بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
يقول الله في محكم التنزيل (لا يقنط من رحمة الله إلا القوم الضالون ) الحجر
مادمت حيا فأحمد الله ما دمت تتكلم فأحمد الله ما دمت تسمع فأحمد الله ما دمت تتحرك فأحمد الله والأهم ما دمت مسلما فقع لله شاكرا على أن نجاك من الكفر والضلال المبين .
عندما ترى وجوه الكثير أو تجلس إليهم أو تقرأ كتاباتهم تشك بأنهم أحياء , تشك بأنهم من كوكبنا لعبوس وجوههم وتذمر حالهم وصعوبة كلامهم واستحالة ايتسامتهم وإذا جئت إليهم ناصحا يتكلم لسانهم ويترجم حالهم الاتي :
1- أنت لا تعيش ما نعيش
2- أنت لم تقاس ما قسناه
3- أنت لديك وظيفة , متزوج , لديك أطفال , لديك أموال , أنتي غير عانس , أنت لم تذق قهر الامراض أنت تتفلسف كثيرا أنت .... أنت ..... أنت .... وقائمتهم لا تنتهي إلى قيامة ساعتهم ..
وفي الواقع إذا رأيت حالهم تجده غالبا عكس ما يقولون وهم يعيش في كوكب الاهاوم وتركوا كوكب الواقع .
فإني أقول لهولاء القوم الذين قنطوا من رحمة ربهم ويئسوا من روح الله ويئسوا من الحياة : لماذا تفنون شبابكم بالتذمر ؟؟ لماذا تقتلون أنفسكم بأيديكم وأفكاركم وأوهامكم الكاذبة ؟؟
إنها الحياة , لم يعطيها الله لكم إلا لانكم تستحقونها فلم تفرطون بهذه الفرصة الثمينة والهبة الجليلة ؟؟
ولسان حالكم يتمنى الموت وانتم أعطيتم الحياة لتعيشوا لا لتتمنوا الموت , اعطيتم الحياة لإعمار الارض وقبل ذلك إعمار القلوب وإعمار العقول ...
والله سمى نفسه الحي , والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن تمني الموت فهذا الشرع يؤكد على عيش الحياة بسعادة , ,,
قد تقول أين السعادة وأنا فقير , أنا مريض , أنا عانس , أنا مقعد أنا أنا أنا ... الخ إذا كان في باكم هذه هي السعادة فقد قصرت عقولكم , وأخطتم خطئا كبيرا .....
نعم المال والصحة والزواج ..... الخ هي من مكملات السعادة , والانسان إذا سعى لها وحصلها فنعما هي وإلا فإنه عمل ما يستطيع ووصل ما هو مكتوب له فلا ييأس أحد من تحسين حاله ما دام حيا ولاكن إذا لم يصل فهل يعنى لا تسعد وأنك تشقي أبدا ؟؟؟ لالالا على العكس ...
السعادة هي نتيجة أفكارك فإذا كانت أفكارك طيبة فالسعادة والهناء , وإذا كانت أفكارك خربة فالتعساة والشقاء ولو كنت ثريا ...
أختم بقولي لمن يبحثوا عن السعادة فألخصها في هذه المعادلة:
طاعة الله + إشباع حاجات النفس + خدمة عباد الله النتيجة سعادة أبدية في الدنيا والاخرة لا شقاء بعدها .