كلية الطب بجامعة هارفورد:
بإمكان
الأطباء مساعدتك في الوقاية من بعض الأمراض بإجراء اختبارات الكشف عن
الأمراض، وبإعطائك التطعيمات، غير أن تأثير ما يستطيع طبيبك عمله ضئيل
بالمقارنة مع يمكنك أنت عمله من أجل ذاتك، عن طريق تناول وجبة متوازنة من
العناصر الغذائية وممارسة الرياضة والمحافظة على رشاقة جسدك مهما تقدم بك
العمر.
ولعلك
تقررين إجراء تلك التغييرات ببطء، وإدخال الممارسات الصحية إلى حياتك
شيئاً فشيئاً، أمر واحد يمكننا أن نقوله لك ونحن مطمئنون: إذا كنت تتمتعين
بالصحة حالياً، وترغبين في الاستمرار بذلك، فإن اتباعك النصائح التي سوف
نقدمها هو أفضل السبل نحو حماية صحتك.
تناولي غذاءً صحياً:
هناك
أطعمة "لذيذة" وأخرى "رديئة"، ولكن هذه الأغذية لن تكون كذلك إلا إذا تم
تناولها بانتظام ولفترة طويلة، لأن الأمر مربوط بالتوازن.. فبعض الطعام
يبدو جيداً لك، إذا تناولته باعتدال، لكنه سيكون سيئاً إذا أفرطت به، من
أبرز هذه الأمثلة اللحوم الحمراء، والتي تحتوي على عنصر الحديد الثمين،
لكنها تحتوي أيضاً في الغالب قدراً كبيراً من الدهون المشبعة، لذلك يجب
تناولها باعتدال.
كلنا
قد يتناول بين الحين والآخر أغذية، أقل من أن يقال عنها أنها "صحية"، ولكن
لا عيب في ذلك، فهذه الأطعمة ليست كالسم سريع المفعول، أي أنك لن تمرضي
إذا تناولت منها قطعة كبيرة، فمن منا لم يتناول في حياته قطعة ضخمة من
الشوكولاته، أو كعكة الشوكولاه.
النقطة
الأساسية هنا، أنه يجب عليك اختيار الأغذية الصحيحة التي تعتمدين عليها
بشكل منظّم، كالأغذية الشاملة مثل الخضروات والفواكه والحبوب، وهذه
الأغذية يجب أن تؤكل باستمرار، مع التقليل قدر المستطاع من الأغذية
الرديئة صحياً.
الرياضة:
اجعلي
التمرينات الرياضية جزءًا من حياتك اليومية، النشاط اليومي مثل صعود الدرج
بدلاً من المصعد، أو المشي إلى المحلات القريبة بدلاً عن السيارة، يمكن أن
تقدم فوائد صحية جمة، حتى وإن لم يستمر النشاط أكثر من 5 - 15 دقيقة.
ورغم
أن ممارسة الرياضة لـ 30 دقيقة يومياً لا يزال أمراً مثالياً، إلا أنك لست
بحاجة للاشتراك في نادٍ صحي، أو امتلاك جهاز رياضة في المنزل، يمكن أن
تبدئي المشي لمدة 10 دقائق يومياً في المنزل، وأكمليها بعشر دقائق أخرى في
الصباح، أو بعد العشاء أو غيرها.
إن مفتاح الصحة يكمن في التحرك، وأن تصبح التمرينات المنتظمة جزءًا لا يتجزأ من روتين حياتك اليومية.
إجراء الفحوصات الطبية والذاتية:
حتى
تتكشف المشكلات الصحية مبكراً، أنت بحاجة لإجراء بعض الاختبارات على جسمك
للتأكد من سلامته، وهي لا تقتصر على الطبيب فقط، فهناك بعض الاختبارات
الذاتية المفيدة جداً، كاختبارات الجليد والثديين وضغط الدم، وغيرها، وإذا
كنت ممن يعانون من بعض الأمراض، كالسكري مثلاُ، فيجب الانتظام بشكل متكرر
لإجراء اختبارات عديدة.
تجنبي الإصابات:
الإصابات
مسؤولة عن نسبة لا بأس بها من المعاناة والعجز والوفاة، فحتى منزلك الذي
يعتبر آمناً، يمكن أن يحتوي على مواد خطيرة تهدد سلامتك، ويجب هنا مراجعة
طرق الوقاية التي تنشرها العديد من الجهات المهتمة بهذا الموضوع.
تكيفي مع الضغوط:
لا
تكاد تخلو حياة أي منا من الضغوط، وليست جميع ضغوط الحياة ضارة بالنسبة
لك، غير أن الضغط المفرط قد يؤدي إلى أعراض صحية خطيرة. لذلك تعلمي
الأساليب التي تساعدك على السيطرة على الضغوط، واعلمي أن أي مشكلة هي أصغر
من أن تسبب لك مرضاً في يوم ما.
التحصّن بالتطعيمات:
التطعيمات
ضد العديد من الأمراض الرهيبة حققت أثراً إيجابياً هائلاً على الصحة خلال
الخمسين عاماً الماضية. من السهل أن نعتبر هذا التأثير أمراً مسلماً به،
وكثير من الناس يفعلون ذلك، لكن ينبغي عليك ألا تحذو حذوهم، فمن الضروري
للأطفال أن يحصلوا على التطعيمات المطلوبة، كذلك البالغون عند الحاجة،
كالتحصينات قبل الذهاب إلى الحج، أو قبل السفر إلى بعض الدول الخارجية
وغيرها.
تجنبي التدخين تماماً:
يلاحظ
في المجتمع انتشار عادة جديدة بين السيدات، وهي عادة التدخين. ولكن قبل أن
تدخن السيدة يجب عليها معرفة بعض الحقائق الموثقة، ومنها أن التدخين يعتبر
أول سبب للوفاة في الولايات المتحدة، ويتسبب بوفاة 400 ألف شخص سنوياً في
أمريكا وحدها. وأن التدخين يساعد في انتشار العديد من الأمراض، كالسرطانات
والتهابات الرئة والسكري وضغط الدم والقلب وغيرها. كما يجب معرفة أن
المدخنين يمكن أن يبدؤوا بتنظيف جسمهم حال توقفهم عنه، لذلك عليهم التوقف
فوراً.
الوقاية الجنسية:
من أخطر الأمور التي تسبب الوفيات وانتشار
الأمراض الخطيرة، إقامة علاقات جنسية محرمة وغير شرعية، حيث إن هذا النوع
المحرّم يؤدي إلى الانزلاق في متاهات عديدة، كالحمل السفاح، أو الأمراض
التناسلية، وهناك على الأقل 25 مرضاً تناسلياً تشمل العدوى بالفيروسات
المسببة بسرطان عنق الرحم، والإيدز وغيرها. وأفضل السبل للوقاية من
الأمراض التناسلية، الامتناع تماماً عن ممارسة الجنس خارج إطار الزوجية
التي شرّعها الله.