المقصود بثقافة الاختراع هو بيئة العمل التي تشجع الموظفين – من مهندسين وعلماء وطلاب وفنيين- على ابتكار الجديد في منتجات الشركة أو تطوير منتجات موجودة. والاختراع لا يأتي من ذكاء الإنسان وتفكيره فقط، ولا يأتي من الدراسة العلمية المحضة، بل هو بحاجة إلى تشجيع الإنسان ودفعه إلى التفكير في التجديد والتطوير وصولاً إلى الاختراع. فإن كانت بيئة العمل وثقافته المنظمة لا تسمح بالتجديد أو تطالب الموظفين بالقيام بواجباتهم وترك التفكير للإدارة التي عادة ما تكون مركزية في شخص أو عدد قليل من الأشخاص، فهذه بيئة غير منتجة لأي إبداع أو اختراعات.
أما إن أردت أن تكون منظمتك من المنظمات التي تتوالد فيها الأفكار والاختراعات والمنتجات الجديدة باستمرار فعليك أن تشجع التفكير الحر فيها وأن تسمح بتجريب الجاد من الأفكار حتى وإن لم تنجح كلها. إن الإدارة التي تقوم بهذا تظهر للعاملين لديها بأنها فعلاً تدعم أصحاب الطموحات والاختراعات ولا تحقرهم أو تسخر من أفكارهم. وهي بذلك تعمم في بيئة العمل احترام أصحاب الأفكار والتطبيقات الجديدة وتوفر لهم المناخ الملائم للإبداع والاختراع. وهذا كله سيعود بالفائدة على المنظمة التي ستقدم لعملائها منتجات جديدة متميزة تساهم في تعزيز مكانتها في السوق.
الاختراعات في الغرب تأتي في معظمها من القطاع الخاص، من الشركات والمصانع والمعامل. والجزء الذي يتم العمل عليه في مراكز الأبحاث والجامعات يكون في الغالب بدعم من الشركات ذات الاهتمام بموضوع الاختراع لأغراض تجارية. ورغم ذلك فإن الغرب يقدم سنوياً آلاف الاختراعات ذات الاستخدامات التجارية التي تعود على أصحاب الشركات بمئات الملايين من الدولارات أرباحاً ومبيعات.
إن جزءاً من ثقافة الاختراع التي ندعو إليها يكمن في عدم انتظار قدوم الحلول لمشاكلنا من الخارج أو من جهة حكومية تعمل –إذا عملت- لسنوات على ابتكار منتج يحل مشكلة ما. فالمشاكل ليست سوى فرص بحاجة إلى من يقتنصها. فلننشر ثقافة الاختراع ونعممها في منظماتنا وأسرنا كي نصبح أمة تبتكر وتصنع ما تحتاجه.