تحل غدا الـ15 من مايو/أيار الذكرى الرابعة والستون للنكبة وما زال الفلسطينيون يتمسكون بحق العودة إلى القرى والبلدات التي أصبحت تحت قبضة إسرائيل والذين أجبروا أو أجبر آباؤهم وأجدادهم على الخروج منها عام 1948.
وتشير بيانات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى أن زهاء خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون حاليا في لبنان وسوريا والأردن وقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، منهم أكثر من 1.3 مليون لاجئ مسجلين في مخيمات ويعيشون في ظروف حياتية صعبة.
ورغم السنوات الطويلة التي مرت على تهجير الفلسطنيين من ديارهم، فإن بعض الفلسطينيين الذين ولدوا في مخيمات اللاجئين يحتفظون بأثاث ومتعلقات ذويهم التي خرجوا بها من ديارهم عام 1948، وترفض إسرائيل -التي أعلنت قيام دولتهافي عام النكبة- تماما فكرة عودة اللاجئين الفلسطينيين.
حكاية حيفا
وغالبا ما ترافق هذه الذكرى احتفالات لتأكيد التمسك بحق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى دياره وتتخللها أيضا مظاهرات احتجاجية وصدامات بين متظاهرين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
ومن بين المدن التي لا تزال تصر على التواصل مع تاريخها العربي، مدينة حيفا الساحلية التي كانت تعد مركزا ثقافيا وإبداعيا قبل النكبة وأهم مدن فلسطين التاريخية، وكانت مفترق طرق مهما بين الشام والقاهرة.
لكن النكبة الفلسطينية، التي هجرت 72 ألفا من مواطنيها الفلسطينيين ولم تبق منهم سوى ألف، أدت إلى تراجع مكانتها. إلا أن المدينة بدأت تسترد عافيتها في سنوات ما بعد النكبة، وتحاول بلورة هويتها العربية الفلسطينية.
وكانت المنظمات اليهودية احتلت المدينة يوم 21 أبريل/نيسان 1948 وهجرت سكانها منها بعد النكبة، ويبلغ عدد سكانها اليوم 260 ألفا غالبيتهم من اليهود وتتمتع بأهمية تجارية وعسكرية كونها تطل على البحر المتوسط.