إن فكرة التفاعل الإيجابي هي فكرة مثيرة، ولكنها في نفس الوقت فكرة مخيفة. فعندما تدخل في اتصال قائم على التفاعل فإنك لا تعرف بدقة ما هي نتائج هذا الاتصال، أو ما هي نهايته. أما إذا كنت ممن يسلكون في ضوء الموروثات، وتؤمن بالفردية والاستقلالية، وتدير وقتك من مبدأ إدارة الوقت وفق الجيل الثالث القائم على الكفاءة والتحكم، ستشعر بالضعف، والخوف، وعدم الخبرة، والشك.
يقولSTEPHEN: أتذكر أول مرة انضممت فيها إلى الإشراف على معسكر للطلاب للاكتفاء الذاتي. كنت مساعداً للمدير، ولم أكن مسئولاً بكثافة عن أساليب تحقيق البقاء، بينما كانت مسؤولياتي تتركز حول الاتصال الإنساني بين المجموعة.
ولكن ذلك لم يمنع من تدخلي كثيراً عند ممارسة الطلاب لأساليب المحافظة على البقاء. لا أنسى ذات مرة عندما كنت على قمة صخرة وطلب مني القفز إلى الخلف إلى الجزء المنخفض منها. لقد رأيت زملائي من المشرفين يفعلون نفس الشيء قبلي مباشرة. كنت أعرف أن كل إمكانيات السلامة متوافرة، وأن هناك حبلاً يربطني في حالة السقوط الخاطئ. ومع ذلك فلم يكن ذلك كله مطمئناً. لقد كنت مليئاً بالخوف والضعف والقلق. لم أحاول إظهار ذلك خوفاً من رد الفعل عند الطلاب. ولكنني لن أنسى المشاعر التي انتابت قلبي وعقلي لحظة القفز نفسها.
هذه المشاعر هي خلاصة فكرة التفاعل الإيجابي في عملية الاعتماد المتبادل. والفكرة هي أننا حقاً ضعفاء، وفي هذه العملية نحن نترك الأمور على أعنتها، ثم نضع ثقتنا في المبادئ والعملية نفسها دون أن نعرف النتائج، وبالتالي نصبح في مخاطرة حقيقية.إن التحكم هو مجرد خداع. أولئك الذين يظنون أنهم يتحكمون لديهم من المبادئ الذاتية الداخلية ما يجعلهم يظنون أنهم يتحكمون فيما يحدث. ولكن الحقيقة أن ما يحدث هو نتيجة قدرتهم على طاعة تلك المبادئ الطبيعية للحياة التي تجعل الأشياء تحدث. إن ذلك يتحقق عند مستوى أدنى من العطاء في شكل عملية تبادلية مع الغير قائمة على المشاركة والاعتمادية.
أما إذا أردت أن توسع قاعدة العطاء، وأن تدخل في عملية إعادة تشكيل لذاتك وللطرف الآخر من خلال الاعتماد المتبادل، بما يحقق التفاعل الإيجابي الحقيقي للإبداع. هنا تصبح هذه العملية قوة في حد ذاتها، وعندها تترك طوعاً موقع الأمان لتتعرض للمخاطرة التي أشرنا إليها وتشعر بالضعف. عليك أن تعتقد في هذه المبادئ عند مستوى أعلى.وأنت لا تعرف ما سيحدث، ولا تعرف ما هي النتائج، وما هي ردود فعل الآخرين. لهذا فأنت تحتاج إلى الشجاعة، وتخرج من منطقة الطمأنينة التي تعيش فيها الآن، وتخرج من خبرتك الماضية، وحاضرك الذي تعيشه.إنك تحتاج أن تأخذ هذه الخطوة الأولى، وأن تلقي بنفسك من على قمة الصخرة، مع كل المخاطرة.