ورد في تفسير قوله تعالي
( بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6))(سورة القيامة
اقوال منها
قول ابن عباس رضي الله عنه قال
" ليفجر أمامه " يعني الأمل يقول الإنسان أعمل ثم أتوب قبل يوم القيامة
ويقال هو الكفر بالحق بين يدي القيامة .
وقال مجاهد " ليفجر أمامه " ليمضي أمامه راكبا رأسه .
وقال الحسن لا يلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله
قدما قدما إلا من عصمه الله تعالى
وقال غير واحد من السلف هو الذي يعجل الذنوب ويسوف التوبة
وعن ابن عباس أيضا : يعجل المعصية ويسوف التوبة .
قال سعيد بن جبير ( يقول : سوف أتوب , سوف أتوب , حتى يأتيه الموت على أشر أحواله )
وقال الضحاك : هو الأمل يقول سوف أعيش وأصيب من الدنيا ولا يذكر الموت .
فلنعجل بالتوبة اخواني ونحزر اكبر جنود ابليس سوف
يقول الشيخ محمد حسان في محاضرة بعنوان الحساب
(أيها المسلم! الأيام تمر، والأشهر تجري وراءها، وتسحب معها السنين، وتجر خلفها الأعمار، وتطوى حياة جيل بعد جيل.
وبعدها سيقف الجميع بين يدي الملك الجليل. ستسأل عن كل ساعة ، ستسأل عن عمرك كله فيما أفنيت هذا العمر؟.
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: يا ابن آدم! إنما أنت أيام مجموعة، فإن مضى يوم مضى بعضك، وإن مضى بعضك مضى كلك.
وكان يقول أيضاً:. " ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا
وينادي بلسان الحال ويقول: يا ابن آدم! أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد،
فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة.
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول:. (والله ما ندمت على شيء كندمي على يوم طلعت شمسه نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي).
العمر هو البضاعة الحقيقية، وهو رأس المال، ووالله ما منحنا هذه البضاعة
الكريمة للهو وللعب، وللملذات، وللشهوات، والله ما للعب خلقنا، بل خلقنا
الله لغاية كريمة وعظيمة.
قال جل وعلا: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]. هذه هي الغاية التي خلق الله لها الخلق.
ما خلقنا الله لنضيع الأعمار أمام المسلسلات
والمباريات،
وأمام الأفلام،
وأمام هذا العبث واللهو
الذي تحول في حياة هذه الأمة المسكينة إلى جد. ما خلقنا الله لذلك.
ومن أجمل ما قيل في قول الله تعالى فى حق نبي الله يحيى
: وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا [مريم:12]،
قال جمهور المفسرين: أي: آتاه الله الحكمة وهو طفل صغير،
فذهب إليه بعض أترابه يوماً من الأيام قبل أن يوحي الله إليه بالنبوة،
فقالوا: يا يحيى! هيا بنا لنلعب!
فقال يحيى -وهو الطفل الصغير-: والله ما للعب خلقنا!
وصدق والله، فإن الله ما خلقنا للهو والعبث،
فإن جل الأمة الآن يقضي جل الليل بل وجل العمر أمام التلفاز،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
يا من يمضي عمرك وأنت لا تدري..
اعلم بأنك ستسأل عن هذه الساعات..
وستسأل عن هذا العمر.. وتذكر يا من يمضي عمرك وأنت في غفلة!
أن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة،
وأن العمر مهما طال لا بد من دخول القبر.
تذكر وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم لـعبد الله بن عمر،
كما في صحيح البخاري أنه أخذ بمنكبي عبد الله بن عمر وقال له:.
(يا عبد الله ! كن فى الدنيا كأنك غريب) .
الغريب وإن طالت غربته حتماً سيرجع إلى وطنه،
وعابر السبيل وإن طال سفره حتماً سيعود إلى بلده وأهله، -
ما أحوجنا ورب الكعبة لهذه الكلمات!
إننا نعيش عصراً طغى فيه حب الشهوات،
وحب الملذات،
وحب الدنيا،
فإن كثيراً من الناس الآن يذكر بقول الله فلا يتذكر،
ويذكر بحديث رسول الله فلا يتحرك قلبه.
(2 لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) [الحشر:21].