تهم تقرير صادر عن لجنة تحقيق دولية القوات الحكومية
السورية بارتكاب "انتهاكات ممنهجة وواسعة النطاق" في تعاملها مع المظاهرات
المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
كما اتهم التقرير السلطات السورية بالفشل في حماية مواطنيها.
وقالت لجنة التحقيق التي شكلتها مفوضية الأمم المتحدة
العليا لحقوق الانسان إنها تملك "لائحة سرية بأسماء مسؤولين سياسيين
وعسكريين كبار تصل إلى مستويات عليا في مستوى الرئيس بشار الأسد ، ويشتبه
في ضلوع هؤلاء بجرائم ضد الانسانية" في سوريا.
وقال المحققون في تقريرهم : "حصلت اللجنة على أدلة متسقة
لها مصداقية تحدد أفراداً في القيادات العليا والوسطى بالقوات المسلحة
السورية أمروا مرؤوسيهم بإطلاق النار على المحتجين العزل وقتل الجنود الذين
يرفضون إطاعة مثل هذه الاوامر واعتقال أشخاص دون سبب واساءة معاملة
المحتجزين ومهاجمة أحياء مدنية بنيران الدبابات والبنادق الآلية بشكل
عشوائي."
ووجدت لجنة التحقيق التي رأسها البرازيلي باولو بينهيرو أن
قوات المعارضة التي يقودها الجيش السوري الحر ارتكبت أيضا انتهاكات شملت
القتل والخطف "وان كانت لا تقارن بمستوى" ما ارتكبته القوات الحكومية
وحذّر التقرير من تدهور "أوضاع حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية بشكل ملحوظ منذ شهر نوفمبر عام 2011".
واستند التحقيق إلى مقابلة 136 حالة منذ شهر نوفمبر الماضي ، وهو الشهر الذي أصدر فيه المجلس تقريراً سابقاً عن الأوضاع في سوريا.
كارثة إنسانية
وعلى صعيد الأوضاع في سوريا ، حذّر ناشطون مما سموّها
"كارثة إنسانية" في مدينة حمص مع تواصل قصف قوات الأمن المكثف للمدينة التي
تعتبر مقراً رئيساً للتظاهرات المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكان نحو 30 شخصاً قُتلوا أمس الأربعاء ، بينهم صحفيان
غربيان ، معظمهم في ضاحية بابا عمرو التي توصف بأنها مركز المقاومة في
مدينة حمص.
وتتعرض المدينة لحصار وقصف متواصل من القوات الحكومية منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وقال الناشط عمر شاكر ، المقيم في مدينة حمص ، إن "حي بابا عمرو تعاني شحاً في المواد الغذائية والماء والمستلزمات الطبية."
وأضاف شاكر:"الناس في بابا عمرو يعانون قلة النوم ونقص الإمدادات الإنسانية ، وقد ينهارون قريباً".
ويبدي ناشطون منذ أيام تخوفهم من اقتحام القوات الحكومية لحي بابا عمرو ، الذي يوجد فيه عناصر من الجيش السوري الحر ، بحسب ناشطين.
وقال رامي عبد الرحمن ، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان
ومقره لندن ، إن نظام الرئيس بشار الأسد "يريد أن يحسم الوضع لكنه يخاف من
مقاومة عنيفة داخل الحي ، ويخشى حرب الشوارع".
ورغم تواصل القصف على أحياء حمص ، يسعى المجتمع الدولي إلى
إرساء هدنة لإيصال مساعدات إنسانية عاجلة ، خصوصاً إلى حي بابا عمرو الذي
يعيش سكانه في ظروف شديدة الصعوبة.
إدانة دولية
وقد أدان مسؤولون غربيون مقتل المراسلة الأمريكية ماري
كولفين ، التي لقيت مصرعها في مدينة حمص عندما قصفت القوات السورية المنزل
الذي كانت تعمل منه. كما لقي المصور الصحفي الفرنسي ريمي اوشليك حتفه جراء
القصف ذاته.
وأدانت الولايات المتحدة ما وصفته بـ"وحشية نظام الرئيس بشار الأسد المخزية".
اما وزير الخارجية الفرنسي فقد حمل السلطات السورية مسؤولية الحفاظ على سلامة المواطنين الفرنسيين في سوريا.
غير أن وزارة الخارجية السورية قالت في بيان رسمي إن
السلطات السورية ليست مسؤولة عن مقتل الصحفيين. وقال البيان إن الصحفيين
تسللا إلى الأراضي السورية دون علم السلطات.
وحظرت سوريا عمل كافة الصحفيين الاجانب تقريبا منذ بدء
الانتفاضة لكن السلطات بدأت تصدر تأشيرات دخول قصيرة المدى لاعداد محدودة
من الصحفيين يسمح لهم بالتحرك بصحبة مرافقين من الحكومة.