قال نشطاء سوريون إن 168 شخصا قتلوا أمس السبت، بينهم 70 في اللطامنة بريف
حماة التي شهدت "مجزرة مروعة" بحق ثلاث عائلات كاملة، بينما
استمر القصف على حمص وأريحا بإدلب، وتواصلت الاشتباكات مع المنشقين في
أنحاء متفرقة من البلاد، في وقت صعدت فيه القوات السورية عملياتها خاصة في
حماة.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام قصفت
مدينة أريحا بإدلب منذ صباح السبت، وهدمت وأحرقت العديد من المنازل بعد
نهبها. وتحدثت الهيئة عن الأوضاع الإنسانية السيئة جراء انقطاع الاتصالات
والماء والكهرباء، فضلا عن تحليق الطيران المروحي المتواصل وملاحقة
الناشطين وإعدامهم ميدانيا.
كما تعرضت بلدة حزانو في إدلب لحملة عسكرية أمنية راح ضحيتها عشرات
القتلى والجرحى، فضلاً عن نهب وحرق عشرات المنازل والمحال التجارية.
ويأتي توسيع هذه الحملات في محافظات حمص وإدلب وحلب وحماة وريف دمشق قبل
ثلاثة أيام من انتهاء مهلة المبعوث العربي الأممي المشترك لسوريا
كوفي أنان لو قف إطلاق النار وسحب القوات الحكومية.
مجازر مروعة
في هذا السياق، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان
بمدينة اللطامنة في حماة إن قوات جيش النظام قصفتها بقذائف الدبابات
والمدفعية الثقيلة لمدة ساعة ونصف في وقت مبكر من صباح السبت.
وأضافت أن قوات الأمن والجيش اجتاحت المدينة بالمدرعات وقتلت أي شخص
يظهر أمامها بالرشاشات، كما اقتحمت قوات المشاة عدة منازل وقتلت عائلات
بأكملها بإطلاق نار مباشر.
وحسب تقرير الشبكة، ذبحت هذه القوات أربعة أفراد من عائلة الخاروف،
وثلاثة من عائلة الخضيري، وأكثر من خمسة أفراد من عائلة الصالح، وقتلت طفلة
من عائلة الصالح لا تتجاوز عشرة أشهر برصاصة مباشرة في صدرها.
وقالت الشبكة إنها استطاعت إحصاء 70 قتيلا في اللطامنة، بينهم أكثر من
20 جثة محترقة ومشوهة بالكامل لم يعرف أصحابها، إضافة إلى عشر جثث اختطفتها
قوات الأمن.
وفي "مذبحة" أخرى بدير بعلبة في حمص، أظهرت لقطات فيديو صورها نشطاء 13
جثة لرجال في سن الشباب أو في أواسط العمر، عثر عليهم في شوارع الحي وهم
مكبلو الأيدي خلف ظهورهم وبعضهم معصوبو العينين، وقد أصيبوا بطلقات رصاص في
الرأس بينما سالت الدماء على الرصيف.
وقال نشطاء إنهم لا يستطيعون تحديد هوياتهم أو سبب قتلهم، بينما نقلت
رويترز عن عضو لجان التنسيق المحلية المعارضة سليم قباني قوله إن بعض الجثث
تظهر عليها آثار تعذيب، ومن المحتمل أن يكونوا من المعتقلين.
تدمير واشتباكات
من جهته، اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان السلطات السورية بانتهاج
سياسة "تدمير المنازل" في مناطق تشهد احتجاجات وانشقاقات، وكذلك اتباع نهج
الإعدامات الميدانية للنشطاء في كثير من المناطق.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القوات النظامية تقصف مناطق ريفية
نائية يظن النظام أن أخبارها لن تصل إلى الإعلام والمنظمات الحقوقية.
وأضاف "إذا تثبتت القوات النظامية من وجود أحد المطلوبين في منزل فإنها لا تعتقله، بل تقصف المنزل بمن فيه".
ومن جهة أخرى، تحدث عبد الرحمن عن استمرار الاشتباكات بين قوات النظام و
الجيش الحر في مناطق بإدلب و درعا وريف حلب وريف حماة وحمص وريفها.
وقال إن عناصر من الجيش الحر هاجموا نقطة أمنية قرب الحدود مع لبنان
يقول ناشطون إنها تعيق نقل الجرحى، فدمروها وقتلوا عناصرها، دون أن يحدد
عددهم.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن قصفا استهدف حافلة لبنانية
تنقل زوارا إلى العراق في الجانب الحدودي من سوريا، مما أدى إلى مقتل
لبناني وإصابة العشرات بجروح.
وتأتي هذه الأحداث بالتزامن مع قصف عنيف على بلدة الجوسية الحدودية
القريبة من البقاع، حيث نزح منذ ساعات الفجر مئات من سكانها باتجاه قرى
أخرى وكثير منهم إلى لبنان، وتحديدا إلى مشاريع القاع وبلدة عرسال.
وفي الجانب الآخر، احتشد الآلاف في ساحة السبع بحرات وسط العاصمة دمشق
احتفالا بالذكرى الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث الحاكم، رافعين أعلام
سوريا وحزب البعث وصورا للرئيس بشار الأسد ، بينما كانت مكبرات الصوت
تبث أغاني وطنية وأخرى تؤيد الأسد.