التدخين والتلوث البيئي من أبرز أسبابه
القصور التنفسي المزمن .. الوقاية والعلاج
إن القصور التنفسي المزمن هو مشكلة مرضية بالغة الخطورة
يصبح فيها الجهاز التنفسي غير قادر على توفير كمية الأوكسجين اللازمة
للجسم، وغير قادر كذلك على التخلص من ثاني أكسيد الكربون في الظروف
الطبيعية (حالة الراحة أو المجهود العادي).
يعتبر القصور التنفسي المزمن نتيجة طبيعية للعديد من
أمراض الجهاز التنفسي، كما يعتبر سبباً رئيسياً للوفاة، أما أبرز العوامل
التي تؤدي للإصابة بهذا المرض فهي : ازدياد حالات التهاب القصبات الهوائية
المزمن الناتج عن التلوث البيئي العام (مصانع وعوادم السيارات)، والتلوث
البيئي الخاص (التدخين بأشكاله)، وحالات الإنتانات الحادة كالدرن الرئوي
والتقيح الرئوي، والتي تخلف أحياناً تليفات رئوية بعد الشفاء.
أنواع ومجموعات القصور التنفسي
يقول الأطباء إن القصور التنفسي المزمن يقسم إلى مجموعات حسب الأمراض المسببة له :
القصور التنفسي المزمن الانسدادي، وينتج عن أمراض الربو القصبي، والانتفاخ الرئوي، والتهاب القصبات المزمن.
القصور التنفسي المزمن الذي ينتج عن التليف الرئوي
الذي يتبع بعض حالات الدرن الرئوي والتقيح الرئوي وأمراض عمال المناجم،
وكذلك أمراض تشوه العمود الفقري والقفص الصدري وما بعد عمليات الجهاز
التنفسي الجراحية، والتي يتم فيها استئصال أجزاء من الرئتين.
القصور التنفسي المختلط، والذي ينتج عن الحالتين
السابقتين معاً مثل مرض القصبات الهوائية المزمن الناتج عن التدخين مع
التليف الحاصل بعد حالات الدرن الرئوي.
بعض حالات القصور التنفسي المزمن ينتج عن سبب مركزي في الدماغ.
أعراض المرض
• ضيق التنفس بمختلف درجاته وأنواعه، وهو أول أعراض المرض.
• الازرقاق، وهي علامة مباشرة لنقص الأوكسجين في الدم.
• نقص نسبة الأوكسجين في الدم، وارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، وذلك بدرجات متفاوتة حسب حدة المرض.
ويظهر الفحص السريري والمخبري أعراضاً أخرى مختلفة حسب
المرض الأصلي المسبب للقصور التنفسي المزمن منها : السعال والبلغم وارتفاع
درجة الحرارة والتعرق واختلال في درجة الوعي واحمرار في الوجه وارتفاع
نسبة خضاب الدم.
أما الفحوصات اللازمة فأهمها : صورة إشعاعية للرئتين،
وفحص وظائف الرئتين، وفحص صورة الدم، وتخطيط القلب، ودراسة وضع القلب
بالموجات فوق الصوتية، وقسطرة القلب " البطين الأيمن ".
... وتطوره
يختلف تطور القصور التنفسي المزمن من حالة لأخرى فهو
حاد بشكل خاص في حالات القصور الانسدادي، لكن بشكل عام يكون التطور الطبيعي
للمرض عبر ظهور حالة قصور في البطين الأيمن للقلب، إلا أن هذه الحالة قد
يتأخر حدوثها بحسب كل حالة من الحالات.
يقول الأطباء إن خطر الوفاة وارد وخاصة في حالات
التطور الحادة حيث ينتقل المريض إلى حالة القصور التنفسي الحاد، وذلك يمكن
أن ينتج عن إنتان رئوي حاد أو جلطة في الشريان الرئوي أو ذبحة صدرية،
ويحتاج المريض في مثل هذه الحالة للعلاج في قسم العناية المركزة، وأحيانا
استعمال جهاز التنفس الاصطناعي لبعض الوقت.
سبل التصدي للمرض
إن العلاج الأساسي هو علاج وقائي للتأثير على الأسباب المطورة للمرض كالتلوث والإنتان، وتتمثل قواعد الوقاية بـ :
• الامتناع النهائي والتام عن التدخين لأن الدخان بكل أنواعه هو أهم سبب لأمراض الجهاز التنفسي، وخاصة الانسدادية منها.
• التقليل من التعرض للتلوث المهني بتغير نوع ومكان العمل.
• التخفيف من وزن الجسم.
• الامتناع عن استعمال الأدوية المهدئة بكل أنواعها لأنها عوامل محبطة لمركز التنفس بالدماغ.
• الامتناع عن استعمال العلاج بالأوكسجين من دون مراقبة طبية.
أما بالنسبة للوسائل التي يمكن اللجوء إليها لمساعدة المرضى فتتلخص فيما يلي :
• استعمال اللقاحات ضد الإنفلونزا وضد الأمراض الرئوية.
• علاج كل إنتان في الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي وفي الأسنان بالمضادات الحيوية المناسبة ولمدة كافية.
• علاج تضيق القصبات الهوائية بموسعات القصبات.
• العلاج الطبيعي لمنع احتجاز إفرازات الجهاز التنفسي.
• العلاج المنزلي بالأوكسجين لمن يحتاجه، ولكن تحت إشراف طبي.
• استعمال الأدوية المدرة للبول بالإضافة للأوكسجين في حالة تطور وضع المريض إلى حدوث قصور في البطين الأيمن.
• عمل فتحة في الرغامى للمساعدة على التنفس في بعض الحالات المزمنة.