توصل علماء لتحديد الخارطة الوراثية لقنفذ البحر، وهو حيوان لا فقاري قريب
وراثيا من الإنسان قد يسهم فهم تكوينه في تطوير أدوية جديدة وطرق علاج ضد
السرطان وأمراض أخرى مستعصية تصيب البشر.
وأكدت مجلة "ساينس" العلمية
الأمريكية في عددها أمس العلماء تمكنوا من التعرف على 23300 مورثة تشكل
المكونات الوراثية لقنفذ البحر الأرجواني اللون والذي يحمل 7077 مورثة
مشتركة مع البشر رغم كونه حيوانا صغيرا جدا يفتقد إلى المخ والأطراف.
وقال
العلماء إن وضع الخارطة الوراثية لقنفذ البحر أظهر أن التشابه الوراثي بين
البشر وقنفذ البحر أكبر بكثير مما كانوا يتوقعونه ويجعل من هذا الحيوان
أقرب وراثيا إلى الإنسان من دودة الأرض أو ذبابة الفاكهة اللتين تشتركان
بعدد كبير من المورثات مع البشر. وبذلك يشكل قنفذ البحر نموذجا واعدا
للباحثين.
وذكر أستاذ علم الأحياء في جامعة براون عضو اتحاد المكونات
الوراثية لقنفذ البحر جاري ويسل في بيان "لم يكن أحد يتوقع أن يكون لدى
قنفذ البحر مكونات وراثية على هذه الدرجة من التماسك. أقوم بدراسة هذه
الكائنات منذ 31 عاما والآن بت أعرف أنها كانت تراقبني كذلك".
ومن
المفاجآت الأخرى التي انطوى عليها المشروع أن الباحثين وجدوا أن لدى قنافذ
البحر جهازا مناعيا أكثر تطورا من أي حيوان آخر تمت دراسته حتى الآن فهو
مركب جدا ولا يعتمد على الأجسام المضادة، وقد يكون هذا أحد الأسباب التي
تمكنه من العيش لـ 100 سنة أو أكثر.
وتحمل القنافذ كذلك مورثات ترتبط
بأمراض تصيب البشر مثل ضمور العضلات وهو مرض وراثي يؤدي تدريجيا إلى تلف
العضلات، ومرض هنتنجتون الذي يصيب الدماغ ويتلف الخلايا العصبية ويسبب
الخرف.