انتشرت في الأعوام الأخيرة صالات الجمانيزيوم، والتي توفر ممارسة رياضة كمال الأجسام والقيام بتمرينات لتقوية العضلات وإعداد جسم قوي وصحيح.. ولكن هناك سؤال في البداية أسأله لمن ينوي ممارسة هذه الرياضة أو لمن يمارسها فعلاً وهو: لماذا تتدرب؟.. بالرغم من أنها رياضة صعبة تحتاج لمتابعة وصبر، فلماذا تتحمل كل هذا العناء؟!!
وأجيبك على هذا السؤال بحديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير.."، استحضر في قلبك هذه النية، واستحضر معها نية إعداد القوة لأعداء الله، ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ (الأنفال:60)، اجعل نيتك خالصة لله حتى تؤجر عن وقتك وتعبك في ممارسة هذه الرياضة.
مثلث الكمال
من أجل بناء جسم متكامل يجب أن يتم ذلك بالتوازن بين 3 أشياء تُسمى مثلث الكمال وهي:
1- التدريب الجاد.
2- التغذية الجيدة.
3- الراحة الكافية.
أما بالنسبة للضلع الأول: ليس المقصود هنا التدريب كل يوم وبقوة، ولكن المداومة على التدريب، ويُنصح أن تمارس 3 مرات أسبوعيًَّا، ويتم التمرين وفق جدول زمني محدد يتم توزيع جميع عضلات الجسم عليه، فلا تركز على عضلة دون الأخرى ولكن تقوم بتمارين لجميع عضلات الجسم، ولا تكن عنيفًا في أداء التمرينات بل مارسها ببطء؛ حتى تتيح للعضلة أكبر قدر من الاستفادة.
وبالنسبة للضلع الثاني وهو "التغذيه الكافية": الشخص النحيف تكون نحافته بسبب: إما اكتفاء بقدر قليل من الطعام، أو الاعتماد على الوجبات الجاهزة والسريعة، أو عدم تنوع المكونات الغذائية في طعامه، وهذا لا يصلح لممارسة كمال الأجسام؛ حيث إن العضلة لكي تنمو تحتاج لطاقة لا تتوفر إلا بالطعام، ولذلك يكون هناك برنامج غذائي يحتوي على كافة العناصر الغذائية لممارِس اللعبة.
وتتألف الأغذية من ست مجموعات رئيسية: الدهون، الكربوهيدرات، البروتينات، الفيتامينات، الأملاح، الماء، أهمها على الإطلاق بالنسبة لك كلاعب كمال أجسام: البروتينات، وهذا باعتبار أنك رجل طبيعي يريد أن يضاعف حجم عضلاته، أما إذا كنت نحيفًا فلا بد من تناول الدهون بعض الشيء حتى يبدأ جسمك بالامتلاء قليلاً، وإلا فستبدأ عضلاتك بالبروز دون أن يرافقها في النمو الأماكن التي تخلو من العضلات، والتي غالبًا ما تختزن الدهون.
أما الكربوهيدرات فلا بد منها لإمداد جسمك بما يحتاج من الطاقة، والفرق بينها وبين الدهون أنها تسبق الدهون في إمداد الجسم بالطاقة؛ حيث تختزن الدهون في أماكن معينة من الجسم حتى يستنفد الكربوهيدرات فيبدأ بالأخذ من الدهون، لذا فإن بعض أنواع الكربوهيدرات كالسكر قد يبدأ امتصاصه من الفم، أما الفيتامينات والأملاح والماء، فإنها تقيك بإذن الله من المرض إذا تناولت القدر اللازم منها.
أما إذا كنت بدينًا، فهذه مشكلة فعلاً، فالبدين أكثر ما ينقصه الإرادة، فلو أنه قلل من طعامه ومشى كل يوم بضعة كيلومترات لانتهت مشكلته وأصبحتْ من الماضي، فلا هو بحاجة إلى برنامج تدريب معين، أو أدوات مكلفة، أو طعام لا يجد ثمنه، كل ما يحتاجه هو الإرادة.
مصادر هذه المجموعات
أما عن مصادر هذه المجموعات فهي عديدة فمثلاً:
الدهون: توجد في السمن والزيت.
الكربوهيدرات: في النشويات كالمكرونة والأرز والخبز والبطاطا.
البروتينات: توجد في اللحم الأبيض والأحمر واللبن بمشتقاته، والفول والمكسرات.
الفيتامينات: توجد في الخضراوات والفواكه.
وأخيرًا الضلع الثالث في مثلث الكمال وهو "الراحة الكافية": والمقصود هنا خلال التمرين يجب إعطاء الفرصة للجسم للراحة بين مجموعة وأخرى، وأيضًا أخذ حمام دافئ بعد كل تمرين، وعمومًا يجب عدم إجهاد الجسم وخاصةً السهر.
وتصلح رياضة كمال الأجسام لجميع الأعمار؛ حيث إن بناء الجسم القوي لا يتطلب أن تصل حجم العضلة مثل عضلات الذين نرى صورهم في صالات الجيمانيزيوم؛ ذلك لأن هؤلاء أبطال محترفون في هذه اللعبة ويدخلون العديد من البطولات، ولكن بالنسبة للممارسين العاديين فإن كِبَر حجم العضلة يتوقف على ممارستك التمارين باستمرار.
ويُفضل ممارسة لعبة كمال الأجسام في أندية متخصصة وتحت إشراف مدرب متخصص؛ وذلك لمتابعة كيفية أدائك للتمارين، وكذلك توفر الإمكانات من أجهزة وأوزان لن تكون متوفرة لك في المنزل.
البطولات العالمية
وتقام بطولات عالمية للعبة كمال الأجسام، ويتم تقسيم المتسابقين فيها حسب الأوزان، ويقوم كل متسابق باستعراض عضلاته، وكيفية تناسقها، وتوازنه مع بعضها، ويسمح للمحترفين في اللعبة بتناول عقاقير معينة، ولكنها تُعطى بحساب وبإشراف طبي متخصص؛ نظرًا لأن بعض هذه العقاقير يكون ضارًا جدًا وله آثار جانبية عديدة وخطيرة.