ينقر ماهال وهو قرد من فصيلة أورانغ أوتان الجهاز اللوحي
"آي باد" باصبعه فيحدث بقعا ملونة، ثم يضغط بلسانه على الشاشة فيستمع إلى
أغنيته المفضلة.. في حديقة حيوانات ميلووكي، تواكب قردة أورانغ أوتان
التكنولوجيا وتستخدمها للتسلية.
وقريبا، سيتمكن ماهال واثنان من
أمثاله من استعمال جهاز "آي باد" من أجل نشاط أكثر إثارة ألا وهو "مقابلة"
قردة أورانغ أوتان في حدائق أخرى للحيوانات مباشرة عبر الانترنت.
ويقول
المسؤولون عن حديقة حيوانات ميلووكي الواقعة شمال الولايات المتحدة إن هذه
الحيوانات تشعر بالدهشة عند مشاهدة أشرطة فيديو عن قردة أخرى من الفصيلة
نفسها على الأجهزة اللوحية، لكنها ستشعر بحماس أكبر عند رؤية أمثالها
مباشرة على الشاشة.
وتقول تريش كان المسؤولة عن الرئيسيات في حديقة
حيوانات ميلووكي "نتوق لرؤية النتيجة. قد تشعر (القردة) باللامبالاة لكن
انطلاقا من معرفتي بها، أعتقد أنها ستفهم أن الصورة تبث مباشرة وأنها تشاهد
قرد أورانغ أوتان آخر".
تلهو قردة أورانغ أوتان من ميلووكي بأجهزة
"آي باد" التي يناولها المسؤولون إياها من خارج القفص. وقد زود قسمها
بالانترنت كي تتمكن من اللعب في حين يشاهدها الزائرون عبر كاميرا
إلكترونية.
وبعد أن لاحظ القيمون على حدائق حيوانات أخرى كم تحب هذه
القردة اللعب على جهاز "آي باد" في ميلووكي، بدأوا يسلمون القردة في
حدائقهم هذه الأجهزة اللوحية بتمويل من منظمة "أورانغ أوتان آوتريتش" التي
أطلقت حملة "آبس فور إيبس" (تطبيقات من أجل القردة).
والهدف من هذه
الحملة مزودج. أولا، السماح لتلك الحيوانات بالقيام بنشاط ينمي ذكائها
وثانيا، إقناع الزائرين بالانضمام إلى حملة لحماية هذا النوع الحيواني
المهدد بالانقراض.
وتقول كان "هذه الحيوانات مهددة بالانقراض"، في
إشارة إلى تلك القردة "الذكية للغاية" والتي تدمر بيئتها الطبيعية تدريجيا
بسبب إزالة الأشجار في اندونيسيا بهدف إنتاج زيت النخيل.
سكوت انغل هو متطوع ومصور حر يعرض أشرطة الفيديو على القردة من خلف زجاج القفص السميك ويجيب الزائرين الذين ينهالون عليه بالأسئلة.
فيقول
إن ماهال يحب مشاهدة صور طيور البطريق فيما تعشق والدته بالتبني أم جاي
الأفلام الوثائقية حول الطبيعة التي تعرضها قناة "بي بي سي" والتي تحمل
توقيع المخرج دايفيد أتينبورو.
وتضرب أم جاي بيدها على الزجاج كي يعرض لها سكوت شريط الفيديو التالي.
وكان
المصور المتطوع قد تواصل مع القيمين على الحديقة ليقدم إليهم جهاز "آي
باد" القديم خاصته. لكنه راح يزور الحديقة مرات عدة في الاسبوع ليعرض على
الأورانغ أوتان أشرطة الفيديو التي غالبا ما تكون من تصويره.
ويقول "من الرائع أن نتمكن من بناء علاقة مع الحيوانات".
ويبدأ
ماهال بالتصفيق عندما يرى المصور ويحب أن يلعب معه الغميضة بالاختباء تحت
النافذة بينما تحاول أم جاي إلهاءه كي يلعب سكوت معها.
وعلى الرغم من
أن القرد تومي العجوز والبالغ من العمر ثلاثين عاما يفضل الانعزال معظم
الوقت، إلا أنه يحب رؤية سكوت وجهاز "آي باد" خاصته.
وتقول كان عن تومي "من المذهل أن نراه يخرج ويكف عن الاختباء. (تومي) رائع ونريد أن يراه الناس".