هذا الموضوع هام كثيرا لنتطرق له و لنتأمل فيه ، يتلخص الموضوع فى عدة
أسئلة جميعهم ينصب فى فكرة واحدة وهى أهمية الشكل فى الصداقة .
هل شكلك جميل ويروق لى ، لكى أمنحك صداقتى ؟
هل إذا ذهب شكل صديقك تذهب أنت أيضا معه ؟
أخيرا
هل الشكل مهم فى الصداقة ؟
هل
تضحى بكل المعانى الجميلة فى الصداقة من إخلاص وأمانة وحبه لك فى سبيل ان
له وجه غير راضى عنه أنت ، إذ ربما يملك قلبا لا تملكه أنت ، أتضحى به إذا ؟
هل تضحى بصديق صاحب قيم وأخلاق ويعيش أحزانك قبل أفراحك ، لمجرد إنه لا يملك الشكل الذى يرضيك أنت ، أتضحى به إذا ؟
هل أيها القارىء أنت معى فى هذا الرأى ؟ إن الصداقة لا تعتمد على الشكل بل تعتمد على المضمون ، أأنت معى فى ذلك ؟
وإن كان الشكل مهم وجوده بالصداقة من وجهة نظرك أنت ، بأى نسبة ترى أهميته لديك ؟
هل
أنت معى فى هذا الرأى ؟ ان الشكل له جانب من الاهمية عند إختيار شريك
الحياة ، بينما المضمون والجوهر هو المهم والجانب الاكثر أهمية عند
إختيارك للصديق ، ألا تعتقد بذلك ؟
أسمح لى أيها القارىء إن أـسجل
رأيى من وجهة نظرى الشخصية مخاطبة من يهتم بالشكل عن المضمون ، لخاطبه فى
هذا الحوار على لسانى ، وأقول له :
** إن شكلى ليس بيدى ، لست مسئولا عنه ، لست مسئولا عن الذى بيد الله .
فمسئوليتى
تقع فى حدود عقلى فقط ، نعم أنا مسئول عن تكوين وبناء وصنع عقلى ، وليس
شكلى ، إن كنت جميل الطلعة ليس بيدى فضل فى ذلك ، فالفضل يعود للخالق ،
ولكن إن كنت جميل العقل ، حسن الخلق ( بناء الشخصية ) فهذا هو الذى من صنعى
و بيدى ، أن أكون دمث الخلق ، أو أن أكون سىء الطبع ، فهذه مسئوليتى وحدى ،
فأنا مسئولا ان أبنى عقلى وأكون مثقفا ، أو جاهلا تلك مسئوليتى .
مسئول عن إختياراتى ( أختار الشر أم الخير ) ، فأنا هنا إنسان مخير تماما ، بنسبة كبيرة جدا .
لكن فى تكوين شكلى أنا أصبح إنسان مصير ، فلا دخل لانسان فى إختيار شكله
لكن له دخل فى إختيار تكوين شخصيته و كيف يريد ان يكون .
** لا يصح لاى شخص على وجه الارض أن يحكم على شخصى بالشكل ، لانه هو نفسه ليس مسئولا عن شكله ، بالتالى لا يصح حكمه هذا .
ولكن
حكمه يقع على شخصى بالذى انا مسئول عن بناءه ( عقلى - شخصيتى - طباعى -
إختياراتى - أرائى - أفكارى - معتقداتى - أحلامى - طموحاتى - حتى فى
إختيارى لاصدقائى ) كل هذا مسموح لك ان تحكم فيه علي .
ليس من العدل ان صاحب شكل جميل ( بهى الطلعة ) أن يأخذ أمتيازات وحقوق غيره لمجرد إنه صاحب وجه يجذبك أنت .
من الممكن ان يكون هذا الشخص الذى يجذبك بجماله ، وأنت تمنحه أمتيازات لشكله
مغرورا
بجماله ، بل من الممكن ان يكون خاوى من الداخل ، أى لا عقل له ، ولا يملك
شخصية تذكر، منطقى جدا أنه مشغول بجماله غير مهتم ببناء عقله ، ومن وجهة
نظره إنه لا يحتاج لبناء العقل فى شىء ، فكل ما يريده يناله ويحصل عليه
بجماله ، فيما التعب اذا ، وهو يحصل على كل شىء بدون بذل أى مجهودا أو عناء
، فهناك مثل شعبى يقول لنا :
( اللى يلاقى دلع وميدلعش يبقى حرام عليه ) وهو يمنح أمتيازات ليست من حقه لمجرد انه يملك وجه حسن
بينما
صاحب الشخصية - المحترم - صاحب المبادىء - صاحب القلب الرحيم - صاحب أعمال
الخير - المخلص - الامين معك - صاحب العقل المنير - صاحب الحكمة - مخلص
النية فى الصداقة لاى انسان مهما كان شكله ، يكفى عنده أنه يؤاخيك فى
الانسانية ، أنت ترفضه .
إن رفضت مثل هذا الشخص لشكله ، فأنت لا
تستحقه ، وخسارتك فيه كبيرة جدا ، واكتسبت القشرة ، التى هى جمال الشكل ،
بينما هو مكسبه فى خسارتك أنت ، لانه لا يحتاج لصديق هش يختار صديقه لسبب
غير مسئول عنه .
إذا
إختيار الصديق للجوهر أم للشكل ، إختياره للشكل أم المضمون !!!
قبل المضى فى أى صداقة ، وجه لنفسك هذا السؤال :
ماذا تريد من الصديق ؟
سؤال
يدور بعقل كل انسان ، عند دخوله لصداقة جديدة ، فمن الطبيعى ان تكون
صداقتك متنوعة مع عدد من الناس ، هذا تصادقه لمصلحة شخصية ، وهذا تصادقه
للزمالة التى بينكم ، وأخر تصادقه لتطابق ظروفه مع ظروفك ، تتعدد الانواع بالصداقة
ولا
تسأل هذا السؤال الا فى حالة واحدة ، عندما تكون صداقتك لانسان لوجه الله
تعالى ، أو تكون صداقتك لهذا الشخص ليس لها أى غرض بداخلك ، أى لا تحتاج
منه شىء ، فى هذه الحالة توجه لنفسك ذاك السؤال متسائلا : ماذا أريد من هذه
الصداقة ؟
ربما هذا السؤال لا يشغل بال الكثير منا ، ولكن محتمل
أن تقف مع نفسك لبرهة من الوقت لتشغل بالك به ، حتى ولو لمرة واحدة ( ماذا
أريد من هذه الصداقة ؟ ) .
وما أهمية هذا السؤال لكى تطرحه على نفسك ؟
أهميته
إنك تعرف ماذا تريد ، بمعرفتك ، أنت فى هذه الحالة تعرفت على نفسك ، وهذا
ليس ببسيط أن يعرف الانسان نفسه أو أن يعرف الانسان ماذا يريد من الصديق ؟
فعند تحديدك لهدفك من صدافتك له ، وماذا تريد منه ، أكيد أنت
ستنال فى هذه الصداقة الراحة والاستمرار لها ، بل وأيضا ستمنح صديقك هذه
الراحة ايضا ، لوضوحك معه ومع نفسك قبله ، فيكون هناك أرضية ثابتة لصداقتكم
لتقفوا عليها سويا فى تلك الصداقة .............. فهذا من وجهة نظرى
الشخصية فى عدم أهمية الشكل فى الصديق