اعلن
المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات من الجيش معززة بالدروع دخلت مدينة
اللاذقية الساحلية صباح السبت لقمع مظاهرات انطلقت في المدينة ضد نظام
الرئيس بشار الاسد.وجاء في تصريح اصدره المرصد ان "آليات عسكرية بما فيها
دبابات وناقلات اشخاص مدرعة اقتحمت حي الرملة جنوبي اللاذقية، وقد سمع
اطلاق نار كثيف في الساعة العاشرة والنصف (بالتوقيت المحلي)."
واضاف المرصد السوري لحقوق الانسان في تصريحه ان وصول قوات الجيش الى
المنطقة اعقبه نزوح عدد كبير من سكانها وعلى وجه الخصوص النسوة والاطفال.
"لن نركع الا لله"وكان نشطاء سوريون معارضون قد قالوا في وقت سابق إن 16 شخصا قتلوا على
الاقل برصاص قوات الامن خلال مظاهرات يوم الجمعة الحاشدة، فيما ذكرت وكالة
ريترز للانباء ان حصيلة القتلى وصلت الى 20 شخصا بينما طالب عشرات الالاف
من المتظاهرين باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد مرددين "لن نركع إلا لله".
وعمت المظاهرات انحاء مختلفة من البلاد، من بينها مديتي حماة ودير الزور
رغم الاجراءات الامنية المشددة والتي فرضت منذ بداية شهر رمضان.
ورددت بعض المظاهرات شعارات تطالب باعدام الرئيس السوري، بشار الأسد، في
تطور ملحوظ للمظاهرات التي بدأت بمطالبات اصلاحية في شهر مارس/ اذار
الماضي.
وفي علامة على مواصلة التحدي من قبل المتظاهرين، خرجت بعض اكبر المظاهرات
في ضواحي مدينة حماة وسط سورية ومدينة دير الزور غربي البلاد رغم العمليات
الامنية واسعة النطاق التي قامت بها قوات الجيش على مدار الاسبوع الماضي.
كما خرجت المظاهرات في حمص ودمشق وريفها والبوكمال ودرعا وحلب.
وسعى المتظاهرون في حماة للخروج في اعداد كبيرة بعد الانتشار الكثيف للجنود
في الشوارع وتمركز القناصة على البنايات، حسبما ذكر شهود عيان.
ونقلت وكالة الاسوشيتدبرس عن احد النشطاء في مدينة حماة قوله ان" نقاط
التفتيش أقيمت في كل مئتي متر، ومعهم قوائم باسماء معينة ويقومون بتفتيش
الناس، وتطويق الجوامع بالجنود".
وذكر ناشط من حماة ان قوات الامن قامت باطلاق النار على متظاهرين حاولوا
الخروج من عدة مساجد بعد صلاة الجمعة، مشيرا الى مقتل شخص واصابة ثلاثة
آخرين على الاقل بالقرب من مسجد التوحيد الواقع على الطريق المؤدية الى
مدينة حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان حصيلة القتلى الموثقين بالاسماء لدى المرصد الذين سقطوا اليوم الجمعة بلغت 15 قتيلا.
واضاف المرصد ان شخصا قتل في مدينة سقبا بريف دمشق خلال حملة اعتقالات فجرا عندما حاول الهروب خوفا من اعتقاله.
كما قتلت امرأة في خان شيخون عند اقتحام قوات عسكرية البلدة، وقتلت ثانية في بنش بمحافظة ادلب متأثرة بجراح اصيبت بها الثلاثاء.
واشار المرصد الى مقتل أربعة في مدينة دوما بريف دمشق برصاص قوات الامن
منهم امرأة حامل قتلت امام منزلها، وطفل في السادسة عشرة من العمر.
وقتل شخص في حمص برصاص قناصة، واثنان في مدينة حماة برصاص قوات الامن، واربعة بمدينة حلب، الى جانب قتيل في مدينة دير الزور.
وذكر التليفزيون السوري ان عنصري امن قتلا برصاص مسلحين في ضاحية دوما في دمشق.
وحسب تقديرات المرصد بلغ عدد القتلى منذ منتصف آذار/مارس الماضي 2182 قتيلا
منهم 1782 مدنيا موثقة اسماؤهم لدى المرصد، اضافة الى 410 قتلى من الجيش
وقوى الامن.
ويقول المرصد ان قوائم القتلى لا تشمل القتلى في حماة منذ الثالث وحتى
العاشر من الشهر الجاري بسبب صعوبة التحقق من الاسماء والاعداد حاليا.
تصاعد الضغوط الدوليةوتكثف قوات الامن السورية من هجماتها في البلدات والمدن في انحاء سورية منذ
بداية شهر رمضان منذ نحو اسبوعين في محاولة لاخماد الاحتجاجات المعارضة
للنظام، بالرغم من التهديدات الامريكية بتطبيق عقوبات جديدة ودعوات من دول
عربية ومن تركيا للنظام السوري بوقف اعمال العنف ضد المتظاهرين.
ودعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الجمعة دول العالم الى
الامتناع عن التعامل التجاري مع سورية، بهدف تصعيد الضغوط الدولية على
حكومة الرئيس بشار الاسد، واجبارها على التوقف عن القمع العنيف للاحتجاجات
التي تشهدها البلاد منذ اشهر، حيث قدرت بعض المصادر عدد قتلى احتجاجات
الجمعة بنحو 15 شخصا.
وقالت: "نحن نشجع هذه البلدان التي ما زالت تشتري النفط والغاز، والدول
التي ترسل السلاح الى الاسد، والبلدان التي تدعم الاسد سياسيا واقتصاديا،
في نهجه الوحشي، نشجعها على ان تقف موقفا صحيحا من التاريخ".
ودعت كلينتون، في تصريحات لقناة "سي بي اس" التلفزيونية الامريكية، الصين
والهند ودولا اوروبية الى فرض عقوبات على استيراد النفط والغاز من سورية،
كما دعت موسكو الى التخلي عن دعم دمشق المتمثل ببيع السلاح لها.
وقالت الوزيرة الامريكية: "الرئيس الاسد فقد شرعيته للقيادة، وصار واضحا ان سورية ستكون افضل من دونه".
الا ان كلينتون امتنعت عن مطالبة الاسد بوضوح بالتخلي عن منصبه، وهو موقف
قال عنه مسؤولون امريكيون ان الادارة الامريكية ستحدده خلال الايام
المقبلة.
تحرك اوروبيمن جانبه قال وزير الخارجية الهولندي اوري روزنتال ان الاتحاد الاوروبي قد
يقرر خلال اسبوع او اثنين توسيع دائرة العقوبات ضد النظام السوري، والشركات
والمؤسسات التابعة للحكومة السورية.
يشار الى ان روزنتال يقوم حاليا بحشد الدعم في اروقة الاتحاد لصالح توسيع
دائرة منع السفر لدول الاتحاد على المسؤولين السوريين، التي تشمل حتى الآن
35 مسؤولا كبيرا، منهم بشار الاسد، الى جانب عقوبات اخرى.
اذ تسعى الخارجية الهولندية الى اقناع دول الاتحاد الاخرى لاستهداف قطاعات
الاتصالات والبنوك والطاقة السورية، حيث تعتمد دمشق على نحو 28 في المئة من
دخلها على ايرادات تصدير النفط.
وقال روزنتال: "نسعى الى قطع انبوب الاكسجين عن النظام (السوري) عبر مؤسساته العامة المربحة".
ويرى مراقبون ان من المرجح ان تؤيد دول بعينها في الاتحاد مثل هذا المسعى،
ومنها بريطانيا وفرنسا والمانيا، وهي اكبر دول الاتحاد واكثرها نفوذا.
تحذير تركيوعلى الصعيد الاقليمي حذر الرئيس التركي عبد الله غول نظيره السوري من
مخاطر التأخر في تطبيق الاصلاحات الديمقراطية التي يطالب بها السوريون.
وقالت وكالة الاناضول التركية الرسمية ان رسالة بهذا الخصوص وجهها غول الى الاسد في وقت سابق من هذا الاسبوع.
وقال غول في الرسالة، التي نقلت الوكالة التركية مقتطفات منها: "لا اريد ان
اراك يوما وانت نادم على ما كان يجب ان تقوم بها، بعد ان يكون الوقت قد
تأخر"، وان الشعب التركي حزين لاراقة الدماء في الجارة سورية."
وتطالب القيادة التركية من الحكومة السورية وقف اراقة الدماء وقمع المحتجين
باستخدام قوات الامن والجيش والاسلحة الثقيلة، وتقول ان الايام المقبلة
ستكون حرجة.
من جانبها ادانت وزارة الخارجية الفرنسية اعتقال الناشط السوري عبد الكريم
ريحاوي واعتبرت انه "يمثل نموذجا جديدا للقرارات غير المقبولة التي تتخذها
سلطات دمشق، وهو قرار يناقض مباشرة توقعات المجتمع الدولي"، داعية الى
الافراج عنه فورا.
وكان ريحاوي قد اعتقل في العاصمة السورية يوم امس الخميس، حيث أكدت مصادر
في المعارضة السورية لبي بي سي انه شوهد عصر الخميس في أحد مقاهي دمشق قبيل
اعتقاله من قبل جهاز الأمن السوري.