عندما تقف على شاطئٍ ذهبيٍ .. و تنظر من حولك
فترى ذرات الرمال الناعمة تتلألأ كالدرِ الخالص
و ترى آلاف الأصداف و القواقع الملونة
و تتساءل من أين جاءت ؟!
هل تراها نجومًا سقطت من السماء و استقرت على ذاك الشاطئ !
تنظر إلى ذلك الأفق المشع البعيد
البحر أزرق كزرقة الفـيروز
و أمواجه .. تارة تقترب بحنان لتعانق الشاطئ
و تارة تصطدم به كأنها عاصفة هوجاء
و تنظر إلى الشمس
فترى أشعتها تخترق السحاب لتراقص أمواج البحر
و ينعكس توهجها فتلمع صفحات الماء بطريقة تأسر الألباب
تسمع تغريد العصافير كأنها تُهدي هذا اللحن الجميل للبحر
فيرد عليها بصوتٍ تخلقه الأمواج المتلاحقة
و تشعر بنسمة خفيفة تداعب وجنتيك
بل لربما تذوقت ملوحة الرياح النديـة
يا له من مشهدٍ خلّاب
مشهد له أن يغمرك بجماله وشاعريته
هذا المشهد بالذات قد يمنحك الإلهام الذي تحتاجه لتتخذ موقفاً محدداً
وترتقي بحياتك لمرحلة جديدة
كما حدث للعالم الباحث ، القبطان جاك إيف كوستو “ Jacques Yves Cousteau”
القائل : " أحيانا قد نكون محظوظين كفاية لنعلم أن حياتنا
تحتاج إلى تغيير ، إلى رفض القديم
و إلى تبني الجديد، و قد حدث ذلك لي في صباح يوم صيفي عندما فتحت عيني على البحر ".
التجول وسط الأمواج .. والعوم على صفحات الماء الفاتر
يولّـد مشاعراً خاصًة مماثلة للتحليق دون جناح وسط الغيوم الضبابية
الغوص في دهاليز المحيط يفتح لنا أبوابًا لحياةٍ جميلة و عالمٍ خلاب
عالمٍ مليءٍ بمخلوقات غريبة ..
بدءاً من الطحالب و الأعشاب البحرية
التي تتدرج ألوانها من الأخضر الداكن إلى الأصفر الذهبي إلى الأحمر القاتم
و انتهاءً بأنواع الأسماك المتباينة في الحجم و اللون و الشكل
عندما تستطلع المحيط ستشعر بأن الزمن توقف
و أنك لم تعد بذلك العالم المزدحم الفوضوي الذي تعرفه
ستشعر بأنك انتقلت لعالمٍ آخر .. و كأنك في جنة
لن تشعر بمن حولك
و لن تهتم بأحد آخر
أنت و البحر .. فقط
البحر سيستمع لك دون أن يقاطعك
سيصغي إليك و يشعر بوحدتك
سيشعر بآلامك و آهـاتك
جوفه العميق سيحمل أسرارك و أفكارك و أحزانك
فالبحر ملجؤك عندما تضيق ذرعاً بالبشر
في كل مرة تفضي إليه بأسرارك
ستشعر
كأنك بطل .. و أن لا شيء سيقف في وجهك
كأنك تمتلك المحيط و أن كل شيءٍ أصبح ممكناً
كأنه تسلل إلى جوفك ليوقف دمعاتك
ستشعر و كأنه مجرد رسالةٍ في زجاجة
أُرسلت إليك من خالقك – جل و علا –
لتعلم بأنك لست بمفردك
و لتقدر الكون من حولك ..