الفعل المنعكس :
إذا تعرض أى عضو من جسم الإنسان لألم أو أذى ، فإن هذا العضو يتفاعل بحركة لا إرادية
لدرء هذا الألم أو الأذى عنه ، فمثلاً إذا اقتربت بعوضة أو ذبابة من أى عين ، فإن كلا
العينين تتفاعلان أوتوماتيكياً لمنعها من إصابة مقلة العين ، وإذا وخز الذراع بإبرة أو بجسم
ساخن فإنه يُشد بحركة أتوماتيكية بعيداً عن مصدر الإصابة ، وهذه الظاهرة تسمى بـ
"الأفعال المنعكسة" ، وفيها ينقل الحس بواسطة المجموعة الحسية بالعصب إلى نواة التقائه
بسطح المخ أو بالحبل الشوكى ، فيعطى إشارة حركية تنقل بالمجموعة الحركية بنفس العصب
، وتتم الظاهرة دون إرادة الإنسان ، ولا دخل للمراكز الحسية والحركية الرئيسية فى المخ
بها.
يعتبر الفعل المنعكس وحدة النشاط العصبى. ومعظم الوظائف العصبية يمكن تحليلها إلى
مجموعة من الأفعال المنعكسة تتم على مستويات مختلفة .
أمثلة للأفعال المنعكسة :
- اتساع حدقة العين إذا تعرضت لضوء ساطع .
- حركة الرموش إذا تحرك أمام العين جسد هددها بالخطر .
- التفات الرأس نحو مصدر صوت عنيف .
- إفراز العصارات الهاضمة لدى رؤية الطعام أو شم رائحته .
- انعكاس الركبة ، وهو قفز الساق إذا ضرب أسفل الركبة ضرباً هيناً .
- تحرك أصابع القدم إذا خدش باطنها .
- إعادة اتزان الجسم سريعاً إذا تعرض الإنسان للانزلاق أثناء المشى .
ومما يدل على أن الأفعال المنعكسة تتم دون تدخل الوعى أو الإرادة أنها يمكن أن تحدث أثناء
النوم أو عندما يكون المرء تحت تأثير مخدر خفيف المفعول .
وتتوقف حدة الأفعال المنعكسة على الحالة العامة للجسم ، كما أنها تتأثر بالعقاقير ، فتشتد
فى وجود بعض السموم وتضعف تحت تأثير بعض المواد المهدئة (كمركبات الكلور والبروم
والكحول والمورفين) ، وقد تتوقف كلية فى حالات التخدير الشديد .
ويلاحظ أن فعلاً منعكساً معيناً يمكن أن يضعف من تأثير فعل منعكس آخر ، ولذلك فإن وضع
قطعة من السكر فى الفم يفيد أحياناً فى وقف نوبة من الفواق (الزغطة)؛ إذ أن التنبيه الخاص
بإفراز اللعاب فى الفعل الأول يضعف الفعل الخاص بحركات الحجاب الحاجز المسبب للفواق.
ويتخذ الأطباء من حدة بعض الأفعال المنعكسة دليلاً على سلامة الحالة العصبية العامة ،
كانعكاس الركبة واتساع حدقة العين .
وكذلك لوحظ أن انعكاس الركبة ينعدم فى بعض أمراض النخاع الشوكى ، ويكون مبالغاً فيه
فى حالات الهياج العصبى .
مسار التيار العصبى الخاص بإبعاد اليد عند وخزها بدبوس :
- هناك تنبيهاً حسياً ينتقل من الجلد عقب الوخز فى الألياف العصبية لأحد الأعصاب الشوكية
حتى يصل للنخاع الشوكى الذى يصدر تنبيهاً عصبياً حركياً ينتقل فى الألياف الحركية للعصب
الشوكى حتى يصل إلى عضلات الذراع فيدفعها للانقباض الفجائى لإبعاد اليد .
- إذن يمكن القول أن النخاع الشوكى أمكنه مستقلاً عن المخ أن يعكس الأثر الحسى الناتج
من وخز الدبوس إلى أثر حركى ، وتم ذلك دون تدخل مراكز الإرادة أو الشعور فى النصفين
الكرويين ، ولذلك يتم الفعل بطريقة آلية لا إرادية سريعة. ويأخذ المخ علماً بالفعل المنعكس
بعد تمامه بزمن قصير لا يتجاوز الثانية ، فالإنسان يحس بألم وخز الدبوس أو حرارة الجسم
الساخن أو وخزة شوكة نبات بعد إبعاد اليد بزمن قصير .