قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن القوات السورية قتلت يوم الخميس خمسة
مدنيين على الاقل لدى اقتحامها بلدة القصير القريبة من الحدود مع لبنان في
تصعيد للحملة العسكرية الرامية لاسكات الاصوات المعارضة للرئيس بشار الاسد.
وتأتي هذه الانباء في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على دمشق لوقف حملتها العسكرية على المحتجين المطالبين باصلاحات ديموقراطية.
فقد قال البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء
التركي رجب طيب اردوغان اجريا حديثا الخميس حول العنف الدائر في سورية،
واتفقا على ان مطالبات الشعب السوري للتحول الديموقراطي "لا بد ان تلبى".
واوضح البيت الابيض في بيان صدر عنه ان "الزعيمين اكدا على طارئية الاوضاع
هناك، وجددا من شعورهما بالقلق العميق من استخدام الحكومة السورية للعنف ضد
المدنيين، واكدا ايضا على حقوق الشعب السوري المشروعة في التحول نحو
الديموقراطية، التي لا بد ان تلبى".
واضاف البيان: "وقد اتفق الزعيمان على الحاجة الى وقف فوري لاراقة الدماء والعنف ضد الشعب السوري".
وكان المرصد السوري قد ذكر في وقت سابق ان دبابات وناقلات جنود مدرعة
اقتحمت مدينة سراقب في محافظة ادلب، شمال غربي سورية قرب الحدود مع تركيا،
صباح اليوم الخميس. وشنت القوات السورية حملة اعتقالات في المدينة طالت مئة
شخص على الاقل.
كما سُمع صوت إطلاق رصاص في المدينة التي تشهد تظاهرات يومية تطالب برحيل النظام.
ونقلت وكالة رويترز عن احد سكان سراقب الهاربين منها قوله إن "حوالي 14
دبابة وعربة مصحفة دخلت سراقب صباح الخميس بمعية 50 حافلة وشاحنة وسيارة
خاصة تابعة للامن. وبدأت بعد ذلك اطلاق النار العشوائي واقتحام المساكن."
على صعيد آخر، نقلت مصادر حقوقية لبي بي سي أن وحدات من الجيش السوري قد
أحكمت سيطرتها بشكل كامل على أحياء مدينة دير الزور الشرقية، دون صدامات أو
قتال مع المحتجين في المدينة.
وقال عبد الكريم ريحاوي، رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن
إطلاق الرصاص قد خف في المدينة منذ صباح اليوم الخميس، بينما تحكم قوات
الجيش السيطرة على مفارق الطرقات وتقوم بعمليات تفتيش للسيارات، بينما تشهد
المدينة حملة اعتقالات واسعة، وفق قوائم معدة مسبقاً.
وكانت دير الزور قد شهدت خلال الأسابيع الأخيرة أضخم تظاهرات احتجاجية بين المدن السورية.
ونقل شهود عيان لـبي بي سي أن القوات السورية قد دخلت مدينة القصير في ريف
حمص مما أدى إلى سقوط سبعة قتلى من المدنيين وذلك وسط حملة اعتقالات في
المدينة في صفوف المحتجين، كما قطعت الاتصالات والكهرباء عن المدينة.
أما في مدينة حمص، فقد استمر التوتر وإطلاق الرصاص في منطقة بابا عمر،
الأمر الذي أدى ليل أمس إلى سقوط قتيلين على الأقل، حسب مصادر حقوقية لـ بي
بي سي.
وكان مسؤولون حكوميون قد رافقوا صحفيين الى مدينة حماة ليشهدوا بأنفسهم
إنسحاب وحدات الجيش السوري، بعد عملية إستمرت أكثر من اسبوع وأدت الى مقتل
عشرات من نشطاء المعارضة.
"اجراءات" من جانب آخر، دعت الدول الغربية مجددا مجلس الامن الدولي، خلال جلسة عقدها
الاربعاء حول سورية، إلى اتخاذ "اجراءات اضافية" ضد النظام السوري بسبب "
قمعه" للاحتجاجات في سورية.
وعرض مساعد الأمين العام للامم المتحدة اوسكار فيرناديز تارانكو تقريرا
امام المجلس قال فيه إن مسؤولين من الأمم المتحدة التقوا دبلوماسيين سوريين
وفي نفس الوقت كانت ترد تقارير عن وقوع مزيد من القتلى.
ونقل عن المسؤول قوله ان 87 شخصا قتلوا في اعمال العنف يوم الثلاثاء وحده.
وأضاف ان قوات الامن السورية تقوم في بعض الاحيان بقطع الكهرباء عن بلدات مستهدفة في العمليات.
وعرض تارانكو امام المجلس تقارير تتحدث عن تنفيذ عمليات اعدام ميدانية
وحالات انشقاق في صفوف الجيش بسبب رفض الجنود تنفيذ الاوامر المعطاة اليهم
باطلاق النار على المتظاهرين بقصد قتلهم, بحسب ما افاد دبلوماسيون.
وقال مصدر دبلوماسي إن الخلاصة الاساسية لتقرير تارانكو هي ان سورية "لم تستجب" لدعوات المجلس لها بوقف العنف.
من جهتها طالبت الدول الغربية بتقرير ثان يقدم الى مجلس الامن الاسبوع
المقبل ويتم خلاله الاستماع الى كبار مسؤولي الامم المتحدة في مجالي حقوق
الانسان والاغاثة الانسانية.
وبعد الاجتماع قال مندوبو كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال انه
اذا لم تتحسن الاحوال في سورية بحلول الجلسة المقبلة عندها يتعين على مجلس
الامن ان يتخذ "اجراءات اضافية".
وقال مساعد السفير البريطاني في الامم المتحدة فيليب بارهام للصحفيين ان
التقرير الذي قدمه تارانكو رسم صورة للوضع في سورية "مثيرة للاحباط
والاشمئزاز ".
واضاف ان تارانكو تحدث عن انتهاكات لحقوق الانسان, معتبرا أن "النظام السوري لا يبدو مستعدا للانصات الى نداءات المجتمع الدولي ".