كان شعورا غريبا اجتاحني لحظه رايتها .. في المره الاولي .. لم تكن رغبات
هائجه .. لا .. بل كان فضولا .. كانت سؤال لا اعرف اجابته ..
في البدايه تعجبت و لم افهم .. لكني فهمت لاحقا و مع الوقت ..
كنت احبها .. في صمت و من بعيد كنت اراقبها .. لم تكن تعلم .. او ربما كانت تعلم و تظاهرت بالجهل ..
لم يكن حبا جارفا .. لم يؤرقتي .. لم يقلقني .. علي العكس .. كان هادئا حبي لها .. و بقربها و في ظلها كنت اشعر بالامان ..
لم استطع التقرب منها .. حاولت و بحثت عن سبيل .. لم يكن السبيل بعيدا و لا
غريبا و قد مضي فيه العديد من الرجال و حققوا مطامعهم و ارتوي حبهم ..
لكني كنت اعرف ان لست اهلا لهذا السبيل .. و ربما هي ايضا كانت تعرف ..
كان الحب قد تملكني .. استغرب نفسي الان .. كنت مقتنعا بقدرتي .. كيف كنت
اطيل النظر في عيونها الزرقاء .. كيف كنت اراقب ضحكاتها .. كم كنت احسد
رفاقها .. اعتقدت اني قد انالها .. قالوا لي انت مجنون اخبروني اني لست لها
و لا هي لي .. لا اجبتهم .. اعتقد ان الحب يجعلنا ساذجين ..
لا اعرف كيف كانت تفكر في .. و هل تفعل ؟
مضي الوقت .. اجازه نصف العام .. لم ارها .. لكن كنت افكر فيها .. الا اني
فكرت بوضوح لما غابت عن ناظري .. و بدات ناري تخمد .. اكتشفت حماقتي فليس
لي سبيل اليها و ان وصلت فماذا اريد و ماذا اقول .. ربما من الافضل لي ان
اراقبها من بعيد .. ان اتنصت الي كلماتها .. ان ابحث عن عبقها في النسيم ..
انظر الي عيونها من باب المصادفه .. اشتقت اليها ..
تزداد الامور تعقيدا .. المزيد من العقبات تفصلني درجه اخري عنها .. اقتنع بالاستحاله اكثر و اكثر ..
لا اعرف متي بدا الامر .. لقد كرهتها .. لا بل كرهت حبي لها .. كنت اشعر
بالشفقه علي نفسي .. شعرت بالانكسار و الهزيمه امامها .. لكن الواقع اني
كنت اشعر بالهزيمه امام نفسي .. و لم اكره سوي نفسي ..
في ذاكره العالم اين يقع حبي ؟
اختلطت الصور في عقلي .. لم اذكر لم ظهر ملاك الحب .. و لا اعرف لم اختفي
.. كل ما اعرفه اني الان وحيد مع هذه الذكري المطروده المشاعر .. احاول ان
اصطنع الحب .. لكن بلا جدوي .. لم يعد الي نفس الشعور مره اخري ..