فهذا مختصر لطيف للمسائل التي أجاب عنها العلامة ابن القيم رحمه الله
في كتاب ( الروح) مع أجوبتها ، مقتصراً في ذلك على ذكر الجواب الصحيح.
دون التعرض لنقل الخلافيات والأدلة المتشعبة
لكي يسهل استحضارها لطلاب العلم ،
ولعامة المسلمين. وأسال الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها
وصلى الله على نبينا محمد.
المسألة الأولى : هل تعرف الأموات بزيارة الأحياء وسلامهم عليهم أم لا ؟
الجـــواب
: قال : " ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فَيُسَلم عليه ، إلا رد الله
عليه روحه ، حتى يرد عليه السلام
" فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام.
وقد شرع النبي لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم
سلام من يخاطبونه فيقول المسلّم :
" السلام عليكم دار قـومٍ مؤمنين"
وقد تواترت الآثار عن السلف بأن الميت يعرف زيارة الحي له ، ويستبشر به.
ويكفي في هذا تسمية المسلِّم عليه زائراً ، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته
زائراً ، فإن المزور إذا لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال : زاره ، هذا هو
المعقول من الزيارة عند جميع الأمم. وكذلك السلام عليهم أيضاً ،
فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسَلِّم محال ،
وقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه.