نزعة هادمة مدمرة تستحوذ على الفكر و المخيلة و تحيل الأبيض أسود و الحسن سيئاً والنصر هزيمة والجمال جريمة
انه طبع ذهني يعود على صاحبه بالشقاء و يضعضع همته و يفتت عزيمته فيعيش ميتاً
يحكم على نفسه الحكم الجائر و لكنه ينسب فشله في حياته الى الحظ فالحظ في عرفه خصم و عدو
و ينظر إلى الناس نظرة قاسية لأنه يصدر أحكامه بوحي من تشاؤمه فلا يراعي العدل و الإنصاف
انه عدو الحظ أو الحظ عدوه و إنه الضحية دائما الضحية في الماضي و الحاضر و المستقبل
و لو أنصف نفسه و أنصف الناس لرأى ان الحظ الذي يعتبره عدوا لا يمالىء سواه على حسابه هو بل يعامل الناس كلها معاملة واحدة يقبل و يدبر و يبتسم ويصعر الخد
اما حلاوة الحياة فهي التي حرم منها
و اما مرارتها فهي التي يذوق علقمها
وهو حسود كنود هو غاضب حقود هو ناقم لا يرضى و خجول من الناس لانه خجول من الحق
انه مريض و مرضه خجل و خوف مرضه الإجفال مرضه في بصيرته و بصره
انه المرض
مرض في العقل معروف موصوف ذلك هو التشاؤم
انسداد تام في الرؤية توقف و جمود استسلام و قنوط
و النظر العقلي ينحرف فيثبط و يحبط و يبدد انه مرض الموت هذا إسمه و هذه إشارته
وينطوي القلب على شعور تمتزج فيه الكآبة بالحزن و الأسى و بالقهر و الكمد و يتطور الداء على مر الأيام و تستنفد خلايا الأعصاب طاقتها فينحط المريض الى النورستانيا و ان لم يتدارك يهبط الى الملانخوليا و اخيرا يترنح في حقل الهوس حيث يقوم الجنون و يعقبه موت أكيد
انه المرض و لا يكون صاحبه ضحيته الوحيدة بل يجر معه الضحايا فهو بتصرفاته المشينه يسبب الشقاء و يسبب العناء فأفكاره السوداء المربدة تجوب به الآفاق القاتمة فتمر به الفرص مرا سريعاً لا يمد يده إليها و لا يعمل على اغتنامها و تفوت هذه الفرص و يبقى هو يحلم بالخيبة و الفشل و الموت