد الله بن مغفل - : كتاب المراسيل لابن أبي
حاتم ص: 45 باب ما يثبت للحسن البصري سماعه من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم. وقال الذهبي رحمه الله : قال قائل : إنما أعرض أهل الصحيح عن
كثير مما يقول فيه الحسن : عن فلان، وإن كان مما قد ثبت لقيُّه فيه لفلان
المعين لأن الحسن معروف بالتدليس ويدلّس عن الضعفاء فيبقى في النفس من
ذلك.. السير 4/588

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله إذا أراد بعبد خيراً عجل له
العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبد شراً أمسك عنه حتى يوافى يوم القيامة
بذنبه ) رواه الترمذي السنن رقم 2396 وهو في صحيح الجامع رقم 308

ثالثاً : معرفة حقيقة الدنيا

فإذا علم المؤمن أن الدنيا فانية، ومتاعها قليل، وما فيها من لذة فهي
مكدّرة ولا تصفو لأحد. إن أضحكت قليلاً أبكت طويلاً، وإن أعطت يسيراً منعت
كثيراً، والمؤمن فيها محبوس كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ
رواه مسلم رقم 2956

وهي كذلك نصب وأذى وشقاء وعناء ولذلك يستريح المؤمن إذا فارقها كما جاء عن
أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ
بِجِنَازَةٍ فَقَالَ مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ قَالُوا يَا رَسُولَ
اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ قَالَ الْعَبْدُ
الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ
اللَّهِ وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ
وَالْبِلادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ رواه البخاري : الفتح رقم 6512

وموت المؤمن راحة له من غموم دار الدنيا وهمومها وآلامها كما في الحديث :
إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنُ أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ
بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيّاً عَنْكِ إِلَى رَوْحِ
اللَّهِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ
رِيحِ الْمِسْكِ حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتَّى
يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ مَا أَطْيَبَ هَذِهِ
الرِّيحَ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الأَرْضِ فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ
الْمُؤْمِنِينَ فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحاً بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ
يَقْدَمُ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلانٌ مَاذَا فَعَلَ
فُلانٌ فَيَقُولُونَ دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا فَإِذَا
قَالَ أَمَا أَتَاكُمْ قَالُوا ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ
وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الْعَذَابِ
بِمِسْحٍ فَيَقُولُونَ اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطاً عَلَيْكِ إِلَى
عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ حَتَّى
يَأْتُونَ بِهِ بَابَ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ
حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ المجتبى من سنن النسائي رقم
1810 وصححه الألباني في صحيح النسائي 1309

إن هذا المعنى الذي يدركه المؤمن لحقيقة الدنيا يهوّن عليه كثيراً من وقع
المصاب وألم الغمّ ونكد الهمّ لأنه يعلم أنه أمر لا بدّ منه فهو من طبيعة
هذه الحياة الدنيا.

رابعاً : ابتغاء الأسوة بالرسل والصالحين واتخاذهم مثلاً وقدوة

وهم أشد الناس بلاءً في الدنيا ، والمرء يبتلى على قدر دينه ، والله إذا
أحب عبداً ابتلاه وقد سأل سعد رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم
فقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً قَالَ
الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى
حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْباً اشْتَدَّ بَلاؤُهُ وَإِنْ
كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ
الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا
عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ رواه الترمذي وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ،
السنن : رقم 2398 وهو في صحيح سنن الترمذي للألباني رقم 1956

خامساً : أن يجعل العبد الآخرة همه

لكي يجمع الله له شمله لما رواه أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ( مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ
فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ
رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ
بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ
الدُّنْيَا إِلا مَا قُدِّرَ لَهُ رواه الترمذي رقم 2389 وصححه الألباني في
صحيح الجامع 6510

قال ابن القيم رحمه الله: إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده
تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كلّ ما أهمّه، وفرّغ قلبه
لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله
الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة
الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو
يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره.. فكلّ من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته
بُلِيَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته. قال تعالى : ( ومن يعش عن ذكر
الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين). الفوائد ط. دار البيان ص: 159

سادساً : علاج مفيد ومدهش وهو ذكر الموت

لقوله صلى الله عليه وسلم : (أكثروا ذكر هادم اللذات : الموت فإنه لم يذكره
أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ولا ذكره في سعة إلا ضيَّقها عليه)
رواه البزار عن أنس وحسنه الألباني كما في صحيح الجامع رقم 1211 وصححه كذلك
في إرواء الغليل رقم 682

سابعاً : دعاء الله تعالى

وهذا نافع جداً ومنه ما هو وقاية ومنه ما هو علاج، فأما الوقاية فإن على
المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه متضرعاً إليه بأن يعيذه من الهموم
ويباعد بينه وبينها ، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقد أخبرنا
خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه عن حاله معه بقوله: (كنت أخدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا نزل فكنت أسمعه كثيراً يقول :( اللَّهُمَّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ
وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ) رواه
البخاري الفتح رقم 2893

وهذا الدعاء مفيد لدفع الهم قبل وقوعه والدفع أسهل من الرفع.

ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور استعمال هذا الدعاء الذي كان
النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ
أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي
دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا
مَعَادِي وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ
الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ رواه مسلم رقم 2720.

فإذا وقع الهم وألمّ بالمرء، فباب الدعاء مفتوح غير مغلق، والكريم عز وجل
إن طُرق بابه وسُئل أعطى وأجاب.. يقول جلّ وعلا : " وإذا سألك عبادي عني
فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم
يرشدون " .

ومن أعظم الأدعية في إذهاب الهمّ والغم والإتيان بعده بالفرج : الدعاء
العظيم المشهور الذي حثّ النبي صلى الله عليه وسلم كلّ من سمعه أن يتعلّمه
ويحفظه :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصَابَ
أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ
وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ
حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ
سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ
أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ
عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي
وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ
وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ أَلا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا
أَنْ يَتَعَلَّمَهَا رواه الإمام أحمد في المسند 1/391 وصححه الألباني في
السلسلة الصحيحة رقم 198

هذا الحديث العظيم الذي يتضمن اعتراف العبد أنه مملوك لله وأنه لا غنى له
عنه وليس له سيد سواه والتزام بعبوديته وإعلان الخضوع والامتثال لأمره
ونهيه ، وأن الله يصرّفه ويتحكّم فيه كيف يشاء وإذعان لحكم الله ورضى
بقضائه وتوسل إلى الله بجميع أسمائه قاطبة ثم سؤال المطلوب ونشدان المرغوب

وقد ورد في السنّة النبوية أدعية أخرى بشأن الغم والهم والكرب ومنها :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ
الْعَرْشِ الْكَرِيمِ رواه البخاري، الفتح رقم 6346
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 6:00 am

تابع لعلاج الهموم

وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر
قال : (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) الترمذي رقم 3524 وحسنه في صحيح
الجامع 4653

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ
عِنْدَ الْكَرْبِ أَوْ فِي الْكَرْبِ اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ
بِهِ شَيْئًا. رواه أبو داود كتاب الصلاة : باب في الاستغفار، وهو في صحيح
الجامع 2620

ومن الأدعية النافعة في هذا الباب أيضا ما علمناه رسول الله صلى الله عليه
وسلم بقوله :.. دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلا
تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ
لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ.. رواه أبوداود في كتاب الأدب رقم 5090.وحسنه في
صحيح الجامع 3388 وفي صحيح سنن أبي داود رقم 4246.

فإذا لهج العبد بهذه الأدعية بقلب حاضر، ونية صادقة، مع اجتهاده في تحصيل
أسباب الإجابة، حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له ، وانقلب همه فرحاً
وسروراً.

ثامناً : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

وهي من أعظم ما يفرج الله به الهموم :

روى الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بْنُ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا
اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ
اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ
الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ
لَكَ مِنْ صَلاتِي فَقَالَ مَا شِئْتَ قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ قَالَ مَا
شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ النِّصْفَ قَالَ مَا
شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ
قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ
صَلاتِي كُلَّهَا قَالَ إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ
رواه الترمذي وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. السنن رقم 2457/وحسنه
الألباني في المشكاة 929

تاسعاً : التوكل على الله عز وجل وتفويض الأمر إليه

" فمن علم أن الله على كل شيء قدير، وأنه المتفرد بالاختيار والتدبير. وأن
تدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه وأنه أعلم بمصلحة العبد من العبد
وأقدر على جلبها وتحصيلها منه وأنصح للعبد لنفسه وأرحم به منه بنفسه، وأبرّ
به منه بنفسه. وعلم مع ذلك أنه لا يستطيع أن يتقدم بين يدي تدبيره خطوة
واحدة ولا يتأخر عن تدبيره له خطوة واحدة، فلا متقدم له بين يدي قضائه
وقدره ولا متأخر، فألقى نفسه بين يديه وسلم الأمر كله إليه، وانطرح بين
يديه انطراح عبد مملوك ضعيف بين يدي ملك عزيز قاهر. له التصرف في عبده بما
شاء ، وليس للعبد التصرف فيه بوجه من الوجوه ، فاستراح حينئذ من الهموم
والغموم والأنكاد والحسرات. وحمل كل حوائجه ومصالحه من لا يبالي بحملها ولا
يثقله ولا يكترث بها. فتولاها دونه وأراه لطفه وبره ورحمته وإحسانه فيها
من غير تعب من العبد ولا نصب ، ولا اهتمام منه، لأنه قد صرف اهتمامه كله
إليه وجعله وحده همه. فصرف عنه اهتمامه بحوائجه ومصالح دنياه ، وفرغ قلبه
منها ، فما أطيب عيشه وما أنعم قلبه وأعظم سروره وفرحه.

وأما من أبى إلا تدبيره لنفسه واختياره لها واهتمامه بحظه دون حق ربه، خلاه
وما اختاره وولاه ما تولى فحضره الهم والغم والحزن والنكد والخوف والتعب،
وكسف البال وسوء الحال ، فلا قلب يصفو، ولا عمل يزكو، ولا أمل يحصل ، ولا
راحة يفوز بها ، ولا لذة يتهنى بها، بل قد حيل بينه وبين مسرته وفرحه وقرة
عينه . فهو يكدح في الدنيا كدح الوحش ولا يظفر منها بأمل ولا يتزود منها
لمعاد. الفوائد لابن القيم ص : 209

" ومتى اعتمد القلب على الله ، وتوكل عليه ، ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته
الخيالات السيئة ، ووثق بالله وطمع في فضله ، اندفعت عنه بذلك الهموم
والغموم ، وزالت عنه كثير من الأسقام القلبية والبدنية ، وحصل للقلب من
القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه ، والمعافى من عافاه الله
ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب ، الدافعة لقلقه ،
قال تعالى " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " أي كافيه جميع ما يهمه من أمر
دينه ودنياه .

فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ، ولا تزعجه الحوادث
لعلمه أن ذلك من ضعف النفس ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له ، ويعلم مع
ذلك أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة، فيثق بالله ويطمئن
لوعده ، فيزول همه وقلقه ، ويتبدل عسره يسرا ، وترحه فرحا، وخوفه أمنا
فنسأله تعالى العافية وأن يتفضل علينا بقوة القلب وثباته بالتوكل الكامل
الذي تكفل الله لأهله بكل خير، ودفع كل مكروه وضير. " الوسائل المفيدة
للحياة السعيدة : ابن سعدي

عاشراً : ومما يدفع الهم والقلق الحرص على ما ينفع واجتماع الفكر كله على
الاهتمام بعمل اليوم الحاضر ، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل ، وعن
الحزن على الوقت الماضي

ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن، فالحزن على الأمور
الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها والهم الذي يحدث بسببه الخوف من
المستقبل ، فيكون العبد ابن يومه ، يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته
الحاضر ، فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال، ويتسلى به العبد عن
الهم والحزن والنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى
دعاء فهو يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد في
التحقق لحصول ما يدعو لدفعه لأن الدعاء مقارن للعمل ، فالعبد يجتهد فيما
ينفعه في الدين والدنيا ، ويسأل ربه نجاح مقصده. ويستعينه على ذلك كما جاء
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ
مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا
يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ
فَلا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ
قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ
الشَّيْطَانِ رواه مسلم 2664. فجمع صلى الله عليه وسلم بين الأمر بالحرص
على الأمور النافعة في كل حال والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي
هو الكسل الضار وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة ، ومشاهدة قضاء الله
وقدره وجعل الأمور قسمين : قسماً يمكن للعبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما
يمكن منه ، أو دفعه أو تخفيفه فهذا يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده.
وقسماً لا يمكن فيه ذلك ، فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم ، ولا ريب أن
مراعاة هذا الأصل سبب للسرور وزوال الهم والغم. الوسائل المفيدة للحياة
السعيدة : ابن سعدي

والحديث المذكور يدلّ على السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم وفي تحصيل
الأسباب الجالبة للسرور وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه
ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال ، وأن ذلك حمق
وجنون ، فيجاهد قلبه عن التفكر فيها وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله ،
مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل
حياته . فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهول ما يقع فيها من خير وشر وآمال
وآلام ، وأنها بيد العزيز الحكيم ، ليس بيد العباد منها شيء إلا السعي في
تحصيل خيراتها، ودفع مضراتها ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه من أجل
مستقبل أمره ، واتكل على ربه في إصلاحه ، واطمأن إليه في ذلك صلحت أحواله ،
وزال عنه همه وقلقه. الوسائل المفيدة للحياة السعيدة : ابن سعدي

الحادي عشر : ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته الإكثار من ذكر الله

فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته ، وزوال همه وغمه ، قال الله تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " .

وأعظم الأذكار لعلاج الهمّ العظيم الحاصل عند نزول الموت : لا إله إلا الله

وذلك لما حدّث به طلحة عمر رضي الله عنه فال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَلِمَةٌ لا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ
مَوْتِهِ إِلا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ
فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا إِلا الْقُدْرَةُ عَلَيْهَا
حَتَّى مَاتَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي
لأَعْلَمُهَا فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ وَمَا هِيَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِي
اللَّهُ عَنْهُ هَلْ تَعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ
بِهَا عَمَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ طَلْحَةُ هِيَ وَاللَّهِ
هِيَ رواه أحمد 1/161

الثاني عشر: اللجوء إلى الصلاة .

قال الله تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة " وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ
صَلَّى رواه أبو داود كتاب الصلاة باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم
من الليل وحسنه في صحيح الجامع رقم 4703

الثالث عشر : ومما يفرج الهم أيضا الجهاد في سبيل الله

كما قال عليه الصلاة والسلام : عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ
يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ رواه أحمد عن أبي أمامة عن عبد
الله بن الصامت رضي الله عنهما 5/ 319 وصححه في صحيح الجامع 4063 وعزاه
السيوطي للطبراني في الأوسط عن أبي أمامة.

الرابع عشر : التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة

فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الهم والغم ، ويحث العبد على الشكر الذي هو
أرفع المراتب وأعلاها حتى ولو كان العبد في حالة فقر أو مرض أو غيرهما من
أنواع البلايا . فإنه إذا قابل بين نعم الله عليه التي لا تحصى ولا تعدّ
وبين ما أصابه من مكروه ، لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة ، بل المكروه
والمصائب إذا ابتلى الله بها العبد ، وأدى فيها وظيفة الصبر والرضى
والتسليم ، هانت وطأتها ، وخفت مؤنتها ، وكان تأميل العبد لأجرها وثوابها
والتعبد لله بالقيام بوظيفة الصبر والرضا ، يدع الأشياء المرة حلوة فتنسيه
حلاوة أجرها مرارة صبرها.

ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع استعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه
وسلم في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ
مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ
أَنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ رواه الترمذي في سننه رقم
2513 وقال : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وهو في صحيح الجامع 1507

فإن العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل، رأى نفسه يفوق قطعاً
كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها ، وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به
الحال ، فيزول قلقه وهمه وغمه ، ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله التي فاق
فيها غيره ممن هو دونه فيها .

وكلما طال تأمل العبد في نِعم الله الظاهرة والباطنة ، الدينية والدنيوية ،
رأى ربه قد أعطاه خيراً كثيراً ودفع عنه شروراً متعددة ، ولا شك أن هذا
يدفع الهموم والغموم ، ويوجب الفرح والسرور. الوسائل المفيدة للحياة
السعيدة : ابن سعدي

الخامس عشر : الانشغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة

فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه . وربما نسي بسبب ذلك
الأسباب التي أوجبت له الهم والغم ، ففرحت نفسه ، وازداد نشاطه ، وهذا
السبب أيضا مشترك بين المؤمن وغيره . ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه
واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه ، ويعمل الخير الذي
يعمله ، إن كان عبادة فهو عبادة وإن كان شغله دنيوياً أو عادة دنيوية
أصحبها النية الصالحة ، وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله ، فلذلك أثره
الفعال في دفع الهموم والغموم والأحزان ، فكم من إنسان ابتلي بالقلق
وملازمة الأكدار ، فحلت به الأمراض المتنوعة فصار دواءه الناجح : نسيانه
السبب الذي كدره وأقلقه، واشتغاله بعمل من مهماته.

وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه ؛ فإن هذا
أدعى لحصول هذا المقصود النافع والله أعلم. الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
: ابن سعدي

السادس عشر : النظر إلى الجوانب الإيجابية للأحداث التي يظهر منها بعض ما يُكره

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا
خُلُقاً رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ رواه مسلم 1469.

ومن فوائد هذا الحديث : زوال الهم والقلق وبقاء الصفاء ، والمداومة على
القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة وحصول الراحة بين الطرفين ، ومن لم
يسترشد بهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بل عكس القضية فلحظ
المساوىء ، وعمي عن المحاسن ، فلا بد أن يقلق ، ولابد أن يتكدر ما بينه
وبين من يتصل به من المحبة ، ويخلّ بكثير من الحقوق التي على كل منهما
المحافظة عليها. الوسائل المفيدة للحياة السعيدة : ابن سعدي

السابع عشر : معرفة القيمة الحقيقية للحياة وأنها قصيرة وأنّ الوقت أغلى من أن يذهب في الهمّ والغمّ

فالعاقل يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وأنها قصيرة جداً ،
فلا ينبغي له أن يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار فإن ذلك ضد الحياة
الصحيحة ، فيشح بحياته أن يذهب كثير منها نهباً للهموم والأكدار ولا فرق في
هذا بين البر والفاجر ، ولكن المؤمن له من التحقق بهذا الوصف الحظ الأوفر ،
والنصيب النافع العاجل والآجل . وينبغي أيضا إذا أصابه مكروه أو خاف منه
أن يقارن بين النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية . وبين ما أصابه من مكروه
فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم ، واضمحلال ما أصابه من
المكاره وكذلك يقارن بين ما يخافه من حدوث ضرر عليه ، وبين الاحتمالات
الكثيرة في السلامة منها فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة
القوية وبذلك يزول همه وخوفه ، ويقدر أعم ما يكون من الاحتمالات التي يمكن
أن تصيبه ، فيوطن نفسه لحدوثها إن حدثت ، ويسعى في دفع ما لم يقع منها وفي
رفع ما وقع أو تخفيفه.

جعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها، ولا تلتفت إلى الأمور
الضارة لتلهو بذلك عن الأسباب الجالبة للهم والحزن واستعن بالراحة وإجماع
النفس على الأعمال المهمة. الوسائل المفيدة للحياة السعيدة : ابن سعدي

الثامن عشر : ومن الأمور النافعة عدم السماح بتراكم الأعمال والواجبات

وذلك بحسمها في الحال والتفرغ للمستقبل ، لأن الأعمال إذا لم تُحسم اجتمع
عليك بقية الأعمال السابقة ، وانضافت إليها الأعمال اللاحقة ، فتشتد وطأتها
، فإذا حسمت كل شيء في وقته تفّرغت للأمور المستقبلة بقوة تفكير وقوة عمل.


وينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم، فالأهم وميز بين ما تميل نفسك
إليه وتشتد رغبتك فيه، فإن ضده يحدث السآمة والملل والكدر ، واستعن على ذلك
بالفكر الصحيح والمشاورة ، فما ندم من استشار ، وادرس ما تريد فعله درساً
دقيقاً ، فإذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين
الوسائل المفيدة للحياة السعيدة : ابن سعدي، بتصرف.

التاسع عشر : التوقع المستمر والاستعداد النفسي لجميع الاحتمالات

فإن الإنسان إذا استحضر في نفسه فقد عزيز أو مرض قريب أو وقوعاً في دين أو
قهر عدو أو أي احتمال سيئ مما لم يحدث بعد - مع استعاذته بالله من ذلك
ورجاء السلامة - فإنه لو وقع له شيء من ذلك حقيقة سيكون أهون عليه وأخف
وطأة لتوقعه المسبق.

ومما ينبغي التنبّه له أن كثيراً من الناس من ذوي الهمم العالية يوطنون
أنفسهم عند وقوع الكوارث والمزعجات على الصبر والطمأنينة . لكن عند الأمور
التافهة البسيطة يقلقون ، ويتكدر الصفاء ، والسبب في هذا أنهم وطنوا نفوسهم
عند الأمور الكبار ، وتركوها عند الأمور الصغار فضرتهم وأثرت في راحتهم
فالحازم يوطن نفسه على الأمور الصغيرة والكبيرة ويسأل الله الإعانة عليها ،
وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين فعند ذلك يسهل عليه الصغير ، كما سهل عليه
الكبير ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحاً.

العشرين : ومن العلاجات أيضا الشكوى إلى أهل العلم والدين وطلب النصح والمشورة منهم

فإن نصائحهم وآراءهم من أعظم المثبتات في المصائب. وقد شكى الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانوا يلقون من تعذيب...

فهذا خَبَّاب بْن الأَرَتِّ رضي الله عنه يقول : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً
لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلا
تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ
لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ
عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ
دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ
أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ
هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى
حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلا اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ
وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ البخاري الفتح 3612

وكذلك شكى التابعون إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقول الزبير بن عدي : أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ
مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لا يَأْتِي
عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا
رَبَّكُمْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رواه البخاري الفتح رقم 7068

فيسمع المسلم من أهل العلم والقدوة ما يسليه ويخفف عنه آلام غمومه وهمومه.

ومن هذا الباب أيضا : اللجوء إلى إخوان الصدق والأقرباء العقلاء والأزواج
والزوجات الأوفياء والوفيات فهذه فاطمة رضى الله عنها لمّا أصابها الهمّ
شكت إلى زوجها عليٍّ رضي الله عنه كما روى القصة عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَتَى فَاطِمَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا فَوَجَدَ عَلَى بَابِهَا
سِتْراً فَلَمْ يَدْخُلْ قَالَ وَقَلَّمَا كَانَ يَدْخُلُ إِلا بَدَأَ
بِهَا فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِي اللَّه عَنْه فَرَآهَا مُهْتَمَّةً فَقَالَ
مَا لَكِ قَالَتْ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَيَّ فَلَمْ يَدْخُلْ فَأَتَاهُ عَلِيٌّ رَضِي اللَّه عَنْه فَقَالَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَاطِمَةَ اشْتَدَّ عَلَيْهَا أَنَّكَ جِئْتَهَا
فَلَمْ تَدْخُلْ عَلَيْهَا قَالَ وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا وَمَا أَنَا
وَالرَّقْمَ ( أي النقش والرسم ) فَذَهَبَ إِلَى فَاطِمَةَ فَأَخْبَرَهَا
بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ قُلْ
لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَأْمُرُنِي بِهِ
قَالَ قُلْ لَهَا فَلْتُرْسِلْ بِهِ إِلَى بَنِي فُلانٍ [ وَكَانَ سِتْراً
مَوْشِيّاً ] (أي مزخرفاً منقوشاً) رواه أبو داود كتاب اللباس باب في
اتخاذ الستور وهو في صحيح أبي داود 3496.

الحادي والعشرون : أن يعلم المهموم والمغموم أن بعد العسر يسراً ، وأن بعد الضيق فرجاً

فليحسن الظن بالله فإنه جاعل له فرجاً ومخرجاً .

وكلما استحكم الضيق وازدادت الكربة قرب الفرج والمخرج .

وقد قال الله تعالى في سورة الشرح ( فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً )
فذكر عسراً واحداً ويسرين فالعسر المقترن بأل في الآية الأولى هو العسر في
الآية الثانية أما اليسر في الآية الثانية فهو يسر آخر غير الذي في الآية
الأولى.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما
النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْراً رواه أحمد 1/293 السلسلة الصحيحة 2382 وصححه الألباني في
صحيح الجامع برواية الخرائطي عن أنس بلفظ رقم 6806

الثاني والعشرون : ومن علاجات الهموم ما يكون بالأطعمة

فقد روى البخاري رحمه الله عن عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا أَنَّهَا
كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى
الْهَالِكِ وَكَانَتْ تَقُولُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ
الْمَرِيضِ وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ الفتح رقم 5689

وروى رحمه الله أيضا عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ
أَهْلِهَا فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلا
أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ
ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَتْ
كُلْنَ مِنْهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ تَذْهَبُ
بِبَعْضِ الْحُزْنِ الفتح 5147

والتلبينة : هي حساء يعمل من دقيق أو نخالة ويجعل فيه عسل وسميت تلبينة لشبهها باللبن ، وهي تطبخ من الشعير مطحوناً .

ومعنى مُجِمَّة : أي تريح وتنشط وتزيل الهمّ

وروى أحمد رحمه الله عنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قِيلَ لَهُ إِنَّ فُلانًا وَجِعٌ لا
يَطْعَمُ الطَّعَامَ قَالَ عَلَيْكُمْ بِالتَّلْبِينَةِ فَحَسُّوهُ
إِيَّاهَا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَغْسِلُ بَطْنَ
أَحَدِكُمْ كَمَا يَغْسِلُ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ مِنَ الْوَسَخِ
رواه أحمد 6/152 .

ورواه الترمذي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَخَذَ أَهْلَهُ الْوَعَكُ أَمَرَ
بِالْحِسَاءِ فَصُنِعَ ثُمَّ أَمَرَهُمْ فَحَسَوْا مِنْهُ وَكَانَ يَقُولُ
إِنَّهُ لَيَرْتُقُ (وفي رواية أحمد وابن ماجة : ليرتو) فُؤَادَ الْحَزِينِ
وَيَسْرُو عَنْ فُؤَادِ السَّقِيمِ كَمَا تَسْرُو إِحْدَاكُنَّ الْوَسَخَ
بِالْمَاءِ عَنْ وَجْهِهَا قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ : السنن رقم 2039

ويرتو أو يرتق : أي يشدّ ويقوي، ويسرو: أي يكشف

وهذا الأمر - وإن استغربه بعض الناس - هو حق وصدق ما دام قد ثبت من طريق
الوحي عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ، والله خلق الأطعمة وهو أعلم
بخصائصها وبالتالي فإن حساء الشعير المذكور هو من الأغذية المفرحة ، والله
اعلم . يُراجع زاد المعاد لابن القيم رحمه الله 5/120.

أما عن طريقة طبخه لمريض الجسد ومحزون القلب فيقول ابن حجر رحمه الله :
ولعل اللائق بالمريض ماء الشعير إذا طبخ صحيحاً وبالحزين ماؤه إذا طبخ
مطحوناً والله أعلم انظر فتح الباري 147.

وقد لخص ابن القيم هذه الأدوية والعلاجات في خمسة عشر نوعاً من الدواء يذهب الله بها الهم والحزن وهي :

الأول: توحيد الربوبية.

الثاني: توحيد الإلهية.

الثالث:التوحيد العلمي الاعتقادي (وهو توحيد الأسماء والصفات).

الرابع : تنـزيه الرب تعالى عن أن يظلم عبده ، أو يأخذه بلا سبب من العبد يوجب ذلك .

الخامس: اعتراف العبد بأنه هو الظالم.

السادس : التوسل إلى الرب تعالى بأحب الأشياء ، وهو أسماؤه وصفاته ، ومن أجمعها لمعاني الأسماء والصفات : الحي القيوم.

السابع : الاستعانة به وحده .

الثامن : إقرار العبد له بالرجاء .

التاسع : تحقيق التوكل عليه ، والتفويض إليه ، والاعتراف له بأن ناصيته في
يده ، يصرفه كيف يشاء ، وأنه ماض فيه حكمه ، عدل فيه قضاؤه .

العاشر: أن يرتع قلبه في رياض القرآن ، ويتعزى به عن كل مصيبة ، ويستشفي به من أدواء صدره ، فيكون جلاء حزنه ، وشفاء همه وغمه .

الحادي عشر : الاستغفار.

الثاني عشر: التوبة.

الثالث عشر : الجهاد.

الرابع عشر : الصلاة.

الخامس عشر : البراءة من الحول والقوة وتفويضهما إلى من هما بيده.

نسأل الله تعالى أن يعافينا من الهموم وأن يفرج عنا الكروب ويزيل عنا الغموم إنه هو السميع المجيب، وهو الحي القيوم.

تذكرة

وبعد ذكر هذه الطائفة من أنواع هموم الدنيا وعلاجها يجدر التذكير بأن هموم
الآخرة أعظم وغمومها وكروبها أشدّ ، ومن أمثلة ذلك ما يُصيب الناس في أرض
المحشر فقد روى البخاري رحمه الله تعالى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي
اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ.. أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهَلْ تَدْرُونَ
مِمَّ ذَلِكَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي
صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ
وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لا
يُطِيقُونَ وَلا يَحْتَمِلُونَ فَيَقُولُ النَّاسُ أَلا تَرَوْنَ مَا قَدْ
بَلَغَكُمْ أَلا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ
فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ عَلَيْكُمْ بِآدَمَ.. رواه البخاري
الفتح 4712

ولا علاج لغموم وكربات ذلك اليوم إلا بالإقبال على الله في هذا اليوم .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه خير قوم والحمد لله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 6:00 am

كيف نتعامل مع الشخص القلق؟


كل فرد منا له طباعه وقدراته وإمكانياته، هذه قضية لا خلاف عليها إطلاقاً
وأيضاً لا خلاف في أن قدراتنا تختلف في التعامل مع الضغوط الحياتية
اليومية، فشخص ما يستطيع أن يتعامل مع جميع الضغوط بثقة وهدوء أعصاب، وشخص
آخر قد يصاب بقرحة وهو ينتظر مقابلة مديره في العمل، وهذا أمر غير مبالغ
فيه ولكنه حقيقة واقعية عند كثير من الناس، ولكن نحن هنا في صدد الحديث عن
شخص يكون شديد القلق إذا كان يواجه ضغطاً معيناً أو عندما يكون في انتظار
حدث معين، والأمر الأسوأ أن هذا القلق يتعدى حدوده ويؤثر في كل مّن حوله
وخاصة محيطه الأسري.
.

ولا أستطيع أن أنسى تلك الحالة التي حولت لي من قبل طبيب المستوصف لامرأة
تبلغ من العمر 32 سنة، مازلت أذكر الحالة تماماً على الرغم من أنه يفصلني
عنها سنتان من الزمن.

دخلت إلى غرفة العيادة وقد بدا عليها الشحوب، وبدت مترددة في كل شيء حتى في
إمساكها بحقيبتها فتارة تضعها على يمين كرسيها وأخرى تضعها في حضنها وتارة
ثالثة تعلقها على كتفها، تحدثت عن انخفاض طاقتها الإنتاجية في العمل وعن
مدى علاقتها مع أطفالها في الفترة الأخيرة، وكثرة صراخها على خادمتها، لم
أجد سبباً لكل هذا الاضطراب والقلق في حياتها، بل هي التي قالت وبكل صراحة
إنّ حياتها تسير تماماً كما كانت تسير على الدوام وهي حياة هادئة وموفقة-
بفضل الله- وفي العمل الأمور أكثر من ممتازة، فما سبب القلق إذن ؟!.

والحقيقة أنها لم تكن سوى مرآة عاكسة لقلق زوجها، الذي كان تحت ضغط عمله
الخاص وتقلبات السوق المختلفة، وهذه هي العلاقة الزوجية مشاعر أحد الطرفين
تنعكس في مشاعر الطرف الآخر.

وهنا لابد من أن نتوقف قليلاً ونتساءل :

هل من الصحي أن تصاب الأسرة بأسرها بحالة من القلق والاضطراب بسبب أن أحد أطرفها قلق ومضطرب؟

والإجابة حقاً ستكون: لا وإذن فإنّ سؤالنا اللاحق:

كيف نتعامل مع الشخص القلق؟.

التعامل مع الشخص القلق دائم الاضطراب ليس بالأمر السهل ولكنه ليس
بالمستحيل، فلكي نعرف كيف نتعامل مع الشخص القلق لابد أن نعرف نقطتين
رئيسيتين وهما:

1- إنه من طبيعة شخصية هؤلاء الأشخاص أنهم يحبون أن يشعروا بإحساس الطرف الآخر بمشاعرهم والاهتمام بأمرهم.

2- إن الحديث حول الموضوع المسبب للقلق والاضطراب قد يثير المزيد من القلق.

فالسؤال الذي يُطرح دائماً عند هذه النقطة، هو:

كيف أشعره باهتمامي، ووقوفي بجانبه في الوقت الذي يكون فيه طرح الموضوع يثير المزيد من القلق؟؟

هنا نقول إنّ لغة التصرف أبلغ من لغة الحديث.

الإعداد للاستقبال أو اللقاء بعد العودة من العمل وتهيئة المنزل والإعداد
لأمسية عائلية بسيطة وجميلة، والكلمات الهادئة الجانبية والملامسة، كل هذه
الأمور حتماً ستكون أبلغ من أية كلمات يمكن أن ينطق بها اللسان وأبلغ دليل
على الإحساس بظروف الطرف الآخر، وأرجو هنا ألا يفهم من الحديث أن الكلام
موجه للزوجات دون الأزواج، لا .. إطلاقاً.. على الزوج تماماً أن يقوم بلغة
التصرفات والأعمال لينقل زوجته من مرحلة اضطراب أو قلق تمر بها، كما على
الزوجة أن تقوم بذات التصرفات والأعمال لتنقل الزوج من مرحلة قلق أو اضطراب
يمر بها.

وهنا يجدر القول بأن هذا الأمر لن يكون كافياً فقط لتقليل حدة القلق عند
الطرف الآخر ووسيلة لإحساس الطرف الآخر بمشاعرنا تجاهه، ولكنه أيضاً كفيل
بأن يقطع الطريق على القلق والاضطراب أن ينتقل من الطرف القلق إلى الطرف
الآخر، فإذن هذه الأجواء الهادئة هي وسيلة مخاطبة، وعلاج ووقاية، وكم هي
حاجة الأسرة لهذه الجرعة الوقائية في هذه المرحلة الخاصة من حياتها.

ولكن هل يغني عن أن نتحدث في الموضوع؟! قطعاً لن يكفي، ولكنه كاف وبحد كبير
لإبلاغ الطرف الآخر بوقوفنا بجانبه دون أن نثير قلقه، ولكننا كبشر نحن
نحتاج لأن نتشارك في خبراتنا لكي نعرف كيف نخرج من دوائر أزماتنا، فإذن لا
غنى لنا عن أن نتحدث في الموضوع معاً كي نستمع لنصائح بعضنا البعض من أجل
الخروج من دائرة القلق والاضطراب.

وإذا كنا سنتحدث عن المحادثة والمخاطبة فإننا من جديد سنتكلم من القواعد
العامة لذلك من اختيار الزمان والمكان والأسلوب المناسبين لظرف الحديث
فطاولة الطعام لا تصلح، فور دخول المنزل خاطئ، وأسلوب التقصي والمحاكمة
والتوجيه أسوأ ما يمكن اختياره من أساليب الحديث في الموضوع المثير للقلق.


فأولاً: لابد من أن تقدم المقدمات المتعلقة بهذا الحديث فالخطوة الأولى
لابد وأن تكون لغة التصرفات التي تحدثنا عنها في بداية موضوعنا، لندع هذه
اللغة تأخذ مداها وتحقق الغاية المنشودة منها، حتى لو استدعى الأمر أياماً
ثم لنبدأ الحديث بأسلوب هادئ وظريف.

كنت أحدث صديقاً آخر لي بهذه القصة وبما يدور في خلدي، وهو طبيب ألماني
يحضر معي دورة في أسلوب المحادثة في الطبي النفسي وكنا نحضر محاضرة في
أسلوب المخاطبة مع الشخص القلق، فقلت: لو استطعنا أن نصيغ بعض العبارات
الرقيقة في صورة علمية وطبية بحتة فإننا حتماً سننجح، فقال باسماً : تعرف
كيف تستطيع زوجتي أن تخرج كل مشاعر القلق مني؟!.

قلت له كيف؟!، فقال بسؤال واحد بصيغة واحدة ولكن بأسلوب إلقائي مختلف في كل مرة وذلك بقولها: ما الذي سرق مشاعر زوجي الحبيب مني؟؟،

يقول: عندها أبدأ بالحديث عن كل شيء أعياني قلقاً واضطراباً دون أن أتوقف.

نعم هذه هي الحقيقة وهي أن نعرف متى وأين وكيف متى عرفنا هذه الثلاثية فلن
يكون هناك مشكلة في الحديث عن سبب الاضطراب والقلق وحديثنا لن يثير المزيد
منها.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 6:01 am

الإسعافات النفسية للطفل


اعتاد الناس الاهتمام بالإسعافات الأولية للطفل في مجال الصحة العامة
والإصابات المنزلية وغيرها هذه الإصابات وإن كانت تشكل خطراً على حياة
الطفل إلا أنها ليست أكثر أهمية من الإسعافات الأولية في مجال الصحة
النفسية بالنسبة للطفل خاصة وأن سن الطفولة يعتبر سن تشكيل شخصية الطفل
المستقبلية وأن الاهتمام بنفسيته هو اهتمام بمعالم شخصيته في باقي المراحل
العمرية..
.


إن حالة إحباطية واحدة يتعرض لها الطفل أثناء طفولته قد تؤثر سلباً عليه
طيلة حياته إن الذين يشتكون مثلاً من انعدام الثقة بالنفس أغلبهم تعرضوا
لحالات استهزاء وسخرية أو وسم بالفشل أثناء طفولتهم وكذلك الانطوائيين
وأصحاب الخجل الشديد.



المربي مطالب بفهم نفسية الطفل ليحسن التعامل معها فالذي يربي على غير علم
يفسد أكثر مما يصلح والمربي يحتاج إلى عاطفة واهتمام يتحسس بهما خلجات
النفس لدى الطفل وأحوالها ليتدخل في الوقت المناسب وبالعلاج الأنسب..



كيف تسعف طفلاً يعاني من ضيق نفسي؟
1-ابتسم وحاول الترفيه عنه.
2-الجأ لتجربة خاصة تضحكه بها.
3-لاعبه بلعبة اليمين واليسار:



خذ يده اليمنى وقل له: هنا أضع غضبك وبكاءك وحزنك وانفعالاتك وخوفك وباليد
اليسرى أضع قوتك ما تعلمته، ما تحفظه، ما تستطيع عمله " وعدد ما يتقنه من
أشياء" ثم ضم اليدين لبعضهما وقل له يداك معاً تساوي أنت!! كل ما فيك يكمل
بعضه البعض فلم أنت متضايق؟! هذه اللعبة تمنح الطفل شعوراً بالأمن وتهدئ
أعصابه.



4-دعه يرى نفسه في المرآة:
وشجعه على تحسين صورته من خلال الابتسامة.
5-اهده شيئاً خفيفاً يأكله وركز على ما يحب ويشتهى.
6-ردد معه الجزء الأول من دعاء الهم والحزن:
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن.. " أكثر من مرة..
7-اقرأ معه المعوذتين بصوت هادئ مسموع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 6:01 am

عقبة أو عقدة التشاؤم

روى البخاري ومسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ  قَالَ: ((
لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالَ قِيلَ وَمَا
الْفَأْلُ قَالَ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ )).
ما هو التشاؤم؟:
الشأم والشؤم ضد اليمن الذي هو البركة ويقال: رجل مشؤوم على قومه أي جر
الشؤم عليهم، ورجل ميمون أي جر الخير والبركة واليمن على قومه( ).
والعرب تقول: جرى له الطائر بكذا من الخير والشر قال أبو عبيدة: الطائر
عندهم الحظ وهو الذى تسميه العامة البخت يقولون: هذا يطير لفلان أي يحصل
له. قلت: ومنه الحديث (( فطار لنا عثمان بن مظعون )) أي أصابنا بالقرعة لما
اقترع الأنصار على نزول المهاجرين عليهم، وفي حديث رويفع ابن ثابت (( حتى
أن أحدنا ليطير له النصل والريش والآخر القدح )) أي يحصل له بالشركة في
الغنيمة( ).
وقال الحليمي: (( التشاؤم سوء ظنّ بالله تعالى بغير سبب محقّق، والتفاؤل
حسن ظنّ به، والمؤمن مأمور بحسن الظنّ بالله تعالى على كل حال )).
والمقصود بالحديث من يجرّ النقص والشؤم على نفسه. وما يسمّى بالنظرة السوداوية إلى النفس بأنه مشؤوم وسيّء الحظّ.
آثار التشاؤم:
1- باب الوساوس والشيطان: قال ابن القيم: (( اعلم أن من كان معتنياً بها
قائلاً بها كانت إليه أسرع من السيل إلى منحدر، فتحت له أبواب الوساوس فيما
يسمعه ويراه ويعطاه ويفتح له الشيطان فيها من المناسبات البعيدة والقريبة
في اللفظ والمعنى ما يفسد عليه دينه وينكد عليه عيشه فإذا سمع سفرجلاً أو
أهدي إليه تطيّر به وقال: سفر وجلاء. وإذا رأى ياسميناً أو سمع اسمه تطيّر
به وقال: يأس ومين وإذا رأى سوسنةً أو سمعها قال: سوء يبقى سنةً وإذا خرج
من داره فاستقبله أعور أو أشلّ أو أعمى أو صاحب آفة تطيّر به وتشاءم بيومه.
ويحكى عن بعض الولاة أنه خرج في بعض الأيام لبعض مهمّاته فاستقبله رجل أعور
فتطيّر به وأمر به إلى الحبس فلمّا رجع من مهمّته ولم يلق شراً أمر
بإطلاقه فقال له: سألتك بالله ما كان جرمي الذي حبستني لأجله فقال له
الوالي: لم يكن لك عندنا جرم ولكن تطيّرت بك لما رأيتك فقال: فما أصبت في
يومك برؤيتي فقال: مما لم ألق إلا خيراً فقال أيها الأمير: أنا خرجت من
منـزلي فرأيتك فلقيت في يومي الشرّ والحبس وأنت رأيتني فلقيت في يومك الخير
والسرور فمن أشأمنا والطيرة بمن كانت، فاستحيا منه الوالي ووصله( ).
2- حياته نكد وكدر وعنت: والمتطير متعب القلب منكد الصدر كاسف البال سيّء
الخلق يتخيّل من كلّ ما يراه أو يسمعه، أشد الناس خوفاً وأنكدهم عيشاً
وأضيق الناس صدراً وأحزنهم قلباً كثير الاحتراز والمراعاة لما لا يضرّه ولا
ينفعه وكم قد حرم نفسه بذلك من حظّ ومنعها من رزق وقطع عليها من فائدة( ).
3- صاحبه دائماً في المؤخّرة: صاحبه لا يرتقي نحو تحسين أحواله، وتصحيح
مفاهيمه، ومعرفة نقاط الضعف من القوّة في جميع تصرّفاته، فإذا أخفق في
تجارة، أو أصيب بمصيبة، أو تجمد في وظيفة أرجع هذا كلّه لسوء الحظّ،
وبالتالي لا يرجع إلى نفسه والتي بإمكانه أن يصحّح مسارها ويتدارك ما قصّر
فيه. بل يبقى كئيباً كسيفاً عاجزاً، في مؤخّرة الركب، لا يعرف التطوّر ولا
يرغب في التغيير، ولا يسعى لمعرفة الأسباب فضلاً عن أن يأخذ بها.
4- غمّ وهمّ: يبدأ الحسد يأكل قلبه ويعصر فؤاده، وكأنّ الناس أخذوا رزقه أو تسبّبوا في حرمانه.
5- النظرة الحادّة للناس: نظرته للآخرين قاسية. يحكم عليهم دون رعاية منه
للظروف، أو تحرّ للعدالة والإنصاف، فيعمى عن جِدِّهم واجتهادهم وصبرهم
ومثابرته وجميع حسناتهم، وينسج حولهم بخياله ما يشتهيه من الأخطاء
والنقائص، ويحمل كلامهم تفسيرات من نفسه ليس لها أصول ولا قواعد ولا
متعلقات، ويعتبر نفسه دائماً هو الضحيّة.
6ـ يرى أن أسباب الشقاء انعقدت فيه: فيتصور أن الناس كلّ الناس يعيشون حياة
السعادة كلّ السعادة دون تعب ولا كدر ولا حزن ولا همّ ولا نصب وأن جميع
هذا الأشياء قد اجتمعت فيه. وما علم هذا القاتل لنفسه أن هذه الحياة طبعت
على كدر وعنت يستوي فيها الغنيّ والفقير والعظيم والحقير والصغير والكبير.
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}( )، {يَا أَيُّهَا
الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ}( )
إذا ما الدهر جر على أناس
بكلكله أناخ بآخرين
جج
فقل للشامتين بنا أفيقوا
ج سيلقى الشامتون كما لقينا

هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان

وهذه الدار لا تبقي على أحد
ولا يدوم على حال له شان


طيرة الناس لا ترد ضاء
فاعذر الدهر لا تشبه بلوم

أي يوم تخصه بسعود
المنايا ينـزلن في كل يوم
ج
ليس يوم إلا وفيه سعود
ونحوس تجري لقوم وقوم
ج
7ـ يصاب بعمى الألوان: ولا يزال الشيطان بهذا المسكين يجعله يذوق الحسرات
ويشعر بالمرارة حتى في حال فوزه وربحه ونجاحه، فإذا ما ربح ألفا نظراً إلى
غيره بأنه ربح خمسة فيزداد حسرةً وأسفاً الخ. فيصاب بعمى الألوان وبالأصح
بعمى القلوب {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى
الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}( ). قد حبس نفسه طوعاً في كآبة وكدر.
وبدلاً من بذل الجهد في معرفة مصالحه وأحواله ونقائصه ونقاط ضعفه، تجده
يصرف جهده وطاقته في مراقبة الناس فيتولّد عنده الهمّ كما قيل: (( من راقب
الناس مات هماً )).
8ـ احتراق قلبه بالغيرة والحقد على كلّ من حوله: ثمّ تنشأ عنده الغيرة
وتنفذ إليه من هذا الطريق ولا تزال تأكل قلبه حتى يبغض كلّ من حوله، وهنا
نقطة التحوّل من البناء إلى الهدم والتخريب قد يؤول به إلى نسف المجتمع
كلّه. روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلّم قَالَ: (( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ
الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا
تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا )).
وروى عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلّم قَالَ: (( لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا
تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ
لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ )).
ولو راجع نفسه وتدبّر كتاب ربه لوجد العلاج. يقول تعالى: {وَمَا
أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ
كَثِيرٍ}( ). وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}( ). فيتأمّل بكل هدوء فيجد أنّه باستطاعته أن
يتدارك آثار إخفاقه ويعوّض ما خسره فيه بقليل من الجدّ والنشاط.
10- ضعف البدن: فالمتشائم يهزل ويضعف لأنه يأكل نفسه بنفسه حسرةً وحسداً، ويرى أنه لا فائدة من المعالجة، أو مقاومة أدواء النفس.
11- خور الهمة: إن من لا يرى إلاّ الإخفاق ولا يفكر إلاّ بالخيبة، سينتهي حتماً ويتوقف من كل نشاط وتتحول همّته إلى الدناءات.
12- يتصور أن الأمّة كلّ الأمّة مشغولة به وبإلحاق الضرر فيه وأن الناس
يخطّطون لإيذائه: فيتخلّق بالخلق السيء من الحقد والحسد والبغضاء، وحبّ
الأذى للآخرين، والتخريب والغيرة.
13- الانشغال بما لا يعنيه (( مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ )).
14- الجمود وضعف التفكير.
15 - العزلة والانطواء، والتعاظم في الباطن.
16- يصبح صاحبه عبداً للخزعبلات والخرافات.
17- نفق يقوده إلى الشرك بالله تعالى: قال ابن القيم: (( التطيّر هو
التشاؤم من الشيء المرئيّ أو المسموع فإذا استعملها الإنسان فرجع بها من
سفره وامتنع بها مما عزم عليه فقد قرع باب الشرك بل ولجه وبرئ من التوكّل
على الله وفتح على نفسه باب الخوف والتعلّق بغير الله والتطيّر مما يراه أو
يسمعه وذلك قاطع له عن مقام (( إياك نعبد وإياك نستعين ))، (( واعبده
وتوكل عليه ))، (( وعليه توكلت وإليه أنيب )) فيصير قلبه متعلقاً بغير الله
عبادةً وتوكلاً فيفسد عليه قلبه وإيمانه( ).
وحاله: ويبقى هدفاً لسهام الطيرة ويساق إليه من كلّ أوب ويقيض له الشيطان
من ذلك ما يفسد عليه دينه ودنياه وكم هلك بذلك وخسر الدنيا والآخرة.
فأين هذا من الفأل الصالح السارّ للقلوب المؤيّد للآمال الفاتح باب الرجاء
المسكن للخوف الرابط للجأش الباعث على الاستعانة بالله والتوكل عليه
والاستبشار المقوّي لأمله السارّ لنفسه فهذا ضدّ الطيرة فالفأل يفضي بصاحبه
إلى الطاعة والتوحيد، والطيرة تفضي بصاحبها إلى المعصية والشرك، فلهذا
استحبّ صلى الله عليه وسلم الفأل وأبطل الطيرة( ).
أسباب التشاؤم:
1- عدم الرضا بقضاء الله وقدره: وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأنه لم يكن
أكبر منه. فأنت تجد رجلين أُصِيبَا بمصيبةٍ واحدةٍ أحدَهما فَرِحاً
مسروراً، والآخرَ مغموماً مقهوراً محسوراً.
2- عدم مشاهدة نعمة الله عليه في نفسه وأهله: روى الترمذي وابن ماجة عن
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلّم: (( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى
فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا
حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا )).
3- سوء الظن بالله جل وعلا، واعتراض على أمره وحُكْمه وحِكْمَته: فيرى أن
فلاناً أعطي ما لا يستحقّ من المال والولد، وأنه أحقّ بهذا منه..
4- جعل الدنيا أكبر همّه: روى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: (( مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ
هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ
وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ
جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ
وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ )).
5- النظر إلى من فوقه ومن فُضِّلَ عليه: روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِذَا نَظَرَ
أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ
فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ )).
وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلّم: (( انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا
إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ )) قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: (( وهذا هو العلاج الناجح
لهذه العقبة الخبيثة )).
6- سوء الظنّ بالآخرين وأنهم لا يستحقّون ما حصلوا عليه فهم لا يفضلونه بشيء.
7- الجهل وضعف العقل.
8- ضعف الإيمان وقلّة ذكر الله تعالى.
سلف المتشائمين:
ولم يحك الله التطيّر إلاّ عن أعداء الرسل كما قالوا لرسلهم {قَالُوا
إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ
وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ
أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ}( ).( ).
وكذلك حكى الله سبحانه عن قوم فرعون فقال: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ
الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ
يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ
اللَّهِ}( ) حتى إذا أصابهم الخصب والسعة والعافية قالوا: لنا هذه. أي نحن
الجديرون الحقيقيّون به ونحن أهله وإن أصابهم بلاء وضيق وقحط ونحوه قالوا:
هذا بسبب موسى وأصحابه، أصبنا بشؤمهم ونقض علينا غبارهم، كما يقوله
المتطيّر لمن يتطيّر به فأخبر سبحانه أن طائرهم عنده.
كما قال تعالى عن أعداء رسوله: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا
هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ
مِنْ عِنْدِكَ}( ) فهذه ثلاثة مواضع حكى فيها التطير عن أعدائه.
وأجاب سبحانه عن تطيّرهم بموسى وقومه بأن طائرهم عند الله لا بسبب موسى.
وأجاب عن تطيّر أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: {قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّه}
وأجاب عن الرسل بقوله: {طَائِرُكُمْ مَعَكُم} وأما قوله: {طَائِرُكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ} فقال ابن عباس: (( طائرهم ما قضى عليهم وقدّر لهم ))، وفي
رواية (( شؤمهم عند الله ومن قبله )) أي: إنما جاءهم الشؤم من قبله بكفرهم
وتكذيبهم بآياته ورسله.
وقال أيضاً: إنّ الأزراق والأقدار تتبعكم، وهذه كقوله تعالى: {وَكُلَّ
إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} أي ما يطير له من الخير
والشرّ فهو لازم له في عنقه( ).
وفي صحيح مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي أنه قال: (( يا رسول الله
ومنا أناس يتطيّرون فقال: ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدّنّه )).
فأخبر أن تأذيّه وتشاؤمه بالتطيّر إنما هو في نفسه وعقيدته لا في المتطيّر
به فوهمه وخوفه وإشراكه هو الذي يطيّره ويصدّه لا ما رآه وسمعه..( )
علاج التشاؤم والتطيّر:
وقد شفى النبيّ صلى الله عليه وسلم أمته من الطيرة حيث سئل عنها فقال: ((
ذاك شيء يجده أحدكم فلا يصدنه )) وفي أثر آخر (( إذا تطيرت فلا ترجع - أي
امض - لما قصدت له ولا يصدنك عنه الطيرة )).
واعلم أن التطيّر إنما يضرّ من أشفق منه وخاف وأما من لم يبال به ولم يعبأ
به شيئاً لم يضرّه البتة ولا سيّما إن قال عند رؤية ما يتطير به أو سماعه:
(( اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك اللهم لا يأتي
بالحسنات إلا أنت ولا يذهب بالسيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك )).
فالطيرة باب من الشرك وإلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته يكبّر ويعظم شأنها
على من أتبعها نفسه واشتغل بها وأكثر العناية بها، وتذهب وتضمحلّ عمّن لم
يلتفت إليها ولا ألقى إليها باله ولا شغل بها نفسه وفكره( ).
فأوضح صلى الله عليه وسلم لأمّته الأمر وبيّن لهم فساد الطيرة ليعلموا أنّ
الله سبحانه لم يجعل لهم عليها علامةً ولا فيها دلالةً ولا نصبها سبباً لما
يخافونه ويحذرونه لتطمئنّ قلوبهم ولتسكن نفوسهم إلى وحدانيته تعالى التي
أرسل بها رسله وأنزل بها كتبه وخلق لأجلها السموات والأرض وعمر الدارين
الجنة والنار فبسبب التوحيد ومن أجله جعل الجنة دار التوحيد وموجباته
وحقوقه، والنار دار الشرك ولوازمه وموجباته فقطع صلى الله عليه وسلم علق
الشرك من قلوبهم لئلا يبقى فيها علقة منها ولا يتلبسوا بعمل من أعمال أهله
البتة( ).
وقال الماوردي: (( ينبغي لمن مُنِيَ بالتطير أن يصرف عن نفسه دواعي الخيبة
وذرائع الحرمان، ولا يجعل للشيطان سلطاناً في نقض عزائمه، ومعارضة خالقه،
ويعلم أن قضاء الله تعالى عليه غالب، وأن رزقه له طالب، إلا أن الحركة سبب،
فلا يثنيه عنها ما لا يضير مخلوقاً ولا يدفع مقدوراً، وليمض في عزائمه
واثقاً بالله تعالى إن أعطى، وراضياً به إن منع ))( ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 6:02 am


لقد كتبت هذه الصفحات وأنا اجلس بين المدمنين في وسط علاجي أعايش فيه بشكل
يومي أعداد كبيرة منهم لعدة سنوات , وقمت بنقل مشاهداتي اليومية كما هي
لتكون قريبة من الحقيقة الواقعية , ولم أهدف إن تكون مرجعا علميا مرتبا حسب
المنهجية العلمية التقليدية بل لقطات لجوانب محددة وعفوية في بعض الأحيان
علها تساعد في فهم طبيعة المدمن وبالتالي مساعدته .
.

للمدمن مواقف متباينة مع الغيرة تختلف من مادة لأخرى ومن مرحلة لأخرى فمدمن
الهيروين مثلا تجده قليل الغيرة علي شرفه وخاصة حين يتعمق في الإدمان وفي
لحظات انقطاع الهيروين عنه .

ولست انسي ذلك المدمن الذي نفذ ماله و أحس بأعراض انقطاع المخدر فذهب إلى
أصدقائه فساوموه علي زوجته , فذهب و أحضرها معه بزعم زيارة زوجة أحد
أصدقائه وعندما دخلت الزوجة تركها بين أيدي أصدقائه واخذ نصيبه من الهيروين
وراح في غيبوبة طويلة أفاق بعدها علي زوجته وقد مزقت الذئاب البشرية جسدها
.

وكثير من مدمني الهيروين يستخدمون زوجاتهم للترويح بهدف الحصول علي المال
اللازم لاستمرار الإدمان وبعض المدمنين لا يجد غضاضة في إن يدعو زوجته
للجلوس مع أصدقائه الرجال أثناء تعاطيهم المخدرات علي الرغم من إن هذا
الأسلوب مستنكر في المجتمع الذي يعيش فيه المدمن .

وهو لا يغضب إذا وجد أحدا يغازل زوجته حتى في حضوره , ولا يشعر بالاشمئزاز
حين يجلس في البيت بلا عمل ويترك زوجته تخرج للعمل وتتعرض للمضايقات
والمتاعب خارج المنزل إما مدمن الشراب (الكحول) فهو شديد الغيرة بشكل مرضي
حيث يكثر شكه في سلوك زوجته ويعتدي عليها بالسب والضرب لأتفه الأسباب بسبب
تلك الغيرة .

وتزداد هذه الغيرة حدة حين يفقد هذا المدمن قدرته الجنسية بسبب تعاطي
الشراب حيث يصبح غير قادر علي إشباع حاجة زوجته لذلك يعتقد أنها تأخذ
حاجتها من شخص آو أشخاص آخرين ..

وهذا الشعور بالعجز والغيرة يجعلانه شديد العدوانية علي كل من حوله ودائما
يسئ تفسير آية إشارة غير مقصودة أو أي حدث عابر وربما يؤدي به ذلك إلى
الاعتداء الجسدي أو القتل تحت تأثير هذه المشاعر الضاغطة .

والمدمن يمكن إن يعتدي علي محارمه وخاصة وهو تحت تأثير الشراب أو المخدر ,
فينتهك حرمة أمه أو أخته أو ابنته .. وإذا شعر بالذنب فانه يحاول قتل هذا
الشعور بالذنب بمزيد من التعاطي ..

ويحاول قتل الشعور بالخجل لدي من اعتدي عليها بان يعرض عليها التعاطي معه
حتى يقتل المشاعر السلبية التي نشأت لديها نتيجة انتهاكه لحرمتها .

المدمن ورموز السلطة المدمن لا يحترم أباه ولا أستاذه ولا رئيسه في العمل ,
ولا يحترم الشخصيات الاجتماعية ذات التأثير التوجيهي العام , وإذا حدث
ووصف أحد هذه الرموز بصدق فانه يخلع عليها كل الصفات السلبية وهو إن اظهر
بعض علامات الخضوع أو الموافقة لهذه الرموز التي تمثل السلطة في حياته
فإنما يفعل ذلك كمناورة لتجنب العقاب آو للحصول علي شئ يريده , ولكنه في
داخل نفسه لا يحترم أحد ولا يقدر أحد .

وفي تعبير علم النفس نقول إن الصورة الوالدية مضطربة لدي المدمن .
وهذا الموقف يجعل المدمن في صراع دائم مع والده ووالدته ورئيسة في العمل ,
وكل من له سلطة عليه وهو يواجه هذا الصراع بالمناورة والخداع والكذب و
أحيانا بالعنف . وهو في الغالب لا يخشي العقاب ولا يخيفه التهديد ولا
يستفيد من التجارب السابقة .

ثم يعمم هذا الموقف ليشمل عدم احترام القانون وعدم احترام القيم والأخلاق
السائدة في المجتمع , بل وعدم احترام الدين ورموزه , وهذا يجعل المدمن في
موقف غاية في الخطورة لأنه سوف يمحو كل الرسائل الإرشادية التي تصله من كل
هذه الرموز , ولذلك يبقي علي إدمانه وعلي سلوكه غير المسئول أطول فترة
ممكنة ليس هذا فقط , بل إن المدمن كثيرا ما يحتقر هذه الرموز ويصفها
بالنفاق والكذب والسذاجة , وهو بذلك الاحتقار والتسفيه لرموز السلطة في
حياته يقطع الطريق تماما أمام تلقي أي رسالة علمية أو توجيهية .

فهو لا يتأثر كثيرا بالوعظ أو الإرشاد أو التوجيه مهما تكرر علي مسامعه ,
فكأنما تنقش علي الماء . وهذا الموقف يصيب المحيطين بالمدمن بإحباط شديد
فهم كثيرا ما ينصحونه فيفاجئون بأنه نسي النصيحة ربما بعد ساعات و أحيانا
بعد دقائق وكأنها لم تكن , وهو ينطبق عليه المثل بان الكلام يدخل من آذنه
اليمني ويخرج مباشرة من آذنه اليسرى, بل إن أحد أساتذتنا كان يجزم مازحا
بان الكلام لا يدخل آذن المدمن بالمرة بل يرتد عند وصوله أو هذا الموقف
السلبي الجاحد لرموز السلطة كنا نراه بوضوح في علاقتنا بالمدمن كفريق علاجي
, فبعضهم مثلا كان يقضي معنا سنة آو اكثر ويبذل معه كل أعضاء الفريق
العلاجي جهدا خارقا لمساعدته في المراحل المختلفة , ومع هذا تجده كثير
الانتقاد لهؤلاء الناس الفذين ساعدوه وكثيرا ما يسخر منهم ويقلل من شأنهم
ويشكك في نواياهم , وربما يسبهم آو يعتدي عليهم إذا وقفوا مرة في تحقيق
رغبة من رغباته .

وليس من السهل عمل علاقة عميقة ودائمة مع المدمن , وليس من المتوقع أن تجد
منه ذلك الاحترام العميق بين المريض والطبيب الذي تجده مع الحالات المرضية
الأخرى ولذلك تكثر احتمالات الطرح المضاد ضد المدمن فتجده مرفوضا من بعض
أعضاء الفريق المعالج كما هو مرفوض من الوالد ومن المدرس ومن الكثير من
المحيطين به وهذا يدفعه لمزيد من الرفض المضاد والعناد والعدوان علي كل من
حوله , ولا يقطع هذه الدائرة الخطيرة إلا معالج متمكن يستطيع اختراق حواجزه
بطريقة عالية من الحب والاهتمام تستمر –رغم الظروف- لمدة طويلة حتى يتأكد
المدمن انه مازال هناك من يهتم به فكيف من عدوانه علي رموز السلطة وتبدأ
عملية التصالح .

المدمن وغياب المعني المدمن لا يشعر بمعني عميق في حياته , فهو لا يشعر
بمعني كلمة هدف يسعي إليه ويكافح من اجله , ولا يشعر بمعني الأبوة أو
الأمومة أو الأخوة أو الحب الحقيقي آو الصداقة الحقيقة ..

بل إن كل شئ لديه سطحي يتغير بسهولة وسرعة كأنه لم يكن . وهذه حالة أشبه
بالفراغ الوجودي أو عصاب اللامعني الذي وصفه فيكتور فرانكل (1930) , واهم
أعراض هذا العصاب الشعور بالملل والضجر وعدم الرضا بآي شئ . وقد لاحظنا هذه
الأعراض كثيرا في الوسط العلاجي حيث انه كان المدمنون يشكون كثيرا من
الملل ورتابة الأحداث والأنشطة , وان كل شئ يسير في روتين ممل ..

رغم إن هذا الوسط العلاجي يتميز بالتغيير المستمر والحركة الدائمة . لاحظنا
إن المدمن أحيانا يتحمس لعمل شئ ما ويبدو صادقا في حماسه , ويشعر من يراه
في هذه الحالة انه يفعل شيئا ولكن سرعان ما ينطفئ هذا الحماس ويتوقف نشاطه
ويعود إلى ما كان عليه من السلبية والتراخي , وكان أحد المدمنين يعبر عن
هذه الحالة بقوله : أنني اشعر أنني "انطفأت" فكأنه مصباح كهربي أضاء فجأة
بنور مبهر ثم احترق .

وهذا الشعور بالملل له دور كبير في اضطراب حياة المدمن حيث انه لا يستطيع
الاستمرار في عمله مدة طويلة فتجده كثير الاستئذان كثير الغياب إلى أن يفصل
من عمله في النهاية .

وهو أيضا يمل العلاقات الأسرية والعلاقة الزوجية ويفضل عليها علاقات
"الشلل" والأصدقاء لأنها تتيح له التغيير المستمر . وهذا الشعور بالملل له
علاقة قوية باستمرار الإدمان فالمدمن يمل مشاعره ويحاول تغييرها بالمخدر من
وقت لآخر , فهو يلعب بمشاعره ويستمتع بذلك رغم ما يعانيه من آلم التغيير .


وغياب المعني يجعل كل شئ لدي المدمن مثل أي شئ فلا شئ يستحق التضحية ولا
العناء (باستثناء المخدر) .. وكل شئ ذو قيمة لدي بقية الناس يبدو تافها
وسخيفا لدي المدمن .

ويتبع هذا شعور غامض بعدم الرضا فهو لا يرضي عن أي شئ في هذه الحيلة ولا
يتذوق طعم السعادة الحقيقية رغم انه أكثر الناس بحثا عنها . ومما يزيد هذا
الشعور بالتعاسة في الحياة وعدم الرضا لاضطراب حياة المدمن وعلاقاته مع
أفراد أسرته ومع زملائه في العمل ومع كل الناس مما يجعله يشعر بان الحياة
عبء ثقيل وكثيرا ما تراوده فكرة الانتحار .

وغياب المعني يجعل المدمن أشبه بجزيئات منفصلة لا يربطها إطار عام قوي فهو
يتصرف لحظيا طبقا للموقف الذي يواجهه دون أي اعتبار للماضي أو المستقبل
فكان اللحظة الحاضرة هي كيان مستقل بذاته .

والمدمن ليس لديه عقيدة تعطي لكل شئ معني وهدفا لذلك فهو يفتقد معني الحياة
ومعني الموت ومعني ما بعد الموت ويفتقد الإطار المرجعي الذي يضع الأمور في
نصابها . والمدمن يهرب من هذا الموقف الصعب بالانغماس في لذات سطحية يحصل
عليها من ممارسة الجنس آو تعاطي المخدرات معتقدا بان هذه الأشياء ستروي
عطشه , ولكنه يفاجأ انه أصبح أكثر عطشا وأكثر جوعا للمعني فيحاول الانغماس
أكثر وأكثر ..

وهكذا حتى يغوص في أعماق الضياع .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 6:03 am

الملل ... آفة العصر



الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
في ظل اهتمام الحضارة المعاصرة بالناحية الجسدية من الإنسان ، وبسبب ضغط
الواقع المادي الذي يعيشه أكثر الناس اليوم ، ولضعف صلتهم بربهم وطاعتهم له
.. انتشرت ظاهرة غريبة في حياة المسلمين ألا وهي : ظاهرة الملل والسآمة ،
والشعور بالضيق والضجر.. والتي أصبح لها وجود نسبي يقل ويكثر لدى الكبير
والصغير ، والذكر والأنثى ، وصار كل واحد منهم يعبر عنها بأسلوبه الفريد ،
وطريقته الخاصة .
.

مظاهر هذه الآفة :

ولعلنا إذا تأملنا بعض التصرفات والسلوكيات التالية رأينا أن من أسباب
التعلق بها والإدمان على بعضها ، ما يعيشه أحدهم من آثار تلك الظاهرة
الجديدة .. وذلك من مثل:

1- سماع الاغاني والموسيقى.

2- ممارسة عادة التدخين.

3-التفحيط والتسكع في الشوارع والأسواق.

4- مشاهدة القنوات الفضائية والإدمان عليها .

5-الهروب يوميا إلى الاستراحات مع الزملاء والأصدقاء.

6- كثرة النوم وحب الراحة والكسل.

7-العزوف عن القراءة الجادة إلى قراءة الجرائد والمجلات الهابطة.

8- الثرثرة بالهاتف لغير فائدة أو للإساءة للآخرين.

9- إهمال الطالب مذاكرة دروسه وضعف الاستعداد للاختبارات.

10-الإسراف في ممارسة الرياضة وقراءة جرائدها ومجلاتها .

11. كثرة الأسفار والرحلات للترفيه البريء وغير البريء.

12-الانصراف عن العمل الجاد والمثمر بأي أسلوب وطريقة .

إلى غير ذلك من العلامات التي تدل على وجود هذه الظاهرة .

من آثار هذا الظاهرة :

وقد يستهين البعض بأمر هذه الآفة ، ويرى أنها أمر لا مناص من الإنفكاك عنه
ولا علاج لها، آفة أنه ليس لها ذلك الأثر الذي يستحق الحديث عنه .

ولكن لو بحث أحدهم بكل صدق وموضوعية عن آثارها السلبية في عدد من جوانب حياته لرأى أن لها آثارا كثيرة ، نذكر منها أربعة :

أولا : ضياع كثير من الخير والطاعة : وذلك أن الذي يشعر بالملل والسآمة
والضيق والضجر، تراه لا يستطع القيام إلا بالواجبات من دينه فقط، وعلى
تقصير وتفريط فيها، أما غيرها من نوافل الطاعات وأبواب الأجر والثواب
كالمحافظة مثلا على السنن والرواتب، أو القراءة المفيدة ، أو القيام بواجب
الدعوة أو غير ذلك، فإنك سترى حجته في عدم إتيانه بها والمحافظة عليها أنه
ليس له فيها مزاج أو أنها سنة فقط ولكن تجده بالمقابل عندما تتهيأ له برامج
الترفيه والتسلية ، ومناسبات الطعام والشراب فإنه يكون أول المسارعين
والمشاركين فيها ، بل والغاضبين إذا لم يدع .

فانظر إلى آثار هذه الآفة على هذا الإنسان وكم فوتت عليه من مواسم الخير وأبواب الأجر؟
ثانيا : حدوث الفشل أو بعضه في تحقيق الآمال والطموحات :

حيث إن هذه الآفة تجعل صاحبها ينصرف عن الجد والاجتهاد، والحرص والمتابعة،
والاهتمام بتحقيق كثير من الطموحات العلية التي يسعى لها كل إنسان فمثلاً :
إن كان طالباً قصر في دراسته، وإن كان موظفاً أهمل في أداء واجبه، وإن
كانت زوجة فرطت في حق زوجها وأولادها وبيتها ..

وهكذا تتساهل فئات كثيرة من المجتمع المصابة بهذا الداء عن الأخذ بأسباب
النجاح والتفوق الدنيوي في وقته ، ويكسلون عن البذر والزرع في أوانه ،
منشغلين عن ذلك باللهو والترفيه لهذه النفس المضطربة، موسعين صدورهم بما لا
يجدي ولا ينفع من البرامج ، فاذا جاء زمن الحصاد وقطف الثمار لم يجدوا
شيئاً، أو حصلوا على ثمرة رديئة، أو معدلاً منخفضاً، لا يؤهلهم للمستوى
الذي يطمحون إليه ، ولا للمستقبل الذي يتمنونه ، وعندها يشعرون بشيء من
الحزن والأسى، عندما لا ينفعهم ذلك لفوات وقته .

ثالثا: خسارة العمر والمال :

فالذي يعيش هذه الحالة تجد أن همه وتفكيره أن يرفه عن نفسه باستمرار، ويضيع
وقته بأي عمل ، فما تحين أية فرصة من ساعات ، أو أيام من إجازة إلا وتجد
تفكيره منصبا فقط في استغلالها بتلك البرامج الترفيهية والممارسات
اللامسؤولة، بغض النظر عن أنها ستقطع جزءاً من عمره فيما لا طائل تحته ، أو
أنها لن تنفعه أو تنفع أمته بوجه من الوجوه ، المهم الترفيه وكفى! !

ليس معنى هذا أن نحجر على واسع ، أو نحرم شيئا أحله الله ، ولكن نقول : إن
هناك فرقاً بين إنسان ضيع كثيرأ من عمره وأيامه التي هي رأس ماله في هذه
الحياة ببرامج الترفيه في البر والبحر ، والتمشيات والسفريات ، والقيل
والقال ، والذهاب والإياب ، وأنفق الكثير من المال في تنفيذ وملاحقة تلك
البرامج التي ليس لها كثير فائدة.

وبين إنسان يفكر في الطموحات الأخروية، والاعمال الباقية بعد موته ، ويهتم
بإصلاح نفسه وإصلاح أمته ، وبجتهد لذلك غاية الإجتهاد بحفظ وقته وماله
وجوارحه ، ما بين علم إلى عمل ، ومن دعوة إلى عطاء، ومن صدقة إلى إحسان ،
ومن تعاون إلى تكافل ، ومع ذلك لم يضيق على نفسه بما أباح الله - كما يتصور
أولئك الجاهلون - إنما أعطاها من الترفيه قدر حاجتها وما يعينها على
القيام بتلك الواجبات والطاعات ، مع احتساب نية الأجر والعبادة في كل ذلك .


رابعا: الوقوع في المعاصي والذنوب :

وقد يصل بضغط هذه الافة النفسية عند هذا الانسان وما يشعر به من ضيق وملل
أن يفكر في إزالة هذه الحالة والتخفيف من معاناته بأية طريقة وأسلوب ، حتى
ولو كانت عن طريق ارتكاب المحظور وفعل الحرام ، بحجة أن المباح لا يكفيه
ولا يحقق له ما ينشده من سعادة وطمانينة !

فتجده مثلأ يقع في سماع الاغاني والموسيقى، ومشاهدة القنوات الفضانية ،
وشرب الدخان والشيشة ، ومصادقة الصحبة المنحرفة ، وممارسة الفواحش
والمنكرات ، إلى أن يصل به ذلك إلى استعمال المخدرات وترك الصلاة - نعوذ
بالله من ذلك - وهكذا ينحدر من سيئة إلى سيئة أسوأ منها، كل ذلك حدث لأنه
لم يفكر جدياً بعلاج هذه الآفة في بدايتها بالطرق الصحيحة والأساليب
السليمة التي تتفق مع الدين والعقل ، وإنما تساهل في صدها إلى أن أوصلته
إلى هذه الأثار السيئة .

من وسائل العلاج :

أما علاج هذه الظاهرة فهو موجود ومتيسر لمن يريده ، وعزمت عليه نفسه بكل
جدية، إذ لا يكفي للانسان أن يكون راغباً في العافية ، متمنياً للخلاص ،
دون أن يفكر باتخاذ حياله الخطوات العملية ، والإصلاحات الجذرية ، خاصة وأن
هذه الوسائل مرتبط نجاحها وظهور آثارها بالأخذ بالوسائل الأخرى كذلك . . .
أي : أن يعود المسلم إلى حظيرة إسلامه ودينه وأن يطبقه تطبيقاً كاملاً في
كل مجالات حياته : عقيدة وعبادة، سلوكاً ومنهاجاً، وفكرا وشعورا، وما لم
يحقق تلك العودة الكاملة ، فإن أي خطوة في هذا المجال لن تؤتي ثمارها
بالصورة المرجوة..لهذا فإن من وسائل العلاج :

أولا: تحديد الهدف :

ولعل هذا الامر من أهم وسائل العلاج ، إذ أن غالب الذين يشعرون بآفة الملل
أصيبوا به بسبب أنهم حصروا هدفهم في هذه الحياة على الجوانب المادية منها ،
فحين تسأل أحدهم : ما هدفك في الحياة؟ يجيبك بأن هدفه ! وأمنيته أن يكون
مهندساً أو ضابطاً أو أستاذاً أو ذو مال كثير أو وظيفة عالية، أو غير ذلك
من الأهداف الدنيوية، أو الطموحات الذاتية، أو أن تجد أحدهم قد حصر هدفه
على جزء قليل من العبودية والطاعة لله ، أما المساحة الكبرى من حياته
والأعمال الكثيرة التي يؤديها فقد أخرجها من عبودية الله إلى عبودية نفسه
وهواه وشيطانه وما يبتغي من محرمات ومنكرات ،فانقلبت بهذا المفهوم الوسائل
من مال ووظيفة وزوج وولد إلى أهداف كبرى في هذه الحياة

وأما طاعة الله وعبوديته وهي الهدف من خلق الإنسان فقد انقلبت عنده إلى
وسيلة ثانوية غير مهمة لهذا فإن أول شرط مطلوب توفيره للتخلص من هذا المرضى
وكل آفة نفسية أن يجعل المسلم هدفه وغايته في هذه الحياة عبادة الله
وطاعته بمفهومها الشامل وليس الجزئي أو الضيق ،وذلك بأن يضبط حياته ضمن
دائرة لا تخرج عن حدود أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم فلا
يفعل ولا يقول ، ولا يأخذ ولا يعطي ، ولا يحب ولا يكره ، إلا ما كان لله
ويرضيه على وفق شريعته وسنة رسوله ، وعندها سيجد بإذن الله للحياة طعم ،
ولوجوده قيمة، وسيذهب عنه كل ما يجد من شعور بالملل والسآمة في مختلف عموم
حياته ، ولا نقول كلها، إذ أن المسلم لابد وأن يصيبه شيء من الهم والحزن ،
أو الضيق والملل كما يصيب غيره من البشر، ولكنه يتميز عن غيره بأن تلك
الحالات لا تمر عليه إلا لفترات قليلة وقصيرة، وأنه كذلك يحتسب الأجر
والثواب وتكفير الذنوب والسيئات على كل ما يصيبه حتى الشوكة يشاكها، كما
جاء في الحديث .

ثانيا: القيام بالواجبات على الوجه المطلوب :

كل مسلم حقيقة لا ادعاء تجده ولله الحمد يؤدي واجباته الإسلامية ولا يترك
منها شيئا سواء كانت الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج ، أو غيرها من
أركان الإيمان وبقية الواجبات ، ولكن عندما ينظر الواحد منا في كيفية أدائه
لهذه الواجبات يلحظ على نفسه أنها ليست على الوجه المطلوب ويعتريها شيئا
من النقص والخلل .ومن أهم الأمثلة على ذلك شعيرة الصلاة التي أصبح البعض
إما مضيع لوقتها، فهو يؤديها متى استيقظ من نومه خصوصاً (الفجر والعصر) ،
أو فرغ من عمله أو انتهى من لهوه ولعبه .

وإما مضيع لجوهرها وحقيقتها فهو يؤديها بلاروح ، قياماً وقعوداً وركوعاً
وسجوداً، لا يعرف ولا يعقل ماذا قرأ في صلاته ولا ماذا قرأ إمامه ، يشعر
أنها حمل ثقيل ،وأشغال شاقة يريد التخلص منها فإذا كانت الصلاة معك بهذا
الوضع فلا تستغرب أن تشعر بشيء من الملل والسأم فهذا شيء من عقوبة الله
للمقصر، والمخرج من ذلك .

أن تعيد النظر في عمود دينك بالمحافظة على إقامتها في وقتها مع الجماعة
وأدائها على الوجه الأكمل ، خشوعاً وطمانينة ، وتدبراً لمعاني قراءتها ،
وتضرعاً وتذللاً ودعاءً لله سبحانه وتعالى لعل الله أن يقبلها كاملة منك لا
أن ترد عليك ، أو لا يقبل منها إلا القليل ، نعوذ بالله من الغفلة
والخذلان .

ثالثا: المنافسه في الطاعات والقربات :

وحتى يزداد المسلم إيمانا ويكفيه الله شر هذه الآفة الضارة، ويحصل على
سعادة الدنيا والفوز بالنعيم المقيم في الآخرة فإنه حري به ألا يكتفي
بالواجبات المفروضة عليه فحسب ، وإنما المطلوب أن يسارع في القيام بما
يقربه إلى الله ويحببه إليه ويرضيه عنه ، لأن القلب إذا اتصل بربه وامتلأ
بمحبته والخوف منه ، لم يعد للأوهام والأحزان والقلاقل موضعاً فيه ، وعلى
قدر حرص المسلم على الطاعات والإكثار منها على قدر ما يفوز المؤمن بجنة
الله في أرضه ألا وهي رياض الأنس والطمأنينة والسعادة كما عبر عنها أحد
الصالحين حينما قال . لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة
لجالدونا عليها بالسيوف.

ولعل من أهم الطاعات والقربة التي ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها يومياً كمرحلة أولية لزيادة الإيمان وتخطي هذه العقبة ما يلي :

ا - المحافظة على السنن الرواتب ، وهي عشر أو اثنتا عشرركعة، فمن حافظ عليها بنى الله له بيتا في الجنة كما جاء في الحديث .

2- الالتزام بقراءة نصيب من القران الكريم ، إما أربع ، أوست ، أو عشر
صفحات ، ولا يتركه مهما كانت المشاغل ، ويحرص على أن يزيده كل شهر صفحة
بحيث يصل إلى قراءة جزءكامل يومياً.

3- صلاة الوتر ولو ركعة واحدة في المسجد .

4 - صلاة الضحى .

5 - صيام الأيام الفاضلة كست من شوال ، وعاشوراء ، وعرفة ، ويومي الإثنين والخميس

6- الصدقة بين فترة وأخرى ولو بالقليل .

رابعاً : الإبتعاد عن الذنوب والمعاصى :

الذنوب في حياة المسلم كالحيات والعقارب تنفث سمومها القاتلة ، وأمراضها
الفتاكة وهو لا يشعر إلا بشيء من آثارها المؤلمة وثمارها المرة كحصول الهم
والقلق ، والملل والسآمة ، وحرمان الرزق ، ونقص البركة في العمر والملل إلى
غير ذلك .

خامسا: التحصن بالأذكار والأدعية :

وهذا أمر مهم لكل مسلم عامة، ولمن يعيش تلك الآفة النفسية خاصة، لأن الأخذ
بها من أسباب الحصول على الراحة النفسية والطمانينة القلبية،قال الله تعالى
: ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .

إذا فلأجل أن يتعافى المسلم مما أصابه ، أو يسلم منها ابتداءً ممن لم يقع
فيها، عليه أن يتحصن بعدد من الأذكار والأدعية المشروعة في اليوم والليلة
ولا يتهاون في الأخذ بها، لأن فيها الأجر العظيم ، والحصن المنيع لجملة
كبيرة من الأمراض النفسية التي يعيشها كثير من الناس اليوم .

ومن أهم الاذكار :

1 - أذكار الصباح والمساء .

2- اذكار الأحوال والمناسبات كدعاء النوم والاستيقاظ ، ودخول البيت والخروج منه .

3- أذكار ما بعد الصلوات الخمس .

4- النفث على الجسم عند النوم ثلاثا بقراءة سورة الإخلاص ا لمعوذتين

5- ذكر التهليل مائة مرة

6- قراءة الآيات والأدعية المعروفة (بالرقية الشرعية)

7- كثرة الدعاء والإلتجاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يخلصك، من هذه الآفة ومن كل شر ومصيبة.

سادسا: ملىء الوقت بما يفيد من الأعمال :

يمكن تشبيه القلب في وظيفته بالمصباح الزجاجي يضيء ما دام مغلقا، فإذا
انكسر! ودخله الهواء أفسد عليه تركيبه وتكوينه وعندها ينطفىء المصباح أسرع
ما يكرن .

وهكذا القلب فإنه يؤدي دوره ويطمئن ويهدأ ما دام مغلقا،فاذا دخله الهواء
والفراغ وانفتح على المعاصي والآثام وتعلق بغير الله احتوته الهموم
والقلاقل والضنك والأحزان . لهذا كان من طرق العلاج أن لا يعيش الإنسان في
فراغ مطلقا، وإنما يحرص على ملىء وقته بالبرامج والأعمال التي تعود عليه
بالخير والنفع في أخراه ، أو يساعده ويطوره للنجاح في دنياه ، رابطا كل ذلك
بالهدف والرسالة التي من أجلها خلقه الله ، حريصا على القيام بالواجبات ،
منافساً في الطاعات والقربات ، وهو متى فعل ذلك سيجد أن أبواب العمل والبذل
والعطاء أكثرمن أن تحصى ، وأن وقته سيضيق عن الإتيان بها كلها، وعندها لن
تراه يسأل : ماذا أعمل ؟ أو لأجل ماذا أعمل ؟ أو أن يعمل أعمالأ أقرب إلى
اللهو والعبث منها إلى الجد والفائدة، ويدعي أنه مشغول وهو ليس كذلك

أما نماذج الأعمال التي يحسن بالمسلم أن يختار منها ما يناسب ظروفه ليملأ بها وقته فعلى النحو التالي :

ا- حضور دروس أهل العلم ومجالسة العلماء وزيارتهم .

2- القراءة والاطلاع في كتب التراث العلمية أو الكتب المعاصرة، ومتابعة أحوال العالم الاسلامي من خلال المجلات المختصة الجادة .

3- الإلتحاق بحلقات تحفيظ القران الكريم تجويده في بعض المساجد، دارساً أو مدرساً.

4 - الدخول في ميادين تجارية وأعمال مهنية مدروسة ليستفيد منها ويفيد .

5 - الزيارات الهادفة وصلة الرحم للأقارب والأرحام والأصدقاء .

6- المشاركة في الأنشطة الخيرية والأعمال المفيدة للمجتمع ، مثل جمعيات البر ، ومكاتب الجاليات ، ومؤسسات الإغاثة والدعوة وغيرها .

7- الإلتحاق بالدورات الفنية والبرامج العلمية التي تقام في بعض الجهات والمصالح لاكتساب خبرات إدارية ومهارات شخصية.

8- ممارسة الرياضة البعيدة عن المحرمات وما ينافي الأخلاق .

9- تعلم الحاسب الآلي والاستفادة من برامجه العلمية، واستغلاله في الدعوة إلى الله . . إلخ.

سابعاً : العيش في بيئة صالحة :

ما أحسنَ قول من قال إن أهمية البيئة الصالحة للمسلم في هذا العصر كأهمية
توفير الأرض الخصبة ، والحرارة المناسبة ، والتغذية الجيدة لبعض النباتات
والأشجار، فإذا لم يتوفر لها هذه العناصر فإما أن يكون مصيرها إلى التلف ،
وإما أن تخرج ثمارها ضعيفة.

وهكذا إذاً المسلم في هذا العصر بحاجة ماسة إلى هذه البيئة الصالحة التي
تعينه على تطبيق مبادىء ومثل الإسلام بالصورة الكاملة ، وتساعد على القيام
بالكثير من الواجبات والطاعات ، وتكون سببا في ثباته واستقامته ، وتزيل عنه
ما يعيشه أكثر الناس اليوم من الهم والحزن ، والملل والقلق . لأجل أهمية
هذه الأهداف فإن عليه أن يبحث عنها كما يبحث عن الماء البارد في قائلة
الصيف أو أشد، لأنه بها ومعها يكسب خيرات كثيرة ومصالح عدة في دينه ودنياه
وبدونها يقع في خسائر لا تعد ولا تحصى ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتمسك بها والحرص عليها وهو النبي
المعصوم ، فنحن المساكين التي تحيط بنا الفتن من كل جانب أولى بهذه الدعوة ،
قال تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه
ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ) .

ولكن من المسلمين من ليست الصحبة الصالحة على باله وليس لها موضع في
اهتمامه وتفكيره بحجة أنه يعرف مصلحة نفسه وفي غنى عنها مادياً أو معنوياً.
ومنهم من تجده العكس يعيش مع صحبة وأصدقاء يكاد لا يفارقهم ولا يفارقونه ،
غير مبال أن يكونوا صالحين أو طالحين .وهذا وذاك كلاهما على خطأ، لأن
المطلوب أن يكون الإنسان اجتماعياً وإذا أراد أن يكون له صحبة عليه أن
يختارها بعناية وشروط دقيقة حتى ينتفع بها في كل جانب من جوانب حياته لا أن
تكون العكس سببا في إفساد خلقه ، وتمييع دينه وتضييع مستقبله ، وإصابته
بالهموم والأحزان ، وعض أصابع الحسرة والندم كما هو وضع بعض من وصلت بهم
إلى السجون والزنانين المظلمة نعوذ بالله .

ثامنا : القيام بواجب الدعوة والاصلاح :

وإن إشغال النفس ، بواجب الدعوة والإصلاح للناس لهو كفيل بإذن الله
تعالىبإسعاد القلب ، وطمأنينة النفس ، وإزالة ما تشعر به من تلك الهموم
التي يشعر بها كثير من الفارغين عن مثل هذه الهموم الدعوية، ومن تقتصر
اهتماماتهم وتفكيرهم حول أنفسهم وحاجاتهم الذاتية ، وملذاتهم الخاصة ،
ومستقبلهم الدنيوي .

إذ الداعية يكسب بهذه الوظيفة الاستجابة لأمر الله تعالى : (ادع إلى سبيل
ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ، ويكسب طاعة رسوله صلى اله عليه وسلم
القائل : (بلغوا عني ولو آية ) و ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك
من حمر النعم ) ، وأكرم بهما من طاعة واستجابة، وينشغل برسالة الانبياء. .
أشرف مهمة، وأكثرها أجراً بعد إصلاح النفس وتزكيتها. أما أولئك الناكصون
والمقصرون عن القيام بهذه الرسالة بحجة جلب الراحة لأنفسهم ، وقطع التفكير
في قضايا وأمور هم في غنى عن الإنشغال بها، فمع ما هم عليه من إثم لتخلفهم
عن طاعة ربهم ورسوله ، فهم يعيشون في فراغ قاتل وملل وهم ، ولا يعلم مقداره
إلا الله ، فأين أرباح ما هربوا منه بالمقارنة إلى خسارة ما وقعوا فيه ؟

فيا من تريد السعادة ، ولذة العيش ، وامتداد العمر بعد الموت ، إن الطريق
إلى ذلك سهل وميسور، ومن أفضلها طريق الدعوة الذي لا يتطلب منك أن يكون
لديك العلم الكامل ، والفقه الشامل بأمور الدين كلها ، كلا ، إنما يكفي أن
تبلغ غيرك ما لديك من علم وأحكام ، بالأسلوب الحكيم والطريقة الجذابة، وأن
تحمل هذا الهم والحرص عليه في أي مكان وزمان ، سواء عبرت عنه بالكلمة
الطيبة، أو النصيحة الصادقة ، أو القدوة الحسنة ، أو إهداء الكتاب والشريط
المناسب ، أو الدلالة على الخير، أو غير ذلك مما له الأثر الفعال ، والثمرة
المرجوة .

تاسعا: الصبر والشجاعة في مواجهة الأقدار:

يتصور كثر من الناس - خاصة الشباب - أن الحياة يجب أن تمتلىء جنباتها دائما
بالسعادة والسهولة ، والاجتماع والأنس ، والتفوق والنجاح ، والصحة
والسلامة ، والغنى والرفاهية ، إلى غير ذلك من الأمنيات التي يتمناها كل
إنسان في هذه الحياة، لهذا ترى أحدهم إذا أصيب بعكس ما يتوقعه من أحلام :
أصابه الملل والضجر، وحزن وتسخط ، متناسياً أن الله جبل هذه الحياة على شيء
من المشاق والمصاعب ، والآلام والمتاعب ، وحكمته في ذلك ليكون دافعاً
للإنسان أن يزهد في هذه الدار الفانية، وأن يعلق قلبه بالآخرة، وما فيها من
لذة النظر إلى وجه الله الكريم ، والفوز بالجنة ، دار النعيم ، والراحة
والطمأنينة الأبدية . أما الإنسان ذو الإيمان القوي فتجده عندما يصاب بأي
مصيبة سواء كانت عائلية، أو نفسية ، أو صحية ، أو مالية ، أو دراسية ، أو
غيرها، فإنك تراه صابراً عليها، مستسلماً لها من الجانب القلبي (المعنوي )
ويحمد الله تعالى عليها، أنها لم تكن في دينه إنما في دنياه ، وأنها ليست
أكبر من هذه الواقعة التي حصلت ، ولأنه يرجو ثوابها من الله ، ولأمله في
الفرج والمخرج منها قريباً. . لذا فهو مطمئن القلب ، هادىء الضمير، راض
بقضاء الله وقدره ، بل إنه ينظر إليها من زاوية أخرى، إذ يتوقع أن تكون قد
حدثت بسبب ذنوبه وتقصيره في حق الله تعالى، فيكثر عند ذلك من التوبة
والإستغفار، ويلح في العودة إلى ربه ، وهذا خير كثير، ومكسب عظيم ، فتكون
مفتاحاً وسبباً لمستقبل دنيوي وأخروي أفضل .

عاشراً : الترويح الهادف :

ولعل من الطرق الناجعة لعلاج هذا الملل هو : الترويح عن النفس بالأساليب
المباحة وفي الأوقات والأمكنة اللائقة . لأن البعض إما أنه لا يعرف شيئا
اسمه الترويح والاستجمام بحجة ارتباطه بأعماله الدائمة، فينتج عنه أن تمل
نفسه وتضيق .

وإما أن تجده حريصا علي الترويح والاستجمام والإكثار منه ، حتى أفقده متعته
، وأصبح بالنسبة له شيئا مملا، وممارسة روتينية ، وذلك تركيزه وأمثاله في
ترويحهم على جانب واحد أو جانبين وهما جانب النفس والجسم ، فتراهم يتقلبون
في برنامجهم ما بين ملاعب الكرة وأنواع الرياضة ، إلى موائد الأكل والشرب ،
إلى مجالس الكلام والضحك ، ولا شيء غير ذلك من البرامج المفيدة الاخرى هذا
إذا لم يتجاوز تريحهم إلى ممارسة الحرام وقوله وسماعه .

والعجب أنهم رغم كثرة ما ينفق هؤلاء من الأموال والأوقات والجهود، ويبذلون
من التعب والنصب لأجل ذلك المتعة ، إلا أنهم مع ذلك كله وبسبب ارتكاب
المعاصي والمنكرات يعود بعضهم وقد ضاقت نفسه ، وحزن قلبه ، وشعر بالمهانة
والإحتقار من بعضهم ، بالإضافة إلى تحمله الكثير من الآثام .

فالترفيه الهادف هو الذي لا يتجاوز حدود المباح في عرف الشرع وليس في عرف
الناس ، وهو الذي يشبع حاجات الناس الرئيسة بكل تكامل وانسجام ، ويعطي كل
جانب فيه من الإهتمام والعناية ، ومن أهم تلك الجوانب : الجانب العلمي ،
والإيماني ، والعقلي ، والجسمي ، والنفسي . . فإذا أعطي ، كل من هذه
الجوانب نصيبها - خصوصاً في أوقات الترويح الطويلة - فإن الهدف المرجو بإذن
الله يتحقق وذلك من مثل : تجديد النشاط ، وإزالة الملل ، والشعور بالأنس
والسعادة، وغير ذلك من الأهداف الأخرى التي يعرفها من جرب هذا الترويح
الهادف .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 6:04 am

(50) وصيـة لغرس الثقة والتغلب على الخـوف والخجل



إن
أكبر مشكلة تواجه الإنسان سواء كان مدرباً أو محاضراً أو خطيباً مبتدئاً
هو عدم الثقة بالنفس والتردد والخجل والحرج والخوف والرهبة أمام المستمعين،
لذا فإنه يمكننا أن نوصي بالوصايا الخمسين التالية:

.

• استعن بالله تعالى، واخلص عملك له، واسأله التوفيق والتيسير .

• اقرأ شيئاً من كتاب الله تعالى قبل المثول بين يدي المشاركين .

• صل ركعتين ثم ارفع يديك بالدعاء .

• اطلب الدعاء من والديك أو من أهل بيتك .

• تصدق قبل المحاضرة، أو امسح على رأس اليتيم، أو تقرب إلى الله بأي عمل صالح .
• استغفر الله من ذنوبك ومعاصيك .

• تبرأ من حولك وقوتك، والجأ إلى حول الله وقوته، وتوكل عليه وحده .

• حضر تحضيراً جيداً، واقرأ كثيراً كل ما يخص موضوع البرنامج .

• يمكنك عمل خريطة ذهنية (Mind Mapping) .

• رتب الموضوع ترتيباً منطقياً ومتسلسلاً ليسهل تذكره .

• تفهم فكرتك جيداً قبل أن تتحدث بها .

• احفظ ما تريد قوله جيداً، واحرص على تكراره كثيراً .

• تمرن على ما تريد قوله، وجرب عرضك له في بيتك ، ثم تعرف على أخطائك وحاول تلافيها (اعمل بروفة) .

• احرص على إعداد مقدمة مركزة وقوية ومحفوظة حفظاً جيداً .

• خاطب نفسك وأقنعها بالمقدرة والنجاح، ولسوف تنجح بإذن الله تعالى .

• كن طبيعياً، وأحذر التكليف والتنطع .

• كن أنت، واستخدم كلماتك وعباراتك، ولا تقلد كثيراً، وإذا كان ولابد فقلد أفضل
الموجود ثم طورهُ وحسنهُ .

• حاول الارتجال، وتجنب القراءة الكثيرة من ورقة أو مذكرة .

• ضع أمامك رؤوس أقلام الموضوع .

• أعط تركيزاً خاصاً للدقائق الخمس الأولى .

• حسن مظهرك، وطيب نفسك، ورتب هندامك .

• افحص كافة المعدات والأجهزة والمساعدات المرئية، وتدرب على استعمالها .

• توقع المشكلات الممكن حدوثها، واستعد لها .

• تدرب على التعامل مع الأسئلة الصعبة والرد عليها .

• احرص على المبادرة والإقدام، وكن شجاعاً جريئاً .

• تحدَّ نفسك، وأرغمها على المجازفة، وأقنعها أن المراتب العالية لا تتأتي إلا بالمجازفة والإقدام والهمة العالية وخوض الصعاب .

• وافق على بعض الخوف على أساس أنه طبيعي وجيد .

• ذكر نفسك بأن كل رجل مشهور كان عرضة للخطأ، فلا حرج من الإخفاق في الأمر .

• تصور نفسك متحدثاً جيداً .

• اعتقد أن الجمهور في صفك .

• تخيل أن الحضور لا يفهمون شيئاً، أو افترض عدم معرفتهم تماماً بالموضوع أو ضآلة معلوماتهم في هذا الشأن .

• أقنع نفسك أن تبعات خوض هذا المضمار أخف وطأة من تبعات التراجع والتردد والرضا بالدون .

• استشر أولي الخبرة والاختصاص فلعلك تجد عند بعضهم ما يثبت فؤادك ويقوي جنانك ويثير همتك .

• تذكر دائماً أننا نخطئ كثيراً عندما نعتقد أن الحضور يحصون حركاتنا إحصاءً دقيقاً .
• تدرج في التدريب والإلقاء والخطابة، وابدأ في منتديات صغيرة ومع فئات قليلة ذات المستويات المحدودة .

• إن استطعت أن لا تبدأ التدريب والإلقاء والخطابة أمام أناس تربطك وإياهم صلات وثيقة فافعل .

• احضر دورة تدريب مدربين .

• أمسك بجسم صلب (عصا أو خشبة المنبر أو أطراف المنصة أو غير ذلك) إن تيسر لك ذلك .

• خذ نفساً عميقاً ثم أخرج الهواء إخراجاً هادئاً لتهدأ نفسك .

• ابتسم ابتسامة خفيفة .

• ابدأ الكلام بحمد الله والثناء عليه .

• إذا لم تستطع النظر إلى عيون المشاركين فانظر أعلى قليلاً من مستوى رؤوسهم أو انظر إلى جباههم .

• تصنع التمكن والاستعداد والثقة بالنفس(من حيث النظرات والالتفات والحركة وغيرها) .

• تحدث بهدوء واضبط أعصابك وان تكلفت ذلك .

• عرف نفسك للمشاركين، وتعرف عليهم .

• أذب الجليد، وأوجد وضعاً غير رسمي (ودي وأخوي) أثناء البرنامج .

• ابدأ بتناول الموضوعات السهلة والبسيطة والتي لا تثير جدلاً ولا اعتراضاً .

• استخدم لغة الجسم بإتقان مع تجنب التكلف .

• تحرك بخطوات ثابتة وهادئة داخل القاعة وفي أوساط المشاركين، وأحرص على حفظ أسماء المشاركين واستخدامها .

• أشرك المتدربين في الحوار والنقاش، واحرص على الرد على الاستفسارات والأسئلة وعدم التردد في مجابهة المواقف أو تمييعها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
the red rose
مشرفة عامة
مشرفة عامة
the red rose


معلومات العضو
المشاركات : 654
السٌّمعَة : 24
انـــنــي : فلسطيني
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة 3ady10
مـهنـتي : طالب
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Sports10

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 7:56 am

معلومات راااائعة

يسلمووووووووو
^_^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 7:59 am

منورة المووضوع ...


يسلموو على المرور.... للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة 1227074921
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسك الجنة
مشرفة عامة
مشرفة عامة
مسك الجنة


معلومات العضو
المشاركات : 603
الجنـس : انثى
الـعـمــر : 42
السٌّمعَة : 4
بـــلادي : الجزائر
انـــنــي : جزائري
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة 3ady10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Travel10

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 11:55 am

بارك الله فيك وسلمت يداك
©§¤°يسلموو°¤§©¤ــ¤©§¤°حلوو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــ¤©§¤°حلوو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§ ©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــ¤© §¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ¤©§¤°حلو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــ جزاك الله خيرا خيرا ــــــــــــــــــــــ¤©§¤°حلو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــ يعطيك العافية والمزيد من الابداع ــــــــ¤©§¤°حلو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ¤©§¤°ح لو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ¤©§¤°ح لو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ¤©§¤°حلو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ¤©§¤°حلو ووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°يسلموو°¤§©¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ ¤©§¤°حلوووو°¤§©
©§¤°في انتظار جديدكم القادم°¤
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://nourliman.alafdal.net/forum
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Unknow11

للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Empty
مُساهمةموضوع: رد: للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة   للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة Icon_minitimeالأحد مارس 18, 2012 12:20 pm

منورة المووووضووووع ...


يعطيك الف عافية يآرب
ومشكورة عللى الرد المميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
للمشاكل النفسية وعلاجها والحلول الكاملة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاضطرابات النفسية الشائعة وعلاجها
» الامراض النفسية
» موسوعه الامراض وعلاجها
» الصدمة النفسية
» المجموعة الكاملة لكتب الشيخ الشعرواي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات البركان :: منتديات اخرى :: منتدى علم النفس-
انتقل الى:  
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم