كيف يبدأ مرض الأعصاب
يبدأ بإرسال إنذارات منها :
- الإعياء والإجهاد ، ويكون فى الصباح أكثر منه فى المساء ، يخفف التركيز والانتباه وقد
تغيب الذاكرة كما قد يشعر الإنسان بحزن واكتئاب وأفكار قاتمة ، واضطراب وضجر .
- حدة الطبع مع حساسية مفرطة ، يثور حتى من الأصوات ، وقد ينزعج من النور ، يفضل
الاختباء والانزواء ، يخاف المرور فى الساحات والشوارع العامة المزدحمة .
- الاهتياج الذى تسببه الحياة اليومية حيث تظهر لديه (كثرة الإيماءات ، انتفاخات ، أو
ارتعاشات فى تقاطيع الوجه ) حركات شاذة ، أكار سوداء ، ويفقد قوة التركيز ، يكثر من
مشاريعة دون أن ينجز منها شيئاً والتهيج قد ينقلب إلى خضوع وإذعان .
- الخضوع المستتر للنزوات - تتراكم لديه الأفكار والأعمال ويكون اليأس نتيجة متعبة له .
- يتصرف عاطفياً بتفاعل مع وضع معين ، كأن يكون لدية رد فعل معين طبيعى تجاه ذلك
من (بهجة ، حزن ، غضب ، خوف ) وقد يكون رد الفعل غير طبيعى وقد يكون الإنسان
مصاباً بفرط العاطفة : أن تفاعل بشكل شاذ مع حدث ما كأن تصيبه الرعشة أو نوبة عصبية
ضحكاً أو بكاءً ، شحوباً بالوجه أو تعرقاً ، واضطراب معدى ، حركات مهتزة . وقد يصبح
الإنسان متهور مندفع ، وهذه العاطفة المفرطة وهذا التهور ما هى سوى إشارات خطرة وهنا
يجب أن يخضع الإنسان إلى العناية اللازمة - وكثيراً ما يكون الشاب المراهق مفرط العاطفة
- الأرق أى قلة النوم ، حيث يبدأ العقل بالعمل وتتجمع الآراء والأفكار والصور والمثيرات ،
الهموم تدور ولا يستطيع الإنسان الأرق وضع حداً للأفكار ولهذه المتاعب والهموم .
وقد يمر الإنسان المتعب عصبياً بمراحل وتفاعلات ، وقد يصاب جسمه بالوهن ، والذى يحدث
ضعفاً عاماً فى النشاط والإرادة ، ويحدث الوهن تفاعلات جسمية وعقلية ، وتنتابه أفكار
وآراء شاذة شاردة جامحة متنافرة متضاربة حمقاء سخيفة ، فالوهن نوع من الهمود
والكآبة والشكوك وعدم اتخاذ القرار، إضافة إلى ما تنتابه هواجس ووساوس ، والخوف
والإحساس بالغربة عن هذا العالم .
كما يتعرض المريض إلى إجهاد الجهاز العصبى فتارة يكون مرحاً وتارة أخرى يكون يائساَ .
ويعتبر القلق من أكثر الاضطرابات العصبية انتشاراً ،وكل إنسان يعانى من أعراض القلق فى
وقت من الأوقات ، وأول ما يبدأ القلق فى موقع القلب حيث يظن الإنسان بأن قلبه مريض
مع ضيق بالتنفس ، أما فى المعدة فيحس بأنها مجزأة ، أما إذا تفاهم القلق فتظهر أعراض
جسمية مثل : ارتعاش عنيف ، شحوب وتعرق وتشنج فى المعدة مع ألم وشعور بالاختناق
وضعف بالساقين وآلام بالصدر .
ومن ضمن الاضطرابات العصبية التى يمر بها الإنسان هو شعوره بأنه محاصر من فكرة
معينة ، هذه الفكرة التى تستحوذ على تفكيره ، وهذه الحالة تسمى طبياً بالانحصار العصبى
وتسبب متاعب جسدية وعقلية للمريض حيث يركن الإنسان الى اليأس ، والانحصار هو
علامة قلق والسبب هو صراعاً داخليا باطنياً .
وظاهرة أخرى تسمى الرهاب العصبى ، وهذه شعور بالقلق المفرط حيث يخاف الإنسان من
المرور بالأماكن العامة مثل شارع أو ساحة عامة يخافها أو يرهبها ، ويصاحب هذه الحالة
تعرق وارتعاد مع خوف من الإغماء وهذا يتزامن مع الخوف من الأماكن المغلقة كان يجلس
الإنسان قرب المدخل ليهرب فور شعوره بالخطر .
حالة أخرى يتعرض لها المريض عصبياً وهى ما يسمى بحالة الهمود العصبى ، وهذا يعنى
انخفاض الضغط أو انحلال الحيوية العصبية أو العقلية .
ولحالة الهمود هذه أسباب فسيولوجية أو ذهنية تأثيراته فى علل جسدية وذهنية ، والمصاب
بالهمود العصبى يكون فاتر الهمة عديم التركيز مبلبل عاجز عن التقرير وبدون معنوية عنده
شك ولديه أحاسيس غريبة فى الرأس ...... لا يستطيع ترجمة الأفكار إلى أعمال ، ومن
صفات هذا المريض أنه يبدأ بسلسلة أعمال ولكن سرعان ما يتخلى عنها فى آن واحد
وتتبعثر إرادته ، إنه يبذل الجهد ولكنه لا يبذل الطاقة اللازمة ليحقق الأعمال وفى أعماق
نفسه شعور بأن الناس لا تفهمه . والمصاب بالهمود العصبى قد يأخذ ذلك عنده شكل خلل فى
الدماغ أو فى الجسم وسماته العامة ( قلق ، كآبة كرب ) .... ومن مظاهر الهمود أيضا (
السوداوية ، أو الملانخوليا ، والامتناع حيث يشعر المصاب بالخيبة والخذلان وعقد النقص
وعقد الذنب والمشاكل الجنسية والهلوسة ) . ويعتبر التهيج عارض من أشد أعراض المرض
حيث تظهر الانفعالات المشوشة والمتشابكة وتسيطر النزوات على الشخصية مع فقدان
السيطرة الذاتية .
والشكل الآخر من أشكال المرض العصبى هو - العصاب - فهو خلل وظيفى ، ويوجد أيضا
عصاب قلبى دون أن يكون القلب مريضاً وعصاب معدى كأن يقاسى المريض من مغص حاد
أو إسهال متواصل الخ... وعصاب جلدى مثل الأكزيما وداء الصدف ، فقد يظهر العصاب فى
اضطرابات جسمية أو عقلية وقد يمر الإنسان بأمراض جسمية إلى أمراض ذهنية والعكس
بالعكس والعوارض كثيرة منها : القلق ، الوسواس ، الهاجس ، الهستريا ، وضعف الذاكرة ،
وثمة عصاب نفسى المنشأ أو عصاب جسمى المنشأ وعصاب ثالث سببه صدمة عاطفية أو
خوف مباغت .
من كل ما مر ذكره تكون الأعصاب هى التى تدفع الثمن باستمرار فالقلق يضعف الأعصاب
ويمزقها وأشد أنواع القلق ضرراً هو ذلك الشعور بالاضطراب وشرود الفكر وهموم الحياة
والضغط المعيشى ، الخوف من المرض ، الخوف من الوظيفة ، فالمخاوف متعددة .
القلق هو المزعج الأكبر للجسم فقد يؤدى إلى الربو وقرحة المعدة والأمعاء واضطرابات
القلب وغيرها .... ومن أجل تجنب ذلك يجب القضاء على القلق وعلى التخلص منه بأن يأخذ
الإنسان الرأى المتزن والواقعية . وتبديل الأحوال الخارجية وتغيير ما فى النفس والتكيف مع
الظروف المناوئه ، إبعاد شعور الهزيمة من الذات والعمل بدون إرهاق للأعصاب وبجهد
معتدل لا إفراط فيه ، مع تقبل الانتقاد البناء بنفس حليمة . ومعالجة القلق بالعمل البناء .
وأكثر ما يجلب المتاعب إلى نفس الإنسان هى الوحدة ، الوحشة ، الركود ، الضجر ، الإهمال
. اضطراب البال ، السرعة ، الشك ، الخوف ، اليأس والتردد . كل هذه الأعداء يجب على
الإنسان أن يقهرها ويخضعها ولكل منها حل ، والحل يحتاج إلى فكر رصين وتصميم ومثابرة
وسعى حثيث . واللجوء إلى الفن أو العلوم أو النشاط الاجتماعى ، من شأن ذلك أن يهب
حياة جديدة وطاقة جديدة للإنسان .