اللحن الضائع نائبة المدير
المشاركات : 7265 الجنـس : السٌّمعَة : 93 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: عناصر اللغة العربية و خصائصها الإثنين أكتوبر 24, 2011 8:45 am | |
| لحمدلله الذي رفع هذه اللغة و أعلى شأنها , حيث أنزل بها خير كتبه و أفضلها , و الصلاةو السلام على أفصل الأنبياء و خاتم المرسلين , نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعينو من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :-في هذا البحث سوف نتكلم بإيجاز عن اللغة العربية من حيث العناصر و الخصائص. إنلغتنا العربية هي ركن ثابت من أركان شخصيتنا , و فيحق لنا أن نفتخر بها , و نعتزبها و يجب علينا أن نذود عنها و نوليها عناية فائقة . و يتمثل واجبنا نحوها فيالمحافظة على سلامتها و تخليصها مما قد يشوبها من اللحن و العجمة و علينا أن لاننظر إليها بوصفها مجموعة من الأصوات و جملة من الألفاظ والتراكيب بل يتعين عيناأن نعتبرها كائناً حياً , فنؤمن بقوتها و غزارتها و مرونتها وقدرتها على مسايرةالتقدم في شتى المجالات M
لقداختلف العلماء في تعريف اللغة و مفهومها ,وليس هناك اتفاق شامل على مفهوم محدد للغة و يرجع سبب كثرة التعريفات وتعددها إلى ارتباط اللغة بكثير من العلوم.
أول من عرف باللغة أبو الفتح عثمان بن جني فيكتابه ( الخصائص ) , و هذا التعريف للغة يبدو أكثر إحاطة من بعض التعريفات العصرية, يقول ابن جني في تعريفه للغة ( أما حدٌّها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عنأغراضهم ) . ويعرف الدكتور تمام حسان اللغة بأنها منظمةعرفية للرمز ‘إلى نشاط المجتمع التعريف الاصطلاحي : يمكنأن نخلص إلى تعريف للغة يتشكل عبر تلك المفهومات : (فاللغة نظام صوتي يمتلك سياقا اجتماعيا و ثقافيا له دلالاته و رموزه و هو قابلللنمو و التطور يخضع في ذلك للظروف التاريخية و الحضارية التي يمر بها المجتمع ).
خصائصاللغة العربية إذا أردنا أن نبني حديثنا عن خصائص اللغةالعربية عل أسس و قواعد علمية يمكن أن ننظر إلى المسألة من زوايا ثلاث : أولاً : البناءالداخلي: ثانياً : خصائصتتعلق بالجانب التراثي المعرفي و الروحي : ثالثاً : خصائص شعرية إيحائية : وسوف أتحدث في هذا البحث عن البناء الداخلي فقط
أولاً : البناءالداخلي: بمافي ذلك القواعد و الأصول التي تنهض عليها اللغة من الناحية النحوية أو الصرفية أوالصوتية أو البلاغية أو المعجمية أو ما يتعلق بفقه اللغة و علومها . مبدأ الاعتدال : الذي بنيت عليهاللغة العربية , فأكثر كلماتها وضعت على ثلاثة أحرف , و قليل منها أصله رباعي أو خماسي لكيلا يطولالنطق و يعسر , فلم يكثروا من الألفاظ الثنائية خشية تتابع عدة كلمات في العبارةالواحدة فيضعف متن الكلام و يحدث فيه ما يشبه التقطع لتوالي الألفاظ المكونة منحرفين , و قد خرجت بعض اللغات عن الأخرى عن الاعتدال _ كما يقول الباقلاني _ يتكررفي بعض الألسنة الحرف الواحد في الكلمة الواحدة , و الكلمات المختلفة كثيراً نحوتكرر حرفي الطاء و السين في اللغة اليونانية , و الحروف الكثيرة في تسمية الشيءالواحد في لغة الترك . و قدشهد للغة العربية الكثير من الدارسين و المستشرقين و الأجانب و حتى الكارهين أمثالارنست رينان في كتابه ( تاريخ اللغات السامية ) ووصفها قائلا : ( تلك اللغة التيفاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ورقة معانيها و حسن نظامها , ظهرت كاملة من غير تدرج) و قال عنها المطران يوسف داوود الموصلي : ( أقرب سائر لغات الدنيا إلى قواعدالمنطق عباراتها سلسة طبيعية ).
و في حديث للمستشرق ماسينون عام 1949 تحدث عنتركيب اللغات المختلفة فأوضح أن العربيةتفضل العبرية و السريانية لقدرتها على الجمع بين خصائص
السامية , و الميزات الخاصة التي تتمثل فيسعة مدارجها الصوتية من أقصى الحلق إلى ما بعد الشفتين , مما أدى إلى انسجام صوتيمع توازن و ثبات بالاضافة إلى الرابطة القوية بين ألفاظها , و لكل صوت من اللغةالعربية صفة و مخرج و إيحاء و دلالة و معنى داخل و إشعاع و صدى و إيقاع . و منخصائص اللغة العربية اتساع معجمها فالمعنى الواحد وضعت له ألفاظ متعددة لتكثيروسائل التفاهم و حتى يجد المتكلم سهولة و عدم توقف أثناء الخطاب فإذا غاب عنه لفظكان بوسعه أن يأتي بمرادفه و إذا كان لا يستطيع النطق بكلمة كالألثغ لجأ إلى كلمةمرادفه لها كما فعل واصل بن عطاء الذي لم يكن يحسن النطق بالراء فألقى خطبةبكاملها بدون أن يلجأ إلى الكلمات التي تحتوي على حرف الراء , وقدأدى وجود ظاهرة الترادف في اللغة العربية إلى عصمة الخطباء و الكتاب منالتكرار مثال ذلك قول معاوية :( من لم يكن من بين عبد المطلب جواداً فهو دخيل , ومن لم يكن من بني الزبير شجاعا فهو لزيق ,و من لم يكن من ولد المغيرة تيّاها فهو سنيد ) فلم يكرر كلمة دخيل و استعاض عنها بكلمتين مترادفتين . و للغة العربية طريقة عجيبة في التوليد جعلتآخر هذه اللغة متصلاً بأولها في نسيج ملتحم من غير أن تذهب معالمها بعكس اللغاتالأوروبية , ففي اللغة العربية نشتق المكتبة ( اسم المكان ) من الكتاب و الكتابةبينما لا علاقة بين (book ) التي تعني كتاب في اللغةالإنجليزية و بين ( library ) التي تعني مكتبة . و من خصائص اللغة العربية أن الكلمة الواحدةفيها تحتفظ بدلالاتها المجازية و الواقعية دون التباس بين المعنيين . ولقد انفردت اللغة العربية بفن من النظم الشعري _ كما يقول العقاد _ لمتتوافر شرائطه و أدواته , و كلمة ( الشعر ) في اللغة العربية مع تحريفاتها الكثيرةترجع في اللغات السامية إلى أصلها العربي كما يروي الثقاة من اللغويين المحدثينفكلمة ( شيرو) في الأكدية القديمة و(شير) في العبرية , و ( شور ) في الآرمية كلها ترتبط بمعني الإنشاد و الترنم الذييشير إلى ( الشعر ) و هي كلمة عربية الأصل . وكذلك اللغة العربية لغة مجاز , و المجاز كما هو معروف الخاصية الأولى للغةالشعر و ليس المجاز ما يشغل ذهن المتكلم إذ سرعان ما ينتقل المتلقي بذهنه إلىالمعنى الأصلي , فمثلا لو قال شخص عن آخر أنه ( أسد ) فسوف يفهم السامع مباشرة أنالمقصود من ذلك هو الشجاعة . ولولاحظنا اللغة العربية لوجدنا أنه يكثر فيها اقتران المعاني الحسية بالمعانيالمجردة و انتقال المفردة من معنى إلى آخر لا بلغي المعنى السابق لذلك فإن لغتناالعربية لا تحتاج إلى التسلسل التاريخي في وضع معاجمها الحديثة لان معانيها فيالغالب لا تهجر بل تستخدم كلها وفقاً لسياقاتها المتنوعة .
و أريد أن أضيف أن اللغة العربية تميزت بعدة ظواهر لغوية تدل على مدى سعة اللغةالعربية و ثراءها و سعة الدلالة فيها على المعنى , سوف أذكرها باختصار أ ) ظاهرة الترادف: وتعني ما اختلف لفظه و اتفق معناه حيث تطلق عدة كلمات على مدلول واحد , و قد كانللعلماء الباحثين في هذه المسألة مواقف متباينة فمنهم من أثبت وجود الترادف دونقيود و هم الأكثرية , و هناك من أنكر و جود هذه الظاهرة إنكاراً تاما ً موضحا ً أنهناك فروقاً ملموسة في المعنى , و هناك فريق ثالث أثبت الترادف لكنه قيده بشروطأقرب ما تكون إلى إنكاره . ب ) المشترك : و هواللفظ الواحد له أثر من معنى , و هو قليل جداً في اللغة , و مثال ذلك العين التي هي في الأصل عضو الإبصار , فلأن الدمع يجري منها كما يجري الماء , أو لمعانها وما يحف بها من أهداب تشبه عين الماء التي تحف بها الأشجار , و العين من أعيانالناس و هم وجهاؤهم , لقيمتهم في المجتمع التي تشبه قيمة العين في الأعضاء , والعين بمعنى الإصابة بالحسد لأن العين هي المتسببة في هذه الإصابة....و ما إلى ذلكمن معان . ج ) التضاد : و هو ضرب من ضروب الاشتراك إذ يطلق اللفظ على المعنى و نقيضه مثال ذلك : الأزر :القوة و الضعف , السبل : الحلال و الحرام , الحميم : الماء البارد و الحار ,المولى : السيد و العبد , الرس : الإصلاح و الفساد ....الخ. د ) الاشتقاق : وهو من أكثر روافد اللغة و توسعها أهمية , و من أبرز خصائص اللغة العربية و يدورمعنى الاشتقاق في اللغة حول المعني الرئيسية التالية : الدلالةالحسية : أخذ الشيء و هو نصفه . الدلالةالمعنوية: الخصومة و الأخذ في الكلام . الدلالةالصرفية: اشتق الحرف من الحروف أي أخذه منه . هـ) التعريب و التوليد: المعرب: و هو لفظ استعاره العرب القدامى في عصر الاحتجاج باللغة من أمة أخرى , واستعملوه في لسانهم مثل : السندس , الزنجبيل , الإبريق و ما إلى ذلك المولّد : و هو لفظ عربيالبناء أعطي في اللغة الحديثة معنى مختلفاً عما كان العرب يعرفونه , مثل :الجريدة , المجلة , السيارة , الطيارة .... الخ . و ) النحـت : و يعرف بأنه انتزاع كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر تدل على معنى ما انتزعت منهكالبسملة من قولنا ( بسم الله الرحمن الرحيم ) , أو حر فين مثل :(إنما) من إن و ما .....الخ. ز ) تلخيص أصوات الطبيعة :
من وسائل زيادة الثروة اللغوية في اللغة العربية تلخيص أصوات الطبيعةو محاكاتها و في اللغة العربية ألفاظ كثيرة دالة على أصوات الحيوانات و ضوضاءالأشياء و هناك ألفاظ دالة على النطق و الكلام مثل تعتع أي ( تردد في الكلام ) . ح ) انتقال المفردة من المحسوس : و هذا الانتقال أثر في الفكر و بروز الحاجة إلى التعبير عن المعقولات و المجردات ,من ذلك : الاقتباس: اصلها المادي قبس من النار ثم نقل المعنى إلى الأخذ من العلم والكلام و هو معنىمعنوي . التشاجر : اصلها في الدلالة المادية تداخل الشجر و تشابكه ثم انتقل إلى الدلالةالمعنوية ( المخاصمة ) .
| |
|
AH.DESIGN نائب المدير
المشاركات : 4130 الجنـس : الـعـمــر : 35 السٌّمعَة : 79 بـــلادي : انـــنــي : مـزاجـي : مـهنـتي : هوايـتـي :
| موضوع: رد: عناصر اللغة العربية و خصائصها الثلاثاء يناير 17, 2012 2:11 pm | |
| كل الشكر لكـِ ولهذا الموضوع الجميل
الله يعطيكـِ العافيه يارب خالص مودتى لكـِ
| |
|