بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اجعلهم طريقك للتقرب
جلاء قلبي انفضي عن حياتك غبار العادية
ضعي قلبك في الثريــا واسعي بالحب عطاءاً وإحساناً بين الخلق
عامليهم في الله واعبري من خلالهم إليه ، وكوني لهم : خيرهم ..
اخدميهم لـربك ولا تنتظري منهم جميلا .. ابتسمي لهم
وإن رأيتهِم _في اللغو يخوضون_ فنأي بنفسك دعيهم يتحدثون ولا تشاركيهم ، ابتسمي لهم حتى لا يتضايقون من صمتك ..
فإن وجدتِ فرصة لتديرين حديثهم إلى حديث يذكر فيه ربك حبيبك فافعلي وإلا حافظي على ابتسامتك ..
كون باسمة متبشبشة لهم وقلبك هناك متأوها شوقا لمولاك ، كوني معهم بجسدك وقلبك لله ساجد ، رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى أصحابه يتذكرون أيام الجاهلية فيضحكون .. ويتبسّم ، هكذا كوني يا صغيرتي ( والذين هم عن اللغو معرضون ) وإن لم يكن لغوهم فيه حرام ، ليكن نهجك ( من صمت ... نجــا ) ( فليقل خيرا أو ليصمت _في رواية أو ليسكـت_ )
قال علي بن أبي طالب يوصي الحسنين رضي الله عنهم : (... ومن كَثـُرَ كلامه كثر خطئه ، ومن كثر خطئه قلَّ حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه ، ومن مات قلبه ... دخل النـار ..)
حبيبتي .. الإحسان إلى الخلق ... آه من عظيم أثره على القلب ، يجلـب انشراح الصدر ويلين القلوب المتحجرة ، تجدين فيه ما لا تجدينه في العبادات الأخرى ، إن أخلصت النية تجدين نفسك بعد مدة سريعة الدمعة رقيقة القلب معتبرة بالآيات وتجدين الخشوع ، أو تدرين ما يعني الخشوع ؟!!
عديهم باب تقرب إلى مولاك ، عبرهم علِّمي نفسك الانكسار لله ، وعاملي مولاك فيهم .. (..يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه ..) ما أول صفاتهم بنيتي ؟؟
انظري في الآية جيدا ... نعم "أذلة على المؤمنين" وما أجمل الذِلة للمؤمنين لم أجد أو أسمع عن شهيد إلا وكانت هذه صفةً واضحةً فيه ، متواضع لأبعد درجة ويكون دائما كأنه خادم القوم وإن كان أميرهم ، عندما تسيء لك إحداهن وإن اشتدت إساءتها .. تبسمي لـه واعتذري .. !
نعم اعتذري وإن كان هو المخطئ ، اعتذري وإن كان أخاك الصغير ، لا تقل كرامتي ، ليس لك كرامة على أخواتك المسلمات كوني لهنّ أرضا ذلولا ..
أتذكرين الرجل الذي تصدق بعرضه ؟ وتذكرين قصته مع بن عمرو ؟
قال بن القيم وسع الله مدخله :
(... في سورة الأعراف وسورة المؤمنين وسورة فصلت ...
الذكر أبلغ في دفع شر الجن والعفو والإعراض والدفع بالإحسان أبلغ في دفع شر الإنس ، قال :
فما هو إلا الاستعاذة ضارعا ... أو الدفع بالحسنى هما خير مطلوب
فهذا دواء الداء من شر ما يرى ... وذاك دواء الداء من شر محجوب )
عامليهم بقدر حاجتهم لك واستغني بالله .. عندها تفـوزين .. بخيري الدنيا والآخرة ، حينها فقط تجدين قلبك وتستشعرين لـذة العبوديـة لذة الصلاة لذة الصيام لذة القرآن .