هي ( هنـاء ) ، مازالت تدرس بالسنة النهائية من كلية الاعلام
جميلة ، مرحه .. تدخل القلب بلا استئذان
أما هو .. فيُدعى ( أدهم )
رجل قوي الشخصية ، قوي البنيان ، على قدر لا بأس به من الجمال تجاوز الأربعين من عمرهِ
لكنه رجل مادي جداً ، لا يفكر إلا بالمال وجمعه ، حتى انه ظن ان الحب يمكن ان يُباع ويُشترى بالمال
كان في ذات يومٍ على سفر للعاصمة ( لزيارة سريعة لأخته الصغرى ) والعودة في نفس اليوم إن أمكن ذلك
لإنشغاله الشديد في عملهِ
استقل سيارته البسيطة باكراً متجهاً إلى هناك ، وأثناء سيره في الطريق .. كانت تراوده بعض الأفكار التي لم يعتاد حتى التفكير فيها
ربما كان لإزدحام الأفكار في رأسهِ بسبب انشغاله الدائم ، وكأنه نسي نفسه في زحمة الحياه القاسية
كان طيلة الطريق يحدث نفسه قائلاً :
ياله من قطار عمرٍ لا يرحم ، يجري بنا بلا هواده ، أين أنا مني ..؟
وكيف مرت بي كل تلك السنين ولم أتزوج بعد ؟!!
بل ولم أفكر في نفسي !!
البيت والأولاد والحب و ....
الحب ..؟؟ أينه مني ؟؟
أممم ، ومن أين يأتي وأنا وهبت كل حياتي لعملي الذي أكرمني به ربي ، وها أنا اليوم جنيت منه الكثير والكثير
أممم وبرغم كبر سني إلا أنني أستطيع في أي وقت أن أتزوج من تروق لي وتُعجبني
لندع هذا الأمر لوقته فلقد أوشكت على الوصول ، ياااه كم أشتقت لأختي
لكن عليَّ العودة سريعاً حتى لا أفقد حافز الساعات الأضافية في عملي ..
وما أن وصل ( أدهم ) ، حتى فرحت به اخته ( كريمة ) أشد الفرح ، واستقبلته بحفاوة كبيرة
ومرت ساعات من العتاب من كثرة غيابه ، وأخرى ما بين الفرح والحكايات التي لا تنتهي
وفي ذلك الأثناء ، دق جرس الباب ...
فإذا بـ ( هنـاء ) تلك الفتاة ذات الوجه الصبوح المشرق تسأل كريمة عن إن كانت ستذهب معها إلى أحدى الندوات الدينيه أم لا
فردت ( كريمة ) بالنفي لأنشغالها مع أخيها ، القادم من السفر للسؤال عنها
فأحمر وجه ( هنـاء ) خجلاً وحيته من بعيد بهز رأسها قائلةً :
حمد لله على سلامتك أستاذ أدهم ، أنرت المكان بوجودك
وما أن رأها ( أدهم ) حتى أنتفض قلبه بداخله ـ ربما كان لأول مرة يحدث له هذا ـ
بل وقام مسرعاً إليها ليرد لها التحيه ـ وربما ود أن يرى ذلك الوجه الملائكي عن قرب ـ
فزاد ذلك من خجل ( هنـاء ) فإستأذنتهم بالمغادرة ، ورحلت ,,
ومنذ تلك اللحظة ، أنقلب حال ( أدهم ) رأساً على عقب !
حتى أنه أدمن السفر من وإلى أختهِ ليسترق النظر إلى تلك الفتاة التي ذهبت بعقله
إلى أن قرر ذات يوم أن يفاتح أخته في موضوع زواجه من ( هنـاء )
،،،
أدهم : كريمة ، أدرك أنكِ تعلمين مدى تعلقي بتلك الفتاه ، وأنا رجل ذو مركز مرموق وعندي وعندي وعندي ...إلخ
وكنت أود أن تسأليها عن قبولي كزوج لها ، فإن أبدت رغبتها سأذهب فوراً لأهلها وأفاتحهم بالأمر
ومؤكد انهم لن يرفضوني ، كيف سيرفضوني وأنا عندي وعندي وعندي ...إلخ
كريمة : أوه أدهم أنت رجل تحلم بهِ كل فتاه ولكن ...
ليس كل شئ يقدر بالمال أخي ، دعك من الماديات فأنت لست ذاهب لشراء سيارة !!
أدهم متعجباً : ماذا تقصدين !! وهل ما عندي قليل كي أخشى الحديث عنه ؟؟
كريمة : أسفه أخي لم أقصد ، أممم ، دعننا أتكلم معها في الأمر وأترك الباقي للنصيب،
أدهم بكل غرور : خيراً إن شاء الله
اتجهت ( كريمة ) ناحية التليفون الأرضي وطلبت من ( هنـاء ) أن تأتي إليها قليلاً لأمر هام ...
وما هي إلا لحظات قليلة ، حتى رن جرس الباب ، فعلمت ( كريمة ) أنها ( هناء ) وذهبت مسرعة لفتح الباب
كريمة : أهلاً هناء ، كيف حالكِ عزيزتي ؟
هناء : بخير والحمد لله يا أم الكرم وأتمناكِ بخير حال
كريمة : هناء .. سوف أدخل مباشرةً في الموضوع ، هذا أخي الكبير ، ذو خُلق ودين
وقالت ضاحكه : ويكفي أنه أخي هههههههه
وكان يود أن يتقدم لأهلكِ لطلب الزواج منكِ و ...
فقاطعها أدهم قائلاً : أسكتي أنتي يا كريمة دعيني أتكلم قليلاً ( وأبتسم في غرور )
اسمعيني يا هناء .. أنا رجل ذو مركز مرموق ومعي من المال الكثير وبأمكاني أن أجعل من أحلامك واقعاً تعيشين فيه
بشرط أن تكون أحلاماً بسيطة هاهاها ... ( ويبدو أنه تبسم وحده ! )
كانت الدهشه والحياء والصمت هو سيد الموقف لدى ( هناء )
حتى لاحظت ذلك ( كريمة ) فطلبت منها أن تعرف رأيها بالموضوع
فإزداد حياء الفتاة مما جعلهما يظنون ان السكوت من علامات الرضا
عندما قالت كريمة : على بركة الله فإنهم كما يقولون السكوت علامة الرضا ،
وهنا وجدت( هناء ) انه لا مفر لها من ابداء رأيها بكل صراحه ...
فقالت : إسمح لي سيدي ( أدهم )
أنت رجل تتمناه كل بنت ، وعندك من المال الكثير ـ زادك الله من فضلهِ ـ وتتمتع بصفات كثيرة و ...
ويكفي ان أختك أم الكرم كله هههه ( وضحكت وكأنها كانت تحاول التخفيف من قسوة الموقف )
لكنك سيدي ...
فقاطعها أدهم وقد ظهرت عليه علامات الغضب : لكن ماذا ؟؟
قلت لكِ كل طلباتك ستُجاب و ....
هناء متأسفه : والله لا أعيب فيك خَلقاً ولا خُلِقاً ، ولا كثرة المال هو ما كنت أحلم به
ولكنك عذراً ، عذراً سيدي ...
عفواً .. فإنك أكبر بكثير مني !!