موضوع: هل للصبر حدود الإثنين مارس 12, 2012 3:56 pm
هل للصبر حدود ؟ !!
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وتوفيقا للعمل بما نعمل وارزقنا اللهم الإخلاص في العمل اللهم وجملنا بالصبر واجعل الصبر لنا عبادة نداوم عليها ولا نفارقنا حتى الموت واجعلنا يا ربنا من الصابرين المبشرين بالصلوات والرحمة من عندك يا أرحم الراحمين
أما بعد : فأفضل ما أستفتح به موضوعي كلام الله يقول الله عز وجل : {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) } سورة البقرة .
وصف الله تعالى الصابرين بأنهم هم الذين إذا نزل أو حل بهم البلاء سواء كان بلاء عظيماًَ أ صغيراً فكلمة ( مصيبة ) في الآية نكرة تشمل كل ما ينزل علينا من مصائب صغيرة أو كبيرة ولكن للأسف
بعض الناس إذا نزلت به مصيبة صغيرة لا قيمة لها غضب واشتد غضبه وربما وبدأ يصدر منه استعراض على الله تعالى والعياذ بالله فهذا نوع من الناس لا صلة له بالله تعالى نهائيا وا أسفاه على من كان إسلامه مقتصرا على الشهادتين مع أنه يعلم أن عليه واجبات وفرائض قد تركها ويفعل معاصي ومنكرات يعلم حرمتها نسأل الله تعالى له ولنا الهداية وحسن الختام
وهناك أناس إذا حلت بهم المصائب الصغيرة سلم أمره إلى الله تعالى ولكن إذا عظمت المصيبة فإنه ينسى ما وعد الله تعالى به الصابرين وبدأ بالاستنكار على ما يحصل معه وكأنه لا يعلم أن ما يحصل له هو بتقدير الله عز وجل فإنه وإن كان يصبر عند بعض المصائب ولكن صبره له نهاية وحد يقف عنده فهو لم يصل إلى درجة الصبر المنشودة فنسأل الله تعالى لنا وله الوفاة على الإيمان والفوز برضا الرحمن
وهناك أناس يرون أن كل المصائب سواء فيعلم علم اليقين أن كل ما يحصل معه وله هو بتقدير العزيز الحكيم وكل شيء من عند الله يسلم أمره ويفوضه إلى الله تعالى فإن أصابته مصيبة صغرت أم عظمت فوض أمره إلى الله تعالى هذا لا يعني أنه لا يحزن فإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع أو كما قال عليه الصلاة والسلام ولكن حزنه لا يخرجه عن طاعة ربه فالصبر عنده يتسع لكل المصائب فكلما عظمت المصيبة اتسع صبره
وبالتالي فالثواب على الصبر عند المصيبة العظيمة بالطبع ليس كالصبر على المصيبة الصغيرة ويقال على ألسنة بعض الناس ( للصبر حدود ) والحقيقة أن الصبر ليس له حداً أو مقدار معين ولو كان كذلك لكان له عند الله سبحانه وتعالى ثواب مقدر ومعين ولكن ثواب الصابر ليس له حد معين ولا مقدار بل هو مفتوح فيتسع ويتسع إلى أن يشاء الله تعالى ودليل ذلك قوله تعالى : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) } سورة الزمر ، والجزاء من جنس العمل فعندما يكون الصبر بلا حدود يكون الأجر بغير حساب والله تعالى أعلم .
نسأل الله العظيم أن يمن علينا بالقبول فيتوب علينا ويؤتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ويقينا عذاب النار ويجعلنا في الآخرة في الفردوس الأعلى مع سيدنا محمد صلى اله عليه وسلم ومع النبي والصديقين والشهداء الصالحين .