يعرفه ديوي في كتابه (كيف نفكر ) بالقول :"إنه التمهل في إعطاء الأحكام وتعليقها لحين التحقق من الأمر " .
ويعرفه حبيب (2003م، 238 ) بأنه " نوع من التفكير المسؤول الذي ييسر عمليات الوصول للقرار ويعتمد على معايير ومحكات خاصة ،وكذلك على التقويم الذاتي والحساسية للمواقف المتنوعة.
ويرى البعض أن التفكير الناقد يقابل التفكير المجرد عند بياجيه ويتألف من ثلاث مكونات هي:
صياغة التعميمات
النظر والتفكر في الاحتمالات والبدائل
تعليق الحكم على الشيء أو الموقف لحين توافر معلومات وأدلة كافية
وإذا رجعنا إلى الكلمة الإنجليزية Critical نجد أنها مشتقة من الأصل اللاتيني criticus أو اليوناني kritikos والذي يعني ببساطة القدرة على التمييز أو إصدار الأحكام.
وربما كان التفكير الناقد من أكثر أشكال التفكير المركب استحواذاً على اهتمام الباحثين والمفكرين التربويين الذين عرفوا بكتاباتهم في مجال التفكير ،كما أن تعبير التفكير الناقد من أكثر التعبيرات التي يساء استعمالها من قبل الكثيرين في وصف عمليات التفكير ومهاراته، وفي عالم الواقع يستخدم التعبير للدلالة على معان عديدة من أهمها:
الكشف عن العيوب والأخطاء
الشك في كل شيء
التفكير التحليلي
حل المشكلات أو التحقق من الشيء وتقييمه بالاستناد إلى معايير متفق عليها مسبقاً
هو التفكير الذي يتطلب استخدام كل المستويات العليا في تصنيف بلوم وهي : التحليل والتركيب والقويم .
وهو" تفكير تأملي ومعقول ،مركز على اتخاذ قرار بشأن ما نصدقه ونؤمن به أو نفعله ،وما يتطلبه ذلك من وضع فرضيات وأسئلة وبدائل وخطط للتجريب "( جروان :1999 ،61)
[عدل] أهمية تعليم التفكير الناقديجمع المهتمون بالتفكير الناقد على أهميته ، يعلل محمد ( 1996م ،10) ذلك للأسباب التالية:
1.التفكير الناقد يحول عملية اكتساب المعرفة من عملية خاملة إلى نشاط عقلي يؤدي إلى إتقان أفضل للمحتوى المعرفي ،وفهم أعمق له على اعتبار أن التعليم في الأساس عملية تفكير .
2.التفكير الناقد يكسب الطلبة تعليلات صحيحة وقبوله للمواضيع المطروحة في مدى واسع من مشكلات الحياة اليومية ويعمل على تقليل التعليلات الخاطئة .
3.التفكير الناقد يؤدي إلى مراقبة الطلبة لتفكيرهم وضبطه ،وبالتالي تكون أفكارهم أكثر دقة وأكثر صحة مما يساعدهم في صنع القرارات في حياتهم اليومية ويبعدهم عن الانقياد العاطفي والتطرف في الرأي .
4.التفكير الناقد من المقومات الأساسية للمواطنة الفعالة في عصر اتسعت فيه المعلومات وانتشرت وسائل الإعلان ،وشاعت فيه الدعايات والإشاعات وكثر فيه السياسيون ولابد للفرد أن يكون قادراً على التفكير الناقد ،لكي يستطيع الحكم على مصداقية هذه المعلومات وتصنيفها ومعرفة الغث منها والسمين .
تتتت
[عدل] مهارات التفكير الناقدينطوي التفكير الناقد على مجموعة من مهارات التفكير التي يمكن تعلمها والتدريب عليها وإجادتها وقد يمارس الفرد التفكير الناقد بأن يتحرى مواقع التحيز أو التناقض في نص معين دون غيرهما من مهارات التفكير الناقد الأخرى . ذكر جروان (1999م ،62 ،نقلاً عن : باير) عشر مهارات للتفكير الناقد نوردها في ما يلي :
1_التمييز بين الحقائق التي يمكن إثباتها أو التحقق من صحتها وبين الادعاءات أو المزاعم الذاتية أو القيمية .
2-التمييز بين المعلومات والادعاءات والأسباب ذات العلاقة بالموضوع وتلك التي تُقحم على الموضوع ولا ترتبط به.
3-تحديد مصداقية مصدر المعلومات .
4-تحديد الدقة الحقيقية للخبر أو الرواية .
5-التعرف على الادعاءات أو البراهين والحجج الغامضة .
6ـالتعرف على الافتراضات غير الظاهرة أو المتضمنة في النص .
7-تحري التحيز أو التحامل .
8-التعرف على المغالطات المنطقية .
9-التعرف على أوجه التناقض أو عدم الاتساق في مسار عملية الاستلال من المقدمات أو الوقائع.
10-تحديد درجة قوة البرهان أو الادعاء .