نعوذ بالله من الفتـــــــــــــــــــــــن
روى أبو داود وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن فتن آخر الزمان : " ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ، لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً، فَإِذَا قِيلَ: انْقَضَتْ، تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ، فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ ، وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ، مِنْ يَوْمِهِ، أَوْ مِنْ غَدِهِ "
فتنة الدهيماء : أي الفتنة المظلمة الداهية ، هذه الفتنة لا تترك أحدا إلا أصابته بمحنة شديدة ، وكلما قيل ( انقضت ) وانتهت ( تمادت ) فزادت واستمرت ، الناس فيها يعيشون الانتكاس فتراهم مؤمنين ثم ينقلبوا - عياذا بالله - كافرين ، وتنقلب فيها الموازين
وقال بعض العلماء : يصبح مؤمنا ( لتحريمه دم أخيه وعرضه وماله ) ويمسي كافرا ( لاستحلاله دم أخيه وماله وعرضه )
حتى يميز الله الخبيث من الطيب ، وينقسم الناس لفرقتين : إلى مؤمنين وإلى منافقين .
هذا الحديث له شجون ، فإني أخاف الفتن على بلدي ، ونعوذ بالله من أن نجهل أو يُجهل علينا ، ومن أن نَظلم أو نُظلم .
تذكروا في محنتنا هذه :
" فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا "
" وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ "
فاستكينوا لربكم وتضرعوا له : يا رب جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
قال صلى الله عليه وسلم : " عبادة في الهرج كهجرة إليَّ " [ رواه مسلم ]
وذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين ، ولولا عباد ركع وبهائم رتع وأطفال رضع لصبَّ علينا العذاب صبًا .
ومن السنن المهجورة عند التلاحي والتخاصم والعنف قال صلى الله عليه وسلم : " كفارة كل لحاء ركعتان "
. .................
الشيخ هاني حلمي