الامراض الوراثية و التشوهات الخلقية و التهابات البول المتكرر من مسببات امراض الكلى لدى الاطفال .
يصاب الاطفال بامراض الكلى المختلفة كما يصاب بها البالغون ، ولو ان اسبابها عند الاطفال تختلف عما تكون عليه لدى الكبار .
من أهم الاسباب التي تؤدي الى امراض الكلى في الاطفال :
1.
الامراض الوراثية الناجمة عن نقص بعض الانزيمات و التي ينتج عنها ترسبات
الاملاح في الكلى ، و تكثر الاصابة بهذه الامراض في دول الخليج بسبب تزاوج
الاقارب مما ينتج عنه وجود اكثر من طفل مصاب في العائلة الواحدة .
2.
التشوهات الخلقية التي تصيب الكلى و الجهاز البولي مثل الانسداد او التكيس
مما ينتج عنه ضغط على انسجة الكلى و فقدان عملها تدريجياً .
3. التهابات
البول المتكررة و عدم معالجتها و تشخيصها من قبل اطباء الاطفال بصورة
صحيحة ، وقد اثبتت الدراسات ان 15-20% من اسباب الإصابة بالفشل الكلوي تكون
ناتجة عن إهمال علا ج التهابات البول عند الاطفال اقل من 5 سنوات .
4. إصابة الكلى بالأمراض المناعية المختلفة كمرض الذئبة الحمراء و أمراض المتلازمة الكلوية .
5. حصى الكلى .
وبفضل
التطور العلمي في مختلف المجالات اصبح من الممكن تشخيص بعض من هذه الحالات
في مرحلة وجود الجنين في بطن امه ، و ذلك عن طريق التصوير بجهاز الموجات
الصوتية و اكتشاف اي توسع او تشوه في حجم الكلى ، كما يمكن اخذ عينة م
السائل الامنيوني اثناء الحمل و تشخيص بعض الامراض الوراثية التي قد تكون
قد ظهرت في الاطفال السابقين لدى السيدة الحامل ، ويتم عرض السيدة الحامل و
زوجها على فريق من استشاريي امراض النساء و الولادة و كلى الاطفال و
الامراض الوراثية لإعطائهم صورة واضحة عن حالة الجنين و ما سيتم فعله عند
الولادة .
و بفضل نشر التوعية لدى أطباء الاطفال أصبح من الممكن
اكتشاف امراض التهابات المجاري البولية في مرحلة مبكرة و علاجها بالصورة
الصحيحة و إجراء الفحوصات الإشعاعية اللازمة لتحديد طبيعة التشوهات التي قد
توجد في الكلى و علاجها بالطريقة السليمة لمنع تكررها و تليف الكلى على
المدى الطويل .
اما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من القصور الكلوي
في مراحله المبكرة ، فبإمكان طبيب كلى الاطفال مساعدتهم لإكمال نموهم
بالتغذية ( الحمية ) السليمة وإعطائهم هرمون النمو و حقن الايثروبويتين
لمنع فقر الدم الذي قد ينتج عن امراض الكلى .
وإذا وصل الطفل لمراحل
الفشل الكلوي النهائي فإنه يمكن استخدام طريقتين للغسيل الكلوي ، اما غسيل
الدم وهو الاكثر شيوعاً في البالغين فهو لا يناسب الاطفال لأنه يؤدي الى
مشاكل في وضع القسطرة بسبب صغر حجم اوردتهم ، و كذلك يؤدي الى التأخر
الدراسي بسبب إحضار الطفل الى المستشفى لإجراء الغسيل 3 ايام في الاسبوع
لمدة 4 ساعات في كل مرة تقريباً ، فالطريقة الاخرى المفضلة للغسيل هي
الغسيل البريتوني المنزلي ، و يتم عن طريق وضع انبوب صغير في تجويف البطن ،
و يتم توصيل الطفل بماكينة الغسيل التي لا يزيد حجمها عن حجم جهاز الفيديو
و يتم الغسيل لمدة 10 ساعات في الليل أثناء النوم ثم يفصل الجهاز و يستطيع
الطفل ممارسة حياته العادية و الذهاب للمدرسة في الصباح .
و تعتبر
مرحلة غسيل الكلى مرحلة مؤقته لحين إعداد الطفل للزراعة ، و هذا هو الحل
الامثل للأطفال حيث يؤدي تعويض عمل الكلى بالزراعة في مرحلة مبكرة ( حين
يصل الطفل لوزن 10 كجم فأكثر ) الى نمو الطفل العقلي و الجسدي بصورة شبه
طبيعية مما يؤهله الى ان يكون شخصاً فعالاً في المجتمع ، و بالاكتشافات
الحديثة اليوم و التقدم الهائل الذي طرأ على ادوية مثبطات المناعة أصبحت
نسبة نجاح عمليات زراعة الكلى تصل الى 96% في بعض المراكز وهي نسبة عالية
جداً مقارنة بعمليات زراعة الاعضاء الاخرى .