| موسوعة القصص القصيرة الشيقة | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:40 am | |
| قصة القارب العجيب
تحدى أحد الملحدين- الذين لا يؤمنون بالله- علماء المسلمين في أحد البلاد، فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا.وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر. فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تأخره، تم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت إليكم. فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون، فكيف يتجمح الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه؟!فتبسم العالم، وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول: إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟! | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:42 am | |
| قصة مؤلمة حدثت هذه القصه في الرياض..
إمرأة متزوجه ولديها طفل بريء وشقي ومشاكس وكثير الحركه لايتجاوز عمره السنتين والنصف أو يزيد عن ذالك بقليل أو ينقص‘ أتت الزوج سفريه مفاجئه بحكم ظروف العمل لمدة أقصاها أربعة إيام ,فأخبر زوجته بالسفر وأستعجلها لتلملم حاجيتها هي وأبنها والذهاب بهم الى بيت أهلها...حتى يطمئن عليهما .
فأرادت قبل ان تخرج ان تنظف بيتها وتغسل الملابس وما الى ذالك من أمور التنظيف ولكن زوجها كان مستعجلا ..
فاقترحت عليه أن يسافر حتى لايتأخر ،وإذا انتهت من أمور المنزل تتصل على إحدى أخوانها ليوصلها الى بيت اهلها ...
وافق الزوج ورحل ..
وجلست الزوجه داخل دورة المياة (أعزكم الله ) وهي غارقه في التنظيف وإبنها حولها يلعب ..
أتدرون ماذا حصل؟؟؟؟؟
لقد أخذ الطفل المفتاح وأقفل باب الحمام على أمه من الخارج ...
والام أصبحت حبيسه ,لايوجد عندها اي وسيلة إتصال ....
وأهل الام لايعلمون عن سفر الزوج ؟؟؟؟
والطفل المسكين لم يعد يستطيع فتح الباب كما أقفله ....
الام لم تعد تعرف ماذا تفعل من هول الفاجعه أخذت في مناجاة إبنها من خلف الباب في ان يعيد فتح الباب أو ان يسحب المفتاح ويعطيها اياة من أسفل ..
باءت المحاولات بالفشل ...
أقبل الليل
وأخذت الام تبكي بحرقه ...
وتصرخ مستنجدة من خلف الشباك ولكن المصيبه لايوجد حولها جيران فهي في منطقه فسيحه جدا..
اتدرون ماهي المصيبه الاخرى ..
الاضاءة مقفله لان المفاتيح خارج دورة المياة..
أي ان المكان مظلم وموحش ..
ماذا عساها ان تفعل ؟؟؟
وأخذ الطفل يبكي لبكاءها وصراخها...
ثم أخذ يبكي من العطش والجوع ع ع ع ع ..
واصبح بجاور الباب لايتحرك ويناجي أمه وهي تناجيه ..
مرت ثلاثة إيام والابن يحتظر.....
ثم في اليوم الرابع .....
مــــــــــــــات الطفل البريء
والام شهدت كل هذه اللحظات المريرة
جاء الزوج الى بيته ورأى طفله ملقى على الارض لايتحرك
أصابه الهلع
فتح باب دورة المياة ووجد الزوجه قد جُنت وشاب شعر رأسها وهي في عداد المجانين الان | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:43 am | |
| كان شابا في الثانويالعامة وكان بارا بوالديه في يوم إستلام شهادة الفصل الدراسي الأول عاد من المدرسة فرحا وهو حائز على نسبة 96% فاستقبل والده فرحا وعندمارأى الأب الشهادة إحتضن ولده وقال :أطلب ما تشاء فرد الولد سريعا أريد سيارةوكان يريد سيارة باهضة الثمن فرد الأب والله لأحضر لك شيء أغلى من السيارةففرح الولد ولكن الأب قال : على شرط أن تتخرج بنسبة تماثلها أو تكون أعلىمنها وتمر الأيام وتبدأ الدراسة ويتخرج الإبن بنسبة 98% فعاد والبهجة تملء وجهه أبي.. أبي.. أبي.. فلم يجد أباه فقبل رأس أمه وسألها إن كان الأب فيالبيت أم لا ؟....!!!!!!!! فردت:إنه في مكتبه وعندما عاد رأى الأب شهادة إبنه فقالله : خذ هديتك فأعطاه مصحف فرد الإبن: بعد كل هذا التعب تعطيني مصحف ؟ فرمى المصحف على وجه أبيه وقبلأن يغادر المنزل قال: لن أعود الى هذا البيت..!!! x وشتم أباه وغادر المنزل. وبعد عدة ساعات ندم الولد على فعلته فعاد إلى بيته وكان أباه قد توفىفوجد المصحف في غرفته فتحسر على ما فعله وأراد أن يقرأ بعض الآيات فإذا به يفاجئ أن المصحف ما هو الا علبة وداخله مفتاح السيارة التي كان يريدها فأصيبالولد بشلل ولم يستطع الكلام بعدها وجهش بالبكاء... لا حول ولا قوة الا بالله اللهم ارحم آبائنا و امهاتنا الأحياء منهم و الأموات ....اللهمآمين | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:43 am | |
| ((( جني مسلم ينقذ فتاة من الهلاك ... !! عن طريق الماسنجر!!! ))))
الإنترنت هو ما قاد (هبة) الي الهاوية في لليلة من ليالي الشتاء الباردة كانت هبة تجلس امام
شاشة الحاسوب لكي تتابع بعض المواد العلمية .
وفجاءة وجدت رسالة عابرة في بريدها .. مضمون الرسالة ارجوا إضافتي ولم تحمل الرسالة أي
توقيع وعلى الفور تبادر إلى ذهنها ان الرسالة من أحد صديقاتها .. ولكن فوجت ان طالب
الإضافة شاب .. بداء في الحديث والآسف لمضايقتها وطلب الإضافة .. لم ت***ه انتباه ومع الأيام
بدأت تميل للحديث معه لأنة لبق .. (وجنتل) سألته من أي دولة واجابها بأنة من فلسطين .. وقالت
له انها من احد الدول العربية وبدأت عجلة التعارف تدور وتهرول بسرعة حتى قطعت شوط
التعارف لتبدا في شوط .. الحب .. هامت هبة ووهبته الحب الحقيقي الذي يتجسد في معاني
كبيرة وعظيمة وهي الإخلاص .. والتضحية
الى ان وصل الامر بالطرفين الي عدم الاكتفاء بالحوار الكتابي عبر الماسنجر .. وبداء في
استخدام السماعات .. والميكرفون ..ومع نبرات الصوت زادت وتيرة الحب لدى هذه الفتاة
المسكينة التي أحبت بكل صدق … استمرت العلاقة اكثر من سنة كاملة .. ومع اقتراب الصيف
وتأهب الجميع للسفـــــر .. كانت هبة تطمح للقاء هذا الشاب في البلد التي سوف يذهبون لهـــا
مع الأهل .. قالت لهذا الشاب أنها ستسافر مع الأهل الي لندن فقال على الفور أريد أن اذهب
معكم .. فا أنا لا أستطيع أن أتحمل بعدك .. وقال لها انني سأكون في لندن قبل وصولكم ..
وسوف انتظر اتصالك على الجوال .. قالت وهو كذلك وذهب تحضر حقائب السفر .. وحال لسانها
يقول كيف لفلسطيني معاصر.. في فلسطين ان يسافر للندن ؟ وبدأت علامات الاستفهام تدور
في تفكيرها ……………!!!
السفــــــــــر
سافرت مع الأهل وعند وصولها الي لندن وبعد ان حطوا الرحال في أحد الفنادق قامت بالاتصال
به لتكتشف انه يسكن في نفس الفندق التي تسكن هي واهلها به ...؟
واجتمعا في مقهى الفندق .. ولم تصدق نفسهـــــا .. أنها أمام فارس أحلامها الذي طال انتظارها
له .. وبعد ايام استطاع ان يجبرها على الخروج معه والتنزه في لندن دون علم الأهل وفي ذات
لليلة قال لهـــــا انه يريد ان يكلمها في امر مهم فلابد ان يكون اللقاء في الغرفة .. ونفذت هذا
الطلب ودخلت وهي تحمل تتخايل شموخا وعز وخرجت وهي تجر ذيل الخزي والعار .. بعد أن
قضت معه لليلة كاملة الحب أوهمها بالزواج وانه سوف يطلب يدها من والدهـــا .. انتهت الرحلة
وعادت العائلة .. وفوجئت بأن هذا الشاب قد صورهـــا من خلال كاميرا (ديجتل )ويملك لها اكثر
من عشرين صورة … قال لها ذات يوم انه ليس عربي بل يهودي .. ويعمل في الجيش لااسرائيلي ..
برتبة ملازم أول .. انصدمت لهول الفاجعة ؟ ولم تتمالك نفسها وصرخت صرخة لم يسمعها الا
الله .. وبدأت تبكي ومرت ايام وهي في حالة سيئة وانقطعت عن الدراسة .. .. وفي يوم من الأيام
دخلت للإنترنت فوجدت اسم جديد مضاف للماسنجر كتب علية لا اله الا الله .. دخلت فور وقالت من
انت .. قال انا هكر سعودي عمري 14 سنة دخلت هنا لكي أتحدث معي وقالت له ماذا تريد أنت
قال والله لم أتي ألا لكي أساعدك يا أختاه .. فقالت له الحكاية .. بالكامل .. وقال إنشاء الله
سوف احل المشكلة .. واخذ عنوان الرجل واخترق جهازه .. وجلب الصور جميعها .. ومسح كل
البرامج التي كانت على الكمبيوتر .. وقدمها للبنت .. وقال اتقي الله يا اختي في نفسك
وانتبهي لنفسك جزاك الله خير … قالت ما اسمك فلم يمكل هذا الهكر .. واختفى .. وبعد عدة
شهور وفي أحد ايام رمضان المبارك .. وجدته على الماسنجر .. وقالت استحلفك بالله ما اسمك
ومن أين أنت قال مادمتي استحلفتنني بالله فا انا لست انس بل من الجن ومسلم وساعدتك لوجه
الله عز وجل وها انتي ولله الحمد قد اهتديتي للطريق .. السليم أتمنى ان يسلك درب الهداية كل
بنات المسلمين ويحافظن على أنفسهن من شياطين الإنترنت .. وارجوا ان تتحصن بالأيمان
وقراءة القران فهو فالله هو خير معين لكن أخواتي ..
قالت له والدموع في عينها بارك الله بك يا اخي والله والله لن اغضب وجهة ربي ماحييت وذهب
هذا المنقذ الي حيث يعلم الله .. وبقيت (هبة) تتعبد وتصلي حتى التزمت وثابرت على طاعت الله
سبحانة وتعالى
| |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:44 am | |
| قصة الزوجات الاربع
حــــــــــادثة رائعة تحمل العبر والحكم في آن واحد وأردت أن أنقلها لكم وأرجو أن تعم الفائده
يروى أن رجلاُ ذهب لحكيم ليستفتيه في رؤيا رأها في منامه و آرقه كثيرا المقصود منها ... وما أن لقيه حتى هم عليه بقوله : -سأبوح لك بأمرٍ هام لم أفاتح فيه أقرب الناس إلى
فقد رأيت فيما يرى النائم أن لى أربع زوجات و قد كانت معزتهم متفاوته فقد كانت الزوجة الرابعة هى الأغلى و الأحلى منهن فهى المدللة و تلقى منى كل إهتمام و تقدير بسبب جمالها و نظارتها و أوليها كل عنايتي و رعايتي
تليها الزوجة الثالثة فقد كنت أحبها حبا جماً و أفاخر بها أمام المعارف و الأصحاب لكني - و بصراحة شديدة - يساورني الشك فيها فأخشى أن تذهب في يوم ما مع غيري
أما زوجتي الثانية فأحبها أيضا .. فهى تتميز عن البقية بأنها متفهمة و صبورة , وإن لم تكن على درجة الرابعة و الثالثة في المحبة و لكنها نالت ثقتي و الحق يقال كلما واجهتني مشكلة ألجأ إليها فهى نعم العون وقت الضيق
وأما زوجتي الأولى ... فهى الشريكة الوفية في حياتي بل وهى التي لها إسهامات عظيمة في الإهتما م بأموري و رعاية شئوني بالإضافة إلى حرصها على و على بيتي , و يؤسفني أن أقول لك بأني لا أحبها بالرغم من أنها تحبني من الأعماق ... وما أسوأ العشرة التي تقوم على الحب من طرف واحد
و قد رأيت فيما يرى النائم و كأن ساعة وفاتي قد حانت و أصبح الموت يطلبني عندها حضرن زوجاتي على التتالي و قد قلت لزوجتي الرابعة : أنت أشد من أحببت ..
ألبستك أحلى الملابس و أغلى الحلي و غمرتك برعايتي و أنا الآن أموووت فهلا رافقتني ؟ فردت على بسرعة : لا يمكن ثم ولت مدبرة و أحسست و كأن جوابها سكيناً غرز في فؤادي
و حضرت الثالثة فقلت لها أحببتك طيلة حياتي و أنا الآن أغادر هذه الحياة فهلا رافقتني و آنستي و حشتي ؟ فأجابتني : الحياة حلوة و يؤسفني أن تعلم بأني سأتزوج من بعدك .. و كان وقع كلامها مؤلم على
ورأيت زوجتي الثانية فذركتها بما كنت أفعله من أجلها و قلت لها : هذا وقت الحاجة إليك وإلى مساعدتك فهلا رافقتني و آنستي و حدتي ,,
فردت آسفة أنا لا أستطيع مساعدتك هذه المرة و لكني سأرافقك إلى المقبرة فقط و بينما كنت أتذكر جوابهن و أعتصر حزناً إلى ما آل له حالي و الى جحودهن لى إذا أسمع صوتاً يصرخ في و يقول أنا أنا سأرافقك و سأتبعك إينما ذهبت ,,,
نظرت إلى مصدر الصوت فإذا هي زوجتي الأولى و قد بدت هزيلة شاحبة كما لو أنها بقيت دون طعام لأيامٍ عديدة عندها أطلقت زفرة ندم على ما كنت أعاملها به من قلة رعاية و عدم إهتمام حتى أصبح ذاك حالها
قلى راعاك الله ما سر هذا الحلم فقد أزعجني كثيرا .... عندها تبسم الحكيم و هز رأسه و قبل أن يجيبه تنهد بعمق و قال : كل منا له أربع زوجات ,,,
فالزوجة الرابعة هى أجسامنا فمهما أعتنينا بها فلن تغادر الدنيا معنا ,,,
و الزوجة الثالثة هى أموالنا و ممتلكاتنا نحبها و نفاخر بها و عندما نموت تؤؤل إلى غيرنا من الورثة ,,,
و الزوجة الثانية هى أقربائنا و أصدقائنا مهما قويت و توطدت علاقتنا معهم فأقصى ما يمكن أن يصلوا به معنا هو مرافقتنا الى حدود القبر ,,,
و الزوجة الآولى هى التي لا يمكن لآحد رؤيتها وهى الروح التي نالت أكبر نصيب من الإهمال و تناسيناها في غمرة الإستمتاع بالحياة الدنيا ...
أو ليس من العقل إذن العناية بها و رعايتها بالخير و العمل الصالح لا سيما أنها الوحيدة التي سترافقنا يوم الحساب | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:45 am | |
| القصه القصيره..و انما بعد الصبر الفرج تذكر الماضي شي جميل وتذكره شي أليم تذكر الأحداث التي به والتجارب التي خاضها الانسان فيه لأخذ العبره وعدم تكرار الشيء ذاته انه لشيء جميل وتذكر الظالمين والمستبدين و الناكرين ومن لم تدخل في قلوبهم نطفة رحمه انه لشي أليم .هذا ماخطر في بالي وتبادر الى ذهني وأنا ألتقط ببصيرتي صوره لطالما مرت علي في حياتي بكثره وعايشتها في واقعي الماضي الذي لم أعرف فيه معنى الطفوله والاستمتاع بها وسط عائلتي والذي لم أعرف فيه حنان الأم الذي يتمنى كل فرد أن يشعر به. هذه الصورة التي رأيتها وسط عالم مليء بالناس الذي كل واحد فيه يسعى الى انجاز أعماله دون الاهتمام بشؤون الآخر.أرجعت لي ذاكرتي الى الوراء واسترجعت شريط طفولتي الذي حاولت أن أنساه ولاكن الواقع الذي أعيش فيع لايسمح بذلك . هذه الصوره التي رأيتها لم أتمنى أن أرى مثلها في حياتي أبدا . وقفت حائره في ذلك السوق الذي رأيت فيه تلك الصورة الشنيعه التي لم أستطيع أن أصفها أو أن أقنع نفسي بالاستمرار في نظر هذه الفتاه التي جلست في طرف من السوق تبيع بعض الأغراض والعطور وكانت ترتدي ثيابا رثه حتى أنها لاتوصف بأنها ثياب انها لاتقيها حتى من البرد سوى أنها تستر بعض الأجزاء من جسمها الصغير النحيف واذا نظرت الى فدميها لوجدت أن بعض الدماء تسيل منها وان الأتربه التصقت فيها هذا لأنها لم تكن ترتدي حذاء . وأخذ الناس يمرون بها فبعضهم يسخر منها والبعض الآخر يشفق عليها وعلى حالتها ولاكن يدهم عاجزه عن تقديم المساعده لها حاولت الاقتراب منها ولا كن بعد ذلك تراجعت لا أدري لماذا ألأني لا أعرف ماذا سأقول لها أم لأني لا أستطيع أن أخلصها من عذابها وقفت لبرهت أتأمل فيها فرأيت وجها طفوليا برئئا تبدو على ملامحه التعب والارهاق وجسم نحيف يتضور جوعا ويدان تسودهما بعض الجروح والحروق وتذكرت في هذه اللحظه طفولتي القاسيه التي عشتها في بيت الظلم والاستبداد نعم هكذا أوصف البيت الذي عشت فيه طفولتي لن أوصفه كمظلة يستظل في ظلها أي طفل يبحث عن الدفيء والسعاده والأمان عشت في ذلك البيت مع أمي التي لم أشعر يوما أنها بالفعل هي أمي وبين اخوة لايوصفون بالأخوة بل بالأعداء والوحوش الذين ينهشون في جسم فريستهم الضعيفه ببطء حتى تتعذب قبل الموت هؤلاء الذين كنت أعيش معهم بعد ان انفصلا أمي و أبي عندما كنت في الثالثه من عمري أبي تركني وذهب ولم أعرف الى أين انتهى به المطاف وبقيت أنا مع أمي التي تزوجت رجل متسلط وظالم ظلم نفسه قبل أن يظلم غيره .أمي لم تعد تهتم بي وتكترث لامري واهتمت بشؤون زوجها الجديد الذي كان يطلب منها دائما أن ترسلني الى أبي لأنه لايريدني أن أعيش معه ولكن أمي تطلب منه أن أبقى معها لأن أبي لايستطيع الاهتمام بي . كانت أمي غير متفاهمه أبدا مع زوجها الجديد وكانت تقول ان سبب المشاكل التي تحدث في البيت هي بسببي وتتمنى لو أنها تتخلص مني وأذهب لأعيش مع أبي .مرت السنوات و أصبحت في سن الدخول للمدرسه وأصبح لي اخوه أحبهم كثيرا في البدايه كان زوج أمي رافضا التحاقي بالمدرسه بحجة أنه يريدني الاهتمام باخوتي ومساعدت أمي في البيت لأنه لا يستطيع أن يجلب خادمه ولاكن أمي طلبت منه السماح لي بالذهاب الى المدرسه فوافق بعد عناء كبير .دخلت المدرسه وفرحت كثيرا ووعدت نفسي أن اجد وأجتهد في دراستي وأن أكون من المتفوقات .عندما كنت أعود من المدرسه كان زوج أمي يأمرني باحضار الغداء وان أدع أمي ترتاح وكان يرفض جلوسي على مائدة الطعام كان يأمرني بالاهتمام بشؤون اخوتي الصغار ريثما ينتهو من تناول الطعام وبعد ذلك أذهب أنا للغداء واذا رفضت أن أأدي أمرا من أوامره كان يضربني بقسوه مرت سنتان وأنا في المدرسه وكبر أخوتي الذين كانوا يأمروني أن أقوم بكل شؤونهم وأن أقدم لهم كل مايطلبونه . لم يكن عندي أحد أشتكي له وأخبره عما يحصل لي كنت أتمنى أن أذهب عند أبي لعلي أجد الراحة والأمان عنده و أتخلص من هذا الجحيم الذي أعيشه .وكانت أمي دائما بجانب زوجها الظالم ولم تدافع عني وتطلب منه أن يعاملني بغير هذه المعامله السيئه كنت كالخادمه في ذلك البيت مع أني كنت طفله أجهل كل شيء حولي كنت أتمنى أن أعيش مثل أخوتي الذين لديهم مختلف الألعاب ويلبسون أجمل الملابس ويستمتعون بحنان أمهم و والدهم كنت اذا أردت ألعب معهم نعتوني بالخادمه ......وذات يوم سمعت زوج أمي يصرخ عليها ويقول أنه لايستطيع أن يتحمل وجودي في هذا البيت فأما أن تخرج أمي من البيت وأنا معها أم أن أخرج أنا وتبقى هي في البيت..دخلت غرفتي وجلست أفكر ما الذي سوف يحل بي بعد هذا اليوم واذا خرجت من هذا البيت الى من ألجأ كانت تتبادر الى ذهني بعض الأفكار الشيطانيه ولكن أمي قطعت حبل هذا الخيال بعد أن دخلت علي وهي تناديني بصوت قوي وتقول : ألم أكن أقول لك دائما انك سبب المشاكل التي تحصل لي جهزي أغراضك فبعد الغداء سوف أأخذك للعيش مع والدك.فرحت كثيرا وشعرت براحة لم أشعر بها من قبل لأني سوف أتخلص من هذا الجحيم الذي أعيشه وتخيلت الكثير من الأشياء الجميله التي سوف أجدها والتي سأقوم بها في منزل والدي الذي أشتاق اليه كثيرا و هو كذلك سوف يفرح لرئيتي ولعيشي معه وسوف يقدم لي ما حرمت منه في منزل والدتي ...جهزت أغراضي وانتظرت الى أن يأتي الموعد الذي سوف تأخذني فيه والدتي عند أبي وبعد الغداء انطلقنا أنا وأمي الى منزل والدي وكان بعيدا جدا وكنت متشوقه لرؤيت اخوتي الموجودين في منزل والدي وبا لطبع سوف أحبهم أكثر من أخوتي الذين عشت معهم ...وأخيرا وصلنا الى منزل والدي وكان منزل كبير وجميل نزلت من السياره ووقفت أمام الباب أنتظر أمي أن تنزل وبينما أنا أقف عند الباب شعرت برعشت تسري في جسمي وبخوف لا أدري لماذا رغم أني كنت فرحه لوصولي الى المنزل طرقت أمي الباب وخرج أبي من المنزل لم أرى أبي منذ سنوات لكني مازلت أذكر ملامحه .عندما فتح الباب ورئاني أنا وأمي اندهش كثيرا ولم يدري مايقول واكتفا بقول لماذا رجعتي ؟فقالت أمي : اني لا أستطيع أن أتحمل مسؤوليتها فأنا متزوجه ولدي مسؤولات كثيره فقال أبي : وأنا متزوج ولدي مسؤولات أيضافأجابته أمي : ولاكنها ابنتك كما هي ابنتي وعليك تربيتها والاهتمام بها وأنا أكملت واجبي وقمت برعايتها وهي طفله وهي الآن ليست بحاجه الي وانما هي بحاجه اليك أنت وبعد سكوت طويا بينهما وبينما كنت أنا أنظر الى عيني والدي نظر الي وابتسم وقال : حسننا سوف أعتني بها ففرحت كثيرا لأني سوف أبقى عند أبي . ذهبت أمي وقبل أن أدخل المنزل أمرني بالسكوت واحترام زوجته وأن أنفذ كل ما تأمرني به بدون أي كلمه أو تذمر وأخذ يملي علي العديد من النصائح فشعرت لحظتها أني انتقلت من جحيم الى جحيم آخر وأسوء انتقلت الى عالم غريب لم أشهد مثله أبدا وخفت كثيرا ولم أتكلم أبد كنت أريد أن أخبر والدي عن كثير من الأشياء التي حدثت معي ولكن بعد ذلك تراجعت لأنه لن يسمع ما أقوله له أبدا.تقدمت الى داخل المنزل بخطوات ثابته وساكنه ورأيت زوجت أبي وكان يبدو عليها الغضب الشديد فصرخت في وجه أبي من هذه ؟ فقال : انها ابنتي فقالت ؟ ابنتك ؟ ولماذا أتيت بها الى منزلي ؟ سكت والدي ولم يدري مايقول . فدخلت هي غرفتها فتبعها أبي وسمعت أصواتهما وهما يتبادلان الحديث بينهما وكانت هي تصرخ بصوت قوي ؟وأبي كان يقنعها أن تسمح لي بالبقاء في المنزل فوافقت هي على ذلك لكن بشرط أن أنفذكل ما تطلبه مني . فوافق أبي على ذلك لم أعد أعرف أين أستقر بمشاعري هل أفرح لأني سوف أعيش مع والدي أم أحزن لأنها ستعاملني بشده وأنها ستكرهني ولكن لايمكنني أن أهرب من الواقع الذي كنت أعيشه والجحيم الذي فرضاه علي أبي وأمي .رأيت أخوتي فذهبت لأتكلم معهم وأتعرف عليهم ولألعب معهم ولكني تفاجئت عندما ابتعدو عني وقالو نحن لا نكلم الغرباء فقلت لهم : ولكني لست غريبه أنا اختكم . فأجابو بأني لست اختهم فهم لايعرفوني أبدا خرجت زوجة أبي من الغرفه وطلبت مني أن أتبعها الى المطبخ فتبعتها ودخلت المطخ فقالت استمعي الي جيدا ونفذي ما أقوله .لا أريدك أن تكلمي أولادي أبدا وأن تنفذي كل مايأمرونك به ولاتعتبرينهم اخوتك أبدا هل هذا مفهوم؟فاكتفيت بقول نعم وكنت أفكر كيف سأكمل حياتي في هذا المنزل وهل سأستمر فيه أم أن والدي يتنازل عن تحمل مسؤوليتي وأخذت أفكر بمصيري بينما هي تنهال علي بمجموعة من الأوامر التي يجب علي أن أنفذها بدون أن أعارض ذلك انتهت الأوامر ثم قالت ابدأي الآن في مساعدتي لتحضير العشاء ثم أغسلي الصحون واجلبي الملابس وقومي بكيها جيدا واذا لم تقومي بما أأمرك به وتأدي واجبك باخلاص سوف تعاقبين وتحرمين من الطعام وسوف أضربك وأريدك أن تعلمي انك اذا ذهبتي وأخبرتي والدك فهو لن يكترث لأمرك فهو يسمع كلامي أنا هل هذا مفهوم ؟!صمت ولم أجب عن هذا السؤال لأني كنت أظن أن والدي يحبني وسيدافع عني ولاكن للأسف كان ظني في والدي ليس صحيحا وكلامها هي كان الصحيح فقد كانت تضربني وهو يراها ولاكنه لم يتحرك ولم يأمرها يوما بالتوقف عن ضربي أو أن تعاملني معامله حسنه كمعاملتها لأولادها أما أولادها الذين هم اخوتي كانو يكرهوني جدا ويعاملوني كعدوه لهم ويضربوني أحيانا ويشتموني ولم أكن أجيب عليهم خوفا من أمهم كنت طفله لاأعي شيئا وكنت أخاف من كل شيء وكان يسهل السيطره علي واخافتي كانت تأمرني بالقيام بأمور لا أدري ماهي وكنت أظل أياما بدون طعام وأبي كان لايسأل عني أبدا كان مهتما فقط بأولاده وزوجته وكأني منبوذه بينهم وغريبه عنهم أمرت هي أبي أن يخرجني من المدرسه لأنها تحتاج الي لمساعدتها في البيت وكنت أتوسل الى أبي أن يبقيني في المدرسه ويسمح لي بمتابعة دراستي ولاكنه رفض ذلك فهو يسمع كلام زوجته وكان يقول البنت مالها الا البيت ؟ ولاكن لماذا لم يقل هذه الكلمات لبناته الأخريات أم لأني أنا لست ابنته أم لأن زوجته لم تأمره باخراجهن من المدرسه . لم يسمح لي والدي بعدها بالذهاب الى المدرسه خضوعا لطلب زوجته العزيزه كبرت وكبرت معي المعاناه والألم ... أمي لم تسأل عني أبدا ولم تحاول معرفت ماحل بي بينما أنا كنت أتوق لرؤيتها وأتحرق شوقا لذلكتمنيت أن أعود وأعيش معها وأستحمل ظلم زوجها وجبروته فكرت في الهرب كثيرا من هذا البيت ولكني بعد ذلك أتراجع لأنه لايوجد لي مكان ألجأ اليه تمنيت الموت أكثر من مره لأتخلص من عذابي ولكني بعد ذلك عرفت أن الرسول عليه السلام نهى عن ذلك فرضيت بالواقع الذي أعيش فيه ورضيت بما كتبه ربي لي وصبرت لعل صبري يأتي بعده الفرج وفي يوم لم تشرق فيه الشمس وكان يوما كأيبا جدا يخيم الصمت والسكوت فيه استيقظ فيه أبي مسرعا وكان ذاهبا الى عمله حتى انه لم يتناول فطوره وهذا ليس من عادته انطلق مسرعا بسيارته ومضى الصباح كالبرق مع اني كنت دائما أشعر بطوله لا أدري لماذا ؟جاء وقت الغداء ولم يأتي أبي بعد لقد تأخر كثيرا وكنت خائفة عليه ومنشغل بالي لأني رأيته في وضعه غير الاعتيادي في الصباح زوجته لم تكترث لأمره وأمرتني باحضار الغدا فقلت لها وأبي ؟فقالت أنت لاتتدخلي والدكي لن يأتي للغداء اذهبي و أحضري الطعام بسرعه انتهت هي وأولادها من الغداء وذهبت لنوم بقيت أنا أغسل الصحون وأرتب المطبخ كعادتي وجلست أنتظر والدي ولكنه لم يأتي لقد تأخر كثيرا وكان البيت ساكن جدا ويخيم عليه هدوء غريب لم أشهد مثل هذا اليوم أبدا وبينما كنت أنا في ذلك الهدوء العجيب صعقت بصوت جهاز الهاتف يرن فذهبت للاجابه عليه وكنت خائفه وكانت يداي ترتعشتان فحملته وأحسست أنه ثقيل فأجبت وقلت السلام عليكم وكان المتصل رجلا فقال : وعليكم السلام هل هذا بيت فلان فقلت نعم فقال : أود أن أبلغكم بأنه تعرض لحادث وهو الآن في المستشفى . لم أدري ما أقول له وأغلقت الهاتف بسرعه وذهبت الى غرفة زوجته وأخبرتها بالأمر لاكنها لم تبدي أي اهتمام وقالت بكل برود حسنا سأذهب الآن اهتمي بالأولاد جيدا أثناء غيابي . توسلت اليها أن تتركني أذهب معها ولاكنها رفضت وقالت : أنا لا أصطحب الخادمات معي أثناء خروجي من المنزل وانت مكانك هنا ولاتخرجي أبد هل هذا مفهوم ؟ وسأعاقبك اذا طلبتي مني هذا الأمر مرة أخرى . أنا ذاهبه الآن جلست أفكر مليا في الكلام الذي تقوله وبكيت بحرقه و فكرت ما الذي سيحدث لوالدي خفت عليه كثيرا على الرغم ممافعله لي ولكني كنت أحبه كثيرا لأنه أبي جلست أنتظر زوجته لتأتي و نخبرني بالذي حدث انتظرت كثيرا حتى ساعه متأخره من الليل و أشرقت شمس اليوم التالي وكنت خائفه جدا وبعد ساعات قليله دخلت زوجة أبي الى المنزل وكانت تبكي بشده فأدركت ساعتها أنه حدث مكروها لأبي فهرعت مسرعة اليها لأعرف ما الذي حدث لوالدي فأخذت أسألها ولاكنها لم تكن تجيبني وبعد ذلك عرفت أن والدي توفي فانصدمت كثيرا وبكيت بكآء لم أبكي مثله من قبل لقد رحل والدي ولم يبقى لي أحد في هذه الدنيا القاسية أيامها التي لاأدري ما الذي تخبئه لي سنواتها المره فبدأت أفكر ما الذي سيحدث لي والى أين سأذهب والى أين سينتهي بي المصير بقيت يومين طريحة الفراش من شدة حزني لأبي وبعد ذلك عرفت أنها ستبقيني معها في المنزل لأن والدي قد كتب لي شيآ من أمواله وهي لطمعها لا تريدني أن أذهب عند أمي حتى لا تأخذ حصتي من المال بقيت أعمل معها كخادمه في ذلك البيت المشؤوم وزاد كرهها وحقدها لي وكانت تأمرني أن أقوم بأمور يصعب علي القيام بهابقيت أصارع العذاب والحزن في ذلك المنزل وأنا كنت متعلقه ببصيص من الأمل وهو أن تأتي الي أمي التي تركتني في هذا الجحيم ولم تعد تسأل عني .وكنت أتمنى أن يأتي أي رجل ويخلصني من هذا العذاب الذي أعيشه فتحققت أمنيتي الأولى وأتى جار لنا كان صديقا حميما لوالدي رحمه الله وطلب من زوجة أبي أن تسمح له بالزواج مني ولكنها رفضت ذلك رفضا بات وطعنتني في شرفي وقالت عني بأني فتاه لست عفيفه وأني أكلم الشباب وأخرج معهم ولاكنه لم يصدق كلامها لأنه يعرف أني لاأخرج من المنزل وكان يعرف معاملتها السيئه لي وأخذ يلح عليها في الطلب ولاكنها كانت ترفض ذلك بشده فخرج من المنزل وكان يائسا جدا وفقدت أنا الأمل في الخروج من هذا المنزل اللعين واستمرت هي في تعذيبي بكل قسوة وذات يوما أحسست أن جميع قوى الدنيا قد تجمعت في جسدي ولم أعد تلك الطفله الخائفه من مواجهة عدوها ولم أستطع أن أتحمل ضعفي وأن أتركها تعذبني كعذاب الوحش الكاسر لفريسته الضعيفه ببطيء حتى الموت فصرخت في وجهها هي وأولادها وقلت لهم بأعلى صوتي ولم أكترث بالذي سيحدث لي بل تمنيتها أن تقتلني بعد سماعها هذا الكلام مني لعلها تكون سببا في راحتي وخلاصي من هذه الدنيا فقلت لها ؟لقد سئمت من الحياة معك وسئمت من ظلمك وجبروتك الامحدود لم تعامليني يوما كما تعاملي أبنائك وعاملتيني كالخادمة وكعدوه لك وحرمتيني من كل شيء حتى من والدي كنت أتمنى أن أتابع دراستي ولاكنك حرمتيني منها كذلك تمنيت الهروب من ظلمك ومن جبروتك ولكن لا أدري الى من ألجىء تمنيت الموت في اليوم أكثر من مره ولكن لافائده وعندما فرجها الله علي وأرسل الي رجل ليخلصني من عذابك رفضتي ذلك لأنك تستمتعي بتعذيبي وهنتيني كثيرا وجرحتي كرامتي وطعنتيني في شرفي ولكني الآن سئمت ولا أستطيع أن أتحملك نعم تحملتك سابقا من أجل والدي الذي أحببته من كل قلبي و كنت أعرف أنه يحبني لأني ابنته كما أن أولادكي أبنائه أيضا لست خائفة منك الآن لأني أصبحت لا أطيقك ولا أطيق العيش معك وعند انتهائي من كلامي لاحظت عليها الصمت والغضب الشديد فخاطبت لحظتها نفسي وقلت لعلها فهمت كلامي جيدا وأدركت الأخطاء التي اقترفتها في حقي وندمت على ذلك ولكن للأسف كان شكي غير صحيحا .أخذت تنهال علي بمجموعه من الاهانات و الشتائم وأخذت تضربني بشده وأمرت أولادها أيضا بضربي حاولت أن أرى ساعتها موضع الباب لعلي أستطيع أن أتخلص منهم وأهرب لم يكن في بالي مكان محدد للهرب اليه ولكن كان جل ما أفكر به هو الهروب من ذلك المنزل .وأخيرا استطعت أن أتخلص منهم وهرعت مسرعة الى الباب وكنت لا أستطيع المشي جيدا ولا أرى الأشياء بوضوح ولكن الله ساعدني وخلصني منهم خرجت من الباب ولحق أولادها بي ثم لم أرى أمامي الا باب منزل جارنا فطرقت الباب بقوه وكنت أصرخ بشده فخرج جارنا من منزله ورأى حالتي ثم بعد ذلك لم أدري ما الذي حدث وأستيقظت بعدها لأجد نفسي في المستشفى تسائلت كثيرا ما الذي حدث لي وكيف وصلت الى المستشفى ثم دخلت علي زوجة جارنا وكانت مبتسمه وقالت لي : الحمدلله على سلامتك يا ابنتي هذه الكلمه ذكرتني بطفولتي وبوالدتي التي أشتاق اليها كثيرا وأتمنى أن تكون بقربي الآن .فقلت لها : الله يسلمك ولكن ما الذي جاء بي الى المستشفى؟فقالت : عندما ضربتك زوجة والدك رحمه الله وأبنائها لجئت الينا وكنت تعبانه جدا فأتينا بك الى المستشفى ولكن تطمني أنت الآن بصحه وعافيه فدخل ابنها – الذي تقدم سابقا لخطبتي – وقال : ان المستشفى قدم دعوه ضد زوجة والدي رحمه الله .فخفت كثيرا وقال لي اطمأني فان الأمر لا يدعو الى الخوف اذا جاء الشرطي اعترفي بكل ما فعلته لكي زوجة والدك ولا تترددي ولا تخافي وجاء الشرطي وسألني بعض الأسئله وأجبت عليها بكل صراحة وكنت واثقه بما أقوله بقيت في المستشفى قرابة الثلاثة أيام وكانت أسرة جارنا تهتم بي وترعاني كأني ابنتهم وكنت أفكر اذا خرجت من المستشفى الى أين سأذهب فزوجة والدي لاتسمح لي بالدخول الى منزلها ولا أدري أين تعيش أمي ولاكني تفاجئت بعد ذلك بأن أسرة جارنا هي من ستهتم بي عند خروجي من المستشفى غمرتني سعاده وراحت بال لم أشعر بها من قبل أحسست أن هذي أسرتي بالفعل وأن هؤلاء هم أهلي كنت أظن أن هذه الدنيا لم يعد فيها أناس في قلوبهم رحمه وعاطفه ولكن أدركت لحظتها أن الحياه جميله بوجود أناس طيبون ويحبون الخير لغيرهم كما يحبونه لأنفسهم خرجت من المستشفى و أخذتني أسرة جارنا الى بيتهم بقيت معهم يوميا وكانو يعاملوني أحسن معامله وقدمو الي كل ما أحتاج اليه ولم يحرموني من شيىء ولأول مره شعرت أني أعيش في وسط عائله وبعد فتره عرفت أن زوجت أبي في السجن وينتظرونني أن أتنازل عن القضيه أو أن أرفض التنازل وتحول القضيه الى المحكمه ويصدرون لها الحكم الذي تستحقه ولكني فكرت جيدا قبل اتخاذ القرار وجلست أفكر بما فعلته بي هي و أولادها وفكرت بما آل اليه مصيري بعدما تركتني أمي ولم أكن أريد أن يتعذب غيري كما تعذبت أنا ولا أريد أن يصيب أولادها أي مكروه ففي النهايه هم اخوتي فقررت بعد ذلك أن أتنازل عن القضيه وأسمح لها في الرجوع الى أولادها وأن تهتم بهم وبعد فتره تزوجت من ولد جارنا وعشت بسعاده وأحسست أن الله جازاني على صبري وفرج علي وطلبت من زوجي أن يسمح لي باكمال دراستي و وافق على ذلك وأكملت دراستي وتخرجت من الثانويه ودرست في كلية التربيه وتخرجت لأخدم وطني وأصبحت معلمة تربيه اسلاميه لأغرس في هذا الجيل الحب والاحترام ولأعلمهم طرق المعامله مع الآخرين وأبين لهم الجزاء العظيم الذي سينالونه عندما يتحلو بجميع صفات الاخاء والاحترام وبعد ذلك قررت أن أبحث عن أمي وأن أعرف أخبارها لأن الشوق في قلبي زاد لها فطلبت ذلك من زوجي وبعد أيام قليله جاء ومعه عنوان منزل أمي وفي اليوم التالي ذهبت لأطمأن عليها نزلت من السياره ووقفت أمام المنزل وكنت متردده في طرق الباب ولاكني طرقته وانتظرت فتره حتى فتح لي الباب حتى أني ظننت أن المنزل خالي ولاأحد يسكن فيه فخرجت الي العامله وسألتها منزل من هذا فقالت انه منزل فلانه وقلت لها وهل هي موجوده فقالت : نعم فأخبرتها بأني ابنتها وأريد أن أتحدث اليها ودخلت الى ذلك المنزل وكان هاديء جدا ولاتوجد به أي حركة وكان منزل صغير جدا ولاحظت أنه لاتوجد فيه سوى غرفتين وكنت أظن أن أمي لايمكن أن تسكن في هذا المنزل أرشدتني العامله الى المكان الذي تجلس فيه امي وعندما رأيتها لم أصدق أني ألتقي أخيرا بأمي ففرحت كثيرا وحظنتها بكل شوق وبكيت للقائها وبكت هي وكانت فرحه لأنها رأتني وقالت لي : أنها تنتظرني منذ سنوات لآتي وأزورها وكانت حالتها يرثى لها وسألتها عن سبب ما هي فيه وما الذي حل بها وأين زوجها ؟؟ فأجابتني وكانت تبكي ويبدو عليها الحزن الشديد وقالت : لقد كبر أبنائي وتخرجو من الجامعه وكل واحد منهم تزوج وأصبح مستقل في بيته ومات والدهم رحمه الله وأصبحت وحيده ولم ترضى زوجاتهم أن أعيش في منزلهن ولقد باعو منزل والدهم بحجة حاجتهم الى المال واشترو لي هذا المنزل الصغير الذي أعيش فيه وحيده انا وهذه العامله التي تهتم بي وتقدم الي الطعام وأولادي لم أراهم أبدا منذ سنوات وكأني مت ولم يعد لي مكان في هذا الوجودوجلست أتحدث عندها كثيرا وأخبرتها بما حل لي وأخبرتها بأني تزوجت وأصبح لي أسره وأولاد وقلت لها : بأني سوف أطلب من زوجي السماح لها بالبقاء معنا في البيت وأني أنا سأعتني بها وأقدم لها الطعام وليست الخادمه وطلبت ذلك من زوجي ولطيبته وافق على ذلك وأحظرت أمي للعيش معي هذا ماحدث لي في الماضي الأليم الذي لا أريد أن أتذكره ولا أريد أن أعيشه مجددا ولا أتمنى أن يخوض أحد التجربه التي عشتها أنا فقد كنت أظن أن لا أحد في هذا الوقت يعيش المأساة التي عشتها ولكني بعد ذلك أدركت العكس عندما رأيت هذه الصوره أمام عيني .لهذا عندما رأيت هذه الفتاه تذكرت مظهري عندما كنت طفله ومعاناتي التي عشتها فقررت أن أخلصها من العذاب والألم الذي تعيشه فعندما انتهت من البيع لحقت بها حتى دخلت الى منزل كبير جدا وقد مر بجانب ذلك المنزل رجلا فسألته عن الفتاه التي دخلت هذا المنزل فعرفت أن والديها توفيا وأنها تعيش مع زوجة والدها فليس لها مكان تلجأ اليه عدت الى المنزل وكنت حزينه جدا ومتضايقه فقد كنت أتمنى أن أساعدها وأخلصها من ظلم زوجة أبيهالاحظ علي زوجي الحزن والضيق الذي أنا به فسألني عن ذلك وكنت متردده في مصارحته بالذي رأيته ولكني بعد ذلك أخبرته بما رأيته وأنا أتجول في السوق وأخبرته بالذي تمنيته وأخبرته بأني لحقتها الى منزلها الذي يقع في المكان الفلاني وأني عرفت قصتها والذي حدث معها فابتسم في وجهي ابتسامه غامضه ولم أدري ما سرها وسكت ولم يقل سوى : هذا مايحزنك ؟وذهب الى النوم و في اليوم التالي أتى في وقت متأخر من الليل وكنت أنا أنتظره فدخل علي وقال قومي باعداد العشاء لقد جئت ومعي ضيف فاندهشت كثيرا وقلت من الذي يأتي ليزورنا في هذا الليل ولم يرضى هو يخبرني من القادم الينا ؟وذهبت أنا لأحضر العشاء وطلب مني أن أقوم أنا بتقديم العشاء الى الضيف فذهبت لأقدم الطعام وتفاجئت بالضيف القادم الينا واندهشت كثيرا وحمدت ربي أن رزقي بزوج حنون وطيب ويحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه لقد كان الضيف تلك الفتاه التي أخبرته عنها فسألته كيف تمكن من الاتيان بها الى المنزل فقال وكان يبتسم : ذهبت الى منزل زوجة والدها وطلبت منها أن تسمح لي بالاعتناء بهذه الفتاه ولاكنها رفضت ذلك وبعد نقاش طويل بيني وبينها قررت الموافقه على ذلك بشرط أن أقدم لها مبلغ من المال فوافقت على ذلك وسألت الفتاه هل تقبل بأن تأتي وتعيش في بيتي وأن تعتبرني كوالدها فأخذت تنظر الي لفتره طويله وبكت ثم قالت نعم أريد ذلك ولا أريد أن أعيش مع زوجة والدي انها لاتحبني ولاحظت الغضب على وجه زوجة والدها ثم ذهبنا الى المحكمه وقمنا بعمل الاجرائات اللازمه لذلك وأخذ ذلك وقت كثيرا حتى أتيت بها الى المنزل .. ففرحت كثيرا بما سمعت. لقد كانت خائفه جدا ولكني هديت من روعها وأخبرتها بأني كوالدتها وأريدها أن تناديني بأمي وزوجي طلب منها كذلك أن تناديه بأبي وعرفتها الى اخوتها – أبنائي- والتحقت بالمدرسه كبقية الأطفال وتعيش الآن معنا كأنا أهلها.وأسرتنا من أجمل الأسر السعيده وأتمنى أن ترفرف السعاده دائما فوق أسرتنا الصغيره وأخيرا:أود أن أوجه كلمة لكل من يقرأ هذه القصه لقد قال رسول الله صلى الله عليه والسلم ( أنا وكافل اليتيم كهاتين- وأشار الى اصبعيه السبابه والوسطى-)فأتمنى أن تدخل الى قلوبكم الرحمه والموده وأن تساعدو كل محتاج ومسكين وأن تعاملو اليتامى كأبنائكم ولا تحرموهم من طفولتهم ولاترسمو لهم صوره سيئه عن الحياه ... | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:46 am | |
| أمريكي يسلم بسبب ابتسامة
يروي هذا الموقف الداعية المعروف الشيخ نبيل العوضي في محاضرة له بعنوان ( قصص من الواقع ) . يقول الشيخ العوضي في حديثه عن بعض هذه المواقف قائلاً: أحد الدعاة يحدث بنفسه يقول: كنت في أمريكا ألقي إحدى المحاضرات وفي منتصفها قام أحد الناس وقطع علي حديثي، وقال: يا شيخ لقن فلاناً الشهادتين، ويشير لشخص أمريكي بجواره، فقلت: الله أكبر. فاقترب الأمريكي مني أمام الناس فقلت له: ما الذي حببك في الإسلام وأردت أن تدخله؟. فقال: أنا أملك ثروة هائلة وعندي شركات وأموال، ولكني لم أشعر بالسعادة يوماً من الأيام، وكان عندي موظف هندي مسلم يعمل في شركتي، وكان راتبه قليلاً.
وكلما دخلت عليه رأيته مبتسماً وأنا صاحب الملايين لم أبتسم يوماً من الأيام، قلت في نفسي: أنا عندي الأموال وصاحب الشركة والموظف الفقير يبتسم وأنا لا أبتسم.
فجئته يوماً من الأيام فقلت له: أريد الجلوس معك، وسألته عن ابتسامته الدائمة فقال لي: لأنني مسلم.
قلت له: هل يعني أن المسلم طوال أيامه سعيد؟! قال: نعم. قلت: كيف ذلك؟ قال: لأننا سمعنا حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير؛ إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ) .
وأمورنا كلها بين السراء والضراء، أما الضراء فهي صبر لله، وأما السراء فهي شكر لله، حياتنا كلها سعادة في سعادة.
قلت له: أريد أن أدخل في هذا الدين. قال: اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
ويعود الشيخ العوضي لحديث الشيخ الداعية قائلاً على لسانه: يقول الشيخ: قلت لهذا الأمريكي أمام الناس: اشهد الشهادتين.
فلقنته وقال أمام الملأ: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. ثم انفجر يبكي أمام الناس.
فجاء من يريدون التخفيف عنه فقلت لهم: دعوه يبكي، ولما انتهى من البكاء قلت له: ما الذي أبكاك؟.
قال: والله دخل في صدري فرح لم أشعر به منذ سنوات.
ويعقب الشيخ العوضي على هذه القصة بقوله: انشراح الصدر لا يكون بالمسلسلات ولا الأفلام ولا الأغاني، كل هذه تأتي بالضيق. انشراح الصدر فيكون بتلاوة القرآن الكريم والصيام والصدقات والنفقات.
| |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:46 am | |
| ((البخيل وابنة الأبخل عنه هه))
يحكى أن أحدهم نزل ضيفاً على صديق له من البخلاء، وما ان وصل الضيف حتى نادى البخيل ابنه وقال له: ياولد عندنا ضيف عزيز على قلبي فاذهب واشترى لنا نصف كيلو لحم من أحسن اللحم ! ذهب الولد، وبعد مدة عاد ولم يشتر شيئاً !! سأله أبوه: أين اللحم؟ ! فقال الولد: ذهبت الى الجزار فقال: سأعطيك لحماً كأنه الز ـبد، فقلت لنفسي إن كان كذلك فلم لا أشتري زـبداً بدل اللحم؟ ! فذهبت الى البقال وقلت له: أعطنا أحسن ما عندك من الزـبد، فقال سأعطيك زـبداً كأنه الدبس، فقلت إن كان الامر كذلك فالأفضل ان أشتري الدبس . فذهبت إلى بائع الدبس فقلت: أعطنا أحسن ما عندك من الدبس فقال الرجل سأعطيك دبسا كأنه الماء الصافي . فقلت لنفسي: الماء الصافي عندنا في البيت!! قعدت دون أن أشتري شيئا!! قال الأب: يالك من صبي ذكي!! ولكن فاتك شيء!! لقد استهلكت حذاءك بالجري من دكان الى دكان!! فأجاب الابن: لا يا أبي.. أنا لبست حذاء الضيف | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:47 am | |
| قصة المرأة الحكيمة
صعد عمر- رضي الله عنه- يوما المنبر، وخطب في الناس، فطلب منهم ألا يغالوا في مهور النساء، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يزيدوا في مهور النساء عن أربعمائة درهم؟ لذلك أمرهم ألا يزيدوا في صداق المرأة على أربعمائة درهم.فلما نزل أمير المؤمنين من على المنبر، قالت له امرأة من قريش: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم؟ قال: نعم.فقالت: أما سمعت قول الله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا} ( القنطار: المال الكثير).فقال: اللهم غفرانك، كل الناس أفقه من عمر.ثم رجع فصعد المنبر، وقال: يا أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا في مهور النساء، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل
قصة الخليفة الحكيم
كان عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه- معروفا بالحكمة والرفق، وفي يوم من الأيام، دخل عليه أحد أبنائه، وقال له:يا أبت! لماذا تتساهل في بعض الأمور؟! فوالله لو أني مكانك ما خشيت في الحق أحدا.فقال الخليفة لابنه: لا تعجل يا بني؛ فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في المرة الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه (أي أخاف أن أجبرهم عليه مرة واحدة فيرفضوه) فتكون فتنة.فانصرف الابن راضيا بعد أن اطمأن لحسن سياسة أبيه، وعلم أن وفق أبيه ليس عن ضعف، ولكنه نتيجة حسن فهمه لدينه.
قصة ورقة التوت
ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاً على وجود الله عز وجل.ففكر لحظة، ثم قال لهم: الدليل هو ورقة التوت.فتعجب الناس من هذه الإجابة، وتساءلوا: كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله؟! فقال الإمام الشافعى: "ورقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا، وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذا الرائحة الطيبة.. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! ".إنه الله- سبحانه وتعالى- خالق الكون العظيم!
قصة العاطس الساهي
كان عبد الله بن المبارك عابدا مجتهدا، وعالما بالقرآن والسنة، يحضر مجلسه كثير من الناس؛ ليتعلموا من علمه الغزير.وفي يوم من الأيام، كان يسير مع رجل في الطريق، فعطس الرجل، ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن المباوك، ليلفت نظره إلى أن حمد الله بعد العطس سنة على كل مسلم أن يحافظ عليها، ولكن الرجل لم ينتبه.فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن يحرجه، فسأله:أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟فقال الرجل: الحمد لله!عندئذ قال له ابن المبارك: يرحمك الله
قصة الرجل المجادل
في يوم من الأيام ، ذهب أحد المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له:كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟!ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال له: هل أوجعتك؟قال: نعم، أوجعتنيفقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟!فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار
قصة الشكاك
جاء أحد الموسوسين المتشككين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلما جلس، قال للفقيه: إني أنغمس في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك: هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة.فتعجب الرجل وقال له: وكيف ذلك؟فقال ابن عقيل:لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ ". ومن ينغمس في الماء مرارا - مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون
قصة الطاعون
خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة.وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام.فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!ثم أضاف قائلاً: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدر الله؟
قصة الخليفة والقاضي
طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، فلما حضر الفقيه قال له الخليفة: إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء. فرفض الفقيه هذا المنصب، وقال: إني لا أصلح للقضاء. وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة، فقال له غاضبا: أنت غير صادق. فرد الفقيه على الفور: إذن فقد حكمت علي بأني لا أصلح. فسأله الخليفة: كيف ذلك؟فأجاب الفقيه: لأني لوكنت كاذبا- كما تقول- فأنا لا أصلح للقضاء، وإن كنت صادقا فقد أخبرتك أني لا أصلح للقضاء
قصة حكم البراءة
تزوجت امرأة، وبعد ستة أشهر ولدت طفلا، والمعروف أن المرأة غالبا ما تلد بعد تسعة أشهر أو سبعة أشهر من الحمل، فظن الناس أنها لم تكن مخلصة لزوجها، وأنها حملت من غيره قبل زواجها منه.فأخذوها إلى الخليفة ليعاقبها، وكان الخليفة حينئذ هو عثمان بن عفان- رضي الله عنه- فلما ذهبوا إليه، وجدوا الإمام عليا موجودا عنده، فقال لهم: ليس لكم أن تعاقبوها لهذا السبب. فتعجبوا وسألوه: وكيف ذلك؟ فقال لهم: لقد قال الله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (أي أن الحمل وفترة الرضاعة ثلاثون شهرا). وقال تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (أي أن مدة الرضاعة سنتين. إذن فالرضاعة أربعة وعشرون شهرا، والحمل يمكن أن يكون ستة أشهر فقط).
قصة المرأة والفقيه
سمعت امرأة أن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- لعن من تغير خلقتها من النساء، فتفرق بين أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها.فذهبت إليه، وسألته عن ذلك، فقال لها: ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله.فقالت المرأة في دهشة واستغراب: لقد قرأت القرآن الكريم كله لكني لم أجد فيه شيئا يشير إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء.وهنا ظهرت حكمة الفقيه الذي يفهم دينه فهما جيدا، فقال للمرأة: أما قرأت قول الله تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}؟!أجابت المرأة: بلى، فقال لها: إذن فقد نهى القرآن عنه- أيضا-.
قصة الحق والباطل
سأل أحد الناس عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- فقال له: ما تقول في الغناء؟ أحلال أم حرام؟فقال ابن عباس: لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام.فقال الرجل: أحلال هو؟فقال ابن عباس: ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال.ونظر ابن عباس إلى الرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة.فقال له: أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟فقال الرجل: يكون مع الباطل.وهنا قال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك .
قصة السؤال الصعب
جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعى، فسأله: ما الدليل والبرهان في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله.فقال الشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: سنة رسول الله. قال الشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: اتفاق الأمة. قال الشيخ: من أين قلت اتفاق الأمة؟ فسكت الشافعي، فقال له الشيخ: سأمهلك ثلاثة أيام. فذهب الإمام الشافعى إلى بيته، وظل يقرأ ويبحث في الأمر. وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي، فسلم وجلس. فقال له الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات، حتى هداني الله إلى قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوفه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}. فمن خالف ما اتفق عليه علماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النار، وساءت مصيرا. فقال الشيخ: صدقت | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:48 am | |
| مات وهو ساجد يناجي ربه توبة شاب عن ترك الصلاة
انطلق صوت أحد أولئك الشباب بأذان المغرب، يختلط مع صوت الأمواج الهادئة التي كانت قريبة من 'الشاليه ' الذي كانوا يفطرون به، وإذا بأحدهم يقدم لصاحبنا تمرة، فقال له: شكرا، ولكني لست بصائم. قال له صاحبه: ما عليك!، مجرد مشاركة معنا.. أقيمت الصلاة فدخل معهم في الصلاة لأول مرة- منذ أن تركها- قبل فترة طويلة- وبعد الصلاة قام أحد الشباب بإلقاء خاطرة إيمانية دخلت كل كلمة فيها إلى أعماق قلبه، وبعد الإفطار استأذن من صاحبه ليعود إلى البيت، كان يفكر في هذا الجمع الطيب، وتلك الكلمات التي لم يسمع مثلها من قبل، أو ربما سمع مثلها كثيرا، ولكن لأول مرة يسمعها بقلب متفتح، فكان يحاسب نفسه أثناء قيادته سيارته إلى متى أظل على هذا الطريق؟ أما آن الأوان للاستقامة؟ ما المانع من ذلك؟ وصل إلى البيت مبكرا على غير عادته، تعجبت زوجته من قدومه المبكر، وعندما سألته قص عليها ما جرى لي. وفرحت زوجته، واستبشرت بقدوم أيام الفرح، بعد أن أحال أيامها كلها منذ أن تزوجته حزنا يولد حزنا، بسبب ما يقترف من المعاصي وما يعاملها بها من القسوة. صحا من النوم الساعة الثانية قبل الفجر بمدة طويلة، توضأ وأخذ يصلي مناجيا ربه، ويستغفر عن الأيام الخالية، يطيل في السجود والقيام حتى أذن الفجر. استيقظت زوجته، فرأته ساجدا، فرحت كثيرا بهذا التغيير، واقتربت منه منتظرة انتهاءه من الصلاة، ولكنه لم يقم من سجدته، فوضعت يدها عليه مخاطبة: 'بو فلان شفيك '؟ ولكنه بدل أن يجيبها سقط على جبنه، لقد وافته المنية وهو ساجد يناجي ربه. | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:57 am | |
| .. أعمى يسدد الهدف ..
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات .. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ .. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة .. كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم .. وغيبة الناس .. وهم يضحكون .. أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد .. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه .. أجل كنت أسخر من هذا وذاك .. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي .. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني .. أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق.. والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول .. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق .. عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة .. وجدت زوجتي في انتظاري .. كانت في حالة يرثى لها .. قالت بصوت متهدج : راشد .. أين كنتَ ؟ قلت ساخراً : في المريخ .. عند أصحابي بالطبع .. كان الإعياء ظاهراً عليها .. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا .. سقطت دمعة صامته على خدها .. أحسست أنّي أهملت زوجتي .. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي .. خاصة أنّها في شهرها التاسع .. حملتها إلى المستشفى بسرعة .. دخلت غرفة الولادة .. جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال .. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر .. تعسرت ولادتها .. فانتظرت طويلاً حتى تعبت .. فذهبت إلى البيت .. وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني .. بعد ساعة .. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم .. ذهبت إلى المستشفى فوراً .. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها .. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي .. صرختُ بهم : أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم .. قالوا .. أولاً .. راجع الطبيبة .. دخلت على الطبيبة .. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار .. ثم قالت : ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !! خفضت رأسي .. وأنا أدافع عبراتي .. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى .. الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس .. سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً .. لا أدري ماذا أقول .. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها .. ومضيت لأرى زوجتي .. لم تحزن زوجتي .. كانت مؤمنة بقضاء الله .. راضية .. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس .. كانت تردد دائماً .. لا تغتب الناس .. خرجنا من المستشفى .. وخرج سالم معنا .. في الحقيقة .. لم أكن أهتم به كثيراً.. اعتبرته غير موجود في المنزل .. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها .. كانت زوجتي تهتم به كثيراً .. وتحبّه كثيراً .. أما أنا فلم أكن أكرهه .. لكني لم أستطع أن أحبّه ! كبر سالم .. بدأ يحبو .. كانت حبوته غريبة .. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي .. فاكتشفنا أنّه أعرج .. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر .. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً .. مرّت السنوات .. وكبر سالم .. وكبر أخواه .. كنت لا أحب الجلوس في البيت .. دائماً مع أصحابي .. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم .. لم تيأس زوجتي من إصلاحي.. كانت تدعو لي دائماً بالهداية .. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة .. لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته .. كبر سالم .. وكبُر معه همي .. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين .. لم أكن أحس بمرور السنوات .. أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر .. في يوم جمعة .. استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً.. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي .. كنت مدعواً إلى وليمة .. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج .. مررت بصالة المنزل .. استوقفني منظر سالم .. كان يبكي بحرقة ! إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً .. عشر سنوات مضت .. لم ألتفت إليه .. حاولت أن أتجاهله .. فلم أحتمل .. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة .. التفت .. ثم اقتربت منه .. قلت : سالم ! لماذا تبكي ؟! حين سمع صوتي توقّف عن البكاء .. فلما شعر بقربي .. بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين .. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني !! وكأنه يقول : الآن أحسست بي .. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته .. كان قد دخل غرفته .. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه .. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه .. وأنا أستمع إليه وأنتفض .. تدري ما السبب !! تأخّر عليه أخوه عمر .. الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد .. ولأنها صلاة جمعة .. خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل .. نادى عمر .. ونادى والدته .. ولكن لا مجيب .. فبكى .. أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين .. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه .. وضعت يدي على فمه .. وقلت : لذلك بكيت يا سالم !!.. قال : نعم .. نسيت أصحابي .. ونسيت الوليمة .. وقلت : سالم لا تحزن .. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟ .. قال : أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً .. قلت : لا .. بل أنا سأذهب بك .. دهش سالم .. لم يصدّق .. ظنّ أنّي أسخر منه .. استعبر ثم بكى .. مسحت دموعه بيدي .. وأمسكت يده .. أردت أن أوصله بالسيّارة .. رفض قائلاً : المسجد قريب .. أريد أن أخطو إلى المسجد .. - إي والله قال لي ذلك - .. لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد .. لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف .. والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية .. كان المسجد مليئاً بالمصلّين .. إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل .. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي .. بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه .. بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً .. استغربت !! كيف سيقرأ وهو أعمى ؟ كدت أن أتجاهل طلبه .. لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره .. ناولته المصحف .. طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف.. أخذت أقلب الصفحات تارة .. وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها .. أخذ مني المصحف .. ثم وضعه أمامه .. وبدأ في قراءة السورة .. وعيناه مغمضتان .. يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة !! خجلت من نفسي.. أمسكت مصحفاً .. أحسست برعشة في أوصالي.. قرأت .. وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني .. لم أستطع الاحتمال .. فبدأت أبكي كالأطفال .. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة .. خجلت منهم .. فحاولت أن أكتم بكائي .. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق .. لم أشعر إلاّ بيد صغيرة تتلمس وجهي .. ثم تمسح عنّي دموعي .. إنه سالم !! ضممته إلى صدري .. نظرت إليه .. قلت في نفسي .. لست أنت الأعمى .. بل أنا الأعمى .. حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار .. عدنا إلى المنزل .. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم .. لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم .. من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد .. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد.. ذقت طعم الإيمان معهم .. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا .. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر .. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر .. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس .. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي .. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي .. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم .. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها .. حمدت الله كثيراً على نعمه .. ذات يوم .. قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة .. تردّدت في الذهاب.. استخرت الله .. واستشرت زوجتي .. توقعت أنها سترفض .. لكن حدث العكس ! فرحت كثيراً .. بل شجّعتني ..فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً .. توجهت إلى سالم .. أخبرته أني مسافر .. ضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً .. تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف .. كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي .. اشتقت إليهم كثيراً .. آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته .. هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت .. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم .. كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه .. كانت تضحك فرحاً وبشراً .. إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها .. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة .. تغيّر صوتها .. قلت لها : أبلغي سلامي لسالم .. فقالت : إن شاء الله .. وسكتت .. أخيراً عدت إلى المنزل .. طرقت الباب .. تمنّيت أن يفتح لي سالم .. لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره .. حملته بين ذراعي وهو يصرخ : بابا .. يابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت .. استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. أقبلت إليّ زوجتي .. كان وجهها متغيراً .. كأنها تتصنع الفرح .. تأمّلتها جيداً .. ثم سألتها : ما بكِ؟ قالت : لا شيء .. فجأة تذكّرت سالماً .. فقلت .. أين سالم ؟ خفضت رأسها .. لم تجب .. سقطت دمعات حارة على خديها .. صرخت بها .. سالم .. أين سالم ..؟ لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد .. يقول بلثغته : بابا .. ثالم لاح الجنّة .. عند الله.. لم تتحمل زوجتي الموقف .. أجهشت بالبكاء .. كادت أن تسقط على الأرض .. فخرجت من الغرفة .. عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين .. فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى .. ولم تفارقه .. حين فارقت روحه جسده ..
| |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:59 am | |
| .. الملك ..
بعض الناس .. تشتاق نفسه إلى الهداية .. لكنه يمنعه الكبر من اتباع شعائر الدين .. نعم يتكبر عن تقصير ثوبه فوق الكعبين .. وإعفاء لحيته ومخالفة المشركين .. فجمال مظهره أعظم عنده من طاعة ربه .. وبعض النساء كذلك .. لا تزال تتساهل بأمر الحجاب .. حرصاً على تكميل زينتها .. وحسن بزتها .. أو تعصي ربها بنتف حاجبها .. أو تضييق لباسها .. وإذا نصحت استكبرت وطغت .. ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر .. فكيف إذا كان هذا الكبر مانعاً من الهداية .. كان جبلة بن الأيهم .. ملكاً من ملوك غسان .. دخل إلى قلبه الإيمان .. فأسلم ثم كتب إلى الخليفة عمر رضي الله عنه .. يستأذنه في القدوم عليه .. سرّ عمرُ والمسلمون لذلك سروراً عظيماً .. وكتب إليه عمر : أن اقدم إلينا .. ولك مالنا وعليك ما علينا .. فأقبل جبلة في خمسمائة فارس من قومه .. فلما دنا من المدينة لبس ثياباً منسوجة بالذهب .. ووضع على رأسه تاجاً مرصعاً بالجوهر .. وألبس جنوده ثياباً فاخرة .. ثم دخل المدينة .. فلم يبق أحد إلا خرج ينظر إليه حتى النساء والصبيان .. فلما دخل على عمر رحَّب به وأدنى مجلسه ! .. فلما دخل موسم الحج .. حج عمر وخرج معه جبلة .. فبينا هو يطوف بالبيت إذ وطئ على إزاره رجل فقير من بني فزارة .. فالتفت إليه جبلة مغضباً .. فلطمه فهشم أنفه .. فغضب الفزاري .. واشتكاه إلى عمر بن الخطاب .. فبعث إليه فقال : ما دعاك يا جبلة إلى أن لطمت أخاك في الطواف .. فهشمت أنفه ! فقال : إنه وطئ إزاري ؟ ولولا حرمة البيت لضربت عنقه .. فقال له عمر : أما الآن فقد أقررت .. فإما أن ترضيه .. وإلا اقتص منك ولطمك على وجهك .. قال : يقتص مني وأنا ملك وهو سوقة ! قال عمر : يا جبلة .. إن الإسلام قد ساوى بينك وبينه .. فما تفضله بشيء إلا بالتقوى .. قال جبلة : إذن أتنصر .. قال عمر : من بدل دينه فاقتلوه .. فإن تنصرت ضربت عنقك .. فقال : أخّرني إلى غدٍ يا أمير المؤمنين .. قال : لك ذلك .. فلما كان الليل خرج جبلةُ وأصحابُه من مكة .. وسار إلى القسطنطينية فتنصّر .. فلما مضى عليه زمان هناك .. ذهبت اللذات .. وبقيت الحسرات .. فتذكر أيام إسلامه .. ولذة صلاته وصيامه .. فندم على ترك الدين .. والشرك برب العالمين .. فجعل يبكي ويقول : تنصرت الأشراف من عار لطمة * وما كان فيها لو صبرت لها ضرر تكنفني منها لجاج ونخوة * وبعت لها العين الصحيحة بالعور فياليت أمي لم تلدني وليتني * رجعت إلى القول الذي قال لي عمر وياليتني أرعى المخاض بقفرة * وكنت أسير في ربيعة أو مضر وياليت لي بالشام أدنى معيشة * أجالس قومي ذاهب السمع والبصر ثم ما زال على نصرانيته حتى مات .. نعم .. مات على الكفر لأنه تكبر عن الذلة لشرع رب العالمين ..
| |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 9:59 am | |
| .. شيخ في مرقص ..
قال لي : كان في حارتنا مسجد صغير يؤم الناس فيه شيخ كبير .. قضى حياته في الصلاة والتعليم .. لاحظ أن عدد المصلين يتناقص .. كان مهتماً بهم .. يشعر أنهم أولاده .. ذات يوم التفت الشيخ إلى المصلين وقال لهم : ما بال أكثر الناس .. خاصة الشباب لا يقربون المسجد ولا يعرفونه .. فأجابه المصلون : إنهم في المراقص والملاهي .. قال الشيخ : مراقص !! وما المراقص ؟ فقال أحد المصلين : المرقص صالة كبيرة فيها خشبة مرتفعة .. تصعد عليها الفتيات يرقصن والناس حولهن ينظرون إليهن .. قال الشيخ : أعوذ بالله .. والذين ينظرون إليهن مسلمون .. قالوا : نعم .. فقال بكل براءة : لا حول ولا قوة إلا بالله .. يجب أن ننصح الناس .. قالوا : يا شيخ .. أتعظ الناس وتنصحهم في المرقص ..؟ فقال نعم .. ثم نهض خارجاً من المسجد .. وهو يقول : هيا بنا إلى المرقص .. حاولوا أن يثنوه عن عزمه .. أخبروه أنهم سيواجهون بالسخرية والاستهزاء .. وسينالهم الأذى .. فقال : وهل نحن خير من محمد صلى الله عليه وسلم !! ثم أمسك الشيخ بيد أحد المصلين .. وقال : دلني على المرقص .. مضى الشيخ يمشي .. بكل صدق وثبات .. وصلوا إلى المرقص .. رآهم صاحب المرقص من بعيد .. ظن أنهم ذاهبين لدرس أو محاضرة .. فلما أقبلوا عليه .. تعجب .. فلما توجهوا إلى باب المرقص .. سألهم : ماذا تريدون ؟ قال الشيخ : نريد أن ننصح من في المرقص .. تعجب صاحب المرقص .. وأخذ ينظر إليهم .. واعتذر عن قبولهم .. أخذ الشيخ يساومه .. ويذكره بالثواب العظيم .. لكنه أبى .. فأخذ يساومه بالمال ليأذن لهم .. حتى دفعوا له مبلغاً من المال يعادل دخله اليومي .. فوافق صاحب المرقص .. وطلب منهم أن يحضروا في الغد عند بدء العرض اليومي ! فلما كان الغد والناس في المرقص .. وخشبة المسرح تعج بالمنكرات .. والشياطين تحف الناس وتصفق لهم .. وفجأة أسدل الستار .. ثم فُتح .. فإذا شيخ وقور يجلس على كرسي .. دُهش الناس .. وتعجبوا .. ظن بعضهم أنها فقرة فكاهية .. بدأ الشيخ بالبسملة .. والحمد لله .. والثناء عليه .. وصلى على النبي عليه الصلاة والسلام .. ثم بدأ في وعظ الناس .. نظر الناس بعضهم إلى بعض .. منهم من يضحك .. ومنهم من ينتقد .. ومنهم من يعلق بسخرية .. والشيخ ماض في موعظته لا يلتفت إليهم .. حتى قام أحد الحضور .. وأسكت الناس .. وطلب منهم الإنصات .. بدأ الهدوء يحيط بالناس .. والسكينة تنزل على القلوب .. حتى هدأت الأصوات .. فلا تسمع إلا صوت الشيخ .. قال كلاماً ما سمعوه من قبل .. آيات تهز الجبال .. وأحاديث وأمثال .. وقصص لتوبة بعض العصاة .. وأخذ يدافع عبراته ويقول .. يا أيها الناس .. إنكم عشتم طويلاً .. وعصيتم الله كثيراً .. فأين ذهبت لذة المعصية .. لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف سوداء .. ستسألون عنها يوم القيامة .. سيأتي يوم يفنى فيه كل شيء إلا الله الواحد القهار .. أيها الناس .. هل نظرتم إلى أعمالكم .. والى أين ستؤدّي بكم .. إنكم لا تتحملون النار في الدنيا .. وهي جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم .. فبادروا بالتوبة قبل فوات الأوان .. وبدا الشيخ متأثراً وهو يعظ .. كانت كلماته قد خرجت من القلب .. فوصلت إلى القلب .. بكى الناس .. فزاد في موعظته .. ثم دعا لهم بالرحمة والمغفرة .. وهم يرددون : آمين .. آمين .. ثم قام من على كرسيه .. تجلله المهابة والوقار .. وخرج الجميع وراءه .. - نعم الجميع - .. وكانت توبتهم على يده .. عرفوا سرَّ وجودهم في الحياة .. وما تغني عنهم الرقصات واللذات .. إذا تطايرت الصحف وكبرت السيئات .. حتى صاحب المرقص .. تاب وندم على ما كان منه ..
| |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 10:01 am | |
| كنت ارتشف كوبا من الشاي، في إحدى ليالي كانون الأول القارصة البرودة، وألاعب ابنة عمتي التي أتمت ربيعها الأول قبل أسبوعين، كان ذلك في بيتهم، ولا تكاد حجرة التلفاز تخلو من ضحكات هذا وهمسات تلك! ولا تخلو أيضا من تعليقات زوج عمتي ( أبو احمد ) الذي كان يحب أن يبدي رأيه، خاصة في المسلسلات التركية، ثم وبلا مقدمات، توقف الكلام ورنات الجوف في الحلق، وخشعت الأصوات والضحكات معا، ولم ينبس أحد ببنت شفه، وخيم صمت رهيب على المكان. كنا قد سمعنا هذا الضجيج البارحة، ولكننا لم نتخيل ولو لبرهة، أن ترجع عقارب الساعة أربعا وعشرين ساعة للوراء. - كل شيء متوقع بالنسبة لي، ما هز سمعكم هم قنبلة صوت، هكذا وبكل بساطة، قلت لعمتي أم أحمد. - أليس موعد جنود الاحتلال وخفافيش الظلام الساعة الحادية عشر ليلا، والساعة الآن الثامنة والنصف، احد الجيبات العسكرية على بعد مئة متر من هنا، يجب أن تنام عندنا الليلة . أجبتها بأن لدي الكثير مما يجب إنجازه، لا سيما دراسة بعض قواعد اللغة الفرنسية، لا بد أن أذهب الآن. وإذ بها تقول لي انتظر قليلا صوت سيارة قوي يقترب نحونا، قلت لها إنها سيارة أجرة ستكشف لي الطريق الذي سأمر منه إلى بيتي، خرجت من بيت عمتي أم أحمد، وإذا بالسماء تمطر قنابل مضيئة، وزخات الرصاص تملأ المكان، وتذكرت نصيحة زوج عمتي أبو احمد: امش بسرعة وكن حذرا، لم يكن صوت الرصاص وحده الذي يملأ المكان، بل كان هناك صوت آخر، هو صوت الكلاب التي تنبح، خاصة عندما تشم رائحة البارود من رشاشات ام 16، التي يحملها جنود الاحتلال. وفي الطريق إلى المنزل، إحدى السيارات غيرت طريقها، واتجهت نحوي، أدركت عندها أن الشارع المقابل مليء بجنود المشاة، ودوي الرصاص ينطلق من البنادق من نفس الشارع، وبعد برهة كنت في البيت. لكن أين أخي؟ لقد شاهدته قبل العشاء مع أصحابه في إحدى شوارع القرية، سارعت بسؤال أبي وأمي عنه، قالا لي انه خرج ولم يعد. لكن أين هو الآن وسط هذه المعركة ؟ التي ليس فيها إلا عسكر واحد، هو عسكر الاحتلال، أجابتني أمي لا بد أنه في بيت عمك جمال – أبو محمد - اتصلت بهم على الفور، أجابني أحدهم بأنه ليس عندهم، لكن أين هو ألان؟ جواله مغلق، حاولت الاتصال به مرة تلو المرة غرفتي تطل على الشارع وهي مرتفعة عن بناء البيت، واصعد إليها عبر الدرج، وتقع على الشارع الذي يصل بيتنا بالشارع الرئيسي، وهي في نفس الوقت مقابلة لمستوطنة ألون موريه. صعدت إلى الغرفة وإذ بجنود المشاة يجوبون الشارع أمامي، كل واحد عن اثنين في الحجم، إذ كان الواحد منهم يحمل وزنه ومثله معه عتادا وأسلحة، لكن ما السبيل ألان إلى إعلام أخي بوجودهم ؟ حاولت الاتصال به مرة أخرى، حتى أجابني أخيرا، كان ما يزال في الشارع، وكنت اسمع دوي الرصاص يدق في أذني عبر الجوال، أخبرته بأن يتجه إلى بيت عمي، لان شارع بيتنا والشارع المقابل مكتظ بالمشاة من جنود الاحتلال، وإذا بأحدهم ينادي ويصرخ لقد جئت .. وانقطع الاتصال مع صوت رصاص يدوي في الأجواء، لم يكن صوت أخي الذي انطلق مع الرصاص، ربما كان صوت احد المستعربين المرافقين للجيبات العسكرية، اتصلت ببيت عمي، وسألتهم بأن ينام شقيقي عندهم، وبأن لا يعود حتى الصباح، ونام في بيت ابن عمي. رن هاتف المنزل، إنه احد الأقرباء من حي الضاحية التي تكشف القرية ، أخبرنا بالعدد الهائل من الجيبات التي تجوب القرية، وأنهم يسمعون صوت دوي الرصاص بوضوح، أرادوا الاطمئنان فحسب، وكذلك أراد أحد أخوالي بعد خمس دقائق من الهاتف الأول. لقد فكر والداي كثيرا في أمر الغرفة، وقالا لي: يجب أن لا تنام في غرفتك الليلة، لأنها مكشوفة تماما أمام المستوطنة، أجبتهما بأنها غرفتي وفيها أنام وفيها ألاعب أختي الصغيرة – أمل ابنة الخمس سنوات – وفيها ادرس، وفيها أمارس هواياتي عبر الكمبيوتر، وفيها حياتي كلها، أأتركها بهذه البساطة لأنام في غرفة أخرى؟! مهما يكن من أمر هي وطني المصغر الذي يعيش في قلبي .. ونمت تلك الليلة وأنا أحلم بأن أصبح على وطن، تصبحون على وطن. | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 10:03 am | |
| اللد كان انتقالي من الحياة الجامعية إلى حياة العمال كمرحلة مؤقتة ليس بالأمر السهل كما ظننت، وبالرغم من خبرتي السابقة، إذ انه كان تغييراً جذريا في كل شيء، العادات اليومية والساعة البيولوجية والطعام والشراب والنظام ـ إن وجد ـ وحتى اللهجة واللغة أحيانا. فهناك، المئات من الشباب الفلسطيني أو كما قال احدهم "الضفاوية" الساعي لكسب العيش في ظل كل تلك المصاعب، هناك حيث تعمل وتكد طوال نهار كامل ليقال لك أخره:"زي لو توف"!، هناك حيث التحدي والصبر والجلد والإصرار على الحياة. هناك... حيث يستقر الغبار في كل ناحية من جسدك، ويمتزج فراشك برائحة العرق والسردين والتونا، هناك حيث لن تحصل على دوش ساخن لأسبوعين أو ثلاثة بل وربما لشهرين أو ثلاثة، وهناك ستشتاق لخبز الطابون وكأنك لست في وطنك! هناك... حيث تصبح الحاجة أم الاختراع، لتجد نفسك مبدعاً في صناعة أدوات المعيشة من ابسط المواد، هناك حيث مسكنك ومنامك وسجنك وعملك وعالمك الخفي، هناك حيث يلتم الشمل الفلسطيني، فتجد الخليلي والغزاوي والنابلسي والطوباسي والقلقيلي والجينيني والكرمي والمقدسي والفحماوي والسبعاوي والنصراوي. هناك... حيث لا تستطيع الخروج إلى الشارع، المشي والتبضع، هناك حيث يصبح الحصول على بطيخة مكسباً عظيماً ليترافق أكلها بطقوس وترانيم أشبه ما تكون بالهندية وما في ذلك من الغناء والأهازيج والدوران حول البطيخة!! هناك... حيث التناقضات والمفارقات، هناك تجد المحامي والمهندس والأستاذ عاملاً، هناك حيث يصبح السبت متنفساً وحيدا لتبادل الزيارات العمالية، وشرب الشاي والقهوة، وفلترة التبغ "العربي" وغسل الملابس بالماء البارد والصابون ـ بل وربما بسائل الجلي ـ، وكتابة المقالات والاستماع لإذاعة فلسطينية وتحضير وجبة اندومي سريعة والاستماع لترانيم السبت اليهودية!! هناك... مهد المآسي ومنبع الآلام، هناك تجد غزاويا انقطع به السبيل وحالت لقمة العيش بينه وبين أهله وزوجته وطفله الذي فتي بعيداً عن كنف والده غزاوي الأصل وضفاوي الهوية! والمشتت والمرهون بحالات سياسية معقده!! هناك... تبحث عن معنى الحرية، وتكتشف أن ذلك معنى لايدركه الكثيرون ولا يبحث عنه سوى من نالت منه تلك الأيدي المجبولة بالحقد والكره لكل ما هو عربي وينطق العربية. هناك... في العالم الآخر... حيث تقف عصراً ومع غروب الشمس لتنظر شرقاً... غرباً... شمالاً... وجنوباً... تتزاحم الأفكار في رأسك... هذه الأرض عربية... ماؤها وهواؤها عربي...عبقها ونسيمها عربي... الشجر والحجر والتراب عربي...طائر الحسون عربي... كل ما فيها عربي... إلا انك فيها الدخيل والغريب!! | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 10:04 am | |
| في كلية الطب ستجد دروسا إيمانية كثيرة ليس لأن المادة الدراسية محلية المنشأ.. أو إسلامية التأليف وإنما لأن علم الطب علم يقودك للإيمان والتوحيد إلا من أبى. ولم تكن محاضرة تتناسب مع بيئتنا فالكتاب أجنبي و يخاطب ذاك المجتمع ويركز على مشاكله ويراعي قيمه وعاداته لكنه كتاب علمي والعلم عالمي، يتأثر بالثقافة لا محالة ولكن تبقى الأمور العلمية محايدة إلى حد كبير.. واليوم كان الموضوع مختلفا بعض الشيء فليس تأملا في خلق الإنسان ولا كيفية قيام الجسم بوظائفه بدقة عجيبة يعجز عن إدراكها العقل، ولا هي إبحار في خصائص الجهاز المناعي لجسم الإنسان وما أعظمه من جهاز.
كانت محاضرة في الطب الشرعي عن الحروق... وعلى الرغم من أنه موضوع تطرقنا له كثيرا في دراستنا حتى أننا في العام الماضي عندما داومنا في قسم الجراحة كنا نذهب إلى وحدة الحروق بشكل شبه يومي إلا أن الوضع اليوم كان مختلفا. فقد عرض علينا الدكتور صورا لجثث محترقة، لم يكن منظر الجثث المحترقة عاديا، بعضها متسلخ، بعضها متفحم، أخرى خرجت الأمعاء من بطنها لشدة الاحتراق... صور تقشعر لها الأبدان وتجف لها العروق وتدمع لها العيون... هذه الأجساد التي لطالما جرى الإنسان وراء تزينها وتطبيبها وتحسينها، تبدلت وزالت ملامحها... هذه الأجساد التي ربما بارزت الله بالمعاصي، بتبرج وسفور، بقتل وتجبر، بسرقة وعدوان... اليوم تبدلت وماتت تظن ألا احد يقدر عليها " أيحسب ألن يقدر عليه احد " هذه نار الدنيا ..... فكيف بالتي هي سبعون ألف ضعف... أمر يصعب أن تتحمل النظر إليه، فكيف.. ولماذا ؟ يقول عز وجل :" وسقوا ماءا حميما فقطع أمعاءهم " محمد 15 ويقول تعالى : "إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما " النساء 56
كيف اذا ننسى؟ كيف تشغلنا الدنيا؟ كيف نضيع السبب الذي لأجله خلقنا، كيف؟ | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 10:05 am | |
| عمل عتالا في ميناء يافا، يافا ما قبل النكبة، يافا العرب، يافا بساتين الحمضيات، يافا الاستجمام، يافا البحر.
كان كل يوم يسبق الشمس في الظهور على الرصيف. تراه واقفا ينتظر رزقه، ينتظر ما تجود عليه السماء في هذا الميناء.
أطراف دمايته المخططة مقفوعة للخلف لتظهر سرواله الأبيض، وعلى رأسه يحمل رمز العروبة الكوفية البيضاء. يقف شامخ الرأس معتقدا أن هذا الرمز يحميه من أخطار المستقبل المجهول. لن يستطيع احد أن يزحزحه عن بيته ما دامت هذه العروبة على رأسه.
تزوج ثم أنجب طفلة رائعة الجمال، ممشوقة الجسد، رفيعة الوسط، طولها فارع، رأسها عانق جنوب لبنان، ارجلها امتدت لتطال البحر الأحمر، تحتضن بحر يافا، قلبها حنون تشد إليه الرحال.
طلبوا منه أن يدعوها يافا. أجابهم: كلا هذه اكبر من ذلك.هذه ابنه هذا الرمز وأشار إلى رأسه.إنها فلسطين. فلسطين العروبة.
لم يدم الحال أكثر من سنة وإذا بيافا الصامدة أول من تسقط في أيدي المغتصبين لتهوي خلفها اللد والرملة ويصبح اسمها "يافو".
هجرها أهلها بعد حرب حامية الوطيس، استعمل فيها المحتل اعتى أنواع الاسلحه الفتاكة، انه يبحث عن ارض بلا شعب لشعب بلا ارض.
رحل عنها أهلها يحملون معهم مفاتيح بيوتهم. وهاجر أبو فلسطين، هاجر هو وزوجته ولم يتسنى لهما أن يأخذا فلسطين معهما. لقد اضطرا إلى الرحيل بدونها. تركوها لوحدها في البيت. اعتقد أبو فلسطين أن أمها حملتها وخرجت بها. واعتقدت أم فلسطين أن أباها فعل ذلك. لم يتنبها إلى عدم وجودها معهما إلا بعد أن تركوا يافا. لقد أراد العودة لإحضارها لكن أزيز الرصاص ودوي القنابل منعه من ذلك. رحلا على أمل العودة بعد عدة أيام.
تركوا أراضي فلسطين النكبة ولجئوا مع اللاجئين إلى مخيم يقع في أراضي فلسطين النكسة مستقبلا. ينتظرون العودة، فهذه الأيام المعدودة والموعودة طالت على مدار تسعة عشر سنة
كان أبو فلسطين يعد الايام والشهور والسنين لهذه العودة. انه يعيش أسوأ حالات العمر وكل هذا من اجل عيونك يا فلسطين. كان يذهب لأقرب نقطة على الحدود قبالة يافا وكانت سفاح الجبال الشرقية لكفرقاسم وينظر إلى الغرب، إلى هناك حيث ترك ابنته فلسطين. ويناجيها من بعيد. ما عساك فاعلة يا ابنتي، إني اشتم رائحتك أيتها الحورية، صبرا يا ابنتي سيعيدك هذا الرمز إلى أحضاني (وأشار بيده على رأسه).
مرت السنوات في مخيلة أبي فلسطين متزاحمة يناجي ابنته من الحدود الشرقية واذناه مرهفة السمع للمذياع، مذياع الرمز مذياع صوت العرب الذي كان يصرخ ليل نهار: إنا راجعون إنا راجعون. لن نتأخر..... فلسطين. وهذا كان سلوان أبي فلسطين، كان المخدر الذي يهدئ أعصابه.
ومضت تسعة عشر سنوات، دقت طبول الحرب وارتفعت شعارات رمز العروبة. هنيئا لك يا سمك، يا أبا خالد يا حبيب..بكرة سندخل تل أبيب... وخرجت صواريخ الظافر والقاهر من المذياع فقط لتدق المحتل، وتهيىء الطريق لعودة أبي فلسطين، الذي هرع إلى مكان المناجاة على الحدود. يهتف باسم العروبة وكله شوق وحنين لمعانقة فلسطين، يحمل في يده المذياع الذي كان يبث له بشرى عودة فلسطين إلى أحضانه ولكن.......سرعان ما انطفأت ابتسامته ......ما هذا المذياع اللعين، يصرخ بأعلى صوته إننا منتصرون، وعيناي ترى المحتل يحدث لنا النكسة. من الصادق أنا أم هذا الصندوق اللعين؟
رفع أبو فلسطين صندوق العروبة الكاذبة بكلتا يديه إلى أعلى، ورمى به بكل ما أوتي من قوة إلى هاوية التاريخ. لم يتأثر أبو فلسطين من الصدمة. وليكن نكبة.....ونكسة..... ولا مانع أن يكون أكثر من هذا....... فانا صابر ومرابط.
انتهت حرب النكسة. وصحى اامنكوسون من ذهولهم. واستصدر المسكين أبو فلسطين تصريح زيارة له ولزوجته من السلطات المختصة لزيارة بيته في يافا، للبحث عن ابنته فلسطين.
تسعة عشر عام خلت والحنين والشوق يلازمه لمعانقة ابنته. وهاهو الآن يعود لأراضي النكبة. ليس منتصرا بل بعطف السلطات وتكرمهم عليه. سار في شوارع فلسطين وعيناه تتلقف كل شجرة، بيت، جبل، سهل. يحاول أن يجمع في مخيلته ذكريات مرّ بها هذه البلد الفلانيه. يا للعجب إنها أطلال!!!!! أين سكانها؟ وكان يجيب نفسه بنفسه. إنهم سكان مخيم الفارعة. وتلك القرية سكان مخيم الجلزون. وتلك وتلك وتلك....
أقبلت السيارة على مشارف مدينة يافا، وكان متخيلا انه سيشم رائحة أشجار الحمضيات. لكن هيهات!!!!!!! كيف ذلك وقد قطعت، ونبت على أنقاضها بيوت مدينة تل أبيب.
بدأت السيارة تغوص في أعماق يافا، واعين أبو فلسطين وزوجته تتنقلان ذات الشمال وذات اليمين. ليستوعبا ما حل ليافا في التسعة عشر سنة الماضية. يحاولا رؤية كل منظر وربطه بسلسلة الذكريات، فكانا في كل لحظة يطلبان من السائق التمهل.
هاهي رائحة البحر ما زال يروجها من حوله، انه اقوي من جبروتهم. هاهو برج ساعة يافا ما زال صامدا أمام أمواج البحر، يرقب المسجد الكبير الذي تحول لمركز شرطة مخمرة ومتاجر. تحولت أسماء الشوارع إلى العبرية، فأصبح شارع يافا الرئيس "ييفت"
وفجأة صرخ أبو فلسطين في اتجاه السائق " ادخل من هنا!!!! ادخل من هنا!!!!!!! هذا الزقاق يؤدي إلى حينا. هاهو مرتع الطفولة وراعي الشباب . هنا أقيمت أفراح زواجي سبعة أيام. قف أيها السائق فخلف هذه البناية يقع بيتي ولا أريد أن آتيه راكبا.
ترجل أبو فلسطين واقفا غير واقف فقد بدلت كل أعضاء جسمه وظائفها. القلب يخفق بشدة، الارجل لا تستطيع حمله، الأيدي ترتجف والعين تذرف الدموع. في هذه اللحظة بعث البحر بهوائه ليعانق ذلك الصديق القديم، فأصابه بقشعريرة باردة اصطكت لها الأسنان وارتجفت الابدان.
سارت الارجل تحمل ما عليها من جثث في اتجاه القلب المنشود والبيت الموعود. لطالما حلم برؤيته وهو في مكان المناجاة. هاهو الآن على بعد خطوات معدودة عن اعز ما ملك. في أي حال سيرى بيته؟ وأين سيجد ابنته؟
ما أن أصبح البيت في مرمى النظر حتى رأيت أبي فلسطين يركض في اتجاهه. فقد شحن بقوة غير طبيعية استمدها من قوة صموده. وصل البيت ليخرج مفتاحه ويلجه في باب بيته. لكن المفتاح يأبى الدخول. تغير مصراع الباب، فليس باستطاعته الانتظار كل هذه المدة.
فتح الباب بعد طرقه وأجابه صوت المستعمر. نعم من أنت؟ وماذا تريد؟
تلعثم أبو فلسطين في الاجابه التي سرعان ما جاءت. أنا صاحب هذا البيت. ضحك المستعمر بقهقه جعلت أبو فلسطين يتذكر أزيز الرصاص ودوي قنابل التهجير. انه لا يستطيع عمل شيء سوى أن يكتم مشاعره، انه الآن لا يريد البيت بل ابنته.
سمح المستعمر للضيوف بالدخول، ليس محبة بهم بل ليعطيهم فرصه اشفاء الغليل برؤية بيتهم، على أن لا يعودوا مرة أخرى وبعد أن تأكد من حملهم تصريح الأمان الذي استصدروه من السلطات المختصة، الذي يثبت أنهم ليسوا بإرهابيين .
تجول اللاجئون في أنحاء البيت وأعادوا ذكريات كل قطعة فيه فهذا كان مكان كذا وذلك كذا وفجأة توجه أبو فلسطين بسؤال للمستعمر. لقد تركنا في هذا البيت أمانة فهل لنا استرجاعها؟
طبعا..... طبعا... لقد وجدت بعض الحلي الذهبية وأموال نقدية في هذا البيت. خذها ولتكن تعويضا لك على ما أصابك.
رد عليه أبو فلسطين قائلا: لم أكن اقصد هذا ولا أريده........ لا تعويض ولاغيره. إنما قصدت ابنتي التي تركتها رغما عني.
اخبره المستعمر بعدم رؤيته لهذه الطفلة في البيت. وانه لايستطيع أن يساعده في إيجادها، فقد مر زمن طويل على قصة كهذه . لكن هذا الزمن الطويل لم يردع أبو فلسطين عن حلمه بعودة ابنته إليه.
بينما هما يتجاذبان أطراف الحديث وإذا بفتاة في العشرينات من عمرها تدخل البيت بلباس عسكري، وتحمل بندقية في يدها. ما أن رآها أبو وأم فلسطين حتى وقفا على رجليهما فاغران فميهما من الدهشة. صرخا سويا صرخة مدوية "فلسطييييييييين"!!!!!!!!!!
انتصب المستعمر ليخرجهما من هذه الدهشة ويعيدهما إلى الواقع قائلا: مهلا أيها العربي هذه ليست فلسطين هذه ابنتي "يسرائيلا"
ماذا تقول أيها الرجل؟ انظر إليها كيف تشبه أمها في ملامح الوجه، وخضرة بشرتها. انظر إلى طولها الذي اكتسبته مني. انظر إلى شعرها الأسود الذي نسجه لها ظلام فلسطين. تلك الشفتان لم ترضع إلا لبن عربي. وعدا ذلك هي لا تشبهك فأنت أشقر اللون وهي قمحية اللون!!!!!!!
رد عليه المستعمر قائلا: اجل لقد كان لون جدي قبل ألفين عام قمحي وهي تشبهه . وبهذه الجملة أعلن المستعمر على انتهاء الزيارة .
خرج أبو فلسطين من البيت وقلبه يعتصر ألما، ثم سار في اتجاه البحر. وقف على الرصيف في نفس المكان الذي كان ينتظر فيه رزقه
شكا للبحر همه وخاطبه قائلا: أيها البحر !!!! لقد رأيت ابنتي ولم استطع أن المسها، كان اسمها فلسطين فبدلوه ل"يسرائبلا" كما بدلو أسماء الشوارع. دخلت بيتي وطردت منه بعد ان كنت اقيم فيه الصلاة. أنا مسافر الآن وأريد أن أأتمنك على ابنتي. رجاءا أن تحتضنها حتى يومك الأخير.
أدار أبو فلسطين ظهره للبحر مغادرا، لكنه تحول إليه مرة ثانية، فقد أراد أن يحملّه أمانة أخرى. مد يده إلى رأسه وخلع رمز العروبة من عليه ورمى به إلى البحر، مخاطبا إياه: أنا لم اعد بحاجة لهذه الرموز التي لا تسمن من جوع ولا تروي من عطش. خذها ........وابعث بها إلى غيري فانا صحوت من غفلتي.
عاد أبو فلسطين إلى مخيمه محموم البال، مكسور الخاطر. وضع على رأسه كوفية سوداء، أطلق عليها الكوفية الفلسطينة ليبدأ مشوار جديد، مشوار يكون فيه أمل عودة ابنته بالاتّكال على الله وعلى حجارة من سجيل، وليس على عرب أموات.
عاد يناجي ابنته ويحثها على الصبر، لا بد أن تأتي لحظة العناق وينهزم الاستعمار.
انتظر أبو فلسطين عشرين عاما أخرى حتى نطقت الحجارة، لتعلن انتفاضه هزت عرش الطاغية. اضطرته أن يعترف بحقوق أبي فلسطين في العيش كإنسان لا غير. لكن هذا الاعتراف لن يشبع رغباته انه يريد ابنته التي ضاعت.
وما زال أبو فلسطين ينتظر ويناجي رغم سرعة السنين في دولاب التاريخ. لكنه لم ولن يفقد الأمل بعودة ابنته لأحضانه. فلسطين لن أنساك........ فلسطين أنا أهواك........ | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 10:06 am | |
| يحكى انه وقبل عشرات السنين تواجدت على سطح الكرة الارضيه قرية آمنة وادعة أهلها بسطاء....... ويحبون الغرباء........ لم يمر في قاموسهم حقد ولا حسد........ يتقاسمون الرغيف بينهم إن وجد......
وصدف أن مر من هذه القرية ثعبان..... منهك القوى نعسان....... وجوعان........ فرآه احد السكان الكرام..... وعطف عليه وغدقه بالحنان......... فأهل القرية لا يعرفون نوع هذا الحيوان........ فاعتقدوا انه أليف شأنه شأن كل حيوان.
ملّسوا على ظهره كما يملّسون على ظهر الهر........ فلم يجفل ولم يفر........ وأطعموه وكرموه وأخذت عافيته تعود إليه وتستقر...... وزاد طوله واسمن...... واخذ يتجول في القرية، يعجب بأرضها وفي قرارة نفسه يقول هذا هو الوطن...... هذا هو الوطن......
لم يكتف هذا المسكين بالعيش وحده بين الفلاحين........ فأرسل في طلب زوجته وأولاده فأصبحوا من المكرمين........ يتجولون في القرية معززون غير مهانين.
أعجبت بهذه القرية الثعابين........ فأرسلت المراسيل لكل قارص ولاسع وسام قي الأرض للمثول إلى فلسطين ............ فحضروا من كل أقطار الأرض، زرافات وجماعات، منهم من يحبو، ومنهم على أرجل كأم أربعة وأربعين.........
ازداد عددهم على مر السنين...... فاخذوا بالبكاء والأنين....... يدّعون أنهم مضطهدون...... ولبناء وطن مستعدون........
هنا وقع ما لم يكن في الحسبان........ فهذا ليس مجرد حيوان....... ولا هر أليف بل هو ثعبان....... سام ابن سام.
بدأ النزاع بين العامة والسامة. فالعامة بسيطة لا تملك سلاح........ ولكنها مفعمة بالكفاح....... والسامة لئيمة تملك كل أنواع السموم........ فمنها المخدر ومنها المحموم........ سم فتاك....... يلائم كل الأذواق...... بيولوجي وترياك........ ومنها من يخترق الجسد اختراق...... فهذا سر وجودها لا يباع في الأسواق........ يساندها العم سام، ذلك العربيد، ملك مملكة العرابيد، المتواجدة ما بعد البحار....... فكيف لفلاح بسيط، أن يقاوم ويحمي الديار....... فانه لم يصمد أمام هذا المحتل الجبار.......... وكانت أول جولة أن خسر السهول........ ولم يبق لهذا الفلاح ارض منها يعتاش، فاضطر أن يتحول لعامل في أرضه والحقول.
وأقيمت مملكة الثعابين وأطلقوا عليها اسم المملكة السامة ووصلت حدودها النفوذيه حتى مطلع الشمس ومغاربها. فإذا أراد احدهم أن ينجب طفلا في جزر الواق واق........ فما عليه إلا أن يطلب ذلك من سفير المملكة السامة، وإلا اعتبر هذا الطفل بندوق، غير شرعي، وإرهابي أو يحولوه إلى معاق......
وجاءت الجولة الثانية التي افتعلتها مملكة الثعابين....... ومرة أخرى استعملت هذا السلاح اللعين........ فهي بحاجة لتوسيع حدودها لاستقبال الوافدين....... وطرد اللاجئين.......
مرة ثانية تخسر العامة جولتها لتخسر الجبال ........ وتبقى بلا وطن متعلقة بأوهن الحبال ....... وما ترسله لها العرابيد من أقوال...... وعود كاذبة بسلام صعب المنال....... بل اضغاث أحلام أو خيال........ فيوم من الأيام، سيتغير الحال...... فدوام الاستعمار محال....... وتتبدل أجيال لتأتي بأجيال........ يقودها فارس خيّال...... يحمل اسم صلاح الدين.
فصبرا .......صبرا ........فلسطين. | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 10:06 am | |
| في إحدى القرى(الفلسطينية) يقع بيت صغير في أطراف القرية، تحيطه أشجار الصنوبر من كل مكان وتكسوه بعض الأعشاب التي تنمو بين أحجار ذاك البيت(الصامت)، ولد طفل صغير في ليلة باردة شديدة الظلمة على أصوات العويل والرصاص، التي تطورت مع تحول ذاك الصغير إلى شخص يواجه واقعاً مريراً كغيره من(الفلسطينيين) ألا وهو الاحتلال، لكنه وكبقية الخلق حاول ممارسة حياته بشكل طبيعي، إلا أنه وجد نفسه وحيداً يواجه واقعاً مختلفاً غير كل خطوة مرسومة قد تمنحه فرصة تحقيق جزء من حلم، فما بقي من تلك الأحلام سوى الذكرى، فأصبح ذلك بالنسبة له كورقة صفراء تنتظر نسمات البحر كي تريحها من مقارعة الرياح، فانهارت قواه وأصبح انساناً هشاً هزيلاً لا يقوى على مواجهة(ذبابة)، والأبلى من ذلك أنه كلما حدثت حادثة في القرية صغيرة كانت أم كبيرة كان هو المتهم الأول، فضاقت الدنيا عليه وأصبحت تحاصر كل بارقة أمل قد تثلج صدره،
وتحولت إلى سجان يحكمه قائلاً لا تحاول فهو(مكتوب عليك)، فينظر إلى نفسه في المرأة متسائلاً؟أكل ذلك لأني (فلسطيني) وبعد لحظة يصحح نفسه قائلاً لكن غيري ما زال يحقق، فتوصل في النهاية لقناعة بأن الدنيا قد أدارت له ظهرها ولم يتبقى شىء مرجوا تقدمه، فلم يجد سوى أحلام الليل علها تزرع ابتسامة على شفتيه ولو برهة لكنه لم يرى غير الكوابيس التي تقلقه بين الفينة والأخرى فيصيح بأعلى صوته، ماذا فعلت؟
فلا من مجيب سوى أصداء الصوت التي تترامى بين جدران البيت المتعرق، ففي يوم من الأيام وفي ليلة تشبه إلى حد ما الليلة التي ولد فيها وفي تمام الساعة(3:30) فجراً أحد ما يقرع الباب بدقات متلاحقة، وما كان منه إلا أن ذهب معانقاً زاوية الغرفة ظاناً منه بأنها ستحميه من خطر مرتقب، وفجأة اختفى الصوت فتنفس(الصعداء) فهم متوجهاً إلى الفراش، فما أن وضع جسده الهزيل على ذاك السرير المهترئ إلا وعادت الأصوات من جديد، فقال بصوت بائس(من الطارق)؟ فلا من مجيت، فتوجه مسرعاً إلى شق صغير في وسط الباب عله يتعرف مصدر الصوت, فما كان منه إلا أن رأى جنوداً تلتف على أكتافهم بنادق محشوة برصاص متفجر، فسقط على ركبتيه قائلاً، أتركوني وشأني أنا لم أفعل لكم شيئاً، فسمع صوتاً واثقاً افتح لن(نؤذيك).
فسار إلى الباب بخطوات ثابتة ومد يده المرتعشة إلى مفتاح البيت فبدأ يفتح الباب بتردد حتى وجد نفسه واقفاً وجهاً لوجه أمام(خمسة) جنود يتقدمهم(ضابط)، بوجه شاحب يدل على تعاسة هذا المخلوق، وبعد وقوف(صامت) دام بضع دقائق دخل الضابط إلى وسط الغرفة ينظر إليها يميناً وشمالاً حتى استقرت عينيه على وجه الرجل قائلاً بتهكم واشمئزاز، أهذا مكان يسكنه بنو البشر حتى أنه لا يصلح أن يكون ملجأ لقط هارب، فرد الرجل متناسياً قوة ذلك الضابط وما شأنك أنت؟فضحك الضابط ضحكة مصطنعة مشيرا الي بيت قريب مكون من طابقين سأجعلك تملك ضعف ما تراه فما أن أكمل الضابط كلامه إلا وملأت ضحكات ذاك الرجل زوايا الغرفة الفارغة ثم توقف عن الضحك سائلا باستغراب، هل يعقل للسجان أن يصبح قاضيا؟ فأجاب الضابط بثبات(ولم لا)، ثم قال الرجل ما الذي تريدونه بالتحديد؟ أجاب الضابط اتبعنا وستعرف الإجابة، فلم يكن من الرجل سوى انه وافق على ذلك لأنه يعلم جيدا بان رفضه سيوقعه في حفرة لها أول ما لها آخر، لكنه لم يصدق ما تحدث حوله الضابط فظن انه سيجد نفسه ممدا على أرضية زنزانة معتمه متعفنة تنهش جسده الهزيل رطوبة المكان، ولكن بمجرد دخوله غرفة رئيس(الموساد) تبدد كل ما اعتقد بأنه سيراه من ألوان العذاب، فرأى شيئا لم يكن يراه حتى في الأحلام الكاذبة، كوب دافئ من اللبن، وتحية جندي، إضافة غالى رزمة من المال لا يستهان بها موزعة على زوايا المكتب فكان ينظر إليها متلهفا نتيجة ما رآه من ظلم وحرمان، لكنه تذكر بان كل ما يراه له ثمن، فبدون مقدمات وجه سؤالا خاطفا لرئيس الموساد قائلا ما هو(الثمن)؟
فرد الرئيس وهو يضع قدميه على أطراف المكتب ويداه مشبوكتان خلف رأسه(نريد ..تعاونك)، ولك كل ما تتمنى حتى إننا سنميزك عن بقية أصدقائك، ونطلق عليك(العميل رقم 7) وفيما بعد سنعينك قائدا لفرقة المستعربين، فرد الرجل قائلا امنحني فرصة قصيرة للتفكير، ولكنه في الحقيقة كان قد حسم هذا العرض المغري منذ البداية، ولكنه طلب التفكير كي يجد طريقة للتخلص من ذلك الكابوس دون أن يثير انتباه تلك الذئاب، إلا انه لم يجد سوى الرفض الصريح ومن دون تردد، وما هي إلا لحظات قليلة إذ يتحقق ما قد توقعه، فما كان ما رآه من نعيم ليس إلا سراباً كما الصحراء فلما اقترب منه تبين له بأنه وهم متبدد، ثم بدأت ألوان العذاب تنهال عليه من كل صوب واتجاه كي يغير قراره، إلا أن ذلك لم يجدي نفعا مع إصرار ذاك الرجل حتى غاب عن الوعي، فما كان من رئيس الموساد إلا أن أمر بوضعه في غرفة تملؤها وحوش رخيصة، فاستفاق من غيبوبته يشاهد جسده المترهل في وسط غرفة تحوي مجموعة من الذئاب التي تنتظر فريستها بلهفة كبيرة،
فأدرك الرجل بأن هناك مكيدة مدبرة ضده لإكراهه على التواطؤ، ثم حاول أن يفعل شيئا لكنه لا يقوى على الحراك من شدة ما حل به من عذاب، فلم يكن منه إلا أن يرى جسده عاريا تفترسه تلك الوحوش، ثم غاب عن الوعي مجددا، وبعد سويعات من ذلك المقطع، نقل إلى غرفة رئيس (المخابرات)وإذ به يرى هذه المرة صورا(قذرة) تنتشر على سطح ذاك المكتب بدلا من رؤية تلك الأوراق الثرية، فقال الرئيس بكل غيض(الم يثنك كل هذا)، فرد واثقا(لا..والموت أفضل) فتبسم الرئيس قائلا بصوت هادئ إذن فأنت لا تبالي بان تعلق هذه الصور على أسوار القرية، فأجاب الرجل والحسرة تظهر في صوته(لن يصدقها احد)، فلم يكن بوسع الرئيس إلا أن قال(متبجحا) وكيف للسمكة أن تعرف ما وراء الطعم، فنهض الرجل عن الكرسي مادا يده كي تفك السلاسل قائلا لا يبالي(افعل ما يحلو لك)، فنقل الأخير بجيب عسكري وألقي به في احد زوايا البيت كأنه كيس من القمامة, فلم يكن أمامه إلا أن يزحف بجسده الموشى باللون الأحمر إلى باب البيت حالما بذاك السرير المتقوس, لكن حلمه قد راوح مكانه ممددا على فراش اخضر، وفي المقابل الدقائق تمر بسرعة لتكشف في اليوم التالي عن حقيقة مزيفة، فما أن صاح الديك مبشرا بيوم جديد وشق شعاع الشمس نوره مارا من فوق عيني الرجل إلى وسط القرية موقظةً قلوبا لا ترحم، ولم يكد ذاك الرجل أن يصحو من ليلة كان لكل دقيقة فيها ثمن إلا وبه يشاهد نفسه محاصرا بين وجوه عابسة وجباه مشدودة، وإذا به يقف ثابتا كشجرة تصارع قوة الرياح مدافعا، أرجوكم لا تظلموني، ولكن من يصدق، فبدأت الأصوات تعلو والكل يدلي برأيه،
فأحدهم نادى بقتله، والبعض نادوا بدفنه حيا، ولكن كان هناك من يشعر بصدق هذا الرجل ولحسن الحظ كان مختار القرية، فاقترب منه بتعابير وجه تدل على التعاطف مع هذا الرجل، ثم توجه بنظره إلى جموع الناس، حاكما بنفي هذا الرجل لقرية حدودية لم يسمع بحروفها، فأثار ذلك استهجان الحاضرين، ولكنه القرار، ومن هنا تحول إلى منعطفا جديدا في مسيرة هذا الرجل وغلب عليه طابع من الشؤم والنفور والانعزال الكلي عن كل من يحيطه من كائنات، فبعد سنتين من الحادثة وفي يوم مشمس وجميل، نشرات الأخبار تعلن والصحف تكتب، عن وقوع عملية(انتحارية) في احد الثكنات العسكرية راح ضحيتها ستة جنود اضافة للمنفذ، والفاجعة الكبرى وبعد ساعات من وقوع العملية تم الكشف عن المنفذ فكان هو(العميل رقم7) فكانت كصاعقة تنزل من السماء، صعقت عقول أهل القرية التي نشا فيها، فلكثير ما زال يشكك، لكن يبدو بأنه حان لتلك الشيفرة المعقدة أن تنفك كاشفة صورة المنفذ على وسائل الإعلام وعرض شريطاً عن تفاصيل الإكراه التي تعرض لها، وتم تسريبه من خلال نفس الضابط الذي طرق بابه بسبب خلاف بينه ورئيس المخابرات، فثبتت الحقيقة وتبين الظالم من المظلوم، وكانت المكافأة أن شيع جثمانه شهيدا بمشاركة لم يسبق لها مثيل، حتى انه سطر في التاريخ اسما وكتب عنه المفكرون والأدباء وأصبحت قصته أسطورة حقيقية تتناقلها كل الأجيال...
| |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 10:07 am | |
| الحمار المحظوظ
لم يرجع حمار أبي كنعان كعادته للبيت. كان من المفروض أن ينهي مهامه اليومية في الكرم، ثم يعود قافلا للزريبة وقت الغروب، لا يلوي على شيء. على هذا تربى وهكذا تعود.
جلس أبو كنعان أمام بيته، ينتظر عودة الرفيق المناضل. هذا الرفيق الذي لا يعرف الكلل أو الملل. الرفيق المخلص الذي لا يتخذ عليها أجرا. يأكل ويشرب ما يجود به عليه أبو كنعان. ليس له طلبات خاصة، لا لباس مزركش ولا حذاء منقوش.
سرعان ما لملمت الشمس أشعتها وأقفلت على نفسها أبواب الظلام. والحمار لم يعد. فانتقل أبو كنعان من حالة الانتظار إلى خانة القلق لعدم عودة حماره. فهذه ليست من شيم هذا الحمار أن يبيت خارج الدار.
مر الوقت والرفيق لم يعد. مما حدا بابي كنعان الانتقال إلى مرحلة خطيرة مرحلة ارق الليل الشتائي الطويل. ينتظر إفراج الشمس عن أشعتها ليتبدد الظلام ويرفع راية الانهزام أمام تباشير الصباح الذي يعلن عن قدومه بحلول أول تكبيرة في الصلوات الخمس.
هذا الوضع التعيس لا يسبب الخوف الشديد في قلب أبي كنعان فهذه حالة عرضيه يستطيع أن يتلمس الأعذار لحماره الغائب.
لعلها كانت العاصفة الشديدة أرغمته على اللجوء إلى إحدى الكهوف ليتقي شرها.
أو لعله أعجب بأتان قد أغوته فاستضافته في ليلة عاصفة زهزجاء رغم انه لا يفتن بسهولة بالمنحرفات.
أو ربما ذهب ليعمل وردية ثانية ليؤمن نفقات رحلته الاستجمامية إلى مملكة الحمير المجاورة.
لكن فكرة أن يكون قد اغتيل على يد الوحوش المفترسة لم تراود أبا كنعان وذلك لمعرفته حق المعرفة أن هذا الرفيق مدرب على خوض اعنف المعارك والمشادات اليدوية واستعمال احدث أنواع الركلات. كيف لا وقد شهد له التاريخ مواقف بطولية استطاع التغلب فيها على اعتى المعتدين .
لاح الصباح يحمل معه هدوء العاصفة. وخرج أبو كنعان يجوب الكروم. ينادي بأعلى صوته: أيها الرفيق أيها الرفيق. لكن لا اثر للمذكور ولا حياة للرفيق.
بحث في كل كهف ومغارة، بحث في كل رقعة ارض وحارة. عله يرى بقايا لحم أو عظم فيما إذا غدر به لكن بدون جدوى.
بدأ الخوف يساور قلب أبي كنعان الذي اخذ يميل للاستسلام بان رفيقه لن يعود إلى الدوام.
عاد أبو كنعان أدراجه إلى البيت. يجر أذيال الخيبة من ورائه. وأثناء عودته قرر أن يعرّج على القرية المجاورة لقريته وذلك من اجل استمرار مساعيه الحميدة من اجل العثور على الرفيق والتي بدأها ببيت صديقه أبي شلومو. فمهما يكن من اختلاف الدين فهو في النهاية من أبناء العمومة. وقد لجأ كثيرا لأبي كنعان لطلب المساعدة وقت الضيق. وكان أبو كنعان دائما طلائعي في المساعدة وإكرام المحتاج. ولم يكن يبخل عليه بشيء. فحتي بيت أبي شلومو لم يكن ليبنى لولا مساعدة أبناء أبي كنعان .
رحب " أبو شلومو" بابي كنعان اشد الترحاب فقد كان يعتبره من اعز الأحباب وقدم له الشاي الممزوج بالحزن الشديد على فقدان الرفيق حاثا اياه على الصبر والسلوان والمكتوب ليس منه مهروب .
رشف أبو كنعان رشفته الأولى من فنجان الشاي الساخن آملا أن يهدئ من روعه، ويخفف من حدة مزاجه المتوتر. لكنه ما أن رفع بفنجانه إلى فمه واستوت عيناه حتي لمح حمارا مربوطا في ساحة البيت
يا للعجب !!!!! هذا الحمار يشبه حماري في كل شيء الأنف، الفم، العينان، الأذنان، الرأس، الذنب. حتى النظرات الثاقبة التي كان يرمق الحمار بها أبا كنعان عندما يغضب منه أو يحمله ما لا طاقة له به .
نظرات عتاب وكأن لسان حاله يقول: يا خسارة خدمتي لك يا أبا كنعان !!!! الم تتعرف علي رغم عشرة العمر الطويلة!!!!! يجب أن تعرفني قبل مغادرتك هذا المجلس اللعين أيعقل أن الحمار يتعرف على صاحبه أما صاحبه تغيب عنه أوصاف حماره.
يا الهي إني أكاد أن اجن نسخة طبق الأصل من حماري ونظراته. لكني لا استطيع أن أبوح بذلك لأبي " شلومو" آو أعلن بأنه حماري. وذلك لسبب بسيط جدا هو أن حماري ابيض اللون وهذا اسود.
ومع كل هذا قرر أن يوجه كلامه لأبي" شلومو" قائلا: يا أبا " شلومو"!!! لم تعرفني على حمارك الذي لم أعهده من املاكك سابقا .
- انه أخوك أبو الصابر. لقد حررته حديثا من مالكه السابق حيث أوقع فيه اشد أنواع العذاب والاضطهاد. القى عليه المهام ليلا ونهارا. وكما ترى فالسرور يظهر على محياه لنيله حريته واستقلاله
- ولكني المح في عينه الجفلان منك!!!
- لا عليك يا ابن عمي سأروضه وأعوده على مالكه الجديد.
هم أبو كنعان بالانصراف لكنه عاد وجلس بعد إلحاح مضيفه في البقاء حتى تتوقف الأمطار التي أخذت تنزل بغزارة.
هذه الأمطار التي أصرت على السقوط بكميات هائلة أرادت منع أبي كنعان مغادرة المكان لتكشف له جريمة لا تغتفر هذه الأمطار لم تكن إلا جند من جنود الله. أراد بها أن تطهر القلوب من الخبث. وتغسل الرفيق من الدهان الذي صبغه به أبو سليم كما دعوه العرب. نعم ظهر الرفيق بلونه الأبيض الأصلي بعد أن زالت عنه الأصباغ السوداء من شدة وقع الأمطار على جسمه ليعود إلى أحضان أبي كنعان. ومهما يكن لا بد للقيد أن ينكسر وتزول الأصباغ ويعود الحق لأصحابه .
هذه قصة روتها لي ارض تدعى فلسطين.
قالت: صبرت كما صبر الحمار .
خدمت أهلي كما خدم الحمار.
غيروا ملامحي كما غيروا ملامح الحمار.
لكن الحمار نال استقلاله لمثابرة صاحبه ونضاله في البحث عنه.
أما أنا فأهلي يمرون عني ويتنكرون لي.
فلن تنزل الأمطار لتزيل الأصباغ ما داموا لا يبحثون عني!!!
لقد نسوني!!!!!
وأخاف أن يأتي يوما لن يعرفوني من كثرة الأصباغ المتراكمة على جلدي.
فأمانة أيها الأديب. أن تخبر أهلي أني مشتاقة لهم واني في الانتظار.
قل لهم: فلسطين بحاجة لصلاح دين . | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 10:08 am | |
| "تصيون" شاب صهيوني حاقد يقود عصابة تتبع للمدرسة الدينية المتمترسه في احد أحياء مدينه القدس. يغيرون يوميا على الأحياء المسلمة بغيه التخريب والترهيب، لحث السكان العرب على الهجرة أو بيع ممتلكاتهم لعصابات السماسرة اليهود. علاء ابن احد هذه الأحياء ضاق ذرعا بأعمالهم وما يسببونه من الم للعرب فقرر الانتقام بوسيلة أو أخرى. حصل على بندقية من نوع رشاش وسار في اتجاه المدرسة ساعة الغروب متسارع الخطى لايلوي على شيء سوى هدفه المنشود انه سيفاجئهم وقت صلاتهم ليحصد اكبر عدد ممكن منهم انه يريد أن يقضي على هذه البؤرة التخريبية في عكر دارها. تمت عمليه علاء بنجاح ولكنه فشل في ضم "تصيون" لضحاياه فقد اخترقت رأسه رصاصة الشهادة وأصابته قبل أن تطال رصاصاته جسد "تصيون" الذي لم يكن متواجدا في المدرسة. حزنت أم علاء اشد الحزن فأنشدت تعزي نفسها ذهب عني علاء فلا طعم من بعده لبقاء اليوم انهي عمري وغدا في الجنة لنا لقاء أدعو الله في علاه رافعه يداي إلى السماء ربي عوضني خيرا عنه أصدقاء مثله أوفياء صابرة على حكمك فانا هنا وهناك الخنساء
بدأ "تصيون" بإعداد العدة للانتقام وخاصة من عائلة علاء ولكنه اضطر لتأجيل نواياه بعد أن أبلغته وزارة الصحة بوجود متبرع قلب من اجله. لقد كان "تصيون" يعاني من مرض القلب وكان ينتظر وفاة احدهم تكون فيها مواصفات القلب ملائمة لجسده وهاهي الفرصة أتت فالقلب أولا والانتقام مقدور عليه. لم يكن يعرف "تصيون" إن القلب الذي سيزرع بين جنباته ما هو إلا قلب علاء ولم يكن احد يقرر ذلك سوى إدارة المستشفى ووالداه فالأمور في هذه الحالة سريه. تمت عمليه زرع القلب بنجاح وتماثل "تصيون" للشفاء وبدأ أصدقاؤه يستعجلونه بالانتقام. لكن "تصيون" لم يلق لهم بال بل ذهب إلى ابعد من ذلك انه لا يذهب إلى مدرستهم فاعتقدوا إن ذلك بسبب مرض القلب، لكن الحقيقة ليست كذلك فمدرستهم وصحبتهم لم تعد تعنيه لقد تغير "تصيون" وأصبحت تراوده أفكار جديدة ذات طابع جديد حيره….قلق…تعجب…. انه لا يعي ما جري عليه من تغيير. يهيم في شوارع المدينة بلا هدف. ما الذي حدث؟ وذات يوم وبينما هو في حيرته يسير في أروقة القدس القديمة. سمع صوت الأذان يقول "محمد رسول الله" وما إن سمع هذه الجملة حتى اخذ قلبه يضطرب وشعر انه يريد القفز من بين ضلوعه فخا ف على نفسه معتقدا أنها ارتدادات لعمليه الزرع . وسرعان ما هدأت نفسه مع انتهاء المؤذن من الأذان. زادت تساؤلاته تساؤلا آخر لماذا وعند سماعي محمد انتفض قلبي بقوه . ولماذا كان شعور حلو في القلب رغم ما حدث له من اضطراب. انه شعور لذيذ سأذهب كل يوم إلى هناك لأتمتع به. لم يكتف "تصيون" بالذهاب فقط بل قرر الدخول إلى المسجد. انتظر خروج المصلين ودخله ليفاجئ المؤذن بوجوده والذي كان على دراية بشخصيته انه يعرفه حق المعرفة انه "تصيون" الحاقد الذي يسبب الأذى للسكان العرب في المدينة. ما إن لمحه المؤذن حتى هرع إلى "ميكروفون" السماعة ليطلب النجدة عبرها ولكن "تصيون" كان أسرع منه وامسك بيده قائلا: أحلفك بمحمد أن تهدأ وتسمعني. قص "تصيون" للمؤذن قصته وقال له: أريد أن اعتنق الإسلام على يديك ماذا افعل؟ لا عليك سوى الاغتسال ولفظ الشهادتين.رد عليه المؤذن. دخل "تصيون" الإسلام وأطلق على نفسه اسم محمد تيمنا بالمصطفى عليه السلام. وبدأ يتتلمذ على يد المؤذن. وفي إحدى محادثاته اليومية مع الشيخ قال له: كنت أتساءل دائما كيف يقتل المسلم نفسه لكي يقال عنه شهيد أما الآن فقد فهمت ذلك وأريد أن استشهد أيها الشيخ. رد عليه الشيخ قائلا :يا ابني الشهادة تهدى من الله ولا تطلب .فخذ مثلا أنا ادعوا الله يوميا منذ ثلاثون عام لكي استشهد ولم استجاب حتى ألان . علم والدا "تصيون" بالأمر فجن جنونهما ولكن لم يدر بخلدهما ربط قلب علاء بموضوع إسلامه. قال له أبوه : أتترك دين آبائنا وتتبع دين محمد ويحك لئن فعلت ذلك سأتبرأ منك إلى يوم الدين. وقالت الأم: يا ابني هداك رب موسى ويعقوب أن تعدل عما فعلته ونعود إلى دينك القديم. اجتهدا والداه بكل ما أوتيا من قوة للتأثير عليه وردعه لكن باءت جهودهما بالفشل. وخاصة بعد إن ترك البيت وانتقل للسكن مع المؤذن. حدث يوم إنه كان يسير في الشارع وإذا به يبصر فتاة تلف جسدها بملاءة سوداء، تسير أمامه لم ير منها إلا قوامها من الخلف ولكن شعر بشيء يجذبه نحوها واخذ قلبه يهتز كما اهتز في المرة الأولى عند سماع المؤذن. في المرة الأولى عرف السبب وكان المسجد الذي أطلق الآذان أما الآن فالسبب فتاة لم يرّ حتى وجهها. فما الذي جذب قلبه نحوها يا ترى. إنها فتاة مجهولة بالنسبة له اسما ومكانا فإذا لم يعرف عنوانها تكون قد غابت عنه إلى الأبد. وبعد تفكير ليس بطويل لان مضيعه الوقت ليس في صالحه قرر وفورا اللحاق بها مهما كلف الأمر. دخلت الفتاة احدي البيوت المجاورة ولشدة شوقه لمعرفتها انصاع وراء قلبه المضطرب وبدون ترو، دق الباب خلفها، لم يكن انتظاره طويلا إذ فتح الباب وبانت منه امرأة. فما أن رآها حتى اهتز قلبه بعنف اكبر ولكن اهتزاز من نوع آخر رافقته صرخة من محمد: أمي….. استغربت السيدة من هذا الأمر وحملقت عيناها في الشخص الواقف أمامها الذي ناداها أمي. ففغرت فاها عندما تعرفت إليه انه "تصيون"…. الحاقد. صرخت في وجهه: ماذا تريد يا "تصيون"جئت للانتقام مما فعله علاء؟ وكان الاستغراب اكبر عندما قال لها: السلام عليك يا أمي. أنا ادعى محمد وليس "تصيون" وقد اعتنقت الإسلام والحمد لله على يد شيخ المسجد القريب. ولك أن تسأليه. وإذا أردت أن تعرفي سبب وقوفي أمام بيتك فاني والله لا اعلم. وكل ما في الأمر إن قلبي اهتز في داخلي عندما رأيت فتاة تسير في الشارع دخلت منزلك واهتز أكثر عندما رأيتك في الباب ولم أجد الراحة حتى ناديتك أمي…. وصدقيني إنني لا اعرف السبب.
استدعي الشيخ للمنزل وشرح للمرأة حاله محمد وخفقان قلبه وكيف أعلن إسلامه وربما يحدث الله أمرا بعد رؤية الفتاة ورؤيتك على الباب قام محمد بتكليف الشيخ بطلب يد الفتاة للزواج التي بدورها اعتذرت للموجودين بحجه أنها وفيه للعهد الذي قطعته على نفسها لخطيبها السابق الذي هو ابن خالتها الشهيد علاء. تفهم محمد الوضع واكتفى بوعد من السيدة أم علاء أن تسمح له مناداتها "بأمي ". كان محمد يذهب اسيوعيا للمستشفى ليخضع لفحوص قلبيه بشأن تقبل جسده للقلب. ومن خلال الفحص ظهرت الاهتزازات التي حصلت معه على شاشه المنوتور وكانت اهتزازات عنيفة بالنسبة للأطباء عقدوا على أثرها اجتماعا ليعرفوا سببها. عرف الأطباء هذه الأسباب فأيقنوا أن قلب علاء قد سيطر على "تصيون" استدعى الأطباء والدي "تصيون" واخبروهما بما حدث، كان اقتراح الأب بتبديل القلب في أسرع وقت ممكن رغم خطورة ذلك على حياة المريض. أما الأم فقد هددت الزوج بوضع السم له في الطعام إن حاول مجرد التفكير في ذلك وقالت فليبق الحال على ما هو عليه.
قرر الأطباء إنه لا بد من زواج محمد من الفتاة التي كانت تجيب على اسم فاطمة حفاظا عليه استدعوا الأطباء فاطمة لإقناعها بالزواج من محمد بعد أن اخبروها بالقصة بشرط أن لاتخبره بذلك كي لا يؤثر خبر كهذا على حياته أو في اتخاذ قرارات خطيرة كنزع القلب أو طلب تبديله. لكنها رفضت العرض وبصدق فهي تريده أن يعلم أنها لم تحنث بعهدها لخطيبها الأول إلا بسبب قلبه الذي زرع في قلب محمد. احتار الأطباء في الأمر وقرروا إن يخبروا محمد وأوكلوا هذه المهمة للشيخ، الذي استدعاه يوما بعد صلاة عصر وقال له: محمد أنا بصدد إخبارك سرا إن علمته قد تغير مصير حياتك. قاطعه محمد بقوله: دعني أخمن وافقت فاطمة على الزواج مني ولك علىّ زيارة النبي سويا إن صدق حدسي قال له الشيخ: يا محمد. القصة أنهم زرعوا لك قلب علاء الذي هاجم المدرسة. ما إن سمع محمد هذه الجملة حتى قفز من مجلسه مستقبلا باب المسجد بكل ما أوتي من سرعه والشيخ يناديه يا محمد........... يا"تصيون"........ولكن بدون مجيب فقد ابتلعته أزقه القدس. وبدت على الشيخ انه يكلم نفسه، لعله عاد إلى أمه وأبيه. عاد محمد إلى أمه ولكن ليست الأم البيولوجية بل إلى أم قلبه أم علاء. دق الباب وهو على أحر من الجمر في انتظار فتح الباب. الآن عرف سبب خفقان قلبه بشده وما إن فتحت السيدة الباب حتى انكب على أرجلها يقبلها ويصرخ بأعلى صوته: أمي ...أمي.... هون عليك يا محمد. ما الجديد؟ سألته أم علاء. أتعلمين ماذا يوجد بين ضلوعي وفي صدري. أنهم زرعوا لي قلب علاء تغيرت ملامح وجه أم علاء التي أخذت بالصراخ والبكاء بل النحيب. تحتضن محمد بكل ما أوتيت من قوه تقبل صدره ووجهه وهو مصر على تقبيل أرجلها والدموع تنهمر من عينيهما. منظر محزن ترقبه فاطمة من الطرف الثاني للبيت وهي تبكي بصمت كي لا تفسد عليهما ما هما فيه من مشاعر. مرت فترة طويلة حتى انتبه محمد لفاطمة فسل نفسه من حضن أمه وسار إليها وامسك بيدها قائلا لها: أتقبلينني زوجا لك؟ هرعت الأم إليهما واحتضنتهما بشده وهي تجيب على سؤاله: نعم.. نعم ..يا ابني. حمل محمد هاتفه ليتصل بالشيخ ويستدعيه في الحال لعقد قرانه على فاطمة. وما إن حدث الاتصال حتى سمع صوت الشيخ من الطرف الثاني للهاتف يصرخ: أين أنت يا.... واحتار كيف يناديه .. محمد امن"تصيون". قطع عليه محمد حيرته وقال له أنا عند أمي.قال الشيخ :عرفت انك ستعود لأهلك. فرد عليه محمد أنا عند أمي وخطيبتي فاطمة وأريدك أن تحضر حالا لتعقد قراني عليها. سر الشيخ بالخبر وبارك لهما الزواج وقال لمحمد أعرفت ألان سبب خفقان قلبك هو إن الله اهداك قلب شهيد وخطيبة شهيد وأم شهيد. رد عليه محمد قائلا: وسأطلب من الله أن يهديني هديه رابعة ألا وهي أن يرزقني طفلا ادعوه علاء. | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 10:11 am | |
| أغرب قصة زواج على الشاتنج!! مع أنه لم يعد هناك غريب ولا عجيب في عصر الإنترنت.. لكن مثل هذا الخبر يكاد لا يصدق لولا أنه حقيقة بالفعل تناقلتها الصحف.. ووكالات الأنباء هذا الأسبوع: جدة بريطانية لثلاثة أحفاد تهجر زوجها لتتزوج مراهقاً مغربياً التقته على الإنترنت من خلال الدردشة الإلكترونية (التشاتنج) وكانت هذه – الجدة – تعيش حياة حميمة مع زوجها وأبنائها وأحفادها.. قبل أن يقلب – الكمبيوتر – حياتها.. رأساً على عقب.. لكن الظريف أن جهاز الكمبيوتر الذي كان مسرحاً لأغرب غراميات من نوعها باعت بسببها هذه العجوز – زوجها – وعلاقة العمر معه كانت قد اشترته لزوجها هدية بمناسبة ذكرى ميلاده (الستين).. لكن هذا الجهاز السحري استهواها للتسلية والدردشة من خلاله.. دون أن تعرف هي نفسها هذه النهاية العجيبة.. بحيث تحولت هذه الهدية الصغيرة لزوجها إلى لطمة كبيرة لحياتهما الزوجية والخبر بالتفصيل كما يلي: هجرت جدة بريطانية زوجها بعد زواج دام 38 سنة لتتزوج شاباً مغربياً يبلغ من العمر 22 سنة تعرفت إليه عبر شبكة الإنترنت. وقد طلقت سيلفيا أوحتيت (60 عاماً) وهذا هو اسمها الجديد زوجها أريك نورتون (62 عاماً)، بعد تعرفها على شاب في مقتبل العمر ((بغرفة دردشة)) (تشات روم) على شبكة الإنترنت، مستخدمة الكومبيوتر الذي كانت قد اشترته هدية لزوجها في الذكرى الستين لميلاده. وقالت صحيفة ((الصن)) الشعبية البريطانية إن الجدة سيلفيا بعد إعجابها بشخصية أوحتيت، الشاب المغربي أجرت محادثات هاتفية كلفتها ثلاثة آلاف جنيه استرليني (حوالي 4600 دولار) قبل أن تترك منزلها في دادلي بوسط إنجلترا وتوجهت رأساً إلى المغرب للقاء حبيبها الجديد. وقالت الجدة سيلفيا ((بمجرد أن تحدثت إليه تأكدت من حبي له، ولم يهمني أنه يصغرني بكثير من السنوات)) . وأوردت الصحيفة أن سيلفيا والشاب المغربي عقدا قرانهما في فبراير (شباط) الماضي. لكن سيلفيا، الأم لكل من أندرو (35 سنة) واليزابيث (37) وسارة (29) وجدة ثلاثة من ذريتهم (أعمارهم بين التاسعة والخامسة عشرة)، لم تستطع حتى الآن إقناع وزارة الداخلية البريطانية ليسمحوا لزوجها المغربي بدخول البلاد. وقالت الصحيفة إن المسؤولين بالداخلية ((ليسوا على قناعة تامة بأن الاثنين ينويان العيش معاً)). وتدافع سيلفيا بقولها: (( ربما ينظر البعض إليه كزواج مدبر، لكنه زواج حقيقي)). ومن جهته قال الشاب المغربي من قريته القريبة من الرباط ((يعتقدون أنه تدبير ما، معتمدين على فارق السنوات بيننا. وأقول لكم إنني أحبها فعلاً)). وقالت سيلفيا للصحفيين: ((لقد دخل حياتي وأثر فيها بصورة مذهلة.. أشعر أني أصغر سناً، وقد كنت أتوكأ على عصا والآن قذفتها بعيداً واستغنيت عنها))، وأوضحت أنها في البدء سألت الشاب المغربي على الإنترنت إن كان يشترط أن تكون من يبحث عنها من عمره لكنه أجابها بأنه يبحث عن امرأة حقيقية. وقالت: إن أبناءها استنكروا الأمر في البداية، لكنهم قبلوا الواقع بعد ذلك. وقال أريك نورتون (زوجها السابق): الذي يعيش الآن مع ابنهما اندرو ((لقد جرحني الأمر في البداية لكنني الآن أستمتع بما أعمل وأحس بالهدوء والسكينة)) . | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 10:11 am | |
| زوجة في مستشفى الأمراض النفسية تعالوا معي واقرؤوا وقائع هذه القصة المشينة لامرأة متزوجة وكان منها ما كان بسبب الإنترنت وعلاقتها مع الشباب فيه حيث تعرفت على شاب في منتصف العمر واستمرت العلاقة لسنين وليست لشهور وأصبح كل منهما يعرف الآخر بوضوح تام حتى أصبح الاثنان ولنقل هي بالتحديد في حالة عشق وحب لهذا الشاب برغم أنها متزوجة وثقة زوجها الكبيرة بها وبعقلها المتفهم وبوجود أبنائها ولكن في لحظة لم تفكر بهذا كله عندما طلب الحبيب أن يلتقي بها، ظل يقنعها بأنه فقط سيكتفي برؤيتها وأنه لن يمسها بسوء فقط يريد النظر وكان له ما أراد وخرجت لتلتقي به بعد تفكير طويل وبعد الكذب على زوجها قائلة له بأنها في زيارة لواحدة من صديقاتها واقتنع الزوج لثقته بالزوجة وذهبت للمكان المحدد وركبت السيارة معه وانقضى الوقت بين كلام وضحك ولم يفعل لها شيئاً فقط كان يريد رؤيتها، عادت بعد ذلك إلى البيت وكأنها لم تفعل شيئاً، لم تنقض فترة وجيزة إلا طلب الحبيب منها أن يراها مرة أخرى بحجة أنه يحتاجها بشدة لأنه مر بظروف صعبة وقال لها مطمئناً إنه في المرة السابقة لم يفعل لها شيئاً وأنه لو أراد بها السوء لفعل من المرة الأولى واقتنعت هي بكلامه وخرجت معه وابتعد بها بعيداً عن المدينة وهي لم تنتبه لما فعل فقد كان يريد في هذه المرة إشباع شهواته ونزواته ورغباته أخذها إلى الصحراء وفعل ما فعل ثم وبكل برود أخذها وأوصلها إلى المنزل وهي في صدمة لم تستطع الخروج منها إذ ما كانت تتوقع أن هذا ما سيفعله معها بعد وعود بعدم الأذى وعدم القدرة على الدفاع عن نفسها، ذهبت للمنزل وهي في حالة يرثى لها واكتشف الزوج جريمة زوجته وطلقها وتشرد الأولاد مع زوجة أبيهم الجديدة ووجود الأم في مستشفى الأمراض النفسية. | |
|
| |
fouad مشرف عام
المشاركات : 3484 الجنـس : الـعـمــر : 31 السٌّمعَة : 51 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 10:20 am | |
| شكرا لك ما اروع ما حكيتي موعظة وعبرة نسال الله ان يرزقنا الصفاء والاخلاص والوفاء دمتي متميزة اختي لا تحمينا من جديدك | |
|
| |
اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: موسوعة القصص القصيرة الشيقة الخميس مارس 01, 2012 10:29 am | |
| - fouad كتب:
- شكرا لك
ما اروع ما حكيتي موعظة وعبرة نسال الله ان يرزقنا الصفاء والاخلاص والوفاء دمتي متميزة اختي لا تحمينا من جديدك اللهـــم آآميــن أنت المتميز بمرورك | |
|
| |
| موسوعة القصص القصيرة الشيقة | |
|