قال الله تعالى في محكم كتابه العظيم : (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة 186.
وأكد النبي (ص) ، وأهل بيته عليهم السلام ، بالحث والترغيب الشديدين على الدعاء ، وقد روي عن الرسول الأكرم : (الدعاء سلاح المؤمن) الكافي ج2ص468 وبحار الأنوار ج93 ص294.
وكما قال رسول الله (ص) : ( ما من مؤمن دعا الله تعالى بدعوة ليست فيها قطيعة رحم ، ولا استجلاب إثم ، إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث : إما أن يعجل له استجابة الدعوة ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يرفع عنه مثلها من السوء) بحار الأنوار ج93 ص295 .
وورد عن آل البيت عليهم السلام : (لا يُرد القضاء إلا بالدعاء) بحار الأنوار ج8 ص296 . أي لا يصرفه ويدفعه ويهونه إلا الدعاء .
وكما قالوا : (إن الدعاء يرد البلاء) بحار الأنوار ج93 ص295 .
وقالوا : ( الدعاء مفتاح نجاح) بحار الأنوار ج93 ص341 . أي الظـَفـَر بالمطلوب والحصول عليه بسبب التوسل بالخالق .
وعن أبي عبدالله (ع) : (أكثر من الدعاء فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة) ... (وليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه) مكارم الأخلاق ص299 .
وعن علي بن أبي طالب (ع) : (تقدموا بالدعاء قبل نزول البلاء) سفينة البحار ج1 ص449 .
وكما قال سيد البلغاء (ع) : (ما المبتلى الذي قد اشتد به البلاء بأحوج إلى الدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء) بحار الأنوار ج93 ص301 .
فبما أن دعاء الله سبحانه وتعالى يوقظ القلوب من الغفلة ، ويمد روح الإنسان بالتفاعل مع الحياة ، فتتيسر الأسباب لحاجته المشروعة ، وتكون لديه القوة النفسية الكافية لمواجهة المشاكل ، لكون الدعاء يعني الإعتماد على القدرة المطلقة لذات الله سبحانه التي تحكم الكونين .
ولنشاهد ما أوصى به الإمام علي بن أبي طالب (ع) ولده الحسن (ع) فقال : (واعلم أن الذي بيده خزائن السماوات والأرض قد أذن لك بالدعاء ، وتكفل لك الإجابة ، وأمرك أن تسأله ليعطيك ، وتسترحمه ليرحمك ، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبه عنك ، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه ، ولم يمنعك إن أسأت من التوبة ، ولم يعاجلك بالنقمة ، ولم يناقشك بالجريمة ، ولم يُِؤيسك من الرحمة ، بل جعل نزوعك - انقطاعك - عن الذنب حسنة ، وحسب سيئتك واحدة ، وحسب حسنتك عشرة ، وفتح لك باب المتاب - التوبة - ، فإذا ناديته سمع نداءك ، وإذا ناجيته علم نجواك ، فأفضيت إليه بحاجتك ، وشكوت إليه همومك ، واستعنته على أمورك ، وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره ، من زيادة الأعمار وصحة الأبدان وسعة الأرزق) .
هذا والدعاء هو نوع من أبواب القبول السريع للعامل الذي جهد نفسه في سبيل رضا الخالق ، وليس الدعاء بالإتكالية والأحلام ، وترك المثابرة . فهذا منهج الأنبياء والأئمة والصالحين الذين يلتزمون الدعاء ، ويجدّون في أمور الحياة المشروعة في دفع الضرر وجلب المنفعة التي كان أحد السبل إليها الدعاء .