مع
تنامي مرض السكر كواحد من أخطر الأمراض عالمياً، وتكبّد شريحة كبيرة من
الناس ملايين الدولارات سنوياً على هذا المرض ـ حيث أكدت مصادر طبية
سعودية قبل أيام أن السعوديون ينفقون 6 مليارات سنوياً على هذا المرض ـ
بات من المهم جداً تبني سياسة توعوية وتثقيفية للتعريف بهذا المرض
الخطير.. الذي يؤدي في معظم الحالات إلى مخاطر جمّة لا قدّر الله، بدءًا
من بتر الأطراف، مروراً بالعمى ووصولاً إلى الموت.
فما هو هذا المرض؟.. كيف نتعرف عليه؟ ومتى ينبغي لنا أن نزور الطبيب؟
تعريفه:
السكر
هو مجرم خطير يعمل في الخفاء، غالباً ما يكون متوارياً ليهاجم فجأة أجهزة
الجسم. يؤدي إلى مجموعة من الأمراض التي تصيب الجسم، وتؤثر على طريقة
استخدامه للسكر في الدم.
ولمعرفته أكثر، ينبغي أن نقترب بشكل أكبر من عناصره.
الجلوكوز:
هو عنصر حيوي يستخلصه الجسم من السكر، ويمد الجسم بالطاقة و يدخل إلى
خلاياه عن طريق الأنسولين، والأنسولين يعرف بأنه هرمون يفرز عن طريق
البنكرياس ويعمل على فتح الأبواب التي تسمح بمرور الجلوكوز إلى خلايا
الجسم.
ومرض
السكر يحدث في حالة عدم إفراز البنكرياس للأنسولين، أو إفراز كمية قليلة
غير كافية منه، لا تسمح بإتمام عملية دخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم.
فيبقى الجلوكوز بنسب عالية في الدم، تؤدي إلى تدمير أو تلف الكثير من
خلايا الجسم.
الأعراض والأسباب:
بعض
الأشخاص المصابين بداء السكر، يستمر المرض لديهم مدة تصل إلى أكثر من 8
سنوات دون الشعور به، وقد تختلف من شخص لآخر. ولكن في الغالب تظهر عدة
أعراض له، منها:
- الظمأ المستمر وكثرة التبول بسبب زيادة معدل الجلوكوز في الجسم.
- أعراض شبيهة بالإصابة بالبرد، مثل الضعف العام و فقدان الشهية.
- زيادة وزن الجسم أو نقصه، بالتعويض مما يفقده من سوائل، فيأكل المصاب أكثر من المعتاد، ما يؤدي لحدوث زيادة في وزن الجسم.
- ضعف الرؤية: فالسكر يزيد من خروج السوائل من أنسجة الجسم، بما في ذلك عدسات العين، وهو ما يؤثر على العين وعلى التركيز.
- بطء في التئام الجروح: أو حدوث إصابات متكررة.
-
إصابة الأعصاب: مما يؤدي إلى خدر في اليد والقدم وآلام محرقة في
القدم أو الذراع أو اليد، وقد يحدث ضعف جنسي عند الرجال فوق الخمسين.
- احمرار و تورم وضعف في اللثة والعظام التي تحمل الأسنان بالفم.
من
أهم أسباب الإصابة بمرض السكر، العامل الوراثي، ارتفاع نسبة الكولسترول
بالدم-الشحوم الثلاثية، السمنة، ارتفاع الضغط الشرياني، التدخين، زيادة
الوزن، تعطل بعض خلايا أو عجزها، قلة النشاط، تقدم السن (وخاصة بعد عمر
الـ 45. فيتوجب ممارسة رياضة خفيفة أو المشي نصف ساعة باليوم).
متى يجب أن نلجأ للطبيب:
من
أهم الأمور التي ينبغي على الجميع معرفتها (مصابين أو سليمين) أن إجراء
الفحوص الطبية ضرورية جداً لمعرفة نسبة السكر، خاصة وأنه قد يصيب الإنسان
دون علم منه، أو دون أن يعلم بذلك.
وهنا
يجب إجراء اختبارات لاكتشاف مرض السكر مبكراً، عبر القيام باختبار للسكر
بشكل دوري. وهذا الاختبار يجب أن يجرى صباحاً قبل الأكل وبعد الأكل
بساعتين. كما يجب إجراء اختبار السكر للسيدات الحوامل لاكتشاف وجود السكر
عندهن.
فقد
لا يدرك المريض في بداية إصابته بالسكر أنه مصاب، كون المرض لا يحدث أعراض
إصابة في البدء. ومعرفة المريض بأنه مصاب بالسكر في وقت مبكر، يمكنه من
السيطرة على المرض، وهذه السيطرة ستساعد المريض بشكل كبير وفعال في تجنب
المضاعفات الطويلة والقصيرة المدى له.
العناية الشخصية:
أفضل طريقة للعناية الشخصية بالمرض، هي إجراء فحص سنوي شامل بالإضافة إلى الفحص الدوري لمستوى للسكر.
فحص العين كل ستة أشهر
زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري، وتنظيف الأسنان مرتين.
العناية بالقدم.
الإقلاع عن التدخين.
عدم شرب الكحوليات.
تناول الإسبرين حبة يومياً.
مراقبة ضغط الدم.
السيطرة على الضغوط العصبية وإيجاد الحلول المناسبة لأي مشكلة بشكل هادئ.
إجراء التمارين الرياضية بشكل يومي.
إن
مرض السكر من الأمراض التي تسبب مشاكل خطيرة وكبيرة، ولكن يمكن السيطرة
على المرض ومتابعة الحياة بشكل طبيعي وصحي باتباع الإرشادات السابقة بدقة.