لحمد لله نحمده سبحانه وتعالى ونستعين به ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئآت أعمالنا ونسأله تعالى أن يبارك لنا فى كل عمل وأن يحفظنا من الرياء وأن يبارك لنا فيكم وينفعنا وإياكم بما نقول وأن يجعلنا من المقبولين ويجعل لنا عنده جل وعلا دعوة مقبوله وكلمة عند رب العرش مسموعه ويجعل لنا فى السماء ولكم بالخير ذكرا ويجعل لنا ولكم فى تلك الايام من الليل ورداً ونشهد ان لاإله إلا الله سبحانه خلق فسوى وقدر فهدى ونشهد أن محمد حبيبه ومصطفاه خير خلق الله وأحيهم إلى الله ونصلى ونسلم على كمال الوجود ورمز العزه والمعزة الحبيب صلى الله عليه وسلم ثم أما بعد
أخى الحبيب إن لله فى أيام دهر كم نفحات ألا فهيا بنا نتعرض لتلك النفحات الطيبة التى تمر بنا كم نسيم الريح فى ربيع طيب
وهذه الايام هى أيام الذاكرين لله أيام الحج الاكبر وقد ذهبوا بمالهم وأنفسهم أُوناس أحبهم الله فكُتيبت أسماؤهم فى السماء فهيا بنا أحبتى نشارك الذاكرين ذكر رب العالمين حتى نفوز بشئ من غفران رب العالمين
أستمع غفر الله لى ولك لقوله جل وعلا
)وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أيام مَعْلُومَاتٍ(
فهل نحن من الذاكرون؟
هل نحن من المبتهلون والمتضرعون؟
إننا أحبتى فى الله نعاني من انعقاد اللسان عن تملق الله جل جلاله
للأسف الشديد نجد نا وقد إنعقد الكلام مع رب العالمين
كان السلف الصالح من الذين كانت لهم عند ربهم كلمات ودعوات مجابة كان الرجل منهم يرفع يديه بالدعاء من العشاء إلى الفجر وتبلغ همة أحدهم في تلاوة القرآن أنه يختم مرتين في اليوم الواحد, وبعضهم كان يحتبي الحبوة فيختم فيها ختمة!!
أين أنا وأنت من ذلك
إننا أخى الفاضل أختى الكريمة تحتاج تمارينات وتدريبات ربانيه فهل أنت على إستعداد أن تبارز الشيطان لُتقبل على الرحمن فى تلك الأيام
إنها أحبتى فى الله
\ أيام ذكر فأنت تحتاج أن تضرب رقما قياسيا في الباقيات الصالحات
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم
(أفضل الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)وفى رواية أخرى
(أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا يضرك بأيهن بدأت)
وقال صلى الله عليه وسلم
(خذوا جنتكم من النار؛ قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات، ومعقبات، ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات)
إنها أيام ذكروأيام قربة إلى رب العالمين تحتاج أن تضرب فيها رقماً قياسياً في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات)
إنها أيام ذكر، تحتاج أن تضرب فيها رقماً قياسياً في قول سبحان الله وبحمده:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من هاله الليل أن يكابده، أو بخل بالمال أن ينفقه، أو جبن عن العدو أن يقاتله، فليكثر من سبحان الله وبحمده فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عز وجل)
إنها أيام ذكر، تحتاج أن تضرب فيها رقماً قياسياً في الحوقلة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها من كنز الجنة )
أما عن تلاوة القرآن.. وقيام ليالي العشر..
فإن كان السلف يا أحبة رسول الله يسمون شهر شعبان (شهر القراء) وكانوا يغلقون فيه متاجرهم ويقبلون فيه على مصاحفهم، فما ظنك بأفضل الأيام؟
هيا أخى الكريم أعقد النيه وجهز نفسك و بدد وهم الفتور بعد أن مضى رمضان ونسيت أن هناك رب عليك غضبان لآنك تركت الذكر بعد رمضان وعد إلى ختماتك المتتابعة التجارية السريعة، نافس الحجيج سابق عقارب الساعة، سارع قبل ما بقي من الأيام العشر..
فإن الله جل جلاله لن يسمع منك أكرم عليه من كلامه عز وجل؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن؛ فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض)
أخى الكريم أختى الفاضله
من أنت إن لم تكثر الدعاء
(قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ)
سبحان الله
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم(الدعاء هو العبادة )
لا حول ولا قوة إلا بالله أخى الكريم أختى الكريمة
إن من أسباب استجابة الدعاء والله تعلى قد علم نبيه صلى الله عليه وسلم وقد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء)
وأظنك تعرف جيداً فضل الدعاء.. وما بقي عليك العمل..
هذه طائفة من أدعية القرآن الكريم والسنة المطهرة و مناجاة السلف الصالح وتضرعهم.. درب نفسك عليها كل يوم قبل المغرب, وفي السحر، تنفع يوم عرفة.
أحبتى فى الله
إعلم أنه كان من هديه صلى الله عليه وسلم صيام تسع ذي الحجة فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس )
كما إننا ندعوك أخى الكريم وندعوا أنفسنا بالخلوة إلى الله تعالى يقول جل جلاله
(وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا)
أليس من العمل الصالح
(انتظار الصلاة بعد الصلاة) فقد قال عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم رباطاً
(فذلكم الرباط، فذلكم الرباط(
إذًا فصلى اخى الحبيب الفجر في المسجد ثم ابق منتظراً صلاة العشاء.
هل تستطيع أن تخالف هواك والشيطان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ما من أيام العمل الصالح فيها)
فاستغل كثير من الإخوة النص العام - "العمل الصالح" - في اتباع الهوى، فبقي كما هو لا يتفرغ ولا يتبتل، ويقول: إنما هي أيام العمل الصالح، ولم يحدد لنا فيها شيء.. وأنا أمارس حياتي وأنوي أن ذلك من العمل الصالح!!!
وهذا من اتباع الهوى لأنه لو فهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم بفهم السلف، ونظر في حالهم، لعلم أن أنسب عمل لأفضل الأيام.. هو أفضل الأعمال، وهو الذكر بلا شك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم)
قالوا بلى قال ذكر الله تعالى
وقوله صلى الله عليه وسلم
)واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة)
يؤكد أفضلية الذكر لقوله الله جل جلاله
(وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِيْ)
إنها أيام ذبح فاذبح هواك قال الله جل جلاله
(فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
واجب الموقع أيضاً في الأيام العشر: الاستعداد للأضحية:
أين ستصلي العيد؟
لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً، لما رضي أن تصلي معه العيد؛ إن كان لك سعة ولم تضح؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا)
إلى متى ستظل متفرجاً على الذين يضحون؟
أيفوتك الحج.. ثم لا تصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
إخوتي في الله..
إن كلمة "من كان له سعة" لم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتملص من الدين!!، وإنما لرفع الحرج عن غير المستطيع، ثم إنها ترفع همم الذين يتوقون لما لا يطيقون مما يرضي الله عز وجل
(وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ)
كم استدنت من أجل الدنيا، ولم تسأل عن حكم الاستدانة؟... ها هو الإمام أحمد يُجوِّز الاستدانة للأضحية..
يا أخي ضحِّ .. إن اسمها: "أضحية"...
واجب الربانيين أيضاً في الأيام العشر: دعوة الدنيا لتكبير الله عز وجل:
نشيدنا، وبهجتنا.. عزنا، وبلسم جراحنا..
الشبه الذي بيننا وبين أهل الجنة.. أنهم في عز عيدهم
(دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ)
لهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون أنتم النفس
فأهل الجنة يأكلون ويشربون ويسبحون، وعيدنا
(أكل وشرب وذكر)
كبِّروا.. كبِّروا.. واعلموا أنكم تكبرون بمناسبة أنكم مسلمون!
( لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ )
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين