الأخوة فى القرآن
الحمد لله وكفى وسلام على رسل الله وبعد
هذا مقال عن الأخوة فى القرآن
أخوة المؤمنين :
كل مسلم هو أخ لكل مسلم أخر لقوله تعالى بسورة الحجرات "إنما المؤمنون أخوة
"ومعنى الأخوة هو الاتحاد أى التراص والمراد أن يكون الكل صفا واحدا
بطاعته حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الصف "إن الله يحب الذين يقاتلون
فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص"وتفسير هذا وحدة الإيمان بحكم الله ووحدة
العمل الصالح فالكل مؤمن وعامل للصالحات
من مؤلف أخوة المسلمين ؟
إن الذى ألف بين المسلمين هو الله مصداق لقوله بسورة الأنفال "ولكن الله
ألف بينهم "والسؤال فيما ألف الله بيننا ؟والجواب لقد ألف أى وحد الله بين
قلوبنا وهى عقولنا وفى هذا قال فى نفس الآية "وألف بين قلوبهم "فالتأليف
وهو جمع المسلمين حدث بسبب من الله هو نزول الوحى الذى أمنوا به وأطاعوه
وما دام الإنسان لا يستطيع إنزال الوحى ولا تأليفه فإنه لا يقدر على تأليف
أى تجميع قلوب الناس حتى ولو أعطاهم أموال الأرض كلها حتى يرضوا بالتجمع
وفى هذا قال بسورة الأنفال "لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم
"
سبب كون المسلمين إخوان :
السبب فى أخوتهم وهى تأليف قلوبهم هو نعمة الله وهى وحى الله فأصبحوا إخوان
بعد أن كانوا كفرة أعداء وفى هذا قال بسورة آل عمران "واذكروا نعمة الله
عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا "
الأدعياء إخوان لنا فى الدين :
إن إخوة المسلمين ليست حكرا على من عرف الناس آبائهم ولكنها تشمل أيضل
الأدعياء وهم من لا يعرف أحد من هم آبائهم وهم مجهولى النسب من المسلمين
وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم فى الدين
ومواليكم "
المرتد التائب أخ للمسلمين :
إن الكافر إذا تاب إلى الله أى أقام الصلاة أى أتى الزكاة أى أدى حق الله
أى أعطاه حكم الله مؤمنا به فقد أصبح أخ للمسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة
التوبة "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم فى الدين "
الغل وأخوة المؤمنين :
إن الإخوة بين المسلمين لا تمنع وجود غل أى كراهية بين بعض منهم فى الدنيا
والدليل هو أن الله ينزعها فى الأخرة من قلوبهم وفى هذا قال بسورة الأعراف
"أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ونزعنا ما فى صدورهم من غل "والدليل
أيضا هو كراهية بعض الأزواج لزوجاتهم وفى هذا قال تعالى بسورة النساء
"وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا
كثيرا "وهذه الكراهية لا تمنع الأخوة إلا فى حالة واحدة هى خروج الكراهية
من القلب إلى الكراهية بالإعتداء على المسلم باللفظ أو باليد مسلحة أو غير
مسلحة أو بالظهار عليه فساعتها يكون المعتدى كافر وليس مسلما
الإصلاح بين الإخوة :
وجود الكراهية أو حدوث موقف ما بين بعض المسلمين قد يؤدى لتقاتلهم بالألسنة
أو بالأجسام أو بالسلاح أو باثنين منهم أو بالكل وواجب المسلمين الأخرين
هو الإصلاح بين الفئتين المتقاتلتين وفى هذا قال تعالى بسورة الحجرات "إنما
المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم