هناك
مثل يقول: "الضحك دون سبب، قلة أدب." وفي لحظة تجلٍّ ليلة أمس، اكتشفت أنه
لا يوجد ضحك بلا سبب. حتى "الضحك على الذقون" له سبب، كما حدث مؤخرا حين
ضحك قليلون على كثيرين، وتبخرت "فلوس" الدنيا بين "ضحية وعشاها" أو "عشية
وضحاها" هل هناك فرق؟!
نظرت
إلى شاشتي فجر اليوم، فطلب مني ابني أن أقرأ الأخبار الاقتصادية أولا لأنه
يعمل في إدارة المحافظ الاستثمارية في أحد البنوك، فقلت له ضاحكا: "هل
هناك أخبار غير اقتصادية يا بني؟!"
وها هي نشرة الأخبار:
- خبر 1: بنك "يو بي إس" السويسري يفصل 7500 موظف آخرين ليحد من خسائره.
- خبر 2: قراصنة الصومال يختطفون أربع سفن أخرى في يوم واحد.
- خبر 3: اقتصاديو الصين يقولون بأن السوق وصل إلى القاع، وقد بدأ النمو! ولكن...
- خبر 4: "وول ستريت" تواصل الهبوط فتلحق بها أسواق آسيا مرة أخرى.
-
خبر 5: آلاف السيارات الراكدة في أسواق الأردن تعادل قيمتها أكثر من
ملياري دولار ستعيد الحكومة جماركها للمستوردين، ليعيدوا تصديرها! (إلى أين
سيعاد تصديرها؟ ومن سيشتريها منهم؟ ولماذا نستورد سيارات جديدة بمليارين
أصلا؟)
-
خبر 6: خطة لتحديث وتطوير الصناعة المصرية وفق المواصفات العالمية! (إذا
كانت الصناعات العالمية قد أفلست، فلماذا نحدِّث وفق مواصفاتها؟)
- خبر 7: شركة "إيه بيه" تطرح "سكايبي" كشركة مساهمة عامة لتحد من خسائرها! (كلام يثير الضحك! من سيشتري أسمهما؟)
- خبر 8: مشروع لتغذية الأطفال في القرى الفقيرة! (ماذا عن أطفال المدن؟ أليست المدن اليوم أفقر من القرى؟!)
- خبر 9: بلغ عدد أطفال المهاجرين غير الشرعيين إلى أمريكا 4 ملايين طفل! (كيف سيعيشون؟ وأين سيتعلمون؟ وهل سيرحلون؟)
-
خبر 10: أكثر من 57 ألف كتاب تضيع من فهارس "أمازون.كوم" خلال الأسابيع
الماضية! (هل هو فعلا خطأ تقني في برنامج عرض الكتب؟ أم تم بفعل فاعل لخدمة
ناشرين وموزعين على حساب آخرين؟)
- خبر 11: شركة من أبو ظبي تشتري 9.1% من أسهم شركة "مرسيدس." (خبر جميل فعلا، يجعلنا نضحك من القلب.)
- خبر 12: اقتصاديات دول الخليج ستتجازل 2 تريليون دولار عام 2020. (ونقول: "الله أعلم!")
الأخبار
- من الصومال إلى سويسرا، ومن الصين إلى الأرجنتين - تستدر الدموع وتبعث
على الشفقة! فللبكاء أيضا سبب... العالم فقد عقله، لأنه فقد ضميره! ركزنا
على العقار والدمار، واستثمرنا كل الأموال في بعض الأعمال، ولم نستثمر في
جوهر الإنسان. ومن يظن أنه يمكن أن يحيا بلا عقل وبلا ضمير، سيجد للضحك
سببا، وللبكاء ألف سبب!