موضوع: اسس اختيار الزوج الصالح الجمعة يناير 06, 2012 2:45 pm
اسس اختيار الزوج الصالح
قال النبي –صلى الله عليه وسلم– "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" أخرجه الترمذي
وقد زوج النبي –صلى الله عليه وسلم- جميع بناته من خيرة الرجال: فزوج زينب –رضي الله عنها- من أبي العاص بن الربيع القرشي -رضي الله عنه- وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد وأبو العاص كان من رجال مكة المعدودين مالاً، وأمانة، وتجارة .
أن من أهم واجبات ولي الأمر أن يحسن اختيار زوج ابنته، فلا يزوجها إلا لمن له دين وخلق وشرف وصلاح حتى يعاشرها بمعروف أو يسرحها بإحسان. وقالت إن الإمام الغزالي علل وجوب حسن اختيار الزوج بأن الاحتياط في حق المرأة أهم، لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلِّص لها، والزوج قادر على الطلاق بكل حال، فإن زوج أحد ابنته ظالماً أو فاسقاً، أو مبتعداً عن الطريق المستقيم فقد جنى على دينه، وتعرض لسخط الله، بسبب قطعه الرحم، وسوء اختياره شريكاً لمن هي تحت ولايته.
وقال رجل للحسن بن علي رضي الله عنهما: إن لي بنتاً، فمن ترى أن أزوجها له؟ قال: زوجها ممن يتقي الله، فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها. ويؤكد الشيخ فرحات المنجي -رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر- أن الحياة الزوجية في الإسلام تقوم على السكن والمودة والرحمة والتعاون بين الزوجين في رعاية الأسرة وصيانتها وتقسيم المسؤولية بينهما لقوله- صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها»، فمسؤولية ولي الأمر تلقي عليه تبعات خارج الأسرة وداخلها، ففي خارج البيت السعي لكسب ما يسد احتياجات الأسرة عن طريق شريف حلال وفي الداخل النصح والتوجيه والإرشاد والتقويم. وقال إن مسؤولية الأب أن يختار لابنته الزوج الصالح الكفء لها وألا يغريه المال الكثير أو النسب العريق أو الجاه العريض، غير ملاحظ لكمال النفس وحسن السلوك فتكون ثمرة الزواج مرة ونتائجه ضارة، مضيفاً أنه يجب احترام رأي المرأة وتعاون وليها معها في اختيار الزوج الصالح تطبيقاً لقول الرسول إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة» أي أقله تكلفة، والمهر الحقيقي يتمثل في الدين والخلق الحسن والمعاملة والمعاشرة والصفات الحميدة.